القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الأفعى المميته كامله بقلم حور حمدان

 

رواية الأفعى المميته كامله بقلم حور حمدان 






رواية الأفعى المميته كامله بقلم حور حمدان 


كنت بحاول أنام بس مش عارفة نهائي، كلام سهى بيتردد في دماغي ومش قادرة أطلّعه منها أبداً.

قمت قعدت على السرير، وبصيت جنبي لقيت فوني. مسكته بملل وفتحت شات سهى.


كانت بعتالي صورة رجلها، ومرسوم عليها كلها حنة… بس شكلها ماكانش زي الحنة خالص، كان شبه جلد الأفعى بالظبط.

عيني نزلت شوية عالمسج اللي بعدها وهي بتقولي فيه:

_ "شايفة يا حور… رسمت إيه على رجلي؟"


لسه لحد دلوقتي فاكرة صدمتي الصبح، وأنا بقولها بانفعال:

_ "إنتِ اتجننتي؟ إيه القرف اللي رسمتيه ده؟!"


وقتها ردتلي وقالت:

_ "الست اللي رسمته ليا قالتلي إن لما أعمله… عُدي هيرجعلي، وبعدين شكله روعة يا حور."


عيني راحت عالمسج اللي بعدها وأنا بكتبلها:

_ "إنتِ مجنونة! عُدي مات، افهمي بقى!"


لكن آخر رسالة منها كانت:

_ "إنتِ كذابة… عُدي عايش، والست اللي رسمتلي وريتهولي…"


ماعرفتش أقنعها نهائي، مفيش فايدة. هي مش مقتنعة إن عُدي مات يوم فرحهم، لما عملوا حادثة بالعربية.


فوقت من شرودي على رنّة الفون.

بصيت عالشاشة لقيت الاتصال من مامت سهى.

رديت بسرعة وأنا قلبي بيتقبض، وببص على الساعة لقيتها 2 ونص بالليل.


أول ما رديت سمعت صوت صراخها، وكانت بتبكي وهي بتقول:

_ "حور… سهى توفت يا حور، سهى ماتت!"

الموبايل وقع من إيدي وأنا مش قادرة أصدق الكلام.

فضلت مرمية على السرير دقيقة كاملة، جسمي متجمد، دموعي بتنزل من غير ما آخد بالي.

جمعت نفسي بالعافية، ولبست بسرعة وروحت على بيت سهى.


الشارع كله كان واقف، ناس متجمعة قدام البيت، أصوات همهمة وخوف مالي المكان.

طلعت السلم وقلبي بيخبط في صدري، لقيت باب الشقة مفتوح، وصوت صراخ مامت سهى مالي المكان.


دخلت، وشفتهم واقفين بره أوضتها… والكل مرعوب.

قربت منهم وسألت بخوف:

_ "إيه اللي حصل؟ ليه محدش بيدخل؟"


واحدة من الجارات وشها كان شاحب، قالت بصوت بيرتعش:

_ "كل ما حد يدخل يغسلها… بتتحول قدام عنيه لأفعى كبيرة… عينيها حمرا ولسانها بيصفّر… الناس بتجري تصرخ!"


بصيت ناحيتها بصدمة:

_ "أفعى؟!"


مامت سهى قعدت تبكي وتقول:

_ "محدش قادر يقرب منها يا حور… مش عارفة أعمل إيه… بنتي ميتة ومحدش راضي يغسلها."


الناس اتراجعوا الورى، محدش قادر ياخد خطوة.

وقتها حسيت حاجة غريبة جوايا… كأني أنا الوحيدة اللي لازم أعمل ده.

مسكت إيد مامت سهى وقلت بحزم:

_ "أنا هدخل… أنا اللي هغسلها."


الناس بصوا لي باستغراب وخوف، واحدة ست كبيرة قالت:

_ "إنتي مجنونة يا بنتي؟ اللي يدخل مش بيخرج سليم."


بس أنا ما رديتش… دخلت الأوضة، وقبل ما أقفل الباب ورايا، سمعت صوت مامت سهى بتصرخ:

_ "خلي بالك من نفسك يا حور!"


الأوضة كانت ضلمة، ريحتها غريبة، بردها بيمسك في العضم.

ولما عيني وقعت على السرير… شفت سهى ممددة، جسمها كله عليه نفس الرسمة اللي على رجلها… لكن المرة دي الرسمة متشققة وبتنزف سائل أسود.


فجأة عينيها فتحت… وابتسمتلي، ولسان طويل نحيف خرج من بوقها زي لسان الأفعى.

اتجمدت مكاني، بس قبل ما أصرخ، سمعتها بتقول بصوت مش صوتها، صوت مخلوط بين الألم والوجع:


_ "ماتخافيش يا حور… مش جايه أذيكي… أنا خلاص… ميتة."


صوتي خرج متقطع:

_ "إزاي… إزاي بتكلميني وإنتِ ميتة؟!"


دمعة نزلت من عينها وقالت:

_ "أنا اتعاقبت… اللي على جسمي دا مش رسمة، دي لعنة… عارفة مين السبب؟ مش الست اللي عملتلي الحنة… السبب الحقيقي سارة!"


اتسعت عينيّ وأنا بقول:

_ "سارة؟! صاحبتك اللي طول الوقت معاكي؟!"


هزت راسها وهي بتبكي:

_ "هي اللي أخدتني للست دي… قالتلي إنها تعرف طريقة ترجع عُدي… وأنا صدقتها… وأنا اللي اندفعت برجلي للنار… والست دي لما خلصت، قالتلي: خلاص، روحك مش هتطلع من عندي بخير. ولما رجعت البيت، حسيت سُم بيجري في عروقي… وموت."


اتنفست بسرعة وأنا مش قادرة أصدق:

_ "يعني سارة… كانت عايزة تموتك؟! ليه؟!"


ابتسمت سهى بمرارة وقالت:

_ "عمرها ما كانت بتحبني يا حور… كانت غيورة مني ومن كل حاجة في حياتي… ومن عُدي… ولما مات، لقت الفرصة عشان تخلص مني."


قربت مني، عينيها بقت عادية للحظة، وقالت بصوت خافت:

_ "الست دي شغالة دجل في حارة اسمها "الغراب"، وبتستقبل الزباين في أوضة تحت بيت قديم… لازم تبلغي عنها يا حور… ما تخليش حد تاني يتحرق زيي."


وبمجرد ما خلصت كلامها، جسمها رجع يتمدد، وعينيها اتقفلت تاني، وكأنها استراحت بعد ما قالت الحقيقة.


فضلت واقفة جنبها، دموعي نازلة، وأنا حاسة إني شايلة سر تقيل لازم يتعرف

خرجت من الأوضة وأنا جسمي بيرتعش، والناس كلها واقفة برا منتظرين يشوفوا إيه اللي حصل معايا.

مامت سهى جريت عليا وقالت بخوف:

_ "إيه يا حور؟! شُفتي إيه؟ هي عملتلك حاجة؟"


بصيتلها ودموعي نازلة:

_ "سهى… اتقتلت غدر… مش موتة عادية. في حد جرّها لطريق ضلمة، واللي ورا دا كله… سارة."


الناس اتصدمت، صوت همهمة عالي، والجيران بدأوا يسألوا:

_ "سارة؟! إزاي يعني؟!"


بس أنا ما كانش عندي وقت للجدال. أخدت نفسي بالعافية واتصلت بالشرطة، وبلغتهم باللي سهى قالتهولي. حكيت عن الست اللي بتشتغل في الدجل في حارة "الغراب" وإنها السبب في كل دا.


بعد ساعات، الشرطة اتحركت، وأنا كنت معاهم. وصلنا الحارة… مكان ضلمة وقديم، ريحته كرهنيّة، والبيوت كلها متآكلة.

دخلوا الضباط بيت شبه مهجور، ونزلوا السلم اللي بيودي على أوضة تحت الأرض.


هناك، لقينا الست قاعدة على حصيرة، حواليها بخور ودُمى غريبة ودم حيوانات.

ولما شافتنا، وشها اتبدل، ابتدت تصرخ زي المجانين وتقول:

_ "مش أنا السبب… أنا عملت اللي اتطلب مني بس!"


الضابط شدها وقال بعنف:

_ "مين اللي بعتلك سهى؟ اتكلمي!"


ابتدت تضحك ضحكة مرعبة وعيونها بتبرق:

_ "صاحبتها… صاحبتها اسمها سارة… هي اللي جتلي بيها وقالتلي خلّصيلي منها… وأنا نفذت اللي طلبته. أنا ماعملتش حاجة من نفسي!"


ساعتها الضباط بصّولي، وأنا قلبي بيتقبض. اتأكدت إن سهى ماكدبتش.

وبعد ما شدّوها وكتّفوها، الشرطة قبضت كمان على سارة بعد ما جابوها من بيتها، واللي انهارت واعترفت قدامهم بكل حاجة… إنها كانت غيرانة من سهى، وإنها كانت عايزة تخلص منها بأي طريقة.


شفتها وهي متسلسلة جنب الست الدجالة… ودموعي نزلت من غير ما أقدر أوقفها.

اللي اتنين اترفَع عليهم قضية قتل عمد باستخدام السحر والشعوذة، واتحبسوا.


رجعت تاني بيت سهى، والناس لسه واقفة محتارة، محدش قادر يدخل يغسلها.

مامت سهى أول ما شافتني مسكت إيدي وقالت برجاء:

_ "يا حور… إنتِ الأمل الوحيد… دخلي وغسّلي أختك… أنا مش قادرة أشوفها كدا."


دخلت الأوضة تاني… الجو بقى أنضف، ريحة البخور الخانق اختفت، ووش سهى بقى هادي أكتر.

قربت منها، قلبي بيرتعش، بس ماسبتش نفسي أخاف. جبت المية وابتديت أغسلها وأنا بقرأ قرآن في سري.


الغريب… إن كل ما المية تلمس جسمها، الرسومات السودا اللي كانت عليه تختفي، كأنها بتنمحي.

ولما خلصت غسلها، وشها بقى منور، وعينيها مغمضة براحة كأنها نايمة نوم هادي.


مامت سهى دخلت تبص عليها، ولما شافتها كدا، صرخت ببكاء:

_ "ربنا يرحمك يا بنتي… أخيراً وشك رجع زي ما كان."


خرجت من الأوضة، وأنا حاسة إني خلصت رسالتي… سارة والست الدجالة في السجن، وسهى استراحت أخيراً.


وقفت قدام المراية قبل ما أطلع…

وبصيت لنفسي، لقيت انعكاس سهى ورايا بتبتسم ابتسامة رضا.

سمعتها بتقول بهمس:

_ "شكراً يا حور… دلوقتي أقدر أرتاح."


ولما غمضت عيني وفتحتها… ماكانش فيه حد.

بس قلبي كان عارف… إن سهى خلاص سلمت روحها بسلام.


بخخ 

لو البارت عجبكم متنسوش تقولولي رايكم بكل صراحة ف الكومنتات (بالذوق) 

بحبكم اووووي 

#تتمت 

#االافعى_المميتة 

#ححكاوي_كاتبة

#حور_حمدان

صلوا على الحبيب المصطفى 🌺

تعليقات

close