رواية احببت راعية الغنم الفصل الثالث والثلاثون الأخير بقلم أسماء خالد
رواية احببت راعية الغنم الفصل الثالث والثلاثون الأخير بقلم أسماء خالد
البارت الـ33
والأخير
Image
مسحت دموعها واقتربت من البوابة تنظر الى الظلام الدامس الذى اصبح رفيق هذا البيت
كادت ان تمشى ولكن يد سحبتها للداخل
شعرت بالفزع وكادت ان تصرخ ولكن وضع يده على فمها ودلف بها الى الدخل ..لم تراه من شدة الظلام لكنها شعرت انه هو ..اشعل الضوء وهو مازال ممسك بها ..حدقت به ونظرت اليه بصدمة وتتكرر فى اذنها جملته (أطلعى برة ..مش عاوز اشوفك تانى) ولا ترى شئ سوى وهو يخلع الخاتم من اصبعها بعنف
افلتت يدها منه بعنف ودفعته بعيدا عنها ..نظرت اليه بلوم وعتاب حاولت ان تنظر اليه بكره ولكنها لم تفلح..بدأت دموعها بالتراكم حاولت جاهدة على عدم هبوطها حتى لا يظهر ضعفها و لكن عيونها ابت وزرفت دموعها رغما عنها ..نظر اليها بندم جامح واسف وتجمعت الدموع فى مقلتيه لروأيتها هكذا اصبحت مثل الوردة الذابلة ..بعد ما كانت ازهى زهرة فى الحديقة و بكل سهولة اتى هو وقطفها
استدارت نحو الباب لترحل لكنه امسك بها ..لم تشعر بنفسها الا وهى تصفعه على وجهه
ابعدت يده وقالت بحدة والدموع على وجنتيها :اوعى تلمسنى ..ابعد عنى
لم يفعل شئ فهو يستحق اكثر من ذلك
وقف امام الباب ليمنعها من الرحيل وقال بندم :انا اسف ..بجد اسف
تراجعت للخلف وها قد اتت اليها الفرصة لتنفجر فيه فأقتربت منه مجددا وظلت تضربه بكلتا يديها على صدره بكل قوتها وهى تقول بصراخ :اسف ..اسف على ايه بالظبط ..اسف انك ظلمتنى ولا عشان سيبتنى قبل فرحى بكام يوم من غير ما اعرف السبب ايه لغاية دلوقتى ولا اسف عشان الطريقة الزبالة اللى عاملتنى بيها ولا لما طردتنى من شركتك ولا لما شديت منى الخاتم كأنى واحدة من الشارع
امسك يديها وحاول تهدأتها :نور ارجوكى اهدى
نور بعصبية وهى تدفعه مجددا :متنطقش اسمى على لسانك ..انت رجعت تانى ليه عاوز منى ايه بعد اللى عملته فيا ..بسببك انت حياتى اتغيرت وبقيت تعيسة مبقتش اعرف طريق للفرحة ..قبل ما تظهر فى حياتى كنت معرفش طريق الحزن ده ولا الكئابة ..حولتنى من نور البنت اللى بتحب اللعب ومبتحبش تشوف حد متضايق او زعلان لواحدة تانية انا معرفهاش ..جيت خربت حياتنا كلنا
وجاى بعد 3 سنين بكل سهولة تقولى اسف ومعتبر انى ممكن اسامحك على اساس انى لسه نور بتاعة زمان اللى بتسامح من كلمة
أدهم بتوسل :طيب ممكن تسمعينى واقولك السبب اللى خلانى ابعد
نور بحدة :مش عاوزة اسمع حاجة
كادت ان تمشى لكنه امسكها من ذراعها وقال بصرامة :لا هتسمعينى انا فى اليوم اللى بابا راح فيه المستشفى لما خرجت من عنده ملاقتكيش وقالولى انك روحتى مع ياسين ..بليل قعدت اتصل بيكى مكنتيش بتردى قلقت عليكى وجتلك الفيلا وشوفتك وانتى حاضنة ياسين و
قاطعته هى بإنفعال :وكنت بتحسب انى على علاقة بيه ..عشان كده لما روحتلك المستشفى مبصتش فى وشى وقعدت كام يوم مش بتكلمنى و لما جتلك الشركة كان كلامك كله تجريح فيا وانا معرفش السبب ايه ..برغم انى قولتلك انه اخويا
أدهم بحدة :كنتى عاوزانى اعمل ايه يعنى لما اشوفك كده..وانتى مفهمتنيش انه اخوكى فى الرضاعة ..انا كل ده كنت بحسب انك بتعتبريه زى اخوكى
نور بدموع :كنت تيجى وتواجهنى لكن متعملش فيا كده مش كل حاجة بنشوفها بعنينا نصدقها لكن انت صدقت ده عشان كنت بتشك فيا ..انت تعرف قبل ما تيجى هو كان بيكلمنى فى ايه
فلاااااش باااك
فى منتصف الليل واقفة فى شرفتها تنظر الى تلك النجوم اللامعة
نظرت لأسفل لتراه جالس فى الحديقة فذهبت اليه
ياسين :ايه اللى مصحيكى لغاية دلوقتى
جلست بجواره :مجاليش نوم قلقانة شوية
ياسين :من ايه
نور بتردد :فكرت فى الكلام اللى قولتهولى صدقنى مش هقدر اقوله انك عاوز تتقدملها
ياسين :يا نور انا بقولك عرفيه انى بحبها ومستعد اتقدملها بس لما اخلص جامعة واشتغل وانا كلها سنة واتخرج
نور :طيب انت فعلا بتحبها بجد ولا ايه ..يعنى انت نسيت فرح فعلا
ياسين بصدق :والله بحبها بجد وعارف انها بتحبنى بس مكنتش ببين لها.. ولما كنت بشوفها واقفة مع حد كنت بغير عليها ومبلاقيش حاجة اتحجج بيها واقولهالها غير انى اقولها انا زى اخوكى ..وبالنسبة لفرح انا اكتشفت انه مكنش حب ده كان مجرد حب مراهقة على تعود يعنى سنتين جامعة مع بعض
نور :طيب عمو سامح عارف
ياسين :انا قولتله وهو موافق طلاما بعد ما اخلص
عندما شعرت بصدق كلامه قالت :خلاص انا موافقة وهقوله
نهض بفرحة ليقف قبالها
ياسين :بجد يانور
اومأت رأسها ثم قالت بقلق :بس انا خايفة من ردة فعله لما يعرف فى الوقت ده ..يعنى عمو احمد فى المستشفى تعبان واقوله كده
ربت على ذراعها :متخافيش انا اللى هتصدر انتى مالكيش دعوة..انتى عليكى بس تقوليله انى بحبها وفعلا عايز اتقدملها وبعدين انا هكلمه
نور :ربنا يستر بقى
نظر ياسين اليها مطولا ثم ضمها اليه بحب :نور انا بجد بحبك اوى
ابتسمت هى :وانا كمان
بااااك
أجهشت فى البكاء وخارت قواها لم تستطيع الوقوف فجلست على الارض :عشان كده قولتلى انى بلعب بيك
أدهم بتأثر وجثى امامها :صدقينى انا مستاهلش دموعك دى.. انا مستعد اعمل اى حاجة بس سامحينى يا نور عشان خاطرى
نظرت اليه بلوم وظلت تبكى ..ادمعت عيناه واقترب منها ومد يده ليمسح دموعها لكنها انتفضت ونهضت سريعا وهى تمسح دموعها بعنف :قولتلك متلمسنيش
تركته واتجهت نحو الباب وقبل ان تفتحه سمعته يقول :نور انا لسه بحبك
نظرت اليه بحدة :وانا بكرهك
أدهم :انتى كدابة عينيكى بتقول غير كده ..ولو كنتى بتكرهينى يبقى ايه اللى خلاكى تيجى قدام البيت وتقعدى
ارتبكت نور فقالت بنبره حادة :باجى عشان افتكر اللى عملته فيا واكرهك اكتر
وقف هو ينفث بضيق وهو يقول :بردو يا نور مش هسيبك
بينما هى ما ان استدارت حتى بكت ..وركضت الى منزلها
Image
استيقظ من نومه على صوتها فتح عينه بنعاس ليجدها تلبس طفلهما
ياسمين وهى تلبسه حذاءه :يلا يا حبيبى روح لتيته عشان هى مستنياك تحت
ركض مصطفى مسرعا ..لينظر اليها بتساؤل :مصطفى رايح فين
ياسمين دون ان تنظر اليه :ماما هتروح السوبر ماركت وهو شبط فيها ..ثم التقطت المنشفة واعطتها له :حضرتلك الحمام
نهض من على الفراش ووقف قبالها ..ادار وجهها بأنامله :ياسمين انتى لسه زعلانة منى
نظرت بعيدا ولم تجيب ..فقال :صدقينى انا مكنش قصدى انى اتعصب عليكى ..بس انتى اللى نرفزتينى لما اتكلمتى عليه بالطريقة دى متنسيش انه ابن خالتى وغير كده انا بعتبره اخويا
التفتت اليه بحدة :ونور اختى والله ..وياريت ياعمر متطلبش منى انى اساعدك فى الموضوع ده لأنى بجد انا مش هقدر
عمر :خلاص يا ياسمين اللى يريحك اعمليه وانا مش هغصب عليكى
Image
خرج وقام بشراء بعض الاغراض وكان فى طريقه الى الفيلا لفت انتباهه عندما وجده واقف على الطريق مع بعض الرجال
صف السيارة بجانب الطريق وترجل منها ليجده بدأ بالسير معهم فنادى عليه أدهم :ياسين
استدار ياسين له وقف ينظر اليه مطولا فلم يتوقع ان يراه
أدهم :ممكن نتكلم
انقلبت نظرته الى شرر يتطاير من الغضب..قبل ان يقترب منه استأذن منهم واتجه نحوه قائلا وهو يدفعه بقوة :انت عاوز ايه تانى ..ايه اللى رجعك
كاد ان يدفعه مجددا الا ان يده ادهم امسكته وقال بجدية :انا عاذرك وعارف انك عندك حق بس ممكن تسمعنى
ياسين :مش عاوز اسمع منك حاجة ..وياريت ترجع مطرح ما جيت
استدار ليرحل لكن امسكه ادهم من ذراعه ..أدهم بنبره صارمة :مش هتمشى غير لما تسمعنى
وقف ياسين بعد اصراره وبعد ما انهى حديثه حتى قال ياسين بحدة :بس ميدكش الحق انك تسيبها بالطريقة دى
أدهم :لو كنت مكانى كنت هتعمل ايه
ياسين بغضب :انا مش غبى عشان ابقى مكانك ..بس لو كنت مكانك هواجهها باللى شوفته ومسيبهاش بالطريقة دى انت عارف نور تعبت ازاى وكانت عايشة على المهدءات..انت ترضى اعمل كده فى اختك
صمت أدهم وقال بندم :صدقنى انا ندمان
ياسين :ياريت الندم بينفع
أدهم بصدق :انا والله مستعد اعمل اى حاجة عشان هى تسامحنى
ياسين :معتقدش باللى انت عملته ده تسامحك ..نور اتغيرت ومبقتش بتثق فى حد
أدهم بأمل :هحاول ..ثم اسطرد قائلا :بس انا دلوقتى كنت عايز اعرفك سبب رفضى ليك ..صدقنى انا مكنش هيبقى عندى اى اعتراض عليك بس اللى شوفته خلانى احس انك بتلعب بأختى
ياسين :طيب انت حسيت انى بلعب بأختك فسافرت بيها على اساس انك بتحميها منى ..طب انا دلوقتى اعمل فيك ايه وانت دمرت اختى
أدهم بندم شديد :والله مكنتش اعرف
ياسين :طيب المطلوب منى ايه دلوقتى
أدهم :تساعدنى ارجع لنور
Image
بعد مرور يومين
وصل احمد وزوجته وابنته المنصورة بعد ما طلب منه عمر ان يأتى
وبعد ما جلسوا وتحدثوا فيما سوف يفعلوه
هتف احمد قائلا :انت عارف يا أدهم والله لو كانت نور بنتى او ايسل مكانها وحصل معاها كده والله ما كنت هبص فى وشك واحتمال كنت قتلتك..بس انا مش عارف بأى عين هكلمهم
قال عمر :مش وقت الكلام ده يا عمى اهم حاجة دلوقتى ان نحاول نصلح اللى اتكسر ..ثم وجه كلامه لأدهم :وانت يا ادهم تروح دلوقتى الفيلا هتلاقيهم كلهم هناك
تدخلت نيفين بخوف :يروح فين افرض عملوا فيه حاجة
احمد :يعنى هيعملوا فيه ايه يعنى ..ثم قال بذات مغزى :هو عمل حاجة لا سمح الله
زفر ادهم بضيق ونهض ..لتهتف والدته :ادهم رايح فين
أدهم :هعمل اللى اتفقنا عليه
Image
كانت جالسة معهم لكنها فى عالم اخر فلاحظت شرودها ووجهها العابس فمالت على اذنها :نور انتى كويسه
اماءت برأسها :ايوه كويسه
ياسمين :اومال مالك مش بتتكلمى ليه
نور :عادى اصلى مصدعة شوية
ياسمين بقلق :تحبى اجبلك حاجة للصداع
ابتسمت بوهن :لا انا هبقى كويسه بس عايزة انام شوية ..هطلع انا
محمد :رايحة فين يا نور
نور :هطلع اوضتى يا بابا عايزة انام شوية
محمد :انتى تعبانة يا حبيبتى
نور :لا بس عايزة انام..بعد اذنكم
صعدت اول درجتين من السلم ..فرن جرس الفيلا لتسمع صوت ابيها العالى فنظرت اليه لتنصدم به
ما ان رآه محمد تذكر ما فعله بإبنته فلكمه بقوة وامسكه من قميصه :انت ليك عين تيجى هنا بعد اللى عملته
أدهم بهدوء :ممكن تسمعنى
محمد بغضب جامح :اسمع ايه ده انا هموتك دلوقتى
ركض ياسين مسرعا ليخلصه من يده لكنه لم يتركه
ليسمع صوت ابيه الصارم :محمد سيبه
نظر محمد الى ابيه وهو مازال ممسك به ..فقال على :قولتلك سيبه
نظر اليه بغضب ودفعه بقوة
نظر على الى أدهم بصرامة :جيت ليه
أدهم :عايز اتكلم معاكم .. انا عارف انى غلطت بس ممكن تسمعونى
خرجت زينب من المطبخ على صوتهم العالى لتراه واقف معهم فقالت بصريخ :اطلع بره انت ملكش حاجة هنا عشان تورينا وشك..كفاية اللى عملتوه عايز ايه تانى..اطلع بره
امسكتها سعاد وهى تقول :اهدى يا زينب عيب الراجل فى بيتنا
فقال الجد بصرامة :سعاد اطلعى انتى وهى فوق
صعدت بها سعاد بينما هى ظلت واقفة تنظر اليه فسحبتها ياسمين وصعدت بها
على :اتفضل نتكلم جوه
دلفوا جميعا حجرة المكتب ..فأستدار على له وهو يقول :قسما بالله يا ادهم انا لو كنت طولتك يومها لكنت قتلتك بأيدى ..عشان انت عارف كويس نور بالنسبالى ايه وانا الوحيد اللى ساعدتك انك تتجوزها ووقفت جانبك وكنت فى صفك ..تيجى انت تعمل فيها كده
أدهم :والله انا معذور انا
قاطعه محمد بسخرية :وايه اللى عذرك ان شاء الله
لم يعبأ لسخريته وبدأ فى سرد ما حدث..ليهتف محمد بعد ما انهى حديثه :انت تنسى الموضوع ده خالص ..وبنتى انساها فاهم ..قال جملته وخرج من الحجرة
فأردف على :انا وثقت فيك المرة اللى فاتت وشوفت النتيجة ..مش هقدر اثق فيك تانى واحنا ما صدقنا انها رجعت كويسه
قال ذلك وهو ينهض ..ثم تركه وخرج
لينظر ياسين له قائلا :مش قولتلك محدش هيسامحك
أدهم بعزم وتصميم :بس انا هحاول تانى
Image
كانت تبكى وهى متشبثة بها ..فربتت عليها ياسمين بشفقة
ياسمين :يا نور انا عايزة افهم انتى بتعيطى ليه دلوقتى ..مش انتى كنتى نسيتيه وهو ميفرقش معاكى ..ليه بقى عامله فى نفسك كده
نور من بين دموعها :انا منسيتهوش يا ياسمين مقدرتش انساه
ياسمين :انتى لسه بتحبيه يا نور
نظرت اليها ولم تجيب ..فقالت ياسمين بدهشة :بعد كل اللى عمله
نور بعصبية :اعمل ايه يعنى فى قلبى اللى بيحبه برغم اللى حصل
ياسمين :طلاما كده مسامحتهوش ليه
نور :بحبه لكن مقدرش اسامحه
******
خلاص بقى انت عملت اللى عليك يبقى نرجع
تفوهت بها نيفين بغضب
أحمد بصرامة :مهى عشان مش بنتك بتقولى كده ..حطى نفسك مكانهم ولا مكان امها ..كنتى هتعملى ايه
صمتت نيفين ولم تجيب
أحمد :انا هروحلهم وانتى هتيجى معايا ..بس مش دلوقتى عشان يكونوا هدوا شوية
بعد مرور ثلاثة ايام ذهب احمد ونيفين الى فيلا المنشاوى وتحدثوا معهم حتى انهم تحدثوا مع نور ولكن الامر ليس بهذه السهولة
ظلوا يترددوا على فيلتهم طوال الشهر حتى بدأوا يلينوا
******
خلاص يا محمد والله انا اعتذرت لنور يعنى ماليش اى معزة عندك
تفوه بها احمد وهو جالس معهم فى فيلتهم
محمد :والله ابدا بس
قاطعه احمد :مفيش بس ده كان سوء تفاهم وانا مقدر موقفكم بس ادهم والله ندمان ومستعد يعمل اى حاجة عشان يرجعلها
تنهد محمد بضيق ..فقال على :انا واثق فى ادهم كويس وعارف انه ندمان وبرغم اللى عمله بس انا سامحته لحاجة واحدة ..انه فعلا بيحبها ولو مش بيحبها مكنش هيجيلى كل يوم يترجانى انى اسامحه و اساعده يرجعلها
احمد :طيب يا محمد قولت ايه
محمد بنفاذ صبر :هقول ايه لا اله الا الله ..هديله فرصة تانية..بس هى مش بسهولة هتوافق ..بس انا هحاول معاها
احمد : طب نور فين عاوز اتكلم معاها
محمد :نور خرجت من شوية
Image
جلست فى مكانها المعتاد اسفل الشجرة ..هى تعلم انه الان فى بيتهم ..فرحلت قبل ان تراه خوفا من قلبها ان يضعف امامه
كنت متأكد انى هلاقيكى هنا
انتفضت لتنظر اليه وجدته هو ..فنظرت اليه بحدة ونهضت لتغادر ..فوقف قبالها :يا نور والله ندمان
نور دون ان تنظر اليه :لو سمحت عدينى
أدهم :نور اللى بيحب بيسامح ويغفر
نظرت اليه بتهكم :ده اذا كان فى حب من اصله
أدهم :عينيكى بتقول غير كده
نظرت بعيدا حتى لا تفضحها عيونها اكثر من ذلك
أدهم :كل بنى ادم بيغلط وبيتغفرله ..وانا غلطت سامحينى بقى
نور :مش بالسهولة دى زى ما انت فاكر ..بعد اذنك
تنهد بضيق وهو ينظر اليها حتى اختفت تماما من امامه
Image
كانت تسير به وهى تحمله بسعادة فقبلته من وجنتيه
ايسل :تعرف انك حلو اوى زى عمر وياسمين
فأتى صوت من خلفها يقول :لا طالع حلو لخالو
ابتسمت عندما علمت انه هو ..فأستدارت اليه فأرتمى عليه الصغير
ايسل :ازيك يا ياسين
ياسين :كويس الحمدالله..انتى عامله ايه
ايسل بإبتسامة :تمام
نظر ياسين الى مصطفى الذى نام على كتفيه ..فنظر اليها مطولا فقالت بحرج :بتبوصلى كده ليه
ياسين :متغيرتيش يا ايسل
ايسل :ولا انت
ياسين :طيب هنفضل واقفين كده ..انتى كنتى رايحة فين
ايسل :كنت بمشى مصطفى عشان كان بيعيط
ياسين :طيب تعالى اوصلك لغاية البيت
ساروا سويا و قلبها يقفز فرحا لرؤيته
فقال ياسين دون ان ينظر اليها : مش تباركيلى يا ايسل
خفق قلبها وقالت بخوف :اباركلك على ايه
نظر فى عيناها بعمق وقال :اصلى هخطب قريب
ايسل بصدمة :ايه هتخطب
ابتسم من داخله :ايوه ..مفيش مبروك
حاولت جاهدة ان تمنع دموعها :مبروك ..انا لازم امشى انا سلام
ابتسم وقال :طيب مش عايزة تعرفى اسمها ايه
سارت ولم تلتفت اليه
فقال :مبروك عليكى انا يا ايسل
وقفت بدهشة لم تصدق ما قاله فنظرت اليه بعدم استيعاب فقال :باباكى وافق واخوكى كمان
ابتسمت بفرحة ولم تتفوه ببنت شفه طوال الطريق حتى اوصلها امام الفيلا ..وقبل ان تدخل قالت :على فكرة يا ياسين مكنتش اعرف ان خطك وحش اوى كده
ودخلت مسرعة
ليبتسم هو وينظر الى مصطفى الذى مازال نائم ورحل
Image
دخل الشرفة ليجدها جالسة تحتسى الشاى ..فأقترب منها وطبع قبلة على وجنتيها ..فنظرت اليه بحب :كنت فين
عمر :أدهم كان عاوزنى ورحتله
ياسمين :كان عاوز ايه
عمر :اكيد بيكلمنى على نور ..كده مفضلش الا هى وطنط زينب كلهم الحمدالله بدأوا يسامحوه الا هما
ياسمين :تصدق برغم اللى عملوا بس صعب عليا من المرمطة دى بس يستاهل بصراحة
عمر :ما هو الحب بيعمل اكتر من كده..ثم قال متسائلا :اومال فين مصطفى
ياسمين :ايسل اخدته تتمشى بيه شوية
عمر :طب ونور فين دلوقتى وطنط زينب
ياسمين بنصف عين :انا مش مستريحالك فى ايه
ضحك عمر :هتعرفى دلوقتى بس جاوبى عليا
ياسمين :نور خرجت من بدرى ..وطنط زينب على ما اعتقد فى الجنينة
عمر :كويس اوى ..واخرج الهاتف من جيبه وقام بأجراء مكالمة
ياسمين :فهمنى بقى
عمر :أدهم هيجى دلوقتى وهتفهمى كل حاجة
*****
بعد مرور نصف ساعة كان جالس امامها
أدهم :والله يا طنط زينب بحبها بجد ولو مكنتش بحبها كان ايه اللى خلانى عمال اكلمكم شهر بحاله عشان تسامحونى
نظرت اليه بحنق :دى بنتى يا ادهم ومش سهل عليا اللى انت عملته
أدهم :والله كان غصب عنى ادينى فرصة كمان وانا هثبتلك كده ..ها موافقة
نظرت اليه وقالت :طيب هتعمل ايه
ابتسم ادهم بفرحة فالأن لا توجد امامه اى عقبة
أدهم :هقولك بس محتاج منكم كلكم تساعدونى
Image
مر شهرين وأدهم يحاول ان يتحدث مع نور وهى لا تعطيه مجال للحديث ..وفى حفلة خطوبة ياسين وايسل تعجبت نور منه اعتقدت انه سيتحدث معها مجددا لكنها كانت مخطئة..لم ينظر اليها ولا تحدث معها.. فأعتقدت انه مل منها ولا يريدها فشعرت بغصة
فى صباح اليوم التالى استيقظت مبكرا ..فلم تجد احد مستيقظ فخرجت لتتمشى
تنفست الهواء المختلط بالندى فأغمضت عيناها وهى تشعر بالاسترخاء وعلى ثغرها ابتسامة
شعرت بشئ اظلم على عيناها ..ففتحت عيناها ببطأ لتجده امامها
فقالت بحدة :نعم
أدهم بحزن :لسه بردو يا نور مش طيقانى ومش عايزة تسامحينى
صمتت ولم تجيب فرد قلبها يحثها على ان تسامحه ولكن عقلها تذمر والجم لسانها
فقال أدهم :خلاص يا نور انا قررت انى هبعد تانى طلاما مش عايزة تشوفينى ..صمت قليلا ليراقب ملامح وجهها فقال :انا هسافر النهاردة
نظرت اليه بصدمة ولكن حاولت ان تصمد امامه فقالت بنبرة خالية من المشاعر :انا ميهمنيش ..اعمل اللى انت عايزه
وتركته وذهبت لتترك لتلك الدمعة التحرر من عيناها
بينما هو اخرج هاتفه واجرى اتصال
Image
يلا بسرعة يا ياسمين نور جت اوعى تنسى هتعملى ايه
تفوه بها عمر وهو واقف فى الشرفة عندما رأى نور
ياسمين وهى تركض :طيب متقلقش مش ناسية
ضحك عمر وقال مازحا :بس متجريش لتولدى مش وقتك خالص
ضحكت ياسمين :ماشى يا عمر
خرجت لتجد نور تركض الى غرفتها فذهبت خلفها
وجدتها جلست على الفراش وانفجرت من البكاء
ياسمين بفزع :نور انتى بتعيطى ليه ..قوليلى حصل ايه
نور :هيسافر يا ياسمين ..أدهم هيسافر ويسيبنى تانى
ياسمين وهى تربت عليها :مش ده اللى انتى كنتى عاوزاه
نور نافية :لا
ياسمين :ما هو يا نور قعد يتحايل عليكى تسامحيه ..3 شهور عمال يتكلم معاكى وانتى مرضتيش
نور :منا كنت لازم اعذبه زى ما عمل معايا بس هو اللى زهق بسرعة وهيسافر تانى
ياسمين :يعنى انتى مسمحاه
نور :ايوه مسمحاه من ساعتها ..بس هعمل ايه دلوقتى ..انا مش هقدر على بعده تانى
ياسمين :طيب ممكن تيجى معايا دلوقتى
نور :على فين
ياسمين:جدو عاوزك ضرورى
ذهبت بها الى غرفة جدها ..ظل يتحدث معها وبعد اصرار منه ان تخرج معه فى المساء وافقت ..فدلفت ياسمين وهى حامله ملابس انيقة للغاية اجبرت نور على ارتدائها
Image
عندما حل المساء
كانت بمفردها فى الغرفة لم تسمع صوت احد فخرجت لتجد السكون يعم المكان ..ولكن وجدت اضواء مشتعلة فى الحديقة فخرجت لتتفاجأ بالجميع ..والحديقة مزينة بالشموع والبلالين والارض مزينة بالورود المتناثرة على شكل قلوب..فسمعت صوته وهو يقول :بحبك ..ايوه بحبك ومقدرش استغنى عنك وصدقينى هعوضك على كل اللى فات وبطلب منك تسامحينى ..وبعتذرلك اودامهم كلهم ..نور أنا اسف
بحثت عنه لتجده متجه نحوها وهو فى ابهى هيئته
أقترب منها وهو يقول بأبتسامة ساحرة :نور تتجوزينى
نظرت اليه بسعادة وهى لم تصدق عيناها فنظرت الى والدها ووالدتها ومن ثم جدها لتجدهم يومأون برأسهم فكادت ان تنطق الا وصوت
ااااااااااااااه
فنظروا جميعا الى مصدر الصوت
ليجدوا ...ياسمين بصراخ :الحقونى بولد
Image
بعد مرور خمس اعوام
فى المنصورة
جالسة فى الحديقة تشعر بسعادة غامرة ..فأتى اليها وقبل رأسها فنظرت اليه بحب
نور :صباح الخير يا حبيبى
أدهم :صباح النور ياقلبى ..ايه اللى مقعدك هنا
نور :مستنية على وملك خرجوا مع عم جابر من شوية
لم تكمل جملتها الا ورأت على ذو الخمس اعوام ممسك بكتف اخته ..ملك ذو الثلاث اعوام وهى تحمل بيدها خروف صغير للغاية ولكن يبدو انه ثقيل عليها
على :مامى ملك سرقت الخروف من عم جابر
قطبت جبينها وهى مازالت ممسكه بالخروف :انا مش سيقت حاجة يا مامى عم جابى هو ادهويى
ابتسم ادهم :طب يلا يا ملك سيبى الخروف ده دلوقتى عشان تغيرى ..يلا يا على خد اختك واطلعوا ومامى هاتيجى وراكوا
ذهب اطفاله وهو ينظر اليهم بسعادة فقال :مش بتفكرك بحد البت دى
نظر اليها وجدها مقطبة الجبين وواضعة يدها على انفها
فقال بقلق :نور مالك انتى كويسه
نور :دايخة شوية بس ..ممكن يا حبيبى تغيرلهم انت ..انا مش طايقة ريحة الخرفان معدتى قلبت
غمز لها بعيونه :ايه التالت فى السكه ولا ايه
نور بخجل :باين كده يا دومى
Image
تقوم بلف طرحتها وهى تيقظه
ياسمين بصراخ :يا عمر اصحى بقى جننتنى
استيقظ وهو يفرك بعينه :عايزة ايه
ياسمين بغيظ :قوم انا خلصت ..انت نسيت النهاردة الجمعة هنروح المنصورة
عمر وهو ينهض :معلش نسيت ..هغير بسرعة
ياسمين :بقولك ايه ما انت متسهرليش طول الليل مع عيالك تلعبلى بلايستيشن وتيجى تأخرنى يلا بسرعة على بال ما اصحى مصطفى وعبدالرحمن
Image
يا ياسين خد عيالك من وشى يا اما هرمهملك من البلاكونة..وخاصة وئام خدها من اودامى
تفوهت بها ايسل بتعب
نظر الى بناته ذو الثلاث اعوام واقفين ببراءة كأن لم يفعلوا شئ..فنظراليهم بحيرة فهم توأم متطابق تماما
فهتف قائلا :ابراهيم تعالى هنا
نظروا اليه هما الاثنين ثم نظروا الى بعض فأبتسموا بخبث واتت
الفتاة ببراءة :نعم يا بابى
ياسين بشك :بت عملتى ايه لمامى
الفتاة ببراءة :مش عملت حاجة يا بابى انا بقولها كلتى اخويا ليه
نظر اليها بدقة فأمسك وجهها ولم يرى الحسنة التى يميزهم بها فقال وهو رافعا حاجبيه:بت انتى مش ابراهيم انتى حسام
وسام بزعل :بابى انا وسام مش حسام
ياسين :طب جيتى ليه انا ناديت على ابراهيم ..يلا امشى بدل ما اقول لمامى تبلعك جانب اخوكم
Image
اسر يا اسر
تفوه بها كريم وهو ينادى على ابنه ذو التسع اعوام
اتى اليه ابنه مسرعا :ايوه يا بابى
كريم :فين رهف اختك
اسر :مع شوشو(شاكيرا) فى الجنينة
كريم:طيب يا حبيبى روح اندهلهم ..فذهب الى زوجته الواقفة فى المطبخ فطبع قبلة على رقبتها
انتفضت الين :كيمو خضتنى
كريم :يلا يا حبيبتى استعجلى شوية احنا كده هنتأخر على العيد ميلاد ..أدهم ممكن يزعل لو اتأخرنا
الين :حاضر يا حبيبى ثوانى وهروح البس
Image
الحب كما يقال انه يذل صاحبه بل ويعذبه ويحمله مشاق حبه
فمن يتعذب في الحب فقد عاش الحب بكل تفاصيله
(انها السعادة مغلفة بالعذاب)
Image
بعد مرور عشرون عاما
فى احدى القاعات الفخمة يدخل ياسين متأبط ذراع ابنتيه الاثنتين ليجد على ومصطفى واقفين امامه بأبتسامتهم الجذابة
ياسين وهو يعطيهم بناته :خلوا بالكم منهم حطوهم فى عينيكوا فاهمين ..بس اوعوا تتلغبطوا فيهم ..خد يا على حسام اهى
وانت يا مصطفى خد ابراهيم
أدهم :انت مش هتبطل تنادى عيالك بالاسامى دى حرام عليك اتعقدوا
ايسل :قوله يا ادهم ده جننى ابراهيم حسن وحسام حسن طول الوقت لما انا والبنات نسينا اساميهم..مفيش غير ابنه يوسف اللى بينطق اسمه صح
فأتت نور التى لم يؤثر عليها الكبر فقالت :ماشاء الله عليهم ربنا يحميهم
فبحثت عن ابنتها ملك لتجدها واقفة مع زوجها
مامى انا كمان عاوزة اتجوز
تفوهت بها ابنتها سما (ابنتها الصغيره ذو ال19 عام )
فنظرت اليها نور قائلة :متستعجليش يا حبيبتى
عمر :تعالى هنا يا حبيبتى هجيبلك عريس لقطة
ياسمين مازحة :واول حرف من اسمه عبدالرحمن
Image
عادوا من الفرح وهم فى حالة من السعادة ..ذهبت الى غرفة ابنتها وجدتها قد ذهبت فى سبات عميق فقبلتها واغلقت الضوء وخرجت ..دلفت حجرتها وهى حاملة صينية الشاى وضعتها على الطاولة ..وجدته جالس امام الحاسوب الخاص به فجلست بجانبه لتجده يكتب (تــــــمــــــــت)
فنظرت اليه قائلة بتساؤل :نفسى اعرف انت بتكتب ايه ..بقالى سنتين بشوفك عمال تكتب فى الموضوع ده ..ولما اسألك تقولى بعدين ..مش ناوى تقولى بقى
نظر اليها بحب :دى يا حبيبتى قصة حياتى كلها وحياتك انتى كمان ..وناوى ان شاء الله اعمله كتاب وادى لولادنا كل واحد منهم نسخة
نور بتعجب :انت بتتكلم بجد
امسك يدها وقبلها :طبعا يا حبيبتى بتكلم بجد ..وكمان بدور على اسم ليه ..ممكن تفكرى معايا على اسم
ابتسمت بسعادة وقالت بعد تفكير :قلوب عاشقة
نظر اليها بعمق :هسميه بأول شخصية شوفتك بيها
نور وهى تتذكر اول لقاء بينهم فقالت :راعية غنم يا ادهم
نظر اليها بحب وقال معدلا :أحببت راعية الغنم
تـــــــــــمــــــــت بحمد الله
بقلم \ أسماء خالد البحيرى
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق