رواية وتين القلب( من سلسلة كانت أنثى) الفصل السابع والثامن والتاسع الأخير وبقلم لولي سامي
رواية وتين القلب( من سلسلة كانت أنثى) الفصل السابع والثامن والتاسع الأخير وبقلم لولي سامي
هنا انتبهت لحالي لالقي بكل هذه الاسئلة خلف ظهري واهرول لغرفتي اغلق على ذاتي بابها والملم ملابسي ...
ثم ظللت منتظرة الفجر افكر فيما سبق وما تم وما آت حتى صدح الاذان وكأنه آذان خلاصي....
لاسحب حقيبتي خلفي واهرب من هذا المعتقل متجه مباشرة الي محطة السفر لانتظر القطار الذي سيقيلني لمحافظتي واهلي..
سحبت نفسا عميقا ثم أكملت بسعادة طاغية وهي تحدثني من الهاتف / وانا اهو بكلمك وانا بالقطر أصل اضطريت استنى ده علشان اللي قبله كان مكيف بس ده على قدي يعني..
بس الحمد لله طلع فاضي مش زحمة اوي علشان احنا بنص الاسبوع بقى..
استمعت لحديثها وانا احاول تجميع الصورة بعقلي ..
فبناء على حديثها أن رائد استمع الي وانطلق لزوجها يخلصها منه دون حتى العودة لرأيها ...
من اين أتى بهذه الثقة أنها تحتاج لهذا الخلاص ...
انهيت معها المكالمة وانا اوصيها بطمئنتي عليها فور وصولها لأجد نفسي قد وصلت لحضانة ابنتي لاترجل من سيارة الأجرة ودلفت للحضانة استلم ابنتي التي ظلت تثرثر عن ما حدث معها ولكن عقلي أنا كان مشغولا فيما حدث مع وتين وكيف عرف رائد أن هذا ما تريده لانظر لابنتي قائلة /
شمس حبيبتي ممكن تسكتي ثواني هعمل تليفون .
توجهت بها الي شارعنا وانا احاول مهاتفة هذا الرائد ولكن دون إجابة بل من الواضح أنه مازال يحظر هاتفي فلم اعد استطيع الوصول إليه حتى الآن .
دلفت لمنزلي وانا احاول اعادة الاتصال بوتين ربما وجدت عندها الإجابة ولكن وجدت هاتفها مغلق من الواضح أنها دلفت لمنطقة خارج التغطية .....
تركت هاتفي لابدا في إعداد الطعام لأولادي وقبل أن أبرح مكاني وجدت من يدق جرس المنزل ...
توجهت لافتح واعتقادي الكامل أنهم اولادي لأجد جارتي التي أسفل مني تقف أمامي وملامحها يبدو عليها الانزعاج بل يبدو عليها انها ستنفجر فور سؤالي عن ما بها ....
افسحت لها المجال لتعبر للداخل وفور جلوسها على الأريكة قذفت سؤالي بوجهها / مالك يا مليكة شكلك ميطمنش ...
وكأني قذفت صاروخ مفخخ بالقنابل لتنفجر على إثر سؤالي وتنتحب بالبكاء لدرجة أنني اعتقدت أن والدتها قد توفت فهي تحبها كثيرا ...
جلست بجوارها احاول ان اهدهدها حتى افهم سر ما بها واحاول مساعدتها إذا كان بامكاني ذلك ...
بالكاد استطعت أن اهدأها قليلا وقبل أن اسألها مجددا صدح جرس المنزل لاعتذر منها واتوجه لافتح الباب ليدلف اولادي ...
عدت إليها لأجد ابنتي مذبهله تقف أمام مليكة وتنظر لها بتعجب أكاد اقسم أنها تسأل ذاتها ماذا في هذا العالم ليجعل سيدة بعمر والدتي تبكي وتنتحب كالاطفال ...
ربت على كتف ابنتي وطلبت منها التوجه للداخل والنوم قليلا حتى اعد الغداء ...
وكما هو متعارف في عالم الأبناء فور انشغال والدتهم يستغلوا هم الوضع إما باللعب أو بالنوم دون حتى السؤال عن الطعام الذي يتحججون به وقت الواجبات ....
استأذنت مليكة لاعد لها عصير الليمون حتى تهدأ قليلا ثم عدت إليها لتقدم هي لي الاعتذار / أنا آسفة يا شروق اني شغلتك عن اولادك بس بجد ملاقتش حد اروحله ومش عارفه اعمل ايه انا تعبت حقيقي تعبت ...
ربت على كفها محاولة طمأنتها / متقوليش كدة يا مليكة إنتي تيجي بأي وقت طبعا ....
المهم طمنيني حبيبتي مالك بعد الشر ؟؟؟
أطلقت زفرة حارة تكاد لهيبها تعبر عن مدى الاحتراق الداخلي بها ثم استهلت حديثها بسؤال غريب / مين اللي قال إن التعليم هو افضل وظيفة للمرأة ؟؟
تعجبت من السؤال ولكني حاولت الإجابة عنه بقدر وعيي لمهام هذه الوظيفة فاجبتها قائلة / يمكن علشان اغلب تعاملها هيكون مع اطفال مفيش منهم أذى ؟؟
ويمكن علشان خصائص الأمومة اللي بالست بتخليها تستحمل وتوصل المعلومة افضل من الراجل وتراعي خصائص مرحلة الطفولة اكتر من الراجل ؟؟
ابتسمت بتهكم قاىلة / خليني اوضحلك نقطة مهمة وهي أن الأطفال دلوقتي ممكن يؤذوكي أذى ميجيش من الكبار ....
وهي أن الطفل ممكن يتبلى عليكي انك ضربتيه أو اذتيه وممكن يمثل على أهله وكل اهله بتصدقه بحجة أنه طفل مبيكدبش ....
بس في الواقع وفي التطور العصري اللي بقبنا فيه والافلام والمسلسلات والتيك توك اللي خلى الجميع محترفين تمثيل....
الطفل أصبح محترف تمثيل وتلفيق الحقائق وافتعال المشهد من أوله لآخره...
لم افهم إلام تشير في حديثها لانظر لها بتعجب ...
امن المعقول أن هذا ما اوصلها لكل هذا البكاء ؟؟
هل هناك طفل ادعى كذبا عليها لدرجة أنها تبكي حرقا هكذا ,؟؟
لاسألها عن سبب حديثها / معلش هي المشكلة اللي انتي فيها سببها طفل ؟؟
ضحكت بتهكم ثانية وكأنها تسخر من غبائي الذي لم يعي مقصدها لتحاول توضيح نظريتها قائلة / لا أنا بس لما سألتك عن سبب اختيار المعلمة كانسب وظيفة للمرأة فقولتي يمكن علشان بنتعامل مع اطفال....
فحبيت اوريكي قد ايه اتفه سبب ممكن هو اللي يوديكي في داهيه ...
تنفست الصعداء أنني لم أكن بالغباء الذي توقعته لاحثها على الاستمرار بالحديث ربما أدركت سبب انهيارها / طب كملي أنا سمعاكي ....
أكملت وهي تزيد من حيرتي وكأنها جاءت لتضعني في مأزق لا أن تطلب مني المساعدة في الخروج من مأزق / نيجي بقى لنقطة اغلب تعاملي مع اطفال ...
حتى النقطة دي غلط....
يعني مثلا أنا بتعامل مع زملاء عادي ومدير وممكن المدير يكون متحرش وده حصل فعلا ...
وفي زملاء ممكن يكونوا عقارب وكل شغلهم أنهم يوقعوكي في شر اعمالك ...
وفي بقى الكبيرة التوجيه اللي من المفترض من اسمه أنه بيوجهك للأفضل ولكن للاسف أصبح كل مهامه اصطياد الأخطاء علشان يذكر عليكي خطأ فيقولوا أنه متابع ....
حاولت توجيه حديثها لاقول لها / معلش خلينا في نقطة نقطة الشكوى دلوقتي من المدير ولا الزملاء ولا التوجيه ؟؟
وهنا أطلقت ضحكة تخللها بعض الدموع لتجيبني وسط ضحكتها / تخيلي لما يجتمعوا كل دول مع بعض عليا !!!
بدأ ينتابني الشك أن مليكة من الموظفين المثيرين للمشاكل لاحاول أن استفسر / معلش وضحيلي إزاي كلهم اجتمعوا عليكي اكيييد عملتلهم حاجه!!
وعلى حسب فهمي إنتي شغاله في مدرسة حكومة يعني أعتقد في قوانين بتحكم جميع الأطراف مش زي الخاص يعني صاحب الشغل اللي بيتحكم من غير اي قوانين ....
وكأني أطلقت نكتة ظريفة جدا لاجدها تضحك بكل ما بها من قوة بل انها وصلت لحالة هستيرية ...
تركتها حتى انتهت من حالة الضحك الهستيريا التي بها حتى هدأت وقالت معلقة / مانا كنت فاكرة زيك كدة !!
جملتها لفتت انتباهي لا أعي ماذا تقصد بها ولكنها رحمتني من الحيرة لتكمل مفسرة / الحكومة طلعت العن من الخاص....
على الأقل الخاص اللي بيحكمك قوانين صاحب الشغل بس واللي بتحفظيها وتحاولي تتماشي معاها....
لكن الشغل الحكومي مبتعرفيش تمشي بأي قانون!!!
بقانون العمل اللي كل طرف بيطبقه بمعرفته؟؟
فبيصبح المدير له قانونه الخاص واللي بيعرف امتى وازاي يستغل بند القانون لصالحه ...
وطبعا في له حاشيته الخاصة اللي بتتمتع بكل الصلاحيات...
ولا الموجه اللي بيتصيد أخطاء وعارف إزاي يكتفك بالقانون وعارف برضه إزاي يفك قوانينه على اللي يخصه .....
ومبيدورش ولا يهتم إذا كنت مبدع أو ممتاز في عملك على قد ما بيدور على الورق .....
ستف ورقك كويس حتى لو سيبت الاطفال من غير تعليم...
وتملقت له واشادت بيه في الرايحه والجاية تبقى كدة حبيبه وشغال وزي الفل ....
لكن لو بقى كنت من ذو ضمير وحبيت تعلم الاطفال كويس....
هتلاقي مليون تعبان بيحاول يوقعك علشان ببساطة جدا اجتهادك ده بيبين ضعفهم ....
فهما بيتحدوا على اللي شغال واللي للأسف بيعرفوا يوقعوه فعلا ....
يا اما يوده في داهية ويلصقوا فيه مصايبهم!!!
يا اما يكرهوه في المهنة ويكرهوه في الضمير!!!
ويا يجاريهم ويبقى زيهم ومن حاشيتهم يا يخلوه يطلع خالص من الليلة زي مانا ما بفكر حاليا.....
كل هذا وهي تعطيني استنتاجاتها ولم تسرد اي شىء عن مشكلتها لاحاول أن أفهم منها سبب كل هذه الاستنتاجات قبل أن أعطي حكم نهائي على مشكلتها واقبل بما ذكرته فقلت لها / معلش ممكن تشرحيلي الموضوع من البداية علشان اعرف ايه اللي حصل لكل ده ؟؟؟
نظرت إلي وصمتت قليلا وكأنها تجمع خيوط الحكاية منذ البداية ثم بدأت في سرد احداث قصتها / انا معلمة رياض اطفال زي مانتي عارفة المفروض اني بتعامل مع اطفال صغيرين اوي والمفروض برضه أن دوري اني اسسهم في القراءة والكتابة علشان يقدروا يكملوا مسيرة تعليمهم بطريقة صحيحة ....
برغم وجود حاجات كتييير جدا بتعجزني أن أعمل كدة لكن بحاول ....
اوقفتها قليلا لاحاول فهم كل نقطة فسألتها / حاجات بتعجزك عن شغلك زي ايه ؟؟
نظرت للأعلى ثم أجابت / زي عجز المعلمين اللي خلاني اشيل مهام ثلاث معلمات....
يعني أنا بدخل الفصل من الصبح وبدي الاولاد كل المواد ومبطلعش غير على المرواح ....
وطبعا لو احتجت اكل سندوتش أو كوباية شاي وانا معاهم ولو الظروف اضطرتني اني اروح الحمام بضطر اوقف الدادة مكاني ...
ماهو مفيش معلمات ...
تعجبت من كم العجز الصارخ الذي وصلت إليه مدارسنا لأعلق قائلة / للدرجة دي مفيش معلمين ؟؟؟
وطبعا غصب عنك بتقصري في شغلك ماهو مش معقول واقفة في الفصل ومعاكي العدد ده من الاولاد وتفضلي بنفس الكفاءة من اول اليوم لاخره !!
اومأت برأسها سلبا لتجيب على توقعي / للأسف المشكلة مش هنا !!
أنا بحاول وبجاهد والله اني الاولاد يستفادوا طول الوقت....
والحمد لله النتيجة فعلا ظاهرة في الاولاد وأولياء الأمور ملاحظين التغيير فيهم ...
تعجبت من أمرها فمن حديثها أنها قادرة على تحدي الصعاب بل والتميز بوسط الظروف العصيبة لاسألها / أمال المشكلة فين ؟؟
أطلقت زفرة حارة ثم أجابت / المشكلة أن اللي مش عايز يشتغل بيحاول يعجزك ...
وطبعا الزملاء بالحكومة متعودين يظبطوا ورقهم ويقعدوا ميعملوش حاجه زي المشرفة كدة ..
المفروض انها معلمة زيي لها حصص في وسط العجز اللي احنا فيه ....
لكن هي بتتملق للتوجيه وتفضل قاعدة طول النهار برة وتزود عليا مهام من مهامها .....
ولما طلبت يا تدخل تشيل حصصها يا تعمل مهامها بنفسها علشان أنا تعبت قلبت عليا واشتكتني للتوجيه اللي بدوره جه وقعد يدور ورايا في كل السجلات بتاعتي لحد ما طبيعي طلعلي أخطاء ....
ماهو معلم زيي مهتم بالتدريس للاطفال اكيد مش هيهتم زي اللي فاضي بتظبيط الورق ....
وبناء عليه طبعا اتحولت للتحقيق واخدت جزاء خصم ثلاث ايام ......
قطعت حديثها لاسألها باندهاش / كل ده علشان بعض السجلات ناقصة !؟
يا ستي اعمليهم وظبطي ورقك وبعدين ابقي اشرحي للاطفال ....
ضحكت بتهكم قائلة / هو انتي متخيلة السجلات ورقة ولا ورقتين هعملهم واخلص؟؟؟
ده تقريبا خمس سجلات بكتب فيهم قد كدة وكلام مرسل لا بيقدم ولا بيأخر !!
يعني هيكون سجلات ايه اللي مطلوبة من معلمة رياض اطفال غير دفتر التحضير !!؟
سألت سؤالي الاستنكاري لتصعقني باجابتها / خدي عندك دفتر التحضير اللي بحضر فيه ثلاث أو أربع مواد ، ودفتر الغياب والحضور ، ودفتر الحالات الخاصة وده لوحده بيكون جواه (سجل الموهوبين اللي المفروض اتابع موهبتهم وانميها امتى مش عارفه ؟؟
وسجل المرضى اللي المفروض اسجل فيه أي حالة تعبت واستدعى تعبها أنها تغيب وتطور حالتها ....
وسجل الطفل المشكل اللي المفروض اتابع مشكلته واحاول اعالجها ) كل دول جوة سجل الحالات الخاصة ، ....
وفي سجل المتابعة اللي المفروض كل يوم اتابع ١٥ طفل في الثلاث مواد واكتب مدى تطور حالتهم بالمادة ....
وسجل التقييم اللي بسجل فيه تقييم مستوى الاطفال كل عشر ايام للفصل كله ....
أشرت لها بكفي لتتوقف وانا اقول لها بأعين متسعة / بس بس كل ده لييه ؟؟
الاسامي والفايدة بتاعة السجلات جميلة بس مش معقول كل ده بيتم على أرض الواقع فعلا....
ثم إن كل ده من اختصاص الأخصائية النفسية والاجتماعية ومدرسة الرسم والموسيقي لو فعلا عايزين ينمو المواهب ده!!
ثم إنتي بتلحقي تنفذي كل ده مع التدريس امتى ؟؟ ...
نظرت إلي وكأنها تنظر لابله / هو انتي صدقتي كل ده ورق بس ولازم يتملي كل يوم والسلام ....
وطبعا المدرس المجتهد هو اللي يكون ورقه كامل بغض النظر عن النتيجة ...
استنكرت ما ذكرته لأعلق بعدم تصديق / معقول!!!
طب ما كدة عقبال ما تخلصي كتابة بالورق ده يكون الوقت خلص ....
لوحت بكفها وكأني اتحدث عن غير وعي معلقة / هما ميهمهمش النتيجة يهمهم الورق ....
ثم أكملت / ووالله بحاول بكل الطرق احقق المعادلة الصعبة دي ....
لكن للاسف كنت خلاص اتحطيت بالبلاك ليست وصمموا على نقلي من المدرسة خالص بحجة اني غير كفء أن أكون بمدرسة تجريبي بناء على الجزاء اللي اخدته ....
وطبعاً ده كان الهدف المعلن لكن كان في هدف لهم تاني....
وهو أن لهم حبايب عايزين ينقلوهم بدالي في المدرسة التجريبي علشان حوافزها أعلى ...
وطبعا يبعتوني مكانهم بالحكومي العادي علشان يسدواوالعجزواللي هيعملوا بنقلهم ....
وعليه الموجه طلعتلي قرار نقل وابقي سلميلي على القوانين .....
اشتدت اعصابي جراء ما سمعته فهم يتحكمون وكأنها مصلحتهم الشخصية ويتلاعبون بالقوانين وكأنهم واضعوها لاسالها عن ماذا فعلت / وبعدين عملتي ايه ؟؟
اكيد في حل ؟؟
اومأت برأسها إيجابا قائلة / فعلا في حل وقدمت على نقل من الادارة خالص لاني خفت اكون تحت رحمتهم واضطهادهم مع اختلاف المدرسة ففضلت انقل برة الإدارة ....
وطبعا بالنسبالهم أن أنقل وافلت من تحت ايدهم قبل ما يعاقبوني شىء صعب جدا ....
بس حاولت وجبتلهم واسطة واتمنيت يسيبوني اخرج من تحت قبضتهم واخيرا نقلت بالفعل....
أطلقت زفرة راحة وكأني كنت معها بهذه الحرب الباردة والمتلفة للأعصاب معها / طب كويس الحمد لله بعدتي عنهم اخيرا ...
_ لا مش كويس اللي زي دول مبيسوبوش حد يفلت من تحت ايدهم بيفضلوا وراه لحد ما يكرهوه في حياته ....
حاولت تهدأة أعصابها التي ثارت فجأة لاسالها / في ايه بس اللي حصل تاني ؟؟؟
تفتكروا ايه اللي ممكن يحصل تاني ؟؟؟
الجزء الثاني من #كانت_أنثى
#وتين_القلب
#الكاتبة_لولي_سامي
البارت الثامن من وتين القلب
ضحكت بتهكم ثم نظرت للاشئ أمامها ثم قالت / اللي حصل انهم بيتصرفوا اكنهم في الابعدية بتاعتهم ....
بيجاملوا بعض على الاذية ....
موجة الادارة الجديدة تتصل بموجهه الادارة اللي كنت فيها وتسالها عن تاريخي وطبعا مبيخلاش الأمر من التوصيات واللي بالفعل بدأ من اول اسبوع نقلت فيه ....
تخيلي أن الموجهة الجديدة حاولت تعطيل حركة ترقيتي بحجة أنها مشافتش شغلي ......
مانا نسيت اقولك أن قرار النقل جه متزامن مع ميعاد الترقية ....
وطبعا علشان اترقى محتاجة امضتها والحمد لله ربنا رزقني بأولاد الحلال اللي حاولوا بشتى الطرق أنهم يمشوا الورق بعيد عنها ...
وبعدين بدأ الاضطهاد أنها تدور في كل سجلاتي وتحاول تتصيد ايةخطأ و...
لكن حاولت اني مقعش بالغلط تاني لكن مش كل الظروف بتكون ملك ايدك !!!
صممت برهة وسحبت نفسا عميقا وكأنها تجاهد ذاتها في استكمال ما تسرده لتردف مكملة / خلينا متفقين إن مفيش موظف مبيغلطش....
فلما يكون كل مهمتها أنها تتصيد الخطأ فأكيد مسيرها تلاقيه ....
_ اكيد اي حد ممكن يغلط بأي وقت بس بتفرق غلط جسيم ولا يتعدى واول مرة ولا معتادة الخطأ ..
نطقت بملاحظتي لتسخر قائلة / مش قولنا كذا مرة بيطبقوا القانون على مزاجهم ......
_ حصل ايه تاني ؟؟؟
سالتها لارى بداية تغلغل الدموع بمقلتيها قائلة / بقالي كذا بوم تعبانة شوية فصراحة كنت بشرح يادوب الدروس ومكنتش بكمل الورق ولحظي الجميل جت لي ومسكت عليا غلطة وما صدقت أنها لاقتها فضلت تزعق وتتوعد ليا وطلبت إجراء استجواب وبرغم رفض وكيل المدرسة ومديرة المدرسة والمشرفة لإجراء الاستجواب علشان شايفني شايفة شغلي وأنها تعتبر اولى اخطائي ....
إلا أنها رفضت أنها تعدي غلطة زي دي وأصرت على عمل استجواب ورفعه للشئون القانونية واتخاذ اللازم .....
وقعدت تتوعد لي بنقلي لمدرسة بعيدة بمنطقة نائية وبمستوى أقل من التجريبي وقالتلي بالنص أنا منستش اللي عملتيه بالإدارة التانية .....
توقفت عن السرد قليلا وكأنها تشعر بالاختناق ثم بدأت دموعها تنسال على وجنتيها وقالت بين نحيبها / تعبت أنا تعبت ومش عارفه اروح فين ولا اعمل ايه الظلم وحش بس حقيقي الاضطهاد اوحش ....
وانا خلاص استهلكت جسديا ونفسيا ومش هقدر احارب .....
وفي نفس الوقت أنا وجوزي محتاجين مرتبي ....
والله كنت هقعد خالص واستقيل بس هنعمل ايه بعد كدة ؟؟؟؟
دليني اتعامل معاها ازاي وهي مصرة تأذيني من غير حتى ما اعملها حاجه.....
اتعامل إزاي وهما بأيديهم كل حاجه....
السلطة والقوانين وانا مفيش في ايدي حاجه حتى حرية الرد غير مكفولة لي والا اعتبروني بتعدى على رئيسي بالعمل .....
انتهت جلستي مع مليكة لاحاول طمأنتها بالتفكير في مشكلتها ومحاولة إيجاد حل لها برغم عدم معرفتي الكاملة بالشئون القانونية بالتربية والتعليم ولكني سأحاول .....
فحقا ما تشعر به لهو محزن ومخزي أن يكون هذا هو الحال بمدارسنا وما وصلت إليه مصالحنا الحكومية لمجرد تنظيم اوراق لا تسمن ولا تغني من جوع...
اتعلم ما الفرق بين الظلم والاضطهاد
الظلم شعور مؤلم ولكن الاضطهاد أكثر إيلاما
الظلم ينتهي بانتهاء الموقف أو بنهاية الظالم ....
أما الاضطهاد فهو عبارة عن ظالم يوصي الأشد منه ظلما لتستمر المعاناة وتصبح سلسلة لا نهائية من الظلم ....
انتبهت على مروان ابني الذي خرج توا من غرفته ينادي علي ومن الواضح على ملامحه أنه كان نائما ويطالب بالطعام...
لأتذكر أنني لم اعد شيئا يأكلوه لامسك بهاتفي واطلب لهم علب كشري فالوقت قد أزف ولم يعد أمامي متسع لإحضار طعام ....
بعد ساعتين حضر مازن وقد انهيت المذاكرة مع الاولاد ليدلف مازن طالبا الطعام باسرع ما يمكن لاقف أمامه بعلبة الكشري وانا خجلة من نفسي واحاول تبرير تقصيري قائلة / معلش يا حبيبي مليكة جارتنا زارتني النهاردة وكان عندها مشكلة وقعدنا مع بعض والوقت خدني ملحقتش أعمل غدا .....
استدار الي عاقدا حاجبيه سائلا / والمفروض اصوم علشان الست مليكة زارتنا ؟؟؟
ولا المفروض عليا اعمل ايه لما افضل طول اليوم من غير اكل وارجع البيت كمان ملاقيش اكل .....
مددت يدي بعلبة الكشري قائلة / لا يا حبيبي مانا جبتلك كشري ....
هدر قائلا / يعني اليوم الوحيد اللي مجبش كشري من برة ارجع البيت الاقيكي جايباه والله حرام ...
الف شكر لك ولمليكة هانم .....
ماهو تسمعي ليها ولمشاكلها افضل من انك تعملي اكل لجوزك وأولادك .....
خليلك الكشري مش واكل.....
تركني ودلف للغرفة وانا مازلت لا أبرح مكاني ....
لا اعلم ماذا علي ان افعل ؟؟؟
هل كنت بدأت بإعداد الطعام وهي معي ؟؟
ام كنت استأذن منها وهي بهذه الحالة ؟؟؟
أم كنت اعد الغداء ولكن لم يكن مقدوري حينها أن اذاكر لأولادي ؟؟؟؟
شعرت بالضيق من ذاتي وكدت أدلف خلفه اعتذر منه ولكن لم اجد ما أقوله له ...
فجلست مكاني ومازلت ممسكة بعلبة الكشري وشرعت في التهامها وانا افكر في كلا المعضلتين مليكة ووتين !!
حتى اتسعت حدقتي فجأة واضاءت بعقلي فكرة رائعة تمنيت أن تتحقق وتسير كما خططت لها ...
فنظرت تجاه علبة الطعام الفارغة بيدي وكأنها سبب الهامي لاقبلها قائلة / شكرا يا مازن تقريبا دي اللي كان فيها السر كله ........
----------------------------
وصلت وتين لمنزل والدها بإحدى القرى وفور دلوفها من باب المنزل تسمرت مكانها وجحظت عينيها من أثر الصدمة ليستقيم والدها فاردا ذراعيه أمامها وينطق بحب وبكل ترحاب / تعالي يا وتين يا بنتي ....
تعالي يا حبة القلب ......
كل ده يحصل ليكي وانا معرفش ؟؟
ارتمت بأحضان والدها وما زالت تسأل نفسها كيف حدث هذا ؟؟
انتهى سلام والدها لتتلقفها والدتها تشدد على احتضانها فهمست وتين باذن والدتها / جه امتى وازاي ده؟؟
فاجابتها والدتها بهمس / سلمي الاول وبعدين نتكلم ....
انتهت وصلة السلام والهمس مع والدتها ثم تقدمت بخطوات سلحفية وعيونها مثبتة عليه ولسان حالها يود ان يسأله عدة اسئلة تدور بذهنها ...
حتى اقتربت منه وهو مازال ينظر تجاهها بوجه مبتسم ليقف ماددا يده ليسلم عليها لتباغته بسؤالها الذي جعله مندهش بل جعل الجميع يلفتت إليه بعيون جاحظة يملؤها سرب من التساؤلات / انت دفعتله كام علشان يطلقني؟
ودفعتله ليه اصلا ؟
_ وجيت هنا إزاي مين دلك على العنوان ؟؟؟
_ويا ترى حكيت ايه لوالدي ؟؟
حاول رائد تهدئدتها قائلا/ ممكن تهدي يا استاذة وتين وانا هفهمك كل حاجه!!
_مدااام وتين ... مدااااام وتين من فضلك ...
أنا مش أستاذة أنا مداام ومتجوزة ....
وحضرتك مش من حقك تتكلم نيابة عني ...
ولا من حقك تدخل بيت عيلتي الا لما اسمحلك ...
هنا تدخل والدها ناهرا إياها / وتيييين ...
الراجل في بيتنا عيب اللي بتقوليه ده !!!
كل هذا ولم ينطق رائد بل توقف سمعه عند تصحيح جملته .....
عندما محت لقب أستاذة ووضعت محله لقب مدام وكأنها أشعلت حريق خامد بداخله ليضيق عيونه وينظر لها بنظرات ثاقبة وجامدة غير عابئ بكل ما قالته أو بمن يقف / هو مقلكيش أنه طلقك وعند مأذون كمان ؟؟
وقف والد وتين ووالدتها على رؤوسهم الطير وكأنهم يشاهدون مباراة من المفاجآت يلتفتون يمينا ويسارا متفاجئين ناحية من يطلق الخبر الاحدث ....
بينما وتين وكأنها أصابت الهدف باصرارها عدم تغيير لقبها لتتحدث بتحدي وكأنها تريد زيادة الأمر سوء / الطلاق اللي طلقه غيابي وانا مش موافقة عليه وهطلب منه يرجعني .....
ظل الاب والام يلتفتون ويشاهدون رشقات لفظية من كلا منهم ليضغط رائد على فكيه حتى ظهرت عروق رقبته سائلا بتهكم / دانت كان عاجبك الذل اللي كنتي عايشه فيه بقى ....
أمال طلبتي مساعدة الصحفية شروق ليه علشان تلاقيلك حل وتقنعه يطلقك ....
كانت هذه المفاجأة من نصيبها فقد علمت أنه عرف رغبتها في الطلاق من شروق لتغمض عيونها هامسة لذاتها / الله يسامحك يا شروق ....
الله يسامحك ...
ثم فتحت عيونها وبكل ثبات / لو كنت عرفت اني عايزة اتطلق يبقى اكيد عرفت أنه كان متهمني اني بخونه معاك......
وبطريقتك وزيارتك واللي عملته ادتله الفرصه يستغل كل ده علشان يفضحني .....
وانا لو عيشتي معاه في كفة مقابل فضيحة اهلي لا يمكن اقبل بالفضيحة مهما كان الثمن ...
ابتسم رائد بطرف شفتيه متهكما ثم قال / بقى كل الزعابيب اللي قامت ده وطلبك انك عايزة ترجعيله علشان فاكرة أنه هيفضحك ؟؟
أطلق تنهيدة راحة لا يعرف سببها ثم قال بتروى / احب اقولك متخافيش ....
عند ذكر سيرة الفضيحة والأهل وكأنه ناقوس خطر أيقظ والدها من غفلته ليطرق على المنضدة التي أمامه ناهرا بكلاهما / اسكت انت وهي عايز افهم كل حاجه.....
بعد فترة ليست بوجيزة استفاض فيها رائد يسرد كل ما تم من ناحيته لتسرد وتين باقي احداث القصة من ناحيتها لتكتمل الصورة بذهنها ويزداد احتقارها لمن كان زوجها ليكمل رائد منهيا حديثة / وطبعا بعد ما اتناقشت معاه وحاولت اوصل معاه لحل لاقيته هو اللي بيعرض عليا .....
توقف قليلا لينظر للاسفل ثم لها وأكمل بتلعثم / آسف في اللي هقوله ....
عرض عليا الطلاق مقابل أن أدفعله نص مليون جنيه كتعويض عن راتبها اللي المفروض أنه من حقه على حسب ذكره .....
بصراحة متردتتش وكان بالمقابل يطلق فورا وميجبش سيرتها بأي سوء .....
وبالرغم من ده كله حبيت اسبق واجي هنا قبل ما توصل علشان احكيلكم كل حاجه.....
تحسبا ليقل بأصله معايا برغم اني ماسكه متقلقوش....
ديته شكوى بالشئون القانونية عن الدروس اللي بيديها ....
مكانها ومواعيدها ....
وساعتها هيتوقف تماما بس ده هيحصل لما ارجع باذن الله يعني بكرة أو بعده بالكتير .....
علشان ميفكرش مجرد تفكير يتلاعب معايا.....
ولو تذمر على موضوع الفلوس وحب يعترض ويقل بأصله ويتكلم بما يشوب الأستاذة وتين بمكروه ساعتها الفلوس اللي اخدها احب اطمنكم أنه تقريبا مش هيتهنى بيها ....
لاني خليته يكتب على نفسه وصل أمانة بالمبلغ لو قل باصله وجاب سيرتها بأي شكل وصل الأمانة هيتقدم وساعتها يا يدفع الفلوس يا يتحبس....
ده ناحية ....
ومن ناحية تانية لو مجبش سيرتها يبقى مبروك عليه الفلوس وساعتها نقول إن ده تمن بسيط جدا قصاد سمعة الأستاذة وتين ولا ايه!؟!؟
انخفضت نظراتها لا تقوى على النظر إليه ...
بل وشعرت بالخزي من حالها كيف بابن عمها يبيعها هكذا ؟؟
بل والأدهى أنه سلبها باقي مجوهراتها وانتزع منها تنازل رسمي عن كل حقوقها واوهمها أنه مقابل خلاصها ....
كما شعر والدها بالحرج الشديد حيال ابن أخيه ليعلق مستنكرا / أخص عليه وعلي أصله ....
يعمل كدة في دمه ....
دانا مرضتش اجوزها لحد وقولت هو اللي هيصونها .....
ثم رفع عيونه لرائد بامتنان شاكرا إياه / الف شكر يا ابني ومتقلقش كل فلوسك هتاخدها على داير مليم ....
لو ليها اخ مكنش عمل اللي انت عملته ده ...
ابتسم رائد ليعلق بهدوء على والدها / أنا معملتش حاجه يا عمي غير اني قولت كلمة حق ...
وحاولت اقنعه أن الأستاذة وتين خير مثال للشرف والأمانة ولكن وجدته لا يستحق هذا الشرف والأمانة .....
صمت قليلا ونظر تجاه وتين قائلا / ثم إن أنا مش اخوها ...
رفعت وتين عيونها تنظر اليه وهي تشعر بقشعريرة قد غلفت جسدها باكمله لتجده ينظر لها بابتسامته الجذابه وكأنه يؤكد على ما أدركه عقلها وقلبها ....
ليخفق قلبها بشدة وتنتفض واقفة وهي تؤكد على جملة ابيها / أن شاء الله فلوسك هترجعلك وفي اقرب وقت ....
عن اذنكم .....
هرولت تجاه غرفتها ليعتذر والدها عن أسلوبها الفج / معلش يا بني اكيد أعصابها مشدودة الايام ده ....
بعتذر عن أسلوبها الصعب .....
واحنا متشكرين اوي على نبل اخلاقك وبالنسبة لحقك هكتبلك وصل أمانة علشان لو حصلي حاجه ميضعش حقك .....
قبل أن يطلب والدها ورقة وقلم من والدتها كان استقام رائد وهو يربت على كتف والدها قائلا / مفيش بينا الكلام ده يا عمي وقريب اوي كل واحد هياخد نصيبه أن شاء الله متشغلش بالك انت دلوقتي.....
ثم استدار لوالدتها بوجه مبتسم قائلا / التقل عليكي الايام دي يا ست الكل تهديها كدة وتغذيها وان شاء الله هتبقى زي الفل ....
استأذن أنا .....
حاول والدها ووالدتها أثناءه عن قرار ذهابه ومحاولة ابقاءه حتى موعد الغداء ولكنه أصر على الانصراف حتى يعطي لها المساحة الكافية بالاختلاء بنفسها واهلها ......
داخل الغرفة ارتمت على فراشها تبكي ويلات الذل التي عاشته في حاضره.......
وتبكي ويلات الخزي من تصرفه أمام انسان غريب عنها وعنه .....
بل والأغرب أن هذا الغريب هو من صدقها وعمل على إنهاء عذابها ....
شعرت بمن يربت على ظهرها لتستدير فتجدها والدتها تبتسم وهي تقول / بدل ما تحمدي ربنا أنك خلصتي منه بتعيطي عليه ؟؟
اعتدلت وتين بجلستها وهي تكفكف دموعها وتنزاح قليلا على الفراش حتى تجلس والدتها بقربها ....
ثم قالت بأنفاس متقطعة من أثر البكاء / أنا مش بعيط عليه يا ماما أنا بعيط على نفسي ...
بعيط على اللي شفته واللي حاولت استحمله علشان بس أكمل حياتي اللي انتوا اقنعتوني أن مليش غيرها ومهما حصل لازم استحمل ولازم أنا اللي أصلح ...
انخفضت الام نظراتها لا تقوى على النظر لابنتها لتكمل وتين / حياتي اللي قولتولي أن أي غلط فيها هيكون بسببي واي تقصير هيكون من ناحيتي ولازم اصلح الغلط والحق التقصير علشان كدة مكنش قدامي غير اني اسمع كلامه حتى لو غلط ، علشان مليش باب تاني الجأله .....
مش ده كلامكم اسمعي كلامه حتى لو غلط .....
مكنتوش حتى بتسمعوني .....
كان بيهدني من جوه ويكسر نفسي وانتوا علشان متوجعوش دماغكم ابسط كلمة اسمعي كلامه عايز مصلحتك ....
بعيط على حالي لما الاقي اللي يؤمن بيا ويصدقني من غير حتى ما ادافع عن نفسي واحد ميربطنيش بيه أي صلة .....
بعيط على حالي لما بكل بساطة واحد ميعرفنيش يكون سبب في خلاصي وانقاذي ....
ظلت الام تستمع لابنتها وهي تشعر بالخزي من حالها والتقصير تجاه ابنتها وعيونها تزرف دموع الندم بينما وتين أكملت جلدها بل وقامت بجلد ذاتها حين سالتها الام من بين دموعها معاتبه عما بدر منها / يبقى يصح اللي وقف معاكي وخلصك زي ما بتقولي تعملي معاه كدة؟؟
صرخت وتين بعزم ما بها وهي تقول / علشانكم علشان ميطلعش عليا سمعة أني كنت ماشية مع واحد وانا متجوزة .....
بإمارة أن هو اللي خلصني ....
زفرت أنفاسها وكأنها كانت تصارع ثم قالت / تامر هددني لو طلقني هيطلع عليا السمعة دي ...
شهقت الام ووضعت كفها على فمها وعقلها لا يصدق الي أي درجة من الوضاعة وصل إليها هذا الوغد لتتذكر حديث رائد فهدات قليلا ثم قالت / طب يا حبيبتي انتي نسيتي ما رائد هدده لو فتح بقه بسوء هيسجنه و هيوقف اكل عيشه وده كلب فلوس لا يمكن يخسر اللي بيكسبه ....
تحدثت وتين بين نحيبها / أنا تعبت يا ماما ....
تعبت ومبقتش عارفه اعمل ايه....
كل اللي بحاول أعمله اعيش كويسة بعيد عن المشاكل ...
كتير عليا اعيش في عالم بعيد عن المشاكل ؟؟
كتير عليا يا ماما!؟
ظلت تتسأل والدتها حتى ارتمت باحضانها وهي تنتحب من البكاء لتحاول والدتها أن تربت على ظهرها كمحاولة لتهدأتها وتهدأة نفسها .....
بعد فترة تركتها والدتها حينما خضعت للنوم فهى لم تذق النوم منذ الأمس مع إرهاق الطرق فخضع جسدها سريعا لتذهب الام تحاول إعداد وجبة دسمة وبعض الحلوى كنوع من الترفيه عن ابنتها بينما الاب ذهب لأخيه ليعلمه كل ما تم ....
ثم عاد وأخبر والدتها كيف أن أخيه مستاء من أفعال ابنه وقد حكم عليه عدم دلوفه القرية مادامت وتين بها .....
كما أنه تعهد أمامه أن حق وتين وما دفعه رائد سيرد من حساب تامر الذي مع والده ليتعلم أن لا يكسب قوته من عرق امرأة كما يقولون .....
حاولت كلا من الام والاب إقناع وتين بأن تتذوق ما أعدته الام من طعام وحلوى ولكنها أبت تماما أن تضع في فمها لقمة واحدة وكأنها تعاقب نفسها قبل عائلتها .....
ظلت بغرفتها تستعيد كل ما تم حتى انتبهت على رنين هاتفها والذي يضئ شاشته باسم شروق لتتذكر كيف لم تحدثها حتى الآن .....
أمسكت بالهاتف وفتحت المكالمة التي بدأت في مطلعها بوصلة عتاب / الله يسامحك يا استاذة شروق ...هي ده الأمانة اللي كلفتك بيها ؟؟؟
هو ده اللي قولتلك متكلموهوش !!
كلمتي رائد ليه ....
كلمتيه ليييه .....
الجزء الثاني من #كانت_أنثى
#وتين_القلب
#الكاتبة_لولي_سامي
البارت التاسع من وتين القلب
بعد أن سمعت شروق سؤال وتين وبصيغة هجومية وقع قلبها في أقدامها ورمشت بعيونها من الجهة المقابلة تحاول أن تدرك الأمر ....
وبنفس الوقت تجاهد في التوصل لطريقة تهدأها بها ...
لا تتوقع أن يدار الحوار عن رائد أو أن تعرف بما حدث من الاساس ...
فقد توقعت أنه لم يتحدث معها وأنه اغلق على نفسه وانهى الموضوع برمته بحظره رقمها .....
ولكن من الواضح أن هناك ما حدث خلف الكواليس وهي لم تعرفه بعد ....
ولكن لحظة فهو حدثها بعد طلاقها إذا ما المشكلة لتسألها شروق / استني بس انا كلمته قبلك ومرضتش اقولك لانه قفل الفون في وشي وعملي حظر فتوقعت أن الموضوع انتهى بالنسباله ومش هيتكلم مع حد تاني فيه .....
ثم أنه كلمك بعد الطلاق فين المشكلة ؟؟؟
_ هو مكلمنيش بعد الطلاق ....
هو كان السبب الرئيسي للطلاق ....
هكذا نطقت وتين بجملة افجعت بها شروق لتسقط الفاجعة على رأس شروق فتخيلت أنها بهذه الطريقة قد أوشت بوتين ....
كما ظنت أنه ربما انتشر عنها احاديث خاطئة ولغط في الأمر ليخفق قلبها رعبا من تحمل ذنب فضيحتها لتطلب بهدوء تام / ممكن تهدي وتفهميني اللي حصل !؟
بدأت وتين تسرد ما تم منذ عودة زوجها وعرضه الطلاق عليها ....
مرورا بعودتها لاهلها حتى مقابلة رائد وانتهت بقولها / مبقتش عارفه اعمل ايه اشكره على المعروف اللي عمله في حياتي وانقاذه ليا....
ولا أبعده علشان مفيش كلام يكتر عليا ولا على اهلي ....
أنا تعبانة تعبانة وحاسة اني بتخنق من كتر مانا مشوشة....
طوال سرد وتين لما تم معها وشروق تشعر بالسعادة الجامة وعيونها كادت أن تخرج قلوبا......
حتى مازن حين عاد وجدها ممسكة بالهاتف من الواضح أنها تستمع لأحدهم والإبتسامة لم تفارق شفتيها وكلما تحدث أشارت له بالصمت وما زالت تبتسم....
ولولا صدوح صوت امرأة عبر الهاتف لكانت أثارت شكوكه بهذه النظرات الحالمة والإبتسامة العذبة التي تزين عيونها وثغرها ......
أطلقت شروق تنهيدة عشق ثم قالت بكل هدوء / وتعبانة ليه يا قلبي لما الموضوع محلول والله ....
الراجل خلصك من مصيبة حياتك كلها ....
وبكل حكمة وهدوء ومن غير ما الزفت ده يضايقك أو يمسك بسوء ......
ثم اللي فهمته من كلامه أن الراجل معجب بس هادي وراسي كدة ....
التفت مازن على إثر كلماتي يزغر لي بنظرات جامدة لاعتدل في حديثي قائلة بعد أن تنحنحت/ أقصد يعني واضح أن غرضه شريف بس طبعا متكلمش في حاجة علشان إنتي في شهور عدة ......
استمعت لتنهيدة وتين من الجهة المقابلة ثم قالت / مانا حاسة بكدة ولازم يعرف أنه مينفعش ....
قلبت شروق عيونها لتسألها بتعجب / ايه اللي خلاه مينفعش بس يا وتين ....
_ علشان ميطلعش علينا اي كلمة إنتي متعرفيش اللي كنت متجوزاه ممكن يعمل ايه!؟
نطقت بها وتين بسرعة وكانها تحاول إقناع عقلها ونفسها قبل من يقابلها .....
لتحاول شروق تهدأة الأمر مؤقتا فقالت / طب يا حبيبتي مش هنتكلم في الموضوع ده دلوقتي لحد ما تهدي ....
أنا بس طالبه منك خدمة وللأسف الخدمة متعلقة برائد محتاجة إنتي تكلميه علشان يهتم ....
رفضت وتين رفض قاطع / لا طبعا دانا بهدلته في بيتنا عايزاني اطلب منه حاجه دانا ابقى بجحة بقى ....
ثم أنه هيفتكر اني بتمسح بيه بأي سبب والسلام ...
حاولت شروق إقناع وتين بالأمر / ما السبب مش تافه ولما تسمعيه انتي بنفسك هتوافقي من غير حاجة لانه لست مظلومة زيك بس الظلم مختلف ....
عقدت وتين حاجبيها ونيران الغيرة بدأت تتوغل بقلبها فقالت بتحفز / ايه عايزاه يتجوز واحدة تانية وينقذها من جوزها برضه!!!!
انطلقت ضحكة صاخبة من شروق وهي تشعر بنيران الغيرة التى نشبت بقلب وتين وكادت أن تطفو على السطح وتظهر في حديثها ومشاعرها....
ثم بدأت تسرد لها عما حدث مع مليكة وكيف أنها تحتاج إلى واسطة ذات نفوذ حتى ترضخ تلك الموجهة عديمة الضمير والأخلاق للقانون ....
استمعت وتين لشكوى شروق لتجد نفسها في مأزق حقيقي ما بين أنها تريد مساعدة غيرها كما كانت تتمنى أن يساعدها أحد....
وبين ما فعلته مع رائد من قلة تقدير واحترام فحاولت أن تتملص من مهمتها لتحاول شروق إقناعها بمحاولة اعتذار من قبلها يليها رجاء في التدخل في أمر مليكة .....
انتهت المكالمة بعد إقناع وتين بالمحاولة من باب إنقاذ مظلومة مثلها لتظل تفكر كيف تبدا الحوار وكيف تهاتفه من الاساس ....
لتنتفض على إثر صدوح هاتفها بجوارها فتنظر تجاهه لتجده هو من يهاتفها ليخفق قلبها بشدة ولا تعلم كيف ستجيبه ....
أمسكت بهاتفها وظلت تنظر إليه وتحاول ترتيب الجمل ولكن انتهت المكالمة لتزفر زفرة ارتياح...
مغلقة عيونها وكأنها أنهت أمر ثقيل عليها ...
وقبل أن تفتح عيونها مجددا كان أعاد الاتصال لتنتفض والهاتف بيدها مما أدى للضغط على زر الإجابة بدون ان تشعر فوضعت يدها على فمها حتى تكتم شهقتها التي صدرت منها عفويا وحاولت تهداة أنفاسها بينما رائد من الجهة المقابلة ظل يردد / الوووو ....
استاذة وتين ...
استاذة وتين أنا سامع نفسك ....
أغلقت عيونها بشدة ثم قربت الهاتف من أذنها لتجيبه بصوت متحشرج / أيوة .... رائد .... باشا ....
ابتسم فور استماعه لاسمه منها ليكمل سؤاله / اتمنى انك تكوني افضل دلوقتي...
اطبقت شفتاها على بعضهم كمحاولة منها لقمع ابتسامتها الحالمة ولكن لغة الجسد قد خانتها لتومأ برأسها وكأنها تخبره أنها أصبحت افضل وكأنه يراها ...
توقع فعلتها ليخبرها أنه لن يراها إذا كانت تجيب بالاماءة / على فكرة احنا بنتكلم بالتليفون لو بتهزي راسك فأنا مش هشوفك ....
شعرت أنه يراها فتلفتت حولها ثم حاولت التحدث بكلمات طفيفة وبصوت خافت يشوبه بعض الرقة/ الحمد لله ....
ابتسم هو ليكمل محاولاته في فتح حوار بينهم / على فكرة اول مرة اعرف انك عصبية كدة .....
علي طول بشوفك هادية أو مظلومة ...
لكن اول مرة اشوفك عصبية ...
لا وايه تطلع عصبيتك عليا برغم اني مبسمحش حد يتعصب عليا خالص ....
_ اسفة ....
كل ما نطقت به كلمة اعتذار واحدة وبصوت خافت جدا وكأنها لم تفعل شئ خاطئ يستحق الاعتذار مرارا وتكرارا ...
ليبتسم من الجهة المقابلة برغم عدم استماعه لكلمتها ولكنه لم يريد احراجها ليعم الصمت قليلا عليهم فحاوات هي أن تتحلى بالشجاعة فقالت بهمس / ممكن اطلب منك خدمة ...
شعر بالسعادة لشعوره أنها بدأت بفتح الحوار بينهم ليحثها على الاستكمال / طبعا تحت امرك في اي وقت اؤمريني ....
شعرت بدقات قلبها تتزايد مع حديثه الذي برغم أنه يتسم بالاحترام ولكنها تشعر أنه يغلفه مشاعر اخرى كالاهتمام والاعتزاز ....
حاولت ترتيب حديثها لتبدأ بسرد معضلة مليكة ...
تركها تسرد دون مقاطعتها حتى لا تشعر بالاضطراب حتى انتهت ليسالها عن اسمها بالكامل، تفاصيل عملها كاسم الإدارة والمدرسة ...
لتتوقف عند هذه الاسئلة فهي لم تمتلك الإجابة عليها لتنتهي المكالمة على وعد بالاتصال مرة أخرى حين تجمع هذه المعلومات ..
ظلت تعيد أكثر من مرة في حديثه برغم أنه قليل جدا إلا أنه مهم جدا ...
كما أنها بدأت تتذكر كل ما دار بينهم من مصادفات ومقابلات وأحاديث سابقة حتى غفت في فراشها لتبدأ حياة مليئة ببعض من الهدوء النفسي كما تمنت من قبل....
باليوم التالي تواصلت مع شروق التي بدورها تواصلت مع مليكة لتجميع المعلومات اللازمة ثم اتصلت به مرة أخرى لتخبره عنها .....
وبعد يوم اتصل بها ليخبرها بما تم في مشكلة مليكة حتى تخبرها وتريح أعصابها لتتوالى الاتصالات بينهم بسبب التحقيق وما سيتم به ....
حتى انتهى التحقيق بذهابها مع والدها والادلاء بكل اقوالها مع الأدلة التى جمعها رائد....
ليتضح إدانة جميع الأطراف بدءا من مدير الإدارة حتى الموظفة التي كانت معها بالمكتب وتم مجازاة كل فرد واستبعاده عن موقعه ....
عادت مع والدها البلد مرة أخرى وقد نقلت بالفعل مقر عملها والذي ساعدها به رائد في طلب النقل لتمضي اخيرا فترة العدة وتتفاجأ وتين بحضور رائد إليهم بعد انتهاء فترة العدة مباشرة بيوم واحد ...
دلف رائد بعد أن رحب به والدها ووالدتها وجلس وملامح السعادة تبدو عليه لينطق بسعادة بالغة / أنا بطلب منك ايد كريمتك الأستاذة وتين تكون مراتي على سنة الله ورسوله .....
خرجت من غرفتي قبل أن يعطي والدي له كلمة فقد تذكرت أمرا هااااما جدا ربما نسيته في خضم المشاعر السابقة لاوقف ابي قائلة / ثواني يا بابا لازم رائد يعرف حاجه مهمة اوي عني وانتوا كمان لازم تسمعوني ....
نظرت لها كل العيون باهتمام جارف بينما الاب استقام محاولا جذبها خارج الغرفة قائلا / طب تعالي معايا هنتكلم لوحدينا الاول ...
سحبت يدها من والدها وهي تعتذر / اسفة يا بابا بس لازم كل حاجه تتقال هنا ودلوقتي قبل اي حاجه ما تتم ......
نظر لها رائد فقد استشعر وجود خطب ما ورغم أنه ميقن من خطوته ومصر عليها إلا أنه أراد أن يعطيها الفرصة لتفرج عما يدور في ذهنها ونفسها فقال بهدوء / سيبها يا حاج أنا سامع برغم أن اللي هتقول مش هيغير حاجه في قراري.....
اتصرف هي على موقفها قائلة بعناد تام وكأنها تعاند نفسها قبله هو لتتحدث بعصبية واضحة/ اعتقد الافضل تسمع الاول وبعدين تقرر إذا كان هيغير قرارك ولا لا ؟؟
ابتسم لها بكل هدوء وكأنه يرسل لها رسالة تحوي كل الهدوء النفسي والثبات الانفعالي وهو يقول بقلب مطمئن / اتفضلي أنا سامعك .....
نظرت له بتحدي متعجبة من حالة السكينة الذي هو بها لتضغط على أسنانها لتكمل ما تريد قوله وكأنها تريد ان تقول له انتظر حتى تعلم ما أقوله ثم نرى وجهك بعدها ....
لتسأل باستفسار مثير وكأن كل هدفها اثارة الإنتباه إليها / محدش سأل طول فترة جوازي الاولى محصلش حمل خالص ليه ؟؟؟
اتسعت العيون واهتزت حدقتي الاب والام وهم يوزعون نظراتهم بين رد فعل رائد وبين ابنتهم الذي لم يكن منه أي رد فعل سوى أنه ضيق عيونه وكأنه منتظر للحديث بقية ....
لتكمل هي بلا رحمة / وعلى حسب رأي تامر أن العيب من عندي ...
ثم وجهت نظرها تجاهه وهي تطلق الحديث وكأنه طلقات من الرصاص المواجهه له / هو قالي اني مبخلفش ....
ومن الأمانة لازم تعرف ده كويس جدا قبل ما تخطو معايا خطوة واحدة ....
ابتسم رائد بجانب شفتيه تهكما بينما ظل الاب يتابع ردود الأفعال والام وضعت رأسها بين كفيها ليبدأ رائد بالحديث / هو انتي كشفتي ولا ده كان رأي تامر بيه زي ما بتقولي ؟؟
إجابته وتين بثقة / لا مكشفتش بس ايه اللي هيخليه يقول كدة وهو مش متاكد ....
_ حاجه بسيطة جدا ....
نقول مثلا أنه بلا ضمير وبلا نخوة ...
ثم نظر تجاه والدها معتذرا / بعتذر يا حج بس بغض النظر عن اللي قالته وتين أنا بصر على طلبي واتمنى نقرأ الفاتحة حالا ......
بين نظراتها المندهشة ونظراته المنتصرة بدأ الاب والام بقراءة الفاتحة وتحديد موعد الزفاف والذي كان بعد اسبوع واحد تخوفا من انقلاباتها الغير مستقرة .......
بعد الزواج أصرت وتين الذهاب للطبيب حتى تجري بعض الفحوصات عليها ليطمئن قلبها على قدرتها على الإنجاب من عدمه...
ولكن كان رائد يصر على عدم الخوض بهذه المهاترات على حد قوله...
ويرى أنهم ينتظروا مرور السنة الأولى على الأقل ثم يبدأوا بالبحث عن هذا ......
بعد مرور سبع اشهر على زواجهم شعرت وتين بألم بمعدتها وغثيان شديد لتذهب مع رائد الي الطبيب ليخبرهم أنها تحمل في احشائها نتاج حبهم وتفاهمهم......
.................
قد نلتقي صدفة
وقد نتباعد قصدا
ولكن سيظل قلبي يتقرب من وتينه
حتى يغذيه فيشعر حينها بالحياة
وتين القلب
................................
انتظرونا في حكاية أخرى من سلسلة كانت أنثى
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق