القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مغرم مجنون الفصل الرابع وعشرون 24بقلم خديجه احمد حصريه

 


رواية مغرم مجنون الفصل الرابع وعشرون 24بقلم خديجه احمد حصريه 





رواية مغرم مجنون الفصل الرابع وعشرون 24بقلم خديجه احمد حصريه 



#مغرم_مجنون 


البارت الاربعه وعشرين


اتجه أحمد لأوضتها بخطوات هادية، كان في لمعة رضا في عينيه، كأنه شايف قدامه بنته الصغيرة اللي كبرت فجأة وبقت عروسة.

سمع صوتها من جوه بتقول بخفه:

ـ اتفضل .

فتح الباب ودخل، ابتسامة دافية مرسومة على وشه، وقعد على طرف السرير جنبها.

كانت هاجر قاعدة، شعرها مفكوك على كتفها، وعيونها فيها لمعة خفيفة من التوتر.

قال بنبرة هادية فيها حنية الأب:

ـ في حد جه اتقدملك النهارده.


رفعت عينيها له بقلق خفيف، بس ملامحها اتبدلت بسرعة وهي تهمس:

ـ راكان؟


ضحك أحمد وقال وهو بيهزر:

ـ يعني كلامه طلع صح… دا باين عليكم متفقين بقى.


ضحكت بخجل، ووشها احمرّ خفيف،


فكمل هو وهو بيبص لها بحنية:

ـ يعني انتي موافقة يا بنتي؟


خفضت نظرها وقالت بصوت واطي:

ـ اللي حضرتك تشوفه يا بابا.


ضحك وهز راسه:

ـ لا يا هاجر، أنا عليا أسأل عليه وأطمن،

لكن القرار ليكي انتي…

مش انا اللي هتجوز.

انتي اللي هتعيشي معاه وتكمّلي حياتك.


رفعت عينيها ليه وابتسمت بخجل واضح،

وقالت بنبرة فيها مزيج من خجل وفرح:

ـ أنا… موافقة.


ابتسم أحمد واتنهد براحة:

ـ خلاص يا بنتي، أنا هسأل عليه، وإن شاء الله اللي فيه الخير يقدمه ربنا.

قام بهدوء وخرج من الأوضة.


فضلت هاجر قاعدة مكانها،

عينها بتلمع ومشاعرها متلخبطة…

فرحانة إن راكان وفّى بوعده،

لكن في نفس الوقت لسه وجعاها الذكريات،

لسه مش قادرة تسامحه بالكامل.

ومع كل ده…

قلبها كان بيدق بخفة،

زي دقة أمل خجول بيقولها:

يمكن المرة دي تكون بداية جديدة بجد.


اتجه راكان للمستشفى بعد اما خرج من عند بيت احمد وقلبه بيدق بسرعة،

النهارده أخيرًا اليوم اللي هيضم فيه أمه لحضنه بعد سنين من الغياب.

خطواته كانت تقيلة من رهبة الموقف،

لكن في عيونه شوق ووجع وخوف.


فتح باب أوضتها بهدوء،

ولقاها قاعدة على الكرسي كعادتها…

عيونها شاردة ناحية الشباك،

وشمس الغروب بتلمس وشها بنور دافي،

بس ملامحها كانت ساكنة كأنها في عالم تاني.


اتنهد، ودخل بخطوات بطيئة،

في إيده بوكيه ورد أبيض،

ولما قرب منها لمح على الكومودينه ورد تاني لسه نضر،

ابتسم بخفه وقال لنفسه:

ـ أكيد عبدالرحمن سبقني.


قرب منها وقعد جنبها،

ولما بصت له، كانت عيونها مليانه حيره وشرود،

وقالت بصوت واهي:

ـ إنت شبهي… أوي…

إنت أخويا؟


اتكسرت نظرته للحظه،

واتملت عيونه دموع كان بيحاول يمنعها.

مد إيده بحنان، مسك كفها بخفه كأنه خايف تتكسر،

وقال بصوت مبحوح بالحنين:

ـ لأ يا ماما… أنا ابنِك… راكان.


بصت له بثواني من السكون،

وبعدين ابتسمت ابتسامة غريبة،

رجعت بعينيها للسقف، ولسه الابتسامة على وشها.


ابتسم هو كمان، بس ابتسامة كلها وجع.

مسح دموعه اللي غلبته،

وبص حواليه فشاف شنطتها متوضبة وجاهزة.

وقف، مسكها بحرص في إيده،

وبدأ يجر الكرسي المتحرك برفق ناحية الباب.


كل حركة كان فيها خوف ودفى في نفس الوقت،

قلبه بيقول:

"النهارده هترجعي معايا يا أمي…

هترجعي بيتك… حضني."


رجع راكان البيت، كانت المساعدة الجديدة اللي هتخدم أمه موجودة،

خدت الشنطة من إيده وطلعت توضب هدومها في الدولاب.

بصّ لأمه بابتسامة دافية وقال:

ـ نورتي بيتك يا حبيبتي.


ما جاش منهـا رد، كانت بتلعب في صوابعها بعشوائية.

ابتسم بحنان، لكن قبل ما يتكلم تاني، سمع صوت خبط على الباب.


اتجه يفتحه، ولما فتح لقى رُقيّة قدّامه.

ابتسامة وسعت وشه وهو بيقول:

ـ الله! نورتِ يا عمّته.

مدّ إيده وحضنها وهو بيضحك:

ـ وحشتيني يا حبيب عمّتك.


قالت بصوت واطي وهي بتبادله الحضن:

ـ وانت كمان يا راكان، الكام يوم اللي سافرتهم دول كانوا ناقصينك.


ـ اتفضلي، اتفضلي ادخلي.


دخلت بخطوات هادية، لكن وقفت في مكانها أول ما شافت أميرة.

عينيها اتسعت، وبصت لراكان في صدمة، كأنها بتسأله من غير كلام:

هي دي فعلاً؟


هو اكتفى بابتسامة صغيرة كأنه بيأكدلها.


دموعها نزلت من غير ما تحس،

اتجهت ناحية أميرة، ونزلت على ركبها عشان تبقى في مستوى الكرسي المتحرك،

وقالت بصوت مكسور من البُكاء:

ـ إزيك يا أميرة؟


أميرة التفتت ليها ببطء، نظرتها فيها شرود وقالت ببساطة:

ـ انتي تعرفيني؟


ابتسمت رُقيّة بوجع، وقالت وهي بتحاول تثبت ابتسامتها:

ـ أنا صاحبة عمرك… رُقيّة.


أميرة فضلت ساكتة لحظة، وبعدين ابتسمت بخفة،

رجعت تبص للسقف وتلعب في صوابعها تاني،

وساعتها قلب رُقيّة وجعها على صحبتها اللي ما بقتش زي زمان.


وقفت ومسحت دموعها بسرعة،

قالت لنفسها بهدوء:

ـ الحمد لله إنها وسطنا… دي كفاية.


قرب راكان منها، مسك إيدها يساعدها تقوم وقال بصوت هادي:

ـ اطلعي غيري هدومك واستريحي شوية يا عمّته.


هزّت راسها وقالت:

ـ حاضر يا حبيبي.


وهو لسه ماسك إيدها قال بخجل واضح:

ـ كنت عايز أطلب منك طلب يا عمّته.


ردت بسرعة بابتسامة حنونة:

ـ قول يا حبيب عمّتك، عايز إيه؟


قال بتوتر خفيف وهو بيبعد نظره عنها:

ـ أنا… أنا عايز أخد معاكي جلسات علاج.


رفعت حواجبها بدهشة وقالت:

ـ ليه يا حبيبي؟ انت زي الفل ومش محتاج!


ابتسم ابتسامة حزينة وقال:

ـ في حد عزيز عليا قالي إني لازم أتعالج… وأنا عايز أعمل كده علشانه.


رُقيّة ابتسمت بحب وفهم، عرفت فورًا إنه بيقصد هاجر،

وقالت بنعومة:

ـ تمام يا راكان، مفيش مشكلة، نبدأ من بكرة إن شاء الله.


مسك إيدها وشكرها بامتنان:

ـ ربنا يخليكي ليا يا عمّته.


عدّت الأيام، وراكان كان عايش أحلى أيام حياته،

وسط عمته اللي رجعت النور لبيته، ومامته اللي بقت أخيرًا جنبه بعد سنين من الغياب.

كان كل يوم بيشكر ربنا إنها رجعتله، بس في نفس الوقت كان فيه فراغ جواه...

اسم هاجر هو اللي مالي المساحة دي كلها.


كان مشتاق لها بجنون،

بس رغم كده، فضل سايب لها مساحتها زي ما وعدها،

مش عايز يخنقها ولا يضغط عليها،

سابها تختار براحتها، مستني اليوم اللي هيسمع فيه رأي أبوها ويطمن إن نصيبه قرب.


وفي الناحية التانية،

كانت هاجر رغم إنها راحت لأبوها بإرادتها وقعدت معاه،

إلا إنها كانت بتحس بالوحدة.

وحشتها أيامها مع راكان…

ضحكته، كلامه، حتى عصبيته الغريبة اللي كانت بتحس فيها بحنية مخفية.

البيت من غيره هادي زيادة عن اللزوم.


في يوم كان هادي في بيت هاجر،

كانت قاعدة في الصالة بتراقب جميل الصغير وهو نايم


لحد ما سمعت صوت باباها بيناديها:

_هاجر، ممكن تيجي يا بنتي؟.


قامت بسرعة، قلبها دق من غير ما تعرف ليه،

دخلت الأوضة اللي فيها أحمد، لقت وشه هادي بس فيه تفكير واضح.


قعدت قصاده وقالت بخفوت:

_في حاجة يا بابا؟.


تنهد وقال:

_هكلم راكان النهارده.


أحمد بابتسامة بسيطة:

_الصراحة الولد محترم جدًا، وبيحبك بجد ،كنت عايز أسمع منك تاني قبل ما أرد.


هاجر وهي بتحاول تمسك أعصابها:

"أنا رأيي زي ما قلتلك قبل كده يا بابا،

أنا مش شايفه في حد يقدر يحبني زيه،

بس برضه اللي تشوفه انت هو الصح."


بصلها أحمد بحنية وقال:

_أنا شايف إنه يستاهلك.


الكلمة دي نزلت عليها زي دفى الشمس،

ابتسمت والدموع لمعت في عيونها،

وقالت بصوت بيرتعش:

_بجد يا بابا؟


ضحك وقال:

_أهو هو اللي كسب الموافقة الرسمية.


ضحكت وسط دموعها، وراحت حضنته وهي بتقول:

_ربنا يخليك ليا يا بابا.


وفي نفس اللحظة،

كان راكان قاعد على الكرسي في شرفته،

بيبص للسما وبيقول لنفسه:

_يا رب بس تكون وافقت ووفت بوعدها…


وما كانش يعرف إن الدعوة خلاص اتحققت


وبالفعل، بعد ما أحمد قفل مع هاجر،

مسك الموبايل واتصل براكان.

راكان كان قاعد في البلكونه، شارد في السما،

أول ما شاف اسم "أحمد" على الشاشة،

قلبه وقف لحظه من التوتر،

رد بصوت متردد:

_أيوه يا عمي؟


وصوت أحمد جاله دافي وواضح فيه الرضا:

_مبروك يا راكان، اتفقنا خلاص.


الكلمة دي كانت كأنها مفتاح فرحة قلبه.

وقف فجأة، والضحكة خرجت منه من غير ما يحس،

قال بصوت مليان حماس:

_بجد يا عمي؟ يعني وافقت؟


أحمد ضحك وقال:

_أيوه يا ابني، وافقت، بس متنساش إن دي مسؤولية كبيرة.


رد راكان بسرعة:

_وعد يا عمي، هخليها أسعد إنسانة ف الدنيا.


قفل المكالمة،

وقعد ثواني مش مصدق،

عينه كانت بتلمع من السعادة،

ضحك من قلبه وقال بصوت عالي:

_ياااه أخيرًا!"


نزل بسرعة على الصالة،

لقى عمته قاعدة مع والدته،

نادى بحماس:

"عمتي! هاجر وافقت!"


رقيه وقفت من مكانها بفرحة،

قالت وهي بتضحك:

_بجد؟ يا راكان،الف الف مبروك يا حبيبي!.


حتى أميرة رغم شرودها،

ابتسمت وهي بتبصله، كأن قلبها حاسس بفرح ابنها.


الدنيا كلها في اللحظة دي كانت دافية،

كأن كل حزن قديم بيتحل محلّه فرحة طال انتظارها،

وراح راكان يقعد جنبهم،

عيونه بتلمع، وصوته بيرتعش من كتر السعادة وهو بيقول:

_هاجر هتبقى مراتي يا عمتي… أخيرًا هتبقى ليا.


أما عند نيهال وسمير،

فالحياة كانت راجعة تمشي بنغمة هادية من برّه،

لكن من جوّه… كانت مليانة سمّ.


نيهال ما كانتش قادرة تنسى،

كل ما تشوف وش سمير، تتخيل راكان وهو بيبص لهم بالنظرة دي…

نظرة الانتقام اللي هدت كل اللي بينهم في لحظة.


كانت قاعدة في الصالون، كوب الشاي في إيدها،

وبصتها سابت الدنيا وسكنت في نقطة فاضية.

قالت بنبرة مرّة:

_كل دا بسببها… بسبب هاجر،

هي اللي قلبته علينا،

هي وامّه اللي طلعت من الموت.


سمير حاول يخفف عنها وقال بهدوء:

_نيهال خلاص، خليه يعيش حياته، احنا تعبنا كفاية.


بصلته بسخرية وقالت:

_وانت مصدق؟

اللي قدر يعمل فينا كده، تفتكر هيسيبنا نعيش؟

راكان مش ناسي يا سمير.


سكت سمير، عارف إنها يمكن تكون صح.


وفي الوقت دا، كان راكان بيبدأ أولى جلساته مع رقيه.

قاعدين قدام بعض ف أوضتها اللي شبه العيادة الصغيرة،

والنور الدافي مالي المكان.

رقيه ابتسمت وقالت له:

_طيب يا حبيبي احكيلي… بتخاف من إيه؟.


ضحك بخفة وقال:

_من نفسي، ومن إني أخسر تاني.


رفعت حاجبها وقالت له بمزاح خفيف:

_واضح إننا هنحتاج جلسات كتير يا دكتور راكان.


ضحكوا سوا…

بس في الحقيقة، الاتنين كانوا محتاجين علاج.

هو علشان يواجه الماضي،

وهي برضه


عدت الأيام وجاء يوم خطوبة هاجر وراكان.


هاجر كانت واقفة متوترة، لابسة فستان أصفر فاتح من غير أكمام، مطرز من الجوانب، والابتسامة الخجولة مرسومة على وشها. حنان بصت لها بحب وقالت:

— شكلك قمر يا هاجر.


هاجر خدت نفس عميق وردت بخجل:

— تسلمي يا طنط.


أحمد وقف جنبها، عيونه مليانة مزيج من الفرح والحزن في نفس الوقت. فرح لأنه شايف بنته كبرت وهتبدأ مرحلة جديدة في حياتها، وحزن لأنه عرف إن في شخص هيخاف عليها ويحميها غيره. قرب منها وباس راسها بحنان، وصوتو واطي:

— كبرتِ يا هاجر… لسه فاكر أول يوم دخلتي فيه المدرسة.


هاجر حسّت بدفء الكلام ودمعة صغيرة لمعت في عينيها، قالت بصوت مبحوح:

— وهفضل دايمًا بنتك يا بابا، حتى وأنا مع راكان.


أحمد ضحك بخفة وتنهد:

— أنا عارف يا حبيبتي… بس قلبي مش مستوعب إن في حد تاني هيبقى مسؤول عنك بعدي.


هاجر مدت إيديها ولمست كفه بحنان وقالت:

— هو مش أي حد يا بابا، ده راكان… وأنا واثقة إنه هيخاف عليا زيك بالظبط.


وفي اللحظة دي دخل راكان، لابس بدلة رمادية غامقة وربطة عنق سودا. لما شاف هاجر، عيونه لمعت وابتسامته ظهرت على وشه، صوته واطي لكنه مليان مشاعر:

— ما شاء الله… الجمال كله هنا.


هاجر خجلت ونزلت عيونها، 

وحنان ابتسمت وقالت لأحمد:

— الاتنين دول  لايقين ع لبعض.


أحمد ابتسم ورفع رأسه شوية، وهو بيضحك بخفة:

— خايف الناس تبصلك من كتر الجمال ده!


هاجر ضحكت بخجل وردت:

— هو في حد يقدر يبص وحضرتك موجود؟.


صمتت اللحظة، وقلوبهم كلها مليانة فرحة، توتر، وحب صافي… اليوم ده كان بداية فصل جديد لحياتهم، مليان دفء وسعادة.


يتبعع


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا





تعليقات

close