رواية جنة الظالم الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون بقلم سوما العربي
رواية جنة الظالم الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون بقلم سوما العربي
الفصل الثاني والعشرون
كانت تجلس لجوار زياد شارده تتذكر هيئه نهله المتغيره كليا وما فعله الحب بها.. اصبحت فراشه.
استمع زياد لتنهيدتها الحاره يسأل :مالك... من بعد ما مشينا وانتى فى دنيا تانيه.
نظرت له باعين مغرورقه بالدمع تقول :شوفت الحب مغيرها إزاى... كأنها طايره... انا حسيت ان هى الصغيرة وانا الى كبيره.
ضحك قائلاً :ههههههه ايه الحقد ده دى لما كانت ضرتك ماكنتيش بتغيرى كده ههههههه.
صمتت بلا حديث.. مزحته سخيفه جدا.. حمحم بحرج يقول :احمم... مين مزعل الجميل بس؟
صمتت.... الكلام لن يعبر عنها قالت بتعب:مافيش حاجة مافيش.
زياد :طيب ماتقوليش حاجة لخالى عن موضوع الشغل ده.
جنه:والله انا خايفه وانت مصر انى هقدر... ماقولش دلوقتي إزاى بس.. امال هروح واجى إزاى؟
صمت يفكر يغموض:هنلاقى صرفه... ماتقلقيش... بيقولك الواد لخاله.
نظرت له بعمق لثانيه تقول :يعنى انت ظالم زى سليمان؟
رمش بعينه ينظر لها... فقد باغتته بسؤالها.
رفع حاجب واحد سيسأل هو ويربكها ليباغتها هو :مرتاحه مع خالى... يعنى بقيتى متقبلاه.
تنهدت تأخذ نفس عميق وقالت:بحاول.... بحاول اعيش مع الوضع.
تحدث سريعا يقول :طب وليه... انتى صغيره وحلوه والعمر كله قدامك... اتمردى... اطلبى منه الطلاق.
جنه :رفض.
صمتت لثانيه ثم قالت :بس انت ازاى بتقول كده... الى اعرفه انه خالك ومربيك... هو صحيح ظالم ومفترى بس مش كده معاك.
ابتسم زياد بثقه يقول مستنكرا:طب ماهو كده معاكى بردو بس مش بتحبيه.
جنه:بس مش بكرهه.
زياد بثبات :ولا انا كمان بكرهه... كل الحكايه انى اعتبرتك حد قريب منى جدا وحبيت اساعدك لكن انتى لو مش مرحبه دى حاجة تانية.
نظر لها بجانب عينه يكمل عن عمد:خليكى كده محبوسه بين اربع حيطان والبنات برا عايشه بتطير.... وهنروح بعيد ليه مانتى شوفتى نهله بنفسك... مع انها وهى مرات خالى كانت بتلبس اغلى من دلوقتي لكن شوفى هى ايه دلوقتي كأنها عيله لسه متخرجه من ثانوى.. الدور والباقى عليكى بقا.
تشوش رهيييب وتخبط وهو يزيد عليها الأمر... الن ترسى على بر؟
تحدث سريعاً يقول : احنا خلاص قربنا على البيت... فكرى فى عرض الشغل بتاع نهله لأنه فرصه ولو وافقتى انا عندى الطريقه الى تدخلى وتخرجى بيها.
شقت سيارته الفارهه المسافه بين البوابه الحديده الضخمه وكما توقع.
وجد سليمان يزرع الأرض ذهابا وايابا ينتظرهم.
يتذكر كم المرات التى هاتفه بها يستعجل رجوعهم.
اصبح كاليتيم وهى والدته... بات هو الصغير الذى لا يتحمل بعدها عنه.
توقفت السياره وهو تقدم منها بلهفه وشوق يغمرها داخل احضانه يردد بعتاب كبير:اتأخرتى كده ليه ياروحى... لاول مره من يوم ما اتجوزنا ارجع البيت وماتبقيش فيه...ماقدرتش اقعد من غيرك.
تحدث زياد من خلفه مرددا :براحه عليها هتخنقها من حضنك.
ادرك سليمان حديثه يخرجها من احضانه وهى بالفعل كان نفسها ضيق.
تدرك انه سيقتلها يوما ما والسبب حبه لها.
هل ما يفعله شئ مقبول يسعد اى زوجه ام على العكس.
ام انها تلك القاعده لو زاد الشئ عن حده انعكس لضده.
ام لأن الأمر كله متعلق بمقارناتها لأنها صغيره وهو كبير... تسأل هل لو كان بنفس المواصفات ومن نفس عمرها هل... هل كانت ستتقبله ام انه ولشخصه مرفوض... ام...
قطع سيل تفكيرها وهى تشعر ذراعيه يلتفان حولها بحميميه شديدة لتدرك انه صل بها لغرفته... غرفته هو وليست غرفتها.
لتنكمش حول نفسها تسأل :جينا هنا ليه؟
رفع ذقنها بأنامله يمسمح بيده الآخرة على وجنتها عينه تلمع برغبه قرأتها جيدا :وحشتينى... وكمان رجعت البيت مالقتكيش.... كده انا محتاج جرعة.
اغمض عينه يتشم عبقها وهو يردد بأسف:بقيتى إدمانى.
زاد من احتضانه يقول بوجع :وخايف اموت اوفر دوس.
تنهدت هى الآخرة بوجع... لا تعلم هل عليها ام عليه هو.
تشعر انه ذائب بها... حرام والله... اغمضت عينها ترفع يدها تمسح على شعره وهى تردد:بعد الشر عليك.
اتسعت عينه بفرحه كبيره لتقضى عليه بالاكبر وهى تقول القاضيه:انا معاك ومش هسيبك.... ماتخافش... مش هقابل حبك ليا بالغدر ابدا.
تصنم جسده وأخرجها منه احضانه... أنفاسه متسارعه... صدره ويعلو ويهبط.. يقترب منها يضمها وهو يقول :بحبك يا جنه... بحبك اوى.
اغمض عينه وهو يشعر بشفتيها على وجنته... جنه بادرت بتقبيله... حتى ولو من وجنته هو راضى... بل مصدوم من مبادرتها.
ليضمها بجنون يفقد بعده السيطرة يذيقها قوة عشقه وكيف تكون.
بعد مرور ايام
وقفت تهانى وقد انهت ارتداء ملابسها تنظر فى المرآه بكبر.
وجدت زياد يخرج من المرحاض فقالت باستغراب شديد:مالبستش ليه؟
جاوب دون النظر بوجهها :هلبس. لو خلصتى انتى انزلى.
نظرت له بقلق مستغربه تسأل وهى ترفع حاجبها:انت فيك ايه كده عايزه افهم... من ساعة ما رجعت الاوضه معاك وانت بتنام بينى وبينك متر تقريباً..... حتى الكلام مش بتتكلمه... إيه حكايتك.
هز كتفيه قبلما يدخل لغرفة الملابس قائلاً :ششش... بسس كلام... ماليش مزاج ارد.
اتسعت عينها تقول بصدمه:لاااااا.. ده انت قسما بالله فيك حاجه وحاجه مش عاديه كمان... فين زياد اللي كان بيهتم بكل تفاصيل حياتى الصغيرة قبل الكبيره.
كل ذلك وهو يرتدى ملابسه حتى انتهى وخرج من الغرفه نهائياً دون الرد عليها.
جحظت عينها لا تصدق... ذهبت خلفه سريعاً.. ترى ماسر تغييره.
وهو كان ذاهب كى يتناول الإفطار بمعاده ولكن تسوقه قدميه دوما لعندها... تلك التى على مايبدو ستعيد تربيته.
دلف لعندها وتهانى تقف من بعيد تراقب.
يقول :صباح الخير... فين قهوتى.
رفعت حاجب واحد تزفر بضيق تردد:صباح الغباء على الصبح.
ابتسم بتسليه يقول :بتقولى حاجة؟!
رسمت ابتسامة رسميه على شفتيها تقول على مضض :خالص يافندم.. كنت جاى طالب حاجة؟
كتف ذراعيه يقول بعند كالاطفال:ايوه عايز قهوه.
اغتصبت مره اخرى وبصعوبه ابتسامتها التى تدربت عليها لسنوات فى دراستها وهى تقول :حاضر يا فندم بعد الفطار تكون قهوتك جهزت.
عاود الجديث بعناد طفل حقيقى:لأ عايزها دلوقتي.
لم تستطع... حقا لم تستطع... دلاله مستفز.. سمج وبارد حتى أنه جعلها تفقد السيطره على ما تعملته لسنوات وهى تقول باشمئزاز:جاتها نيله الى عايزه الخلف.
اتسعت عينه يقول وهو لا يستطيع كبت ضحكته :إيه؟ انتى قولتى إيه؟!
ادركت حالها سريعاً تعود لمهنيتها البحته:ولا اى حاجة يا فندم... اتفضل حضرتك برا معاهم وانا هجيبلك كل حاجه لحد عندك.
لتتدخل تهاني بغيظ وصدمه تصرخ :الله الله... البيه بيعمل ايه هنا فى المطبخ ومع الخدامه.
الفتت تسنيم تجيب بجديه:انا بردو بقول كده من بدرى... ياريت تخليه عشان اقدر اشوف شغلى انا مش عارفة اتحرك منه.
اغتاظت تهانى مت ردها الجدى.. صراخها ونعتها إياها بالخادمه لم تؤثر بها.
تقدمت من زياد تقول باهانه شديدة :ايه يا بيه خلاص... مستواك نزل للخدمات كمان.
لم يجيب تركها لنارها وغادر... وهى خرجت خلفه كى تكمل صراخها به.
لكنها توقفت وهى ترى جنه بيد يدى سليمان يهبط بها الدرج يهددها وهو يمسح على كتفيها كى يطمئن قلبها.
رفع زياد عينه ينظر لها ويقول بسخريه مبطنه: مالك يا جنه؟
كان الجواب من عند سليمان الذى قال :النهاردة نتيجة الثانوية العامة مش عارف هى شاغله بالها اوى كده ليه؟!
ضحك زياد بسخريه يقول :يمكن عشان هيحدد مستقبلها.
زاد سليمان من ضمها له يقول بحسم :مستقبلها معايا.
لم تستطع تهانى وذهبت تجاه طاولة الطعام تهز قدمها بصعوبه.
كانت تسنيم تتقدم وهى تحمل بيدها ابريق من الماء المغلى ولجواره اكواب خزفيه راقيه.
عند عمد ونوايا سيئه عرقلت سيرها فصرخت تسنيم ليسرع زياد إليها يقول بخوف شديد :مالك... حصلك حاجة... فيكى حاجة.
تهانى بغيظ :قومى يابت وبطلى مرقعه.
حاولت تسنيم الوقوف لكنها لم تستطع متألمه.
زجرها بنعنف فى اول رد فعل منه عليها يقول :اخرسى شويه.. اخرسى.
على الفور حمل تسنيم يسرع ناحية سيارته يقود بإتجاه المشفى.
اما سليمان فجلس على احد الارائك لجوار جنه التى لم ترى كل ماحدث.
يلتصق بها ويضمها له قائلاً بعتاب:رجعتى تنامى فى اوضه لوحدك تانى.
جنه بتوتر :سليمان حرام عليك انا بجد حرفياً مش عارفة افكر في اى حاجه تانيه دلوقتى الله يخليك.
اشاح وجهه بعبوس ولم يضغط عليها لتجد هاتفها يدق وينظر هو لاسم المتصل اولا يردد :مين... مين بيتصل.
جنه :بابا.
جاوبت على الاتصال تقول:بجد... يعنى ظهرت خلاص.... امال سليمان قالى بالليل ليه.
زاغت أعين سليمان يميناً ويسارا ثم ابتسم لها باتساع وهى تنهى حديثها تنظر له يردد:ماااا.. ماعشان شايفك متوتره.
جنه بلوم:حتى دى... الله يسامحك والله.
باشرت هى فتح الهاتف تدخل على موقع الوزارة وهو يضغ قدم فوق الأخرى يردد :انتى الى كل ما الموضوع يقرب بتبردى وتسخنى وجسمك يترعش... انا خايف عليكي.
هزت رأسها بيأس وهى تردد:دايماً عندك مبرر لكل الى بتعمله.
شعر بحديثها المرتعش.. نظر لها مره اخرى بتعاطف وحنان لا ينضب.. رغماً عنه يحبها.
مد يده يضمها له ويأخذ هو منها الهاتف... كل شئ سهل ومتاح ولكن يداها المرتعشه هى مالم تسعفها.
فتح الهاتف وطلب منها ادخال رقم الجلوس.
بعد ثوانى معدوده نظر لدرجاتها يرفع حاجب واحد قائلاً :لأ برافو... درجاتك عاليه.
كان جسدها يهتز تبلع رمقها بتوتر وهى تفرك كفيها معا تسأل وقد نفذ كل الصبر :يعنى جبت كام... المجموع كام.
رد سريعاً كى يرحمها قائلاً :94٪
اتسعت عينها بفرحه ووقت تصرخ وهى غير قادره على كمان فرحتها .
تزغرد وعينها تزرف دموع الفرحه... كان منبهر بها وسعيد لفرحتها.
تركها تفعل ماتفعله.... بقية من بالبيت لم يهتموا بالطبع.
وقف بعد دقائق يتقدم منها بجسده العريض فى ثبات.
ضمها له يمسح على شعرها يقول بحب :مبروك يا حبيبتى... الف مبروك.
اخرجها من احضانه ينظر لها بحاجب مرفوع قائلاً :عملتى بقا كل ده امتى... انا ماكنتش يفارقك.
رمشت اهدابها تردد:هاااا.. اااا.. ما.. لما انت كنت بتروح الشغل.
ابتسم بسخريه.. وضع خصله من شعرها خلف اذنها يقول:بجد.. امممم لأ ده انتى على كده شاطره اوى... بس حلووو... اهى الثانويه العامه خلصت يعنى خلاص.
ابتعدت عنه تزيح يده من على ذراعها قائله ببوادر غضب:يعنى ايه؟
اخذ نفس عميق يبتسم باتساع وهو يهم باحتضانها :يعنى خلاص بقا... فضيتيلى.. عايزين نعيش حياتنا.
داعب عنقها بيده يقول بحراره :وانا عايز بيبى منك.
حجظت عيناها ترمش باهدابها مزهوله تبتعد عن احضانه تنظر له بصدمه وهو ينظر لها بثبات وإصرار يردد بحسم:عايز بيبى منك يا جنه.
تلعثمت فى الحديث... اعتقدته نسى.. حاولت الحديث تبلل شفتيها قائله :ماهو... ااا... انا.
نظر لها بعمق عقله يفكر بأشياء كثيره ليتحدث مجددا :هو الى انا مستغربه إنك ماحملتيش لحد دلوقتي.. الا إذا... كان فى حاجة تمنع مثلاً.
ابتلعت رمقها بصعوبة تسأل :حاجة إيه؟
اخذ نفس عميق يغمض عينه بألم وهو يقول :مش وقته... النهاردة انتى ناجحه وان عايز احتفل بيكى.
اخذت أنفاسها أخيراً تبتسم وقالت :بالظبط.. احتفل بيا.
ينظر لها بقلة حيله.. يغمض عينه بتعب ولا شئ بيده سوى أن يضمها لاحضانه أكثر.
سحبها معه يقول :يالا عشان الفطار وبعدها.. قاطعته بدلال :بعدها ودينى بيت بابا... وحشونى اوى.
اقتنص منها قبله سريعه وقال:هبعت حد يجبهم بالليل... ماتبوظيش اليوم.
جنه :حاضر.
________________________
فى المشفى انتهى الطبيب من لف ساقها يقول:الحمدلله لله الحرق بسيط.. ربنا ستر... بس تاخدى بالك وحاولى بلاش إجهاد.
اغمضت عينها تقول:طيب ماعلش يا دكتور ممكن مسكن قوى عشان شغلى.
صرخ بها زياد الواقف يتابع كل شئ بغضب :شغل ايه بيقولك رجلك محروقه وبلاش شغل... انتى لازم تاخدى أجازه.
اضاف الطبيب مؤيدا:فعلاً ماينفعش تتعرضى للنار ولا ميه ولا تقفى عليها كتير... والمسكن مش هيطول فى تسكين الألم.
وقفت تحاول الاستمرار بقوتها قائله :ده شغل والشغل مافيهوش هزار.. اكتبلى انت بس مسكن قوى وسيبها على الله.
الطبيب:طب كلمها انت يا استاذ مش انت خطيبها بردو.
زياد :هااا.. اااه.
تسنيم برفض شديد نفت بقوه:اه ايه... لا طبعاً
نظر لها بغيظ شديد وهى لم تعيره اهتمام وحاولت السير للخارج.
لتقف بعجز تنظر له قائله بجديه:لو سمحت... ممكن تساعدني.
زياد بشماته وعند :لأ... مش انتى سوبر ومن ساعدى بقا نفسك.
تسنيم:اكبر شويه... اكبر شويه وبلاش شغل العيال بتاعك ده... بقولك ساعدى يعنى خلى فى رجوله.
استفزت رجولته بنجاح واحرجته فتقدم يساعدها... بارعه فى الحصول على ما تريد ومشتفزه جدآ بالنسبة له.
تقدم يساندها حتى وصل للسياره يساعدها على ادخال قدمها والجلوس بارتياح.
ثم استدار يجلس لجوارها يقود بهدوء قائلاً :عنوان بيتك ايه؟
تسنيم:وانت عايز عنوان بيتى ليه؟
زياد :اكيد مش عشان اسرقكوا بالليل... عشان اوصلك ياست الكتكوته.
تسنيم :انا مش كتكوته ومش هروح بيتنا دلوقتي لسه عندى شغل لازم يخلص وبعدها اروح يعنى ودينى على بيت اهلك.
نظر لها بغضب يزجرها بعنف :هى نشوفية دماغ وخلاص ماقالك رجلك محروقه ولفها ونار لا وميه لأ هتقفى إزاى عليها.
تسنيم: هروح الأول اخد اذن ده شغل بابا لو كان شغلى كنت ممكن اتحمل انا المسؤليه لكن انا مكانه افرض ماروحتش راحوا استغنوا عنه وانتو عيله ماشاءالله قلبها قاعد ومش بترحموا.
زياد :انا هعرف إزاى أخذلك أجازه... قولى عنوان بيتك.
نظرت له بشك وقالت بتمنى فهى حقا متعبه تتألم بشده ولا تقوى الوقوف على قدمها:يعنى هتعرف؟
ابتسم يقول :ايوه... انا زياد بردو... قولى العنوان.
تنهدت بتعب تحمد الله انها ستعود للبيت وقالت :طب ادخل اليمين الجاى وانا هقولك تمشى إزاى.
طوال الطريق وهى صامته تتكئ برأسها على نافذة السياره تاركه الهواء يداعب وجهها الجميل.
وهو يسترق النظر إليها بين الحين والآخر يبتسم لها بحب وراحه نفسيه كبيرة.. يشعر معها بسكينه غير عاديه.
ليقرر الحديث قائلاً :بقا انا الدكتور يسألني انت خطيبها اقوله اه تقومى انتى تقولى لأ وتحرجينى؟!
انتبهت له تقول :ولا احرجتك ولا حاجة بس ليه الكذب يعنى هو ليه عندى حاجة واحد شافني بتلسع ولا ميه سخنه وقعت عليا وجه ساعدنى ليه بقا لازم يبقى خطيبى.. كده الشعب كله هيتجوز بعضه... وهو انت كنت خطيبى يعنى وانا أنكرت عشان تزعل اما امرك عجيب والله.
مستفزه ومتعبه... حديثها جدى مرتب لا غلطه واحده به
نظر لها يقول بتحد:طب انا عايز اخطبك.
ضحكت بشده تقول :والله ضحكتنى.
غضب يقول بحده:ايه الى يضحك فى كده.
صمتت ولم تجيب فرفع صوته عليها حاد جدا لأنها رفضته تقريباً وهو بالفعل يريدها ولا يمزح يردد بغضب:ماتردى.
نظرت له بشراسه تقول بحده:انت بتعلى صوتك عليا كده ليه ماتتكلم عدل.
بنفس قوة غضبه سألها:ردى على سؤالى انا بكلمك.
اعتدلت اكثر بجلستها تنظر له بجديه وهى تكتف ذراعيها حول صدرها تقول :اوى اوى.. اقولك وماله... عايز تعرف ليه... لانى فعلاً شايفاها حاجة تضحك.. انت نفسك حاجه تضحك عيشتك كمان... لا ليك لا طعم ولا لون ولا ريحه.. اوعى تكون فاكرنى عاميه وخارصه انا فى بيتكوا ليل نهار وبشوف ادق أدق التفاصيل بسكت ومش بعلق لانى اتعملت كده ودى قواعد شغلنا لكن انا تقريباً حافظه كل شخص فى بيتكوا من اول الباشا الكبير شوكت لحد ولاد ماهر بيه الصغيرين... وواخده بالى كمان بالى بتحاول تعمله مع مرات خالك. ومن نطراتك لمراتك الى انا مش عارفة انت سايبها على ذمتك ليه لحد دلوقتي بعد كل الى بتعمله.
نظر لها بصدمه فقالت :ماتتصدمش كده... الخدم والشغالين هما اكتر ناس بيبقوا كاشفين وشايفين كل تفصيله بتحصل فى البيت الى بيشتغلوا فيه... بيبقوا عارفين شمس البيت ده بتطلع منين ومعاهم حل لأى لغز بيحصل يعنى شايفه وراقمه كل حاجه بس اتعملت انى اعمل مش واخده بالى وانتو حرين.
كانت صدمته كبيره وهى لم ترحمه لتكمل عليه:انت بنى آدم مهزوز وصغير حتى مش عايز تتعلم ماشى تلوش زى الأعمى ومش عارف لا بتعمل ايه ولا رايح على فين... ودايما بتحب تعيش دور الضحيه مع ان انت مش ضحيه لحد انت ضحيه لاختياراتك وبس... فعمر فلوس عيلتك ما هتعملك راجل ملو هدومك.
صمتت تشيح بنظرها للجهه الأخرى ليقول :ياااااه... ده رأيك فيا؟!
تسنيم :انت الى طلبت تعرف... ونصيحه منى ليك.. اعرف انت عايز ايه الأول بدل ما هتخسر كتير بانتقام اهبل ماحدش اصلاً ظلمك فيه... انت الى مصر تبقى مظلوم.
ليتحدث بحده محتج يكابر كطفل فعلاً :لا ظلمنى.. سليمان أساساً ظالم... ههدله حياته زى ما حطمنى... ههدها فى اكتر حاجه حبها فى عمره كله.. انا مش بلوش انا عارف انا بعمل ايه وهكمل.
وضعت يدها تسند رأسها على راحت يدها تقول :وماله ياخويا انا هوجع قلبى معاك ليه.. هو انت من بقية اهلى ماتغور فى ستين داهيه.
زياد:على فكره انتى قليلة الذوق.
تسنيم :احسن ما بقى قليلة العقل والتمييز.. سوق سوق ووصلنى .
________________________
فى بيت الظالم.
كان على فراشه يضمها له يداعب ذراعهاقائلاً :ماكنتش اعرف ان النتيجه هتغير مودك اوى كده.
ابتسم له تقول :طبعا مش مستقبلى.
مسح على وجنتها يقول :انا مستقبلك يا حبيبتي.
جنه:اا.. ايوه طبعاً بس الدراسه شئ مهم.. احمم... سولى.
اغمض عينه يبتسم وهو يعلم القادم فيجيب بنبرة سخريه :يا عيون سولى وقلبه.
فهمت عليه... كشف عن نيتها بطلب شئ لكنها استمرت فى الحديث تقول :هروح بكره اسحب ورقى من المدرسه عشان الحق التنسيق والتقديم.
ابتسم باتساع يقول ببرود:مافيش داعى حبيبتي تروحى وتتعبى نفسك والجو حر اصلاً واخاف علي جنتى من الفرهده.
نطرت له بصدمه فاكمل يقر بحسم :انا هبعت حد يسحب ورقك ويقدملك فى AUC.
شهقت بصدمه تقول :ايه... إزاى.. وانا هقدر على مصاريفها إزاى... دى.. دى غاليه اوى.
ابتسم يرفع حاجب واحد مستنكرا يسأل :هو حد طلب منك تدفعى.. على اساس انى مش هعرف ادفع.
كان ينظر لها بترقب ينتظر رد فعلها... يعلم أن جنه لا تريد تقييد حالها به والا يصبح له السلطه بأى شئ ولو فعل ما قال ستصبح تحت رحمته لأنه من سيدفع مصاريف دراستها.
ظل مستمر فى النظر لها يسأل :مالك يا روحى.. عايزه تقولى حاجة... اظن دى احسن جامعه فى مصر لو فى واحدة اغلى واحسن عايزه تروحيها قولى انا ماعنديش اغلى منك.
ابتلعت رمقها بصعوبه... لن ترضخ بما قاله... ستبحث عن مخرج... لن تفعل ابدا......
الفصل الثالث والعشرين
مرت اسابيع على الجميع والاحوال بين جيد وسئ
جنه تتابع طريقة سليمان وعشقه المتهور لها لا تعلم هل الاستمرار معه صحيح ام لا... لكنها بالأساس لا تملك خيار اخر.
اما سليمان فعشقه يزداد يوم بعد يوم يشعر بسعادة كبيره لجوارها... أنها اعظم وأهم ما يملك... كل مناه ان يرزق بطفل منها يزيد ربطها به.
بينما شوكت يتابع كل شئ بصمت تام... يأسه مما يفعله سليمان وطريقة تعلقه بتلك الصغيرة اوصله لطريق اليأس بل والصمت أيضا.
غاده وماهر يتابعان كل شئ ولا يملكان سوى الغمز واللمز.
وتهانى كالنار تأكل نفسها ان لم تجد ما تأكله.
وقفت تسنيم تنهى ارتداء حذائها وتعيد ضبط حجابها لتشهق بعنف وهى تشعر بيد تديرها لها بغضب تقول بغلظه وغيظ:انتى يابت انتى ايه هتفضلى قعدالى هنا ولا ايه.
كانت تسنيم مصدومه فقط لكنها لم تفقد لسانها انها الصدمه فقط جعلتها صامته تستوعب فى حين اكملت تهانى :تلمى نفسك وتاخدى بعضك كده وتخرجى من هنا بشرفك بدل ما وحياة امى اخرجك من هنا ملفوفه فى ملايه.
اتسعت اعين تسنيم من تعبيرها الفج تقول ببساطه مستغربه :بملايه.. ده كل ده ليه ولا عشان مين؟!
تهانى :بت.. هتعمليهم عليا.. إيه الى بينك وبين جوزى يابت.
ازاحت تسنيم يدها من على ذراعها تقول :ايدك بس بهدلتى هدومى.
رفعت تهانى حاجبها تردد:والله... لأ ده انتى بجحه بقا.
تسنيم :البجاحه مع البجح مش بجاحه يا تهانى.... ولااااا تحبى اقولك يا توتو.
هبط قلب تهانى بين قدميها تتسع عينها بزهول... هل تعلم تلك الفتاه بما بينها وبين سليمان؟
تسنيم بقوه ولكنها ثابته هادئه :بالظبط... تهدى وتهبطى كده ياحلوه انا تسنيم مش الدكتوره الى بتكلميها فى التليفون تهدديها.
احمر وجه تهانى تهجم عليها قائله:انتى بتتسنطى عليا يابت.
تسنيم :بالظبط... الخدم بيبقوا عارفين كل حاجه بس ساكتين وانا كنت ساكته وفى حالى انتى الى جيتى تجرى شكلى يبقى تاخدى بقا الى فيه النصيب.... ف انتى الى لمى روحك معايا ياروح امك بدل ما مش هخرجك بملايه لأ لأ... ده انا جاحده وهستخسر فيكى حتى الملايه.
تهانى بصدمه :يااااه... ده اتارى الوش البرئ ده مخبى وراه قدر وفجر.
فلتت أعصاب تسنيم تصرخ عاليا :لمى روحك واحفظى ادبك بدل ما اوريكى الفجر بيكون إزاى.
دلف زياد مستغربا يقول بغضب :ايه ده فى ايه. ايه اللي بيحصل.
وقفت تهانى تكتف ذراعيها حول صدرها تقول باصرار وكبر وهى تهز قدميها تأمر:البت دى تمشى من هنا النهاردة... مالهاش قاعده هنا... تترمى بره زى الكلاب.
زياد :ده على اساس انك ست البيت مثلاً.
اكمل باستفزاز وابتسامه شامته:كلنا عارفين مين صاحبة البيت والى تقول مين يقعد ومين يمشى.
تهانى بعصبيه:الى هى مين بقا
زياد:هههه يعنى مش عارفه... جنه.. جنه هى صاحبة البيت.
تدخلت تسنيم تقول:بقولكوا ايه انا زهقت وقرفت منكوا واصلا ده كان آخر يوم ليا.
تفاجئ زياد كثيرا يردد ببهوت:آخر يوم. اخر يوم إزاى؟!
هاجت تهانى تشعر بانهيار عرشها تقول بعصبيه :انت خلاص.. راحت منك... ايه مالك انت تقعد ولا تمشى واقف قدام الخدامه تقولك ببجاحه زهقت وقرفت منكوا وانت كل الى همك وسمعته انها مشايه.. ماتمشى ولا تغور فى ستين داهيه.
زياد:اخرسى شويه... اخرسى... تعرفى تخرسى.
لاااا..زياد يفلت بين يديها واصبح الأمر خارج عن السيطره فتصرخ بفظاظه:أخرس.... اناااا اخرس يا زياد... بتقولى أخرس عشان الخدامه بنت الخدامات دى.
صفعه قويه نزلت على كفها زلزلت جسدها حتى ان تسنيم شهقت بفزع.
انهارت تهانى واصبحت من الصعب السيطره عليها... ظلت تصرخ بهستيريا وهى تنتفض :انت بتضربنى... بتمد ايدك عليا... عليا انا.. ده انا تهانى.... تهانى الى حفيت عشان تتجوزها... وعشان مين عشان البتاعه دى واقسم بالله ماخليها نافعه حتى نفسها.
همت تهجم على تسنيم بكل غل العالم ودع بها وهى تشعر بضياع كل شئ حتى زياد رغم عدم حبها له لكنه المأمن الوحيد لتلك العيشه الرغده.
كانت تهم كى تنهش لحم تهانى حيه ولكن زياد قبض على ذراعها ابعدها عنها وهى مستمره فى صراخ اجتمع عليه كل من بالبيت يقول وهو يسحبها يقبض على ذراعيها :انا غلطت غلطة عمرى... بس تتصلح عادي وهتجوز الخدامه عليكى تتربى وتتكسر مناخيرك.
ألقاها أرضا يغلق عليها الباب ويهبط الدرج وسط زهول الكل يجد تسنيم تحاول الاعتذار منهم بمهنيه :انا اسفه على كل الى حصل بس والله انا ماجتش ناحيتها... واتمنى ان الى حصل ده مايأثرش على شغل والدى.
غاده بغطرسه:والله حبيبتي احنا مانعرفش الى حصل بس عمر بيتنا ماحصل فيه كل ده.
شعرت بذل كبير... لو لم يكن عمل والدها لما سمحت لكل ذلك ان يحدث.
لتتحدث جنه قائله بزهول :هو إيه الى عمرنا ما حصل فى بيتنا كده... تسنيم بقالها شهرين تقريباً معانا وعمرها مارفعت لا صوتها ولا عينها فى حد.... دى كانت رجلها ملسوعه والدكتور محرج عليها من المجهود وبردو كانت قايمه بكل شغلها... الراحمون يرحمهم الله يا ابله غاده.
ابتسمت تسنيم براحه كبيره لتلك المخلوقه فى حين شهقت غاده تردد:ابللله؟؟
جنه:ايوه امال عايزانى اقولك ايه الحق عليا انى بحترمك.
كان سليمان قد عاد لتوه من الخارج يقف امامهم وهو يرى زياد يهبط الدرج بغضب يتقدم ناحيتهم.
وقف سليمان هو الاخر يقول :فى ايه؟!
ضم جنه له يقول :وقفه كده ليه يا حبيبتى؟! هو فى ايه؟!
وقف زياد يقول :لو سمحتى يا تسنيم عايز اتكلم معاكى لوحدنا.
تسنيم:ده ليه يعني...زياد بيه كل الى حصل كان سوء تفاهم والمدام هى الى.... قاطعها زياد وهو يقول :تسنيم انا عايز اتجوزك.
شهق الكل ورفع سليمان حاجب واحد مثله كمثل تسنيم يردد كل منهما فى ان واحد:نعم؟!!
زياد باصرار :عايز اتجوزك على سنة الله ورسوله.
وقف سليمان يحاول الاستيعاب يحدث جنه مازحا وهو يشير على زياد:الاسم زياد... المهنه عايز يتجوز اى واحدة يشوفها على سنه الله ورسوله.
كبت الكل ضحكته لكنها صدحت رغماً عنهم... الكل حتى تسنيم التى حاولت التحدث بمهنيتها المعهوده: اسفه على كل الى حصل النهاردة... بابا خلاص هيرجع شغله من بكره.
زياد بحرج لكنه عصبى:هو انا هوا.... انا مش بكلمك.
تسنيم:لا العفو... بس حاضر... طلبك مرفوض.. عنئذنكوا.... شكراً يا مدام جنه انتى بجد مافيش منك.
وقف زياد مصدوم من رفضها له... وسخرية الكل منه.. وتسنيم تنسحب من البيت كله.
حتى استدار سليمان يضم جنته له قائلاً :جنتى حبيبتى الى الكل بيموت فيها ويحبها.
غمز لها عابثا:بس مش أدى.
ابتسمت بحرج تدارى وجهها فى عنقه بينما زياد يقف يغلى من الغضب وهو يرى لا مبالاة خاله فيردد بغضب وغيظ:انت إيه... عايز منى إيه.
نظر سليمان حوله يبحث الى من يتحدث بهذه الطريقة يقول وهو يشير على نفسه :ده انا.. انت بتكلمنى انا.
صرخ زياد بقوه:ايوه انت... هو حد هنا ظالم غيرك.... واقف تتمسخر عليا قدام الكل لييييه.... عملت فيك اييييه لكل ده؟!
صوته العالى اغضب سليمان كثيرا يقول بحده:انت بتعلى صوتك عليا انااااا؟!
زياد وقد فقد السيطره :وماعليهاش ليه... واقف تمسخر فياااا وعايزنى اسكتلك.
ترك سليمان جنه وتقدم منه يقول :اه بتمسخر عليك وانت الى عملت فى نفسك كده.
زاد غضب زياد فاكمل سليمان ينفور وعدم تقبل:الأول تهانى تهانى... جوزونى تهانى بحب تهانى... يابنى يهديك يرضيك... لااا عايز تهاني... جوزنهالك... شهرين الحقوا تهانى بتسقط... دى جنه وقعتها تانى يوم الصبح لأ لأ جنه ماكنتش تقصد... بعد شويه تسنيم عايز اتجوزك يا تسنيم... كللل ده ومش عايز حد يتمسخر عليك... ياخى ده حتى البت الى المفروض خدامه وماتصدق يجيلها عرض زى دى عملت ولا كأنها سمعت حاجه عارف ليه؟!
صمت الكل وهو مرتكز ببصره على سليمان الذى اكمل يؤكد ويتكئ على كل حرف:عشان عيل... حتى العيال دلوقتي انصح من كده... انت عامل زى البنت البكر الى الريح مامسش طرف ايدها وفاكر نفسك صايع بقا ويتفهم فى الناس واخرتها دخلت واحدة زى الى فوق دى عيلتنا.... قبل ما تفكر فى جواز فكر تبنى شخصيه الاول بدل ما انت عامل كده... لأ وكمان مش عاجبك كلامى.
كانت جنه محرجه ومصدومه... ترى ان سليمان قد تمادى كثيرا وأحرج زياد.
وزياد كان يناظره باعين مشتعله وغضب يحرق كل ما حوله بلا اى عقل او تروى.
فيتحرك أقوى من الإعصار يخرج من البيت غير محدد الوجهه.
وقفت غاده مبهوته... لو فعل كل ذلك فى زياد الذى يعتبره ابنه ماذا سيفعل بها وهى التى كانت تخططت لايقاع جنه فى مصيبه تخرجها من هنا... تراجعت فمع من تعبث هى.... هى مجرد سنجاب صغير امام اسد الغابه... تراجعت تصرف نظر نهائياً عن المساس بجزه.. بل تركت المكان وغادرت تصعد الدرج حيث غرفتهم.
استدار سليمان ينظر لجنه التى تناظره بحزن ولوم فقال ينفاذ صبر:ماتبصليش كده... هو الى عصبنى...عيل ترى ومش عارف يحدد اصلاً هو عايز ايه... وصلنا ان واحده زى دى تدخل بيتنا.
جنه :ايوه بس.... قاطعها وهو يضمها له يصعد الدرج:مابسش.. ده عيل على نياته.. هيروح يلف شويه بالعربيه ويرجع خليه يتعلم.. على الله بس كلامى يفوقه.
صعد لغرفته يغلق الباب وهى باحضانه يقول :وحشتينى.
ابتسمت له بتوتر تقول :وانت كمان.
تهلل وجهه يقول :بجد.
جنه:بجد.
سليمان :اوى اوى.
احمرت خجلا تتمسح برقبته وهو يحتضنها يتنهد بفرحه:ياااه يا جنه اول مره تقولى انى وحشتك.
رفعت رأسها عن عنقه تقول بحرج:لأ بقيت بتوحشنى.
اقترب منها يلثم عنقها وهو سعيد يبتسم.. يشعر مع لمساتها انها حقا تشتاقه وكم كان الشعور مختلف... شعور انها تبادله أحدث فرقا جعله يحلق في السماء
يحتضنها له بعد مده وهو يداعب عنقها يشتم عطرها قائلاً ولكن بترقب يشوبه لمحة حزن:مش عايزه تقوليلى حاجة.
فقد ظن رضاها عنه تمهيدا لطلب شئ لكنها صدمته حين خالفت توقعاته بل وتمسحت به قائله وهو تتنهد براحه :تؤ.
جعد مابين حاجبيه ينظر لها بين زهول وصدمة سعاده يردد:بجد!!
جنه :بجد... هو فى ايه.
مسح على شعرها يقول:لأ مافيش يا روحى.. بس انا الى عايز اقولك حاجه.
جنه بحماس :ايه هى
قبل ارنبة انفها يقول بمشاكسه:مش هقولك.
جنه :والنبى والنبى والنبى.
سليمان باستمتاع :ابدا... نفسى مره اتعبك زى ما انتى تعبانى.
جنه بعبوس لذيذ:يعنى هتسيب فضولي قاتلني كده لبكره!
نظر لها برغبه حارقه قائلا :لأ طبعاً لازم حاجة تنسيكى.
يضمها له بقوه كى ينسيها فضولها واى شئ الأن يستمتع معها لاقصى درجات الجنون.
فى ظهر اليوم التالى.
وقف زياد وسط العمال يتسمع لشكواهم قائلاً :ايوه طبعاً كده ظلم وانتو ساكتين ليه ياعم رمضان؟!
رمضان :يابنى مانت عارف شوكت باشا وابنه صعبين ده الى ينطق يترمى فى الشارع يعنى هيبقى موت خراب ديار.
زياد:ايوه بس سكوتكوا مش هيجيب نتيجه.
ليخرج احد العمال عن صمته يقول بمرار:شوف مين الى بيكلم... مانت منهم ياباشا وقاعد قايم واكل ماتكلمهم وتجبلنا حقنا.
صمت زياد مصدوم ليتحدث رمضان يزجر ذلك العامل :عيب يا سعيد مايصحش ده زياد باشا بردو.
سعيد وقد نفذ صبره:طقينا خلاص يا عم رمضان وخلص الصبر... الناس دى مصت دمنا وعمرنا اديلنا سنين شغالين عندهم والى يتعب يرموه دول ناس كافره مالهمش لا ميله ولا دين...واخرة المتامه جاى ابنهم يقولنا اعملوا وقفه... يا صلاة النبى احسن كده المشكلة انحلت.
زياد :انا مش هعرف اجيب حق واحد ساكت.... من الصبح تلموا بعضكوا وروحوا اقفولوا قدام شركتوا... اكيد هيخاف لكن طول مانتوا هنا هتفضلوا مرميين فى المصنع ماحدش معبركوا.
نظروا لبعض... كلامه مقنع بعض الشئ... البعض يراه حقيقه والبعض الاخر يراه مجازفه.
وهو وقف ينظر لهم عازم على أحداث مشاكل.
سيخرج سليمان عن طور السيطره... سيهدم له معبده الذى يتفاخر به...وليرى انه ليس بحكيم وسيد العارفين... هو مثله ضعيف ولديه ثغرات.
خرج من عنده قاصدا للمطعم الذى تعمل به تسنيم ينتظرها حتى انتهت من عملها وخرجت ليسير خلفها بسيارته حتى نفد صبره وقطع الطريق بسيارته يوقفها وهى جاحظة العين تشهق بخوف صارخه:مش تفتح ياجدع انت.
ترجل من سيارته يقف أمامها قائلاً :اركبى.
تسنيم:هو انت... عايز ايه؟!
زياد بعصبيه:عايز اتكلم معاكى... ايه هنتكلم فى الشارع.
تسنيم:بقولك ايه انا لسه مخلصه شغلى وتعبانه وقرفانه مش زيك خارجه من المكتب ابو تكييف.
نظر لها بغضب يقول :يعنى مش كفايه اللي انتى عملتيه.... كمان واقفه تتكلمى بالطريقه دى... انا غلطان اني جيت اتكلم معاكى...وغلطان انى قولت عايز اتجوزك... ايه... بتحبى اللعب اكتر ولا كان الباشا عجبك انتى كمان.
عقدته التى صنعتها تهانى جعلته يفقد السيطره على اعصابه ولسانه ويقول ما قال ليجعلها تفقد هدوئها المعتاد وتصفعه بقوه قائله :انت فعلاً عيل ومحتاج قلم يفوقك.
صك أسنانه بغضب جعلها ترتعد. من ماكانت هى أنثى صفعت أحدهم للتو.. لتستدرك حالها سريعاً وتركض توقف اول سياره أجرى وهو ينظر لاثرها بصدمه كبيره غير مصدق ماقاله ولا انه صفع فى الشارع للتو.
___________________________
فى المحطه الفضائيه التى يملكها فؤاد.
تقدم بخطوات سريعه يفتح باب مكتبها دون الدق عليه حتى وبجنونه الذى يظهر معها قال وهو يراقص حاجبيه :انا بمسى التماسى احسن تماسى اجدع تماسى لحسن تقولوا اننا نااسى.
نهله برعب وتوسل:فؤاد ابوس ايدك الشغل لسه ماخلصش ارجع لعقلك وبلاش جنان برا ده اعقل حتى بوص انت لابس البدله والكرافت لسه.
فؤاد:تؤتؤ انسى يا وحش النهاردة اربعه منه.
هزت رأسها بزهول تقول :هو إيه الى اربعه منه.
نظر لها بحماس مجنون متهور يقول :النهاردة هنتجوز يا بطل قلبى امبارح عدتك خلصت يا وحش والنهارده هنتجوز.
رمشت بعينها عدة مرات.... يااااه.. لقد نست تماما.. نست سليمان بظلمه وجفاءه ونست أيامه كلها.
تشعر انها ماكانت تعرفه يوما ولا نامت لجواره ليله واحده... كأنه ماء وتبخر.
اخرجها من شرودها وهو يفرقع باصابعه امام وجهها يقول:اييييه....روحت لحد فين يابطل قلبى انت.
انتبهت له تقول :لا بس سرحت.. فى الى فات والى كان.
تقدم منها يمسك يديها بكفيه يقول :ننسى بقا الى فات... انتى ضيعتى كتير وانا كمان... انا مش صغير... تعالى نتجوز ونخلف لنا ولد ولا بنت يكملونا ويجنونا... بصى انا عارف انك خارجه من تجربه مخلياكى ملغبطه وو.. قاطعته بثقه واصرار تقول :ولا ملغبطه ولا حاجة... انا خلاص اتغيرت... مش هسيب الدنيا تودينى وتجبنى وارجع اقول اتظلمت... الحياه مافيهاش ملايكه انت المسؤل عن تحديد مصيرك.. انا عايزه اتجوزك يا فؤاد وأخلف منك ولد او بنت ونعيش مرتاحين.
ابتسم لها بسعادة كبيره يقول بفرحه :بجد فرحتينى...قولت هاخد وقت معاكى... كلام فى سرك حاسس انك معقده سيكا.
ضحكت على مشاكسته تلكزه بكتفه وهو قال بوعيد :على الطلاق لاعملك فرح يجنن.
نطرت له بتوجس....اصبحت تخشى جنونه هذا وعواقبه
________________________
جلست فى السياره لجواره كل دقيقه ينظر لهل ببعض الضيق وهى كذلك.
قال بضيق :ممكن اعرف انتى ليه قدمتي صحافه واعلام؟
جنه:انا الى ممكن اعرف ايه سر إصرارك انى ادخل جامعه خاصه مع انى مجموعى حلو وادخل بيه اى جامعه حكوميه بالكليه الى انا عايزاها.
زاد غضبه.... مازالت تفكر فى الفرار.
تحدث بعدما فقد السيطره:لسه عايزه تمشى... مش عايزه حاجه تربطك بيا مش كده.
جنه:انت ليه حاسبها كده.
توقف بسيارته على جانب الطريق على فجأه يقول :كل تصرفاتك بتقول كده مش شايفه نفسك.
نظر لحالتها المرعوبه من صراخه... ليسب تحت انفاسه ثم اخذ نفس عميق.
صمت لدقائق.... ثم مد يده جذبها لاحضانه رغم امتناعها وظل يمسح على كتفها وشعرها حتى هدأت يقول بهدوء :انتى لو لفيتى الدنيا كلها هتلاقى كتير يحبوكى... مانتى صغيره وجميله... بس زيى مش هتلاقى... صحيح اول ماشوفتك عجبنى شكلك وانك جميله بس لو على الجمال فأنا بشوف منه أشكال وألوان... ارتباطى بيكى اكبر وأقوى من كده... انتى بالنسبه لي حاجه صعب تتوصف.
اغمض عينها تومئ برأسها قائله :عندك حق.
ابتسم عليها يقول :يعنى مش زعلانه؟
نفت برأسها أسفل ذقنه فقال :تعالى هروحك على البيت واروح اخلص الميتنج واجى.
وافقت بهدوء ليشعل سيارته ويقود بهدوء فى اتجاه المنزل.
وهى ظلت تفكر وتفكر... ماذا تريد.. ولما دائما رغم كل ما يفعله تنوى عدم الارتباط به اكثر من ذلك... لما تود الفرار وهى حقا قد اعتادت عليه حتى انها اعتادت دلاله وتعلم لن تجد من يدللها ويتهافت عليها هكذا دائماً.
ليست غبيه وتعلم انه ليس بغبى ايضا.. اغمضت عينها داخل احضانه تبتسم... سليمان يعلم انها تاخذ موانع حمل وللآن يترك لها فرصة التراجع دون اى مواجهه منه قد تخلق نزاع كبير... يصبر عليها ويعطيها فرصه لا يعطيها اى رجل لزوجته لو علم انها لا تريد الإنجاب منه.
ترجلت من السياره تلوح له وهو يبتعد تتذكر حديث امها... تقر.... ظلمه غير واقع عليها... يعشقها حد الهوس ودائما يدللها... يراها صغيرته التى لن تكبر.
ظالم مع الكل شغوف معها... يحميها ويجعلها على رأس الكل حتى ان والده تقبل الأمر الواقع ورضخ لكل ذلك.
سارت داخل الحديقه تتجه للمطبخ وهى تفكر انه يجب أن تعرف ماذا تريد.. يجب عليها تحديد مصيرها... سليمان يعشقها وهى لن تفر منه... هو محق لن تجد من يعشقها مثله.. وهى ليست بظالمه ولن تنجرف خلف المغريات كما حدث مع نهله.... لا يوجد ملائكه على الأرض وهى ليست بملاك.... قررت اخيرا وهى تبتسم... ستظل مع سليمان وستنجب منه أيضآ.
توقفت فجأه وهى ترى زياد جالس فى المطبخ الفارغ ينظر حوله حيث كانت تقف تسنيم.
ثم استدار حين شعر بها خلفه ينظر لها بتذبذب.
اقتربت منه تقول :زياد.. رجعت امتى... انت لسه زعلان.
زياد بنبره عاديه :نسيت الزعل... صحيت من نومى على مكالمات من العمال... بيكلمونى يشكولى من ظلم جوزك.
نظرت له بتذبذب وهو يروى تفاصيل تبكى القلب... ظلت تستمع دون اى تعبير وه يروى ويزيد واضعا لمساته الخاصه ينتظر صدمتها لكنها هى من صدمته تسأل :وانت بقا عملت ايه؟!!
ليتصنم جسده وهى تنظر له بقوه... كأن سليمان هو من يجلس امامه.... انها نسخه طبق الأصل منه.......
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
 














تعليقات
إرسال تعليق