القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

قصة بعد وفاة زوجتي، طردتُ ابنها من البيت كامله


قصة بعد وفاة زوجتي، طردتُ ابنها من البيت كامله 





قصة بعد وفاة زوجتي، طردتُ ابنها من البيت كامله 






 بعد وفاة زوجتي، طردتُ ابنها من البيت — لم يكن من دمي.

وبعد عشر سنوات، انفجرت حقيقة كسرتني.


ألقيتُ حقيبته البالية على الأرض، وحدّقتُ في الصبي ذي الاثني عشر عاماً بعيون باردة، مطفأة:

«اخرج. لستَ ابني. زوجتي لم تعد هنا — ولا أجد سبباً يجعلني أواصل رعايتك. اذهب حيث تشاء.»


لم يبكِ.

لم يتوسّل.

اكتفى بأن خفَض رأسه، والتقط حقيبته القديمة ذات الحزام الممزّق، وغادر بصمت — دون أن ينطق كلمة واحدة.


بعد عشر سنوات، حين ظهرت الحقيقة…

كان كل ما أتمناه، أن أستطيع إعادة الزمن إلى الوراء.


ماتت زوجتي فجأة بنزيف دماغي، تاركةً إيّاي وحيداً مع طفل في الثانية عشرة.

لكنه لم يكن ابني.

كان ثمرة قصة حبّ عاشتها قبل أن تعرفني — ماضٍ لم تُبح به لأحد.

حملٌ واجهته وحيدة، بلا سند.


وحين تزوّجتها في السادسة والعشرين من عمري، كنتُ أُعجب بها — امرأة قوية، ربّت ابنها وحدها.

وقلت في نفسي: «سأقبل بها، وأقبل بابنها أيضاً.»


لكن الحبّ الذي لا ينبع من القلب… لا يعيش طويلاً.


كنت أعتني به، لا عن حبّ، بل عن واجب.

وحين رحلت زوجتي، انهار كل شيء.

لم يعد شيء يربطني به.

لم تعد هناك أيّ ذريعة لبقائه في حياتي.


كان دائماً صامتاً، محترماً، لكن بعيداً.

وكنت أعلم — في أعماقي — أنّي لم أحبه يوماً.


وبعد شهر من دفن أمّه، قلت له:

«ارحل. لا يهمّني إن عشتَ أو متَّ.»


ظننتُ أنه سيبكي.

ظننتُ أنه سيتوسّل.

لكنه لم يفعل.

غادر بصمت.


وأنا؟ لم أشعر بشيء. لا بالذنب. ولا بالشفقة.


بعتُ البيت القديم. وانتقلتُ إلى مكان آخر.

تحسّنت حياتي. ازدهرت تجارتي.

التقيتُ امرأة أخرى.

لا أبناء. لا أعباء. هدوء. راحة.


في السنوات الأولى، خطر لي أن أتساءل عنه — لا قلقاً، بل من باب الفضول فقط.

أين انتهى به المطاف؟ هل بقي على قيد الحياة؟

ومع مرور الوقت، تلاشى حتى الفضول.


يتيم في الثانية عشرة، بلا أهل، بلا مأوى — أين يمكن أن يذهب؟

لا أعلم.

ولم يهمّني أن أعلم.


بل إنني ذات يوم، وجدت نفسي أفكّر:

«إن كان قد مات، فربما كان ذلك أفضل. على الأقل لن يعاني بعد الآن.»


إلى أن جاء ذلك اليوم — بعد عشر سنوات تماماً…

رنّ هاتفي. رقم مجهول.


«مرحباً، سيّدي؟ هل بوسعك حضور افتتاح معرض فنّي هذا السبت؟ هناك من يتمنّى بشدّة أن تكون موجوداً.»


كنتُ على وشك أن أُغلق الخط — لم أكن أعرف أي فنان.

لكن قبل أن أفعل، أضاف الصوت جملة جمّدت الدم في عروقي:

«أتريد أن تعرف ما الذي حلّ بالطفل الذي تخلّيتَ عنه منذ سنوات؟»♠️

ووووو الفصل الثاني 

والاخير 


يتيم في الثانية عشرة، بلا أهل، بلا مأوى — أين يمكن أن يذهب؟

لا أعلم.

ولم يهمّني أن أعلم.


بل إنني ذات يوم، وجدت نفسي أفكّر:

«إن كان قد مات، فربما كان ذلك أفضل. على الأقل لن يعاني بعد الآن.»


إلى أن جاء ذلك اليوم — بعد عشر سنوات تمامًا…

رنّ هاتفي. رقم مجهول.


«مرحبًا، سيدي؟ هل بوسعك حضور افتتاح معرض فني هذا السبت؟ هناك من يتمنّى بشدة أن تكون موجودًا.»


كنتُ على وشك أن أُغلق الخط — لم أكن أعرف أي فنان.

لكن، قبل أن أفعل، أضاف الصوت جملة جمّدت الدم في عروقي:

«أتريد أن تعرف ما الذي حلّ بالطفل الذي تخلّيتَ عنه منذ سنوات…؟ هل تذكر؟»

تجمّدت يدي فوق شاشة الهاتف، وعقلي يرفض استيعاب الجملة.


ذلك الصوت، لم يكن غاضبًا، لم يكن متوسّلًا، كان هادئًا… أكثر من اللازم.


«من أنت؟» سألتُ، رغم أنني كنت أعرف الجواب في داخلي.


«ستعرف حين تأتي، السبت، الخامسة مساءً. المعرض في مركز الفنون وسط المدينة. لا تتأخّر.»


وانقطع الخط.


قضيتُ الأيام التالية في صمتٍ مشوّش، تائه بين الاحتمالات. أهو حيّ؟ أهو غاضب؟ أتراه يريد مواجهتي؟ الانتقام؟

هل هذا نوع من اللوم المتأخر؟ أو مجرد استعراض لماضٍ ظننته دُفن؟


حين حلّ السبت، ارتديتُ بدلتي كما لو كنت ذاهبًا لعزاء… ليس لافتتاح معرض.


دخلت القاعة بتردّد، محاولًا أن لا أبدو مرتبكًا. كانت مزدحمة، واللوحات معلّقة على الجدران بإضاءة ناعمة.

فنون تجريدية، وجوه غامضة، ألوان حزينة… لكن شيئًا في الجوّ كان يخصّني، شعور خفي بأنني غريب وضيف شرف في آنٍ معًا.


ثم رأيتها — لوحة كبيرة في صدر القاعة، عليها عبارة بخطّ واضح:


“إلى من تخلى عني… شكرًا. لأنك فتحت الباب لحياةٍ صنعتها بيدي.”


وتحته، توقيع صغير: كريم.


تقدّمتُ نحو اللوحة التالية، وكانت صدمة أخرى: لوحة لأمّه.

بابتسامتها الهادئة، ووشاحها الأزرق الذي كانت ترتديه يوم مرضت…

تفاصيل دقيقة لا يعرفها سواي وسواه.


لم أحتج أن أراه بعد ذلك. عرفتُ أنه هو.


لكنه ظهر، في النهاية.


شاب في الثانية والعشرين، أطول ممّا كنت أذكر، أنحف، بعينين أعرفهما جيدًا — عينَي أمّه.


ابتسم حين رآني، لا سخرية، لا حقد. مجرّد سلام.


اقترب وقال بهدوء:


«شكرًا لأنك طردتني.»


ارتبكت، تمتمتُ: «كريم… أنا…»


رفع يده مقاطعًا:

«لا تعتذر. لا أحتاج لاعتذارك. كنتَ صادقًا في رفضك… وأنا كنتُ صادقًا في رغبتي أن أعيش، مهما كلّفني الأمر.»


سكت لحظة، ثم تابع:


«نمتُ في الحدائق، جعتُ، بعتُ رسوماتي في الشوارع. رجلٌ عجوز علّمني الرسم، وآمنت بي مديرة دار أيتام.

اليوم… لدي ورشة خاصة، ومعرض متنقّل.»


نظرتُ إليه، عاجزًا عن قول شيء.


لكنه أكمل، دون تردد:


«أردتُك أن تأتي اليوم، لا لأسمع اعتذارك… بل لترى بنفسك أن الحب لا يُورّث… ولا يُشترى…

لكن يمكن أن يُزرع، حتى في الصخر.»


ثم ابتعد، وتركَني واقفًا أمام اللوحة، أحدّق في وجهها، وأبكي — للمرة الأولى منذ عشر سنوات.


بكيتُ، لا ندمًا فقط… بل حسرة على قلبٍ كان يمكن أن يحبّ، لكنه اختار القسوة بدلًا من ذلك.


ولو عاد الزمن…

لكنتُ احتضنتُه يوم دفنّا أمّه، بدلًا من أن أطرده.


لكنتُ ربيتُه، لا لأنه ابني… بل لأنه إنسان.


#تمت

تعليقات

close