رواية بين هذا وذاك الفصل الثاني 2بقلم ناهد خالد حصريه في مدونة قصر الروايات
الجزء الثاني...
سمعت صوت صرخة (ريان) فانتفض الاتنين بيجروا لبره، وقرب منه (حسام) اللي كان الأسرع وهو بيقول بخوف:
_في إيه؟
ردت الناني وهي بتحاول تسكته:
_طبق الشوربة وقع عليه.
شهقت (رانيا) بفزع وهي بتاخده من حضن الناني لحضنها وقبل ما تنطق او حتى تشوف اللي حصله، كان (حسام) شاده منها وهو بيجري بيه ناحية الحمام عشان ينزل الماية الساقعة على رجليه، وقفت على باب الحمام وهي بتراقبهم بعياط، واحساس بالذنب غريب مسيطر عليها، قربت وهي بتحضن راس (ريان) وبتقوله من بين عياطها:
_معلش يا حبيبي، دلوقتي هنحطلك مرهم وتطيب.
_بتحرقني..
قالها وهو بيعيط وبيصرخ، فعيطت على عياطه وهي بتقول:
_حقك عليا انا أسفة، ياريتها جت فيا.
قطعت كلامها وعياطها لما اتنطرت بعيد عنه بعد ما دراع (حسام) زقها بقوة، بصتله باستغراب من بين دموعها، استغراب تحول لذهول لما سمعته بيقول من ورا راس (ريان) بعد ما حضنه له:
_ابعدي.. احسنلك تبعدي دلوقتي.
وخده وطلع بيه من الحمام لاوضته وقفل الباب وراه قبل ما تلحق تدخل، وقفت قدام الباب ودموعها موقفتش، ولولا انها عارفة غضب حسام كانت فتحت الباب ودخلت، لكنها خافت من غضبه اللي كان باين عليه انه متحكم في اعصابه بالعافية، فضلت واقفة زي المتذنبه لحد ما هو خرج بعد شوية، ولما حاولت تدخل وقف في وشها مانعها وقال بملامح كلها غضب:
_مش قولتلك ابعدي.
-ده ابني!
قالتها بعياط وذهول من موقفه، فشدها من دراعها جامد وهو بيبعد عن الأوضة، وبعد ما وصل لمكان مناسب نطر دراعها بعنف وهو بيصرخ فيها بغضب رجها في مكانها:
_ابنك! ولما هو ابنك سبتيه ليه بكل استهتار على السفرة لوحده؟ عيل لسه صغير مبيطولش الاكل كويس ولا بيعرف يتحكم في المعلقة يتساب على السفرة لوحده والاكل سخن! انا فكرتك ناديتي الناني تقعد معاه مش سيباه لوحده!
ردت بتبرير خلاه يتعصب اكتر:
_انا قومت اشوفك ومجاش في بالي اناديها..
اتكلم بجنون:
_ااااه، قومتي ورا النوغة الكبير وسبتي العيل الصغير، هو انتِ للدرجادي اهتمامك بيا قالب جنان! للدرجادي! ما اقوم من على الاكل ولا اولع، ابنك احق باهتمامك ده، لا ومقهورة اوي اني جايبله ناني، ماهو من اللي شايفه منك.. ده انا لو خرجت الساعة ٢ بليل مش بعيد الاقيكي جريتي ورايا وسبتيه في البيت لوحده، انا عمري ما شوفت ام مستهترة زيك كده، هو انتي متعرفيش تكوني غير زوجة ليا انا وبس! تقرفيني بمراقبتك ليا في كل نفس بتنفسه وخلاص! ده اللي بتعرفي تعمليه!
انهارت في العياط وهي باصه للارض وبتفرك ايديها في بعض، فنفخ بصوت عالي وهو بيقول:
_الناني هتيجي تقعد معاه، وعلى الله اشوفك قريبة منه.
وسابها ومشي من غير ما يهتم بانهيارها واحساسها بالذنب اللي اتضاعف بعد كلامه.
€€€€€€€€€€€
في فيلا صادق....
_صادق انتَ تعرف ستات عليا؟
قالتها (سمر) فجأة وهم قاعدين قدام التلفزيون، فرد بسماجة:
_لا أعرف سبعات.
لفت له بكل جسمها وقالت:
_انا مبهزرش!
بصلها بجنب عينه ورد:
_يعني بصراحة اللي تكون في حياته واحده زيك عمره ما يفكر يدخل ست تاني حياته ولا يفكر فيهم حتى.
بصتله بعدم فهم وقالت:
_أنا مش عارفه انتَ بتقول عني حاجه كويسة ولا وحشة دلوقتي! كلامك له معنايين.
وقف وهو بيقول:
_متشغليش بالك.
_انتَ رايح فين؟
سألته وهي شيفاه خارج من الأوضة، لف لها ورد:
_هروح انام الساعة ١.
_صادق احنا بنتكلم!
ابتسم بسخرية وقال:
_بجد! وده من امتى؟ ولا عشان عاوزه توصلي لحاجة معينة في بالك وتطمني من ناحيتها، وبعدها يرجع صمت الحملان بينا من تاني...
وقبل ما ترد قال بحدة:
_بس انا مش تحت امرك، نتكلم وقت ما تحبي ونسكت وقت ما تحبي... وبعدين الساعة ١، ده أنتِ قطرك في النوم عدى من ساعة، ادخلي نامي جنب عيالك وريحي دماغك زي مانتِ طول الوقت مرياحها، متحاوليش تتقمصي دور الزوجة.
وقفت بسرعة بتلحقه لحد ما دخلوا اوضتهم، فشدته من دراعه عشان يبصلها وفعلاً كلامه حست بيه مهين ليها وقالت بغضب:
_قصدك إيه باني اتقمص دور الزوجة!!! ليه هو انا مش زوجة!؟
_بأمارة إيه؟
رفعت حاجبها بتردد كلمته:
_بأمارة إيه؟؟
رد باصرار وهو بيبصلها بعيون مليانة بحاجات متقالتش:
_اه، معتقدش في حاجه عملتيها ولا بتعمليها تأدي بيها دورك كزوجة، انتِ ام كويسة اوي، لكن زوجة فاشلة.
وكلمته كأنها خبطت في وشها صدمتها، ووجعتها، وقفت وهي بتدافع عن نفسها من وسط ذهولها:
_زوجة فاشلة! ليه؟ مقصرة معاك في إيه عشان تقول عليا كده؟ في حاجة بتحتاجها مبعملهاش؟
كشر بملامح رافضة لمنطق كلامها ورد:
_هو انتِ بجد شايفة ان كل اللي بين الواحد ومراته شغل البيت والغسيل والاكل والكلام الاهبل ده! اسألي نفسك كده... امتى قعدنا نتكلم مع بعض، امتى خرجنا لوحدنا نقضي شوية وقت بعيد عن الدوشة، امتى سألتيني مالك متضايق من إيه، ولا شوفتيني تعبان واهتميتي، امتى رجعت من بره لاقيتك مستنياني ولا حتى تاني يومي تسأليني عن تأخيري! امتى اتصلتي عليا في نص يومي تطمني ولا لما اتأخر في الشغل تسألي عليا؟ احنا عايشين كأننا في فندق، محدش فينا له علاقة بالتاني..
قرب منها خطوتين ووقف قدامها وقال بتريقة:
_عاوزه تتأكدي من كلامي؟ اسألي نفسك امتى اخر مرة كنا فيها مع بعض...
بان التوتر على وشها وزاغت عينيها بعيد عنه، فهز راسه بضحكة بلا معنى وكمل:
_دايمًا عندك التزامات كتير اهم مني... هنام عشان الحضانة بكره، ويومين الإجازة هنام عشان الواد هيصحيني بعياطه من بدري.. حتى يوم ما اقترحت عليكي ننزلهم لماما يناموا معاها وهي اصلا كانت عاوزاهم رفضتي.. اتحججتي بكلام فارغ وضيعتي فرصة اننا نكون سوا..
قاطعته بتحاول تدافع عن موقفها يومها:
_عشان انا كنت قلقانة يتعبوها وكمان هم مبيعرفوش يناموا غير وانا معاهم..
_قولتلك لو تعبوها هترن عليا وهنزل اخدهم، احنا في نفس العمارة مش في بلد تانية! بس انتي عمرك ما فكرتي زي ماهم محتاجين منك إيه انا كمان محتاج إيه.. بس انتِ من يوم ما خلفتي وانتِ اتسحلتي معاهم.
_دول عيالك! ليه بتتكلم كأنهم غُرب عنك!؟
قالتها بذهول من كلامه، فهز راسه بيأس من انها تفهم منطقه وقال:
_عشان غلط تفضلي حاجه في حياتك عن حاجة تانية، كل شخص في حياتك له حق عليكي ماينفعش تهدريه عشان الشخص التاني، حتى نفسك.. ليها حق عليكي، امتى آخر مرة فكرتي تروحي بيوتي سينتر تغيري لون شعرك ولا تعملي زي ما كنتي بتعملي زمان؟ امتى آخر مرة خدتي وقت لنفسك بعيد عن دوشة العيال؟ مش عيب تهتمي بعيالك, بس العيب لما تهملي في نفسك وفي جوزك مقابل اهتمامك بيهم, بعدين عيالك مش محتاجينك 24 ساعه! وقت نومهم ولا وقت الحضانة, بتعملي في إيه؟
ردت بهدوء:
-بعمل شغل البيت, بستناهم يناموا عشان اعمل شغل البيت, وقبل ما محمد يرجع من الحضانة بخلص الغدا.
-وده ليه؟ عشان معلقاهم بيكي, ابنك مبيعرفش يقعد معايا في مكان بعيد عنك, الأسبوع اللي فات لما خدته معايا يقعد مع ريان ابن حسام, مكملش خمس دقايق وقعد يعيط عشان يرجعلك, ومن يومين لما خدته السوبر ماركت اول ما نزلنا من هنا عمال يقولي عاوز ماما مش هروح من غيرها, لو واقفة في المطبخ بيكون واقف جنب رجلك, ولو بتصلي بيفضل واقف وراكي لحد ما تخلصي, ده طبيعي! بالله عليكي حكمي عقلك وجاوبيني, ده طبيعي؟ ولا تعلق مرضي هيتعبه قبل ما يتعبنا؟ كل يوم يروح الحضانة معيط كأنه رايح يتكهرب عشان مش عاوز يسيبك, وكل يوم يرجع معيط برضو! ابنك السنة الجاية داخل المدرسة, ابقي روحي معاه بقى واقعديله في الفصل.
بصتله باستغراب وسألته بغضب:
-انتَ بتحاسبني على إيه؟ على اهتمامي بعيالي؟ على إني مش عوزاهم يحسوا إني بعيدة عنهم زي مانتَ بعيد؟ وتعلق محمد بيا انا مليش ذنب فيه, ده عيل وطبيعي متعلق بأمه!
-لا, تعلقه ده مش طبيعي روحي اسألي أي اخصائي نفسي وشوفيه هيقولك إيه, ومش محمد بس ده كمان العيل اللي مكملش سنتين طول اليوم متشعبت في رجلك, يبقى العيب في مين؟ ومين بيعودهم على كده!؟ اعرفي بس إنك لو تعبتي ولا حصلك أي ظرف يبعدك عنهم عيالك دي هتكتئب ومحدش هيعرف يتعامل معاهم وهيمرضوا.
خلص كلامه واتجه ناحية باب الأوضة, لكنه وقف ورجع بصلها وقال:
-وإن كان على حقوقي فيكي مش عاوزها, انا خلاص اتعودت ونسيت إني متجوز, بس مش هسمح طريقتك دي تستمر مع العيال وتضيعهم ويطلعوا شخصية ضعيفة ومريضة بسببك.
سابها ودخل وهي قعدت على الكنبة باصه للتلفزيون بدماغ مش فيها, وعقلها بيردد عليها كلامه, وبتسأل نفسها سؤال واضح, هو كلامه صح؟ ولا هي افعالها اللي صح؟
انتهى الجزء......
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق