القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية احببت راعية الغنم الفصل الحادي والثلاثون والثانى والثلاثون بقلم أسماء خالد

رواية احببت راعية الغنم الفصل الحادي والثلاثون والثانى والثلاثون بقلم أسماء خالد




رواية احببت راعية الغنم الفصل الحادي والثلاثون والثانى والثلاثون بقلم أسماء خالد

البارت ال 31 /32

Image


فى الصباح ذهبت الى المستشفى 

تعجبت من طريقته معها ..لا يعيرها اى اهتمام ولا يتحدث معها حتى انه لا ينظر فى وجهها 

مر حوالى ثلاثة ايام لا يهاتفها حاولت هى ان تتحدث معه لكنه يغلق هاتفه 

فعزمت على ان تذهب الى شركته حتى تقابله

اخبرته السكرتيرة بوجودها فطلب منها ان تجعلها تنتظر برغم انه ليس مشغول 

وبعد مرور نصف ساعة امرها بأن تدخلها..دخلت هى 

وجدته واضع قدمه على مكتبه لا مبالى لها 

أدهم بجمود :اهلا

نور :ازيك يا ادهم 

أدهم ببرود :تمام اوى ..واقفة ليه اتفضلى اقعدى 

جلست وهى تنظر اليه 

أدهم :ايه سبب الزيارة دى 

نور بإستغراب من بروده :اصلى بقالى 3 ايام مش بشوفك ولا انت حتى بتتصل بيا 

أدهم :كنت مشغول شوية ..بس هو ده سبب مجيك لهنا

اومأت برأسها ..فقال :بس شكلك بيقول انك عايزة تقولى حاجة 

شعرت بالتوتر فركت يدها بإرتباك :لا خلاص مش لازم مش وقته 

أدهم بصرامة :نور قولى انتى مش جاية لغاية هنا وتسكتى 

اجمعت كلمتها بصعوبة ..وبعد ما انتهت لم تجد منه اى رد فعل نظرت اليه وجدت نظرة فى عيونة فشلت فى معرفة معناها 

نور :انت ساكت ليه ما ترد 

نهض ووقف قبالها وقال بسخرية :بقى هى الحكاية كده

عصفورين بحجر واحد يعنى 

نور بعدم فهم :يعنى ايه 

ادهم ببرود :يعنى مش موافق

اعطاها ظهره ووقف امام النافذة الزجاجية ينظر الى الا شئ 

شعرت بأنه يخبئ شئ فى جعبته ..فأقتربت منه قليلا :أدهم مالك ..طريقتك اتغيرت ليه 

أدهم بحدة :مالها طريقتى مش عجباكى ..ثم قال بنبره ذات مغزى :ولا بتعجبك حاجة تانية 

نور بحدة مماثلة :انت تقصد ايه ..بطل تكلمنى بالالغاز دى ..واتكلم عدل 

امسك ذراعها بقوة :مش انتى اللى هتقوليلى اتكلم ازاى ..فاهمة 

افلتت ذراعها بصعوبة وقالت بدموع :انت مش طبيعى ..أنت اتغيرت كده ليه ..لو فى حاجة حصلت قولى لكن متعاملنيش كده ..قولى انا عملت ايه 

أدهم بسخرية وهو يقترب منها :لا مش بتعملى حاجة خالص ..صمت لعدة ثوانى وهو يرى دموعها تسيل ..كاد قلبه ان يرق لكن قال بجمود :بطلى دموع التماسيح دى ..بقى بتلعبى بيا يا نور 

رجعت للخلف بخوف وقالت من بين دموعها :انا بجد مش فاهمة حاجة..وبلعب بيك ازاى 

أدهم ومازال يقترب منها حتى التصقت بالحائط..شعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها كادت ان تحرقها 

فدفعته عنها بخوف :لو قربت منى هصوت 

ابتسم أدهم واقترب منها مجددا ووضع يديه على الحائط :بجد هتصوتى ده انا حتى خطيبك واولى من 

نور ببكاء :أبعد عنى يا أدهم ..انت فيك ايه ..بجد انا بقيت بخاف منك 

نظر اليها بسخرية ثم ضرب يده بقوة على الحائط فجعلها تنتفض 

أدهم بقسوة :أطلعى برة ..مش عاوز اشوفك تانى 

نظرت اليه بصدمة لا تصدق ما سمعت فأستدار لها بعيون يتطاير منها الشرر ..حمراء من كثرة الغضب :سمعتى انا قولت ايه 

انخرطت فى البكاء :أدهم انت فاهم انت بتعمل ايه..انت بتظلمنى من غير ما اعمل حاجة..ولو خرجت من هنا صدقنى عمرى ما هرجعلك حتى لو حصل ايه 

نظر اليها بطريقة كادت ان تحرقها ..ثم نظر الى يدها فأمسكها واخرج من اصبعها الخاتم بعنف مما جعلها تتألم

أدهم :بره يا نور ..و اعطاها ظهره 

ظلت واقفة لبضع دقائق ثم خرجت بلا عودة 


Image


تخرج ملابسها من الدولاب وتقوم بوضعها فى حقيبتها الكبيرة 

فدلفت والدتها :يلا يا ايسل انتى كل ده مخلصتيش 

ايسل :خلاص يا ماما قربت ..ثم اسطردت قائلة :بس متعرفيش ايه اللى خلى ادهم يغير رأيه ونسافر قبل فرحه 

نيفين :مش عارفة والله ..هو اصلا بقاله كام يوم متغير ومش طايق نفسه 

ايسل :هو فى حاجة حصلت بينه وبين نور 

نيفين :بردو مش عارفة بس انا لاحظت لما جت المستشفى مكلمهاش 

ايسل :طيب هنعمل ايه أكيد فى حاجة حصلت المفروض نكلمه 

نيفين :انا مش عاوزه اتدخل ..اهم حاجة دلوقتى ان احمد يعمل العملية 

*****

عادت الى المنزل بحالة لا يرثى لها ذهبت الى غرفتها سريعا حتى لا تلتقى بأحد ..أغلقت الغرفة عليها وتمددت على الفراش دون ان تبدل ملابسها ..حاولت ان تنام دون ان تفكر فى شئ

لكن صورته امامها وهو يسحب الخاتم من اصبعها بعنف

****

دخل الى فيلته التى اسمتها (جنتنا) ينظر فى ارجاءها ..ينظر الى لماستها التى وضعتها..تذكر نظرة الكسرة التى كانت تنظر بها له وهى تقول انه ظلمها ..ايمكن ان اكون ظلمتها ولكن ماذا عن ما رأيت ..فأشتعل غضبا عندما تذكرها وهى تحتضنه 

نظر الى تلك المزهرية التى وضعتها فأمسكها والقاها على الارض لتتحطم الى اشلاء صغيرة ..ثم امسك الستائر يمزقها ويركل الطاولة من امامه ..ظل يكسر اى شئ امامه حتى خارت قواه وجلس على الارض بأعين دامعة لأول مرة يبكى 

ليخرج النار المشتعله بداخل قلبه 


Image


هى نور فين 

تفوهت بها والدتها لسعاد

سعاد :شوفتها من شوية كانت جاية من بره ناديت عليها لكن مسمعتنيش

نهضت زينب :طيب انا هروح اشوفها 

ذهبت الى غرفة ابنتها ..طرقت الباب عدة مرات لكنها لم تفتح حتى انها لم تجيب ..فحاولت ان تفتحته لكن بلا فائدة فهى اغلقته من الداخل 

زينب بقلق :نور افتحى الباب ..لم تسمع صوتها فقالت بصوت عالى :يا نور افتحى..ظلت تطرق على الباب كاد ان ينكسر 

فأتى ياسين على صوتها :فى ايه يا عمتو 

زينب بخوف :مش عارفة نور جوة ومش بتفتح ولا بترد حتى 

ابعدها عن الباب فوقف ليطرق بقوة :نور افتحى 

زينب بقلق :اكسره يا ياسين

ظل ياسين يدفع الباب بكتفيه حتى انكسر 

دلفوا ليجدوها ممدة على الفراش فاتحة عيناها وتسيل منها الدموع فى صمت 

وقف ياسين ينظر اليها دون ان يتحرك 

اقتربت منها زينب بفزع وربتت عليها لتجدها تتصبب عرقا وترتعش 

زينب بهلع :نور كلمينى ..طيب بصيلى عشان خاطرى ..ثم نظرت الى ياسين بأعين دامعة :ياسين روح بسرعة هات دكتور شادى اللى ساكن فى الفيلا اللى جانبنا 

ذهب ياسين مسرعا وهو يركض ..بينما صعدت سعاد ودلفت الحجرة بهلع 

سعاد :ايه اللى حصل لنور ..دى كانت كويسه 

زينب ببكاء :مش عارفة 

ما هى الا عدة دقائق ..وجاء ياسين ومعه الدكتور

خرجوا من الحجرة لكن ظلت زينب معها

بعد ما انتهى من فحصها اعطاها حقنة مهدأة 

وخرج من الحجرة وخلفه زينب 

وجدت الجميع واقفين فقد اخبرهم ياسين بما حدث 

محمد :فى ايه يا دكتور شادى مالها بنتى 

شادى :عندها انهيار عصبى حاد 

محمد :طب سببه ايه 

شادى :اتعرضت لصدمة قوية خلتها تفقد النطق 

زينب ببكاء :يعنى بنتى مش هتتكلم تانى 

شادى :لا هتتكلم بس هتاخد وقتها على حسب حالتها 

محمد :دى فرحها الاسبوع اللى جاى وكانت فرحانة ازاى يحصل كده

شادى :لما تفوق هنحاول نعرف منها 

محمد :طيب المفروض نعمل ايه دلوقتى ليها نسفرها يعنى ولا اعملها ايه 

شادى :لالا الموضوع مش مستاهل سفر ..انا ممكن انقلها المستشفى عندى وتكون تحت ملاحظتى 

قالت زينب معترضة :لا مستشفى لا احنا هنوفرلها كل حاجة هنا بس بلاش مستشفيات 

شادى :خلاص على راحتكم انا هكلم الممرضة اخليها مخصصة ليها عشان معاد الحقنة

*****

واقف مذهول من ما يسمعه فتذكر انها ذهبت اليه فتركهم دون ان ينتبه له احد ..واستقل سيارته ورحل الى مكان يعرفه جيدا

****

دلفت حجرته لتجده قد انتهى من وضع ملابسه فى الحقيبة 

ايسل :أدهم ممكن اعرف ايه اللى بيحصل 

أدهم بجمود :ايه اللى بيحصل مش فاهم 

ايسل :مش انت قولت هتعمل الفرح قبل ما نسافر 

أدهم :مش هستنى لما بابا يتعب اكتر من كده 

ايسل بحذر :هو فى حاجة حصلت بينك وبين نور 

التفت اليها بحدة جعلتها تصمت ..كادت ان تخرج لكنها انتبهت الى ذلك الخاتم الموضوع على الكمودينو ..فأمسكته لتحدق بشدة 

ايسل بصدمة :أدهم خاتم نور معاك ليه 

امسكه منها بعنف والقاه على الارض ..وقال محذرا :ايسل انا مش عاوز اتكلم فى الموضوع ده فاهمة ..ياريت تسيبينى 

ايسل بحدة :لا بقى مش كل حاجة تعملها من دماغك من غير ما تقولنا فى ايه ..ليه سيبت نور 

أدهم بأنفعال وصوت عالى :قولتلك سيبينى واخرجى بره

خرجت من الحجرة عندما سمعت صوت الجرس 

فركضت لتفتح لتنصدم عندما وجدته امامها

سلم عليها بدون ان تنظر اليه 

ياسين :أدهم فين 

ايسل :فى اوضته 

ياسين :طيب بلغيه انى هنا وخليه يجى بسرعة 

ادخلته حجرة المكتب وذهبت لتخبر اخيها ما ان سمع اسمه حتى هبط سريعا وقبل ان يدخل وجه كلامه لأخته قائلا بصرامة :اطلعى فوق ومتنزليش فاهمة 

اومأت برأسها لكنها لم تصعد وظلت واقفة

دخل الحجرة واغلق الباب خلفه 

نظر اليه بحدة :عاوز ايه

ياسين وقد ايقن انه السبب فى ما حدث لنور ..فأتجه نحوه وامسك بقميصه :انت قولت ايه لنور 

ابعده أدهم بقوة :احترم نفسك وشوف انت بتكلم مين

ياسين بحدة :هكون بكلم مين يعنى واحد واطى ..رد عليا وقول قولتلها ايه يا اما قسما بالله ما هيهمنى حد وهتشوف هعمل ايه 

أدهم ببرود :يااه للدرجة دى ..والله غلطانة نور مش كانت قالتلك على الاقل هتلاقى اللى يطبطب عليها 

لم يتحمل منه هذا الهراء فهجم عليه يلكمه فى وجهه :انت اتعديت حدودك اوى

سالت الدماء من انفه وكاد ياسين ان يصد له ضربة اخرى لكن أدهم كان اسرع منه 


واقفة تبكى فى الخارج من صوتهم العالى وعندما شعرت بأنهم امسكوا فى شجار بعض فتحت الباب لتنفزع من شكل الدماء السائلة منهم..فصرخت 

أدهم بحدة :اخرجى بره مش قولتلك اطلعى

ياسين وهو يمسح الدماء السائلة من فمه :والله لهتدفع التمن غالى 

كاد ياسين ان يخرج لكنه اوقفه ادهم بكلمه جعلته يستشاط غضبا ورحل 

خرج أدهم ليجد اخته مازالت واقفة 

فقال بصرامة :اعملى حسابك احنا هنعيش فى المانيا على طول فاهمة 


Image


عاد الى المنزل ودخل الى غرفته مسرعا حتى لا يراه احد بهذه الهيئة 

ليجد والده يدخل دون ان يطرق الباب 

ياسين دون ان ينظر اليه :فى حاجة يا بابا 

سامح وهو يرفع وجهه ويقول بصدمة :ايه اللى عمل فيك كده 

ياسين :مفيش يا بابا وقعت 

سامح بحدة :ياسين متستهبلش وقول ايه اللى حصل ..انت اكيد عارف السبب اللى خلى نور كده

صمت ولم يجيب وجلس على المقعد بتعب 

فأتجه نحوه سامح بأنفعال :متخلص وقول اللى حصل لنور وايه اللى حصل معاك انت كمان

ياسين بعصبية :أدهم ساب نور 

سامح بصدمة :ايه ..وانت عرفت ازاى 

سرد ياسين له ما حدث ..وبعد ما انتهى 

نهض سامح بعصبية فأمسكه ياسين :ايه يا بابا رايح فين 

سامح :الواطى ازاى يعمل كده هو فاكر انها لعبة ملهاش اهل ..رايح يسيبها قبل الفرح بأسبوع ..طب يقولنا ايه اللى حصل خلاه يعمل كده

ياسين :بابا متتكلمش دلوقتى 

سامح بأنفعال :ازاى متكلمش ده انا هروح اشوفه دلوقتى 

ياسين :بابا متروحش فى حته البيه هيسافر خلاص عشان عملية ابوه ..بس اهم حاجة دلوقتى متقولش لعمى محمد كفاية اللى هما فيه 

سامح بعصبية : انت بتقول ايه ..ده لازم يعرف ..سيبنى بقى 

*****

حجز فى طائرة خاصة للعناية بوالده ..فقد بدأ إجراءات السفر من ثلاثة ايام 

والأن هو قد خرج من ارض مصر 


عند ما حل المساء 

كانوا واقفين هم الاربعة امام فيلا الحسينى ليجدوها مغلقة ..فسألوا الحارس الذى اخبرهم بأنهم تركوا الفيلا وسافروا منذ قليل من اجل عملية أحمد 


Image

بعد مرور أسبوعين


أصبحت مثل الجسد البالى بدون روح ..لا تتوقف عن البكاء ..تنظر امامها بشرود ودموعها لا تجف

جالسة على فراشها ساندة ظهرها على الوسادة ومعلق بيدها محاليل 

ربتت والدتها عليها محاولة رسم ابتسامتها :نور حبيبتى لسه بردو مش عاوزة تاكلى انا عملتلك الاكلة اللى بتحبيها ..لم تنظر اليها كأنها فى عالم أخر مغيبة عن الوعى ولكن فاتحة عيناها فقط

فقالت زينب بدموع وهى تمسح على شعر ابنتها :طيب اشربى العصير عشان خاطرى ..وضعت الماصة فى الكوب ووضعتها فى فمها ..لكنها لم تشرب شئ 

دلف محمد وجلس بجانبها :عاملة ايه النهاردة يا حبيبة بابا 

نظرت اليه زينب بحدة :بتسأل عامله ايه وانت السبب فى اللى حصلها 

محمد بصدمة :انا يا زينب 

زينب ببكاء :ايوه انت ..انت اللى وافقت عليه على اساس ان البنت كبرت ومش هتلاقى بعد كده ..ان شاء الله عنها ما اتجوزت طلاما هيحصلها كده ..قعدت اقولك مش مطمنة للموضوع ده بس انت وافقت انها تتجوزه ..و أدى النتيجة سابها ومنعرفش ايه اللى حصل لكل ده..ويكون فى علمك لو بنتى حصلها حاجة هحملك انت المسئولية ..وتركته وذهبت 

بينما هو سالت دمعة على وجنته وهو يرى ابنته بهذه الحالة ..أصبحت تأن كثيرا وتبكى بصمت

دخلت الممرضة وأحضرت الحقنة لتعطيهالها 

فخرج محمد منكس الرأس حزينا على ابنته 

******

تلملم ملابسها بعصبية وتضعها فى الحقيبة ..فأتى اليها واخرج الملابس مرة اخرى 

فقالت ياسمين بعصبية :يا عمر سيبنى بقى 

عمر :يا حبيبتى مش هينفع اللى انتى بتعمليه ده

نظرت اليه بدموع :سيبنى انا عايزة انزل مصر 

امسك كتفيها بحنان لتجلس :عشان خاطرى بطلى عياط واهدى ..مش هينفع تركبى الطيارة ..الدكتور قال بعد 3 شهور عشان يكون الحمل ثبت 

اجهشت فى البكاء :هو اصلا ده حصل ازاى مش احنا قولنا بعد ما أخلص 

مد يده ليمسح دموعها :ربنا عاوز كده هنقول لا يعنى 

ياسمين : بس انا مش عاوزة دلوقتى ..بسببه مش هعرف اسافر 

ثم صمتت لبرهة وقالت :انا هنزله 

نظر اليها بغضب ولم يتحدث حتى لا يغضبها بحديثه فصمت قليلا وتنهد بقوة وقال :ايه يا ياسمين عايزة تقتلى روح جواكى 

ياسمين بصدمة :اقتله 

عمر :ايوه تقتليه اومال انتى فاكرة ايه ..ثم جثى امامها وقال:يا حبيبتى دى هدية من ربنا لينا 

بكت أكثر :بس انا عاوزة انزل ..بيقولوا نور تعبانة اوى يا عمر دول حتى مش بيخلونى اكلمها ..ثم قالت بحدة :كل ده بسبب ابن خالتك اللى ميستاهلهاش

ضمها اليه بحنان :طيب اهدى متعيطيش ..هى اكيد صدمة وهتبقى كويسة ان شاء الله 

دفعته بعيدا عنها :مهو كل ده بسببه هو 

عمر :طيب انا ذنبى ايه ..منا كنت هنا معاكى ومعرفش حاجة 

ضمت ركبتيها لصدرها وظلت تبكى 

مسح على شعرها :استحملى ال 3 شهور دول وهننزل على طول أول ما الدكتور يقول ..واحنا هنتابعهم بالموبايل ..اهدى بقى عشان خاطرى 


Image


بعد ما نجحت العملية ظل هناك لفترة النقاهة حتى يتم شفاؤه بالكامل 

بينما هو كان لا يفكر فى شئ سوى انه سيستقر هنا بعيدا عنها حتى لا يتذكرها ..فبدأ فى اجراءات الاقامة هو واخته 


بعد مرور ثلاثة اشهر 


عادوا جميعا الى المنصورة وقد قرر محمد عدم العودة الى القاهرة مرة اخرى والبقاء هنا دائما ..وقام بنقل اوراقها من جامعة القاهرة الى المنصورة 

حتى تتحسن حالتها ..فقد بدأت حالتها بالتحسن لكنها مازالت لا تتحدث مع أحد ولا تخرج من البيت فقط تقف فى الشرفة 

حاول ياسين معها كثيرا ان يعرف منها السبب لكنها كانت ترد بدموعها 

عادت ياسمين من فرنسا واول شئ فعلته هو التوجه الى المنصورة ..برغم حزنهم على نور الا انهم فرحوا بخبر حملها 

اطرقت باب غرفتها ودلفت لتجدها واقفة فى الشرفة بشرود فأقتربت منها بهدوء ووضعت يدها على كتفيها :نور

التفتت اليها نور لتنصدم ياسمين منها فقد اصبح لونها شاحب وفقدت الكثير من وزنها 

لم تصدق نور عيناها فأبتسمت وعانقتها بشدة حتى انها بكت 

ياسمين بدموع :وحشتينى اوى ..انا اسفة انى مجتش على طول بس انتى عرفتى اللى منعنى 

ابتعدت نور عنها حاولت ان تتحدث معها لكنها فشلت ..فقالت ياسمين وهى تضع يد نور على بطنها :بيسلم عليكى 

ابتسمت نور بصعوبة 

سحبتها ياسمين من يدها للداخل وجلسوا على الفراش 

ياسمين :فى حاجات كتيرة اوى عايزة احكيهالك يا نور ..بجد واحشنى كلامنا وقعدتنا مع بعض 

أدمعت عين نور فأحتضنتها ياسمين : انسيه عشان خاطرى ..انتى عارفة احنا هنرجع تانى زى الاول ..مفيش حاجة هتفرقنا هخلى عمر يسبنى هنا ..ونرجع تانى انا وانتى وياسين وكمان هيزيد علينا واحد بس هيكون صغنتوت ..قالت ذلك وهى تشير على بطنها ..ثم قالت :ونلعب سوى مع الخرفان حتى كمان نرجع تانى نسرق التوت

بكت نور عندما تذكرت فقالت ياسمين :انا حاسة بيكى والله ..بس عشان خاطرى انسيه ..ده بنى ادم معندهوش دم ولا يستاهلك ولا يستحق التفكير فيه ..مش ده بردو كان كلامك لياسين 

نور وهى تأن لصعوبة خروج الكلام 

مدت يدها لها وهى تشير على اصبعها ..لم تفهم ياسمين شئ

حتى ان بدأت يدها بالارتعاش ..فزعت ياسمين وخرجت مسرعة تنادى الممرضة ..فأعطتها الحقنة لتهدأ

الممرضة :معلش سيبيها ترتاح 

********

ذهبت الى غرفة اخيها أحتضنته بشدة واجهشت فى البكاء 

ياسين وهو يربت على ظهرها :خلاص يا ياسمين ان شاء الله كل حاجة مع الوقت هتتصلح بس نصبر شوية 

ياسمين ببكاء :مكنتش متصورة انها هتكون كده ..هو عمل فيها ايه 

ياسين :ياريتنى كنت اعرف بس المشكلة انها مش بتتكلم 

كل اللى نعرفه انه سابها 

*****

ظلت حياتهم بهذا النمط الكئيب 

حتى بعد ما اصبحت نور تتحدث وعادت الى حياتها الجامعية الا انها ليست مثل ذى قبل ..فقد اصبحت مثل الزهرة الذابلة 

تبتسم رغما عنها حتى لا تشعرهم بالقلق عليها

****

عاد أحمد الى مصر هو ونيفين بعد تحسن صحته ..بينما اولاده ظلوا هناك .. حاول كثيرا مع ابنه ليعرف سبب انفصاله من نور لكنه لا يقول شئ ..ولا يستطيع ان يقابل عائلة المنشاوى بسبب موقف ابنه معهم


بعد مرور ثلاثة اعوام

البارت الـ 32 

Image


بعد ما انتهت من اعداد حقيبتها للعودة الى مصر لقضاء الاجازة مع والديها 

اخرجت من حقيبتها ورقة مطوية التى احتفظت بها اينما كانت 

فتحت الورقة لتقرأ محتواها للمرة التى لا تعرف عددها 

بدأت عيناها تدمع من اول كلمة 


انا اسف بجد وعارف ان ليكى الحق تزعلى منى بس انتى ظلمتينى ..أنا بجد نسيتها خلاص لما عرفت ان حبى ليها كان مجرد تعود ومكنش حب ..وأكتشفت كده لما حبيتك عرفت يعنى ايه حب بجد ..بس انا بحس وعارف انك انتى كمان بتحبينى ..بس مكنش ينفع اقولك دلوقتى ..وعشان متضعيش منى خليت نور تكلم ادهم وتقوله انى بحبك ومستعد اتقدملك بس لما اخلص جامعة عشان اثبتلك انى بحبك ومكنتش بغيظها بيكى ..انا بجد بحبك يا ايسل 

ياسين 


أغلقت الورقة وتذكرت عندما اتى اليهم اخر مرة فى الفيلا ليلتقى بأخيها وهذه كانت اخر مرة تراه فيها ..وهو يسلم عليها اعطاها تلك الورقة ..نظرت الى الورقة وبكت عند تذكرها كلمة اخيها له وهو يقول لياسين قبل ان يرحل (ياسين ..طلبك مرفوض ..انا معنديش اخوات للجواز )

حتى الان لا تعرف لماذا رفض وما هو سبب شجارهم وتركه لنور 

مسحت دموعها سريعا ووضعت الورقة فى حقيبتها عندما سمعته يطرق على الباب ..فسمحت له بالدخول 

أدهم :يلا فاضل ساعة على الطيارة 

ايسل :ماشى انا خلصت من بدرى 


Image


تسير فى المزرعة وهى ماسكة لجام مهرتها تنظر حولها بعيونها الحزينة التى اصبحت لا تعرف معنى السعادة..فهتفت بحزن دفين :ياسين عشان خاطرى متسافرش انا معرفش اعيش من غيرك ..انت السبب انى ارجع لحياتى الطبيعية 

امسك وجهها بحنان :بس انا هسافر عشان الشغل وانتى خلاص دلوقتى مش محتجانى فى حاجة 

ادمعت عيناها واحتضنته :لا ده اكتر وقت انا محتاجاك فيه ..عشان خاطرى خليك معايا ..خلى اى حد يسافر بدالك 

ابعدها عنه برفق ومسح دموعها وقال مازحا :مكنتش اعرف انك بتحبينى اوى كده 

ابتسمت من بين دموعها :يعنى مش هتسافر 

وضع يده فى جيب بنطاله :مش عارف بس اوعدك هحاول اخلى اى حد يسافر بدالى

اكملوا سير حتى وصلوا عند تلك الشجرة الكبيرة التى اعتادوا ان يجلسوا اسفلها ..جلست هى ونظرت تراقب شروق الشمس المتسللة من خلف الاراضى الخضراء ..ربط لجام المهرة فى الشجرة وجلس بجوارها ينظر هو الاخر للشمس..ليتذكر كلمتها عندما رأها تنظر لشروق الشمس وهى تقول :تخيل شروق الشمس بنستناه عشان نشوفه بس فى ناس برغم انها شايفاه لكن مبتحسش بجماله طلاما قلبها مطفى وحزين

ابتسم بوهن عندما تذكرها 

وكزته نور :ياسين 

التفت لها قائلا :بتقولى حاجة يا ايسل 

ربتت على ذراعه :انا نور يا ياسين مش ايسل 

ثم نظرت امامها قائلة :ياريتنا نقدر نتحكم فى قلوبنا ..بس مفيش الا هو اللى بيتعبنا 

ياسين :عندك حق ياريت لو نقدر ..ساعات الحب الغلط بيكسر القلب 

نظرت اليه بحدة :حبك لأيسل مكنش غلط عشان ينكسر قلبك اللى كسره اخوها مش هى ..وهو اللى كسرنى 

ياسين :خلاص يا نور عشان خاطرى اهدى

تنهدت بقوة :يلا قوم نمشى زمانهم صحيوا 


Image


انتظرهم فى المطار بعد ما علم منه انه سيأتى اليوم ..رءاه اتى ومعه اخته ..ركض اليه واحتضنه بشده وسلم على ايسل 

عمر :وحشتونى اوى والله ..كل ده يا أدهم 

أدهم :معرفتش انزل السنة اللى فاتت بسبب الشغل ..استنينا ايسل تخلص وننزل نقضى الاجازة هنا 

عمر :هو انت مش هتستقر هنا 

أدهم بجدية :لا هرجع تانى بعد الاجازة 

عمر موجه كلامه لإيسل :بس كبرتى يا ايسل واحلويتى 

خجلت ايسل :تقصد ايه يعنى انا الاول مكنتش حلوة 

أدهم :وانا فى وسطيكوا ايه 

ايسل :ياسمين عاملة ايه ومصطفى بجد عايزة اشوفه 

عمر وهو يتجه بهم نحو السيارة :كويسيين الحمدالله هما حاليا فى المنصورة هبقى اخدك معايا 

أدهم بصرامة :مفيش مرواح فى حته 

نظر اليه عمر بعدم رضا واستقلوا السيارة ورحلوا 

*****

جالسة على الاريكة ممددة قدميها عليها وممسكه بطبق الفاكهة وضعاه على بطنها المتكورة تأكل وهى تشاهد التلفيزيون

فأتى اليها اخيها وهو حامل طفلها ووضعه امامها 

ياسمين بحدة :اوعى من وشى يا ياسين عايزة اتفرج على الحلقة الاخيرة 

ياسين :ياشيخة ارحمى بقى ..خدى ابنك جننى ..واوعى تخليه يطلعلى فى الاوضة يا اما هرميهولك من فوق ..قال جملته وذهب

بينما هى نظرت الى ابنها الذى يشبه اباه كثيرا قبلته ووضعته بجانبها :تعالى يا حبيبى انت عملت لخالو ايه

مصطفى ببراءه :معملتث حاجة يا مامى انا جبت الولق بتاعه من على مكتبه وعملت بيه ملكب عثان احطه فى الميه بس والله مس عملت حاجة 

ضحكت على براءته وقبلت يده :طيب اقعد هنا جانبى عشان اتفرج على المسلسل 

قطب جبينه :انا عاوز العب مع بابى 

ياسمين :بابى هيجى كمان شوية ..يلا اقعد ساكت بقى

اتت علا فركض اليها حفيدها 

قبلته علا وهى تحمله ثم وجهت كلامها لياسمين :يلا يا ياسمين قومى ياسر هو ومراته قربوا ييجوا 

ياسمين :ماما مش قادرة اعمل حاجة انا حامل وقربت اولد 

ضربتها علا على رأسها :هو حد قالك تعملى حاجة انا بقولك اطلعى فوق فى اوضتك وجهزى نفسك 

ياسمين :حاضر ..يلا يا مصطفى عشان اغيرلك انت كمان


Image


بابا حضرتك عارف انا رأيى ايه فى الموضوع ده ..فياريت تسيبنى براحتى 

تفوه بها أدهم وهو يتحدث مع والده 

أحمد بصرامة :هو انا ماليش كلمة عليك خالص ..كل حاجة بتعملها من دماغك ولا كأن حد ليه كلمة عليك 

أدهم :يا بابا 

أحمد بحدة :متقاطعنيش وانا بتكلم ..كفاية بقى روحت سيبت البنت قبل فرحها بأسبوع ولغاية دلوقتى محدش يعرف السبب ايه خليتنى مش عارف احط عينى فى عينهم من عملتك السودة بتتصرف زى الشباب الطايشة ..وغير كده اخدت اختك وسافرت بيها وجاى دلوقتى تقولى انا نازل بس اجازة ..انت عايز تموتنى 

أدهم :بعد الشر عليك يا بابا ..بس انا خلاص هيأت حياتى هناك وشغلى ومش مستعد اهد كل ده تانى 

أحمد :والله يا أدهم لو سافرت هعتبر ان ماليش ابن ..واختك مالكش دعوة بيها فاهم 

كانوا يتحدثوا امامهم فتدخل عمر :خلاص يا عمى سيبوه دلوقتى يهدى ويستريح من السفر وبعدين ابقى كلمه

صعد عمر بأدهم الى غرفته ..فجلس أدهم بغضب وهو يزفر 

عمر :عمى أحمد عنده حق يا أدهم فى كل كلمة قالها ..انت بقيت بتتصرف بطريقة غريبة اوى 

أدهم :لو سمحت يا عمر انا مش عاوز اتكلم 

عمر :لا هتتكلم انا مردتش اخلى عمى أحمد يتكلم اكتر من كده عشان ميتعبش ..لكن انت ايه اللى جرالك ..ايه السبب اللى خلاك تسيب نور 

أدهم بأنفعال :عمر انا مش عاوز اتكلم دلوقتى ممكن..انا بجد تعبان 

نهض عمر :خلاص على راحتك ..بس انا هسافر دلوقتى 

أدهم :هتروح المنصورة دلوقتى 

عمر :ايوه بقالى اسبوعين مروحتش ومصطفى كلمنى النهاردة وهو بيعيط عاوزنى اجيله 

أدهم :ربنا يخليهولك انا عاوز اشوفه ..انا شوفته بس فى الصور 

عمر باسما :هجيبهولك وتشوفه وكمان ممكن تلحق تشوف عبدالرحمن قرب يجى 

أدهم :ان شاء الله ..وياسمين عامله ايه 

عمر :الحمدالله ربنا يقومهالى بالسلامة ..ثم اسطرد قائلا :مش عايز تطمن على حد تانى 

فهم أدهم مقصده فنهض ووقف فى الشرفة :لا 

نظر فى ساعته وقال :طيب الحق انا امشى عشان متأخرش عليهم 

قبل ان يغادر اوقفه أدهم :استنى يا عمر ..انا كمان هسافر المنصورة 

اندهش عمر :نعم ..عاوز ايه من هناك 

أدهم وهو يلتقط مفاتيح سيارته :هبيع الفيلا خلاص ملهاش لازمة ..هكلم عم حسين يشوف اى حد يشتريها

عمر :على راحتك يلا 


Image


قاموا بإشعال الفحم الموضوع على الشواية وبدأوا بتقطيع اللحم 

فقالت زينب قبل ان تضع اللحم على الفحم :علا احنا نسينا نجيب الصويا 

علا :خلاص يا زينب تبلى اللحمة بأى حاجة تانية 

زينب :لا نور وياسمين بيحبوها بالصويا 

علا :خلاص هبعت ياسين يروح يجيب 

كان واقف بجوارهم فقال :خلاص يا طنط انا هروح اجيبها 

علا :بس يا ياسر انا هبعت ياسين 

ياسر باسما :خلاص والله انا هروح ..فى حاجة تانية عايزنها 

علا :لا ياحبيبى

صرخت يارا فى ابنتها التى لم تكمل عامين :بس بقى يا شهد زهقتينى 

اتت نور لتحملها :حرام عليكى يا يارا بتزعقيلها ليه 

يارا :شبطانة فى ياسر والا تروح معاه 

قبلت نور الصغيرة وقالت :خلاص تخرجى معايا انا واوريكى الخرفان الصغيرة 

اومأت الطفلة بنعم من بين دموعها 

يارا :بس يا نور تروحى بيها فين اقعدى اقعدى

ابتسمت نور : لا عشان متزعلش ..ثم وجهت كلامها للصغيرة وهى تسير :يلا قولى لماما باى

جالس وحوله ابناءه فهتف على :سامح قول لياسين انه مش هيسافر انا خلاص هبعت اكرم بداله 

سامح :ماشى يا بابا ما حامد قالى 

على :واعملوا حسابكم انا مش هنزل القاهرة تانى للشركة ..كفاية عليا المزرعة هنا ..عايز استريح بقى كفاية عليا كده 

حامد :ربنا يديك الصحة يا بابا

قاطعهم مجئ مصطفى وهو يركض الى جده وهو حامل كرته الصغيرة

مصطفى :جدو تعالى العب معايا بالكوله ..خالو مس عاوز يلعب 

حمله سامح ووضعه على قدمه :بس جدو دلوقتى تعبان كمان شوية نلعب سوى ماشى 

عبس الصغير ونزل من على قدمه :ماسى 

ركض الى والدته التى كانت واقفة مع يارا ..قام بشد عبايتها 

فنظرت اليه ياسمين :عاوز ايه تانى يا مصطفى 

مصطفى وهو مازال عابس :جدو وخالو مس عاوزين يلعبوا معايا بالكوله تعالى انتى العبى معايا 

حملته ياسمين :بص بابا زمانه فى الطريق لما يجى يبقى يلعب معاك ..ثم نظرت الى يارا :معلش يا يارا هوديه لماما وجيالك 

يارا :ماشى يا حبيبتى 

ما ان رأتها علا حملاه حتى قالت بعتاب :يا ياسمين غلط عليكى تشليه وانتى حامل 

ياسمين وهى تعطيه لها :خفيف يا ماما ..خليه معاكى ده مش مخلينى اعرف اعمل حاجة

جاء ياسين يبحث عن نور لم يجدها فسأل عنها والدتها :عمتو زينب فين نور 

زينب :راحت بشهد عند عم جابر تفرجها على الخرفان الصغيرة 

ياسين :طيب 

زينب :كنت عايز حاجة يا حبيبى 

ياسين :لا اصلى ملقتهاش 

زينب :طب روح هاتها عشان هنشوى دلوقتى 

ذهب ياسين ليجدها على الطريق الرئيسى واقفة بجانب الخرفان الصغيرة حاملة شهد 

فأتجه نحوها وحمل منها الطفلة :يلا بقى هيشوا دلوقتى

نور :حاضر 

سارت بجواره وهى متأبطة فى ذراعه 

كانوا عائدين بسياراتهم مر عمر بجانبهم ولم ينتبه لهم بينما ادهم نظر اليهم بصدمة


Image


نظر الى الفيلا من الخارج وجدها اصبحت مهملة تساقطت اوراق الاشجار اتجه نحو الباب ليجده مغطى بالغبار فدخلوا سحب عمر الغطاء الملئ بالغبار الموجود على الاثاث وجلسوا ليستريحوا 

عمر :ايه الكهنة دى ..الفيلا اتبهدلت خالص 

أدهم بتهجم :مهو مفيش حد بيدخلها عايزها تبقى عامله ازاى 

لاحظ عمر عبوسه :طيب ياعم براحة ..مالك قلبت كده ليه 

أدهم بإندفاع :انت ليه مقولتليش ان نور اتجوزت ياسين 

عمر بتعجب :نعم وانت شوفتهم فين اصلا وجبت الكلام ده منين

أدهم :لسه دلوقتى شايفهم وانا فى الطريق وكمان معاهم بنتهم 

ضحك عمر وقال بسخرية :يا راجل نور اتجوزت ياسين وخلفت بنت كمان 

ثم انفجر من الضحك 

استشاط ادهم غضبا :انت بتضحك على ايه 

عمر وهو مازال يضحك :انت فى حاجة فى مخك يا أدهم او شارب حاجة 

أدهم بصرامة :متتكلم عدل يا عمر 

عمر بعد ما هدأ:طب قولى ازاى ده اخوها 

أدهم بعد استيعاب : اخوها ازاى يعنى ..هو عشان ابن عمها يبقى اخوها 

عمر مفسرا:لا اخوها فى الرضاعة

كأن دلو من الثلج سقط فوق رأسه ..توقف الزمن به عند تلك النقطة ..تذكر ما حدث كأن اخر لقاء بينهم يمر امام عينه كلمتها وهى تقول انت بتظلمنى..ضاع من عمرهم 3 سنوات بسببه ..اصبح مثل التائه بعيون حائرة 

عمر :أدهم هو فى حاجة مالك 

أدهم بخفوت :اخوات فى الرضاعة ازاى نور اصغر منهم وملهاش اخوات 

عمر :طنط زينب كانت مخلفة قبل نور ولد كان اسمه محمود تعبت لما ولدته فرضعته طنط علا فبقى اخو ياسين وياسمين بس مات لما كان عنده سنتين وكده نور بقت اختهم ..بس كده هى دى الحكاية 

وضع يده على رأسه وارجع شعره بعصبية ونهض ينظر حوله كالتائه 

عمر بإستغراب :أدهم قولى فى ايه 

أدهم :سيبنى فى اللى انا فيه 

عمر بشك :أدهم انت كنت بتحسب نور على علاقة بياسين وعشان كده سيبتها صح 

نظر له بندم ولم يتحدث ..فتأكد عمر ضغط على اسنانه ونظر اليه بغضب وأحكم قبضة يده بقوه ولكمه لتنزف الدماء من فمه 

تراجع ادهم للخلف :عمر انت اتجننت 

عمر وهو يمسكه من قميصه ويدفعه على الحائط :هو انت لسه شوفت جنان ..ايه اللى انت هببته ده حرام عليك يا اخى ..تضيع من عمرك 3 سنين على حاجة تافهة بسبب غباءك وتسرعك اللى موديك فى داهية 

دفعه أدهم بعيدا عنه :كنت عاوزنى اعمل ايه يعنى وانا كل ده بحسبها بتعتبر زى اخوها واشوفها حضناه قولى كنت اعمل ايه

ضربه عمر مجددا :كنت تواجهها مش تسيبها قبل فرحها بكام يوم ..عارف بسببك انت نور قعدت اد ايه مبتتكلمش اكتر من تلت شهور وكل ده بسبب غباءك ..بسببك سابوا القاهرة باللى فيها عشان متفتكرش اى حاجة ليها علاقة بيك بس جم هنا وانت سايب جانبهم بصمة منك ..بجد حرام عليك ..انت عارف انت تستاهل كل اللى جرالك انك تتحرم منها 3 سنين وبعد كده تعرف انك ظالمها ..تستاهل انها مش طايقة تبص فى وشك ولا تسمع سيرتك ..بس هى ذنبها ايه فى كسرة قلبها اللى انت السبب فيها..ترضى حد يعمل كده فى ايسل ..ها قولى ..وياريت عليها وبس لا ده انت كسرت قلب اختك وياسين لما رفضته مع انه كان ناوى يتقدملها بس انت بسبب غباءك روحت قولتله معنديش اخوات للجواز عشان افتكرته انه بيلعب بيها زى ما هى بتلعب بيك صح ..بجد حرام عليك 3 قلوب حطمتهم..وكمان ظلمت نفسك بس انا مش زعلان عليك لأنك تستاهل ..بس اللى صعبان عليا التلاتة التانين

ينظر اليه ودموعه تسيل على وجنتيه بغزارة شعر بكم غباءه وانه يكاد ان يكون فقدها للأبد 

بكى نعم بكى بصوت عالى.. خارت قواه وجلس على الارض مثل الطفل التائه الذى ضاع من والدته ظل يتذكرها ..تذكرها عندما اهانهنا فى شركته وطردها ..تذكر نظرة الكسرة فى عيونها ..تذكر طريقته وهو يخلع من اصبعها الخاتم..كلمتها وهى تقول انت بتظلمنى من غير ما اعمل حاجة ..يا له من احمق وغبى 

تذكر عندما كانت تحدثه بخوف وهى تقول له موضوع ياسين 

فلااااش باااك

نور بأرتباك :بصراحة يا أدهم ياسين بيحب ايسل وكان عاوز يتقدملها بس لما يخلص جامعته عشان يكون ابتدى يشتغل 

أدهم بحدة :هو قالها حاجة 

نور مسرعة :لا والله مقالهاش حاجة ولا هى تعرف اصلا ..بس هو بجد بيحبها 

أدهم بسخرية :وهو عينك لسانه ..ما يجى هو ويكلمنى 

نور :ما هو قالى انى افاتحك الاول واشوف رأيك ايه ..ها قولت ايه 

لم تجد منه رد فنظرت اليه وجدت نظرة فى عيونة فشلت فى معرفة معناها 

نور :انت ساكت ليه ما ترد 

نهض ووقف قبالها وقال بسخرية :بقى هى الحكاية كده

عصفورين بحجر واحد يعنى 

نور بعدم فهم :يعنى ايه 

ادهم ببرود :يعنى مش موافق

باااااك 

نظر عمر اليه بشفقة فلأول مرة يراه يبكى وبهذا الضعف ..فهو دائما يظهر انه قوى ولا شئ يؤثر عليه 

جثى امامه واحتضنه وظل يربت على ظهره 

عمر :خلاص يا أدهم ياريت كان العياط بيفيد بحاجة او بيرجع اللى فات 

أدهم :انا عاوز اكلمها ساعدنى يا عمر لو انت فعلا مستعد تساعدنى 

عمر بأسى :صدقنى لو ينفع كنت ساعدتك ..بس الموضوع مش بالسهولة دى ..اللى انت عملته فيها مش سهل يتنسى او تسامحك عليه ..ولو حد من عيلتها عرف انك هنا مش عارف ممكن يعملوا فيك ايه 

أدهم :مش مهم بس ساعدنى الله يخليك ..عاوزها تسامحنى ومستعد اعمل اى حاجة 

عمر :هحاول يا أدهم اعمل اللى اقدر عليه بس صدقنى هيبقى صعب اوى ومحتاج صبر ..ثم اسطرد قائلا :طيب بالنسبة لأختك وياسين والمشكلة الكبيرة عيلة نور 

أدهم :انا هحاول اصلح اللى انا هببته وهتكلم مع ياسين وبالنسبة لعيلتها فأنا هكلمهم وعارف ردة فعلهم هتبقى عاملة ازاى بس عشان خاطرها هعمل اى حاجة 

عمر مقترحا :طيب ما تخلى خالتو وعمى احمد يجوا يتكلموا معاهم 

أدهم :انا اللى عملت المشكلة دى وانا ان شاء الله اللى هحلها ..وكمان بابا وماما ميقدروش يبصوا فى وشهم بسببى انا 

نظر عمر فى ساعته ثم نهض :طيب معلش يا أدهم انا لازم اروحلهم عشان اتأخرت عليهم ..عايزك تصبر بقى مشوارك طويل وهيبدأ من دلوقتى 

ابتسم أدهم بأمل :حاضر ان شاء الله 

عمر قبل ان يرحل :انا اسف بجد عشان ضربتك بس انت بصراحة تستاهل اكتر 

أدهم :فعلا استاهل اكتر ..بس فوقتنى 

ابتسم عمر واحتضنه ورحل 


Image


يتصاعد الدخان برائحة اللحم الشهية ..واقفة بجانب الشواية تشم الرائحة 

ياسمين :الله بجد حلوة الريحة دى 

ضحكت نور على شكلها :بس ليفتكروكى مدمنة هتودينا فى داهية 

ياسمين :انا عايزة اكل بقى 

نور :ماتكلى هو حد ماسكك 

ياسمين وهى تكاد ان تضع قطعة من اللحم فى فمها لكنها تراجعت ووضعتها مرة اخرى :لا هستنى عمر زمانه فى الطريق 

ابتسمت نور :ربنا يخليكوا لبعض 

ما ان انتهت من جملتها حتى سمعوه مهلهلا يقول :الله على ريحة الشوى جايبة اخر المنصورة 

ضحك سامح :هو انت دايما كده يابنى 

ابتسم عمر :اعمل ايه يعنى كفاية بنتك اللى جابتلى المرض بسبب اكلها المحروق 

ذهب عمر ليسلم عليهم جميعا ..فركض ابنه مسرعا نحوه 

مصطفى :بابى 

حمله عمر وقبله ثم رفعه لأعلى وهو يقول :اه كبرت اهو وهتبقى بطل 

ابتسم الصغير ووضع رأسه على كتفيه 

ليقبله عمر من جبينه ..فأتجه نحو زوجته ونور 

عمر :عامله ايه يا نور 

ابتسمت نور :تمام الحمدالله ..حمدالله على السلامة 

عمر :الله يسلمك 

نور وهى تحمل منه مصطفى :طيب بعد اذنك بقى ..يلا يا درش نروح ناكل سوى

نظر الى زوجته ليجدها عابسه فأقترب منها وطبع قبلة على وجنتيها :فى حد يزعل من عمورته بردو 

ياسمين بعتاب ولوم :اسبوعين يا عمر ..تبعد عنى اسبوعين 

عمر :والله ما كان بأيدى الشركة بقت كلها على كتافى انا ..ثم قبل يدها :خلاص سماح 

ابتسمت ياسمين :ماشى هسامحك المرة دى

عمر :طيب مفيش حمدالله على السلامة 

ياسمين برقة :حمدالله على سلامتك يا حبيبى..وحشتنى اوى 

عمر بخفوت :اتلمى بلاش الرقة دى دلوقتى الناس قاعدة هاه 

ابتسمت ياسمين ..فقال عمر :عبدالرحمن عامل ايه 

ياسمين :انت بردو مصر تسميه عبدالرحمن 

عمر :ايوه مش احنا اتفقنا على كده 

اومأت برأسها وقالت :يلا اطلع خد شاور وهطلعلك بالأكل انا مكلتش مستنياك 

عمر :لا انا هاكل معاكوا هنا ..يلا تعالى معايا على بال ما اخلص

ذهبت معه الى غرفتها لتجده يجلس على الفراش بإرهاق 

ياسمين بقلق وهى تجلس قباله وتضع يدها على شعره :عمر انت تعبان 

عمر بدون مقدمات :أدهم رجع وهو حاليا هنا فى الفيلا 

انتفضت ياسمين ونهضت بعصبية :نعم ايه اللى جابه ده هو مش مكفيه اللى عمله ..رجع تانى ليه ..قوله يروح مطرح ما جه مش عاوزين نشوفه ولا نسمع صوته حتى

وقف عمر يحاول تهدأتها :ياسمين اهدى شوية مينفعش كده ..انتى ممكن تولدى 

ياسمين وكأنها لم تسمعه :بقولك ايه ياعمر انا مش مستحملة اسمع سيرته ..الله يخليك لو نور شافته هنا هتتعب وانا مش مستعدة نرجع تانى لنقطة البداية ..ولو حد من اعمامى او جدو شافه ممكن يموتوه 

عمر :طيب اهدى 

ياسمين بحدة :متقوليش اهدى انا مش مجنونة ولا بشد فى شعرى ..كفاية اوى اللى عمله فى نور عاوز ايه تانى ..خلاها بقت مرمية ولا بتتكلم ولا بتعمل حاجة بقى عياطها هو الرد علينا ..فادنا هو بأيه لما حصلها كده ..ولا هيفدنا بأيه لما يحصلها حاجة تانية ..قوله يسافر تانى ويبعد عننا 

فشل فى تهدأتها فقال بإنفعال :انا هساعد أدهم انه يرجع لنور تانى وهعمل اى حاجة عشان يرجعوا لبعض وانتى كمان هتساعدينى 

ياسمين بإنفعال مماثل :مستحيل اعمل كده ومش هساعدك ولا هعمل حاجة عايزنى اساعدك عشان تساعد اللى اذى اختى وسابها قبل فرحها بكام يوم 

عمر :طيب ممكن تهدى واحكيلك اللى حصل 


Image


بعد ما حل المساء 

جلس فى فيلته وحيدا اغلق جميع الانوار ليحاول ان يفكر كيف يستطيع ان يجعلها تسامحه..فذهب ليقف امام النافذة 


ذهبوا جميعا للنوم بينما هى ظلت مستيقظة مثل عادتها وخرجت من الفيلا كما تفعل كل يوم لتذهب وتجلس امام فيلته

جلست على ذلك الحجر الذى اعتادت ان تجلس عليه ظلت تبكى وهى تنظر الى الفيلا التى لا حياة فيها ..تتذكر شريط حياتها من اول ما رأته حتى ما فعله بها وتركها ..تلعن نفسها انها لم تستطيع ان تنساه ..وكيف تنساه وهى اصبحت كالظمآن لروأياه كيف ان تنساه واسمه قدر حفر فى قلبها ..ويحك ياقلب مازلت تحب شخص قد اهانك وتركك ..برغم ما فعله فيها الا انها مازات تحبه ولا تستطيع نسيانه ..كل يوم يزيد حبها له ويكبر بداخلها ظلت هكذا تنتحب وتبكى كأنها تشكى له وتلومه على ما فعله بها 

مسحت دموعها واقتربت من البوابة تنظر الى الظلام الدامس الذى اصبح رفيق هذا البيت 

كادت ان تمشى ولكن يد سحبتها للداخل


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا







تعليقات

close