رواية جنة الظالم الفصل العشىرون والحادي وعشرون بقلم سوما العربي
رواية جنة الظالم الفصل العشىرون والحادي وعشرون بقلم سوما العربي
الفصل العشرين
وقفت تنظر له باستغراب شديد فابتسم بعذوبه متقنه يقول:لأ انا عرفت انك ماوقعتيش تهانى.
اقترب اكثر يهمس بحذر:هى اعترفتلى أنها وقعت لوحدها بس جابتها فيكى خافت لأقول مهمله... بس ده سر... اوعى تعرفيها انى قولتلك.. مش احنا بقينا صحاب خلاص ولا إيه؟
حاولت ان تبتسم تقول بشبه تقبل:ايوه طبعاً... واكيد مش هقول لحد.
مد يده للسلام قائلاً :وانا مبسوط اني هيبقى عندي صاحبه صغيره وقمر كده... والأهم انك قريبه مني فى السن... زى مانتى شايفه كله هنا اكبر منى حتى تهانى اكبر.
نظر لها بنظرات ثعلب يقول عن عمد:وانتى زيى بالظبط... خالى اكبر منك بكتير اوى... انا عارف انك متجوزاه غصب مش كده؟
سأل الاخيره زياده تأكيد لتأتى اجابتها بالصمت الحزين فيبتسم بثقه وتشفى يشعر انه يسير بالدرب الصحيح.
ابتسم بحنان اكبر يقول :طب ايه بقا.. معاد الغدا جه يالا ننزل نتغدى.
ثم قال وكأنه تذكر:اه صحيح السفرجى كان قال ان الباشا هيتغدى برا وانتى معاه رجعتوا ليه؟!
زمت شفتيها بغيظ تخبره:ضرب واحد عشان عرض عليا اشتغل معاه.
زياد :وفيها ايه؟! دى فرصه هايله جدا ومش بتيجى لأى حد.
جنه:شوفت. مانا قولت كده بس ازااى لأ ده قام مديلو بوكس لف وشه للناحية التانيه.
ضحك عليها بشده ثم قال :طب وليه كده؟
جنه:الباشا بيقيدنى عايز يضمن انى هفضل طول عمرى محتجاله.
لمعت عينه وقال بهدوء :لأ وانتى لازم ماتسمحيش بكده... لازم يبقى ليكى كيانك.. كده هتضطرى تقبلى باى حاجه معاه لانه هو الى بيصرف عليكى.. وده الى هو بيعمله دلوقتي.
نظرت له باستغراب وشك كبير... جنه فتاه ذكيه وليست ساذجه وهو يعلم فاستدرك حاله يقول بتوتر يخفيه ببراعه :ااانا بقولك كده لأنى شايفك أصغر بكتير من كل المواقف دى.. انا بحب خالى سليمان جدا على فكرة بس بردو انتى باين عليكى غلبانه وخام اوى.
ابتسمت له بامتنان تقول :شكرا جدا يازياد
زياد:طب ايه مش ننزل ناكل بقا ولا ايه... جدى مش بيحب التأخير ابدا.
جنه مبتسمه:هغير بسرعه واجى.
زياد بغزل صريح :لأ وتغيرى ليه ده انتى كده قمر بفستانك ده... يالا بينا على طول.
شعرت بالحماس للطعام قليلاً... لاول مره يتحدث أحدهم إليها بقول حسن وتقبل داخل هذا البيت من بعد نهله وسليمان لم يحدث.
ذهبت سريعاً كى يتقابلا خارجةالغرف ويذهبا معا.
كان سليمان يجلس على السفره يعبث فى هاتفه حتى يحضر والده.
والبقيه يجلسون معه منتطرين.. وإذ به يستمع لصوت همهمات خفيفه لجواره منهم فرفع رأسه باستغراب وهو يرى زياد يتقدم ولجواره جنه يتحدثان بود شديد كأنهما اصدقاء عمر.
رفع حاجب واحد مستغرب... من المفترض انها اجهضت زوجته ماذا حدث.
كان الكل ينظر لهما مستغربين وبالطبع غاده لا تعرف كيفية السيطرة على لسانها فتحدثت بغل تقول :غريبه يعنى يا زياد... الى يشوفك من كام ساعه وانت هتتجنن على ابنك ومراتك مايوفشكش دلوقتي وانت داخل معاها عادى.
توترت جنه قليلا فابتسم زياد يقول :مانا عرفت ان الى حصل كان سوء تفاهم مش اكتر وما محبه الا بعد عداوه.. مش كده يا جنه؟
ابتسمت جنه تقول :كده يا زياد.
ابتسم بتذبذب وكذلك سليمان الذى شعر بغيره لكنه وئدها سريعاً يذكر نفسه ان زياد كأبنه كيف يغار منه.
حضر شوكت يجلس بوقار يسأل :فريال عامله ايه دلوقتي يا زياد؟
زياد باقتضاب:بقت احسن الحمد لله.
شوكت :ومراتك؟
زياد :اكلت ونامت.
شوكت :تمام... ياريت بعد الغدا كل واحد يشوف شغله... المشاكل الاخيره طلاق نهله وسقوط تهانى اخدتكوا عن الشغل.
ماهر:والله ياعمى ماحدش متاخد من شغله غير سليمان... ملازم جنه دايما.
سليمان :لما تبقى تشوف تقصير ابقى اتكلم يا ماهر ده غير انك تحت ادارتى يعنى انا الى احاسبك مش العكس.
شوكت بحزم:خلاص... انتهى... بعد الغدا كله على شغله.
صمت الكل وشرعوا فى تناول الطعام وداخل كل منهم الكثير.
__________________________
مرت ايام كان يتقرب فيها زياد كثيرا من جنه وهى رأته شخص لطيف جدا.. ودود ومراعي.
اما زياد فجلس يخطط لاشياء كثيره وبعد طول تفكير وجد ان جنه هى سكينه التى سيذبح بها سليمان وتهانى معا.
فالأول يعشقها بجنون قد يسمى بالهوس والأخرى لا تكره في حياتها اكثر منها.
وهو لديه فرصه كبيره كى يتقرب منها خصوصا وهو بنفس عمرها بل سيخلق اشياء اخرة.
علاوه على ثقة سليمان الامتناهيه به.
كما مرت الايام عليهم مرت أيضا على سليمان وهو يكاد يجلب قطعه من السماء من شدة الجنون.
كل تلك الفتره لم تسمح له بلمسها ابدا وهى القريبه البعيده حتى انه يسيطر على حاله بصعوبه.
حضر اليوم من عمله مبكراً يسأل عنها لتخبره الخادمه انها تقطع الفاكهه بالمطبخ.
ذهب إليها سريعاً وجدها ترتدى فستان ارجوانى قصير لطالما اخبرها انه سيقتله ذات مره.. يبدوا انها تتعمد ارتدائه وهو المكسين لا يقدر.
وقف خلفها يلتصق بها يحتضنها من ضهرها يقول بهمس وهو يقبل ظهر عنقها:وحشتيني.
فى تلك الأجواء انسحب الخدم وتركوا لهم المكان.
وهى استدارت تبتسم قائله :شكراً.
قبل عنقها مجددا يقول :بتعملى إيه؟
جنه :سلطة فاكهه.
حمحم بحرج.. للآن لم تفهم حالته ليقول مجددا :جنه... اححمم.. انتى وحشتينى.
هزت رأسها كأنها تقول لقد قلتها من قبل وعادت ترد:شكراً.
شعر بأنه يشحذ... يطلب وهى حتى لا تشعر.
يلتصق بها بحراره يكاد يذوب وهى مستمره بما تفعل لا تشعر.
غرس يده بشعرها ربما لم تفهم بعد يعذر صغر سنها وكرر ثانيه :وحشتينى اوى.
ابتعدت قليلا تغسل تفاحة وهو رغماً عنه داهمته بعد اللحظات.
*** **.
كان يجلس على فراشه يتصفح هاتفه وهو يحادث اصدقاءه.
وجد نهله زوجته تقترت منه وهى ترتدى غلاله حمراء تبتسم له وهى تجلس لجواره.
احمر وجهها خجلا وهى تقول : وحشتنى.
لم يجيب حتى.. إنما كان يبتسم على دعابة إحدى صديقاته.
شعرت بالحرج لتقول مجددا :سليمان.. سليمان.
سليمان بنصف عقل ولم يرفع عينه حتى عن هاتفه:هااا.. بتقولى حاجة؟
حاولت ان تشجع نفسها اكثر.. وان تتخلى قليلا عن حرجها فهو اولا وأخيراً زوجها وقالت بحراره :ايوه... انت وحشتنى اوى.
لم يسمعها إنما اقتراح أصدقائه للخروج الآن حمسه واستجاب فوقف عن الفراش يقول :انا خارج.. عايزه حاجه.
كأنه دلو ماء وسقط علسها بعز يناير.. هل نبذها ورفضها وهى قد تجهزت له لااا بل الأكثر انها طلبت بوضوح.
خرج من غرفته بعدما انهى تبديل ثيابه يراها تمددت على الفراش نائمه... يعلم انها تطلبه لكنه لا يريد الان ويفضل الخروج مع أصدقائه ماذا يفعل هو.
عاد من شروده على صوتها تناديه
تبتسم وهى تشير على طبق الفاكهه:إيه رأيك.
نظر لجسدها بجوع يقول :حلو اوووى.
رفعت حاجب واحد تقول بمكر:هو إيه الى حلو؟
ماعاد يتحمل او يطيق... وهى بجماله تهلكه اكثر... يتأكد كل يوم انها ناره وعذابه.. بل هى تخليص ذنوبه.
حملها بلا اى كلمه زياده يقول :خلاص مش قادر امنع نفسى اكتر من كده... انا عايزك دلوقتي.
كان يصعد بها الدرج أثناء دخول زياد وقد عاد من عمله.
يراه يحملها ويصعد بلهفه لا تفسر إلا بشئ واحد فقط.
جلس على احد الارائك يضع قدم فوق أخرى ينادي إحدى الخادمات :بث...بث... انتى ياااا.
تقدمت تقف امامه تقول بغضب:ايه بث دى أنت بتنادي قطه؟!
لف جسدها بنظره شامله يقول :تصدقي قطه فعلاً.
زاد غضبها تقول :ماتتلم يا أخ عيب عليك.
ردد باستنكار:اخ... شكلك جديدة هنا...انتى مش عارفة انا مين.
جاوبت وهى تبتسم بسماجه:لأ.
قال بغطرسه:انا زياد بيه... حفيد العيله دى.
تحدثت بنفس السماجه تقول :أنعم وأكرم... تأمر بحاجه ولا امشى.
غضب كثيرا بلا سبب مقنع وقال :لا مش عايز.. امشى.
تحركت تغادر سريعاً فاوقفها قائلاً :بث.... بث.
استدارت بأعين مستعره فابتسم بتسليه:ينفع اقولك اسمى وانتى ماتقوليش... القطه بقا اسمها ايه؟
تحدثت من بين أسنانها تقول بغضب :دمك سم مش خفيف خالص... ومش هقولك اسمى.
صدر صوت من المطبخ يناديها :تسنيم... تسنيم.
فابتسم بانتصار يقول :تسنننيييم... عاشت الاسامي يا نيمو.
احمر وجهها واوشكت على ارخراج اللهب من فمها كالتنين تردد :نيمو؟!
زياد :الله بدلعك طالما قطه مش عاجبك.
اقتربت وهى ترفع اصبعها تحذره:اسمع ياجدع انت انا شغل المرقعه ده مايعجبنيش بلا قطه بلا نيمو...انت اصلا كنت منادينى ليه؟!
فكر قليلاً وقال يتصنع الغضب:انا فاكر... مانتى الى فضلتى ترغى لحد ما نستينى.
زمت شفتيها تقول بسخريه:اى والله عندك حق انا الحق عليا عماله اقولك بث وياقطه واسمك إيه... تصدق انا غلطانه ده انا حتى همشى من قدامك عشان كده كتير.
غادرت سريعاً بغضب وهو قهقه عاليا... منذ فتره لم يضحك هكذا.
فتلاشت ابتسامته سريعاً وهو يجد تهانى تهبط الدرج وهى تتصنع التعب.
زفر بقوه وقلب عينيه بملل... كلما نسى قليلاً جاءت هى لتذكره.
لن يلقيها خارج حياته الا بعدما ينتقم حتى يشبع ويكتفى أيضا.
تقدمت تبتسم فى وجهه تقول بنعومه:ازيك يا حبيبي.
ابتسم قائلاً :انتى الى حقى اسأل عليكى يا حبيبتي انتى تعبانه ومسقطه.
تدللت كثيرا تشعر براحه كلما تأكدت ان خطتها مرئت عليه.
اتكأت بظهرها على الاريكه تقول:احسن شويه... قولهم فى المطبخ يعملولى بيتزا... نفسى فيها يازيزو.
رفع شفته باستنكار... كيف رآها جميله يوما فهو الآن يراها اقل من عاديه ولا يليق بها الدلال... حقا كان أعمى.
تحدث مستنكرا عن عمد:بيتزا ايه ياحبيبتي... انتى لسه منزله بيبى الى زيك بيشرب شوربه سخنه وفراخ.
حمحمت بحرج وقالت :ااا.. ما.. مانا زهقت بقالى كتير اوى مش باكل غيرهم وقولت اغير النهاردة.
اقتربت منه تتعلق برقبته متسائله بدلال يسبب القيئ:ايه يا زيزو يا حبيبي مستخسرها فيا ولا ايه.
قربها منه بهذه الطريقة ذكره بقربها من خاله كانت بنفس الوضع تقريبا.
رغما عنه لم يستطع التمادى فى تمثيله وابعد جسده عنها بنفور ينادى احد الخدم :ياعم مسعد...عم مسعد.
حضرت تلك الفتاه ثانيه تقول بمهنيه:نعم.
لا يعلم لما تطيب روحه بمجرد رؤيتها.. يحب إطالة النظر لها.
بالفعل هدأت روحه قليلاً وقال بتعجب:انا ناديت عم مسعد.
جاوبت تسنيم:انا بنته وهو رجله اتجبست وانا هنا مكانه الشهرين دول.
تحدث مستغربا:طب ليه كده شكلك لسه صغيره وبتدرسى.
رفعت تهانى حاجب واحد ليس غيره وإنما حقدا... زياد بعمره لم يدلل غيرها ولم يعجب حتى.
تحدثت تسنيم وهى تبتسم بمهنيه بحته:دى حاجة مالهاش دعوه بالشغل انت ناديت يبقى اكيد عندك طلب. اتفضل مشكورا قولو عشان اروح بسرعه انفذ لان ده شغلى.
حمحم زياد بحرج... احرجته ولم تخطئ بحرف واحد... هو من تدخل بما لا يعنيه.
تحدثت تهانى بعصبيه وعجرفه تشيح بيدها :مالك بتتكلمى كده... انتى خدامه يا ماما.
ابتسمت تسنيم مجددا بمهنيه تقول وهى تكتف كفيها عند معدتها:بتكلم من بوقى يافندم... واه انا خدامه هنا.. ده شغلى... شكراً على المعلومه.
ابتسم زياد وزاد غيظ تهانى ترفع صوتها:امشى يالا من قدامى... امشى.
تقبلت أمرها على مضض واستدارت كى تغادر لتوقفها تهانى مجددا :اقفى عندك.
استدارت لها تسنيم بوجه خالى من الانفعالات لا غضب ولا تقبل إنما وقفت تضع كفيها على معدتها تقول :افندم.
استغرب زياد ردت فعلها كثيرا... غريبه جدا هذه الفتاه.
ومع ردت فعله هذه زاد غضب تهانى فقالت بغضب:خليهم يعملولى بيتزا... سامعه.
تسنيم :حاضر...تؤمرى بحاجه تانيه.
تهانى بكهر اشد من قوتها:ايوه... تعمليها انتى وعلى الله.. على الله ماتعجبنيش.
ابتسمت الأخرى بثقه وقالت:لأ من الناحيه دى ماتقلقيش... دى دراستى أساساً.
وغادرت سريعاً وهى تدندن بصوت تعمدت ايصاله للاخرى كى تستهزء بها :على الله تعود على الله.. يا ضايع فى ديار الله.. على الله تعود على الله ياضايع فى ديار الله.. من بعدك انت يا غالى مالى احباب غير الله... من بعدك انت يا غالى مالى احباب غير الله... ومالى احباب غييير الله.
لم يستطع زياد كبت ضحكاته... تسدد بمهاره هذه الفتاه وهو كجين سائد فى عائلته يعشق اللعبه الحلوه.
وهى استهزئت بها دون الوقوع بأى خطأ... فما الخطأ من دندنة خادمه او اى عامل.
اما تهاني فقد صرخت بغيظ ووقفت عند مقعدها تقف امامه تهتز غصبا :انت بتضحك على إيه...دى بتتريق عليا... البنت دى لازم تتطرد فوراً.
وقف هو الاخر يقول بلا اهتمام ودون النظر لها:واحده وبتغنى... شاطره بصراحة ومخها شغال... حاولى تشغلى مخك زيها كده.. بدل ما بقيتى استاذه فى الغباء والملل وانا بدأت امل بصراحة.
قال كل ما اصبح يشعر به ولكن عمدا وليس سهوا منه كى يضايقها وايضا كى يعلم رد فعلها.
اما بغرفة سليمان.
فكان وكأنه ارتوى بعد ظمأ سنوات.... يضما له وهو لا يصدق أنها وأخيراً رضت عنه.
اصبح بيدها ترمومتر حالته. إن رضيت عنه اصبح سعيد يقفز فرحا... وان غضبت وبعدت تزيد عصبيته وهياجه.
قربها له يشتم رائحة جسدها بعمق يقول :وحشتينى... وحشتينى اوى ياجنتى... جالك قلب تحرمينى منك كده.
ابتسمت تتمسح به وقالت:حقك عليا.
اغمضت عينها وهى وتغرس رأسها بين راسه وكتفه.. عند عنقه تحديدا... لا إرادياً تسحب اكبر كمية من رائحته وهى تبتسم.. كانت مستمتعه معه كثيره والآن شعرت براحه كبيره بين يديه واصبح مستحب لديها استنشاق عطره.
تردد بلا تفكير وبتلقائيه قاتله :بقيت بحب ريحتك اوى.
تصنم جسده توقف عن المسح على ذراعها يبتعد عنها قليلاً ينظر لها بصدمه كبيره غير مصدق حقا :بجد.. بجد يا جنه.
سؤاله بصدمه جعلها تدرك ما قالت وكانت صدمتها هى اكبر تتسع له عينها وهى تهز راسها باقرار انه نعم.
صدمتها فى نفسها كبيره عينها متسعه تخشى القادم وهو يضمها له بقوه يعتصرها غير مصدق يردد:بجد يا جنتى انا فرحان اوى اوى.
كانت ماتزال مزهوله وهو يحركها بين يديه مره يحضنها ومره يبعدها كى ينظر لها وهو يقول :انا بحبك اوي... اوى ياجنه اكتر من اى حاجة فى الدنيا دى.. وهتحبينى انا عارف.
كانت على نفس حالتها مزهوله وعينها متسعه وهو مسح على شعرها وجذبها لحضنه مجددا وهى تحاول ان تدرك فقط.
حتى بدأت تستوعب انها بطريق الاعوده... بدأت تتقبل سليمان او ربما تخطت مرحلة التقبل.
اغمضت عينها مستسلمه وهى تشعر بحرارة قبلاته تغزو صدرها عنقها تحرك بها مشاعر كثيره... مقره انه حقا طريق الاعوده تتمنى لو يصبح هو الدرب الصحيح.
صباح يوم جديد
استيقظ من نومه على صوتها....وكان صادق خالى من اى مكر او نوايا سيئه:سليمانى... سولى... سولى... اصحى.
فتح عينيه بتشوش مصدوم... اعتقد ان تقبلها امس كان نتيجه مشاعر انسانيه تتولد لدى اى شخص فى هذه الأوضاع.
لكنها تبتسم له وتدلله.. ارتفعت انفاسه يسأل :انتى كويسه.
ابتسمت باتساع تقول :جدا.
رمش بعينيه مزهول يردد :اصلك كويسه وبتكلمى كويس.
جلست لجواره تضع رأسه على ركبتها جعلت عينيه تحجظ مصعوك... لأول مرة يفعل معه أحدهم هكذا... وما هذه الراحه التى يشعر بها معها وهو يضع رأسه على فخذها.
زاد الأمر عليه وهو يشعر باناملها الناعمه تداعب فروة رأسه بعذوبه وحنان يفقتده... لاول مره يشعر انه يفقتد للحنان فى حياته اصلاً... لم يلحظ ذلك مسبقاً حتى.
مسحت على وجنته بيد وهى مازالت تداعب شعراته قائله بصدق واحتواء :انا فكرت كتير طول الليل.
اخذت نفس عميق وأكملت :انا قررت ننسى الى فات ونبدأ مع بعض من جديد خصوصا.... اححمم.. خصوصا يعنى ان انا... انا.
نظر لها بالحاح يقول بترجى:انتى ايه؟
رمشت بعينها وتوقفت عن مداعبة وجنته وشعره تفرك يديها ببعض تقول:ان انا... بص.. انا. انا بدأت احس حاجات حلوه ناحيتك.
وثب على الفراش يقول :بجد.... أخيراً... أخيراً يا جنه.. مش مصدق بجد... انا بحبك اوي. عمرك ما هتلاقى حد يحبك زيى ابدا.. ابدا يا جنتى.
اشفقت عليه كثيرا.... سليمان الظالم ذليل امام اى كلمه منها.. راضى بأقل القليل.
مسحت على وجنته تبتسم بصدق وقالت:انا حاسه كده... على فكره انا نمت بعدك وصحيت قبلك وطول الوقت ده عماله ابصلك وافكر.. إيه آخر كل ده... هنوصل لفين ومين فينا الغلط... لاقيت انى جوايا حاجة ليه بس مش محددة ايه هى فقولت ليه مانبدأش مع بعض من اول وجديد خصوصا.. خصوصا يعنى انه واضح انه مافيش منك مهرب.
ردد بهوس امام ما يسمعه منها يقول بمالا يقبل الشك:ايوه مافيش مهرب منى.
ابتسمت عليه وقالت :خلاص ننسى الى فات... والطريقه الزفت الى اتعرفنا بيها والطريقه الازفت الى اتجوزتنى بيها.. نبدأ من جديد كأننا مانعرفش بعض إيه رأيك؟!
جاوب سريعاً بلهفه لأى فتات تلقيه له:موافق... موافق جدا.
هم كى يضمها له يبدأ وصلة عشق جديده كأمس لكنه اوقفته بذراعها تقول:طالما وافقت يبقى نبدأ بأول خطوه.
سليمان بفرحة طفل وحماس اشد:يالاا بسرعه.
ابتسمت باتساع:اخطبنى.
ردد باستنكار وزهول:نعم يا روحي؟!!!!
الفصل الواحد والعشرين
يجلس وهو يهز قدمه بغيظ ينظر لها بنفاذ صبر وهى تجمع أغراضها متسائلا:انتى بقا مين قالك انى موافق على الى بتقوليه ده!
توقفت عما تفعل تنظر له بعيون قطط:انت بتقول إنك بتحبنى اوى فعشان كده هتوافق.
عض على شفته بغيظ يقول من بين أسنانه :وهو فى واحدة تقول لجوزها اخطبنى.
تقدمت تحدثه بتفخيم كى تستفزه :سليمان.. رشدى اباظه مش اجمد منك يا سليمان.
عض على شفته وكاد يقضمها من شدة الغيظ وهو يضم اصابع يده يقول :وانتى بقا عايزانى ابقى رشدى اباظه.
جنه:ايون.
سليمان :همممم... حاضر.... والست شاديه بقا بتعمل ايه.
جنه:شاديه مين؟
سليمان :مانا لو هبقى رشدي اباظه تبقى انتى شاديه.
جنه:ولا وبقيت تقلش يا سولى.
اقترب منها يضمها بحب قائلاً :حلوه اوى سولى منك.
ابتعد عنها يقول :بس ماتبقيش تقوليها قدام حد.
جنه :ليه بس؟!
سليمان :اسمعى الكلام ياروحى اسمعى الكلام.
جنه :حاضر.
نظر حوله يقول بغيظ :انتى بقا عماله تلمى فى لبسك وشنطك ورايحه على فين مش فاهم؟!
جنه :هروح بقا بيت بابا.
ردد بغضب وغيظ:نعععم يا رووحى.
رمشت باهدابها تدعى البراءه وهى تقول:انت مش وافقت تخطبني يا سولى.
سليمان :لأ انا لسه ماوافقتش.
جنه:عشان خاطرى.
سليمان :خاطرك ايه... خطوبه ايه الى نتخطبها بعد المدعكه دى.
جحظت عينها بحرج تحمر خجلا وهو شعر بوقاحة تعبيره فاستدار الجهه الأخرى يردد كطفل :ماهو انتى الى بتعصبينى وتخلينى اقول كلام مايسرش.
استدار ينظر لها قائلاً بعدما زفر يستدعي طولة البال:ماشى حاضر.. ابقى رشدى اباظه.. رشدى حلو بردو.
تهلل وجهها تقول بفرحه :بجد يا سولى.
ابتسم لفرحها يقول :بجد يا نارى مش جنتى.
ثم عاود الحديث ببعض الحده :بس مافيش حاجه اسمها اروح بيت بابا.
جنه:ودى يبقى اسمها خطوبه؟!
سليمان :خروج من عندى هنا مش هيحصل... عايزه تروحى بيت ابوكى اروح معاكى بس انتى عارفه ابوكى بيعشقنى.
ضحكت بقوه وهو يكمل بسخريه:مجرد بس مايشوفنى قلبه بيرقص.
جنه:مالى انت عملته ماكنش شويه بردو... انت رفدته من شغله وساومته وو... اكمل ولا كفايه؟
سليمان وهو يهز كتفيه :اعمله ايه مااااعشان يوافق... مانا من اول ما شوفتك وحلفت لا تكونى ليا كنت أعمل إيه وهو رافض.
جنه:ماشاءالله عليك.. انت بتوجد نفسك مبررات تنيم اجدعها ضمير لأ بجد برافو.
اقترب يغمز بعبث:شوفتى جوزك.. دماغه سم.
كان يتحدث وهو يعيد وضع ملابسها فى مكانها المخصص فتقدمت بغضب تسأل باعتراض:انت بتعمل ايه؟
سليمان :برجع هدومك يا روحى
جنه باعتراض:سليماااان.
تقدم يقبل رأسها ثم اكمل ما يفعله من تعليق ثيابها فى شماعات وهو يقول :بلا سليمان بلا بتاع... سليمان جاب آخره... قولتى اخطبنى ووافقت لكن مشيان بعيد عني مش هيحصل.
كتفت ذراعيها حول صدرها تقول بضجر:ودى تبقى اسمها خطوبه إزاى؟
صمتت قليلاً وقالت :خلاص اروح اوضه تانيه.
سليمان بغيظ:هو اى بعد والسلام.
كتفت ذراعيها حول صدرها تهز قدم واحده باصرار فتنهد بتعب وحب ارهقه يقترب منها يمسح على ذراعيها قائلاً :هوافق... ماتعرفيش انا مبسوط اد ايه عشان بقينا بنتكلم مع بعض زى اى اتنين.
قرص انفها يقول :حتى الجدال معاكى له طعم... هوافق عشان تفضلى كده كنا فين وبقينا فين... ماعنديش استعداد ارجع معاكى لنقطة الصفر تانى.
ابتسمت بدلال فتنهد مجدداً يقول وكأنه لا يقول شئ :تقعدى فى الاوضه الى جنبى هروح ارمى البت الى فيه برا واجيلك.
تحرك بالفعل وهى خلفه متسعة العين سيلقى بنى ادم لحم ودم وهو لا يبالى يبدو أن الظلم شئ متأصل به ولا يمكن استئصاله.
اغمضت عينها تهز رأسها بلا حيله ماذا تفعل وهى لاتجد اى مفر منه.
_________________________
دق الباب على غرفه تهانى التى فتحت فورا وتهلل وجهها تقول :سليمان.. اخيرا جيتلى.
اتكئ بمرفقه على الباب يقول بسخريه:أهلا مسقطه هانم.
صدمت تنظر له بغضب وهو اكمل :وايه سليمان دى... لمى نفسك يا قطقوطه ولا انا لازم اجز عليكى عشان تتلمى...على فكره انا قابلت من نوعيتك قبل كده الى هما بتوع وبخنننننى.
نظرت له بحاجب مرفوع وقالت بسخريه:ده انت فرحان ومزاجك عالى لدرجة إنك بتقلش.
سليمان :ايوه اصلى مبسوط اوى وجنه خلت حياتى جنه...غيرتها خالص.
تهانى :لأ واضح انها غيرتها وغيرتك انت كمان دى خلتك تخبط على الأبواب بأدب.
سليمان بسخريه مستهزأ :لأ دى لأ وانا لسه بجح زى ما انا بس خوفت على نفسى ادخل عليكى تقلعى وتلبسينى مصيبه مانتى عنوان للرخص.
اتسعت عينها من اهانته الفجه تقول بصوت عالي :انت ازااى قاطعها وهو يضرب على ذراعها عدت مرات بحده ينذرها:بس بس وطى صوتك ده ياحلوه ده انا سليمان الظالم انتى لسه هتقولى ازاى ومش إزاى يابت يا رخيصه ده انتى المكتب تحت يشهد عليكى...فاتلمى ولمى نفسك انا سليمان مش زياد.
كل هذا وزياد يقف منزوى فى احد الأركان يستمع لهم يكبت غضبه بصعوبه.
مد سليمان يده وسحبها يلقيها ارضا يقول :شوفيلك داهيه تانيه تتخمدى فيها عشان جنه هانم عايزه الاوضه دى... جايه على هواها فلازم وحكما تفضى دلوقتي... عقبال ما زياد يفوق وافضى البيت كله منك يا رخيصه.
تحرك مغادرا يقف على الدرج ينادى احد الخدم وأمره :نضفلى الاوضه دى.. كويس ها... كويس.
تحرك مره اخرى لغرفته عند جنه واغلق الباب بوجهها.. وزياد مازال بعيدا يصك اسنانه بغضب يتوعد لهم.
_______________________________
جلست فى احد المطاعم الغريبه تنظر حولها باستنكار.
ثم نظرت له قائله :ايه المكان العجيب ده يا فؤاد.
فؤاد باعتراض شديد مدافعا:لأ لأ لأ ماعلش ماسمحش اه.... ومن هنا ورايح فى الاكل بالذات تمشى ورايا وانتى مغمضه... امسكى.
ناولها زوجى من اكياس البلاستيك بهيئه كف اليد يقول لها :يالا البسى.... هأكلك أحلى برجر فى حياتك.
نهله :والله.. ده على اساس انى عمرى ماكلت برجر.
اشار لها بيده وكله ثقه وفخر :صبرك بس بالله انتى مع فؤش يعنى كل شئ غير... البسى البسى الأكل جه اهو.
نظر للنادل وهو يضع لهم الطعام يقول بترحاب شديد :ايوووه... انزل يا وحش.
النادل :اى خدمه تانى.
كانت تنظر للطعام وطريقه تقديمه باعين متسعه... قطع برجر كبيرة الحجم بشكل مبالغ به تسأل كيف ستسعها فمها... جبنه صفراء منتشره على صينينة التقديم وعلى قطع اللحم.... شرائح من البطاطا المقليه غارقه فى الجبن السايح.
نظر البطاطا يقول :هاتلنا بطاطس تانى هوت صوص يا باشا.
النادل :تأمر يا كبير.
نظرت بزهول لكمية البطاطا المقليه تقول :بطاطس ايه تانى انت مش شايف.
فؤاد :لا فؤش بيحب البطاطس دى قاعده رقم واحد... احفظى معايا عشان ما تتلخبطيش.
نهله بزهول:هما كتير؟!
فؤش بتأكيد وفخر:امااااال... طبعاً.. مع فؤش كل شئ مختلف.
نهله وهى تشير على الطعام بزهول :وهناكل ازاى الأكل ده.... ايه البرجر العملاق ده وايه.. إيه كمية الجبنه دى ها... هااا...هناكل إزاى.
فؤاد بثقه:هنهطل على روحنا.
نهله:إيه؟!
هز رأسه بتأكيد يكرر:ايووووووه...شوفى... هو انا مش روحت وقلعت لبس الشغل البدله والكرافت.
نهله :ايوه
فؤاد :كده مستر فؤاد بخ والى قاعد بالتى شرت والشورت الجينز ده فؤش يبقى ايييه.
نهله بترقب:اييييه.
فؤاد :يبقى نهطل على روحنا...يلا نعييييش مع الجبنه.
نهله برفض قاطع وانف مرفوع :جاميه...مستحيل... سيتاامبوسيبل... انا ميس ايجيبت.
بعد خمسة عشر دقيقه بالضبط كان تهمهم بصوت عالى تغمض عينها والجبن السائح يلطخ فمها بكل الجوانب وقطعه صغيره او اثنين لطخت صدر قميصها تقول :هممممم... مش قااادره تحفه تحفه تحفه.
فؤاد :عظمه مش كده.. قولتلك... قولتلك.
ثم اكمل بحماس ولعاب سائل يفرك كفيه معا:احنا نحلى بقا... تضربى معايا ام على
_______________________
بقصر الظالم
جلست تهز قدميها لا تعلم الى أين ياخذها مصيرها وهل هى على الطريق الصحيح ام ماذا.
وجدت اتصال من رقم نهله فتهلل وجهها تجيب سريعاً :نهله.. ازيك وحشتينى اوى.
نهله :بس يابت انتى واطيه وبق اصلاً.
انكمشت ملامح جنه باستنكار تردد:إيه الى جالك يا نهله بقيتى بيئه امتى؟!
نهله بهيام:هييييح... اتارى الحب بيدلع يابت يا جنه... الى بيحب بيدلع حبيبته وعمرها مابتبقى تقضية واجب... أصغر التفاصيل بتبقى بجد ومن القلب... انا اتضحك عليا وفى الكام سنه الى فاتوا... والله ابغى اعيد من الاول هههههههههه.
جنه بزهول:ياااااه... وده مين ده اللي لحق عمل كل ده؟!
نهله:دى حكايه يطول شرحها... فاضيه نتقابل؟
تنهدت جنه بحزن وقالت :مش هيرضى.
نهله :وبعدين يا جنه هيفضل حابسك... كده احلى سنين عمرك هتروح فى سجنه.
اغمضت عينها بأسى وهى تفكر لو كانت ببيت والداها واخذت إجازة اخر العام مالذى كانت ستفعله.
نهله :جنه... جنه انتى معايا؟
جاوبت بتعب :معاكى.
نهله باصرار :حبيبتي مش عايزه اقلب عليكى المواجع بس انا بنصحك عشان انتى لسه العمر قدامك وجامعتك يا جنه... انتى صحيح نتيجتك طلعت ولا لسه.
جنه:بعد اسبوع
نهله :حاولى ياجنه... انا فعلاً عايزه اشوفك.
جنه:وانا كمان... طيب هحاول.
نهله :هبعتلك رساله باللوكيشن... باى.
جنه:باى.
اغلقت الهاتف وهى تنظر أمامها بشرود تفكر كيف ستجعله يوافق.
الى ان دق الباب فأذنت للطارق بالدخول لتجد زياد يدلى برأسه من خلف الباب قائلاً :صبااح الجمال على البنات الحلوه.
ابتسمت ببشاشه تقول :صباح النور.
زياد:طبعا انا ماينفعش ادخل... هستناكى تحت.
كاد ان يغادر لولا أن نادته تقول :زياد.
استدار قائلاً :نعم.
جنه :عايزه اخرج وسليمان مش موافق. تعبت بجد ومش عارفة اعمل ايه.
ابتسم بمكر وقال :والى يخليهولك يوافق.
تهلل وجهها تقول فرحا:بجد!!
زياد:بجد... استنى.
اخرج هاتفه وهو مازال على الباب وهى اقتربت منه تسمعه وهو يهاتف زوجها.
زياد :الو... مساء الجمال يا باشا.
سليمان :ده انت الى باشا والله وانت سايب شغلك من بدرى كده.
زياد :ماعلش المره دي.. احممم... بقولك ايه.. جنه كانت عايزه تكلمك تطلب منك حاجه.
سليمان بحاجب مرفوع:وانت معاها ليه؟! وهى ليه ماكلمتنيش تطلب الى عايزاه.
زياد:حاسه إنك مش هتوافق فأنا قولت أتدخل.
سليمان :تتدخل؟!! اديها التليفون... اديها التليفووون.
زياد بهمس يتصنع النصح :ياباشا بلاش القافله دى... البنت لسه صغيره وعايزه تخرج زى الناس.. سيبها تخرج تعيش سنها وترجعلك فريش واهو تبقى لفته حلوه منك وياسيدى انا هروح معاها والازمها زى الحارس اى خدمه.
صمت يبتسم بمكر يعلم ان سليمان يفكر يدير الأمر برأسه.
وبالفعل فكر سليمان قليلاً بأن يدعها تخرج ربما يتحسن مزاجها معه وأيضاً زياد معها... يغار من العالم كله ولا يغار من زياد ابن شقيقته هو كأبنه واكثر.
تحدث بعد تنهيده طويله قائلاً :ماشى يا زياد خرجها...بس... خلى بالك منها يا زياد... اوعى عيل كده ولا كده يقرب منها... اوعى يا زياد.
زياد بخيث ثعلب حديثه يحمل معانى كثيره :عيل يقرب وانا موجود.. وانا روحت فين.
اغلق الهاتف معه وسليمان يتنهد بخوف وقلق وزياد يبتسم بمكر ينوى على الكثير اما جنه فاتسعت عينها فرحا تسأل :وافق؟
زياد بزهو:عيب عليكى ده انا زياد.
جنه وهى تقفز فرحا:نص ساعه واكون جهزت.
زياد:اكون انا شربت فنجان قهوة.
اغلقت الباب كى تستعد وهو ساقته قداماه للمطبخ.
يقف وهو يرى تلك الفتاه صغيره الحجم تقف بكل هدوء تصنع الطعام بمهاره وخبره.
تحرك يديها بهدوء كأنها اميره بالمطبخ... حتى ملابسها منمقه ومضبوطه.
تقدم يقول :مساء الخير.
استدارت تنظر له قائله بمهنيه:مساء النور يافندم.... تأمر بحاجه.
ابتسم لها قائلاً :اسمى زياد... افندم دى قوليها للباقيين ده احنا حتى شكلنا كده من سن بعض.
جاوبت بلا اى ملامح... وجهها تعلوه المهنيه فقط :زى ما تحب يا زياد... تأمر بحاجه؟اكيد مش داخل المطبخ تقولى قوليلى يا زياد.
صك اسنانه من ردودها يقول :ايوه. عايزه قهوه.. زياده.. بن فاتح.
ابتسمت بعمليه:حاضر.
اعطته ظهرها تصنعها له بنفس الهدوء والتمكن وهو مغتاظ بشده ولن يصمت سيجعلها تغتاط مثله فقال عن عمد:بس غريبه يعني.
لم تسأل ما الغريب لن تأخد وتغطى معه.
سألها بغيظ:مش تسألينى إيه الغريب.
تسنيم :لأ ماسألش يا فندم....حضرتك انا هنا وظيفتى اعمل اكل مظبوط ونضيف مش عشان اقف أسألك ايه الغريب.
يشعر بالدخان يخرج من اذنه.. افحمته دون غلطه واحدة ليزيد حقده ويقول :كنت عايز أسألك انتى إزاى يعنى مابنش عليكى الزعل لما تهانى هانم مرررااتى قالت عليكى خدامه.
جاوبت وهى تزم شفتها تقول ببديهيه:لانى فعلاً مازعلتش عشان يبان او لأ.
رفع حاجب واحد مستنكرا:نعم.. ازاى يعنى؟!
تسنيم:دى ثقافات وبيئات وكل واحد بقا على حسب ثقافته وبيئته وكمان تعليمه... انا أتدربت لفتره تقارب سنه ان شغلى هو ارضاء العميل... وان الطبخ ده مهاره وموهبه وان مش كل الناس عندها الموهبه دى وانى فى شغلى هقابل اشكال والوان كتير ماقدرش احكم على كل الناس دى انها تشوفني بنفس العين.
استدارت تقلب القهوه وهو مزهول من حديثها المرتب والضبوط بالملى لتكمل وهى تقصد كل كلمه :يعنى فى مثلا ناس شبعانه اوى بيتعاملوا كويس مع اى شيف او سيرفيس عندهم زى مدام جنه وفى ناس مش بتتعامل خالص زى شوكت باشا وابنه وفى ناس شبع من بعد جوع بتتعامل بطريقه تعبر عن شخصيتهم زى مدام غاده والهانم مراتك.
زياد يزهول:انتى شتمتى مراتى على فكره.
تسنيم:ابدا لا سمح الله انا بس كنت بحاول اوصفها.
صبت القهوه له تمد يدها قائله بابتسامه سمجه وقالت :القهوه يافندم.
صك اسنانه منها بغيظ يقول بأمر:طلعهالى برا.
قالت بمهنيه بحته:تأمر يافندم ده شغلى اصلاً.
تقدمت امامه تحمل صينيه عليها القهوه وهو يسير خلفها بغيظ يشعر أمامها بالعجز فى الصد والرد كأنها مدربه على ذلك.
__________________
وصلت مع زياد حيث تنتظرها نهله.
انبهر اثنتيهم وهم يرون نهله بشكل حديد كلها حيويه ونشاط عكس تلك التى كانت تحيا معهم بنفس البيت.
جنه بزهول وهى تصافحها :ماشاء الله.. بقيتى احلى واحلى.
زياد :ياترى ايه سر التغيير.
نهله :هو فى غيره... لامور يا زيزو.
زياد مستنكرا:لامور وزيزو... ماشاءالله ده انتى عديتى.
جنه بحماس وفضول:مين.. مين هو؟
نهله :طبعا هحكيلك كل حاجه بس انا طلبت اقابلك عشان حاجة اهم.
جنه بقلق:ايه هى قولى.
صمتت نهله تنظر ناحية زياد فقالت جنه :لا امان ماتقلقيش احنا بقينا صحاب جدا
نهله :متأكده؟! طيب بصى يا جنه... انتى بوضعك ده لازم لازم تشتغلى... سليمان عايز يقفل عليكى كل الجهات عشان تفضلى محتاجاه لازم يبقى فى مخرج
جنه :ازاى بس.
نهله :انا جبتلك شغل معايا إيه رأيك؟
جنه:طب إزاى.. وسليمان.
تدخل زياد فى هذه اللحظه يقول :نهله عندها حق لازم تخرجى من السجن ده وانا مش قادر اشوفك بتتحبسى كده يوم عن يوم... كل يوم خالى بيبنى فيه سور يسده فى وشك ويضيع بيه احلى سنين عمرك لانه بس بيحبك وعايزك ليه لوحده... وافقى وانا هلاقى صرفه.....
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
 














تعليقات
إرسال تعليق