قصة زياد الفصل الأول والثاني والثالث بقلم Lehcen Tetouani حصريه في مدونة قصر الروايات
قصة زياد الفصل الأول والثاني والثالث بقلم Lehcen Tetouani حصريه في مدونة قصر الروايات
....... يحكى في قرية صغيرة كانت تعيش حليمة مع زوجها مصطفى وولديها وحيد وزياد
كان الولدان صغيران ولم يدخلا المدرسة بعد
فوحيد عنده خمس سنوات ونصف وزياد سبع سنوات إلا بضعة أشهر وكان الزوج مصطفي عاملاً بسيطاً يكسب قوته يوم بيوم لينفق على أسرته الصغيرة لذا لم يدخل الطفلان رياض الاطفال كأقرانهم في القرية
ولكن حتى هذه الحياة البسيطة لم تدم فقد سقط الأب مريضاً فجأة وهو ينقل الطوب على كتفه لسطح إحدى العمارات التى تحت الإنشاء ولعدم توفر المال لم يستطع الذهاب للطبيب لذلك لم يبق إلاّ أياما قليلة تُوفي بعدها نتيجة الجلطة التى حدثت له ولم يعلم بها أو يعالجها لضيق اليد
وبسبب موت الأب المفاجئ اضطر الطفلين للعمل عند أحد الميكانكية الذين يصلحون السيارات بأجر زهيد من أجل الانفاق على نفسيهما وولدتهما ولم يكن المال يكفي إلاّ لتوفير الطعام الضروري ومازاد الطين بلّة أن البيت كان بالإيجار ولم تستطع الأم الفقيرة دفع الإيجار لمدة ثلاثة شهور بعد وفاة زوجها فظل صاحب البيت يطالبها كل شهر بالدفع ويخيّرها بين السداد أو إخلاء الشقة
حاولت حليمة طلب المساعدة من أخوتها وأخوة زوجها
ولكنهم ساعدوها في البداية لدفع شهرين من الإيجار ثم تخلو عنها فقد كانت زوجاتهم يقفن لهم بالمراصاد
ويقلن لهم كيف ينفقون اللأموال على حليمة وأولادها بينما أولادهم أولى بالمال؟
لذا أمتنع الجميع في النهاية سواء من اقاربها أو أقارب زوجها من الإنفاق عليها بينما ظل المالك يطالبها بباقي الإيجار وهي لا تملك منه شيئاً
فحاولت أن تطلب المساعدة ممن تعرفهم مرة آخرى
ولكن الجميع كانوا قد ملّوا منها وتنكروا لها
وأخبروها أنهم لا يستطيعون إعالتها هي وأولادها مدي الحياة فالعيشة أصبحت صعبة على الجميع فهم يوفّرون احتياجاتهم واحتياجات أسرهم بصعوبة وعليها أن تعمل وتعتمد على نفسها
ولكن كيف وهي لا تحمل شهادة وأهلها الذين رفضوا مساعدتها هم أنفسهم رفضوا أن تعمل بالخدمة في البيوت خوفاً على مكانتهم وسط أهل القرية
فقررت حليمة قرارًا صعباً بعد أن تراكمت عليها الديون
وهو أن الإنتقال لمدينة آخرى تستطيع العمل فيها ولو خادمة دون أن يعلم أحد عنها شيئاً ولا يتوصل الدائنون إليها
في المساء جمعت ثيابها هى وابنائها في حقيبتين وانطلقت تحت جنح الظلام لمحطة القطار
وركبت هى وطفليها على سطحه العلوي كما يفعل الكثيرين عندما لا يملكون المال برغم من خطورة الأمر حتى لا تدفع مال التذاكر الذي لا تملكه
وبعد إنتهاء الرحلة الخط.يرة تنزل هي وولديها في محطة حين يتوقف القطار وبعد وصولهم للمحطة
جلست حليمة على رصيف المحطة هي وأولادها لا تدري ماذا تفعل ولا أين تذهب؟
ولكن وحيد الطفل الصغير طلب من أمه طعاماً لأنه جائع
تنظر حليمة في حقيبة يدها فلا تجد سوى عشرة درافتقول لابنها:
يا زياد أبقي مع أخيك هنا ولا تتحركا من المحطة حتى أحضر لكم رغيفين وبعض الطعمية لتأكلا
يجلس زياد بجوار أخيه على الحقائب منتظرا والدته حتى تشتري الطعام وتعود
ولكنه يشعر برغبة ملحّة في دخول الحمام
قال زياد لأخيه الصغير وحيد ابق هنا يا وحيد لتحرس الحقائب حتى أدخل هذا الحمام وأعود سريعاً فلا تتحرك من مكانك
قال وحيد خذني معك أنا خائف
قال زياد انظر الحمّام قريب جداً سأدخل وأخرج بسرعة فلو حضرت معي قد يس.رق أحد حقائبنا ولا نجد شيئاً نلبسه
قال وحيد أنا خائف يا أخي انتظر حتى تحضر أمي ثم اذهب
قال زياد لو بقيت أكثر من ذلك سأتبول على نفسي
وأنت رجل والرجال لا يخافون،أليس كذلك
ثم يجري زياد و يدخل الحمام ولكن أحد العاطلين الذين يعملون في مهنة التس.ول وخطف الصغار كان يراقبهم
فيأتي ويجلس بالقرب من وحيد ويعطيه قطعة من الشكولاته
قال عباس خذ ياصغير
قال وحيد: هذه الحلوي لي
قال عباس نعم أنها لك ولو أتيت معي سأعطيك المزيد منها فأنا أتاجر بها
قال وحيد حسناً أريد واحدة لأخي زياد
قال عباس حسناً تعالى اركب معي القطار فلقد تركت العلبة هناك
يذهب وحيد مع الرجل ويركبان إحدى عربات القطار الذي يتحرك على الفور بينما وحيد كان قد تخ.در بعدما أكل قطعة الشكولاته فيحمله عباس ويضعه على قدميه
بينما القطار ينطلق بهم نحو مدينة أخرى
حيث يوجد المكان الذي يدرب فيه عباس الأطفال على الس.رقة والتس.ول
بينما يجد أحد اللص.وص الحقائب دون حراسة فيقوم بسر.قتها هي الآخرى
تعود الأم حاملة رغيفين وكيس صغير به بعض الطعام وعندما تنظر للمكان الذي تركت فيه ولديها
لا تجد الطفلين ولا الحقائب فتسأل المارة عنهما وهي مذ.عورة فلا أحد يجيبها بجواب يطفئ الن.ار
المشت.علة في قلبها
بعد دقائق مرةً على حليمة كأنها دهر يظهر زياد بين المسافرين ويجري نحو أمه
تحتضنه حليمة الحمد لله أين كنت يابني لقد كاد عقلي يطير
قال زياد ذهبت للحمام فلم أستطع الصبر حتي حضورك
ولكن أين الحقائب
قالت حليمة ياويلي يبدو أنها سر.قت ولكن لا يهم مادمت أنت وأخوك بخير أين وحيد ألا يزال في الحمام؟
ينظر زياد حوله لا ياأمي هو لم يذهب معي ولقد تركته
بجوار الحقائب ليحرسها حتى أنتهي
تهز حليمة ابنها من كتفيه لا يوجد أحد في المكان الذي تركتكم فيه ؟ لماذا تركت أخوك ولم تأخذه معك؟
قال زياد لقد طلبت منه ألا يتحرك من هنا و قد جلس فوق الحقيبة حتى لا تسرق ولم أغب غير خمس دقائق فقط ياأمي
قالت حليمة لماذا يا زياد فعلت ذلك لقد ضيعت أخاك الصغير ألم أطلب منك عدم تركه بمفرده أين سنجده الآن وسط هذا الزحام أنه صغير وربما ركب قطارا من القطارات التى انطلقت منذ قليل ومن يدري أي قطار قد ركب من بين تلك القطارات
قال زياد ربما لم يركب أي قطار يا أمي وقد يكون هنا في المحطة تعالي لنبحث عنه
قالت حليمة لو أننا في محطة قريتنا لكنت قلت أنه عاد للمنزل أو وجده أحد من أهل القرية فأخذه فالكثيرين هناك يعرفونا ولكن هنا في محطة لا أحد يعرفنا ولا هو يعرف المكان هيا تعالى لنبحث عنه ولكن لا تبتعد عني كثيراً
ولو افترقنا تعالي وانتظرني عند هذا المحل ثم تشير له على محل بقالة بواجهة زرقاء
قال زياد حسناً يا أمي
يجري زياد شمالا ويمينا ويسأل هذا وذاك عن أخيه الصغير الذي لا يملك حتى صورة له ولكنه لا يعثر عليه ولا يجيبه أحد بجواب شاف
وتظل حليمة وزياد يسئلان الناس طوال الليل في المحطة حتى غادرت جميع القطارات وخلت المحطة تقريباً من المسافرين ولكن الطفل لم يظهر كأن الأرض انش.قت وابتلعته
تجلس حليمة تبكي على رصيف المحطة وتندب حظها قائلة:
آه ياولدي الصغير لو أنه مات أمام عيني لكان أهون عليّ من فقده فعلى الأقل كنت سأعرف مكانه أما الآن فلا أعلم أين ذهب وهل هو جائع أم شبعان؟
هل سيشفق عليه أحد ويغطّيه في هذا البرد أم لا؟
هل سيرحمون برائته أم سيتاجرون في أعض.ائه كما هو منتشر هذه الأيام أو ربما يقت.لونه للحصول على الكنوز المدفونة فلقد حدث هذا مرة في بلدنا ياويلي أين أجد طفلي يارب احفظه لي ولا تحرق قلبي عليه
وبينما هي تبكي وتندب حظها تسمع صوت معدة ابنها زياد
فتتذكر رغفين الخبز التي أحضرتهم معها فتعطيه واحدا وتشرع في أكل الآخر ولكنها تتذكر أن وحيد طفلها المفقود هو من طلب الطعام لأنه كان جائعاً فتنهار من البكاء وتسقط اللقمة من فمها على الأرض
#قصة_زياد
#قصة_زياد_الجزء_الثاني
........يمر أحد أفراد شرطة الحراسة في المحطة فيجد زياد وأمه يجلسان على الرصيف قال حارس الأمن ماذا تفعلان هنا؟
قالت حليمة لقد فقدت ابني وانتظر ربما يعود
قال حارس الأمن ممنوع البقاء هنا وعليك الذهاب للقسم وتحرير محضر باختفاء ابنك ولكن بعد مرور ثمانية وأربعين ساعة
قالت حليمة ولكنه قد يعود ولا يجدني
قال حارس الأمن هذه هي القوانين يامدام تفضلي من هنا لو سمحتِ
قالت حليمة ولكن ليس هناك مكان أبات فيه، أين أذهب اتركنا حتى الصباح فقط؟
قال الحارس ليست مشكلتي فأنا هنا لاطبق القانون، فهيا اذهبي قبل أن أقبض عليك أنت وابنك بتهمة التس.ول
تمسك حليمة بيد ابنها ويخرجا من محطة القطار بينما تمطر السماء بغزارة
قالت حليمة أين سنذهب الآن في هذا الجو الماطر
قال زياد انظري يا أمي يوجد قنطرة أمامنا تعالي نختبئ تحته
يجري زياد وأمه تحت المطر ويصلان لأسفل القنطرة ولكنهما أصبحا مبتلان ولكنهما يجدان مكانا يحتميان به من المطر
ثم يجلس زياد على حجر أمه التى تحتضنه وتبكي
قال زياد لقد ابتلت ملابسنا يا أمي وأنا أشعر بالبرد
قالت حليمة لقد سر.قت ملابسنا كلها وليس معنا ما نلبسه
قال زياد هل سنعود لقريتنا يا أمي؟
قالت حليمة وأين سنذهب يابني؟
أخوالك وأعمامك قالوها بصراحة أنهم ليس لديهم مال لنا، وأخاك قد ضاع هنا فهل سنتركه؟
لا لن أغادر هذا المكان حتى أجد أخاك وسأذهب كل يوم لداخل المحطة حتى أبحث عن أخيك
قال زياد وأسنانه تصطك في بعضها من شدة البرد
أين سننام يا أمي هل سنظل هكذا تحت القنطرة في هذا البرد
قالت حليمة لا أعرف يا بني لا أعرف ثم يأتي أحد المتس.ولين لماذا تجلسون هنا هذا مكاني
قالت حليمة السماء تمطر كما ترى وليس لنا مكان نبقى فيه
قال الشيخ المت.سول حسناً سأشعل بعض الحطب وأترككم تبقون معي الليلة وفي الصباح يحلها الحلال
تجلس حليمة أمام النار وهي تضم ولدها وهي تسند ظهرها على جدار خلفها وتغمض عيونها فتنام بعد فترة وجيزة
تستيقظ في الصباح الباكر فتنظر حولها فلا تجد الشيخ المتسول ولا زياد
قالت حليمة لالالالالالالالالالالا لن يضيع ابني الثاني هل أخذه الرجل ياويلي ثم تلف يمينا ويسارا في المكان تبحث عن ابنها وقد كاد يغشى عليها من الخوف
وبعد دقائق مرت عليها كأنها ساعات طويلة تجد زياد يأتي من ناحية المحطة ويجري نحوها
فتحتضنه وتقبله ثم تصرخ في وجهه وهي تبكي أين كنت؟
قال زياد آسف يا أمي لقد شعرت بالجوع فأحضرت رغيفا كي نأكل
قالت حليمة ومن أين أحضرت المال؟
ينظر إلي الأرض لقد طلبت الخبز من البائع وأخبرته أنني جائع وليس معي نقود فأعطاه لي ثم يقول زياد لنفسه:
لقد رفض البائع أن يعطيني شيئاً بدون مال ولكني تس.ولت وطلبت من الناس فأعطوني واشتريت الرغيف
قالت حليمة والدموع فيعيونها لا تفعل ذلك مرةً أخرى ويكفي أنني فقدت أخاك أياك أن تذهب لأي مكان دون أن تخبرني
هيا أجلس وكل
قال زياد خذي قطعة يا أمي
قالت حليمة لا لست جائعة يابني كل أنت فربما لا نجد طعاماً لبقية اليوم
قال زياد إذا لم تأكلي فلن آكل أيضاً ثم يقسم رغيف نصفين
ويعطيه لأمه فتحتضنه حليمة حسناً سآكل ثم تأكل جزء صغيراً وتضع الجزء الآخر في كيس وتضعه في جيبها
سأخبئ هذا الجزء ربما تحتاجه في المساء يابني
ثم تمسك زياد من يده تعالى سنذهب للمحطة ونبحث عن أخيك فربما عاد أو وجده أحد الركاب
يمشي زياد وهو ممسك بيد أمه ويذهبان نحو محطة القطار
ويتجولان بين الناس يسئلان عن وحيد
ولكن لا أحد يريح قلبهم بشئ
بعد العصر قال زياد ماذا نفعل يا أمي نحن نبحث طوال اليوم عن وحيد ولم نجده وقدماي أصبحت تؤلمني
تعالي نجلس قليلاً فلا فائدة من البحث
قالت حليمة آه ياولدي الصغير أين أنت الآن هل ذهبت بمفردك؟ أم أن أحدهم أخذك وياترى وماذا فعلوا بك؟
ثم تضع يدها على جيبها فتتذكر قطعة الخبز التى خبئتها فتعطيها لزياد خذ كل هذه
يأخذها منها زياد ويأكل أنا فعلاً جائع يا أمي ثم يشاهدان الشرطي يقبل نحوهم
قالت حليمة هيا بنا حتى لا يعنفنا الشرطي كما فعل بالأمس
قال زياد حسناً سنذهب تحت القنطرة عند الشيخ لنبقي حتى تظلم الدنيا قليلاً وتمتلئ المحطة بالركاب فلا يرانا الشرطي
حليمة هيا بنا
يذهبان هناك ويجلسان وهما يرتجفان من البرد
قال زياد يوجد بعض الكراتين في صندوق القما.مة يا أمي ولكن لا يوجد عود ثقاب حتى نشعلها لتدفئنا قليلاً هل أذهب وأطلب من أحدهم مالا يا أمي
قالت حليمة لا لن تذهب لأي مكان يكفي أن أخاك ضاع مني ولو حدث لك شئ أنت الآخر سأموت من الحزن
يأتي الشيخ فيجري عليه زياد الحمد لله أنك حضرت لو سمحت أشعل لنا النار ياجدي فأنا سأموت من البرد
يجلس الشيخ وهو يأخذ أنفاسه بصعوبة حسناً يابني
قال زياد مابك ياجدي هل أنت مريض؟
قال الشيخ وهو يشعل النار لا يابني أنا بخير
قالت حليمة لا تبدو بخير أبداً أليس لك أبناء تذهب عندهم؟
يبكي الرجل ويقول لدي أربعة ولكنهم تركوني جميعاً بعد أن تزوجوا فمنهم من سافر للخارج ومنهم مازال هنا
ولكنهم لم يسألوا عني حتى طردت شقتي لأني لم أستطع دفع الإيجار ومن وقتها وأنا أنام هنا
قال زياد ولماذا لم تذهب عند أولادك
قال الشيخ لو كانوا يذكرون أن لهم أب ماتركوني عاماً كاملاً لم يسألوا عني حتى طردني صاحب العمارة وحجز على كل ممتلكاتي مقابل للايجار لذا لم أذهب عند أحد منهم وجئت من وقتها إلى هنا
قالت حليمة ومنذ متى وأنت هنا؟
قال الشيخ منذ خمس سنوات يابنتي ولكسب الرزق أبيع بعض المناديل في الصباح والربح أشتري به طعام لآكل
قالت حليمة لا حول ولا قوة إلا بالله ألم يبحثوا عنك؟
قال الشيخ لو بحثوا عني لوجدوني ولكنهم لم يفعلوا بالتأكيد و أنا الآن أشعر باقتراب أجلي لذلك لو مت
فهناك بعض المال معي خذه يازياد واشتري بعض المناديل وبعها وبالمكسب أشتري طعاما كي تجد ماتأكله أنت وأمك كما كنت أفعل أنا
قالت حليمة ولكن ماذا أستطيع أن أفعل لك؟
قال الشيخ فقط لو مت أبلغوا الشر.طة وهم سيأخذون جث.ماني ويكفنوه ويدفنوه هذا فقط ما أريده
ثم يضع يده على قلبه و يغمض عيونه ويختفي صوت أنفاسه
قال زياد يبدو أن الجد قد نام يا أمي
قالت حليمة لا يابني لقد توفي لذا أذهب وأخبر الشر.طي كما طلب منا
يذهب زياد وينادي الشرطي ليأخذ الج.ثة بينما يأخذ النقود هو وحليمة ويدخلان المحطة بعد أن اشتروا بعض علب المناديل كما أوصاهم الشيخ وأخذوا يبيعونها
ولكن عندما حل المساء وجدوا أنهم لم يكسبوا الكثير فآشتروا رغفين وأخذ كل واحد منهم رغيف وبدأ يأكلانه ولكن أحد أفراد الأمن شاهد ثيابهم المتسخة فجاء
إليهم وهما لا يريانه وعندما وقف بجوارهم
قال لهم أنتم مقبوض عليكم بتهمة التس.ول
#قصة_زياد_الجزء_الثالث
...... يرى الشرطي حليمة وابنها ويبدو من ملابسهم المتسخة والقديمة أنهما متس.ولان فيذهب نحوهما ليقبض عليهما
فيري أحد أصحاب المحلات التي بداخل المحطة ما يحدث فيتجه نحوهم
قال صاحب المحل هشام لو سمحت حضرت الشرطي أنا سأخذهم ليباتوا في المحل حتى الصباح
قال الشرطي لكن ذلك سيكون على مسؤليتك الخاصة
قال هشام بالطبع حضرة الشرطي أنا اضمنهم
قال الشرطي حسناً فيبدو عليهم البؤس ولن أزيدها عليهم
ثم يذهب الشرطي بينما تحاول حليمة أن تقبل يد الرجل ولكنه يسحبها بسرعة تفضلي سيدتي تستطعين النوم أنت وابنك هنا داخل المحل
قالت حليمة ولكني أريد تحرير محضر باختفاء ابني
قال هشام لقد أخبرني الشرطي أن ذلك يجب أن يكون بعد ثمان وأربعين ساعة لذا سأذهب معك غداً صباحاً كي نبلغ عن اختفاء ابنك، ولكن هل معك صورة له
قالت حليمة معي صورة في محفظتي تجمعنا نحن الأربعة أنا وابنائي وزوجي
قال هشام حسناً سأتصرف وأجعل أحد المصورين يستخرج صورة ابنك منفردا ولكن الصباح رباح تفضلي نامي أنت وابنك في هذه الزاوية من المحل وأنا سأغلق عليكم المحل من الخارج وأعود في الصباح الباكر
وبالمناسبة يوجد حمام صغير داخل المحل لو احتجتم لاستخدامه ثم يخرج هشام ويغلق المحل على السيدة وابنها من الخارج
يعود هشام لمنزله وبينما يجلس علي مائدة الطعام هو وزوجته عايدة يحكي لها قصة السيدة حليمة وابنها
قالت عايدة وكيف تأمنهم على المحل ألا تعرف كيف يح.تال الناس هذه الايام للسرقة
قال هشام أنا اعرف المحت.ال من الصادق والسيدة ضاع ابنها ويظهر عليها البؤس بالإضافة أنني أغلقت عليهم المحل من الخارج ولن تستطيع الخروج إلا لو فتحت لهم
وما كان بإمكاني أن أرى ماحدث وأقف لأتفرج فالمرؤة شئ متوارث في العائلة
قالت عايدة ألا تذكر ماذا فعلت بك المرءة سابقاً لقد خسرت مصنع السيارات بسببها لأن الرجل الذي أأتمنته على مالك استغل فرصة سفرك وأخذ التوكيل الذي تركته له لإدارة الشركة وكتب المصنع والشركة والأرصدة البنكية باسمه ولم يتبق معنا غير بمبلغ صغير كان في خزينة الفيلا هو الذي اشتريت به المحل والبيت الذي نعيش فيه الآن فهل تريد أن تضيع المحل الذي لم نعد نملك غيره أيضاً بسبب المرؤة
قال هشام أتركِ الأمر لله فمن يعمل المعروف لم يعدم جوازيه
أما صبري شريكي الذي فعل ذلك سأقاضيه أمام محكمة الأخرة ، مع أني متأكد أن الحق سيعود لنصابه يوماً ما في الدنيا قبل الآخرة فكما تدين تدان
قالت عايدة أنت تحلم لقد كبرت الشركة التي سرقها منك وهو الآن من أثرياء البلد
قال هشام الحمدلله عزيزتي فحالنا أفضل بكثير من غيرنا صحيح أننا خسرنا المال ولكن عوضنا الله في ابنائنا فقد حصل ثلاثتهم على الدكتوراه ويعملون في الخارج في مناصب مرموقة ومرتبات عالية أليس هذا كافيا؟
قالت عايدة كلامك صحيح ولكن لو بقي المال لنفع أولادي الآن بدلاً من الغربة التي حرمتنا من رؤيتهم
قال هشام النافع هو الله والجميع ولله الحمد يكسبون بشكل جيد واحوالهم جيدة جداً ونحن نتكلم معهم بالصوت والصورة أسبوعياً وكأنهم يعيشون معنا ماذا نريد أكثر من ذلك
قالت عايدة حسناً وبالنسبة للسيدة التي وجدتها اليوم لو أنت مطمئن لها لهذه الدرجه، تستطيع أن تحضرها إلى هنا لتخدمني فأنا كبرت ولا أستطيع عمل كل شيء بالمنزل بمفردي ونكون بذلك ساعدناها في كسب رزقها ووفرنا لها مكان للمبيت هي وابنها وفي نفس الوقت تحمل عني هم التنظيف والطبخ
قال هشام حسناً سأعرض عليها الأمر ولو وافقت سأحضرها بالطبع
قالت عايدة وهي سعيدة شكرا عزيزي
في اليوم التالي يذهب هشام للمحل باكراً ويأخذ معه بعض الطعام ويفتح المحل فيجد السيدة حليمة لا تزال نائمة
بينما زياد يجلس جانبا وقد فتح قطعة من الشكولاته وأخذ يأكلها وعندما يري صاحب المحل يخفيها خلف ظهره
قال هشام تعالي يافتي نسيت ان أسألك عن أسمك
قال زياد وهو يمسح فمه ويضع عينه في الأرض اسمي زياد قال هشام حسناً يازياد أريد أن أخبرك شيئاً الأمانة شئ مهم أنا لا أتحدث معك لأنك أخذت الشكولاته بدون أذن ولكن لتتعلم الحفاظ على الأمانة مهما كانت حتى لو كان لنا رغبة فيها مهما كانت رخيصة أو غالية
قال زياد أنا آسف ولكني لم أتذوقها طوال حياتي وكنت جائعاً
قال هشام صغيري أنت لم تفهمني أنا لا أتحدث عن قطعة الشكولاته فهي لك وكل يوم سأعطيك قطعتين منها
ولكن عليك الحفاظ على مقتنيات الغير حتى لو كانت بسيطة
قال زياد لن أفعل ذلك مرةً أخرى لقد كنت أول وآخر مرة صدقني
قال هشام اصدقك ولكن في أي صف أنت
قال زياد لم أدخل المدرسة بعد فقد فاتني دخول المدرسة السنة الماضية لأني أصغر ب خمسة عشر يوماً فقط والمفترض أن أذهب هذا العام ولكن أمي لا تملك النقود لذلك
قال هشام ألم تدخل رياض الاطفال
قال زياد لا فلم يكن أبي يملك نقودًا وقتها أيضاً ليدخلني
قال هشام حسناً زياد أنا سأقدم لك في المدرسة المجاورة لبيتي وأتكفل بمصاريفك بالكامل ولكن عدني بشئ
قال زياد ماهو
قال هشام أن تكون أمينا في كل شيء
قال زياد أعدك بذلك صدقني
تستيقظ حليمة وتقول مالذي يعدك به سيدي؟
قال هشام أنه أمر بيني وبينه والآن تناولوا الإفطار حتى نذهب للقسم و نبلغ عن ابنك المفقود
قالت حليمة شكراً لك سيدي ولكن ألن نعطلك عن فتح محلك
قال هشام لقد وهبت أجري هذا اليوم لله تعالى
فهيا بنا ثم يغلق المحل بعد أن يتناول زياد وأمه السندوتشات ويذهب بهم للقسم ويبلغ عن الصغير المفقود وحيد
بعد انتهاء الإجراءات يعرض هشام على حليمة العمل في منزله مقابل أجرة تكفيها وكذلك المبيت هي وابنها في منزله
فتوافق حليمة دون تفكير فلا أمل لها غير ذلك بعد ما رأته في برد وجوع في الشارع فيذهب بهم هشام لبيته
قالت لهم عايدة أهم شئ هنا الأمانة والنظافة ولا أريد شيئا آخر
قالت حليمة أن شاءالله سأكون عند حسن ظنك
تمر بضعة أيام وحليمة تعيش مستقرة في منزل هشام وزوجته وذات يوم تبحث عايدة عن أسورة لها فلا تجدها
فتقول لنفسها: آخر مرة وضعتها على التسريحة
يبدو أن حليمة ليست أمينة ويجب أن أفتشها ثم أطردها قبل أن تس.رق شيئاً أكبر
تذهب عايدة وتنادي على حليمة
تأتي حليمة مسرعة نعم يا سيدتي
قالت عايدة لقد وضعت أسورتي الذهبية على التسريحة ولا أجدها
قالت حليمة أنا لم أرها يا سيدتي ولا أعرف شكلها حتى
قالت عايدة لقد كنت ألبسها طوال الوقت، هل يعقل أنها لم تلفت انتباهك؟
قالت حليمة أني لم أرها سأبحث عنها معكِ وإن شاء الله سوف نجدها
قالت عايدة سنبحث ولكن في ثيابك وأغراضك هيا أمامي
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق