القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جنة الظالم الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم سوما العربي

 


رواية جنة الظالم الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم سوما العربي 






رواية جنة الظالم الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون بقلم سوما العربي 





الفصل الرابع والعشرين 


جلس وهو ينظر لها بتوتر متسائلا :قصدك إيه؟


نظرت له بقوه تقول:يعنى الساكت عن الحق شيطان أخرس يا زياد.... انا بجد زعلانه عليك وانت فعلاً فعلاً صعبان عليا.


طريقتها فى الحديث اثارت عصبيته ليقول بحده:ايه صعبان عليكى دى هو انا مالى؟!


هزت رأسها بأسى تخبره :انت مابقتش بتعمل اى حاجة غير إنك تتعصب وتتزرزر كده... من يوم ماجيت البيت هنا وانا تقريباً مش بسمعلك حس... فجأه الفتره الاخيره بقيت عصبى ودايما صوتك عالى.. مش عارف تقريباً انت بتعمل ايه... هو الواضح حتى انك مش عارف انت عايز ايه فى حياتك... عارف يا زياد... انطباعى عنك ايه... إنك رد فعل.. حلو انك تبقى شخص مش مؤذى وعمرك ما تبدأ فى اذية حد ولكن حد زيك وفى بوزشن شغلك لازم يبقى فعل.


صمت ينظر لها بغضب.... حديثها يعريه ويذكره بما قالته تسنيم.

وهى اكملت بجديه:انت شغال وسط العمال دول بقالك اد ايه... بوزشن شغلك مديك صلاحيات كتير اوى.. ليه اخترت تكون ساكت؟!


رفع حاجب واحد يقول وهو مصر على ما يفعل:مهما كانت صلاحياتى... جوزك هو المسؤول عن كل حاجه.... مافيش اى حاجه ممكن تمشى الا بموافقته وامضته... لو اخد اجازه كل حاجه تتعطل... واديكى سمعتى بنفسك لما اخد اجازة جوازكوا مرتبات الموظفين فى كل الفروع اتعطلت.


ردت عليه تنظر داخل عينه بقوه:ماتبررش لنفسك يا زياد... لا انا هبله ولا عبيطه... انت كان ممكن تعمل كتير... حتى لو.... ليه مارفضتش الوضع ده ووقفت ضده.. ليه ما قولتش لجدك وخالك انا معترض... للأسف يا زياد انت الى اخترت طريقك وشخصيتك ماحدش اجبرك عليها... انت اخترت تكون شخص سلبى... حتى كمان عصبيتك وقلبتك بالنسبة لي مش مفهومه.. يعنى مالهاش لا طعم ولا لون ولا ريحه.


وقفت تنوى الذهاب ليوقفها قائلاً بغموض:قريب.... قريب اوى هتعرفى.


نظرت له بحيره لكنها هزت رأسها بعدم رضا وغادرت المطبخ كله.


حتى اصبح وحيدا لدقائق يفكر بما قالته وحديث تسنيم له مسبقاً... ثم صفعهة له... يتذكر تلك التهانى وما فعلته... لن يطلقها هكذا يخرجها من حياته عادى... لن يشفى ذلك غليله أبدا.


لابد من اهانتها وذلها... لن يصمت... وتلك التسنيم... اه منها يريد ان.. ان... يريد أن تعشقه كما يفعل.


لكن عاد وتذكر صفعتها له... ليقف عن مقعده ويذهب حيث سيارته يخرج بها من البيت سريعاً... لابد وان يحصل على ما يريد.. طفل عائلة الظاهر المدلل سيأخذ ما يريد.


__________________________


كانت قد عادت وهى تلهث خائفه... لقد صفعته.. لن يصمت.. لن يصمت.


دقات على باب غرفتها ورغم خفتها ولكن جعلتها تشهق بخوف.


ليدلف والدها وهو يعرج على قدمه يقول :حمدالله على السلامه... دخلتى اوضتك ليه وماجتيش المطبخ زى كل يوم.


ابتلعت رمقها بتوتر تأخذ انفاسها أخيرا... لقد صفعت رجلا للتو... هل تخبره؟! لا لا بالطبع.. والدها وتعرفه جيدا.. سيوبخها لفعلتها فتربيته لها لا تسمح لها بكل هذا.


جلست على طرف سريرها تقول بتوتر وهى تفرك يديها معا ثم تمسح حبات العرق على جبهتها:ما.. مانا. انا اصلى.


مسعد :ايه يا بنتى مالك... حد ضايقك في الحته ولا حاجة.

نفت سريعاً تقول :لأ لأ خالص... انا بس كنت راجعه تعبانه قولت اغير وابقى اجيلك.


ابتسم بحنو ثم تقدم يحتضنها قائلاً بعدما جلس لجوارها وهو يضمها له:خضتينى عليكى... قولت مالها عمرها ماقطعت عادتها... اصل انا امى كانت دايما تقولى قطع العاده فال وحش.


على تلك الكلمه ودق الباب... فابعدها والدها عن احضانه يقول :ده مين الي حماته بتحبه ده.. خليكى انتى هروح اشوف مين.


اخذت تمسح على وجهها فى محاوله منها لكى تهدأ من روعها.


مالذى حدث مثلاً كى تكن خائفه هكذا... صفعت زياد... وما بها؟!! انه زياد.


تراه فتى مدلل طائش ومهزوز لن يجورؤ حتى على فعل.


لتحدث نفسها بصوت خفيض:ماتثبتى يابت فى ايه... ولا يقدر يعمل حاجه ده عيل متنى.


لتتسع عينها وهى تسمع والدها بالخارج مرحبا بالطارق:اهلا اهلا يا زياد بيه اهلا اتفضل.


وقفت من موضها تقول :يادى النهار الى مش فايت... ده جه لبابا.. هيقولو.. هيقولو.


اما بالخارج


فتقدم زياد يبتسم خلف مسعد يقول ببشاشه :إيه زياد بيه دى ياراجل يا طيب.. ده حضرتك الى مربينى.


ابتسم مسعد يضع يضعه على صدره كعلامة امتنان:الله يكرم اصلك يابنى.


قلب زياد عينه بكل الارجاء تحت نظرات مسعد الذى قال بجديه :خير يا ابنى.


لا يحتاج للتفكير فقد فكر فيما يريد ولديه جميع الردود ليتحدث وبجديه:كل خير ان شاء الله.. انا طالب ايد تسنيم منك يا عم مسعد.


زهل مسعد كثيرا يقول :ايه؟! تسنيم؟! بس يابنى... قاطعه زياد يبتسم بود:بس إيه يا عم مسعد؟!


مسعد :اصل يابنى احنا وانتو يعنى...


زياد :احنا ايه وانتو ايه بس وبعدين انا شارى فين المشكلة؟


مسعد :مشاكل كتير يابنى اولها إنك جاى بطولك.

ابتسم زياد بثقه:لأ ما تقلقش... هجيبهم.. كلهم.


مسعد بكبرياء:مش كده وبس... انا لسه مش عارف بنتى هتوافق ولا لأ.


وضع زياد يده على وجهه مكان صفعتها وقال بوعيد:لأ هتوافق... انا حاسس.. ناديها بس بعد اذنك اكلمها


رفع مسعد صوته مناديا:تسنيم يا تسنيم.


خرجت سريعا مندفعه.. مقرره ان افضل وسيله للدفاع الهجوم.. إن جاء لوالدها شاكيا فهى لن تصمت وستقول على كل شيء.


فاندفعت تعد وتحصى:بص يا بابا.. الواد ده عيل مستفز وكداب وماشافش ربع ساعه ربايه هو الى استفزنى ده عيل......


قاطعها زياد مبتسما باتساع :شوفت متفاهمين إزاى ياعم مسعد.. انا متفائل خير ان شاء الله.


مسعد بتيه:متفاهمين ايه بس يابنى استنى لما اشوفها بتتكلم بحرقه وعصبيه كده ليه.


لاحق زياد عليه يقول :لا خلاص هى طبعها كده انا عرفت.


مسعد:لأ خالص دى عاقله وصبوره.


زياد بتوتر :ماااا... ما تعملنا اتنين عصير بعد اذنك على ما اتكلم معاها.


ظل مسعد لدقيقه يفكر الى ان وافق وسار ناحيه المطبخ يقول:عنيا حاضر.


انتظر كلاهما حتى اختفى داخل المطبخ لتنظر له بشراسه قائله :انت مفكر انى هموت فى جلدى لما اشوفك جاى تحكى لابويا.. لأ خالص ده ابويا... حتى لو شتمنى وهزقنى... ولا حتى رننى علقه ده ابويا ويعمل فيا الى هو عايزه.


حاول النظر لها بجديه يدارى إعجابه الشديد... تبا لها.. من اى نوع صنعت هى.... شراستها تعجبه... حاول الحديث بحده وتهديد :لمى روحك معايا انا سبحان من صبرنى عليكى.. ابوكى هيخرج دلوقتي من المطبخ.. مطلوب منك تبصى فى الأرض تعملى مكسوفه وتقولى الى تشوفو بقا يا بابا.


نظرت له كأنه ابله... ولما كأنه.. بالأساس هذا هو رأيها به لتردد :ولا انت عبيط ولا راضع من بقره شرك.


زياد :لمى نفسك يا قطقوطه... لمى نفسك للصبر حدود.


تسنيم :انت الى جاى تقول كلام يفور الدم على المسا... انت دلوقتي تايه من امك مثلا ولا جعان ولا قصتك إيه... اقول موافقة على إيه؟


قلب عينه بملل يقول :هجيب اهلى واجى اتجوزك.


وقفت تشيح بيدها :ماقولنا لأ.. الله!

جذب معصمها بقوه فتجلس مكانها مره اخرى أثر حركته وهو اضاف بعدما اخذ نفس عمييق : بلاش العنف وخلينا فى الطريق الحلو.


نظرت له بتشوش ففسر قائلاً :انا هاجى معاكى سكه وهقولك انا عايز إيه... بما إنك عارفه كل حاجه كانت بتحصل في بيتنا فأنا عايز اذل تهانى ومافيش حاجة تذلها.... قاطعته تكمل بوجع :إلا إنك تتجوز عليها الخدامه.


رق قلبه لصوتها الذى عبر عن وجعها لكنه كافح كل ذلك بقوه وقال مؤكدا :ايوه.


رمش بعينه يخفى انجذابه وقال :بس كل ده مش ببلاش... حاجة قصاد حاجة... مش ببلاش... هتتجوزينى مقابل مليون ونص.. فكرى كويس... لأنه عرض مغري... جوازه من غير ما تتكلفى حاجة مقابل مليون ونص.... تقدرى تشترى المطعم إلى بقالك سنين بتحوشى انتى وابوكى فى تمنه.


كانت تنظر له بغضب حارق ليتحدث سريعاً... جينات عائلته تنضح من حديثه وهو يقول بذكاء :صعب تلاقى عرض زى ده ولا جوازه زى دى... إحنا فى مجتمع ابن كلب وأنى روحتى ولا جيتى ومهما اخدتى شهادات اسمك طباخه ولو اكرموكى تبقى شيف لكن الحقيقة هى الى قولتيها بنفسك... خدامه... حتى دى كانت مهنة ابوكى وامك... مين هيرضى يتجوزك إلا إذا اتجوزتى خدام.


جلدها ببراعه دون شفقه.. فقد يرغب فى الوصول لما يريد.


خانت عينها دمعه فرت منها لتسقط عليه كصوت يقطع قلبه لكن تماسك وقال بجديه شديدة :قدامك اسبوع.. اسبوع واحد تفكرى.


وقف كى يغادر لكنها وافقت سريعاً تقول :وليه اسبوع... انا موافقه.


انشرح صدره... وتهلل وجهه.. نسى تهانى ومن انجب تهانى واليوم الذى ولدت به... كل تفكير ان تسنيم وأخيراً ستصبح له وبين ذراعيه.


ياخذها داخل صدره وبين احضانه يمد يده على طول...... اخرجته من سلسلة تخيلاته الغير بريئه وهى تسدد له الصاع صاعين تقول :موافقه على الجوازه مقابل اتنين مليون مش مليون ونص... اصل فى راجل.. بس راجل بجد عاجبنى وعايزين نتجوز لكن الظروف مش مساعده... ف وماله... اخدك كوبرى عشان اوصل ليه.


صرخ بها بحده :نعم يا روح امك.


صرخت اكثر بحده :احفظ أدبك... كفى لسه معلم على وشك.


خرج مسعد على صوتهم يقول :ايه ده فى إيه؟


ظل زياد ينظر لها بحده وهى قالت وهى تنظر بثبات وتحدى داخل عينيه:لا ماتاخدش فى بالك يا بابا... اصل احنا كده دايما زى ناقر ونقير.


مسعد:طب ايه رأيك يا بنتى فى الى بيقولوا.


نظرت لزياد تبتسم بمكر وهو مازال ينظر لها بلهيب مستعر سيخرج من عينه.


لتخفض رأسها بخجل مصطنع وتقول بوداعه منقطعة النظير:الى تشوفوا يا بابا.


وتفر بعدها لغرفتها سريعاً تقف خلفها وقد انجلى وجه القوه الذى ارتدته بالخارج.


ادمعت عينها تبكى وهى تقر... لقد فعلت الصواب... ظروفها فردت عليها واقع لن يتغير.. هى كما قال.. خادمه سليلة خدم.. حتى سيدات حيهم الاقل من متوسط لا يقبلوها لابناءهم.. زواج شرعى مقابل مبلغ كبير تنهى به تلك المأساة... تنتشل نفسها ووالدها لحياه اكثر راحه....يكفى كل ذلك العمر من التعب على والدها حتى أصبحت قدمه لا تحمله رغم نحافة جسده.


زواجه لبضغة أشهر لن تضر مقابل اثنين مليون جنيه... لقد سأمت تحمل تعليقات الزبائن.. طاقتها وتحملها لضبط النفس نفد... الى هنا ويكفي... لقد اخذت القرار الصحيح.


___________________________


وصل اخيرا للبيت يجدها بانتظاره أمام البيت تنتظره.


نظر لها باستغراب قائلا وهو منشرح الصدر كونها تنتظره:حبيبتي مستنيانى؟


جنه بابتسامه :ايوه مستنياك... خدنى خرجنى.


زوى مابين حاجبيه يقول ضاحكا:مالك يا حبيبتي ماحنا كنا لسه برا.


جنه:كنا فى الجامعه... انا عايزه اخرج معاك يا سليمان... مش عايزنى أقرب منك؟


دقات قلبه ارتفعت يضمها له بقوه وهو يردد:نفسى.


جنه:خلاص... تعالى نخرج ونروح مكان جديد ولا ايه رأيك نسافر.


اخرجها من احضانه ينظر لها بانبهار سعيد... يقول وهو لا يصدق :انتى الى بتقولى كده؟!


تقدمت كى تقتله وهى تجذبه لها وتقبله من وجنته بعمق جعلته يغمض عينه ويذهب لعالم آخر.


فيضمها له متهورا كى يقبلها من شفتيها بجنون وهى تبتعد عنه بحرج تنذره:سليمان احنا مش فى اوضتنا.


ليتحدث بأنفاس لاهثه:طب مانطلع اوضتنا.


وضعت يدها على صدره تقول ياغواء فطرى:لما نرجع.


اعتبره وعد منها قائلاً :وعد؟!


اغمضت عينها تومئ بدلال ليجذبها لاحضانه قائلاً :لا انا هاخدك مكان انا وانتى وبس.


جنه :فين.

جذبها حيث سيارته يقول :تعالى بس.


عدت ساعات متواصله على الطريق حتى وصل للساحل الشمالى وهى تجلس لجواره مستغربه.


تراه قد توقف أمام منزل فخم بحديقه تؤدى للبحر مباشرة.

فسألت مستغربه :ده بيتك؟

التفت لها يجذبها له ثم يقبلها بعمق يغرس يد فى شعرها  والاخرى تسرح على طول عنقها يقول من بين قبلاته:ده بيتك انتى ياروحى.


تقريباً لم تستوعب... سيطرت عليها عاطفة قويه اثر قبلاته الجياشه.


يحملها بين يديه وهو على مقعده وهى صغيرة الحجم هكذا ويترجل من سيارته وهى بين ذراعيه.


يقول وهو ينظر داخل عينها بوله :هنا انا وجنتى وبس... مافيش مخلوق يقدر يدخل.


صعد بها لاحدى الغرف الكبيره يقول وهو يخلع عنها ثيابها :كان نفسي اعمل كده من اول مره شوفتك فيها... لما كنتى بتحفرى بالمسمار على عربتيتى.... لسه فاكر فستانك الأصفر وضفيرتك الى تجنن... كان نفسى ساعتها اخدك فى مكان مافيهوش الا انا.. وانتى وبس.


مال عليها يريها عمليا مالذى تمنى فعله يومها ومنذ رآها اول مره.


____________________________


تقدم داخل غرفته يخلع عنه ثيابه وكانت على غير العادة بانتظاره.


تبتسم له قائله بوداعه:كنت فين يا زياد... بقا كده... تهانى حبيبتك تهون عليك... تعمل كده فيا انا يا زياد.


نظر لها ولما ترتديه بتقزز واضح جدا على ملامحه... كلامه رأها بملابس عاريه يتذكر هيئتها وهى تعرض نفسها بمنتهى الرخص على خاله.


تحدث باشمئزاز قائلاً :ايه اللي انتى لابساه ده.


تحدثت باغواء منفر:اللون الى بتحبه عليا يا حبيبي... انا عارفه إنك بتحب البمبى.


زياد:بحبه اه بس مش لايقلك... روحى غيرى البتاع ده.


اتسعت عينها... فكرت لأيام ان اسلوب الشد الذى اتبعته معه منذ عرفته لن يجدى.... زياد يفر من بين يديها ولابد من الجذب قليلاً.


لذا ستتحمل... يعجبها سليمان ولكن زياد هو الضامن الوحيد للتلك العيشه وبقاءها داخل بيت الظالم.


لذا ابتسمت تقول برضوخ:حاضر.


ذهبت تبدل ثيابها سريعاً وهو للأسف أدرك كل ماتفكر به ولكن متأخر جدا ليبصق عليها قائلاً بعدما غادرت :ملعون ابو القرش الى يخليكوا تبقوا كده.


لتقفز لعقله تلك المتمرده مجددا.. هى الأخرى وافقت عليه لأجل المال ولأجل الوصول لرجل آخر... رجل اخر تفضله عليه. ستأخذ امواله كى تتزوج بأخر تعشقه... انه العجب حقا.


ما به لا يعجب اى امرأه... هو حتى حينما خطط كى يوقع جنه بشباكه لم يفلح بل وافصحت عن مدى قلة حجمه بنظرها... تراه مشوش.. متخبط.. حتى جنه المتزوجه من رجل كبير بالعمر وظروفها تساعده بكل المقاييس لم يقدر على جذبها له.


وتهانى التى فعل لأجلها الكثير تزوجته للوصول لخاله.


حتى تسنيم الفتاه الوحيده التى شعر ناحيتها بأشياء لم يشعر بهل مع اى فتاه وافقت على عرضه المغرى كى تستطيع بناء عشها السعيد مع رجل آخر.


كل ما حدث معه بكفه وما قالته تسنيم بكفه آخرى.. كخنجر مسموم دس بقلبه جعلته ينزف ألما.


_____________________________


لم يتحمل فؤاد كثيراً... فلم يمر يومين الا وعقد قرانه عليها.


تقف امام المرأه غير مصدقة تقول له :انا مش مصدقه انك تعمل فرح كده.... انت راجل اعلامى وليك هيبتك.


جذبها له وجعلها تستدير قائلاً :شكلك يهبل فى الفستان.


مسح على وجنتها قائلاً :انا عامل الفرح على الطريقه الى تفرحنى وتفرحك لينا واصحابنا والناس الى بتحبنا وممنوع التصوير.. نلبس ونرقص بجنان طول الوقت.. إيه رأيك مش كده احسن...لسه فى وقت.


ابتسمت له بحماس تقول :لأ... يالا بينا عملنا ايه بالعقل يعنى.


فرقع اصابعه يقول بجنون هو الآخر :هو ده يعني يا زين نا اخترت بجد... جبت واحدة اجن منى.


بعد نصف ساعه كانا فى وسط الحفل هو ببدله زرقاء على شورت قصير... وهى بفستان زفاف ابيض قصير كل منهما يرتدى نظاره سوداء يرقصان بجنون ومرح وسط قله قليله من أصدقائهم المقربين... سعادة لا توصف وهى بدت اصغر من ثمانية عشر عاماً.


__________________________


عاد سليمان مع جنه الى القصر.. يترجل من سيارته ثم كالعادة يذهب إليها يساعدها ويضمها له.

تحت أنظار تهانى بشرفتها... ووالده الذى يجلس ينتظره بغضب.


الى ان تقدم يقف امامه وباحضانه جنه يقول بسعادة باديه بوضوح على كل ملامحه:مساء الورد والياسمين على الباشا.


اغمض شوكت عينه بأسى... ابنه سعيد.. بعمره لم يكن سعيد هكذا.. وهو سعيد لأجله لكن ما باليد فمن سيصلح كل هذة المشاكل غيره.


نظر له يبتسم :شكلك مبسوط.


ضم سليمان جنه له فهى واخيرا رضيت عنه يقول لوالده بسعادة :اوى اوى يا باشا.


نظر لجنه نظره عابره ثم قال :عايزك فى موضوع مهم.


اخذ سليمان نفس عميق... لايريد تركها الآن ونظرة والده خلفها كوارث.


ليوافق رغماً عنه قائلاً لجنه:اطلعى انتى ريحى حبيبتي من الطريق وانا جاى وراكى.


قاطعه شوكت :لا انت هتتاخر... لازم نروح مقر المجموعة دلوقتي.


سليمان بقلق:ايه اللي حصل؟

شوكت :يالا وهحكيلك فى الطريق.


ذهب معه سريعاً.. خير ما فعل والده... لا يريد أن ترى جنه وجهه الآخر فى العمل حين تحدث مشاكل.


وهى صعدت الدرج حيث غرفتها معه وجدت تهانى تجلس على طرف الفراش يبدوا انها تنتظرها......


الفصل الخامس والعشرين 


فتحت باب غرفتها وهى تبتسم ايام جميله قضتها باحضانه.


تلمست مدى حبه ولأى درجه من الهوس وصل إليها.


قربه منها احتياج وهى بالنسبة له شئ لا يوصف... لدرجة تشعرها بالشفقه عليه وهى تراه بهذه الحاله فى قربها... ليس سليمان الظالم.. المليونير بل معها يكن طفل يتيم محتاج لها يتمنى بل ويتحين نظرة رضا.


عادت من شرودها حين انصدمت بتهانى على فراشها فى غرفتها.


وقفت تتصنع التفاجئ قائله وهى تضع يدها على فمها شاهقه:جنه... انتى... انتى جيتى امتى.


رفعت جنه حاجب واحد تقول :جيت امتى؟! دى اوضتى... ومالك عامله متفاجئه كده حبيبتي انتى شكلك قاعده مستنيانى من بدرى.


زمت الحرباء شفتيها بغيظ صغيره ولكنها حيه كشفت حيلتها بثوانى ونظره واحده.


لل تعلم كيف يراها الكل بريئه وهى بذكاء وخبرة عجوز فى السبعين.


تقدمت تقول بقوه وحاجب واحد مرفوع:طول عمرك ناصحه وماحدش يعرف يلعب بيكى.


ضربت على كتفها ببعض الحده عدة ضربات تقول :شاطره.. بس بيقولك وقعة الشاطر بألف.


ضحكت جنه تقول :والله؟! ده الى هو إزاى بقا.


صمتت لتكمل بحده :انتى المفروض الأول تبرريلى سبب وجودك هنا فى اوضتى وعلى سريرى.


ابتسمت لها تهانى تقول ببجاحه:كده اللعب هيبقى على المكشوف وانت صغنن اخاف على قلبك الصغير.


لوت جنه فمها تبتسم بسخريه ثم قالت :لأ ماتخافيش على قلبى انا ادرى بيه. 


مدت يدها ترد لها الضربات بنفس الطريقه على كتفها كما فعلت منذ قليل تكمل :العبى على المكشوف يا سكر وخلينا نشوف.


تهانى بسخريه واستنكار تنظر على ذراعها مكان رد الضرب :سكر... والله وبقينا نرد ونفهم فى كيد الحريم.


رفعت جنه رأسها بشموخ ليزداد حقد وغيظ تهانى وتتهور قائله بعدما استعانت بنظره ساخره شامته:ما سألتيش نفسك سليمان جوزنى زياد ليه وليه انا هنا لحد دلوقتي.


نظرت جنه ببؤبؤ عينها فى كل الجهات تتصنع التفكير وقالت بحيره مستهزءه:ليه ياترى؟!


ابتسمت تهانى بثقه لا توائمها وقالت :عشان عايزنى.


تحولت نظرات جنه لتكمل تهانى بتأكيد:اممم.. عايزنى... عايز ست فى حياته... وانتى مش عارفه تبقى ست.. انتى اخرك تلبسى شورت على بدى وتعملى الضفرتين لكن لو احتاج ست... قاطعتها جنه تضحك بهيستيريا غير قادره عن التوقف تشير عليها وكأن الأخرى بلهاء مردده من بين ضحكاتها:ههههههه.... بتفكيرينى بالولاد الى بالناس العبيطه الى بتبقى لابسه بدله وعامله فيها واحد بخوف... ههههههه تهانى انتى هبله... ههههههه ايوه هههههه هبله ومسكوها طبله هههههه لأ وياحرام مصدقه ههههههه والله حرام.


كانت أعين تهانى تزاد مع كل ضحكه وكلمه منها حقدا يزيد لهيب نارها تصرخ بها:ايه اللي بتقوليه ده انا... قاطعتها جنه تقول :انتى هبله او ساذجه او عبيطه يا متخلفه لأ انتى كل دول على بعض... حبيبتي انتى سليمان استخدمك عشان يقدر يوصلى.


اتسعت عينها... إذا ما قاله مسبقاً صحيح. قالها لكنها لم تصدقه... غبيه غباء بلا حدود.


كيف لم تربط الخيوط ببعضها.. اولا تمت الموافقه على زيجتها من زياد وحلت كل العقبات بطريقه أقرب للسحر بعدها ضربها عمها ضربا مبرحا... اعتقد لأنه فقط اكتشق علاقتها المسبقه بزياد.. لم تربط الخيوط ببعض حتى بعدما صرح سليمان بما قاله.. اعتقدته يتهرب منها لأنه ثقيل ورزين مما يزيدها تعلق وانجذاب تجاهه.


لكن الآن أكدت تلك الصغيره كل شئ.. حتى هى كانت على علم بما حدث.. وهى البلهاء الوحيده بالقصه... الكل لعب بها كأنها كره من جوارب مقطعه وقديمه.


وقفت متصنمه امام جنه التى اكملت بتشفى :فاكره لما قولتى لامك مش عايزه تكلمينى عشان شكلى بتمسح فيكى عشان عريس ولا وظيفه.... شوفتى الزمن... اهو سليمان الظالم الى انتى هتموتى عليه بيموت فيا انا... هيموت على نظره رضا منى انا ويا اديهاله يا ما اديهالوش.. بيقى فى حضنى زى العيل اليتيم الى فجأه رجعولوا أمه وخلاص هيعيط... الظالم الى ظلم وافترى على الناس حياته متعلقه بنظرة رضا منى.


تخشب فى موضعه وهو يضع يده على الباب كى يفتحه يغير حذائه بآخر مناسب.


يغمض عينه بوجع... كل ما قالته صحيح... هو كذلك واكثر.. مريض بها ولا يملك الدواء رغم امتلاكه ثمنه.


اندفعت تهانى تفتح الباب تغادر وهو توارى قليلاً بخزى كى لا تراه... لاول مره يتوارى عن احد محروج.. مخزى.. لطالما كان قوى.. ظالم.. متبجح ومستبد.


جنه كسرت كل جبروته وطغيانه... هى التى لا شفاء منها ولابد.


لا يملك حتى رفاهية الإختيار.. قرار البعد ليس بيده.


تقدم يفتح الباب وهى تتسع عينها بصدمه تستمع لخطواته المتمهله على غير عادته.


مصدومه.... هل سمعها... استدارت تنظر له وجدته مذلول... ضعيف.


ينظر لها بانكسار... تقدمت بصدمه تحاول تبرير اى شئ.


لكن ولا كلمه ستسعفها او تغير ما سمع... وضع يده على وجنتها بعيون مدمعه يقول بعجز والم :ماتقوليش حاجة... كل الى قولتيه صح.. انا كده قدامك واكتر...حتى مش عارف ابعد.. مش بشبع ولا هشبع وبحتاجك كل يوم اكتر من الى اليوم الى قبله.


حاولت الحديث :سليمان انااا.. قاطعها بحزن:ياترى انتى جنتى ولا نارى... سبب سعادتي ولا انتى الى جايه تكفرى كل ذنوبى؟!


جنه:سليمان اسمعني... هى الى بدأت انا كنت برد على موقف عملته زمان.. انا والله بقيت بحب العيشه معاك.


تقدم يضع يده على شفتيها ثم قال بوجع وعجز:هتقولى ايه... ولا اقولك.


اخذ نفس عميق يغمض عينه ثم قال:قولى... بررى بأى حاجة... أى حاجة اضحك بيها على نفسى لأنى مش هقدر ابعد عنك.


تقدم يأخذها بين احضانه يغلق عليها ضلوعه مغمغما من بين دموعه:مش عارف ابعد حتى وانا عايز كده.... ربنا يرحمنى منك يا جنه... يا سرطانى الى انتشر فى دمى لحد ما اتمكن منه وخلاص موتنى.


ضمها له اخرسها... اى حديث لن يجدى نفعا الآن خصوصا مع سليمان وبشخصيته هذه.


اغمضت عينها تفكر... زوجها واصحبت تعرفه... زوجها لا يجدى معه الكلام نفعا... الفعل لديه افضل واحسم.


ابتسمت بحنان وهى تمشط يدها على طول ظهره كأنها تداعبه بنعومه.


حركتها اللطيفه وصلته.. جنه تريد وتحاول مصالحته.. زوجته ذكيه رغم صغر سنها ولقطتت طبعه بسرعه.. الأفعال تأثر قلبه أكثر.


رفع رأسه عن حضنها يتحدث بتماسك:انا... احممم.. اوعى.


ابعدها بجفاء غير مقنع فابتسمت قائله:رايح فين.


جاوب باقتضاب:هكمل شغلى... عندى حاجات مهمه.


تقدمت بدلال يدها تتمسح بعضلات صدره:اهم من جنتك.


حاول التماسك والا يتراجع.. لكنها مرهقه. لا سيتخذ موقف.. تحدث بكل ما استطاع من قوه وضبط النفس :ايوه... شغلى.. على الاقل بحس انه بيحبى... لما بيديلو وقت وتعب بيدينى فلوس ومعارف وسلطه.


ذهب بقوه لابد من الثبات على موقفه ولو ظل دقيقه امام عيونها الواسعه تنظر له بطريقتها المهلكه هذه لضرب كل قراراته عرض الحائط واخذها بكل ما اوتى من قوه يصدق على حديثها ولأى درجه وصل به الحال.


تقدم سريعاً وهى خلفه حزينه عليه... لم تريد جرحه تبدأ. فقط ارادت تأديب تلك العقربه.


عاد بخطوات سريعه حزينه يجلس فى سيارته لجوار  والده ويشعل مقود السياره.


ليتحدث والده مجددا يكمل:ماردتش عليا يا ابنى هنعمل ايه فى البلاوى دى.


نظر لوالده بحزن اخفاه كما تعود وظهر متماسك كما يراه الكل الا هى يقول بثبات : زياد ده عايز ايه بالظبط كل يومين عايز يتجوز واحدة.. هو قادر على الى معاه لما يروح يجيب غيرها.


شوكت بعدم رضا:انا خلاص تعبت من دلعه ده هلاقيها منه ولا من العمال الى معتصمين قدام الشركه... المصنع واقف مافيهوش ولا عامل كده الطلبيه هتتأخر والشرط الجزائى كبير.


اخذ نفس عميق... كل شئ يتكدث فوقه.. حاول التركيز وان ينحى حبيبته على جنب وقال :هتصرف انا... هتصرف.. إن شاء الله الله هجيب عمال بسرعه يعملوا ورديات... والعمال الى عند الشركه بقا انا هتصرف معاهم الاوباش دول.


شوكت :وزياد؟!


سليمان بنفاذ صبر:سكته.. سكته.. مش عايز يتجوز... خليه يشيل.. طب قسما بالله لاجوزهاله بكره خليها تضحك عليه تانى ويتربى... هفضل ادلع واحايل فيه لحد امتى.


شوكت باشفاق:اهدى.. اهدى يابنى... مالك قلبت كده... كنت راجع من السفر مبسوط.


نظر لوالده بحزن وقال :شكله مش مكتوبلى يا بابا... مش مكتوبلى.


صمت كل منهما بحزن طوال الطريق حتى توقفا عند الشركه.... وجد جموع غفيره من العمال بلبس العمل الأزرق يقفون محتجين.


اول ما شاهدوا سيارته زادوا بالهتافات المحتجه. 


سار وسطهم برأس مرفوع وقوه الى ان توقف اعلى درجه بسلم الباب الخارجى للشركه يهتف بهم بقوه:انتو عارفين الى انتو عاملينوا ده ايه..  ده اسمه امتناع عن العمل... موقفين شغل بملايين وعليه شروط جزائيه وقاعدينلى هنا تندبوا.


صرخ رمضان به:حقوقنا ياباشا... احنا نصنا عيان والنص التاني على وشك... الظلم وحش. 


سعيد :ايوه واحنا مش منقولين من هنا إلا لما نوصل لحل.. للناس المرميه فى بيوتها والى تعبت والى لسه هتتعب. 


سليمان بتعنت وجحود:حلوو اووى... باتوا هنا بقا وخلوا الكلام الفارغ ده ينفعكوا... شغلى الهتافات يابنى. 


قال الاخيره بطريقه مستهينه مضحكه... بمعنى انه لا يهمه هتافهم. 

واستدار يدلف داخل شركته بقوه وجحود غير مهتم بمن خلفه. 


بينما ورد لسعيد اتصال من احدهم... جاوب عليه بضيق:ايوه... تسنيم الله يباركلك انا على اخرى. اقفلى دلوقتي. 


اغلق الهاتف بوجهها ولم يستمع حتى... وهى على الجهه الأخرى محتاره ومشتته.


هل هذا وقت للجفاء... وهو دائما هكذا وكلما تذمرت يتحجج بضيق الحال وفراغة اليد . 


اغضمت عينها غاضبه... القلب الرحيم الحنون لا يتغير بضيق الحال ولا فراغة اليد... لكنها.. 


تحبه وستختلق هى الحل... زيجه لمده محدده وتنفرج عقدتهم. 


لا تعلم ان كان ماتفعله صحيح ام خطأ.. او... ربما نصيب. 


لا تعلم.. استفاقت من شرودها على اتصال من زياد. 


نظرت للهاتف بامتعاض ثم فتحت الهاتف تجيب:ايوه. 


زياد بسخريه :اهلا اهلا ام العيال. 

تسنيم بشراسه:عيال مين ياجدع انت... هى فيها خلفه وعيال... لا بقولك ايه من دلوقتي انا قبل اى حاجة احب احط النقط فوق الحروف... احنا لا همس ولا لمس ولا عيال... مش هنضحك على بعض. 


تقلصت تعابير وجهه بضيق... بعدما فرح بموافقة جده وخاله جاءت هى تذكره باتفاقهم.. تبا لها.. تعجبه. 


تحدث من بين أسنانه :عرفى ابوكى اننا جايين النهاردة نكتب الكتاب. 


بهت وجهها تردد بخوف:ايه.. كتب كتاب على طول. 

زياد مؤكدا:ايوه ويومين بالظبط وهنعمل الفرح. 


ضربت صدرها بيدها تندب بعويل:يا لهووى.. وفرح كمان.. هتعمل فرح.. انت عايز تفضحنى. 


ردد بجنون:افضحك ايه يابنت الهبله 


صرخت فى وجهه بحده:احفظ أدبك. 


زياد بسخريه :ايه الى كل ما اكلمك احفظ أدبك احفظ أدبك مش لما تحفظى انتى عقلك.. هو جوازك على سنة الله ورسوله من زياد بيه الظاهر فى فرح كبير قدام الناس يبقى فضيحه يا هبله ولا ابقى بقدرك؟! 


لتردد دون وعى منها ولكن هذا هو موطن خوفها :مش عايزه حد يعرف انى اتحوزت عشان ما.... قاطعها بغضب حين فهم ما ستقوله ليبادر هو الذبح:انا بعمل كده عشان اهين تهانى مش اكتر... جهزى نفسك.... سلام. 


اغلق الهاتف بوجهها وداخل كل منهما الكثير ولا احد يعلم ما يخفيه القدر ولا النصيب. 


___________________________


عادوا من بيت تهانى وقد اتفقوا على كل شئ بعد عقد القران. 


كل هذا وتهانى لا تعلم... تجلس بعدما تلقت صفعات متتاليه من جنه تريها كيف تلاعب بها من تعشق تراب قدمه من أجل الوصل لها. 


لابد من الحفاظ على مكانتها كزوجه لزياد... فقد اعتادت هذه الحياه ولن تقدر على تركها. 


يجب ان تحفظ مكانتها عنده... تلاحظ تغيره منذ فتره... لابد من المحافظه عليه. 


فتح الباب يتقدم للداخل وفى عينه نظره غريبه اليوم. 


تقدمت منه تتحدث بود شديد :حمدلله على السلامه يا قلبي... اتاخرت ليه. 


حل عقدة كرافت بذلته يقول بسعاده كبيره :كنت فى مشوار مهم اوى. 


حاولت إظهار فرحتها لفرحه تقول :ايه ه. المشوار الى مفرحك ده. 


جاوبها بسعادة وهو يبتسم باتساع كأنه يقول كيف حالك :كنت بتجوز عليكى. 


_____________________


فى غرفة سليمان. 


عاد معهم من الخارج لا يعلم كيف سيتعامل معها.. لايعلم حقا. 


تقدم يفتح باب غرفته.. لتتسع عينه وهو يجد ممر من الورود الحمراء تحدها الشموع تقود لقلب كبيير من الورد والشمع وهى تتمدد داخل القالب بقميص قصير مت من اللون الذهبي لا يخفى شيء تقريبا تنتظره بابتسامة ودلال يلين له الحديد. 


وقف وهو على اعتاب صدمة قلبيه متسع العين غير قادر حتى على ابتلاع رمقه يطالعها فقط بزهول وهو يراها هكذا تنتظره.....


الفصل السادس والعشرين 


فى صباح اليوم التالى.


جلس على فراشه وهى غافيه بارهاق لجواره.. يتذكر جيدا لم يتركها حتى ساعات الصباح الأولى.


يتذكر حديثها عن كونها اسفه على ما سمع وما قالت وأنها لم تقصد.

ظلت طوال الليل وهى بين يديه تكرر اسفها.


لكن كل هذا لن ينفى ماسمع... ماسمع اوجعه لانه الحقيقة ببساطه.


حول بانظاره إليها يراها وهى غارقه فى النوم وأثر إجهاده لها واضح عليها... بمنتهى الضعف وقلة الحيلى اقترب يمسح على شعرها يقبل رأسها يغمض عينه بتعب.


نظر لها مطولا ثم وقف عن فراشه يتقدم نحو المرأه ينظر لانعكاس صورته وهو يرتدى شورت قطنى داخلى... يتأمل حاله جيدا يسأل اين سليمان الظالم؟


يرى امامه شخص ضعيف مذلول... لقد كسرته ببراعه... اصبح ذليل حبها.. يتحين لأى نطرة رضا او ابتسامة.


يتذكر كان يميل عليها وهو يتنفس بحرارة وسرعه ينظر لها بهوس يقبلها بتلذذ كأنه يلتهمها.. يهمهم وهو يلتهم جلد وجهها وهى متجاوبه تماماً لكل ما يفعل.


تقريبا لم يكن مهتم بالتقاط أنفاسه كان كالمجنون بعدما رأى هيئتها على ارضيه الغرفة متجهزه له تنتظره وقد فعلت هذا لاجله.


وكيف أوقفت قلبه واذهبت عقله وهى تشير له بدلال ان يقترب لعندها.


حاول الخروج من شورده يقف تحت المياه بالمرحاض وهو تاره حزين لما وصل اليه.


وتاره يبتسم ويقشعر بدنه وهو يتذكرها ليلة امس من اول اسفها لتجاوبها الخجول معه.


جنته وناره هى... كسرت شئ ما بداخله وهو غير قادر على إعادة تقويته... شئ غير مرئى او ملموس... غيرت دون هدف او قصد منها هى حتى لم تنتبه.


ذهب ووقف امام المرأه ثانيه بأمل... تبا... فحتى بعدما ارتدى البذله والكرافت لم يتغير كثيراً... بل ظل كذلك الذى رآه بالملابس الداخلية.


الملابس الرسميه لم تغير كثيرا ولم يعد بها سليمان الظالم.. انه نفس الشخص...ذلك الذليل امام رضى طفله عنه.. فتاه لم تتجاوز التاسعه عشر بعد.


لاول مره يبعد عينه عن النظر لنفسه فى المرأه... لاول مره لاينظر لحاله بزهو.


غادر يفر هاربا من النظر لنفسه لكنه... ورغما عنه يتقدم منها على الفراش يسحب شرشف الفراش يغطى مفاتنها الظاهره وينظر لها مطولا..


بل اى حيله يميل عليها يقبل وجنتها بعمق ثم يعيد تدثيرها جيدا يبتعد بضيق.


شعر بالغضب من حاله بعدما واجه نفسها بكسره أمامها من المفترض أن يبتعد او يكرهها لكنه الان يريد تأجيل ذهابه قليلاً وان يبقى معها.


غادر بغضب... كل شئ يخرج ويتعدى حدود السيطره.


دانت لها السيطره... وهو اصبح بلا سلطان... اصبحت هو كل شئ.. كل شئ.


غادر ولم يهتم بقوانين البيت من مواعيد الإفطار او اى شئ.. غادر سريعاً بمشاعر مختلطه حزن.. فرح.. ضيق وسعاده .


وصل لعند الشركه يسير وسط العمال المعتصمين واول ما رأوه زادوا بالهتاف. 


وقف اول الدرج ليدلف للداخل متجاهلا إياهم. 


لكنه استدار بضيق ينظر لهم بعدما زادوا من حدة هتافهم. 


وقف دقيقه صامت صمت تام وهم يزيدون. 


امام نظراته الجامده صمتوا... وهو ظل هكذا.


حتى رفع رأسه ينظر لهم بكبر قائلا :عايزنها تخلص على إيه؟


فرغ الكل فاهه حتى حراس الأمن... نظروا له بزهول.

وهو كرر:خلصوا انا خلقى ضيق... وقبل ما ارجع فى كلامى.


تحدث رمضان سريعاً :شهرين تعويض على كل سنه ونمشى خالص إحنا ماعدناش قادرين على شغل المصنع.


تكلم بكبر يتفاوض :شهرين كتير.


تحدث رمضان برضا تام فهو لم يحلم ان يصل مع الظالم لتلك النقطه من الأساس :شهر... شهر على كل سنه يا باشا وكده رضا.


اماء برأسه ونادى مساعدته باشاره من يده يقول :اصرفى لكل واحد فيهم شهر قصاد كل سنه قضاها هنا وخلصى كل حاجه.. ساعة زمن وتكون قصتهم انتهت... هطلع دلوقتي مكتبى مش عايز المح حد لسه واقف.


نظرت له تردد بزهول :اوامرك يافندم.


تقدم للداخل وصعد لمكتبه يرى مكان تجمهرهم خالى.


واجهه نفسه بوضوح... لم يكن مباليا بتجمهرهم ولم يهتز... حتى لم يشعر بالشفقه على اى واحد منهم... ولكنه ذلك الشئ الذى كسرته جنته... كسرت شئ يجعله غير قادر على الاستمرار فى الكبر.


اغمض عينه يأخذ نفس عميق يهون على حاله.. لو تركهم متجمهرين يهتفوا لما استفاد شئ.. ولو فض كل ذلك بالقوه وهو قادر على ذلك أيضا لن يستفيد شئ.. وو... صمت.. صمت وهو يعلم لما برر الامر لنفسه ولم يطلب منه احدهم حتى الآن تبرير

ولكنه يبرر لحفظ هيبته امام نفسه... حفظها أمام نفسه هى البداية لاستمرار حفظها امام الكل... كل شئ نابع من الداخل ولو فقذ الشئ لن يقدر على إثباته. 


اخذ نفس عمييق واستدار يجلس خلف مكتبه وهى ساعه بالضبط حتى تقدمت مساعدته تخبره انها انهت الأمر. 


________________________


استيقظت من نومها تبحث عنه لجوارها تبتسم... هو من دثرها هكذا.. تعلم طريقة تدثيره وهو يضع الشرشف بين كتفها وعنقها يلفها به جيدا. 


سحبت الشرشف وهو تبتسم بخجل لجرئة ما فعلته امس تلفه حول جسدها وتذهب بكسل للمرحاض. 


خرجت منه بعد دقائق وارتدت فستان اسود به نقط بيضاء قصير مع زينه للرأس من نفس لون القماش. 


وهبطتت الدرج تبحث عنه لتجد شوكت خلفها يناديها:جنه. 


استدارت تنظر له وهو يردد:سليمان مش هنا... مشى على شغله.. من غير ما يستنى حتى الفطار... لاول مره. 


ظل ينظر لها بقوه وهى وقف مهتزه... لاول مره تواجه شوكت لحالها... دائما مايكن سليمان موجود سد وسند يحول عنها اى شئ. 


تحدث شوكت مجددا بحزم بعدما تقدم بضع خطوات مرددا :اسمعى الى هقولوا ده كويس وفكرى قبل ما تردى. 


صمتت ليس استماعا انما رهبه... شوكت الماده الخام للهيبه والكاريزما وقد ورث منها لابنه. 


أمام صمتها واصغائها تحدث هو:فى الدينا دى كلها ومن بين فلوسى وشركاتى ماعنديش اهم من سليمان... فجأة حاله اتغير وبقا عايز يتجوزك وكان عندى استعداد اعمل اي حاجه... اى حاجة عشان اجيبك ليه.. بس هو عرف واتجوزك قولت هيشبع ويسيبك بس الى حصل كان العكس... ابنى عمره ما كان مبسوط الا دلوقتي لأ وكمان بيتعلق بيكى كل يوم اكتر من الأول... وانا عارف انك مش عايزه تكملى معاه والواحده منكوا طالما حطت في دماغها حاجة هتعملها حتى لو اتسلسلت بسلاسل من حديد وانا مش هشوف ابنى بيموت من بعدك واسكت... قدامك شهر... شهر واحد وتقررى هتكملى معاه للأبد ولا انا عارف همشيكى من هنا إزاى... شهر واحد يبقى ردك عندى. 


استدار بوقار يغادر وتركها خائفه متخبطه... حديثه مختلط مابين تهديد... وعيد... رجاء... وتمنى. 


اغمضت عينها وهى الأخرى متخبطه... لتتذكر سليمان وانه ذهب بلا إفطار. 


لا تعلم ولكن ساقتها قدميها للخارج حيث مرآب السيارات تجد رجل كبير هناك وقف لها على الفور احتراما يردد:صباح الخير يا هانم. 


ابتسمت له بتوتر.. تلعن الظروف التى جعلت رجل اكبر من والدها يحييها باحترام ويناديها هانم. 


ابتسمت له باحترام تقول اسمى جنه.. جنه بس يا عم... ماعلش اسم حضرتك ايه. 


ابتسم لها بامتنان يقول :رضا. 


جنه:بقولك إيه يا عم رضا... ممكن تودينى عند سليمان. 


رضا :ايوه ياهانم بس البيه محرج إنك ماتخرجيش من البيت. 


جنه:مانا رايحه له هو فعادى... وكمان حضرتك الى هتودينى مش هيقول حاجة. 


فكر قليلا يقول :خلاص حاضر عنيا... اتفضلى غيرى هدومك وانا مستنى. 


نظرت لنفسها وما ترتديه وقالت :ليه طب ما اروح كده. 


نظر لها رضا مبتسما يسأل :هتروحى بشبشب البيت. 


ضحكت بخفه وقالت بتوتر :مانا.. مانا.


ابتسم عليها رضا فقالت بسرعه :اصلى بصراحة مش عايزه ادخل جوا واقابل شوكت باشا تانى لوحدى. 


اماء براسه يتفهمها وقال ضاحكا:طيب طيب تعالى... يالا بينا. 


جلست داخل السيارة التى قادها رضا يقول فر الطريق وهو سائق :انتى خايفه من الباشا الكبير ليه يابنتى. 


رمشت بعينها بتوتر فأكمل :انا عارف انك مغصوبه على الجوازه دى.. وان البيه تقريباً حابسك ومش بيخرجك ولو انتى بنتى كنت هبقى حزنان عليكى... بس اقولك على حاجه... بيحبك... بيحبك اوى... الباشا بتاعنا ده شديد اوى.  انا معاه من زمن الزمن.. اديلى عشر سنين وازيد... عمرى ماشفته بيبص لحد كده زى ما بيبصلك... فكرى كويس وانا راجل اهو وبقولك... كلنا زى بعض الرك على الحب والحنيه... الحنيه دى بقا تخطف كده. 


توقف عن الكلام والسير أيضا يقول :وصلنا.. ابقى فكرى فى كلامى. 


ترجلت من السياره تنظر له باستغراب فابتسم لها كأنه يمدها بالدعم. 


دلفت للداخل وهى تسير منحرجه لما ترتديه والكل ينظر على خفها المنزلى. 


البعض بزهول والبعض يكبت ضحكته بصعوبه. 


الى ان وصلت للطابق المنشود تقف امام مساعدته التى نظرت لها تبتسم بلطافه قائله :ههه انتى مين ولا جايه لمين. 


حمحمت بحرج... تبا لها ولما ترتديه وتبا لشوكت أيضا. 


تحدثت بحرج:انا...احمم..انا جنه. 


نظرت له السكرتيرة مستفسره:جنه؟! جنه مين؟! انتى تايهه من حد...بابا شغال هنا. 


جنه بغيظ :لأ بابا صاحب الشغل. 


وضعت يدها بخصرها تقول :انا جنه مرات سليمان بيه. 


ضحكت الأخرى مردده:هههه طيب والله بتكلم بجد من غير قمص عيال... انتى جايه هنا لمين؟ 


جنه بغيظ :بقولك مراته... الله. 


وقفت السكرتيرة عن مكتبها تقول :طيب انا هقوله. 


انتظرت جنه بالخارج تهز قدميها بغيظ فى حين دلفت السكرتيره تقول ضاحكه :سليمان بيه.. فى بنوته صغيره برا شكلها تايهه ولا ايه بتقول انها مراتك... انا حاولت امشيها بس هى ماشاءالله مصره انها مراتك. 


وقف عن مقعده بزهول يقول :ده بجد؟!


السكرتيره :ايوه يا فندم هههه بصراحة لذيذه اوى بس مش عارفة امشيها. 


تحرك سريعاً يخرج من مكتبه يراها تقف متخصره تهز قدمها بعصبيه وهى مرتديه خف منزلى بقدميها. 


وقد قدم من الخارج وفد من إحدى الشركات ينظرون لها باستغراب. 


خطفها أمامهم داخل احضانه وسط زهول الكل. 


وهو يردد:حبيبتي ايه المفاجأه دى. 


رددت بعصبيه وهى داخل احضانه تقول للسكرتيره:مش قولتلك... قال تايهه من بابا قال.


ابتسم بجنون عليها وهو يراها تتحدث بعصبيه تكمل :اقولها مراته... تقولى تايهه من بابا... قولتلها بابا صاحب الشركه. 


ضحك بجنون ممزوج بحنان وحب يرى نظرات وفد الشركه الغريبه له وهو يرتدى بذلته تظهر سنه بوضوح وقد شارف على الأربعين يحتضن بنت صغيره تقول انها زوجته. 


كانت ابتسامته متسعه يجذبها لاحضانه وهو يخبر سكرتيرته قائلاً :ايوه يا الهام هى جنه مراتى. 


اتسعت اعين الهام تقول :انا.. انا اسفه يافندم.. بس... بس يعني حتى الصوره الى شوفتها ليكوا كان الميك اب مغير شكلها شويه وبانت اكبر من كده انا اسفه. 


اغمض عينه بوجع قال متفمها:تمام. 


دلف للداخل وهو معه يحول بينها وبين الهام بصعوبه تقول وهى تحاول ان تفلت من يده :سيبنى يا سليمان... سيبنى عليها دى بتقول عليا عيله وتايهه... اوعى ماتحوشنينش. 


توقف وهى لامامه ينظر لها ثوانى وبدون كلمه اقتنص شفتيها بقبله مفاجئه قويه يعبر فيها عما شعر به الآن. 


ابتعد عنها وعينه لامعه يبتسم قائلاً :جيتى ليه؟ 


بللت شفتها بحرج تضع خصله من شعرها خلف اذنها قائله وهى تنظر أرضا :وحشتنى. 


سليمان بفرحه:بجد. 


جنه :بجد. 

سليمان :معقول بقيت اوحشك كده... ده انا لسه سايبك. 


رفعت وجهها تنظر له تكمل عليه :لأ مش بس كده... ده عشان خرجت من غير فطار. 


اتسعت عينه وتوقفت انفاسه... جنه تهتم به وطعامه يهمها. 


زادت دقات قلبه وتقدم يحملها يسير بها حيث إحدى الارائك الجلديه ويجلس وهى باحضانه يقبل عنقها بحرارة قائلاً :يبقى نفطر مع بعض. 


كانت ترمش بعينها بسرعه خجله مما يفعله هنا بالشركة تردد:سليمان... إحنا فى الشركه. 


سليمان :بس بردو لوحدنا وانتى مراتى ماحدش يقدر يدخل اصلا. 


توقف عن تقبيلها يبتسم بمشاكسه وهو يمسك ملابسها قائلا :ماليها حق تقول عليكى تايهه من بابا ايه الفستان الى خارجه بيه ده وايه ياروحى التوكه دى. 


نظرت له بمشاكسه تقول :بس يجننوا عليا مش كده. 


تحدث برغبه حارقه :هما يجننوا بس... دول مخلينك قم... قطع حديثه ضاحكا وهو ينظر لقدمها مرددا :شبشب بصباع... مش مصدق بجد. 


جنه بعصبيه لذيذه:سليمان همشى. 


همت لتقف عن فخذيه فأعادها قائلاً وهو يقهقه بسعادة :ههههههه لأ لأ خلاص... استنى...ده انا ماصدقت.. بس ينفع كده... ينفع الناس برا تشوف حلاوتك دى غيرى...مش عارفة انى بغير عليكى؟


ابتسمت بدلال :انا الى قمر اعمل ايه... حظك بقا. 


ضمها بقوه يردد:حظى الحلو والله. 


تنهد بقوه ثم قال :تعالى بقا اطلب انا وانتى اكل عشان انتى فتحتى نفسى على الاكل اوى. 


رفع الهاتف يطلب سكرتيرته التى دلفت للداخل وعلى فتح الباب اعتدلت جنه تجلس لجواره بدلا من قدميه وهو نظر لها بغضب يسأل :إيه؟!


جنه بهمس :ايه؟! الناس عيب. 


صمت مرغما والهام مازلت تنظر لهم بزهول... مظهرهم غير مقنع.. هناك عدم توافق فى كل شئ.. جسم ضخم وآخر صغير وضئيل... هزت رآسها تحاول الاستيعاب. 


فنظر لها بضيق يعلم ما تفكر به من نظرتها لهم فقط. 


تحدث ببعض الغضب قائلا :اطلبى لنا فطار ونسكافيه والقهوه بتاعتى... اتفضلى. 


هزت كتفها بإذعان :حاضر... حاضر يا فندم. 


خرجت ليقربها منه مجددا يقول :على فكره زياد هيتجوز. 


جنه بصدمه :ايه.. تانى. 


اوقفها كى تجلس على فخذيه مجددا يقول :ايوه... ومش عارف هو بيعمل كده ليه. 


هزت رأسها تقول بأسى:زياد ده شخص تايه جدا... وعايش فى دور المظلوم... انت عارف انه جالى من فتره يقول ان العمال عاملين وقفات ومش عارف وفضل يحكى يحكى.. حسيت انه عايز يقلبنى عليك... قلبان بلا هدف... ماتفهمش هو عايز ايه ولا رايح فين. 


نظر لها يبتسم بحب ثم وضع خصله من شعرها خلف اذنها يقول قد اقترب منها اكثر يسأل :ولما قال كده انتى قولتى ايه؟ 


نظرت له بثقه تقول :سألته انت بقا يا زياد عملت ايه؟ 


اغمض عينه يبتسم بفخر... صغيرته لا مثيل لها ليست هينه. 


وهى اكملت دون توقف:الدنيا فيها كل حاجه متاحه الصح والغلط كل واحد يختار طريقه وزياد اختار يكون سلبى... كان ممكن يعترض ويعمل كتير اوى. انا قولتله الى بحسه.. والى شايفاه انا شايفه انه بنى ادم مايع لا صايب شر ولا صايب خير حتى مش عارف هو عايز إيه. 


ضمها له يقول بفخر :انا الى مش عارف اوصفك بس انا فخور بيكى اوى يا روحى. 


صمت يكمل بزهو يعلم ان ما فعله سيثقل من كفته لديها قائلاً :بس جوزك الوحش الى هو بيقول عليه ادى العمال حقوقهم وعوض المرضى كمان. 


اتسعت عينها بفرحه تسأل :بجد؟! بجد يا سليمان؟! 


اماء لها مؤكدا :ايوه... هحكيلك. 


ظل يقص عليها كل ما حدث بين صدمتها وسعادتها الكبيره به غير مصدقه انه فعل كل ذلك من نفسه... لا تعلم انها السر وراء كل شئ. 


______________________


وقفت تفرك يديها ببعضهم وهو أمامها يخبرها بفرحه كبيره:خلاص.  خلاص يا تسنيم اخدت تعويض كبير من الشركه خلاص ونقدر نتجوز فى اى وقت.. انا.. انا عارف انك زعلانه منى عشان ماكنتش برد عليكى الايام الى فاتت بس والله من ضيقتى وقلة حيلتى بس خلاااااااص... انا اجرت شقه حلوه نفرشها سريع سريع والباقى نعمل بيه مشروع صغير... انا هاجى النهاردة بعد العشا لعم مسعد.


صمت مستنكرا وهو يراها تقريبا تبكى يسأل :تسنيم... تسنيم مش بتردى ليه انتى لسه زعلانه. 


رفعت انظارها باكيه تخبره :انا... انا اسفه... كنت بدور لينا على حل ماكنتش اعرف ان كل حاجه ممكن تتحل فى غمضة عين وان ربنا قادر على كل شئ. 


نظر لها بتيه كأنه يسأل ماذا فعلت وهى لا تعلم كيف تخبره انه قد عقد قرانها على آخر بالأمس.....



تكملة الرواية بعد قليل 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

close