القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جنة الظالم الفصل الخامس والسادس بقلم سوما العربي

 رواية جنة الظالم الفصل الخامس والسادس  بقلم سوما العربي




رواية جنة الظالم الفصل الخامس والسادس  بقلم سوما العربي 



جنة الظالم 

الفصل الخامس 


بعد مرور ايام كان محمود يقف مع أسرته يتأمل مشروعه الجديد.. يرجو من الله أن يكن فتحة خير ومصدر رزق له ولأسرته.


المكان عباره عن عربة من معدن مصنوعه بشكل لطيف واولوان مبهجه تعكس روح اصحابها وما يقدموه وبالفعل تجذب انتباه الماره.


وقفت لجوار والدها تساعده بحماس.. فكرة انها كانت السبب برفد والدها صعبه للغايه لا تجعلها تغفوا يوميا.


وفكرة انها تحدت الظالم وانتصرت عليه لها لذه اخرى... لذه من نوع خاص ولكن رغم تلك اللذه إلا إنها بالفعل تتمنى لو يتوقف عن الركض خلفها فالأمر اصبح مزعج للغايه خصوص على والدها فظهوره الدائم اسفل بيتهم بمنطقتهم الشعبيه آثار الاقاويل حولهم.


عادت من شرودها على صوت تألفه جيدا... مجرد سماعها لصوته يرقص قلبها وتتقلص معدتها تقلصات متعدده.


كان ينظر لها مبتسما ويقول :الف مبروك... عرفت ان كل الديكورات دى زوقك.


كانت تنظر له بانبهار... تراه فارسها.. فارس احلامها المغوار.


هذا هو الحبيب على حق.. شاب وسيم... خلوق.. من نفس سنها.. كل فتيات الحاره تعشقه.

وليس ذلك البغل العجوز المتعجرف.


عينيها تلمع بانبهار عجيب له وهو مازال يقف مبتسما حتى اسعفها لسانها ونطقت:الله يبارك فيك يا كريم.


كريم :مبروووك... المكان تحفه بجد.

جنه:بجد عجبك.

كريم:اوووى.


صمت قليلاً يلاحظ ارتباكها ليبتسم متسائلا:عامله ايه يا جنة.


وجد من يحتضن وجه تحت إبطه كرجال الشرطه ويجيب هو :عامله كويسه يا حبيبى.


نظر لجنة متسائلا بغضب:مين ده؟


توقفت موسيقى الاحتفال على أثر صراخه الغاضب وتوجهت أنظار الكل لهم.


قبل ساعه من الان


خرج من غرفة اجتماعاته يسير سريعا وخلفه كالعادة مساعدته تحاول مجارات خطواته السريعه وهى تخبره بباقى التزاماته لليوم.


جلس أخيراً على مقعده خلف مكتبه وهو يفرك عينه من التعب قائلاً :بس بس... اريح شويه وابقى تعالى كملى.


السكرتيرة :حاضر يا فندم.

سليمان :وابعتيلى قهوتى بسرعه.

السكرتيره:حاضر.


ارتفع رنين هاتفه فنظر لهاتفه بتعب ولكنه انتبه عند رؤيته لرقم المتصل.


انه الشخص المكلف بتتبع صغيرته... نظر لعدد المكالمات الفائته بزهول يبدوا انه اتصل به كثيرا.


فتح الخط على الفور يقول :الو..خير يا فتحى... فى حاجة حصلت لجنة؟


فتحى :انت فين يا باشا انا من اول اليوم بحاول اوصلك.. وفى الآخر بتروقنى انا وبتقول عليا نايم على نفسى 


سليمان :اخلللص  انا فى اجتماعات من اول اليوم ومش فايقلك وكنت عامل موبيلى سايلنت ولسه مشغل الصوت... اخلص وقول جنة حصلها حاجة يا حيوان انت.


فتحى:لأ ياباشا دى حته فرحانه ومزقططه ولابسه فستان شيفتشى.


هب من على مقعده يضرب بيده على المكتب وقد اكلت الغيره قلبه يردد:انت بتقول ايه يا حيوان انت... انت مش عارف انا ممكن اعمل فيك ايه.


فتحى :يابشا انا خدام جنابك وبنقلك كله صوت وصورة زى ما معاليك أمرت وهو ده الى انا شايفه قدامى.


هز رأسه بجنون يقول :شايف ايه وصوت وصورة إيه.


اتسعت عيناه وكأن السنه النار تندلع منها يسأل :لاهى فين ولا بتعمل ايه عشان يبقى صوت وصوره؟


فتحى :شوف ياباشا احنا فى شارع *****على النيل طس كده.


سليمان بنفاذ صبر:اخلص يازفت انت هتنقطنتى.


فتحى :بص ياباشا ومن غير عصبيه انا الصراحة مش عارف هما عملوا كل ده امتى بس هما تقريباً عندهم افتتاح حاجة النهاردة مشروع تقريباً حته اسمه سينابون جنة... بس ايه حاجة كده...


صمت بزهول وهو يستمع لإغلاق الهاتف بوجهه.


فقد وقف سليمان والدم يجرى بعروقه يتوعد لها... كل يوم تتمرد اكثر واكثر.. ومتى حدث كل هذا... هو متأكد بأنه قد اغلق كل الطرق أمام محمود من ذا الذى ساعده.


عودة للوقت الراهن.


تجمهر الكل حولهم وأولهم محمود الذى اندفع يحاول إبعاد ذلك الهمجى عن كريم.


ولكن اولا وضع جنة خلف ظهره وهو يبعد كريم عن يد سليمان التى يحكمها حول عنقه.


محمود :انت اتجننت يا جدع انت.. واقسم بالله انا نظرتى فيك ماتخيبش.. انت مريض نفسي ومحتاج تتعالج... روح شوفلك داهيه اتعالج فيها بدل ما انت مطلوق على خلق الله... اوعى سيب الواد.


سليمان بغضب جم:اسيب مين ده هطلع عين امه دلوقتي... بقا انا انشغل يوم بليله ارجع الاقى المهزله دى.


محمود من بين أسنانه :لم نفسك وسيب الواد... واتفضل يالا امشى من هنا.


سليمان :انا عايز افهم إيه الى بيحصل هنا بالظبط.


تقدم احد الحضور ولم يكن غير المعلم سلطان يحاول التحدث معه:بس بس كده ووحد الله.. سيب الواد بس وقولنا انت مين وتعرف كريم منين.


زاد ضغطه على عنق الفتى يصك اسنانه بغل وهو يدرك أن الذى تحت قبضته هو ذلك المدعو كريم الذى أخبرته بشأنه تلك الفتاه.


لاحظ سلطان كل ذلك الغل والقوه فتحدث سريعاً :استهدى بالله ياجدع فى ايه مش كده سيب الواد... أدك ده؟


سليمان وقد تحكمت به غيرته :مش سايبه انا هحرمه يقرب منها.


سلطان :هى مين دى... انت فى حد يخصك هنا.. احنا هنا كلنا اهل وولاد حته واحدة وانت عدم الامؤاخذه انا اول مره اشوفك.


سليمان وهو يشير على جنه بجنون مختل :دى تخصنى.. ومش هسيب دبانه تقرب منها.


صمت الجميع بزهول وسلطان يقلب النظر بين هيئة سليمان فهو واضح عليه السن جدا بالاضافه الى طوله المبالغ به وحجمه ايضا.. وهيئة جنه تلك العصفور الصغير بفستانها الأخضر هذا كأنها عصفور من عصافير الزينه.


الشكل والهيئة غير متوافقة او مناسبة لا من قريب ولا من بعيد على الإطلاق لذا انطلق لسانه باندفاع سلطان المعهود عنه يقول :اخس الله يخيبك.


سليمان :نعم؟


حمحم سلطان يدرك أبعاد الموقف خصوصا بعدما اقترب منه زكريا يهمس له:لم معاه الليله يا معلم ماتنساش ده مكان اكل عيش مش عايزنها تقلب بعاركه هنا.


وافقه سلطان الرأى وهو يؤكد له بعينه ذلك ثم نظر لمحمود وجده متحفز لأى اشتباك فقال لسليمان بتروى:مش القصد بس يعنى دخلتك كانت حاميه.. ماينفعش يعنى تعمل اللقطه دى وسط الشنبات الى حاضره دى كلها.. شكلك صايع وتلقطها وهى طايره.


سليمان :عايزنى اعمل ايه يعني وانا قاعد فى شغلى يجيلى خبر انها واقفه هنا وبتترقص.


اندفع محمود يزجره:هى هبت منك ولا اييييه.. ماتصحى كده للكلام ايه بتترقص دى.. انا بنتى مافيش زيها... واصلا وانت مال اهلك انا عايش مامتش وطول مانا عايش بنتى تعمل الى على كيفها.... وبعدين تعالالي هنااا.. انت ممشى ناس يراقبوها ولا ايه.. ده انت سنتك سوده.


هم ليهجم عليه ولكن حال بينهم سلطان يقول :اهدى يا محمود... ده مكان اكل عيش ولسه بنقول يا هادى.


محمود :انت مش شايف الفجر والبجاحه.

سلطان :شايف الصراحة.


سليمان :نعم.

سلطان :لا بقولك ايه... انا المعلم سلطان... ابقى انزل مصر القديمه بس كده واسأل عليا كله هيقولك ان فتحة الصدر دى ماتنفعش معايا ولا تنفع بردو مع اخويا وحبيبي الاستاذ محمود.. تعالى كده سكه وطريق على الهادى.. هتتكلم نتكلم.


سليمان بدون اى مقدمات :يجوزهالى.


سلطان بزهول:هى مين عدم الامؤاخذه؟!


سليمان بعصبيه:هيكون مين... جنة.


سلطان بتروى:يابنى قول كلام يتعقل... انت مش شايف انت عامل إزاى وهى عامله إزاى.. ماااينفعش.


رغماً عنه ضحك وهو فقط يتخيل ويحاول إيصال مقصده.


سليمان :انا مش بهزر هنا.


حاول سلطان كبت ضحكاته وهو ينظر لعايده التى تقف على احد الجوانب تتابع مايحدث بزهول وتكبت ضحكاتها بصعوبه وهى تدرك مقصد زوجها هى الأخرى.


حاول التوقف عن الضحك يمد يده بهدوء يحرر ذلك المسكين من تحت يده قائلاً :على الهادى.. على الهادى بس احنا عايزين نحل والى بتعمله ده هيزود الطين بله ولا انت مش عايز تحل ولا ايه.. سيب الواد... سيب ياجدع الله.


أخرجه سليمان من بين قبضته العنيفه يتنهد بصعوبه لكنه بالفعل يريد الوصول لحل.


تنهد سلطان يشير لمشغل الموسيقى بان يعيد تشغيلها حتى يبدأ الكل بالاندماج معها عنهم ويستمر الاحتفال.


وتقدم يجذب سليمان له يجلس معه على أحد المقاعد قائلاً :طلباتك.


محمود باندفاع وسخريه :يتجوز جنة... مفكر نفسه قاعد في الجنة.


سلطان :استهدى بالله يامحمود عايزين نحل.


سليمان :قبل اى كلام تروح.


سلطان :ايه؟! ماعلش مش فاهم.


سليمان:جنة... تروح.


محمود وهو يهم بضربه :ده هيتحكم فى بنتى... ده عبيط واقسملك بالله يا سلطان عنده نسبة عته.


اخذ يشمر عن ساعديه يكمل بغل :وعظيم بيمين بقا لاكون انا الى معالجه بالصدمه أدام هو مش عايز يروح من نفسه يتعالج.


منعه سلطان بقوه مهدأ اياه :احنا قولنا إيه يامحموووود... استهدى بالله ياسيدى احنا في مكان اكل عيش.


سليمان بملل:كل ده مش قصتى... انا عايزها تروح... ماتقفش قدام حد بفستانها ده كده.


كل ذلك وهى كالكومبارس الصامت... احيانا تكن مزهوله وأحيانا مصدومه من جرئته بالحديث وأحياناً أخرى يود لسانها بالنطق لكنها تتحكم به بصعوبه لوجود والدها وتدخل المعلم سلطان أيضا.. تقف خلف ظهر والدها تحتمى به ولكن تتابع كل ما يحدث بترقب.


سلطان :طيب نهدى بس كده وانا اصلاً كنت مروح دلوقتي هاخدها معايا في طريقى.


محمود :انت إيه الى بتقولو ده يا سلطان انت هتخلى كلمته تمشى على بنتى على حياة عينى ولا ايه؟!


سلطان :لأ انا اتدخلت وانتو الاتنين هترضوا بحكمى.

محمود :الكلام ده عندنا فى الحاره عند ولاد البلد لكن ده مايعرفش حاجة عن احكامنا دى.


سلطان :ليه يعنى جاى من باريس فى كيس.... استهدى انت بس بالله خلينا نكمل الافتتاح وهى كده كده ثانويه عامه ولازم تذاكر وحتى الجو بدأ يبرد احنا على النيل عدل فأنا هروحها معايا.


هم محمود ليعترض مجددا :انت بتقول ايه يا سلطان ماهو كده يبقى مشى عليا وع..... قاطعه حديث سليمان بملل ونفاذ صبر:استنوني بس ماعلش... تروح مع مين؟!! على اساس انك مش دكر مثلاً عشان اسيبها تروح معاك انت شايفنى داقق عصافير.


لهنا وسلطان هو الذى فقد تحكمه باعصابه ليهدر بغضب:لأ بص انا على أخرى منك ومطول بالى عليك مع ان ده مش طبعى.. انا مش أهطل زيك عشان ابص لعيله فى سنها.


احمرت عينيه يقف امامه يردد :انا أهطل؟!


سلطان بنفاذ صبر:بص عشان انا جبت اخر أخرى... انا معايا المدام والعيال هاخدها فى طريقى وده مش خوف منك ولا بكده تبقى مشيت كلامك علينا احنا كفاءه نقوم بيك ده انت بطولك وسطنا بس ضربه منى ضربه منك هتبقى ليله واحنا مش هنبوظ افتتاح الراجل... فأنت مقدماكش حل غير إنك تاخد بعضك وتروح.... قولت ايه؟


صمت يزن حديثه.. وجد انه اقرب الحلول فأماء موافقا ليتحدث محمود :ايه اللي عملته ده ياسلطان.. انت كده مشيت كلامه عليا وعلى بنتى.


سلطان :عيب عليك.. بقا انا اعمل كده؟بس زى ما قولتلك ده افتتاح واحنا بنقول يا هادى ودافعين كل الى حيلتك فى حتة المحل ده وكده كده الوقت اتأخر انت اصلاً هتفضل هنا تقفل انت والست داليا وانا هروحلك جنة ومازن مع عيالى مش حوار يعنى عدى الليله.


تدخل ذلك الطفيل اللزج يخبرهم بنفاذ صبر :يالااا ولا اوصلها انا.


محمود لسلطان :هضربه.


سلطان بجهل حقيقى :عترتوا عليه فين الاعته ده ولا عرف طريقكوا منين؟!


محمود بقلة حيله : أهو.. ربك.


سلطان :سبحانه.


أشار بعينه لعايده يقول :يالا ياعبده.. تعالوا مع جنة يالا.


سار خلفهم يتأكد انها بالفعل غادرت ثم نظر لمحمود قائلاً بانتصار مستفز:سلام... نتقابل قريب يا حمايا.. فى كتب الكتاب ان شاء الله.


محمود :ده بعدك.. ولو السما انطبقت على الارض.


رفع كتفيه يرد باستفزاز:من غير ما تنطبق... وزى ماقولتلك هنتقابل قريب.. جايلك بالى عمره مايخطر على بالك.


غادر بزهو تاركا محمود خلفه يفكر بحيره عن مغزى حديثه خصوصا بعد كل الثقه التى رآها فى عينه.


_____________________________

فى سياره سلطان.


جلس يقود وبالخلف جلست جنة مع اخيها واطفال سلطان.


اما عايده فكانت تجلس لجوار سلطان متأنقه فى عبايه زرقاء مزركشه بالذهبى تتحدث بزهول:انا مش قادرة استوعب الى حصل لحد دلوقتي.. مين ده وعرفك منين اصلاً ياجنة.


جنه :ولا اعرف يا ابله عايده... ده كان يوم مهبب لما جه فيه الحاره.


عايده :وواحد زى ده جاى حارتنا ليه ولمين؟


جنه :انا عارفه ياكش كانت ايدى اتشلت قبل ما احكله العربيه ماكنش لا شافني ولا... صمتت بعدما تجمعت الخيوط برأسها :تهانى.


عايده :مالها.

جنة:تهانى بنت عمى شغاله في شركته وكان نازل يومها من بيتها انا إزاى ما خدتش بالى.


عايده :وهو ماله بتهانى.. هو بيروح يزور كل الموظفين الى عنده مثلاً !.. لأ لأ فى حاجة مش مظبوطه.


اما سلطان فقطع الحديث يتفاخر بحاله امام عايده يقول وهو يغمزها:بس إيه رأيك في جوزك... ظبطه.


عايده بفخر:ايوه.


ضحك سلطان ثم قال :عايزين ليله ح.... قطع حديثه وهو يجدها تمنعه بعينها محذره تشير على جنه فقال :طيب طيب ماشى... شويه ونروح يا جميل.


ثم رفع صوته قليلاً يقول :على فكره فرح زكريا كمان يومين.. انتو عارفين.


جنة:اه عزمنا طبعا.


سلطان :ربنا يكملهم على خير يا رب.


_____________________________


صباح اليوم التالى.


فى قصر الظاهر


جلس شوكت يحتسى قهوته الصباحيه فى حديقة القصر فتقدم زياد ابن ابنته وماهر ابن اخيه يجلسان لجواره.


ماهر بفضول واستغراب:بس غريبه يا عمى.. سليمان ماكنش على الفطار النهاردة... دى عمرها ما حصلت... ده حدث.


شوكت بغضب طفيف:بلا حدث بلا بتاع... ماجراش حاجة لكل ده.


ماهر بخبث:لا بس ياعمى ده الكل ملاحظ سليمان مش على بعضه خالص... ده مكهرب كل الموظفين فى كل الفروع وكله بيتكلم على حاله المتغير هوووواا.. هو بيتعاطى حاجة يا عمى؟


هب شوكت من اتكاءه ينظر له بغضب ونيران تندلع من عينه وحتى نبرة صوته :انت اتجننت يا ماهر... ازاى تجرؤ وتقول على سليمان ابنى كده... انت نسيت نفسك ولا ايييه... ولا عشان تعب يومين شميت نفسك وطلعلك صوت... فوق لافوقك.


حديث شوكت آثار غضب ماهر فتحدث بهوجاء:روح شوف ابنك الى عامل زى ما يكون مدمن ومش لاقى جرعته قبل ما تقعد تقولى شميت نفسى ولا لأ.


غادر بغضب وهو يسمع شوكت يقول بغضب نارى:اخرس.. بس خلاص كل ده هيخلص وقريب وكل حاجه ترجع لوضعها.


ظل صدره يعلو ويهبط واضطربت أنفاسه فاقترب منه زياد بلهفه:جدى جدى.. اهدى أهدى.


شوكت من بين أنفاسه المتهدجه:كل ده لازم يخلص... سليمان لازم يتجوز البت دى كفايه تلسين ولعب لحد كده.


زياد باستغراب :بنت مين ويتجوز إيه... انا مش فاهم حاجة.


شوكت :مافيش.. مافيش.


لكن زياد بدأ يستجمع هو بعض الخيوط ويفسر:خالى سليمان بيحب واحدة؟! وهى الى عامله فيه كده؟! معقووول!! سليمان الظاهر يحب.... ياترى دى عامله إزاى الى تعمل فيه كده.


غرق فى بحر أفكاره وشوكت لجواره يسمعه صامت ماذا لو علم انها طفله... ماذا لو علم الجميع أيضا.


_____________________________


مرت ايام وهى لا تجيب على اى من اتصالاته ولا اى رقم غريب لربما يكن هو.


وها هى الآن تقف ترقص وسط حفل زفاف زكريا.


والكل مندمج سعيد ولم ينتبه احد لذلك العاشق الولهان الغيور.


يقف بعيد تأكله نيرانه وهو يراها... تقف بهيئتها الناعمه الساحره التى خطفت لبه وقلبه من اول وهله.


لن يقف ينتظر كثيرا... ولن يترك غيره يتمتع برؤيتها... أيضا يريد تفسير مفصل عن ذلك المدعو كريم.


اخذ قراره سريعاً وبعث لها رساله من رقم جديد محتواها (قابلينى تحت البيت)

لسوء حظها او لنقل غباؤها دفعها فضولها لترى ماذا هناك.


تحركت بهدوء لم يثير انتباه اى شخص.


وخرجت من الباب ثم هبطت سلم البيت .


كان يختبئ أسفل نهايه الدرج ومن خلف ظهرها حيث توليه اياه ضغط باحتراف على احد اوردتها ضغطه طويله أفقدتها وعيها.


استغل انشغال الكل بالعرس ووضعها بسيارته وغادر.


بعد ساعه تقريباً


رمشت باهدابها عدت مرات أثر ذلك الشئ الذى تسلل لأنفها  تحاول الاعتياد على الضوء العالى المواجه لها تقول بضياع :انا فييين؟


استمعت لصوته البغيض يردد بلهفه كبيره :انتى فى حضنى يا جنتى.


استفاقت لحاله تدرك وضعها.. وانا بالفعل داخل احضانه.


فانتفضت بصراخ:احنا فين.


كبت محاولتها فى الإبتعاد يقول :مش مهم فين المهم انك فى حضنى ياحبيبتي... وحشتينى... وحشتينى اووى.


صرخت بوجهه تستوعب وجودها على نفس اليخت :انا إيه الى جابنى هنا.


صمتت قليلا ثم اكملت باتهام:انت الى بعتلى الرساله.

سليمان :أيوه انا.

جنة:خطفتنى.


سليمان :واحدة بواحده.. زى ما انتى خطفتى قلبى وروحى وخطفتينى انا شخصياً.


جنة بجنون:يا اخى افهم بقا انا مش بحبك ومش بحب اشوفك.


اتسعت عينه وكانت مرعبه يتقدم منها يتحدث من بين أنفاسه بيأس وتعب:لييييه... انا اعمل كل ده ويبقى ده حالى فى حبك وانتى مقبلاه بكل الكره والرفض ده لييه؟!


ازاحت يده عنها بعنف تخبره:عشان انت ظالم... مفترى... يمكن اكون انا نارك على الأرض.


سليمان وهو يقترب منها بخطوات مدروسه مرعبه:انا الى زييى ناره عند ربنا... عارف انى لما اموت هروح جهنم بس على الارض هعيش جنتى... وانتى جنتى على الأرض.


قال آخر كلماته يضمها له بقوه بكلتها يديها يعتصرها وهو يقبلها بعمق ويأس مع نفاذ صبر.



الفصل السادس 


كان يتمادى ويتعمق بقبلته  والتى طال انتظاره لها وتخيلها كثيرا.


جنته الجميله هى من معه الأن ويشعر بها.


وهى صدمت اولا..لاول مره يحدث معها شئ من هذا القبيل... لاول مره يمسها أحدهم من الأساس.


بعزم مابها من قوه وغضب دفعته بعيدا... حتى أنه تعثر بحافة اليخت وسقط من عليه فى مياه النهر.


صرخت بخوف وفزع... لقد أسقطته فى المياه.


ظلت تصرخ وتضرب خديها وهى لا تراه حتى أمامها.


تحركت بقدميها التى ترتعش  تتحدث بخوف وجنون:غرق.. غرق... مات.. مووته... قتلتلى... قتلتى يا جنه... يانهار اسود... موته... موت بنى ادم يانهار اسود ومنيل موته... يستاهل... لااااا بس مش لدرجة اموته يانهار اسود يانهار اسود.. موته.... هروح إزاى دلوقتي... هرجع للبر ازاى.


استمعت لصوت خلفها يقول:هو ده كل اللي فارق معاكي... هتروحى إزاى!!


نظرت خلفها بلهفه وهلع وجدته يقف بثيابه المبتله يبتسم ويرجع شعره للخلف بيده وكم بدى وسيم وبجسد رياضى.


وقفت تتفقده بفم مفتوح مزهوله جدا.. تراه وكأنه كان يسبح بعطله يستجم مثلاً وقد عاد لتوه.


ملابسه المبتله والملتصقه عليه تظهر عضلات جسده ببراعه.


تحدثت باعين متسعه جعلتها فاتنه ومغريه:انت عايش ماغرقتش؟!


ابتسم عليها بحب يضمها له على غفله يطمئن حاله أنها باحضانه.


دفعته بعيدا تقول :غرقتنى... هدومك مبلوله.

ابتسم باتساع وقال:بس ايه ده... كنتى زعلانه عليا وبتعيطى... اد كده بتحبينى ياجنتى.


ردت عليه ببديهيه:لأ طبعا بس اصل احنا... احنا الى هو الناس الطبيعيه يعنى.. بالنسبة لنا قتل النفس حاجة صعبه.. مش زيكوا عادى القتل عندكوا زى صباح الخير.


اقترب منها اكثر بخطوات بطيئه مدروسه:ولما هو كده... موافقه تقتلينى ليه بحبك.


مع كل خطوه منه كانت تعود هى للخلف تحذره:لو قربت منى تانى مش عارفة انا ممكن اعمل إيه... اديك شوفت الى بيقرب منى بعمل فيه إيه.

مد يده يملس على خصلات شعرها قائلاً باعجاب:شوفت... وفرحت.


تحدثت باستنكار ترفع شفتها العليا تردد :ايه الفرحه فى كده.

حاصرها بين يديه واحد الأركان يردد:عشان محافظة على نفسك ليا.. وانا اول راجل فى حياتك... وآخر واحد اكيد.


كان يتحدث بثقه كبيره تجعل من يواجهه يصاب بجلطه او ارتفاع ضغط الدم.


نطرت له من أعلى لاسفل ثم تحدثت بلا مبالاه :طب روح غير روح... شكلك استهويت.

اعتدل بوقفته يخبرها:خايفه عليا... بتموتى فيا.


نفذت كل طاقتها... تحدثت بعصبيه شديدة :خلص بقا.. انا عايزه ارجع بيتى.


رفع حاجب واحد وتحدث بهدوء مرعب وهو يمرر يده بشعرها الجميل :انا بحبك اه... لأ ده انا بموت فيكي.. بس صوتك مايعلاش عليا تانى يا جنتى... سامعه؟


صمتت ولم تجيب او تهتم فكرر سؤاله بحده :سامعه؟


أجابت وهى ترفع كتفيها:وحد قالك انى اترشيط.. سامعه.. وانا من ناحيتى بأكدلك أنى مش هعلى صوتى عليك تانى ابدا ابدا ابدا 


رفع حاجب واحد مترقب لحالة الرضوخ التى لم يعتاد عليها منها.


وبالفعل وجدها تكمل بسماجه :لانى بإذن الله مش هشوفك تانى.


تجهم وجهه وقال بعدما ابتعد :هنشوف يا جنه.. هنشوف.


تحرك تاركا لها المكان واختفى بالداخل قليلاً.


وهى أخيراً تنفست الصعداء.. رغم استغرابها لصمته.


مرت دقائق حتى شعرت برسو اليخت على احد الضفاف.


وظهر امامها من جديد.. بدون اى حديث وبنفس تجهم الوجه مد كف يده يسحبها خلفه.

مزيج من القوه.. من الغضب.. ومعه الحنان.


يحبها رغم غضبه منها.. من رفضها ومن فجاجتها معه.


وهى مستغربه امره ووضعه بشده... فقد اجلسها بسيارته.. يمطئن لجلوسها بارتياح ثم اغلق الباب واستدار يجلس لجوارها يقود بصمت.


أمره غريب اليوم ام هكذا طبعه.. غريب ومتناقض.


وصلا للبيت.. أخيراً.. زفرت بصوت مسموع جعله يغمض عينه بغضب.


فتح عينه وهو يسمع صوت فتح الباب بجوارها.

تحدث وهو لاينظر لها:اطلعى فوق واقفلى على نفسك كويس.. اهلك لسه ما رجعوش من الفرح.

جنه:وانت عرفت منين؟

سليمان :اطلعى وانا مستنيكى لحد ما تشاوريلى من البلكونه.

جنه:مش مشاوره لحد.

سليمان:براحتك... خلينى بقا واقفلك هنا لحد ما الحاره كلها تشوفني... انا مش همشى غير لما اتطمن عليكى.


زفرت بضيق وصوت مسموع جعله رغماً عنه يبتسم يدير وجهه للناحيه الأخرى كى يخفى ابتسامته عنها.

بالفعل استجابت لحديثه وصعدت لبيتها وفتحت الشرفه تطل منها عليه.


وأخيراً تنفست الصعداء بعدما نفذ وعده وغادر المنطقه كلها.


مرت أيام والأحوال تسير بسلاسه.. لم تخلو ابدا من مكالماته وتعليماته الصارمه.


جلس خلف مكتبه ييعيد التدقيق على أوراق آخر صفقاته . 

وجد الباب يفتح فجأة فعلم انه والده.. لا احد يستطيع فعلها غيره. 


بالفعل دلف شوكت والى جواره زياد وتقدما حتى جلسا امامه ينظران له بصمت. 


تحدث مبتسما:شوكت باشا فى مكتبى ده ياصباح السعادة جدا.. المكتب نور بقدومك يا باشا. 


تبادل زياد مع جده النظرات ليتحدث شوكت بتنهيده:مانا ماقبلتكش النهاردة على الفطار...هو تقريبا احنا مابقيناش نشوفك الشغل مقصر فيه... كل حاجه فى النازل.. وكده مش نافع.. احنا بكده هنقع.


ابتسم يتحدث بأريحية شديدة :لا مافيش الكلام ده. كله الا الشغل ياباشا.. انا مركز فى كل حاجه ماتقلقش.. مافيش اى وقوع والى جاى دلع... دلع الدلع. 


نظر شوكت لزياد يتبادلان نظرات الاستغراب من التغير الجذرى لحاله. 

منذ متى وسليمان يتحدث بهذه الطريقه من الأساس. 


ابتسم يعود للخلف يلقى القلم على المكتب ويقول وهو يمسح عينه:مبروك يا زياد.. هجوزك تهانى. 


احتدت أعين شوكت فى حين تهلل وجه زياد ووقف عن مقعده واستدار خلف مكتب سليمان يسأله بلهفه وفرح:بتتكلم بجد.. يعنى هتجوز انا وهى خلاص. 


سليمان :وهى دى حاجة فيها هزار.. يالا روح.. روح فرحها. 


خرج زياد سريعاً لا يصدق نفسه ولولا نظرة خاله التى يعلمها جيدا لما صدق ما قيل. 


انتظر شوكت وكبت غضبه حتى غادر زياد واغلق الباب ثم التفت لسليمان يقول بحده من بين أسنانه :ايه.. الى انا.. سمعته.. ده؟


اعتدل سليمان فى جلسته يتناول قلمه يوقع على بعض الأوراق يجيب :زياد ياسيدى... مش راضى يسكت وعايز يتجوزها.. قولت اجوزهالو وهو شويه وهيزهق منها ويرميها. 


كان شوكت مرتكز بعينه الخبيره عليه يسأله دون حديث. 


حسناً لا مفر... والده ويعلمه جيدا ولا مجال للتمثيل. 

القى القلم من يده وناظر شوكت يقول:مافيش فى ايدى حل تانى.. وانت قولت انك مستعد تعملى اى حاجه بس ابوها يوافق.. صح؟


شوكت :ايوه.. بس مش لدرجة انى اجوز واحدة زى البت دى لزياد.. انا لما وافقت انك تتجوز حتة العيله دى.... قاطعه سليمان يعترض بغضب:بااابااا. 


شوكت :بلا بابا بلا بتاع.. اسمع منى.. انا موافق على جوازك منها لأنها شاغله عقلك...لكن مهما راحت ولا جت ماتجيش فيك نقطه فى بحر وانت الى هتفضل متحكم لكن الى اسمها تهانى دى لأ... دى تقدر بسهوله تتحكم فى زياد... لكن انت لأ مافيش ولا واحده تقدر تعمل فيك كده... كل الحكاية ولهفتك عليها لأنها عجبتك ومش عارف تطولها.. اول ما تتجوزها وتدوق طعمها هتشبع وبعدها نفسك تجزع انت ابنى وانا عارفك لكن البت الى اسمها تهانى دى لأ... دى لو اتجوزت ابن اختك هتتمكن منه اكتر واكتر. 


اغمض سليمان عينه... يتنمى ان يكن حديث والده صحيح.. يتمنى ان يشبع منها ويتخلص من ذلك المرض الذى يغزو كل خلاياه حتى اقترب على العجز أمامها... يتمنى ذلك من كل قلبه. 


فتح عينه وتحدث ينهى النقاش والأمر معا:خلاص يا باشا مافيش قدامى حل غيرو... اتجوز جنه وبعدها انا هعرف ازاى اخرج الى اسمها تهانى دى من البيت وبفضيحه كمان. 


شوكت بنفاذ صبر:انا بس عايز اعرف ايه علاقه جوازك والبت الى اسمها تهانى دى. 


سليمان :ماهى تهانى... تبقى بنت عم جنه. 


شوكت :اممم.. فهمت.. ياريت نخلص ونفوق لشغلنا.. مفهوم؟


ابتسم سليمان يستدير بكرسيه يمينا ويسارا براحه :اعتبره حصل ياباشا. 


غادر شوكت وهو غاضب بشده وغير راضى عن كل مايحدث. 


بينما سليمان وقف عن مقعده يصفر... يدندن بإحدى الاغانى الشعبيه الرائجه يتناول جاكيت بذلته من على ظهر المقعد وارتداه بمزاج عالى جدا يهندم ربط كرافتته اكثر واكثر... اخذ نفس عمييق يردد:جايلك يا جنتى. 


______________________________


جلست تهانى امامه بالسياره فى احد الشوارع متصنمه... لم تظن يوما أن الأمر سيكن بتلك السلاسه.. ولن يحتاج منها لمخططات جديدة جهنميه. 


فقد تفاجئت باتصال من زياد يطلب مقابلتها سريعاً حتى وسط دوام العمل. 


والآن تجلس امامه صامته ساكنه تحاول ان تستوعب فقط ماقاله. 


اخذت تردد بصدمه وزهول:ده إزاى؟!


ابتسم لها زياد بحنان وحب :ايه اللي إزاى ياحبيبتى... مش ده اللي كنا بنحلم بيه... اهو سليمان باشا الظاهر بنفسه الى هيجوزنا وهيشهد على عقد الجواز. 


التمعت عينيها بانبهار سيتحقق كل ما حلمت به لليالى ورددت دون وعى منها:وهعيش معاه فى نفس البيت. 


زياد :إيه؟ 


انتهبت على ذلتها سريعاً تصلح خطئها بابتسامه مائعه مهتزه:أأقصد بعد ما كان ممرمتنى فى الشغل عنده جه اليوم الى هبقى انا وهو متساويين وعايشين كمان تحت نفس البيت... ايوه عشان يعرف ان كلنا ولاد تسعه ومافيش فروق مابينا. 


مرت عليه كذبتها... فهو يراها فتاه ينقصها جناحين. 

ابتسم لها بحنان بالغ:ايوه يا حبيبتي.. وهتسيبى كمان الشغ.. قاطعته سريعاً لاتريد ترك اى فرصه من الممكن أن تقربها منه وقالت :لأ لأ يا زيدوو.. شغل إيه الى اسيبه. 


زياد :ايوه طبعا تسبيه انتى هتتجوزى زياد بيه خلاص وهتبقى هانم يبقى تسيبى الشغل ده. 


ابتسمت بدلال تقول :اتجوز زياد بيه يبقى اترقى وابقى مديره مثلاً... مش تقولى سيبى الشغل. 


استصاغ الفكره كثيراً وقال :تترقى يا قلبى وماله. 

ابتسمت بطمع وهو كان يتحدث عن تخيلاته لعرسهم وشهر العسل وأشياء عده يريد فعلها معها. 


وهى ليست معه من الأساس... هى شارده بحلم عمرها والذى اقترب منها كثيرا... فأخيرا هى وسليمان ببيت واحد. 


________________________________


خرجت جنه من غرفتها تحاول فتح عينها من شدة التعب والإرهاق فقد اقترب موعد امتحانات الثانويه. 


جلست على احد المقاعد تستريح قليلاً لكنها انتفضت وهى تجد صوت امها من خلفها تردد وكأنها وكيل نيابه:سبتى مذاكرتك ليه؟ 


نظرت لها وهى تجاهد لفتح عيناها:تعبت قولت افصل شويه. 


داليا:تفصلى ايه ياعين امك... وقت الدلع خلص... قومى كملى. 


جنه بنبره تقترب على البكاء:يا امى واقسم بالله عينى زغللت. 


رفعت داليا رأسها بشموخ وثقة ام مصريه اصيله:الحل عندى... هو مافيش غيرو.

جنه:الى هو؟! 

داليا:الجزر... بيقولوا الجزر بيقوى النظر. 


جنه :بيقولوا.. هما مين الى بيقولوا نفسى اعرف. 

داليا :ماعرفش بس هو مفيد.

جنه:ماما مافيش الكلام وانا متأكده ان الى طلع المثل ده كان عنده بيعة جزر وقربت تبوظ.


داليا :بس يابت.. انا هدخل دلوقتي اقشرلك حبه حلوين تاكليهم. 

جنه بتذمر:مش عايززززه مش عايزه. 


كتفت داليا ذراعيها حول صدرها وقالت :خلاص انا الحق عليا كنت هخليكى تاخدى بريك فى الوقت الى هقرشلك فيه كذا واحده وعلى ما تاكليهم يعنى فيها بتاع نص ساعه بس خلاص... شكلك مش عايزه بريك روحى كملى يالا يا روحى. 


تحدثت جنه سريعاً بلهفه :لأ لأ ده الجزر بيقوى النظر الحقينى بيه بسرعه الله يكرمك. 


تحركت داليا بخيلاء ناحية المطبخ تقول :ما كان من الاول.. واقولك... شغليلك التليفزيون حبه على ما اجى... بس وطيه عشان ابوكى نايم. 


ألقت لها جنه قبله فى الهواء وقالت :والنبى احلى ام. 


بعد عشر دقائق كانت تجلس وهى ترتدى جلباب بيتى قصير حتى ركبتيها من البينك مرسوم عليه ارنوب وتحتضن لها صحن به كميه من الجزر تمسك أحدهم بيدها تقضمها بنهم. 


ليدق جرس الباب وتذهب لتفتح الباب وهى تحتضن الصحن بين إحدى يديها وصدرها وباليد الأخرى تقضم جزره اخرى فتملئ فمها كله وتنصبغ شفتيها بلون الجزر. 


وكانت المفاجأة من نصيب عاشقها.. الذى جاء اليوم على حسب خطته ينظر لها بقلب ملتاع ومتعب من العشق.. لتخطفه اكثر واكثر بهيئتها تلك يردد وهو يفرك شعر رأسها بيده :ارنوبتى الحلوه.

ابعدت رأسها عن مرمى يده تقول ببغض: أبعد إيدك... وايه ارنوبتى دى؟ 


ابتسم وعينه تفيض حب واحتواء بل انبهار أيضا يقول :مانتى الى زى الارنوب الابيض.


قضم وجنتها يؤكد :وبخدودو اهو. 

نظر لما بيدها يقول :جزر؟ بتحبى الجزر ياروحى.. هشتريلك فدان جزر لو عايزه. 


جنه بتأكيد :واقسم بالله ماعايزه غير إنك تمشى من هنا. 


ابتسم لها بثقه مستفزه :قصدك نمشى... نمشى ياروحى.. ناديلى بابا يا ارنوبه. 


هزت رأسها بغباء تردد:نمشى.. وانت بتجمع ليه.. احنا مافيش حرف نون يجمعنا ابدا. 


ضحك عليها يقضم وجنتها مجددا يقول بتلذذ وهو يقضم شفته السفلى :عسل.. عسل يا ارنوبتى...بس مش عايزك تقلقى ولا تستغربى... احنا هيجمعنا حاجات كتير.. ناديلى بابا بقا قبل ما اكلك كلك على بعضك بطبق الجزر كمان يالا. 


ذهبت سريعاً بعدما شعرت بالخوف فنظرت عينه تؤكد أنه دقيقه وسينفذ ماقاله حقا. 


دلف للداخل بكل ثقه وغرور يعلم أنه لن يذهب اليوم صفر اليدين. 


جلس على احد المقاعد يضع قدم فوق الأخرى ينتظر محمود والذى وجده يخرج من غرفته سريعاً بغضب وعلى وجهه أثر النوم. 


تقدم يقف امامه يسأل بحده:انت إيه الى جابك بيتى تانى... هو انت مابتحسش.. ماقولنا طلبك مرفوض. 


ابتسم بثقه وتشفى يقول :طبعا انا بعتذر على الزيارة المفاجئه دى بس انا خلصت شغل قولت اعدى اخد جنه فى طريقى عشان نروح بيتنا. 


بجج بجاحه فجه ومستفزه جعلت محمود عاجز عن الرد او التعبير يرفع يده يسدد له لكمه قويه عنيفه تحمل كل ما بصدره من غضب لكن الآخر تفادها بقوه يقول :بلاش احسن.. واسمع الى جاى اقولو.. لانه عرض فى ساعة روقان وصفا وممكن مثلاً فى يوم يبقى مودى وحش ف اغير رأىى فاسمعنى احسن ليك.. واكيد ليا بردو.


محمود بغضب كبير واشمئزاز:ده ايه الثقه المستفزه دى. 

سليمان :اصل جنه هاخدها هاخدها سواء النهاردة او بكره او بعد سنين مش هسيب اكيد حد يقرب منها غيرى لكن... الى انا جايلك عشانه النهاردة انت ولو فضلت سنين مش هتقدر تعمله ف زى ما قولتلك... اسمع منى احسن. 


ظل محمود على وضعه رافض حتى سماع مالديه. 

لذا دخل بصلب المووضوع سريعاً يخبره:مش انت ليك بردو بنت اخ اسمها تهانى عبد الرحمن قنديل وشغاله كول سنتر فى شركه كبيره. 


نظر له محمود بترقب يقول:ايوه مالها وانت تعرفها منين اصلاً. 

هز سليمان رأسه وكأنه متأثر يكمل:للأسف بنت اخوك ماشفتش بربع جنيه تربيه. 


محمود بحده :اخرررس. 

سليمان :للأسف هى دى الحقيقة المره... بنت اخوك غلطت مع شاب طايش من بتوع اليومين دول وحامل منه كمان. 


اتسعت أعين محمود بصدمه وسليمان يكمل عليه:فضيحة كبيره... هتواجه الناس إزاى بأنها مش بنت لأ وكمان حامل.. هتودى وشك من الناس فين وانت عارف.. مصر كلها اوضه وصاله.. مابالك بقا فى منطقه شعبيه.. ولاااا.. هتسيب المنطقه وتمشى وتهرب من الفضيحه. 


ابتسم بشر شيطانى يكمل:وحتى لو.... هبعت وراك الى يشنع بسيرتك فى كل حته. 


ناظره محمود بغضب وقهر لا يخلو من الذل وقلة الحيله :انت ايييه.. جنس ملتك ايييه... مستحيل تكون بنى ادم زينا... مستحيل... صدق الى سماك ظالم. 


سليمان :ظالم ظالم... بس اخد الى انا عايزه. 


رفع محمود رأسه يقول :وانت إيه دخلك بكل الى بيحصل اصلاً ولا فى ايدك الحل إزاى... ايه هتشتريه بفلوسك؟! 


اشعل سليمان سيجاره ينفسه بفخر وكبر :هو انا ماقولتلكش.. مش الى هى غلطت معاه ده يبقى ابن اختى.


اتسعت أعين محمود وهو اكمل:امممم... ابن اختى... الحقيقة الولد كان بيتسلى وانا ضغطت عليه جامد عشان يوافق ويسترها ويسترك معاها. 


لاول مره يشعر محمود بالخزى و ان رأسه منحنيه امام أحدهم.. حتى عندما قطع رزقه ورفده من عمله واصبح عاطل لم ينحنى له رأس...لكن بفعلة ابنة اخيه الشنيعه تلك أحنت رأسه وسأل وهو لا يجد اى حل يشعر انه بين المطرقه والسندان:مقابل؟! 


اخرج سليمان دخان سيجاره من انفه وقال :جنه... تتكتب على اسمى النهاردة. 


وقف محمود كمن لدغه عقرب:إيه... مستحيل.. بنتى ذنبها ايه تدفع تمن غلطت غيرها... انا ربتها وعلمتها وخليتها مؤدبه والكل بيشهد بأدبها وتربيتها عشان هى تدفع تمن قلة أدب بنت عمها.. ده اسمه ظلم وانت فعلاً ظالم. 


سليمان :ماعنديش مانع.. بس بردو هاخدها وانا ماشى.


كل ذلك كانت داليا وجنه تسمعانه من خلف الباب تشعر كل منهما بالصدمه والعجز. 


فخرجت داليا سريعاً تصرخ به:مش هتاخدها يعنى مش هتاخدها. 


ثم نظرت لزوجها تخبره بقوه :ارفع راسك يا محمود. لا عاش ولا كان الى يحنى رقبتك كده... دى  مش بنتك ولا تربيتك... احنا بنتنا أيه فى كتاب مالناش دعوه بغيرنا. 


محمود بعجز :وهى بنتى ايه وبنت اخويا إيه... العار هو هو يا داليا. 


داليا :وهى ست تهانى ام عين بجحه تغلط وبنتى انا الى تدفع التمن وتشيل الطين فوق دماغها؟ 


بينما هو يتراقص فرحا خصوصا وهو يستمع لتأكيد الكل على ادب واخلاق جنته. 


ليتحدث بملل:خلصتوا.. تحب تجيب المأذون.. ولااااا. 


رفع محمود رأسه وقال :تهانى حكايتها تخلص الأول. 


سليمان :لاهو انت الى هتتشرط عليا مثلاً؟!


محمود :ده الى عندى...تهانى تتجوز الأول بعدها نبقى نشوف. 


سليمان :مافيهاش نشوف والا انت عارف... انا ممكن عادى جدا اخلى ابن اختى يطلقها فى الصباحيه ويقول فيها حاجات كتير اوى وساعتها الفضيحه هتبقى على اكبر... دى هتبقى متجوزه فى عيلة الظاهر يعنى مش على اد منطقتك بس لأ ده كل حته فى مصر هتعرف حكايتها. 


عند تلك اللحظه خرجت جنه ترحم والدها من الذل والانكسار تردد بقوه:انت فعلاً ظالم وماتستحقش غير الكره والرفض... انا موافقه يا بابا. 


حاول تجاوز ما قالت ولكن لن ينكر.. ذلك اللقب منها له زلزله كليا.. والأكثر تلك النظره التى تنطلق من عينها وتستقر داخل عينه. 


لو تعلم ان تهانى فعلت كل ذلك مسبقا وقبلما يعرفها من الأساس. 

لو تعلم ان هذا ما ظلت تخطط له تهانى لأيام طويله. 


لو  تعلم أنه فقط استغل الوضع واستغل خطت تهانى ليقترب منها. 


ولكن لا يهم الآن... ليتزوجها اولا وبعدها سيعيد صياغه كل شئ.. بل سيعيد تشكيلها كالصلصال من اول وجديد فهى مازالت صغيره بالعمر وسيسهل عليه تشكيلها واللعب بها. 


لا يعلم من سيلعب بمن. 


خرج اخيرا من البيت بعدما اتفق مع محمود على ان يتم زواج تهانى أولا ليضمن كل شيء 


__________________________________


مر يومين لا أكثر وجاء زياد مع شوكت ووالدته فريال. 

ومعهم سليمان يتمم كل شئ كى يستطيع الحصول على صغيرته. 


وقد نفذ كل أوامر محمود ولم يخبر سليمان أحدهم بما فعلت تلك الحقيره. 


حتى أن محمود للآن لم يتحدث معها أو يعاقبها ويعنفها حرصاً على صحة ارملة اخيه فهى مريضه بالقلب ولن تتحمل... صمت حتى تخرج من البيت وسيحاسبها حساب عصير. 


بينما وقفت تهانى ترتدى فستان زفاف قصير مكشوف تتزين امام مرأتها. 


فى البداية لم يعجبها انها ستتزوج دون عرس فخم وضخم ولكن صمتت فى سبيل الوصول سريعاً لمخدع سليمان فهى أصبحت لا تطيق الانتظار. 


فقد اسرع سليمان من لهفته على جنه باتمام كل شئ سريعاً لذا حكم بأنه وكى يسمح بزواج زياد ممن أراد الا يصنع عرس او اى ضجه وان يتم كل شئ بين عشية وضحاها وإلا فلن يتزوجها.. فوافق زياد سريعاً وايضا تهانى. 


مازالت تقف امام مرأتها تضع احمر الشفاه بكل كبر وغرور ومن خلفها بسمله وجنه. 


بسمله بابتسامه مجامله :مبروك يا تهاني.. قمر يا حبيبتى ماشاء الله. 

تهانى بغرور:طبعا قمر... مش قولتلك كل الى عايزاه هيتم وهبقى من هوانم بيت الظالم. 


نطرت لجنه تربط على كتفها بكبر :اتجدعنى بقا يا جنه وانا هبقى اتوسطلك تشتغلى اى شغلانه عند زياد بيه جوزى.


قالت جملتها الاخيره وخرجت من الغرفه نهائياً جاهله جهل شديد بان صاحب ووريث كل امبراطورية الظاهر يتمنى لتلك التى اهانتها وقللت منها الرضا كى ترضا. 


ولو طلبت تلك الشركه بموظفيها سيفعل ربما تحنو عليه. 


خصوصا فى ظل صمت جنه والذى اوصاه به والدها فهو لا يريد فضائح. 


اقتربت بسمله من جنه تقول بحنان:ماتزعليش ياجنه.. وسيبك منها الله يسهلها... والله انا ماجبنى النهاردة غير العشره لكن أصلا زكريا محرج عليا اكلمها تانى. 


كانت تهانى لم تغادر بعد واستمعت لكل شيء.. لكنها استمرت فى الخروج لهم. 


لا تهتم سوى بأموال الظاهر وأنها أخيراً أصبحت قريبه من سليمان. 


لا تعلم أن قلب سليمان بل أنفاسه أصبحت تحت رحمة الفتاه الوحيده التى عشقها... جنه.


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

close