القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية كبرياء عاشقة الفصل الثالث والرابع بقلم هدير نور حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية كبرياء عاشقة الفصل الثالث والرابع بقلم هدير نور حصريه في مدونة قصر الروايات 




رواية كبرياء عاشقة الفصل الثالث والرابع بقلم هدير نور حصريه في مدونة قصر الروايات 


كبرياء عاشقة 

الفصل من ٣ الي ٤

للكاتبة هدير نور 

#الفصل_٣


الفصل الثالث

بعد مرور اسبوع ....

في غرفه المكتب كان يجلس ادهم مع عمه الحاج اسماعيل الزناتي و محسن محامي العائله لفتح وصيه جده الحاج عبد الله..

كان محسن يجلس ينظر باضطراب الي ادهم و الحاج اسماعيل قائلا :

=اومال فين الانسه كارما حفيده الحاج عبدالله ؟!!

لينتفض اسماعيل بغضب فور سماعه لأسم كارما قائلا بتهكم

=خير يا متر عايز ست الحسن والجمال في ايه ؟!

نظر محسن باندهاش علي رد فعل اسماعيل الغريب  قائلا بهدوء 

=لازم الانسه كارما تحضر فتح الوصيه يا حاج يا اسماعيل لان اسمها مذكور فيها

اشتعلت عينان اسماعيل بالغضب وهو يصرخ قائلا

=وايه جاب اسمها ف الوصيه فهمني وبعدين كارما دي ايه اللي تعقد وسطنا وتحضر فتح الوصيه كمان ع جثتي ده يحصل انت فاهم

كان ادهم يتابع ما يحدث بعدم اهتمام فهو يريد ان ينتهي من كل ذلك حتي يستطيع التفرغ لأداره اعماله التي قد اهملها منذ رجوعه الي مصر ....و رعايه والدته التي اصبحت حالتها الصحيه سيئه خصوصا بعد وفاه جده فهو الح عليها كثيرا ان تأتي معه الي الخارج حتي يستطيع الاعتناء بها جيدا لكنها رفضت بشده قائله انها لن تترك المكان الذي ولدت وعاشت حياتها كامله فيه مما جعله يضطر ان يأجل سفره والمكوث مع والدته فتره حتي يطمئن عليها .....

استفاق ادهم من شروده عندما 

وقف محسن المحامي وهو يلملم اوراقه قائلا 

=يبقى اسف يا حاج اسماعيل مش هقدر افتح الوصيه النهارده.....

وقف ادهم و هو يزفر بضيق قائلا 

= لا الوصيه هتفتح النهارده ....اتفضل مكانك يا استاذ محسن و انا هطلع اجيب كارما

صرخ اسماعيل وهو يقف هو الاخر قائلا 

=جري ايه يا ابن محمود هتكسر كلامي ولا ايه ......

لم يجيبه ادهم واخذ ينظر اليه ببرود فتدخل المحامي متحدثا بهدوء لعله يقنع اسماعيل 

=يا حاج اسماعيل الانسه كارما اسمها مذكور ف الوصيه انا لو فتحتها وهي مش موجوده هتسأل قانونيا ...

ليهدء اسماعيل ويعاود الجلوس وهو متجهم الوجه ... لينظر اليه ادهم نظره تهكم وهو يغادر من الغرفه

طرق ادهم باب غرفه كارما ليصل اليه صوتها وهي تسمح له بالدخول 

ليفتح الباب ويدخل الغرفه ليجد كارما جالسه علي الفراش وهي ترتدي ملابس منزليه واسعه كعادتها وترجع شعرها الي الخلف في كعكه حاده 

كان وجهها شاحب وعينيها البندقيه ذابله فهو يعلم انها كل ليله تبكي منذ وفاه الجد وان كانت تبين امامهم انها قويه ولا تبالي بشئ ليفيق من تأمله هذا لها عندما سمعها تقول 

=خير يا ادهم في حاجه ؟!

ليجيبها ادهم باقتضاب 

= مفيش حاجه بس عايزك تقومي تغيري هدومك وتنزلي لتحت المحامي مستنيكي

لتنظر اليه كارما بسخريه اليه وهي تقول 

=خير قررت انت وابويا تبعوني في مزاد علني ولا ايه...؟؟

ليجيبها ادهم بتهكم وهو يبتسم قاصدا استفزازها 

=وانت فكرك لو بعناكي في مزاد علني في حد هيرضي بيكي ولا هيشتريكي اصلا ....

اشتعلت عيون كارما بالغضب لتقوم بقذفه بالوساده التي كانت تمسك بها وهي تصرخ 

=اطلع برا اوضتي...اطلع بدل ما اصور قتيل هنا...

ليتلقي ادهم الوساده بيديه قبل ان تصيبه وهو يضحك بصخب قائلا 

=عارفه ايدك الطويله دي هيجي يوم واقطعهالك هي ولسانك صدقيني....

ليتابع بصرامه وهو يغادر الغرفه 

= 5 دقايق والقيكي تحت مفهووم

لتصرخ كارما بغضب هي تقذفه بوساده اخري لكنها ارتطمت بالباب الذي اغلقه ادهم وراءه

🌸🌸🌸🌸****🌸🌸🌸🌸

بعد نصف ساعه دخلت كارما الي غرفه المكتب فهي قد تعمدت ان تأخر من نفسها عنادآ به حتي لا تكون قد نفذت كلامه القت تحيه مقتضبه وهي تنظر الي ادهم نظره انتصار ليبتسم ادهم فهو يعلم ما الذي تحاول فعله جيدا

بينما اخذ اسماعيل ينظر الي كارما بحقد وغل كعادته....

بدأ المحامي بفتح الوصيه واخذ يقرأها بصوت عالي علي الحاضرين حتي انتهي منها تماما كانت كارما تستمع الي ما يقوله المحامي و جسدها متجمد من الصدمه 

ليقول اسماعيل بصوت مرتبك خائفآ ان يكون ما فهمه من الوصيه صحيحآ

=يعني ايه..؟؟ انا مش فاهم حاجه وضحلى اللي قولته ده تانى...

زفر محسن المحامي بهدوء قائلا 

=بالمختصر يا حاج اسماعيل الحاج عبدالله... الله يرحمه قسم الاملاك بينك وبين ابن اخوك الاستاذ ادهم 

ما عدا البيت اللي في شرق البلد وال30فدان اللي حوليه دول من نصيب الانسه كارما....

ثم اخذ يتنحنح وهو يتابع بحذر 

= بس في شرط يا اسماعيل بيه علشان كل واحد فيكوا يستلم ميراثه وهو ان لازم الانسه كارما تتجوز ادهم بيه ..وفي حاله رفضهم الجواز هيتم التبرع بكل الاملاك للجمعيات الخيريه....

ليكمل سريعا وهو ينظر بتوتر الي اسماعيل الذي احمر وجهه من شده الغضب 

= لكن في شرط تاني الحاج عبد الله حطه في حاله رفضهم الجواز

و ممكن به نقدر به ننقذ نص الاملاك وهو ان ادهم بيه يفضل قاعد معاكوا هنا في البيت لمده سنه متواصله ...في الحاله دي وبعد السنه هيتم توزيع نص الاملاك بينك وبين ادهم بيه والنص التاني للأسف هيتم التبرع به للجمعيات الخيريه....وطبعا الانسه كارما هتقدر تاخد البيت والارض اللي من نصيبها بعد السنه دي

وقف اسماعيل يصرخ بغضب وهو ينظر الي ادهم بحقد وغل والشرار يتطاير من عينيه 

= يعني ايه ؟!! يعني لأجوزهاله لأما كل املاكنا هتضيع علي جثتي... علي جثتي اجوزهاله اناااا عندي امووت ولا اجوزهاله انتوا فاهمين كارما هتفضل تحت طوعي تحت طوعي انا و بس

اخذت كارما تتابع ما يحدث بوجه شاحب وجسدها يرتجف فهي في حاله صدمه مما فعله جدها لاتدري لما فعل ذلك لما يضعها في مثل هذا الموقف المحرج والمؤلم ....

بينما ادهم كان يتابع ما يحدث بعدم اهتمام مطلقا ليقف ببرود قائلا بصرامه 

=اقعد يا عمي واهدي ....

ليتابع اسماعيل صراخه 

=اقعد ...اقعد ايه يا ابن محمود 

ليصرخ ادهم وهو ينظر اليه بحزم 

=بقولك اقعد يا عمي اقعد....

ليجلس اسماعيل وهو يغلي من شده غضبه 

ليتابع ادهم بصرامه وهو يلقي نظره خاطفه علي كارما التي لم تنطق بحرف واحد منذ جلوسها كأنها في عالم اخر غير عالمهم هذا

=انا مش هتجوز كارما....... بس ممكن اقعد معاكوا السنه دي كده كده والدتي تعبانه ومش هقدر اسيبها واسافر خصوصا وانها رافضه تسيب المكان هنا وتيجي معايا و زي ما قولت قبل كده الاملاك دي انا مش محتاجها علشان كده بعد السنه دي انا هتنازل عن نصيبي لعمي يعني من الاخر كده بنتك عندك والورث كمان انا هتنازلك عنه يا عمي مش ادهم الزناتي اللي يتجوز بالطريقه دي ....

عند نطقه بتلك الكلمات شعرت كارما وكأنه تم سحب جميع الدم من جسدها شعرت بالبروده تسري في جمبع انحاء جسدها فها هو قد نزع قلبها مره اخري ودهس عليه

شعرت كارما وكأنما الالم الذي شعرت به منذ سبع سنوات قد عاد اليها اليوم حتي وان كانت لا تريده هذه المره لكنه المها رفضه لها وها هو يرفضها للمره الثانيه ولكن هذه المره رفضها بالعلن امام والدها والمحامي شعرت كارما انها لاتستطيع ان تلتقط انفاسها ..لتقف وهي تمتم بصوت ضعيف 

=استأذن انا..... طبعا لو مش هتحتاجني في حاجه تانيه يا استاذ محسن 

ليجيبها محسن وهو يشعر بالشفقه علي حالها فهو يعلم ما تمر به علي يدي ابيها وجبروته...ليجيبها برقه

=لا يا بنتي خلاص الوصيه خلصت كده وايا كان اللي هيعملوه بعد كده انتي مالكيش دعوه به ..

لتهز رأسها وتقوم بمغادره الغرفه 

اخذ ادهم يتابعها وهي تغادر الغرفه وهو يشعر بشعور غريب عند رؤيتها تغادر الغرفه وهي بهذه الحاله 

فهو قام باحراجها امام الجميع ولكن ما الذي كان يستطيع ان يفعله غير ذلك

ليفيق من تفكيره علي صوت عمه وهو يقول بفرح 

=الكلام اللي قولته ده بجد... يا ابن اخويا ؟!

ليجيبه ادهم باقتضاب وضيق 

= اها طبعا بجد يا عمي... المتر محسن يشوف ايه االمطلوب مننا حاليا واحنا نعمله وبعد السنه ما تنتهي هنقل كل حاجه. باسمك...

لينهي حديثه وهو يقف مستأذنآ اياهم مغادرا الغرفه

🌸🌸🌸....🌸🌸🌸...🌸🌸🌸

خرج ادهم الي حديقه المنزل ليستنشق بعض الهواء لعله يريح عقله قليلا حتي يستطيع التفكير فيما اتخذه من قرارت 

اخذ ادهم يفكر وهو يمرر يده بشعره بضيق هل ما فعله منذ قليل صحيحا ام لا ...ِِليتذكر ادهم حديث جده معه حول قلقه علي كارما من ابيها بعد وفاته ليشعر ادهم بالاختناق فيمرر يديه علي وجهه بضيق وهو يزفر بعنف قائلا بصوت منخفض :

=ده ابوها مهما كان يعني استحاله يأذيها اخره يعلي صوته عليها يلبخ بكلمتين بعدين هي كمان مش ضعيفه ولا هتسمحله يأذيها هتقدر تحمي نفسها كويس.

🌸🌸🌸**🌸🌸🌸**🌸🌸🌸

في ذلك الوقت كانت كارما تجلس بغرفتها تحني راسها بين قدميها تحاول تهدئه نفسها فهي تشعر بالشفقه علي حالها هذا فادهم لم يترك فرصه الا وقد اكد علي انها لاتليق به وقد المها هذا كثيرا اخذت كارما تبكي بشده وهي تخبط بيديها بقوه علي صدرها لعل هذا الالم الذي تشعر به في قلبها يخف قليلا

وفوق كل هذا فهي تشعر بالذعر من ابيها خاصه بعد وفاه جدها فهو كان سدها المنيع التي تحتمي خلفه من غضب وجبروت ابيها والان وبعد وفاه جدها وامتلاك ابيها كل شئ سوف يفعل بها ما يحلو له دون ان يكون له راجع او ان يسأله احد ما الذي يفعله بها ....واخذ صدي كلمات ادهم وهو يرفض الزواج منها متنازلا عن كل شئ حتي لا يكون معها يرن بأذنيها لتضغط بيديها علي اذنيها بشده لعل تلك الكلمات تتوقف عن التردد بأذنيها وهي تفكر هل هي قبيحه في نظره الي هذه الدرجه لتشعر كارما بالم شديد في قلبها لا تستطيع تحمله فهي وحتي وان انكرت ذلك فكبريائها قد جرح علي يديه مره اخري

🌸🌸🌸**🌸🌸🌸**🌸🌸🌸

في صباح اليوم التالي كانت كارما جالسه في غرفه الاستقبال امامها علي الطاوله كوبا فارغا من القهوه و بين يديها كوبا اخر تحتسيه قبل ذهابها الي العمل حتي تستطيع مواصله باقي اليوم فهي لم يرف لها جفن ليله امس فقد ظلت تفكر فيما حدث بالأمس و فيما سوف يحدث بالمستقبل .... لتدفن كارما راسها بين يديها وهي تزفر بضيق غافله عن ذلك الذي يستند الي باب الغرفه يراقبها في صمت وهو يفكر عما بها حتي يكون حالها هكذا مند الصباح الباكر ليقرر ادهم استفزازها حتي يخرجها من حالتها هذه ليقول بسخريته المعتاده 

= صباح الخير يا كرم افندي...

لتزيح كارما يديها عن وجهها حلما سمعت صوت ادهم الساخر لترفع رأسها وهي تنظر الي وجهه الذي يعتليه ابتسامه ساخره لتنظر اليه بتحدي فهي تعلم انه يحاول استفزازها كعادته

استقامت كارما في جلستها وهي ترتدي علي وجهها قناعا باردآ فهي لا تريد ان تبين ضعفها او خوفها لأحد خاصه ادهم الذي اذا علم ما بها سوف يسخر منها كعادته لذا ابتسمت ببرود وهي تجيبه

=صباح الخير يا ابن عمي .....ِ

جلس ادهم بجوارها علي الاريكه قائلا بجديه وهو يعقد حاجبيه حلما رأي كوب القهوه الكبير الفارغ الموضوع علي الطاوله امامها والكوب الاخر الممتلئ الذي بين يديها والتي مازالت ترتشف منه قائلا باقتضاب 

=ايه كميه القهوه اللي انتي بتشربيها علي الصبح دي في حد يعمل كده في نفسه ؟؟

نظرت اليه كارما بسخريه وهي تجيبه 

=مش انا عملت ؟؟ يبقي اها في حد بيعمل كده في نفسه .... و بعدين يخصك في ايه اشرب قهوه اشرب سم اوعي تكون خايف علي صحتي لا قدر الله يعني ولا جاجه.. 

لتنهي حديثها وهي تبتسم بتهكم وسخريه

ارجع ادهم ظهره الي الخلف وهو يضع قدم فوق الاخري متجاهلا سخريتها قائلا بصرامه

=سيبي اللي في ايدك ده يا كارما كفايه اللي شربتيه لحد كده ..

اخذت كارما تنظر اليه بتحدي قائله 

=انا مبخدش اوامر من حد و خصوصا منك انت... وهشرب اللي عايزاه وبراحتي..

لتستمر كارما في الاحتساء من الكوب وهي غافله عن عينيه التي اشتعلت بهم نيران الغضب اخذ ادهم يجز علي اسنانه بغضب قائلا:

=بقولك سيبي الزفته اللي في ايديك ده حالا ...

نظرت اليه كارما ببرود و هي مستمره في احتساء القهوه بتلذذ متجاهله كلماته عن قصد

اقترب ادهم سريعا من كارما وهو ينزع كوب القهوه من بين يديها ملقيا به علي الارض بعنف لينكسر الكوب محدثا صوتا عاليا قائلا بصوت عالي غاضب

= قولتلك سيبي القرف ده من ايدك..... انتي بتعاندي مين بالظبط... بتعانديني ولا بتعاندي نفسك فوقي لنفسك محدش هيدمرك غيرك...

وقفت كارما وهي تصرخ بغضب 

=وانت مالك ..يخصك في ايه اشرب قهوه كتير ولا اموت. ولا اولع حتي... ما تخليك في حالك انا واحده حره واعمل اللي يعجبني فاهم انا حره...

وقف ادهم هو الاخر سريعا والغضب يعمي عينيه قائلا بغل

=واحده حره ...؟! قصدك واحد مش واحده... هو انتي باسلوبك ولا بطريقتك دي ليكمل حديثه وهو يمسك باطراف اصابعه قميصها قائلا ولا بلبسك الزفت ده تعتبري واحده ؟!! الناس بتتعامل معاكي ع انك راجل... انا شخصيا ساعات بنسي انك بنت قدامي بسبب تصرفاتك وبتخليني اتعامل معاكي ع انك راجل زي زيك ......

وقفت كارما تستمع الي كلماته وقد تجمد جسدها من الصدمه لتحاول محاربه تلك الدموع التي كادت ان تصعد الي عينيها فهي تشعر بكلماته تلك كإنها نصل سكين حاد يغرز في قلبها ويقطعه اربآ صغيره لكنها تماسكت و ارتدت قناع من البروده علي وجهها سريعا لتبتسم قائله وهي تزيح بحزم اصابعه التي لازالت ممسكه باطراف قميصها 

=ما انا راجل و زي زيك فعلا... علشان كده بقي ياريت متحاولش تديني اوامر تاني .....

شعر ادهم بالندم ع كلماته تلك فهو لا يعلم ما يحدث له عندما تكون هي الشخص المعني فهو يتحول الي شخص اخر معها عكس الشخص الذي هو عليه فهو دائما بارد كالجليد من الصعب شيئا ان يغضبه لكن معها يتحول الي كتله من الجمر في اتفه الامور .

حاول ادهم الحديث  ليصلح مافعله ليقاطع حديثه دخول والدته صفيه الي الغرفه قائله بصوت عالي

=ادهم مش يلا بينا يا بني ولا ايه اتاخرنا ....

لتتوقف عن حديثها حالما رأت كارما 

=كارما انتي هنا يا حبيبتي كنت لسه هطلعلك اوضتك... انا وادهم نازلين مصر هعمل شويه تحاليل وبعدها هخرج انا وادهم نعقد في اي مكان شويه اصل هموت من خنقه البيت يا بنتي تحبي تيجي معانا

اجبتها كارما وهي تتحدث بصوت منخفض 

=لا يا مرات عمي مش هقدر والله اصل حاسه اني تعبانه شويه 

اقتربت صفيه سريعا من كارما و اخذت  تتحسس جبهه كارما بذعر وهي تقول بقلق 

=تعبانه مالك يا حبيبتي ؟! خلاص انا هعقد معاكي مش مسافره في اي مكان ....

لتجيبها كارما سريعا وهي تضغط علي يديها مطمأنه اياها

=لا لا لا سافري يا مرات عمي ..انا كويسه والله انا بس حاسه بشويه صداع صغيرين يمكن.من قله النوم هطلع انام شويه ولما اصحي هبقي كويسه متقلقيش 

اخذت زوجه عمها تنظر اليها بتفحص قائله 

=متأكده يا كارما انك كويسه ولا بتضحكي عليا زي عادتك ؟!

لتجيبها كارما وهي تبتسم محاوله اطمئنانها

=وغلوتك عندي انا كويسه يا مرات عمي


لتحتضنها زوجه عمها الي صدرها بحنان قائله 

=ربنا يشفيكي ويعفيكي يابنتي يارب ويريحلك بالك ...

كان ادهم يتابع الذي يحدث امامه بذهول فهو يتعجب من مدي حب والدته لكارما ويتعجب اكثر من رقه كارما مع والدته فهي تتحول الي شخص اخر عندما تتحدث مع والدته فمن الواضح ان كارما متعلقه بوالدته كثيرا وكذلك والدته

ليستفيق ادهم من شروده علي صوت كارما وهي تستأذن منهما لتغادر الغرفه صاعده الي غرفتها ليقرر ادهم انه يجب ان يتحدث معها حول ما حدث بينهم منذ قليل اخذ ادهم يتابع كارما الصاعده الدرج بعينيه قائلا الي والدته

=ماما اخرجي انتي اركبي في العربيه وانا خمس دقايق وهحصلك

نظرت اليه صفيه بتمعن وهي تساله 

=رايح فين يا ادهم ؟احنا اتاخرنا يا بني

ليجيبها ادهم سريعا 

=في حاجه مهمه عايز اتكلم مع كارما فيها....

لتجيبه صفيه وهي تهز رأسها برفض 

=كارما ايه يابني البنيه تعبانه سيبها ترتاح.دلوقتي ولما نرجع ابقي اتكلم معها براحتك

ليزفر ادهم بضيق فهو يعلم جيدا انه اذا تحدث معها الان فهي لن تتقبل منه اي حديث لذلك قرر ان يدعها حتي تهدئ وعندما يعود سوف يتحدث معها

🌸🌸🌸**🌸🌸🌸**🌸🌸🌸

جلست كارما طوال اليوم بغرفتها حتي انها لم تذهب الي العمل فهي تشعر انها منهكه وليس لها طاقه لفعل اي شئ وقفت كارما في شرفه غرفتها تراقب الليل المنسدل وهي تفكر بحزن في حديث ادهم معها حول ملابسها وهيئتها 

لتدخل كارما الغرفه وهي تتجه ببطئ الي خازنه ملابسها تفتحها لتقف امامها برهه وهي شارده الفكر لتتنهد بضيق وهي تخرج منها فستان احمر ضيق كانت زوجه ابيها قد اشترته لها العام الماضي في عيد ميلادها ساخره منها بانها لن تستطيع ارتدءه ابدآ وهذا ما حدث بالفعل لم ترتديه كارما ولو مره واحده

قامت كارما بارتداء الفستان و وقفت تتأمل نفسها امام المرأه كان الفستان ضيق يظهر جمال قوامها وبياض بشرتها الناصع شعرت كارما بالذهول وهي تنظر الي نفسها اهذه هي حقا اهي حقا بهذا الجمال لتضحك كارما بفرح وهي تقوم بفك شعرها ليسترسل علي ظهرها كانه شلال من الحرير الاسود اخذت كارما تلتف حول نفسها امام المرأه وهي تضحك قائله بفرح 

=قال انا راجل قال اتعميت يا ابن الزناتي باين.....

لتتسمر في مكانها كارما عندما انفتح باب الغرفه فجأه بعنف ليقف امامها والدها وهو يقول بغضب 

=مروحتيش الشغل النهارده ليه يابنت الكل....انتي ...

ليقف اسماعيل مصدوما حلما رأي كارما بهيئتها هذه فاخذ وجهه يشتعل بنيران الغضب ليصرخ قائلا وهو يندفع نحوها ممسكا بشعرها بين يديه وهو يقوم بجذبه بعنف وحقد

=بتعملي ايه ...يا بنت الكل.... بتعملي ايه... لابسلي فستان وسيبالي شعرك ده انتي يوم موتك النهارده ....

واخذ يصفعها علي وجهها بقوه حتي ادمت شفتيها ...

اخذت كارما تصرخ من شده الالم الذي تشعر به وهي تسترجيه قائله 

=والله ما هعمل كده تاني يابويا ...والله ما هعمل كده تاني...ارحمني

ليقوم اسماعيل بالقائها بعنف ع الارض ليرتطم جسد كارما بقوه علي الارض لتتأوه كارما بضعف من شده الالم

ليتجه اسماعيل ناحيه الطاوله متناولا المقص الموضوعآ عليها علي قائلا ببطئ كفحيح الافعى 

=شعرك اللي فرحانه به ده وبتتباهي به ده انا هقصهولك هخليهولك ع البلاط يابنت الرفضي علشان كل ما تشوفي نفسك في المرايا تفتكري كويس انتي ايه....

اخذت كارما تصرخ بعلو صوتها مترجيه اياه الا يفعل ذلك لكنه لم يشفق علي حالها هذا ولم يهتز له جف... ممسكا شعرها بعنف بيده و باليد الاخر المقص ينوي ان يفعل ما قاله .


#الفصل_٤


الفصل الرابع 

**** في المساء ****

عاد ادهم وصفيه الي المنزل وحينما دخلوا الي المنزل سمعوا صوت كارما تصرخ بصوت عالي ليشعر ادهم بغصه بصدره عندما سمع صوتها مستنجدا ليركض ادهم صاعدا الي غرفتها سريعا يفتح باب غرفه كارما بقوه ليجدها ملقيه ع الارض و وجهها ينزف بشده وعمه اسماعيل يمسك بخصلات شعرها بيد وباليد الاخري مقص فهم ادهم فورا ما ينوي عمه ان يفعله صرخ ادهم بغضب 

=انت بتعمل ايه سيبها .....

ليكمل كلامه وهو. يندفع نحو عمه بغضب يجذبه بقوه بعيدا عن كارما 

=بقولك سيبها....

ليقوم اسماعيل بنفض يد ادهم عنه بعنف وهو يصرخ بجنون 

=ابعد ايدك دي ... انا لازم اربيها

ليهجم مره اخري ع كارما وهو يرفع يده محاولا صفعها مره اخري لكن تأتى قبضة يد ادهم القوية لتوفقه سريعا عما ينتويه حين امسك يده بقسوة قبل ان تصل الي وجه كارما وقفت كارما سريعا رغم شعورها بالاعياء والالم لتقف وراء ادهم تستنجد به تتشبث بقوه به وتخبئ وجهها في ظهره الصلب جن جنون اسماعيل عند رؤيته لهذا المنظر ليصرخ بغل 

=بتتحمي فيه يابنت الكل.... فكرك هيق.....

صرخ ادهم فيه بغضب قبل ان يكمل كلامه 

=حاااااج اسماعيل حاسب علي كلامك.... و اه انا اللي هحميها منك ومش هتلمس شعرة منها من النهارده .

اخذ اسماعيل ينظر اليه بسخريه وهو يضحك بحقد قائلا

=وان شاء الله بقي هتحميها مني بصفتك ايه. يا ابن محمود ...

ليكمل بغل وعينيه تشع بنظرات حاقده 

= انا ابوووها يعني اولع فيها اقطع لحمها حتت حتت كده محدش له حاجه عندي فاااهم يا ابن الزناتي

شعر ادهم بارتجاف كارما المتشبثه بظهره خوفآ عند سمعها كلام اسماعيل لتشتعل نيران الغضب في عينيه ليجز علي اسنانه بغضب قائلا بصرامة

= قولتلك مش هتلمس شعره واحده منها بعد كده ...ولا حتي هتأذيها بكلمه واحده حتي 

ليكمل كلامه وهو يلتفت ينظر الي تلك المتشبثه بظهره بقوة وكانه طوقه نجاتها الوحيد 

=لو فاكر بموت جدي انك خلاص هتعمل فيها اللي يعجبك ومحدش هيقفلك تبقي غلطان كارما من النهارده في حمايتي فاهم يا عمي

ليكمل ادهم كلامه بحزم وغضب 

=اقسم بالله يا عمي لو صابع منك بس لمسها تاني اعتبر ان كلامي امبارح مع المحامي ملغي ومش هتنازلك ولا عن شبر واحد من الميراث...

وقف اسماعيل متصلبآ عده دقائق وهو ينظر اليه بغل. وحقد ..ليغادر الغرفه بخطوات غاضبه وهو يتمتم بصوت منخفض بكلمات حانقة غير مفهومه

امسك ادهم بيد كارما المتشبثة به جاذبآ اياها بلطف لتقف امامه ليمسكها من ذراعيها برقه سألا اياها محاولا الاطمئنان عليها 

=كارما انت كويسه ؟! حاسه بأي حاجه بتوجعك؟ 

احنت كارما رأسها وهي تهزه برفض مغمضه عينيها بشده لتنهمر دموعها بغزاره علي خديها بصمت 

جذبها ادهم برقه واحتضانها اليه بشده لتدفن كارما رأسها بصدره وجسدها يرتجف بشده و هي تشهق ببكاء مرير اخذ يربت ادهم ع رأسها برقه محاولا ان يخفف عنها وهو يتمتم لها بكلمات مهدئه 

وحينما اطمئن انها قد هدئت تماما ابعدها عنه ببطئ واضعآ يديه علي جانبي رأسها مبعدآ شعرها عن وجهها برقه قائلا وهو ينظر اليها بحنان 

=هاا...بقيتي احسن ؟؟

هزت كارما رأسها بالايجاب وهي صامتة رافعة عينيها الي ادهم تنظر اليه نظره امتنان اخذ ادهم يتأملها منبهرآ بجمالها الخلاب فالفستان الذي ترتديه كان يظهر جمال قوامها التى كانت تخفيه بتلك الملابس البشعة الواسعه التي كانت ترتديها .. اما شعرها فكان كشلال من الحرير الاسود برغم تشعث بعض خصلاته مما جعل ادهم يريد ان يدفن وجهه فيه ليستنشق رائحته الخلابه لكنه افاق من افكاره الحمقاء هذه على صوت والدته التي دخلت الغرفه وهي تقول بلهفه

=كارما يا حبيبتي... عمل فيكي ايه المفتري ده ؟؟

ليجيبها ادهم وهو ينظر الي والدته نظره ذات مغزي حتي تصمت 

=هي بخير الحمدلله خديها يا ماما وغيريلها هدومها وياريت تخليكي معها الليله دي....

لتجيبه صفيه بلهفه وهي تحتضن كارما اليها بحنان

=طبعا هبات معها الليله دي مش هسيبها لوحدها

لم تعترض كارما فهي كانت بحاجه الي احد معها هذه الليله فهي تخاف ان يرجع اليها ابيها مره اخري ليستكمل ما اوقفه ادهم عنه

🌸🌸🌸🌸****🌸🌸🌸🌸

في هذه الليله ظل ادهم مستيقظآ فهو كان قلقا علي كارما فكلما تذكر حالتها عندما دخل الي الغرفه و وجدها ملقيه علي الارض والدماء تغطي وجهها... زفر ادهم بضيق وهو يمرر يديه في شعره بغضب

راغبا في قتل عمه وخنقه حتي يلفظ انفاسه الاخيرة علي يديه ....

اخذ ادهم يسب ويلعن وهو يجز علي اسنانه حنقآ ...مستغربآ حالته التي هو عليها الأن فلما هو قلق علي كارما الي هذا الحد لما عندما رأها ملقيه ع الارض والدماء تغطي وجهها شعر وكأنما نصل سكين حاد قد غرز في قلبه زفر ادهم بحنق وهو يتمتم بصوت منخفض محاولا اقناع نفسه 

=انا عملت كده علشان وصيه جدي واكيد لو اي بنت مكانها كنت حسيت كده واكتر من كده كمان 

اخذ ادهم يتذكر حديثه مع جده قبل وفاته بليله واحده وهو يوصيه علي كارما كثيرا جاعلآ ادهم يعاهده علي انه سوف يحميها من اي شئ حتي من ابيها لذلك اخذ يقنع نفسه ان ما يشعر به الان ما هو الا المسئوليه فقط ولا يوجد شئ اخر .

🌸**🌸**🌸**🌸**🌸

في الصباح الباكر استيقظت كارما وارتدت ملابسها المعتاده بنطالا واسعا وقميص رجالي ازرق فض

فضفاض وقبعتها التي تخفي بها شعرها اخذت تتأمل وجهها المنتفخ بسبب الضرب الذي تعرضت له علي يد والدها بالأمس ... تفكر وهي ترتجف خوفآ فيما كان سيحدث لها لو لم يأتي ادهم في الوقت المناسب لانقاذها من بين يدي والدها ...اغرورقت عينيها بالدموع مره اخري لتتنفس كارما ببطئ في محاوله منها ان تتمالك نفسها حتي لا تغرق في موجه اخري من البكاء فهي لم تكف عن البكاء منذ ليله امس ...

تجحت كارما في ان تسيطر علي حزنها هذا واستجمعت شجاعتها وقررت ان تبدأ يومها كأي يوم عادي وكأن شئ لم يحدث وهذا سوف يكون اكبر ردآ علي والدها ............

نزلت كارما الي الاسفل لتجد عزيزه التي تساعد في اعمال المنزل واقفه تحدث ذاتها في بهو المنزل 

اقتربت منها كارما.قائله وهي تضحك علي حالها هذا

=خير يا عزيزه قعده تكلمي نفسك ليه علي الصبح كده ؟!

نظرت اليها عزيزه وهي تلوك بشفتيها يمينآ وشمالآ دلالةً علي وجود مصيبه قد حدثت بالفعل ...

=اسكتي يا ست كارما ...الست ثريا مرات ابوكي وبنتها العقربه هيرجعوا من السفر النهارده ...ده الواحد كان مرتاح من لسانهم اللى زاى السم اقسم بالله

اجابتها كارما وهي تبتسم بسخريه 

=مش لوحدك يا عزيزه والله كلنا كنا مرتاحين من قرفهم ..

لتكمل كارما وهي تنظر الي ساعتها 

=انا هروح اشوف ورايا ايه لو مرات عمي سألت عليا قوليلها اني روحت الشغل 

لتجيبها عزيزه ناظره بشرود وهي مازالت تفكر في المصيبه القادمه الي المنزل اليوم

=حاااضر....يا ست كارما حاضر

🌸**🌸**🌸**🌸**🌸

في غرفه المكتب....

دخلت عزيزه الي الغرفة وهي تحمل القهوه الخاصه بأدهم بعد ان طرقت الباب عده مرات ولكنها لم تتلقي اي اجابة.......

لتجد ادهم يجلس خلف المكتب وهو منعقد الحجبين شاردآ مما جعلها تستغرب من حالته هذه.....

كان ادهم جالسآ منذ الصباح الباكر يريد الصعود الي غرفه كارما حتي يطمئن عليها فقد كانت حالتها ليله امس سيئة للغاية اخذ يفكر وهو يزفر بضيق هل لازالت تشعر بالالم ؟.... عزما ادهم ان يصعد اليها الان لكي يطمئن عليها .... لكنه سرعان ما غير فكرته هذه حينما تذكر انها قد تسئ فهمه وتعتقد انه يريد ان يتشمت بها او يسخر منها ....

افاق ادهم من شروده علي صوت عزيزه القائلة بصوت منخفض

=القهوة يا ادهم بيه...تؤمرني بحاجه تانيه ؟

ليرفع ادهم وجهه الي عزيزه وهو يجيبها بشرود 

=لا شكرا...

وعندما همت عزيزه بمغادره الغرفه 

اعتدل ادهم في جلسته وهو يتنحنح بتوتر قبل ان ينادي عليها قائلآ بصوت حازم

=عزيزه ..... ياريت تبقي تطلعي الفطار لكارما في اوضتها هي مش هتقدر تنزل تفطر معانا النهارده

اجابته عزيزه وهي ترتسم علي وجهها معالم الدهشة 

=اطلع الفطار لمين يا ادهم بيه الست كارما خرجت من الساعه سبعه الصبح......

لينتفض ادهم واقفا بغضب وهو يصرخ قائلا 

=خرجت؟! .....خرجت راحت فين وهي في الحاله دي ومين سمحلها تخرج اصلا ؟....

اجابته عزيزه بارتباك 

=راحت الشغل يا ادهم بيه ...بصراحه يعني هي شكلها كان صعب اوي و .......

ليقاطعها ادهم وعينيه قد اشتعلت بالغضب قائلا وهو يغادر الغرفه سريعا... 

= خلاص.....خلاص يا عزيزه روحي شوفي شغلك انتي ...انا خارج لو الحاجة سألت عليا قوليلها راح مشوار .

اخذت عزيزه تتابعه وهو يغادر الغرفه قائلة بصوت منخفض وهي تقوم بلوي شفتيها بحسرة

= منك لله يا اسماعيل صحيح راجل مفتري مبيقدرش غير علي بنته الغلبانه... وقدام مراته بيقلب بطه بلدى جته ستين نيله.....

🌸**🌸**🌸**🌸**🌸**🌸

كانت كارما جالسه تحت احد الأشجار تراقب الاشخاص الذين يعملون في الارض وهي شارده الذهن تفكر في ليله امس و ضرب والدها لها ودخول ادهم وانقاذه لها 

فهي تشعر بالضيق عندما تتذكر انه قد رأها وهي بهذه الحاله من الضعف فهي وان كان الجميع يظن انها ذات شخصيه قويه لكنها في الحقيقه هشه للغايه من الداخل ...ترتعب من اي شئ خاصه عندما يكون والدها هو المعني فهي عندما تكون امامه تتحول الي الطفله التي كانت عليها منذ خمسه عشر عاما الطفلة التي كانت تختبئ في صدر جدها من جبروت ابيها وعندما تذكرت كارما جدها تساقطت الدموع من عينيها رغمآ عنها لتقوم بمسحها بكف يديها سريعا وهي تلتفت حولها بارتباك حتي تطمئن ان احد لم يرها وهي تبكي ....

عادت كارما بذاكرتها الي الأمس عندما احتضنها ادهم الي صدره بحنان بعد ان انقذها من يدي والدها لتشعر كارما بحرارة جسدها تزداد بشده وبان قلبها يخفق بقوه مرعبه لتزفر بضيق وهي تضع يدها علي قلبها محاولةً تهدئته وهي تنهر ذاتها بشده.... لتذكر ذاتها بانه ما فعل ذلك الا لكي يهدئها فهي كانت منهاره تماما و انه كان سوف يفعل ذلك مع اي فتاه اخري كانت في موقفها هذا .... 

اخذت تزفر بضيق وهي تحدث نفسها بصوت منخفض 

=اكيد سي ادهم هيعيش عليا الدور ويحسسني انه انقذني من ايد التتار

لتقوم كارما بجذب القبعه التي ترتديها حتي عينيها بغضب 

لترجع القبعه الي الخلف علي راسها سريعا عندما سمعت صوت ادهم يقول بغضب 

=ممكن اعرف ايه خرجك من البيت ؟؟

اخفضت كارما رأسها حتي لا يستطيع ادهم رؤية وجهها المتورم من ضرب ابيها لتجيبه كارما بسخرية

=كان المفروض ان اخد الاذن منك يعني ولا ايه........ولا فاكر لما تقولي مش هتخرجي الا باذني فأنا بقي............

ليقاطعها ادهم بحده 

=اخرسي...... تعرفي تخرسي وتقفلي مصنع الطوب اللي فتحاه في بوقك 24 ساعه ده ....

اجابته كارما بغضب وهي لازالت مخفضه رأسها 

= لا مش هخرس ...انا مش هاخد اوامر منك

ظل ادهم واقفاً ينظر اليها باضطراب فهي تخفض رأسها بطريقة غريبه منذ ان حضر ...

ليجلس ادهم بجانبها تحت الشجره و اقترب منها ببطئ قائلاً

=انتي مواطيه راسك ليه ارفعي راسك دي وبصيلي

لتهز كارما رأسها بالرفض وهي مازالت مخفضه رأسها قائله بارتباك

= لا.... مش هينفع ...اصل الشمس بتوجع عيني .

فهم ادهم انها تكذب عليه فامسك برأسها برقه محاولا رفعه حتي يستطيع معرفه ما بها لكن كارما اخذت تقاومه بشده قائله بتوتر

=انت بتعمل اي ...قولتلك عيني بتوجعني من الشمس.....

ليرفع ادهم رأسها اليه بحزم ليتجمد جسده من الصدمه عندما رأي وجهها المتورم لتشتعل عينيه بالغضب قائلا بصوت منخفض للغايه وهو يجز علي اسنانه حتي كارما لم تستطع سماعه

= اقسم بالله لولا انه عمي ومن دمي انا كنت قتلته .

لتنظر اليه كارما بتوجس قائله 

=بتقول ايه ؟؟

تجاهل ادهم سؤالها واخذ يمرر يديه علي وجهها يتحسسه برقة قائلا 

=ايه خرجك يا كارما مش المفروض كنت تقعدي في البيت ترتاحي

توترت كارما واخذت انفاسها تتثاقل بشدة واشتعلت خديها خجلا من رقته المفاجأه هذه معها لتستفيق كارما سريعا من حالتها هذه حينما تذكرت حديثه معها بالأمس لتنفض يديه بغضب عن وجهها وهي تلتفت حولها بتوتر قائله

=انت بتعمل ايه ؟... انت اتجننت لو حد شاف اللي بتعمله ده هيقول ايه .

اخذ ادهم ينظر اليها وبعينه نظره تسليه قائلاٌ بمرح 

=هيقولوا ان بطمن ع وشك طبعا بعدين لو اي............

لتقاطعه كارما سريعاً حتي لا يكمل كلامه ويتحدث كالأمس بكلامآ قد يجرح كرامتها مره اخري قائله بنفاذ صبر 

=انت ايه جابك هنا اصلا....ِ

اجابها ادهم وهو يلتفت متصنعاً انه ينظر باهتمام الي الارض التي حوله 

= جاي اطمن ع الشغل و الارض طبعاً

ِاخذت كارما تنظر اليه بسخريه قائلة

=وانت الارض تهمك في ايه انت مش قررت تتنازل لعمك عنها...

التفت ادهم ينظر اليها بتمعن قائلا بصرامه

=الارض ملكي طول السنه اللي انا قاعد فيها هنا يعني من حقي اطمن عليها واباشر اللي شغلين فيها كمان .....ليكمل بخبث 

=سواء اللي كان شغال فيها ده غريب او قريب

فهمت كارما انه يقصدها بكلامه هذا محاولآ استفزازها لتجيبه ببرود 

=طبعا حقك ولو تحب انا ممكن ....

ليقاطع كلامها صوت حمدي ذراعها الايمن في العمل وهو ينادي عليها بصوت عالي وهو يركض باتجاههم.

=يا ست كااارما... يا ست كارماااا

لتلتفت اليه كارما قائله بنافذ صبر

= خير يا وش السعد ع الصبح

لتكمل بغضب 

= بعدين انت جاي متأخر وكمان عامل دوشه

وقف حمدي ينظر الي وجه كارما بصدمه قائلاً بفضول

=ايه ده يا ست كارما وشك عامل كده لييه ؟؟

لترتبك كارما و وجهها اخذ يحمر بشده لتجيبه بصوت منخفض 

= مفيش اصل دخلت في حيطه امبارح و .......

ليقاطعها حمدي وهو ينظر اليها بعدم تصديق قائلا بصوته المستفز 

= حيطه ايه بس يا ست كارما !.. ده اكيد حد فضل يضرب فيكي لحد ما بانلك صاحب قولي مين بس وانا اربهولك....

كان ادهم يتابع ما يحدث بتسليه فهو يعلم ان كارما علي وشك الانفجار في اي لحظة

اشتعلت عينين كارما بالغضب وهي تصرخ فيه قائلة

=مين ده اللي يقدر يضربني انت اتجننت ....ِانا بس دخلت في حيطه 

لتكمل بصوت منخفض للغاية وهي تتحسس وجهها المتورم .

= بس كانت حيطه جامده شوية

ليسمعها ادهم فينفجر ضاحكاً بصخب غير قادر السيطرة علي ذاته اكثر من ذلك

اخذت كارما تنظر اليه نظرات قاتلة 

قائله بحنق

=ممكن افهم بتضحك علي ايه؟؟ 

اجابها ادهم وهو يبتسم لها باستفزاز 

=بضحك علي الحيطة اللي دخلتي فيها ...

اخذت كارما تنظر اليه بحقد بينما هو ظل ينظر اليها بتسلية 

انتبه حمدي الي وجود ادهم ليصرخ قائلا بصوت فرح

= ادهممم بيه ازي حضرتك ....لا مؤاخذة يا ادهم بيه مخدتش بالي من حضرتك اصل اتلبخت في وش الست كارما......

لتقاطعه كارما صارخه به وهي تركله في قدمه بغيظ قائلة

=غور من وشي.. غور بدل ما اقتلك ...

ليصيح حمدي وهو يقفز علي الارض ممسكاً بقدمه بألم 

=كده يا ست كارما كده...

ليكمل بصوت عالي وهو يبتعد سريعا عن مكان كارما 

=طيب والله حد ضربك ...مش حيطه يلا بقي هيه

لتصرخ كارما بغضب وهي تمسك بأحدي الأحجار من علي الارض وتلقيه بها 

=الله يخربيتك هتفضحني غور يا حيوان غور

كان ادهم يحاول كتم ضحكته حتي احمر وجهه فالتفتت كارما تنظر اليه بغضب وهي تصرخ 

=لا اضحك متكتمهاش ليحصلك حاجه

لم يستطع ادهم السيطره علي ذاته اكثر من ذلك لينفجر ضاحكا وهو يرجع رأسه الي الخلف ضحكه رجوليه رنانه بينما اصيبت كارما بحاله من الذهول فهي للمره الأولي تراه يضحك هكذا اخذت تنظر اليه بانبهار وهي تستمع الي صوت ضحكته وهي تتابع ملامح وجهه الوسيم بعشق لتستفيق كارما من حالتها هذه وهي تنهر نفسها بشده بصوت منخفض

=عجبك ضحكته اوي يا ختي نسيتي عمل فيكي ايه فوقي.....

لتتنحنح كارما قائله بحنق 

=خلصت ضحك خلاص .... اتفضل امشي بقي انا ورايا شغل مش فاضيلك

توقف ادهم عن الضحك فجأه ليقول بجدية 

=عندك حق انا لازم امشي فعلا بس انتي هتيجي معايا

اجابته وهي تبتسم له ببرود قائله بسخريه

=لا والله يا ادهم بيه ...مش هقدر اجي معاك زي ما حضرتك شايف كده ورايا شغل

استقام ادهم واقفاً ثم انحني ممسكا بذراعيها بلطف جاذبآ اياها كي تقف امامه...

وقفت كارما وهي تنفض بغضب يده الممسكه بذراعها وهي تصرخ 

=قولتلك مش هروح معاك في حته

امسكها ادهم من ذراعها مره اخري ولكن هذه المره بحزم قائلا بصوت منخفض 

= هاتيجي معايا بالأدب ولا تحبي كل اللي هنا يشوفوكي وانا شايلك علي كتفي غصب عنك....

صرخت كارما وهي تخبط بقدمها علي الارض بغضب طفولي 

=مش هتقدر تعمل حاجه ..وانا مش هسمحلك ت......

صرخت كارما بصدمة عندما وجدته قد اقترب منها بالفعل جاذبا اياها نحوه وهو ينحني محاولآ حملها 

لتقول سريعآ وهي ترجع بظهرها الي الخلف 

=خلاص ...خلاص هاجي معاك.... بس اوعي تفتكر ان انا خايفة منك ولا حاجة.....

لتكمل وهي ترفع رأسها بفخر 

=انا هاجي معاك بس علشان مش عايزه اعمل مشكلة هنا

ابتسم ادهم قائلا بسخريه 

=عارف....طبعا ......هتقوليلى

🌸🌸**🌸🌸**🌸🌸

جلست كارما تتابع الطريق بعيون شارده فهي منذ ركوبها السياره بجانب ادهم وهو صامت لم ينطق بحرف واحد انتبهت كارما ان الطريق الذي يسلكه ادهم مخالفا لطريق المنزل فمن الواضح انه قد ضل الطريق لتلتفت اليه قائله بسخرية

=ادهم بيه انت توهت ...ده مش طريق بيتنا 

لم يجيبها ادهم وظل يقود السياره بصمت متجاهلاٌ اياها

جزت كارما علي اسنانها قائلة

=بقولك ده مش طريق البيت 

التفت ادهم اليها قائلا ببرود 

=عارف ان ده مش طريق البيت ..احنا رايحين للدكتور....

نظرت اليه كارما بدهشة قائله بقلق 

=دكتور ايه ؟ انت تعبان ؟

اجابها ادهم بهدوء قائلا 

= انا كويس .. الدكتور ده علشانك انتي .

شعرت كارما بالانكسار اهو يفعل ذلك لانه يشعر بالشفقه نحوها

اخفضت كارما رأسها قائله بارتباك 

=انا كويسه... مش محتاجه دكاتره

التفت ادهم ينظر بغضب اليها يهم ان يعنفها ولكن سرعان ما تغيرت نظراته هذه حينما رأها محنيه رأسها بحزن 

شعر ادهم بطعنة قوية في صدره عندما وجدها علي هذه الحاله ظل ادهم يقود السيارة في صمت وكارما مازالت علي وضعها السابق منحنيه الرأس حتي وصل الي مبتغاه فاوقف السيارةامام احدي الاطعمارات الفخمة ثم التفتت اليها يرفع رأسها برقه قائلا 

=كارما ...الدكتور لازم يشوفك ونطمن عليكي....

ليكمل وهو يبتسم مررآ اصابعه برقه علي وجهها المتورم

=وكمان علشان يشوف حل لورم وشك ده ولا عايزه حمدي يفضل يتريق عليكي في الراحه والجايه

ازاحت كارما يد ادهم بغضب قائله وهي ترفع رأسها بتكبر

=حمدي ده مين اللي يتريق عليا... انا محدش يقدر يتكلم معايا اصلا

لينفجر ادهم ضاحكا علي حالتها هذه ليهز رأسه قائلا برقه 

=طبعا محدش يقدر يتكلم معاكي ..بس ممكن تنزلي معايا نطلع للدكتور نطمن عليكي هي عشر دقايق بس مش اكتر ...

هزت كارما رأسها بالموافقه فهي لم يعد لديها طاقه بان تتجادل معه اكثر من ذلك

🌸🌸**🌸🌸**🌸🌸

عاد ادهم وكارما الي المنزل بعد ان فحصها الطبيب وطمئنهم ان ليس بها شئ خطير....سوى بعد الرضوض الخفيفه بذراعيها وظهرها ثم كتب لها مسكنآ للألم وايضا علاج مخففآ لورم وجهها ...

دخلت كارما وادهم الي المنزل ليصل الي كارما صوت زوجه ابيها الصاخب من غرفه الاستقبال لتعلم انها قد وصلت هي وابنتها لتزفر كارما بضيق ليلتفت اليها ادهم ينظر اليها ا متسائلا لتهز كارما راسها مطمئنه اياه بانه لا يوجد شئ

دخلوا الي الغرفه لتجد كارما زوجه ابيها ثريا جالسه تتحدث فى هاتفها بصوت صاخب لتترك هاتفها فورا ناهضة عن مقعدها وهي تهتف بلهفة حينما رأت ادهم متجاهلة كارما الواقفه بجانبه

=ادهم حبيبي ...حمدلله ع سلامتك

اجابها ادهم وهو يبتسم لها ببرود

=اهلا يا مرات عمي ...ليكمل ساخرا حمدلله ع سلامتك انتي

لترتبك ثريا فهي تدرك مقصده لتهتف وهي تتصنع الحزن 

=والله يا ادهم سفري جه بسرعه انا مقدرتش انزل واحضر دفنه الحاج عبد الله كان غصب عني انت عارف ان الحاج عبد الله كان غالي عندي اوي بس اعمل اي زي ما انت عارف بابا حالته الصحيه وحشه اوي الايام دي وكان لازم افضل جانبه

اخذت كارما تتابع ما يحدث بنفور فهي تعلم ان زوجه ابيها كاذبه وانها لم تحب جدها عبد الله ابدا ِ

اجابها ادهم ببرود 

=ربنا يشفيه يا مرات عمي

التفتت ثريا الي كارما وكأنها انتبهت الي وجودها الان قائله بخبث

=ايييه ده كارماااا انتي هنا... مخدتش بالي منك خالص ازيك يا حبيبتي

ابتسمت لها كارما ببرود قائله 

=الله يسلمك يا خالتي......

لتخفض كارما رأسها وهي تقول بصوت منخفض وهي تجز علي اسنانها بغضب

=عقربه قال مش واخده بالها قال

تفاجئت كارما باقتراب ثريا منها لتمسك وجهها بيديها وهي تشهق بذعر متصنعه الدهشه 

=ايييييه ده وشك وارم كده ليه ..

كام مره اقول لاسماعيل يخف ايده شويه عليكي بس نعمل ايه بقي انتي اللي بتجبيه لنفسك دايما ماشيه بمزاجك .... 

اشتعلت عيون كارما من الغضب تهم بالرد عليها لكنها تفاجئت بادهم يقترب منها ممسكاً اياها من ذراعها يبعدها عن زوجة والدها ليوقفها ض بجانبه مقربا اياها منه بحمايه قائلا بصوت جليدي صلب 

=مرات عمي.....الطريقه اللي اتكلمت بها مع كارما دلوقتي ياريت متتقررش تاني

احمر وجه ثريا سريعا من الخجل لتجيبه بارتباك 

=انا مقصدش انا بس كنت خايفه عليها ....دي ..دي كارما زي بنتي ....

لتكمل وهي تنظر بارتباك الي ادهم الواقف بوجه متجمد 

=طيب استأذن انا ...هطلع اصحي عمك كان قايلي اصحيه الساعه خامسه

ليهز ادهم راسه بصمت غادرت ثريا الغرفه سريعا وهي تسب وتلعن كارما في عقلها....

كانت كارما واقفه تتابع ما يحدث وهي تغلي من الغضب 

التفت ادهم اليها محاولا الاطمئنان عليها 

=كارما.....

لتقاطعه كارما وهي تصرخ بغضب 

= انت مين قالك تتدخل ...انت فاكر نفسك انك بقيت خلاص وصي عليا ولا فكرك علشان شوفتني امبارح وانا بضرب يبقي انا كده كارما الضعيفه العصفوره اللي محتاجه حمايتك انا اقدر ادافع عن نفسي كويس سواء قدام ثريا اوغيرها.......

اخذ ادهم يتابع ثوره غضبها بهدوء 

ثم قال ببرود 

=هاااا خلصتي ولا لسه في دبش حابه ترميه ؟!

اشتعل وجه كارما بالخجل فهي تعلم انها قد بالغت في ردة فعلها خصوصا وانه لم يفعل شئ سوا محاوله حمايتها من زوجه ابيها لكنها لا تريده ان يعتقد بانها ضعيفه كالماضي 

ليكمل ارهم وهو يقرب وجهه منها قائلا بصوت منخفض غاضب ساخر

=لا واضح فعلا انك شاطره ....و بتعرفى تدافعى عن نفسك كويس..

ثم تحرك مغادرا بخطوات غاضبة بعد ان رمقها بنظرات حانقة لتدرك ما يقصده بكلماته تلك ومعناها المستتر فشعرت كارما بجسدها يشتعل من الغضب

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

close