قصة مسعود الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم Lehcen Tetouani حصريه في مدونة قصر الروايات
قصة مسعود الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم Lehcen Tetouani حصريه في مدونة قصر الروايات
...... خرج مسعود من كلية الطب يصفر ويتمشى بخطى سريعة نحو دراجته الهوائية العادية كان سعيد جدا بفقره ومقتنع بكل ما أتاه الله من ممتلكات وأحبابنا لديه صديقان يكاد لا يفترق عليهما كان يحمل أوراق بحثه في علم الجينات
حتى كادت سيارة حمراء أن تنهي حياته تبعثرت الأوراق في الشارع كانها تمطر وسمع الجميع مكابح السيارة التي توقفت بقوة وإذ بفتاة تضع نظارات تخرج منها عي وبعض صديقاتها ملوحة له بيدها : هل انت أع.مى أيها الأح.مق
قال كيف الخطأ خطأك أنت متهورة في القيادة مجنونة ثم انحنى وبدأ يجمع أوراق بحثه بغضب
أما هي فقط وضعت كعبها العالي على إحدى الأوراق ومز.قتها قائلة توجه الكلام لصديقاتها : هذا الفقير الأحم.ق قال عني مجنونة أليس كذلك
توقف الجميع متسمرا ينظر إلى المشهد وإلى تطور الأحداث جمع حتى الورقة المم.زقة أمام كعبها ورفع رأسه إذ بها تصف.عه صف.عة قوية وتصر.خ في وجهه :المرة الأخرى لا تتحدث بهذه الطريقة حتى تعلم مع من أنا ابنة السيد محمود أغنى رجل في هذه البلدة أيها الوغ.د
تماسك نفسه وكأنه لم يتلقى أية ضر.بة لا بد أن يحترمها في الأخير هي أنثى رغم وقا.حتها أمسك بأوراقه ورحل صامتا أمام أصدقائه وكل الحشد الذي تخندق حوله
دخل إلى البيت دون إلقاء السلام على خالته عائشة قد هرمت وهي جالسة على كرسي تشاهد صور ألبوم قديمة تحرك نظاراتها تارة يمينا ويسارا وتنظر إلى صورة زوجها العسكري الشهيد استغرقت بضع ثوان حتى شعرت بدخوله وقامت من مكانها تناديه إبنى مسعود تعالى نتغذى سويا كنت في انتظارك
شرف مسعود الى الطاولة مع خالته وهما يتبادلان الحديث عن القصص القديمة وبعض الأغاني الأمازيغية العريقة لم يجعلها تشعر باضطرابه وما حدث له في الكلية يسد عليها فراغ رحيل أولادها الست غالبا ما تذرف دموعا وتقول لقد ربيتهم با ابني مسعود قدمت لهم كل ما لدي والآن تفرغوا لأزواجهم ونسوني
يحضنها مسعود ويقول :خالتي عائشة سأتزوج ونسكن معك أنا وزوجتي وأجعلك جدة أبنائي آنسي الآن أمرهم
من سيخبر كبدي بذلك يا ابني إنهم أبنائي وأحبهم
أنت تعلمين طغ.اة يا خالتي الآن إذا أخرج الرجل زوجته من منزله يعاقبه القانون ولكن إذا وضع الرجل أمه لدار المسنين لا يحرك ساكنا
أنهى الإثنان حديثهما كما أنهيا وجبة الغداء غادر الشاب البيت متجها إلى الميكانيكي الذي يتعلم عنده هذه الحياة عند شباب الفقراء لا بد لك أن تدرس وتعمل في نفس الوقت على الأقل لتغطي بعض الحاجيات.إرتدى بذلة عمله الملطخة بزيت المحركات وجلس مع العم ياسين صاحب المحل يتحدثان عن عمله...
توقفت سيارة أمام المحل وترجلت منها الفتاة التي كادت أن تد.هس مسعود أمام الكلية دخلت إليهما وحيت ثم قالت : عم ياسين تفحص فرامل سيارتي رجاء
أشار العم ياسين إلى الشاب ليقوم بهذا العمل لكنها أوقفته قائلة :هذا الشاب لن يلمس سيارتي أبدا رجاء يا عم تكفل أنت
عاد الشاب تاركا بعض المفاتيح في يد الميكانيكي وجلس قرب محول سرعة لسيارة ما يتفحصه رغم أنه لا يفهم شيء من ذلك إلا أنه يحاول الهروب من التوثر وشدة المشهد كما يفعل البشر دائما لكنها لم تتركه :هااي يا شاب
قال نعم ماذا تريدين ؟
قالت أنصحك ألا تحشر أنفك في أمور من هم أكبر منك شأنا
قال من الأكبر مني شأنا أأنت ؟
قالت بوسعي شراؤك وشراء بيتك أو طردك من هذا العمل لو أردت
ضحك الشاب ضحكة خفيفة ورد عليها :كانت أمي تقول دائما أن المال يفسد الإنسان أحيانا وكانت على حق
قالت ربما أمك عاشت فقيرة وكانت تواسيك بهكذا أحاديث من الأحسن أنها لم تلتحق ب نوادي الليل لتطعمك
وكأنها غر.زت سي.فا في قلبه بكلامها هذا،كيف تحدثت عن أمه المتوفية منذ زمن طويل بهذه الطريقة حتى تجمد في مكانه
#قصة_مسعود
#قصة_مسعود_الجزء_الثاني
...... تجمد مسعود في مكانه قليلا وقام من جلوسه وقال بلهجة كأنه يعتريه بكاء خفيف إسمعي يا فتاة أمي رحلت منذ زمن بعيد وعاشت بشرف أكبر من أي شخص أما مسؤولية المال والشراء بعض الأشياء لا تشترى ولا تباع الإنسان قد يعيش بالمال لكنه لن يحيا بدون كرامة وبدون احترام
لم تتأثر الفتاة بحديثة أبدا فقط ردت عليه ببرود درس في الأخلاق رحيل أمك أحسن من أن تنظر إلى شخص وقح مثلك
نزع بذلة عمله ووضعها أمام الفتاة وقال بكبرياء :لا بأس حتى العمل الذي تحدثت عنه قد تركته الآن الرزق بيد الله وليس بيد البشر
ثم غادر الشاب دون أن يشرح للميكانيكي ماذا حدث،طبعا سيطرده فالمجتمع عندهم مجتمع نفوذ ومال ليس مجتمع أخلاق واحترام،حتى الصديق الذي قد تظن نفسك تثق فيه تمام الثقة قد يبيعك مقابل ترقية
غادرت الفتاة بعد إصلاح سيارتها وعاد الشاب الى منزل خالته مضطربا يشتهي قيلولة قبل حلول العصر لعله يواسي رحيل أمه
رن هاتف الفتاة وناولته لتجيب أباها لا يتصل بها عادة في مثل هاته الأوقات لكنها كانت تستمتع بالموسيقى الصاخبة في سيارتها الجميلة أطفأتها ثم أجابت والدها :مرحبا أبي
أجابها بخوف شديد وبسرعة حتى كادت لا تلتقط كلماته كلها :إبنتي اصيبت أمك بنوبة قلبية نحن في المستشفى ثم أغلق الخط
لم تقم بردة فعل حتى كادت تتوقف سيارتها أزاحت رجلها عن دواسة الوقود دون وعي ثم حركت رأسها كأنها استيقظت من غيبوبة ثم قالت بلا إرادة : أمي ماذا ثم أجهشت بالبكاء وأسرعت نحو المستشفى
مرت يومان على وفاة أم ليلى الشابة وهي منهارة تمام الإنهيار ألغت كل محاضراتها ولقاءات أصدقائها ولا تريد الخروج من البيت ولا تكاد تأكل شيء
لم تكن لديها القوة لتواجه أحد حتى أخبرها والدها أن تخرج في نزهة لوحدها وتبتعد قليلا عن ضوضاء العزاء وكثرة الناس في البيت فوافقت بأن أومأت برأسها دون حتى أن تتكلم ثم غادرت...
تكاد الشمس تغيب وهي تتمشى بجانب بستان يتوسط المدينة تزينه خضرة وورود بيضاء حمراء جلست في إحدى الكراسي الخشبية تتأمل الليل وتكاد تذرف دموعا غزيرة
لاحت ببصرها ميمنة وميسرة والتقطت ذاك الشاب جالس وعلى الأرض ويقطع بعض الخبز وقطط كثيرة تحوم حوله وتأكله كادت أن تتبسم لكن الحزن أحاط بكل أحشائها
تذكرت كل ما قالته عن أمه وأنه مر بموقف مثل موقفها مسحت بيديها من على وجهها وأعادت شعرها الجميل الأسود إلى الوراء ورفعت رأسها للسماء تستنشق الهواء
كأنها ترسل رسالات إلى أعماقها بأن تتقوى وتتصلب،فالأمر لا مفر منه وأمها الغالية رحلت.قامت من مكانها تتجه نحو الشاب ببطئ لكنها لم تقدر انتابها دوار شديد حتى كادت تسقط واستندت على شجرة محاولة أن تنظر بشكل أوضح
كان يقربها الشاب بضع أمتار فقط ولو استدار الى يمينه سيكتشف وجودها لكن ذلك لم يحدث.
عادت ليلى إلى وعيها واستأنفت المشي الى جوار الشاب جلست على جدع شجرة وقالت بصوت خافت ومبهم :ماذا تفعل ؟
ألقى إليها الشاب نظرة وأعاده إلى قططه وقال :لا شيء قد يثير آهتمامك !
شعرت بتهربه من الحديث واستأنفت بقوة : أنا آسفة على حديثي معك عند الميكانيكي
قال لا مشكلة يا فتاة نسيت الأمر
قالت كيف نسيت الأمر ؟
قال لا أحكم على أحد يا فتاة لكل أسبابه الخاصة ولا أحد منا مكتمل
لم يسألها ماذا تفعل في مثل هذا الوقت بالخارج ولا شيء آخر إستمر بعمله بسعادة وتارة يحدث قططه
#قصة_مسعود_الجزء_الثالث
...... ظلت ليلى تراقب مسعود وهو منشغل مع قططه ومنسجم مع الجو الليلي كانت لديها الرغبة في أن تبدأ الحديث معه مجددا لكنها لا تعلم من أين تبدأ
بدأت تفكر في أن تغادر المكان وتفكر أن تبكي وتفكر في أن تحاور أحيانا تأتي حالة شتات للإنسان مفبرك الأفكار والأحاسيس ولا يعلم ما يريده
لكن الفتى حدثها أخيرا وبطريقة ظريفة كأنه يتعرف عليها أول مرة : أما أنت ماذا تفعلين في هذا الوقت خارج البيت الحدائق لا تناسب مقامك
شعرت بشيء من الإهانة من حديثة لكنها تعترف لنفسها أنها كانت شخصا قبيحا ثم أجابته بعد أن بدأت بالبكاء وبتقطع :
ف...فقدت أمي ثم آنهارت أمامه بالبكاء أمامه فقط قام إلى جانبها وحضنها بدون وعي منه لم تقاوم أو ترفض فقط خرت قواها بين يدي مسعود كأنها طفلة صغيرة فقدت دميتها وتبكي بحرقة
لم يقل شيء قط تركها بحالها حتى تهدأ تعجب في عجلة الحياة الغريبة قبل أيام لم تتركه يلمس سيارتها واليوم هي بين يديه تبكي وتختبئ في حضنه لم يكمل تخيلاته حتى أمسكت بيده معتذرة منه وقطرات الدموع تكتسح وجنتيها الجميلتين : أنا آسفة آسفة حقا لأنني تحدثت عن أمك بذلك السوء سامحني
مسح دموعها وأقامها من مكانها ووضع يديه على كلى كتفيها قائلا : ما مر قد مر يا آنسة نسيت الأمر فقط كوني قوية الآن لتتجاوزي هذه المرحلة أمامك مستقبل كطبيبة أو جراحة لا تفقدي الأمل
شعرت بالدفئ من كلماته وحديثة وبعض الإهتمام الحقيقي الذي فقدته منذ أيام شكرته بابتسامة تكاد تكون مصطنعة وتبادلا بعض الكلمات حتى وصل برفقتها أمام بيتها القريب وودعها
عاد
الشاب سعيدا بما حصل له مع الفتاة لم يقترب من فتاة الى هذا الحد لم يكن ينظر إلى الناس من باب المال أو الجاه كان الإحترام والحب والاهتمام وطيبة القلب عملات بنكه في العلاقات الإجتماعية شغل قصيدته الجميلة أصابك عشق أم رميت بأسهم على شكل أغنية وبدأ يردد معها الكلمات رغم أنها تذكره برحيل أمه إلا أنها تشعره بوجودها قربه أيضا
مر ببائع الورد واقتنى ثلات ورود لخالته عائشة حمراء وبيضاء وصفاء لم تستغرب منه لكنها سألته عن قصة الألوان ولم يكن له إلا أن يجيب :الأحمر للحب يا خالتي والأصفر للإهتمام والشوق والأبيض للتسامح وصفاء القلب
إبتسمت جدته في وجهه وقالت : هل هذا هو الشاب الذي يهتم بجسم الإنسان والجراحة والحالات أم أنك تغيرت من حلم أن تكون طبيب إلى شاعر وكاتب أنت غريب
مرت شهور والشابان يحبان بعضهما حبا جميلا يتشاركان كل شيء رحلاتهم وخرجاتهم دروسهم حتى اليوم الأخير من الإمتحانات خرج مسعود من الكلية سعيدا بكل الجد والجهد الذي قدمه لكن تلك السعادة لم تكتمل حين شاهد ليلى حبيبته تركب سيارة شاب آخر وتقبله والضحكة والبسمة لا تفارقان وجهها
كاد أن ينهار أمام الجامعة لكنه لم يصدق الأمر حتى اقترب بما فيه الكفاية من الإثنان نظرت إليه ليلى بدورها ثم توقفت عن الابتسامة وتلوح للشاب الآخر أن يقود السيارة ليبتعدا
أثناء ذلك فهم كل شيء واستوعب كل شيء وضاق عليه صدره ويكاد يصرخ بقوة كبيرة في وجه كل شيء لكنه تماسك ورحل من المكان الى أعلى مدرجات الملعب البلدي لكرة القدم جلس مكتئب الوجه مشتت الشعور والأفكار
ينتابه قليل من البكاء على كل ما أضاعه مع فتاة بورجوازية لم تنظر إليه في الأخير حتى نظرة شكر حمل نفسه من الملعب الى بيت خالته عائشة دخل وجلس أمام التلفاز يشاهد بعض الرسوم المتحركة ثم غفى
#قصة_مسعود_الجزء_الرابع
...... إستيقظ مسعود على صوت الخالة الرقيق الحنون وهي أعدت له فطائر بالجبن لكن حياته الآن يا خالتي أصبحت بالأبيض والأسود لن يميز حتى بين الجبن والزبدة وبين الصواب من الخطأ هل هكذا نحن الرجال حين نتعرض للخيانة بات يسأل نفسه مرارا حتى أوقفته الخالة : ماذا دهاك
قال ليلى يا خالتي خانت كل المشاعر بيننا
قالت من المخطئ منكما يا بني ؟
قال هي
قالت ولماذا تتحمل عبئ أخطاء غيرك يا بني أنظر يا ولدي الحياة التي لم تحكمها بالعقل ستكسرك بالعاطفة لا تكن جبانا من أجل أشخاص نكروا الجميل ونسوا كل شيء حياتك بين يديك وأنت تديرها كما تريد إما نحو النجاح أو نحو القاع
حلل كلام الخالة مرارا وتكرارا في ذهنه ثم حمل هاتفه وغادر البيت بسرعة لم يخبرها لماذا أو أين فقط غادر متجها نحو أماكن قد يصادف فيها ليلى مع حبيبها الجديد ليصفي حساباته ويرتاح باله الإنسان طبيعي حين يغضب يفكر في الإنتقام لكن حين يهدأ يكتشف أن أكبر انتقام له هو الصمت وترك القدر يتصرف كما أراد
وجد ليلى في مقهى شعبي مع ذلك الشاب هو يحتسي قهوة وهي تحتسي عصير الليمون يتحاوران ويشبكان إحدى يديها سعيدين جداا لم لا والحب في أوله يشعرك أنك فراشة حرة تحلق أينما أرادت لكن في الأخير يتركك بدون جناحينيبدع في تحطيمك كليا ثم يرحل عنك
فكر مسعود في أن يوقفهما ويتحدث مع الفتاة لكن لم يطعه ضميره أن يقطع سعادتهما
طلب الفتى قهوة من النادل بصوت مرتفع وهو جالس بطاولة بجواره ما سمعه النادل وقال حاضر سيدي سمعته ليلى أيضا وعرفت أنه هو من نبرة صوته وآستدارت نحوه إذ به جالس واضعا معطفه على الكرسي الآخر ويضحك بسبب شيء ما يشاهده في الهاتف
ضاقت ذرعا مما رأته وشعرت بإحباط وضجر قالت لصديقها أن يغادرا المكان ووافق اما الشاب فلم يلمس القهوة قط لأنها لم تكن تهمه لأول مرة شعر أنه يدفع فاتورة إزعاج أحدهم ليست فاتورة قهوة
مرت الأيام توفيت أم صديق ليلى في الصباح وهي ذاهبة لزيارته،وجدته جالسا جلوس المهزومين أمام البيت يبكي كطفل صغير غاضب حاولت أن تعمه بشيء من الهدوء لكنه رفض ولاح ببضع كلمات جارحة بحقها
لكنها لم تكترث حتى حضنته وبدأت تواسيه شاءت الأقدار أيضا أن تتذكر رحيل أمها وتتذكر مسعود الذي كان بجانبها في مثل ذلك الوقت وقدم لها كل ما لديه لتتجاوز رحيل الأم
شعرت بتأنيب ضمير شديد كادت ترفع يديها عن صديقها نبيل لم ينتهي تأنيب الضمير في هذا الحد بل جعلها تتساءل أيضا :كيف تحمل مسعود كلماتها تلك الايام وشرودها وكيف تقبلها رغم أنها كانت بتلك القسوة ؟
قام نبيل من مكانه يتشرف إلى داخل البيت محدثا ليلى :
سأسافر بعد أيام إلى أوروبا يا ليلى من الأحسن أن تنسي أمري وتكملي حياتك
قالت ماذا سأنسى يا نبيل بيننا حب و...
قاطعها بسخرية قائلا : حب هه تسلينا قليلا فقط منذ شهر وأنا لا تروقني فتيات بلادي تروقني أجنبية
دخل إلى البيت تاركا ليلى كأنها تحمل قبح العالم في عاتقها شعرت بأن الحياة انتهت أمامها وقامت مسرعة إلى منزل مسعود لعلها تجده لكنها لم تجد سوى قفل في باب البيت
يشرح لها أن جميع من في البيت رحلوا ولم يعد هناك وجود لأحد لم يكن لها إلا أن تلقي نفسها على أدراج أمامية البيت وتجهش بالبكاء
هذه هي الحياة تجعلك ترشف من الكأس الذي جعلت الناس يشربون منه إذا صدقت صدق الناس معك،إذا خنت خانك الناس حياة تصفي الحسابات بعدالة وندية
#قصة_مسعود_الجزء_الخامس
...... مرت سنتان على كل تلك الأحداث يعمل مسعود الآن طبيبا إختصاصيا في القلب وجراح ظهر بقوة في ساحة عمله،أخذ معه الخالة عائشة تسكن معه في منزله الكبير يملك سيارة باهضة الثمن وعملا مشرفا الآن ونسي وراءه كل تلك المعاناة والفقر
أما ليلى فأصبحت تعمل مديرة شركة في إحدى شركات أبيها رغم أنها درست الطب إلا أن الأقدار شاءت غير ذلك الغريب أنهما في نفس المدينة ولم يسبق لهما أن يلتقيا
عادت ليلى إلى البيت في إحدى الليالي ووجدت أباها جالسا على أريكة يشاهد التلفاز ويمسك بي جانبه الأيسر واضعا يده على قلبه حيته وجلست بقربه وشعرت بذهول من إهماله غالبا ما يسألها عن العمل لكن اليوم لم يقم بذلك ثم بادرت هي : أبي ماذا بك ؟
أجاب لا شيء يا بنتي أشعر بانقباض في قلبي فقط
شعرت ليلى بخوف شديد وعاتبته بشدة : ألم تزر الطبيب نعم نعم لم تفعل ذلك لم تكد تكمل كلماتها حتى فقط وعيه وأمسكت رأسه تحاول إيقاضه: أبي...أبي ثم إتصلت بالإسعاف
إنتظرت في باب العناية المشددة طويلا ثم لمحت طبيبا يسرع إلى الداخل أوقفته وحاولت أن تفهم منه ما يحدث لكن أحد الممرضين من ذلك ودخل الطبيب بسرعة جلست تبكي وتطلب الله أن ينقد والدها ويطيل لها في عمره
فجأة خرج الطبيب من العناية وتبعته حتى دخل مكتبه طرقت باب المكتب بعناية ورد عليها بالدخول
دخلت مصعوقة مما رأته إنه مسعود الذي خانته
حبيبها القديم الذي بحثت عنه طويلا نسيت أمر العناية وجلست كأنها روبوت وقالت : مرحبا يا دكتور
قال مرحبا يا آنسة أنت إبنة الرجل الذي في العناية ؟
قالت نعم إبنتهإشرح لي الوضع رجاء
قال أحد الشرايين مغلق ويكاد لا يمرر الدماء بعد ساعات سنقوم بعملية جراحية ونأمل أن تنجح بإذن الله
أمسكت ليلى بيد مسعود ونزع يده منها بسرعة وقال هذا مستشفى يا آنسة ولا داعي لتقليل الأدب رجاء
نظرت إليه وعينيها ممتلئتان بالدموع وقالت : مسعود أنا ليلى حبيبتك وإن يكن يهمني عملي هنا يا آنسة رجاء أخرج من المكتب
خرجت ليلى من المكتب وجلست بكرسي أمامه تبكي وتنتظر موعد العملية أما مسعود فقد غير ثيابه وخرج من المستشفى وهرولت وراءه قائلة : ألست أنت من سيقوم بالعملية ؟
قال لا يا آنسة أحد الأطباء هم من يتكلفون ولست أنا
صرخت صراخا شديدا باسم مسعود وتوقف باستغراب وقفت أمامه وعينيها محمرتين من شده السهر ولم تأكل شيء منذ الليل
قالت مسعود رجاء قم أنت بالعملية أثق بك كثيرا وأعلم أنك ستبذل جهدا لتنقذ أبي يا آنسة أخبرتك أن العملية ليست في يدي الآن قمت بتخطيط القلب وبجميع اللوازم ليفهم الطبيب الآخر جيدا ماذا يفعل وهذا يكفي بالشفاء العاجل سلام
غادر مسعود المستشفى وهي عادت تنتظر حتى حان موعد العملية يشبه إنتظار نهاية مباراة كرة قدم أنت منتصر فيها بهدف واحد وتنتظر صافرة الحكم فقط تمر عليك الدقائق ثقيلة جد
جلست ليلى أمام قسم العمليات وهي تنظر إلى والدها يمر أمامها على فراش التمريض لم تكن قادرة على أن تقف وتودعه وداعا جزئيات شاهدت مصباحا أحمر مشتعل على أعلى باب القسم وبادرت بالدعاء.
مرت حوالي ربع ساعة وإحدى الممرضات خرجت مسرعة من القسم نحو الإدارة شعرت ليلى بقلبها كاد أن يتوقف متسائلة في ذهنها هل تركني
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق