القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

 في يوم مشمس، وقفت سمر قدام المرآة وهي بتسرح شعرها بسرعة بعد ما سمعت صوت أمها بينادي عليها من الصالة:

– يلا يا سمر، اجهزي بسرعة. هنروح نزور هنا في شقتها الجديدة.



سمر ردت وهي بتحاول تلبس أسرع:

– حاضر يا ماما، ثانية واحدة وهنزل.


بعد دقائق، كانوا واقفين قدام باب الشقة الجديدة. فتحت أم هنا بابتسامة واسعة، ورحبت بيهم. دخلوا يتعرفوا على بعض، لكن بمجرد ما عيون سمر وقعت على هنا، حسّت حاجة غريبة. سلمت عليها بشكل عادي جدًا، لكن قلبها بيهمس لها:

"يا رب تطلع كويسة ونبقى أخوات."


وفي نفس اللحظة تقريبًا، كان في قلب هنا نفس الإحساس:

"البنت شكلها لطيف… يا رب نكون قريبين من بعض."


الأمهات بدأوا يتكلموا ويتعرفوا أكتر، ووسط الكلام قالت أم هنا:

– طب بما إن بنتك وهنا في نفس الجامعه، يبقى ينفع يروحوا مع بعض  ويرجعوا سوا.

– فكرة جميلة، أنا موافقة. بكرة نجهز كل حاجة وننقل هنا مع سمر.


لكن في عقل سمر وهنا كان نفس السؤال بيتكرر:

"إزاي هنبقى أصحاب ونقرب لبعض في الجامعة؟"


مرت أيام قليلة، والتحقوا بنفس كلية الإعلام. وفي أول يوم، بعد المحاضرات، قعدوا على الكافيتيريا لأول مرة يتكلموا بجد. سمر بدأت الكلام بصوت متردد:

– هنا، ممكن أقولك حاجة؟ أنا في الأول مكنتش مرتاحة لك.


هنا ضحكت بخفة وقالت:

– وأنا كمان! بس لما عرفتك شوية لقيتك بنت جدعة.

– وأنا كمان لقيتك طيبة جدًا… يمكن كنا محتاجين وقت بس.

– يبقى من النهاردة، إحنا مش مجرد زميلات. إحنا خوات.


ومن اللحظة دي، بقوا أقرب لبعض من أي حد تاني. كانوا بيشاركوا أسرارهم، يذاكروا سوا، يضحكوا لدرجة البكاء، ويحلموا بالمستقبل مع بعض.


لكن الحياة قررت تختبر صداقتهم لما ظهرت زينة.

زينة ظهرت فجأة في الكلية، بنت جديدة بابتسامة لطيفة وصوت واثق وقالت:

– هاي يا بنات، أنا زينة. ممكن نبقى أصحاب؟


سمر وهنا رحبوا بيها بسهولة، لكن مع مرور الوقت بدأت زينة تقرّب من سمر أكتر وأكتر. كانت تعرف إزاي تتكلم، وإزاي تخلي اللي قدامها يحس إنه شخص مميز. وسمر، من غير ما تلاحظ، بدأت تقضي معاها وقت أطول وتقلل من وقتها مع هنا.


هنا كانت حاسة بكل حاجة. وفي يوم رجعت البيت، رمت شنطتها على السرير وفضلت تبص للسقف وهي بتقول لنفسها:

"يمكن زهقوا مني… يمكن زينة أحلى وأذكى. طب ليه سمر ما قالتليش حاجة؟"


تاني يوم، قررت تواجهها. وقفت قدامها في الكلية وقالت بصوت فيه حزن مكبوت:

– هو إنتِ بعدتي عني ليه؟


سمر اتفاجئت بالسؤال، وحاولت تتهرب، لكن صوتها كان متردد:

– مش قصدي يا هنا… بس حاسة إني مليت و تفكرينا مش شبه بعض احيانا، وزينة شبه تفكيري أكتر.


الكلام وجع قلب هنا، بس ما ردتش بكلمة. اكتفت إنها تبص لسمر بصمت وتمشي.


وفي اللحظة دي، وقفت زينة بعيد وهي بتراقب الموقف. ابتسمت ابتسامة غامضة وقالت في سرها:

"كويس… اللعبة لسه بتبتدي."


وبعد أيام قليلة، لعبت زينة ورقتها الجديدة. قالت لسمر:

– "أنا هعرفك على حد لطيف أوي. اسمه أحمد."


وأول ما كلمها أحمد، قدر يجذبها بكلامه:

– "أنا عمري ما قابلت حد زيك. إنتِ مختلفة عن أي بنت تانية."


ضحكت سمر بخجل، وحست لأول مرة إن في حد شايفها مميزة. ومع مرور الوقت، بدأ يكلمها على الواتساب كل يوم، ويقول لها:

– "أنا بحبك. ومش هشوف في حياتي حد غيرك."


سمر صدقته، بل وبدأت تحبه. حست إن الكلام اللي كانت بتحلم تسمعه لقيته فيه…


لكن فجأة، زينة واجهتها في الكلية:

– "هو في حاجة بينك وبين أحمد؟"

سمر اتلخبطت، لكنها قالت بثقة:

– "آه… هو قال لي إنه بيحبني، وأنا كمان بحبه."

زينة ابتسمت بسخرية وقالت:

– "يا بنتي، هو بيضحك عليكي. قال لي نفس الكلام بالظبط. ده لعب."


الكلام وجع سمر، لكنها فضلت تدافع عنه:

– "مستحيل… أحمد مش كده وكلامه معايا مش زي أي حد."


رجعت البيت متلخبطة، مسكت موبايلها وقررت تواجهه برسالة أخيرة:

"أحمد، أنا بحبك بجد. ولو إنت كمان بتحبني، اثبت ده وتعال كلم ماما. أنا عايزة العلاقة دي تكون حقيقية."


فضلت مستنية الرد، لكن فجأة ظهر إشعار:

"هذا المستخدم قام بحظرك."


الصدمة وقعت عليها زي صخرة. قلبها اتخبط، دموعها نزلت من غير ما تقدر توقفها. في اللحظة دي بس استوعبت إنها كانت عايشة وهم…


جريت على طول على بيت هنا. فضلت تخبط على بابها وهي بتعيط:

– "هنا، افتحي لي، بالله عليكي افتحي!"


فتحت هنا الباب وبصت لها ببرود حزين:

– "إيه اللي رجّعك بعد ما سبتيّني؟"

سمر بصوت متقطع:

– "ممكن أدخل؟ محتاجة أحكيلك كل حاجة."


قعدت سمر تحكي لها من أول يوم عرفت فيه زينة، لحد اللحظة اللي اكتشفت فيها الحقيقة. لما خلصت، رفعت وشها لهنا وقالت وهي منهارة:

– "أنا كنت فاكرة إنه بيحبني بجد، وأنا… أنا كمان حبّيته. دلوقتي حاسة إني مغفلة، وخايفة ماما تعرف وتكرهني."


هنا قربت منها، مسكت إيدها وقالت بهدوء وصوت دافئ:

– "بصي يا سمر، أنا يمكن زعلت منك، بس عمري ما هسيبك. إنتِ صاحبتي وأختي. كلنا بنغلط، بس المهم نتعلم. وإنتِ لازم تروحي لمامتك وتحكيلها. مفيش أم هتكره بنتها، بالعكس هي اللي هتفهمك وتساعدك."


وبعد ما سكتت شوية، كملت كلامها بنصيحة أعمق:

– "وقبل أي حاجة، قرّبي من ربنا يا سمر. اللي يحبك بجد هييجي من الباب، ويطلبك من أهلك باحترام. محدش يستاهلك غير اللي يشوفك نعمة ويصونك."


الكلام دخل قلب سمر زي الدفا. لأول مرة من أيام، حست إنها مش لوحدها. حضنت هنا وقالت بصوت مكسور:

– "أنا آسفة يا هنا. مش بس إني بعدت عنك… أنا آسفة إني ما سمعتش قلبي اللي كان حاسس إن زينة مش كويسة."


هنا ابتسمت وقالت وهي بتمسح دموعها:

– "كفاية إنك اتعلمتي. المهم دلوقتي تصلحي غلطك وتبدأي من جديد."


وبالفعل، راحت سمر لمامتها وحكت كل حاجة وهي بتبكي:

– "سامحيني يا ماما. كنت خايفة منك… بس أنا غلطت ومش هعمل كده تاني."


أمها حضنتها بقوة وقالت:

– "يا بنتي، أنا مش عدوك. أنا سندك. أهم حاجة إنك اتعلمتي، ومن النهاردة متخبيش عني حاجة."


في الليلة دي، وهي نايمة في حضن أمها، فكرت سمر في كل اللي حصل وقالت لنفسها:

"مكنتش أعرف إن الأمان الحقيقي مش في أي كلمة من غريب… الأمان في حضن أمي، وفي الصاحب اللي يخاف عليّ، وفي قلبي لما يكون قريب من ربنا."

(حقيقه الصداقه ووهم الحب) 

تمت🤍

تعليقات

close