رواية ذكريات مجهولة الفصل السادس والسابع والثامن بقلم قوت القلوب
رواية ذكريات مجهولة الفصل السادس والسابع والثامن بقلم قوت القلوب
ذكريات مجهولة
الفصل السادس
« لن اتنازل»
تركيا...
أنهت (أميمه) عملها مع (سيلا) لتصعدا نحو غرف النوم حيث ستبقى (سيلا) مع والدتها بإحدى الغرف بينما حملت (أميمه) (يامن) لينام إلى جوارها ....
مسحت بيدها على شعره الأسود الناعم الذى يغطى عيناه الزرقاوتين لتتمعن بملامحه التى أصبحت طبق الأصل لوالده ....
(أميمه) وهى تتأمل ملامحه بحزن دفين
" دايمًا بيقولوا الولد بيطلع شبه أكتر حد بحبه .... وإنت طلعت شبه أبوك الخالق الناطق ... للدرجة دى كنت بحبه ....؟؟؟"
تجهمت (أميمه) من حديثها ... أهى بالفعل لم تعد تحبه مثلما تقول لنفسها ....؟؟!
لتنهر نفسها على الفور رافضة لفكرة أنها مازلت تحبه أو تكن له بقلبها أى عاطفة على الإطلاق...
" طبعًا مش بحبه .... كنت بحبه أه ... بس دلوقتِ أنا مش بحبه ولا بيأثر فيا ..."
لتحاول (أميمه) النوم وسط خيال (علاء) الذى يسيطر عليها فى يقظتها وفى أحلامها ...
__________________________________________
حوريه وعماد......
جلس (عماد) و(حوريه) على طاولة الطعام فى صمت ... أخذ (عماد) يتناول طعامه لا يشغل ذهنه سوى العمل والصفقات والمال ...
ترددت (حوريه) كثيرًا قبل أن تتفوه بكلمة خوفًا من (عماد) ورد فعله القاسي ....
حوريه : (عماد) هو ..... أنت ليه مش بتاخدني فى أى أجازة تنزل فيها مصر ......؟؟!
صمت (عماد) ولم يرد وإستمر فى تناول طعامه غير مكترثًا بما تقوله (حوريه).....
إستجمعت (حوريه) شجاعتها مرة أخرى وهى تبتلع ريقها بتوتر لتعيد سؤالها مرة أخرى على مسامع (عماد)....
حوريه: (عماد).... مش بترد عليا ليه ....؟؟! بسألك ليه مش بتاخدني معاك مصر لما بتنزل أجازة .... أنا بقالي ثلاث سنين هنا .... ومنزلتش معاك ولا مرة .....!!!!
عماد بلا مبالاة: وعايزة تنزلي ليه ...؟؟!
(حوريه) بإندهاش من إجابته الغريبة وغير المفهومة ....
حوريه: ليه ..؟! أزور أهلي ... وأهلك ....!!!
عماد: أهلِك ...؟؟؟ وهم دول أهل .... !!!!
تحشرجت كلماتها بألم فهو دائمًا ما يستهين بأهلها ويحقر منهم ، هو يراهم لا يرقوا له ولا يقبلهم بحياته فهم لا يليقوا به ولا بسمعته وثراءه ....
قوت القلوب رشا روميه
حوريه مدافعة عن أهلها : أيوة أهلي .... أبويا وأمى وإخواتي .... نفسي أشوفهم وحشوني ...
(عماد) وهو يلقى بشرشف الطاولة بعصبية ناظرًا نحو (حوريه) بعينان تتقدان بشرر الغضب ....
عماد : أظن إن أنا قلت الكلام دة قبل كدة وقلت لك مبحبش أعيد كلامي تاني ....
ليدنو من (حوريه) وقد ضيق حاجباه بحدة ولمعت عيناه السوداوتين بلهيب غضب كما لو أنهما يتقدان بشرر ولهيب ....
عماد : أهلك دول تنسيهم .... ميشرفنيش أنى أعرف ناس زى دول .....
أعاد (عماد) ظهره إلى الخلف مسندًا إلى ظهر المقعد وهو يأشر بإصبعه ناقرًا بحدة فوق الطاولة ...
عماد: ومن يوم ما دخلتي البيت ده قلت لك تنسى إنك ليكِ أهل .... فاهمة ...؟!!
لمعت عيناها ببريق دمعة حبيسة وهى تنظر نحو هذا القاسي المتغطرس الذى كُتب عليها قضاء بقية عمرها معه هو فقط ....
حوريه: ليه بس .... ده أنا ....
قطع حديثها إنتفاضة (عماد) ليقف بقوة مبعدًا المقعد الذى كان يجلس عليه بعنف ليقع أرضًا محدثًا ضجة فزعت لها (حوريه) التى تدرك تمامًا ما سيحدث لها الآن ....
هوى كف (عماد) الضخم على وجنتها الممتلئة ليترك أثر الصفعة فوق قلبها أولا قبل وجهها ...
(حوريه) بإستسلام وقد إهتز صوتها بإرتجاف خوف وهى تحاول التماسك ألا تبكي ...
حوريه : طب نزور .... أهلك ... أخرج من ..... البيت .... أنا زهقت ...أوى ....
(عماد) محذرًا إياها وهو يلوح بغضب نحو وجهها بإصبعه عدة مرات ...
عماد : قلت لك .... متتكلميش فى إللى مالكيش فيه .... أنا قلتها مرة ومش بحب أعيد كلامي مرة تانية .... سفر ... مفيش .... أهلك العرة دول ... ولا حتشوفيهم ولا تعرفيهم تانى طول ما أنتِ هنا .... على ذمتي ... فاهمة ....
أكمل كلماته القاسية وهو يصفعها بيده مرة أخرى لتعاود السقوط على وجهها لتخرسها تمامًا هذه المرة وتحبس بقية كلماتها بقهر داخل روحها مثلما تعودت معه .....
إقترب من شعرها الأسود ممسكًا به بين قبضته مهددًا إياها بأن تلتزم بالصمت التام ..
عماد من بين أسنانه بحدة : ومش عايز أسمع صوتك الحلو ده تاني ...
قُربه منها جعله يستنشق عبيرها الأخاذ لتلمع عيناه برغبة دفينة ، ليدنو منها بصمت تفهمه (حوريه) جيدًا ، فقد إستطاعت قراءة ما يفكر به (عماد) بتلك اللحظة وسط إنتفاضتها ورفضها وإشمئزازها من قُربه ...
ذلك الشعور الذى تشعر به كلما يقترب منها ، تشعر بالنفور منه ، كم هو أناني ولا يفكر سوى فى متعته هو فقط ....
لقد ضربها للتو ، أهانها بكل الأشكال معنويًا ولفظيًا وجسديًا ، وها هو يتقرب منها لإشباع رغبة بداخل نفسه فقط ...
قبض يده على ذراعها متوجهًا نحو غرفة نومهم بالأعلى .....
عماد: يلا ننام ....
كانت (حوريه) عيناها تزرفان الدمع من قسوته المجحفة عليها ولكنها لا يسعها الرفض فهى تخشى من غضب الله عليها لو حرمته من حقه فيها وتخشى من بطشه لو أظهرت أى تمنع عنه فما كان لها إلا الإستسلام رغمًا عنها ....
بينما كان (عماد) يستمتع برؤية عيون (حوريه) تلمعان بتلك الدمعة وهذا الضعف الذى إعتاد رؤيته كلما إقترب منها ......
لتنتهى هذه الليلة كما إنتهت ليالٍ كثيرة ، (عماد) نائم براحة و(حوريه) تمسح دموعها
فى صمت ....
كم كرهت قُربه منها لكنها ليس لديها حيلة فى ذلك .....
___________________________________________
نيويورك.....
بعدما أنهى (هشام) تناوله للغذاء صعد إلى غرفته بالفندق ليكمل قراءة المذكرات ....
جلس بهدوء مستكملاً قراءته حيث توقف حين أدركت (نهال) إنها خادمة بعدما تركها خالها وزوجته لتمكث مع الأسرة التى حرمتها من أبسط حق وهو التعليم ....
أصبح (هشام) شغوفًا بهذه المذكرات .... يود أن يعرف أكثر ويقترب أكثر من هذه الفتاة التى من مجرد سطور مخطوطة إستطاعت بهم أن تميل قلبه إليها وكأنه يعرفها من قبل ...
ربما لشعوره بالحرمان والفقد مثلها ... فكم هما متشابهين ... إلا أنها عانت أكثر منه بكثير ....
أخذ يقلب فى الصفحات صفحة تلو الأخرى ويوم بعد يوم .....
" أنا النهاردة رحت السوق .... قابلت بنت حبيتها أوى إسمها (شروق) ... إتعرفنا على بعض وبقينا أصحاب أوى .... وأنا حبيتها أوى ......"
" قابلت (شروق) النهاردة وإتكلمنا كتير أوى ... دى حتى طلعت ساكنه قريب من البيت إللى أنا فيه ..."
" (شروق) جت لى النهاردة وكلهم بره البيت وعلمتني حاجات كتير أوى .... وعلمتني إزاى أشغل الكمبيوتر ... أنا مبسوطة أوى .."
" أنا تعلمت حاجات كتير أوى على الكمبيوتر .... بقيت شاطرة أوى فيه .... كل ما بيخرجوا كلهم بقعد عليه وأتعلم ... بخاف يشوفوني قاعدة عليه .... "
" النهارده أنا زعلانة أوى .... (شروق) جت تزورني وقالتلي إنهم حينقلوا فى مكان تاني وأنا مش حقدر أشوفها تاني .... كان نفسي تفضل معايا ... كانت بتهون عليا الأيام .... أنا رجعت أبقى لوحدي من تاني ......"
قرأ (هشام) هذه الكلمات وكانت أغلبها قريبة فى أحداثها لكنه وجد أن العبارات المكتوبة بعد ذلك يبعد تاريخها سنوات عديدة عن تلك العبارات ...
قوت القلوب رشا روميه
ليقرأ كلمات بخط ناضج مميز للغاية ، فبرغم حرمانها من التعليم إلا أنها تمتعت بخط رائع .. حتى أنها بدأت تكتب باللغة العربية بدلاً من لغتها الطفولية البسيطة ...
" لك أكتب يا دفتري العزيز منذ سنوات طويلة فلقد كانت أعباء المنزل كلها على عاتقي والوقت المتاح لى أحاول أن أتعلم على الكمبيوتر قبل أن يشعر بي أحد والحمد لله أصبحت بارعة فيه .. فقد عوضني الكثير بعد تركي للتعليم ..... سامحك الله يا خالي ... فاليوم من هم
بمثل عمري رأيتهم يدخلون الجامعة ..... كم أنا وحيدة ... لكنني فى نفسي لست خادمة لكننى سأترك هذا البيت يوما ما ... وسأحاول إثبات نفسي ومكاني ولن أكون مجرد فتاة إضطرتها الظروف لتكون خادمة جاهلة .... سأكون نهال التى أُحب أن أكون وهذه الكلمات لأتذكر ذلك .... (نهال) ... "
أعجب جدًا (هشام) بإصرار هذه الفتاة وطموحها رغم قسوه الأيام عليها .....
هشام: نفسي أشوفها وأتعرف عليها جدًا ... بس إزاى حقدر أوصل لها .... ؟!
بعد لحظات من التفكير توهجت برأسه فكرة ليمسك بهاتفه متصلاً بأخته (سمر) ....
هشام : الوو... (سمر) حبيبتي ....
سمر : (هشام) ... وحشتني أوى .... شفت أنا مخبيه التليفون إزاى عشان محدش يعرف وياخده مني .....
هشام: برافو عليكِ .... بس أنا عندى ليكِ سؤال ...
سمر: سؤال إيه ؟!!
هشام: الكتاب إللى إنتِ إديتيهولي ده جبتيه منين ...؟!!
سمر: أخدته جايزة فى المدرسة ...
هشام متعجبًا : جايزة ...؟!!! والمدرسة جابته منين ....؟!!
سمر: اااه ... أصل (براء) لقاه مرمي فى الشارع والميس أخدته منه وعملت لنا مسابقة وأنا فزت وأخدته ....
هشام: طيب تعرفي تسأليه لقاه فين بالضبط .... عشان أرجعه لصحابه ...
سمر: سهلة .... بكرة أسأله ..
هشام : خلاص بكرة أتصل بيكِ عشان تقوليلي ...
سمر: حاضر ... مع السلامة ....
هشام : مع السلامة ....
أخذ (هشام) ينظر إلى دفتر المذكرات بتمعن وكأنه يرى هذه الفتاة تقف متجسده أمام عينيه ....
يشعر بشغف كبير لرؤيتها ... والتقرب منها لكن أين هي وكيف سيصل إليها ...؟؟؟
أغلق هذا الدفتر العزيز على قلبه وبدل ملابسه وعلق الكاميرا الخاصة به فى رقبته متوجهًا إلى خارج الفندق ليبدأ مرة أخرى رحله بحثه عن مواضيع مثيرة لكتابتها ....
_________________________________________
ساد الليل بظلمته .....
فى شوارع القاهرة فى عتمه الليل .....
الناس نائمون والأصوات تتضاءل وعيون تترقب .....
أصوات سيارة قادمة لتقف أمام بيت كبير فى منطقة نائية يترجل منها أربعة رجال
لاتظهر ملامحهم بعتمة الليل .....
يفتح أحدهم البوابة الحديدية الكبيرة و يبدأون بالدخول ......
وبعد قليل تصل سيارة أخرى لتقف أمام نفس البيت ويترجل منها ثلاث أخرون
ليدخلوا إلى نفس البيت لكنهم هذه المرة يغلقون البوابة الحديدية خلفهم ليختفوا
بداخل البيت .....
وبعد عده دقائق .....
طارق: الغربان وصلوا العِشة ....
سامر: ندخل الأُسُود ....؟!.
طارق: إستني الإشارة ....
تقدم (طارق) نحو البوابة الحديدية وهو يتفحص المكان ممسكًا بمسدسه مرتديًا السترة الواقية ضد الرصاص ....
بعدما تفحص البوابة جيدًا أشار بيده لـ(سامر) ليبدأوا الهجوم ....
وبالفعل تقدمت قوات الأمن لإقتحام البيت الذى ظلوا يراقبونه منذ ساعات ....
وبعد بعض الصراعات والمناوشات ...
قوت القلوب رشا روميه
خرجت قوات الأمن مُكبِلين الرجال الذين دلفوا منذ قليل بالأصفاد الحديدية لاحقًا بهم الضابط (طارق) والضابط (سامر) فى زهو يشعران بالفخر لإنجاز هذه المهمة فإن لهم عدة شهور يراقبون هؤلاءالمهربين وينتظرون الفرصة السانحة للقبض عليهم وتخليص البلد من شرورهم ....
سامر: الحمد لله ..
طارق: الحمد لله نهيناها بسلام من غير إصابات ....
سامر: حترجع على المديرية ... ؟!؟
طارق: أيوة .... حطمن على نزولهم الحجز وبكرة نحقق معاهم ....
سامر: تمام .... أنا حروح وأقابلك بكرة إن شاء الله ....
طارق: مع السلامة يا بطل ...
عاد (طارق) مع قوات الأمن إلى المديرية لمتابعة سير الإحتجاز لهؤلاء المتهمين بينما أخذ (سامر) طريقة إلى شقة أخيه (علاء) التى يقيم بها الآن ....
__________________________________________
توجه (سامر) نحو شقه (علاء) لمقابلته قبل ذهابه إلى عمله بالوزارة ....
علاء...
وضع (علاء) فنجانه بعدما إنتهى من إرتشاف قهوته التى أصبحت بلا طعم بعد غياب مؤنسته التى تعشق القهوة ورائحتها .....
إنتبه (علاء) لطرقات على باب شقته ليتجه نحو الباب مرتديًا قميصه الأبيض وسرواله الأسود معلقًا جراب مسدسه فوق القميص ليزيد من مظهره القوي ....
فتح باب الشقة ليجد (سامر) يقف أمام عتبته عاقدًا ذراعيه مسندًا على جانب الباب ....
علاء متفاجئًا : (سامر).... !!! تعالى ...
سامر: ده إيه السكر ده .... أنت إيه يا إبني ؟!!
(علاء) بملل وهو يرتدي جاكيته إستعدادًا للخروج ....
علاء: مالك يا أخى .... فيه إيه ؟!!
سامر: إيه الزيارة التحفة إلى عملتها النهاردة دى .... طب كنت كمل جميلك وإستحمل للآخر مش تمشى زعلان تاني ....
نظر (علاء) مستنكرًا نحو أخيه قائلاً ...
علاء: دة على أى أساس يعني ....؟!!!!! على أساس إنك السعيد والمرتاح .... ما إحنا عارفين كل حاجة ....!!!
تنهد (سامر) محاولاً رسم شبح إبتسامة فاشلة على محياه فهو يدرك أن أخيه معه حق ....
سامر: خلاص بقى سيبك من الكلام دة .... مفيش منه فايدة ... أنا دورت زى ما قلت لي ....
إنتبه (علاء) لحديث (سامر) بإهتمام بالغ .....
علاء بلهفه: وإيه ...؟؟! لقيتها ....!!!!!
سامر: للأسف لأ .... وراقبت تاني باباها ومامتها برضة مفيش خبر ... ولا جت ولا إتصلت ....
علاء بإنهيار فوق أحد المقاعد .....
علاء: تعبت يا (سامر) تعبت ... مش عارف أوصل لها .... مش عارف إختفت راحت فين .... خمس سنين معرفش عنها حاجة حتجنن ....
(سامر) واضعًا كف يده على كتف أخيه مؤازرًا إياه فهو يدرك تمامًا إحساسه بفقده لحبيبته ....
سامر: أوعدك مش حبطل أدور عليها .... خلي عندك أمل ....
علاء بإحباط : أنا رايح الوزارة .... ورايا شغل .... يلا أوصلك فى سكتي ....
أومأ (سامر) موافقًا لينصرفا مستقلين السيارة ليوصله (علاء) لبيت والديه أولاً ثم يتجه إلى مكتب الوزير مستأنفًا عمله .....
___________________________________________
سامر...
تقدم (سامر) بخطوات مرهقة نحو غرفة المعيشة والتى مازالت مضيئة كالعادة ....
سامر: السلام عليكم...
الجميع :وعليكم السلام....
ام علاء: إتاخرت أوى يا (سامر) النهاردة ...؟!!
سامر: شغل بقى ....ما إنتِ عارفه يا ماما...
ام علاء: ربنا يحفظك أنت و إللى زيك يا إبني .... أقوم أحضر لك العشا ...
سامر : لا ... أنا جعان نوم ... مش قادر ... بعد إذنكم...
ام علاء: براحتك يا إبني ...
توجه (سامر) مباشرة إلى غرفته بينما نظرت (أم علاء) نحو زوجها متسائله...
ام علاء: هو لحد إمتى (سامر) كمان حيبقى على الحال دة ... أنا إيه إللى صابني بس فى ولادى الإتنين ...!!!
ابو علاء: مفيش داعى تفتحي مواضيع مقفولة بقى ... إللى حصل حصل وإنتهينا وخلاص ....
رباب : ماما ... قفلى على المواضيع دى دلوقتِ ... (سامر) كدة كدة هو الغلطان ... و إللى عمله بابا صح ميه فى الميه ... هو مسيرة حينسى ويفهم إن بابا عمل الصح ليه ....
ام علاء بإمتعاض : ينسي .... شوفى بقاله كام سنة ولا نسي ولا حينسي .... كل ما أبص فى وشه أحس بالذنب على إللى عملناه معاه .... ده بييجى على النوم وبس ... ولا بيقعد ولا بيتكلم معانا .... ده بقى واحد تاني خالص .... مش كفاية (علاء) و إللى جرى له ...!!
صادق (ابو علاء) بحدة : خلاص بقى يا (دلال) .... مفيش داعى للكلام دة أنتِ إللى بتفكريه كدة كل شوية ... و(علاء) بكرة يفهم إن ربنا وقف جنبه وبعد عنه واحدة مش أصيلة ... جت وقت الشدة و باعته ....
ام علاء: حسرة عليهم هم الإتنين كان نفسي يتجوزوا وأشوف عيالهم قبل ما أموت....
رباب: بعد الشر عنك يا ماما .. هم بس حياخدوا شوية وقت وينسوا ويبقوا أحسن من الأول وبكرة تقولي (رباب) قالت ....
ام علاء: يا رب يا بنتي ... يا رب...
******************************************
غرفه سامر....
دلف إلى الغرفة ليترك عالم من خلفه ويبدأ عالم جديد لا يشعر به سواه ...
أغلق الباب جيدًا مسندًا ظهره إليه ساحبًا نفسا عميقا وهو يتجول بنظره داخل غرفته الكئيبة التى شهدت على كل آلامه وأوجاع قلبه ..
تحرك ببطء بإتجاه الفراش الذى يرتبه بنفسه يوميًا منبها عليهم بألا يخطو أيا كان إلى غرفته فى عدم وجوده ....
جلس ببطء فوق الفراش نازعًا سترته بصمت منحيًا قناع القوة والإبتسامة التى يرسمها على وجهه رغمًا عنه ....
____________________________________________
طارق....
بعد عناء يوم مرهق وطويل بالعمل عاد (طارق) إلى بيته وقد إنتصف الليل ليسود صمت تام بهذا الوقت من اليوم خاصة بفصل الشتاء الذى يعم به الهدوء مبكرًا ....
أوقف سيارته أما البوابة الكبيرة للبيت ليترجل من السيارة وهو ينظر إلى البيت المقابل له مبتسمًا قبل أن يغلق باب سيارته متقدمًا نحو البيت....
دلف إلى البيت الكبير الذى يعمه الهدوء ليجد والدته مازالت تنتظر عودته ....
طارق: ماما ... أنتِ لسه صاحيه ..؟!!
أم طارق: أعمل إيه بقى لازم أتطمن عليك ....
إرتمى بإرهاق فوق المقعد المقابل لوالدته بغرفة المعيشة ....
طارق: هو لسه البواب مجاش أنا تعبت من فتح وقفل البوابة الكبيرة دى كل شوية ....
ام طارق: مش عارفة والله يا (طارق) من يوم ما سافر البلد هو ومراته ولا إتكلم ولا فيه عنهم خبر ... دى حتى (هدى) أختك كانت هنا وإستنتك كتير أوى ولما إتأخرت مشيت وهى إللى فاتحه وقافله البوابة لوحدها ....
طارق معتدلاً بإهتمام : فيه مشاكل مع جوزها تانى ولا إيه ..؟!!
أم طارق ضاحكة : لأ... خالص ... المرة دى جايبة لك عروسة .... بنت خال جوزها ...
علت ضحكة (طارق) الرنانة التى أظهرت بياض أسنانه ووجهه الخمرى الوسيم بسمرته الجذابة ..
طارق: عروسة ....!!! ليا أنا ...؟!! أنا عمري ما حتجوز بالطريقة دى يا ماما ... أنا عروستي لازم أختارها بنفسي ... وهو يوم ما حتختاروا ليا ... (هدى) هى إللى حتختار ... ضحكتيني والله يا ماما ... قوليلي هنا ... إنتِ زهقتي بقى من القاعدة لوحدك ...؟؟
ام طارق: أه والله ... أنت بتقول فيها ... أنا فعلا زهقت من القاعدة لوحدي .... طول اليوم مستنياك لما ترجع آخر اليوم ... وأديك شايف البيت كبير أوى عليا .... نفسى تتجوز وولادك يملوا البيت حواليا ....
إقترب (طارق) من والدته ليقبل رأسها حبًا و احترامًا لها فقد تحملت الكثير لأجله ولأجل أخته (هدى) منذ وفاة والده ....
طارق: طيب بس سيبيني أنا إللى أختار العروسة تمام .... وخلى (هدى) بره الموضوع ده ... أنا مش ناقص كوارث من إللى بتجيبهم ...
ضحكت (أم طارق) على حديث ولدها فهي تتذكر جيدًا أن كل الفتيات اللآتى تحضرهن (هدى) بالفعل كوارث كما يقول (طارق) .....
طارق: مش نقوم نرتاح بقى ولا إيه ... أنا عندى شغل مهم الصبح ...
ام طارق: طيب يا حبيبي .... تصبح على خير ....
ويبقى للأحداث بقيه،،،
انتهى الفصل السادس ،،
قراءة ممتعة،،
توقعاتكم للأحداث القادمه يسعدنى،،
قوت القلوب (رشا روميه ) ،،،
ذكريات مجهولة
الفصل السابع
« نظرة وداع »
المستشفى ....
ليلة شتاء صافية تملأ الأجواء نسمات باردة منعشة مع تأخر الوقت وزيادة حلكة الظلام عم الهدوء حولها ....
وقفت بهدوء تفتح النافذة ... مدت يدها الناعمة ليلفح الهواء البارد شعرها الكستائى مداعبًا بشرتها الصافية ....
أخذت تنظر نحو الطرق الخاوية إلا من القليل من المارة بهذا الوقت المتأخر فقد إنتصف الليل ...
ودت لو أن تخرج من هذا المكان الكئيب الذى يزيد حياتها بؤسًا وشقاءً ...
ودت لو أنها تعانق السماء بحرية ... أن تشعر بالسعادة والفرحة مثل أى فتاة فى عمرها ....
لمعت عيونها الجميلة بدمعة حزن فقد إنتهي بها المطاف مريضة بالمستشفى ....
سمعت طرقًا خفيفًا على باب الغرفة ، ثم فتح الباب بهدوء .....
طلت بملابسها البيضاء ويعلو فوق وجهها إبتسامة تلاقي ....
" (نهال الحلوة).... عامله إيه النهاردة ..؟!!"
نهال: (سلمى) ..!!! كل دى أجازة ... طولتي عليا أوى ...
سلمى: أول ما جيت المستشفى جيت عليكِ على طول ... وحشاني خالص ...
نهال: وأنتِ كمان ....تعالي إدخلي ....
سلمى: بس إيه دة ... إيه دة ... إيه دة.... إتغيرتي خالص ...
نهال: إتغيرت ..!!! إزاى ....؟!!
سلمى: وزنك زاد على فكرة ... ملامحك كمان بقت جميلة أوى ... عارفه إللى يشوفك دلوقتِ ميقولش إنك مريضة أبدااااااا....
نهال: بتجامليني أكيد....
سلمى: أبدًا والله .... إنتِ مش بتشوفي نفسك فى المرايا ولا إيه ؟!!
نهال: وحتى لو شفت نفسي وبقيت كويسة ... حتفرق إيه ..؟!!
سلمى: إنتِ لسه حزينة يا (نهال) ...؟!!
نهال: وإيه إللى حيفرحني .... حفرح على مرضي إللى خلاني شبه المومياء ولا أني بتعالج فى مستشفى خيري مستنيه الإحسان والصدقة عشان أتعالج ....!!!
سلمى: ليه الكآبه والتشاؤم ده ... بصي للدنيا من جديد ... إنتِ إتعالجتي وبقيتي ما شاء الله عليكِ ودى حاجة مش سهلة لأن المرض دة نادر جدًا وحالات كتير من فقد الشهية المرضية ممكن لا قدر الله يجرى لهم حاجات مش كويسة خالص ... ربنا أراد وإتعالجتي منه وبقيتي حره نفسك ... إشتغلي وحققي حلمك بدل ما تقعدي تبصي على الماضي وذكرياته ....
نهال: تعبت أوى يا (سلمى) ....
سلمى: لالالا .... مش هي دى (نهال) إللى قالت لي إنها عمرها ما حتستسلم للمرض والهزيمة والدنيا الصعبة ... بصي على دفترك وإقرى كلامك وأنتِ تفتكري الوعد إللى وعدتي بيه نفسك ...
نهال بحزن: دفتري ...!!! دفتري مش هنا...
سلمى متفاجئة :مش هنا ... ؟!! أمال راح فين ...؟!!
نهال: زهقت من الدنيا ومن حياتي رميته من الشباك ...
سلمى: رميتيه .... ليه كدة !!؟؟ ... دة كل حياتك فى الدفتر دة .... مش إنتِ إللى قلتي كدة ....؟؟؟
نهال بإحباط شديد : أنا مش عايزة الحياة دى .... دى كلها حبر على ورق .... أنا مش عايزة أفتكرها أبدًا ....
سلمى: غلطانة ..... إللى حصلك دة هو الدافع إنك تكملي وتستمري وتغيري من كل حاجة حصلت لك ....
نهال: إللى بجد مفتقداه .... الدفتر نفسه مش الكلام إللى فيه .... لأن دة آخر هدية من بابا الله يرحمه ...
سلمى:طيب أنا ححاول أدور لك عليه يمكن حد لاقاه من العاملين فى المستشفى ....
نهال: يا ريت ..
سلمى : جبت لك معايا هدية ....
نهال: هدية ...!!! ليا أنا ...؟؟؟؟
سلمى : أيوة .... شوفي .... إيه رأيك فى التيشرت ده .... جبتلك كمان أكتر لون بتحبيه .... الأبيض ....
نهال بفرحة : الله .. جميل أوى يا (سلمى) .... ربنا يخليكِ ليا ....
سلمى: أنا حروح الشغل بقى قبل ما الدكتور يتعصب ...
نهال : (سلمى)..
سلمى : نعم ..
نهال بإنكسار : أبقى إسألي عليا ... أنا ماليش غيرك ...
سلمى: أكيد طبعًا ..... باي ...
___________________________________________
سامر ....
بدل (سامر) ملابسه ليجلس مرة أخرى فوق فراشه مادًا يده أسفل وسادته مخرجًا صورتها الشئ الوحيد الذى بقى له ....
يدرك تمامًا أن ما يفعله خطأ جسيم لكن قلبه لا يدرك ذلك ولا يكف عن حبها الذى وجد وطنه بقلبه منذ طفولتهما ...
قوت القلوب رشا روميه
كانت تكبر أمام أعينه وحبها يغرس ويكبر بقلبه ...
أسند ظهره إلى الخلف متمعنًا بنظره إلى صورتها التى أحتفظ بها دون أن يدري به أحد ....
سامر: ياااه لو يرجع بيا الزمن تاني وأخبيكِ فى قلبي ولا عمري أسيبك أبدًا مهما كانت الظروف ... يا ريتني ما إستنيت ولا إتاخرت عنك ... بس كل حاجة كانت غصب عني ....
لاحت ذكريات ليلة ذهابه إلى والده طالبًا منه أن يتزوج إبنة عمه ...
سامر بضيق: ومالها (حوريه) يا بابا ... عيبها إيه .. ليه مش موافق أني أطلب إيدها من عمي ....؟!!
ابو علاء بحدة : أولاً هم فى مستوى وأحنا فى مستوى تاني خالص وأنت حتبقي ضابط ومحتاج زوجة تناسب وضعك ومكانتك دي ... ده غير أن أبوها طماع ... هو أخويا آه ... بس طماع ...
سامر: أنا ميهمنيش غنيو ولا فقيرة ... ولا كل إللى أنت بتقول عليه ده يا بابا ... أنا بحبها ... وعاوزها ....
أبو علاء بغضب : لأ يعني لأ .. وعلى الله أسمع إنك رحت لعمك ده من ورا ضهري فاهم .... أنا الجوازة دى لا يمكن تحصل طول ما أنا عايش على وش الدنيا ... فاهم .... ده أخويا وأنا عارفه يموت فى الفلوس وممكن يبيعك فى لحظة وأكيد بنته زيه ... ما هى تربيته .... فأوعى تصغر نفسك معاه ...
سامر بدفاع مستميت: (حوريه) غيرهم كلهم ... متظلمهاش يا بابا ....
ابو علاء: أنا قلت إللى عندي ومعنديش حاجة تانيه أقولها ... إنتهى ...
سامر : لكن يا بابا ...!!!
ابو علاء : إنتهى .....
تذكر قراره الخاطئ بالإنتظار حتى يوافق والده حينما يعاود طلبه مرة أخرى للذهاب معه إلى عمه وطلب يد (حوريه)...
لكنه فوجئ بخبر شق قلبه نصفين حينما علم بخطبة (حوريه) لأحد الأثرياء ...
صدمة نزف بها قلبه دون أن يشعر به أحد سوى أخيه (علاء) المدرك تمامًا لوعه فراق الحبيب ....
لم يستطيع أن يتكلم مع (حوريه) أو البوح لها بما يشعر به نحوها فهى الآن مرتبطة بآخر ليسمع دومًا كلمات قاتلة من والده وأخوته بأنها لو لم تكن مثل والدها لما كانت وافقت على هذا الغريب الثري ....
لاح بذهنه ليلة زف بها آلامه ... ليلة زفافها ....
لم يستطع (سامر) حضور حفل الزفاف فكيف سيراها وهى أصبحت لغيره .... كيف سيشهد على قتل حبه وعشقه الذى يسري بدمائه منذ سنوات طويلة ...
لكنه حضر بالنهاية ... ليلقى نظرة الوداع على حبه الوحيد قبل رحيله من عالمه إلى الأبد ....
جلست (حوريه) كملاك يرتدي ثوب زفاف أبيض ، جميلة وتستحق بالفعل إسم (حوريه) ....
لكنها لم تكن له كانت تزف إلى غيره ، كم كرهه دون أن يعرفه أو حتى يتحدث معه ، كم شعر بالغيرة القاتلة من هذا المخلوق لمجرد جلوسها إلى جواره ....
جلست عائلته على إحدى المناضد القريبة من العروسين ...كانوا يشعرون بسعادة بالغة ليس لزواج (حوريه) بل للتخلص منها وإبتعادها عن (سامر) وظنهم أن بهذه الزيجة سيعود كل شي كالسابق وينسى (سامر) (حوريه) وتعلقه بها ....
تعلقت نظرات (علاء) بأخيه مشفقًا على حاله وإنكسار قلبه وضياع حبه بسبب أفكار بلهاء ما هى إلا أوهام تشبثت بعقولهم فقط ...
بينما لم يستطع (سامر) إزاحة عيناه الحزينتان عن (حوريه) طوال حفل الزفاف ...
كم كان جمالها وحسنها يؤلمه ويغرس شوكا بقلبه ، لمعت عيونه ببريق دمعة حزينة منعها من السقوط لكن الألم بقلبه أقوى بكثير ...
إنتفض جسده عندما أمسك (عماد) هذا العريس المشؤوم بيد (حوريه) ...شعر بشعور مؤلم كم يغار عليها من نظراته لها كيف سيتحمل قربه منها ...
قوت القلوب رشا روميه
لم يستطيع (سامر) تحمل رؤية ذلك أمام عينيه فقام مسرعًا ليبتعد عن هذا المكان الذى يحمل له كل معاني الآلم التى لم يظن أنها ممكن أن تعصف به بيوم من الأيام ....
وها هى تمر الثلاث سنوات ولم يرى (حوريه) ولم يسمع عنها أى شئ لكن حبها بقلبه مازال قابعًا حتى ولو لم يراها .....
يأتي كل مساء ليرى صورتها ويحدثها وينام ليراها فى أحلامه .....
فمهما كانت قوته كضابط إلا أنها هي الوحيدة نقطة ضعفه وقوته بنفس الوقت
كل خياله وأحلامه هي فقط ... فقط (حوريه) ..
___________________________________________
تمر الساعات الطويلة ينتهى بها اليوم بنيويورك بينما يبدأ النهار على جميع أبطالنا .....
بيت هاجر ....
هاجر: ماما أنا نازله عايزة حاجة ..!!
أم هاجر: إعملي حسابك (خالد) إبن عمتك وعمتك وجوزها جايين النهاردة تعالي بدري ...
هاجر: ما ييجو براحتهم هم عايزيني فى إيه ؟!!
أم هاجر: دى تاني مرة عمتك تكلمني وأنتِ كل شوية تهربي من الزيارة....
(هاجر) وقد ضاقت ذرعًا بإلحاح عمتها و(خالد) إبن عمتها على خطبتها على الرغم من رفضها التام له أكثر من مرة ....
هاجر: يا ماما ... أنا مش عايزة (خالد) .... قولتها لكم مية مرة .. مش عايزاه ...
أم هاجر: ما هو كدة كتير بصراحة ... قوليلي عيب واحد فى (خالد) ... راجل قد الدنيا وكسيب ومش ناقصة حاجة .... ترفضيه ليه .. بطر ....
هاجر: مش قابلاه يا ماما ... (خالد) زى أخويا .... مش عارفه أشوفه غير كدة ....
أم هاجر: أنا مبحبش الدلع دة .... راجل حيتحمل مسؤليتك وتتستتي فى بيتك بدل المرمطة والشغل والدراسة إللى مش جايبين همهم دول .... نرفضه ليه ... ولا عشان ما أنا لوحدى وأبوكِ مات مش حقدر عليكِ ....
هاجر: لازمته إيه الكلام دة دلوقتِ .... أنا باقي لي كام شهر وأتخرج وأشتغل شغلانه كويسة .... إيه لزوم الإستعجال والجواز ....
ام هاجر: هو كدة بقى و إللى عندك إعمليه .... ولا أنا خلاص معدش ليا كلمة عليكِ ....؟!!
هاجر: يا ماما ....ااا...
ام هاجر: ولا كلمة .... أهم جايين النهاردة تستأذني من شغلك بدري وتيجي وإلا إنتِ حره بقى ...
(هاجر) بقلة حيلة وهى تكظم غيظها وتمنع دموعها من التساقط ....
هاجر: حاااااضر ....
ركضت نحو السلم لملاقاة (رحمه) للذهاب إلى الجامعة أولاً دون إظهار أى شئ لها ....
___________________________________________
تركيا....
إجتمع ثلاثتهم (توتشا) و(سيلا) و(أميمه) لتناول طعام الإفطار وشرب القهوة التى تحبها (أميمه) ، عشقها الأزلي لتلك السمراء ....
يامن: مامي .... آنآ ( جدتى) "توتشا" سرحت لي شعري ...حلو ..؟!!
(أميمه) وهى تنحني لتقبل (يامن) فرحتها الوحيدة ...
اميمه: حلو أوى أوى....
دق جرس الباب لتهرول (سيلا) مسرعة نحو الباب لتفتحه ...
سيلا: (ضيا).... صباح الخير ... تعالى تعالى ...
ضيا: إيه... بدأتوا الشغل ولا لسه ...؟!!
سيلا: خلاص حنبدأ أهو ....
(ضيا) أقبل على (توتشا) و(أميمه) ملقيًا تحية الصباح معلقًا نظراته نحو (أميمه)....
ضيا: صباح الخير ....
(أميمه) برسمية وسط إبتسامة مجاملة لـ(ضيا) ....
أميمه: صباح الخير ....
توتشا: أنا حاخد (مينو) ونطلع أوضتنا نلعب وإنتوا إشتغلوا ...
وقبل أن تصطحب السيده (توتشا) (يامن) إلى غرفته أقبل (ضيا) نحو (يامن) مداعبًا إياه...
ضيا: وحتمشي بسرعة كدة من غير ما تسلم عليا ...؟!
نظر (يامن) بحدة وهو يضيق حاحبيه بصورة درامية توحي على الغضب....
يامن : لأ ...
(ضيا) متعجبًا وسط ضحكته التى يكظمها من غضب هذا الصغير ....
ضيا: ليه بس .... أنا زعلتك فى حاجة ....؟!!
يامن : أيوة ...
ضيا: زعلتك فى إيه طيب ..؟!!
يامن: عشان أنت كل ما تيجى أبعد عن مامي عشان تشتغل .... أنت بتبعدني عنها ....
(ضيا) وقد علت ضحكته من إهتمام هذا الصغير بوالدته وحبه أن يبقى معها ليلقى (ضيا) جملة وكأن (أميمه) هى المقصودة بها وهو ينظر نحو (يامن) ثم (أميمه)....
ضيا: ما هى مامي لازم أكيد تحب تقعد معاها ...
ثم اكمل متداركًا نفسه....
ضيا: بس وعد حنخلص شغل بسرعة ....
امسك (يامن) بكف (توتشا) ليصعدا نحو غرفته دون أن يكف عن غضبه وغيرته على أمه لتبتسم (أميمه) متذكرة طيف (علاء) بنفس نظرات (يامن) الغاضبة وغيرته لتواجده معها دومًا مثلما يفعل (يامن) تمامًا ... لكن نظرات (علاء) كانت أشد قوة وأكثر حدة تكاد أن تكون مرعبة للآخرين .. حانية فقط عليها ....
أميمه: أنا خلصت شوية تصميمات ممكن تاخدها المكتب معاك تطبعها عشان نجهز الملفات ....
ضيا: أه ... تمام .... أنا كمان صممت اللوجوهات المطلوبة وبجهز عينات القماش وجبتها عشان تشوفيها ....
إنضم (ضيا) ل(سيلا) و(أميمه) يناقشان أمور العمل حتى إنصرف (ضيا) متجهًا إلى المكتب لتبقى (أميمه) و(سيلا) يكملان باقى التصميمات ....
___________________________________________
مكتب الوزير....
إتخذ كل فرد مكانه تأمينًا لدخول الوزير إلى مكتبه ليخرج مدير مكتبه متجهًا نحو (علاء) ....
مدير المكتب: حضرة الضابط .... الوزير عايز حضرتك فى مكتبه ....
أومأ (علاء) مستجيبًا له ليدلف مباشرة إلى داخل المكتب ....
الوزير: إتفضل يا (علاء) أقعد...
علاء: خير يا فندم ....
الوزير: إحنا مسافرين بعد بكرة فرنسا جهز نفسك والضباط إللى معاك عشان تيجي معايا...
علاء : تحت أمرك يا فندم ... حجهز المجموعة إللى حتسافر معانا واخد من الأستاذ (عطيه) الأماكن إللى حنزورها كلها عشان التأمين سعادتك ....
الوزير: أنا طبعًا لولا ثقتى فيك شخصيًا كنت طلبت من أى حد لو أنت مش حابب تسافر .... لكن ده أمر مفروغ منه لازم تيجي معايا ....
علاء برسمية: شرف ليا يا فندم ... بعد إذنك ....
ترك (علاء) المكتب ليجدها فرصة جيدة مبتعدًا عن كافه الصغوطات والذكريات التى تلاحقه هنا .....
____________________________________________
الإمارات....
"السلم دة مش نضيف ليييه"
صرخ بها (عماد) وهو يدفع (حوريه) إلى الخلف لتقع أرضًا بعدم توازن....
حوريه: نظيف والله ....!!!
عماد: يعنى أنا كداب مثلاً .... السلم دة يبقى زى المرايا ويتلمع بالزيت مرة كل أسبوع على الأقل .... دة خشب أصلي ولازم تهتمي بيه مش أى كلام زى ناس ...
ألقى كلماته وهي تدرك أن (عماد) يقصدها هي فهو دائمًا ما يتعمد إهانتها والتقليل منها .....
شعرت بالألم يزداد لتضع يدها جانب بطنها كمحاولة فاشلة لتخفيف الألم ....
حوريه: اااه ....
نظر (عماد) نحوها بتعالى ليزفر بملل فقد أصبح لا يحتمل ردود أفعالها المصطنعة كلما أراد توجيهها أو لومها لتقصيرها....
عماد بحنق: أوووف .... ما تبطلي تمثيل وقرف .. كل دة عشان بقولك السلم محتاج تنضيف .... دى بقت عيشه تقرف .... كل كلمة دلع وقرف ....
حوريه بتألم: مش تمثيل والله .... تعبانه بجد ....
عماد: طريقتك ساذجة أوى .... المفروض تكوني فهمتي خلاص ... إن دور المسكينة التعبانة دة مش بياكل معايا .... وقومي أقفي كدة عشان أنا جعان وعايز أفطر ....
تحاملت (حوريه) آلامها وهى تستند لتقف منحنيه من شدة الألم لتهبط نحو المطبخ لتعد الطعام ....
بينما إستنكر (عماد) طريقه (حوريه) المقززه فى إستجدائه أو عطفه بهذه الصورة المغثية ....
عماد: دلوقتي وقفتي وبتتحركي ومفيش حاجة بتوجع أهو .... صحيح ممثله .... وممثله فاشله كمان .... أووف ...
__________________________________________
مديريه الأمن ....
مكتب طارق وسامر ...
جلس كلا من (طارق) و(سامر) يستجوبان المتهمين ويسجلون إعترافاتهم ....
بعد إنتهاء إستجواب المتهمين ...جلس (طارق) واثقًا من نفسه واضعًا ذراعيه خلف رأسه ورفع قدمه على المكتب ليريح جلسته قليلاً ...
بينما (سامر) قد خلع سترته ليستريح فوق الأريكة الجلدية بالمكتب....
سامر: تعبونا ولاد اللذينه دول ...
طارق: مش أنت إللى كنت عاوز تدخل فى النوعية دى من القضايا .... إستحمل بقي ....
سامر: بصراحة الشغل فيها متعه خصوصًا معاك ...بس منكرش خطر ومتعب ...
طارق: عندك حق .... والله أنا مشفق من دلوقتي على إللى حتجوزها ... مش عارف حتتحمل شغلنا دة إزاى ....
سامر: لو بتحبك ... حتستحملك ....
طارق ضاحكًا: على سيرة العرايس ... مش (هدى) أختي جابت لي عروسة ... ما تاخدها أنت المرة دى ..
سامر: أبوس إيدك بلاش أنا وعرايس أختك دى ... وأنا زى ما أنت عارف مش ناوي على موضوع الجواز دة خالص ...
إعتدل (طارق) فى جلسته.....
طارق: (سامر) .... أنت لسه بتفكر فيها لحد دلوقتِ ...؟!!!!!!
سامر: ومش قادر أنساها ولا ثانية ولا لحظة واحدة حتى ... حبها أتطبع فى قلبي ... جوه روحي ... مش قادر أنساها .... أنساها إزاى بس ... أنا عايش بس عشان أفتكرها ...
طارق: يا أخى طالما بتحبها أوى كدة ... ليه ما إعترفتلهاش بحبك دة قبل ما تتجوز ...
قوت القلوب رشا روميه
سامر: كنت كل ما أشوفها لساني يتلجم ومعرفش أتكلم .... قلبي بيبقى بينبض جامد مش عارف ليه .... ولما خلاص مبقتش قادر أبعد عنها كلمت والدى وأنت عارف إللى حصل بعد كدة ...
طارق: إلا قولي .... هى تعرف بكل دة..؟!!
سامر: للأسف لأ ...
طارق بإندهاش: ولا حتى إنك بتحبها للدرجة دى ...؟!!
سامر بيأس: لا ... ولا حتعرف ....
طارق: ومشفتهاش من ساعتها طبعًا ....
سامر : من يوم ما إتجوزت وسافرت مشفتهاش .... يظهر مبسوطة وعايشه مع جوزها ومش بتفكر ترجع تاني ....
طارق: أنت غلطان ... لازم تكمل حياتك ومتوقفهاش عندها وتتجوز وتعمل أسرة ...
سامر: ما هو عشان أعمل كل إللى بتقول عليه دة لازم فى الأول أنساها ... وأنا مش قادر ولا عايز أنساها ... بس سيبك مني أنا ... أنت مش ناوي أنت كمان تتجوز ...؟!!
طارق: ومين قالك أني مش عايز أتجوز ..!!
سامر: بجد ... مين بقى ...؟!
طارق: بنت ساكنه فى البيت إللى قصادنا حاسس أني مشدود ناحيتها وبفكر أني أتقدم لها فعلاً ...
سامر بمرح : الله عليك ... ومستني إيه طيب ...؟!!
طارق: أبدًا كنت مستني الوقت المناسب ...
سامر بفرحه: ربنا يتمم لك على خير ..
،،،ويبقى للأحداث بقيه،،،
انتهى الفصل السابع ،،
قراءة ممتعة،،
توقعاتكم للأحداث القادمه يسعدنى،،
قوت القلوب (رشا روميه)،،
ذكريات مجهولة
الفصل الثامن
« كيف أنساك..؟ »
الجامعة ...
إنتهت المحاضره وبدء الطلاب فى مغادرة القاعة بينما بقيت الفتيات تتحدث كغريزة طبيعية بالأنثى تهوى تجاذب أطراف الحديث ...
مالت (رحمه) على أذن (هاجر) هامسة ..
رحمه: نفسي أنااام .... أنا حروح بدري أنام شوية قبل الشغل .....
هاجر: طيب ما نطلع على الشغل ونستأذن بدري ونروّح أصل جاي لنا ضيوف وماما مصرة آجي بدري وكده ....
رحمه: فكرة حلوة برضة ....
رمقت (هايدى) كلاً من (رحمه) و(هاجر) وهم يتهامسون لتحاول التدخل وإفساد لحظه قُربهم ....
هايدى: مالكوا ... بتتوشوشوا على إيه أنتِ وهي ...؟!! مينفعش كدة .... محبش أنا الناس إللى بتتكلم على جنب دى .... بيبقوا خبثاء كدة ...
تكتفت (رحمه) بضيق لما تفوهت به (هايدى) فهي تنتهز أى فرصة لتسخر منهم أمام بقية الفتيات ....
رحمه بضيق: أنا بكلم (هاجر) فـ حاجة ملكيش دعوة بيها ....
هايدى بإستفزاز: مفيش حاجة ماليش دعوة بيها وحتى لو فيه ..... برضة مينفعش تتكلموا كدة وتسيبونا ... ما تقولوا بتتفقوا على مين أنتِ وهي ...؟!!
رحمه: وبعدين يا (هايدى) .... أما حاجة غريبة والله ....!!!
هاجر: ما تهدوا شوية ... خلاص محصلش حاجة ...
هايدى بتعالى: قولي لصاحبتك مش ليا أنا.... أنا مبغلطش أبدااااااا ....
قالتها (هايدى) بغرور وهى تضغط على كل حرف بالكلمة موجهة نظرها المشمئز بإتجاه (رحمه)...
رحمه بغضب: أنا ماشيه...
نهضت (رحمه) غاضبة من غرور (هايدى) وتعاليها عليهم وكيف تراهم وتعاملهم بهذه النظرة الدونية لوضعهم المادي البسيط بخلافها هى و(رقيه) و(بسمله) ...
أسرعت (هاجر) تلحق بـ(رحمه) التى أسرعت مبتعدة عنهم ....
هاجر: (رحمه).... إستني بس .... متزعليش كدة .... يعني إنتِ مش عارفاها ... (هايدى) عمرها ما حتتغير ....
رحمه ضاحكة : عادي عادي .... يلا بس نبعد عنها أحسن خنقتني ....
(هايدى) وهى تتابع (رحمه) التى إبتعدت هى و(هاجر) عنهم ....
قوت القلوب رشا روميه
هايدى : أنا مش فاهمة مالها دى ... فاكره نفسها لها قيمة ولا إيه؟؟! .... هى مش عارفة أنا مين !!!!
رقيه: وهو إنتِ حتقارني نفسك بدي ... دى واحدة فقرانه ... إش جاب لجاب ....
هايدى : ضايقتني وعصبتني والله ....
رقيه: لولا شطارتهم فى الدراسة مكناش عرفناهم ... سيبك سيبك ... كملي لي إللى حصل ....
هايدى بزهو: لما بصيت بقى من الشباك لقيته بيبص على بيتنا ...
رقيه: عارفة يا (هايدى) ... هو ده فعلا إللى يناسبك ....
هايدى: طبعًا ... دة أنا الناس بتجري ورايا أد كدة ... ومن حظه لو إتجوزني ...
رقيه: طبعًا ... جميلة وغنية وحسب ونسب .... يا بخته ...
هايدى: أكيد .... طبعًا ده ظابط حاجة كدة تليق بينا وبمركزنا ....
رقيه: بتحبيه يا (هايدى)..؟!!
هايدى: لأ لأ ... الموضوع مش حب وكلام فاضي ... دة ظابط ... وغني ... يعنى هو دة إللى يليق بمستوايا الإجتماعي وأبقى فخوره بيه قدام الناس ...
رقيه: بحسدك على عقلك دة .... كل حاجة ممشياها بعقلك مش بقلبك ....
هايدى : أمال أنا تافهة أمشي ورا قلبى ورا واحد ميستاهلنيش ولا يقدر قيمتي ...
رقيه: برافو عليكِ .... يلا بينا بقى كل الناس مشيت ...
هايدى: أوك ... يلا ...
_________________________________________
تركيا....
سيلا بإرهاق: كفاية بقى نستريح شوية مش قادرة ....
أميمه: تمام .... نعمل قهوة ونستريح شوية ..
سيلا: بس تكملي لي القصة بقى....
اميمه بإبتسامه: تمام ....
وضعت (أميمه) فنجان قهوتها بعدما إنتهت منها لتعود بذكرياتها لمكالمات (علاء) لها ....
اميمه: مع إنى كنت دايمًا رافضة أى تواصل بيني وبين أى شاب بس مقدرتش أمنع نفسى من مكالمات (علاء) ... وبصراحة أنا ملحقتش ... بعد ثلاث مكالمات بينا إتعرفنا فيهم على بعض لقيته بيقولي .. إنه مش قادر يفضل بعيد وطلب أحدد له معاد مع بابا عشان ييجي يتقدم لي عشان يقدر يشوفني براحته ويقعد معايا لأنى كنت رافضه اننا نتقابل بره نهائي .... متتصوريش يا (سيلا) أنا كنت فرحانه قد إيه .... وفعلاً جه وإتقدم لي وبابا وافق وعملنا خطوبة قعدنا بعدها سنة .... كانت أجمل سنة فى عمري كله .... حبيته أكتر وحبني أكتر وأكتر .... كنت مجرد ما بشوفه بس قلبي يطير من الفرحة .... أنا بقيت أهم حاجة فى حياته حتى أهم من شغله .... كان بيغير عليا من الهوا .... ويتعصب أوى لو حد كلمني أو حتى بص لي ....
سيلا بهيام: ياااه ... مكنتش فاكراكِ حبيتي أوى كدة .... طب إيه إللى حصل بعد كدة ....؟!!
اميمه: إتجوزنا .... كان ليه شقة فى بيت قصاد بيت أهله فرشناها على ذوقي وإخترت كل حاجة فيها ... وعملنا فرح كبير أنا مكنتش مصدقة السعادة إللى كنت فيها ... كان كفاية عليا إنى جنبه بس .....
سيلا: وبعدين ...
إبتلعت (أميمه) ريقها بألم مردفة بحديثها تنهر (سيلا) قاطعة مجرى سيل الذكريات من التدفق عند هذه النقطة بتعجل ...
اميمه: يوووه .... حنقضيها حكايات بقى ... وشغلنا ده ... مين حيكمله .... يلا يلا قومي ....
تفحصت (سيلا) ملامح (أميمه) بتمعن كيف إنقلبت ملامحها من الحب والهيام إلى الألم والتهرب من إكمال قصتها ....
سيلا بإصرار: سبتوا بعض ليه ...؟!!
إلتفتت (أميمه) نحو (سيلا) لتلمع عيناها بدمعة ألم ترقرقت بعيناها شعرت بها (سيلا) على الفور لتدرك عشقها الكبير وراء نظرة الألم التى تراها الآن تلوح على ملامح (أميمه)....
اميمه: النصيب ... محصلش نصيب ...
نهضت (أميمه) لتحاول جمح مشاعرها وآلامها التى تجددت وكأن كل شئ حدث بالأمس فقط ...
أسرعت نحو غرفة الجلوس مبتعده عن (سيلا) لتهرب من عيناها دمعة ألم وفراق ...
فعلى الرغم من آلامها إلا أنها تشتاق إليه .... ظنت أنها عندما تسرد لـ (سيلا) قصتها ستتخلص من مشاعرها بكلماتها السجينة داخل صدرها لكنها أعادت أحيائها مرة أخرى ....
اميمه: يا رب أنساك بقى ... ليه مش عارفة أنساك .... ليه .... ؟؟! بعد كل إللى حصل ... ليه مش عارفه أكرهك ... ليه مش عارفة أنساك ... خمس سنين من يوم ما سبتك .... ليه مش نسياك ... ليه باقي جوايا ....؟؟!
جلست (أميمه) تلملم بقايا قلبها وحبها محاولة التماسك والخروج لـ (سيلا) حتى لا تلاحظ إنهيارها ....فهى لن تفتح جراحها مرة أخرى ...
بينما جلست (سيلا) بغرفة المعيشة مشفقة على حال صديقتها فيبدو أنها تتألم لفراق حبيبها لكن هناك سبب قوى جعلها تتركه وتبتعد عنه بهذه الصورة فقررت الصمت وألا تزيد جراحها بتذكرها له ...
___________________________________________
نيويورك....
أمسك (هشام) بهاتفه ودق على أخته (سمر) وهو ينظر فى ساعته....
هشام : الساعة سبعة ... أكيد صاحيه عشان تروح المدرسة ....
هشام : (سمر) حبيبتي ... صباح الخير...
سمر: صباح الخير يا (هشام)...
هشام: إيه .... سألتيلي على إللى قلت لك عليه .. ؟!!
سمر: أيوة ... (براء) قالي أنهم لقوه مرمي على الأرض بره المدرسة....
هشام: متعرفيش فين بالضبط بره المدرسة ..؟!!
سمر: أيوة عند السور الكبير إللى قبل المدرسة على طول ....
(هشام) مدركًا شيئًا ما ....
هشام: طيب يا أميرتي .... أسيبك بقى تروحي المدرسة ... سلام...
أنهى مكالمته مع (سمر) ليتمعن بفكره نحو المكان الذى وجد به هذا الدفتر ..
هشام: ده سور المستشفى .... معقول تكون فى المستشفى دى .... أو بتشتغل فيها مثلاً .... ممكن ... ليه لأ....
أمسك بهاتفه مره أخرى وإتصل على أحد زملائه بالجريدة التى يعمل بها ....
هشام: (راضى) ... أخبارك ايه .....كنت عايز منك طلب ..... أيوة .... لو تقدر تسألي عن واحدة فى المستشفى مش عارف هي مريضة ولا شغالة هناك ولا إيه .... حبعتلك إسمها وعنوان المستشفى ... ممكن .. تبقى خدمة مش حنساها لك والله ...
قوت القلوب رشا روميه
أعطى (هشام) لصديقه تفاصيل البيانات المدونة بالدفتر للسؤال عن (نهال)....
بينما عاد لإستكمال قراءة بقية المذكرات المكتوبة ...
أخذ يتصفح دفتر الذكريات مره أخرى والنعاس يغلب على جفونه ......
" لقد خسرت أشياء كثيرة وحزنت كثيرًا ... لكن ربما شاء القدر أن يضحك لى مرة أخرى ... فقد صارحنى إبن السيدة (سميرة) أنه يحبني اليوم ... (نهال)..."
دق قلب (هشام) لمجرد قراءته لهذه الكلمات إحساس غريب بالخوف والقلق ممزوج ببعض من الغضب لا يدرك سببه وكأنه يعرف (نهال) من قبل ...
أكمل القراءة وإبتعد النوم عن عيونه بعد قراءته لهذه الكلمات ...
" لقد طلب منى اليوم (أحمد) إبن السيدة (سميره) أن أترك البيت وأذهب معه
لأنه صارح والدته بحبه لى لكنها رفضت ويجب أن نترك البيت على الفور ... إنني خائفه جدًا .. ولا أعلم ماذا أفعل ....(نهال) "
كان (هشام) بقلبه يطلب منها ألآ تذهب معه ..... لكن كل ما يستطيع فعله فقط قراءة الكلمات المكتوبة ....
_________________________________________
علاء....
دق هاتفه ناظرًا نحو شاشته بضيق ليرد مرغمًا فهذا الإتصال العاشر لها ....
علاء: أيوة يا (هند)...!!!
هند: مالك يا (علاء).... مش بترد عليا ليه ... ؟!!
علاء بملل : مفيش يا (هند) .... مشغول شويه بس ....
هند: يعني دى جزاتي وتكون دى الطريقة إللى تعاملني بيها ....
علاء بحدة : إنتِ عايزة إيه يا (هند).... ؟!!
هند: (علاء)... أنت عارف ومتأكد إنى بحبك ومن ساعتها وأنت بتتهرب مني وكأني أنا السبب ....؟!!!
علاء: مفيش داعي تفكريني يا (هند).... بس أنا مقدرش .... مش قادر يا (هند) مش قادر ...
هند: مش قادر إيه ...؟!! (أميمه) وخلاص خرجت من حياتك زى ما أنت كنت عايز بالضبط .... إيه المانع .... فيها إيه لو تحب وتتجوز .... هى خلاص الدنيا وقفت عندها ...
(علاء) بحدة وقد تعالى صوته الممزوج بالغضب ...
علاء : أيوه يا (هند).... الدنيا وقفت عندها .... فاهمة .... وقفت عندها ....
لم ينتظر (علاء) سماع ردها ليغلق المكالمة والهاتف بأسره فى وجهها ليلقيه على المكتب بعصبيه واضعًا كفاه فوق وجهه محاولاً محو ذكرى يوم فراقهم المؤلم الذى لا يستطيع نسيانه ولا نسيان نظرة (أميمه) المتألمة الباكية من ذاكرته ....
علاء: غبي .... غبي ....
تفوه بها (علاء) وهو يضرب المكتب بكلا كفيه بقوة ينفس بها عن غضبه من نفسه وما حدث بإرادته ....
__________________________________________
الإمارات....
إنتهت (حوريه) من تحضير طعام الإفطار وضعته فوق المنضدة وجلست فى إنتظار
(عماد) ليتناول إفطاره ....
تقدم (عماد) ببرود بإتجاه طاولة الطعام وبدأ فى تناول طعامه دون أن ينطق بكلمة واحدة....
(عماد) بعد أن أنهى تناول طعامه ......
عماد: أنا حتأخر النهاردة إتغدي انتِ أنا حتغدى برة ...
حوريه : بس أنا كنت عايـ.......
قاطعها عماد: أنا مستعجل أجلي الكلام بعدين ....
حوريه : بس أنا كنت عايزاك ضرورى ... فيه موضوع ضرورى أوى عايزة أكلمك فيه...
عماد بسخريه: موضوع ضرورى!! .. إنتِ عندك موضوع ضرورى .... بعدين بعدين ... أنا مش فاضي للتفاهات دى ...
حوريه : بس يا (عماد)...!!!
عماد بحدة : قلت لك مش دلوقتِ .... خلاااص.....
إرتعبت (حوريه) من نبرة (عماد) التى إعتادت عليها وهى تعلم جيدًا لو لم تطيعه الآن فإن رد فعله سيكون مؤلم جدًا بالنسبه لها .....
تناول (عماد) حقيبته وخرج من البيت تاركًا خلفه بقايا أنثى جميلة يسكن قلبها حزن عميق ......
___________________________________________
المستشفى .....
وقفت (نهال) خلف نافذتها تنظر نحو الأطفال الذين يلعبون أمام بوابة المستشفى ...
كم يتمتعوا ببراءة طفولة جميلة تمنت لو يعود بها الزمن إلى الوراء ليكون اللعب هو كل همها فتستطيع وقتها أن تفرح وتشعر بالسعادة التى سلبت منها رغمًا عنها.....
طرقات خفيفة تصدح بالغرفة الهادئة لترد (نهال) بهدوء ...
نهال: إتفضلي ....
سلمى: إنتِ عرفتي منين أن أنا إللى بخبط ...؟!!
نهال: خبطتك مميزة .... وأصلاً محدش بيخبط غيرك على الباب ....
سلمى: عاملة إيه ...؟!
نهال: الحمد لله ..
سلمى : لما جه وقت راحتي قلت أجي وأقعد معاكِ شوية ..
نهال: عارفة من غيرك كان زماني إتجننت من القاعدة لوحدى طول الفترة دى ....
جلست (سلمى) بأريحية على أحد المقاعد وهى تحث (نهال) على الحديث مثل كل مرة ....
سلمى: أقعدي بقى وكملي لي بقية حكايتك .... متشوقة أوى أعرف الباقي من قبل الإجازة ....
نهال: هو إحنا وقفنا لحد فين ...؟؟! أنا أصلي نسيت بسبب أجازتك الطويلة دى ....
سلمى: أمممم .... وقفتى عند (أحمد) لما طلب منك تسيبي البيت وتروحي معاه عشان تتجوزوا لما أمه رفضت الجواز .....
نهال: أيوة أيوة إفتكرت ..... وقتها كنت فعلاً محتاجة أى حد يهتم بيا ويقولي كلمتين حلوين زى ما هو عمل بالضبط .... وقررت فعلا أني أروح معاه ...
سلمى بدهشة : و روحتِ ..؟!!
نهال: أيوة..... (أحمد) حجز لنا أوضتين فى فندق صغير كدة وبعد يومين قلنا أننا لازم نشتغل عشان نصرف على نفسنا ... دورت كتير أوى على شغل بس كان صعب أوى عشان مش معايا شهادة وكدة .... بس (أحمد) قدر يشتغل ويجيب فلوس ... وقتها أشترى لي هدوم جديدة وحاجات كتير ..كنت فرحانة أوى ... كفاية إنى حاسة بحبه ليا وإهتمامه بيا .... لحد ما في يوم جت لى واحدة زميلته فى الشغل وقالتلي أنه بيستغلني وبيمثل عليا ....
سلمى: وصدقتيها ...؟!!
نهال: للأسف لأ .... قلت دى أكيد حقودة .. ولا بتحبه مثلاً وغيرانه مني بس كلامها خلاني أنتبه لتصرفاته شوية ....
سلمى : وبعدين ....
نهال: سمعته مرة وهو بيتفق مع حد على فلوس يوم ما ياخدني ليه ...
سلمى بصدمه: يا نهاااار .... وبعدين ...
نهال: حعمل إيه يعني .... هربت ... لميت هدومي وحاجتي وهربت ... ومعرفش عنه حاجه من يومها .... رحت لخالي (ناجى) بعد ما دورت عليه كتير أوى وتعبت عقبال ما وصلت له ....
قوت القلوب رشا روميه
سلمى: خالك .... تاني يا (نهال) ...!!!
نهال: أمال حروح فين .... هو أنا أعرف غيره ..... !!!
سلمى وهى تنظر نحو ساعتها بضيق....
سلمى: يووه ... خلصت ساعة الراحة بتاعتي ... لما أخلص المناوبة بتاعتي حعدي عليكِ .... ماشي ...
نهال: ماشي ...
تركتها (سلمى) لتعاود عملها بينما وقفت (نهال) تتابع المارة من النافذة تقضى وقتها بمتابعتهم ....
___________________________________________
نيويورك .....
قطع على (هشام) قراءته لدفتر الذكريات رنين هاتفه يدق بإسم صديقه (راضى) ....
هشام: (راضى) ... أهلا ً أهلا ً....
راضى: رحت لك بنفسي المستشفى وسألت وعرفت لك كل حاجة ....
إعتدل (هشام) بجلسته بإهتمام ينتظر نتيجه بحث (راضى) عن (نهال) ...
هشام : ها... ولقيت إيه ...؟!!
راضى: بص يا سيدي .... دى مريضة هنا فى المستشفى مش بتشتغل .... قاعدة فى القسم الخيري بتاع المستشفى بقالها فترة طويلة .... أصل عندها مرض إسمه فقد الشهية المرضي ....
هشام بتفهم: أيوة .... عارفه عارفه ...
راضى: ومن يوم ما جت المستشفى ولا حد بيزورها ولا ليها حد خالص .....
هشام: أيوة فهمت .... طيب ممكن خدمة تانية بقى ....
راضى: قول .... هو أنا ورايا غيرك ....
هشام: عايزك تروح لمحل من محلات الورد وتوصيه يبعت لها كل يوم بوكيه ورد أبيض ويحطوا عليها كارت .... خليهم يكتبوا عليه.... ﴿ لم أجد سوى الزهور لتعبر لك عما أريد قوله﴾...
راضى بمكر: دة إللى هو إيه دة بقى .....؟؟؟
هشام : بعدين بس حبقى أفهمك .... المهم وصيهم .... كل يوم فاهم .... كل يوم ...
راضى: حاضر يا سيدي ... ورد أبيض كل يوم.... حاجة تانية ...؟!
هشام : لا يا سيدي متشكرين .....
راضى : ماشي ... سلام...
هشام : مع السلامة ....
انهى مكالمته مع (راضى) مبتسماً لما قرر فعله مع (نهال) ليعود مرة أخرى لإستكمال قصتها من دفترها القديم ....
__________________________________________
فى المساء..
رحمه وهاجر.....
رحمه: يلا يا (هاجر) قبل ما يرجعوا فى كلامهم ... عايزة أروح ...
هاجر: وأنا كمان ... خلاص .. خلصت أهو.... يلا بينا ....
إتخذتا طريقهم للعودة إلى المنزل بعدما خرجتا من المعرض لتسيرا طريقهما الطويل أولاً قبل أن يصل بهما إلى موقف الحافلات ....
هذه المنطقة الراقية التى يمران بها يوميًا تتميز بهدوءها الشديد كما تتراص البيوت على جانبي الطريق كل بيت له بوابة خاصة به وسور عالٍ يحيط بكل بيت على حدى ....
لمحته (رحمه) يصف سيارته إلى جانب الطريق ليترجل منها بهيبته وقوته ووسامته المعهودة التى تطيح بقلبها فور رؤيتها له ...
ذلك الأسمر الجذاب الذى تربع عشقه فى قلبها منذ رؤيتها له من وقت طويل .....
تثلجت أطرافها وسبلت عيناها تتبعانه فى كل حركة وكل خطوة يخطوها دالفًا إلى داخل البيت .....
رحمه فى نفسها " لحد إمتى مش حتحس بحبى ليك .... إمتى أساسًا حتحس بوجودي .. "
تتبعته بنظرات عاشقة وهى تعلم من داخلها أن حبها هذا لن يكتب له الحياة فما الذى سيجعل شخص مثله يحبها وهو من الأساس لا يراها أمامه ولا حتى يعرف عنها شئ ... فكيف سيشعر ويعرف بحبها له ........
هاجر: (رحمه).... (رحمه)... مالك فيه إيه ..؟!!
رحمه بإنتباه: هاه .. لأ ... ولا حاجة ....
هاجر: مين دة إللى إنتِ بتبصي عليه ...؟!!
رحمه: ده (طارق) ... قصدى ... الضابط (طارق) ... ساكن هنا فى البيت دة ...
هاجر: حاسة إنى أول مرة أشوفه ...
رحمه: إزاى .... دة إحنا بتشتغل هنا بقالنا سنتين ... معقول مشفتيهوش ..؟؟!.
هاجر: لأ ... ولا شفته ولا مرة ...
رحمه: يمكن ...!!
هاجر: بس شكلك عارفاه كويس .... إنتِ إتكلمتي معاه قبل كدة ...؟!!
رحمه: لأ ... بس بشوفه كل يوم وهو رايح أو وهو راجع ... ومرة شفته فى السوبر ماركت إللى جنب المعرض .... وكمان البت (نرمين) إللى شغاله فى المكتبة دى ما إنتِ عارفاها .... بتحكى لى عنه وعن أخته ...
هاجر: ااه... طيب يلا بينا يا أختي أحسن إتأخرنا وأمى حتعمل لى مشكلة ...
رحمه: حاضر حاضر أهو ....
توجهت الفتاتان نحو بيوتهن و(طارق) كعادته لم ينتبه لـ(رحمه) مطلقًا فقد تركزت عيونه فقط على بيت (هايدي) ربما يستطيع أن يلمح طيفها ....
،،،ويبقى للأحداث بقيه،،،
انتهى الفصل الثامن ،،
قراءة ممتعة،،
توقعاتكم للأحداث القادمه يسعدنى،،
قوت القلوب (رشا روميه)
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق