رواية كبرياء عاشقة الفصل الحادى عشر والثانى عشر بقلم هدير نور حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية كبرياء عاشقة الفصل الحادى عشر والثانى عشر بقلم هدير نور حصريه في مدونة قصر الروايات
كبرياء عاشقة
الفصل من ١١ الي ١٢
للكاتبة هدير نور
#الفصل_١١
الفصل الحادي عشر
🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺
كان الجميع يجلس في غرفة الأستقبال يحتسون القهوة بعد تناولهم للعشاء.....
كانت كارما جالسة
تستمع الي فؤاد الذي يحدثها بحماس وهي تحاول تجاهل نظرات ادهم الحارقة المنصبة عليها فقد مرت عدة ايام منذ اليوم الذي غادر فيه غرفتها بغضب.. ومنذ ذلك اليوم لم يتدخل في اي شئ يتعلق بها حتي انه لم يتحدث اليها الا مرات قليلة تعد علي اصابع اليد حتي يسألها عن حال قدمها وتناولها لادويتها وكان ذلك بكلمات مقتضبة قصيرة للغاية مما اشعرها ذلك بالحزن والضيق فهو كما لو كان ينتظر ما حدث بتلك الليلةحتي يبتعد عنها نهائياً ..
فهي لم ترغب ان تصل علاقتهم الي هذا الحد من الفتور والتجاهل حاولت كارما ان ترسم علي وجهها ابتسامة بسيطة وهي تهم الرد علي فؤاد الذي كان يتحدث معها بمرح كعادته فعلاقتهم قد تقربت منذ الحادث الذي تعرضت له ..
لكن تعلي صوت هاتفها في ارجاء الغرفة قاطعاً حديثها لتقضب كارما حاجبيها عند رؤيتها لاسم المتصل لتنهض مستأذنة من الحاضرين حتي تجيب علي الهاتف بالخارج
كان ادهم يتابع كارما بعينين كالصقر والفضول يتأكله حتي يعلم هاوية المتصل الذي جعلها تنهض سريعا لكي تجيب عليه بالخارج
وعندما هم باللحاق بها نهر ذاته بشدة مذاكراً نفسه بالوعد الذي قطعه بتلك الليلة عندما غادر غرفتها بالا يقوم بازعاجها او مضايقتها مرة اخري حتي يستطيع ايجاد حلاً لما يمروا به ويتخلص من ذاك الفؤاد فتقربهم من بعضهم هذه الايام يشعل النيران به لكنه يحاول السيطرة علي نفسه حتي لا يسوء الامر اكثر مما هو عليه ...
تراجع ادهم في كرسيه الي الخلف محاولاً السيطرة علي فضوله هذا لكنه لم يستطع لينهض واقفاً امام النافذة يراقب بشغف كارما الواقفة بالحديقة تستمع الي المتحدث علي الجهه الاخري باهتمام متإملاً اياها فهي تبدو بريئة وجميلة للغاية بفستانها الازرق الرقيق الذي ترتديه فقد كان يجسد قوامها الخلاب الذي يخطف انفاسه وشعرها الحريري كانت تجمعه فوق رأسها بعشوائية مما جعل بعض الخصلات تتسقط باهمال فوق عنقها الابيض الغض لتغري يده حتي يقوم بفك شعرها و دفن وجهه بعنقها.
ليزفر ادهم بحدة محاولاً السيطرة علي افكاره هذه ليعود الي كرسيه مرة اخري وهو لايزال يفكر في هاوية المتصل الذي اتصل بها
لكنه افاق من افكاره هذه عندما دخلت كارما الي الغرفة مره اخري بوجه متجهم قائلة باقتضاب
= انا مضطرة اسافر دلوقتي للمركز الحاج محمد كلمني وقال في مشكلة في ألات ضخ الميا بتاعت الارض
اعتدلت صفية في جلستها قائلة بقلق
=تسافري فين دلوقتي يا كارما مش شايفه الجو برا عامل ازاي اصبري لبكره يا حبيبتي وابقي سافري براحتك
اقتربت كارما منها قائلة بهدوء في محاولة منها لكي تطمئنها
=متخفيش يا مرات عمي هي كل ساعه ونص بالعربية وهكون هناك بعدين مفيش غير شويه رياح بس والاخبار اكدت مفيش مطر الا علي الفجر
زفرت صفية بنفاذ صبر قائلة
=برضو مش هبقي مطمنة عليكي تروحي لوحدك خصوصا والدنيا ليل كدة
كان ادهم يتابع ما يحدث وهو يرغب في الاعتراض ومنعها من السفر لوحدها بهذا الوقت حتي لو اضطر الي استعمال القوه معها فهي لا يجب عليها السفر بهذا الوقت بمفردها خاصة وانه قد سمع انه اسوف تكون ليلة ممطرة للغاية لكنه رسم علي وجهه اللامبالاه محاولا عدم اظهار قلقه هذا لها..
لكنه اشتعل بالغضب عندما سمع فؤاد يتحدث بصخب كعادته
=خلاص يا حاجة صفية متقلقيش انا هسافر معها مش هسيبها لوحدها
التفتت اليه صفية تنظر اليه بسعادة قائلة بامتنان
=بجد يا فؤاد يبقي كتر خيرك يا حبيبي والله.
ليتنفض ادهم واقفاً موجهاً كلامه الي فؤاد وعينيه مشتعلة بالغضب
=خليك مرتاح انت يا فؤاد ...انا اللي هروح مع كارما كده كده كنت نازل المركز اخلص شوية حاجات
التفتت اليه كارما تنظر اليه بارتباك وهي تفكر انها لن تستطيع ان تبقي معه بمفردهم كل هذة المدة فهي لم تعد تستطيع التحكم في مشاعرها عندما تكون معه بمفردهم
لتقول بصوت يملئه الذعر في محاولة منها لتجعله يغير رايه عن الذهاب معها
=مالوش لزوم يا ادهم تتعب نفسك...انا...انا هروح لوحدي او هاخد فؤاد
اجابها ادهم وقد شعر بطعنة حاده بصدره عند رفضها له مفسراً الذعر الذي في صوتها هذا علي انه خوف منه
=تعب ايه ؟! انتي ناسيه ان الارض دي ارضي ولازم ابقي عارف ايه اللي بيحصل فيها ليكمل بحدة
=ولا انتي ليكي رأي تاني ...؟!
هزت كارما رأسها بصمت فهي لن تستطيع ان تدخل معه في جدال مرة اخري فكل ما يهمها الان هو السفر سريعاً حتي تحل مشكلة الالات هذة التي قد تتسبب لهم بخسائر فاضحة
افاقت من شرودها هذا علي صوت ادهم
=يلا اطلعي غيري هدومك وهاتي حاجه تقيله معاكي الجو برا برد .
هزت كارما رأسها بالموافقه وذهبت لتنفيذ كلامه
بينما كان فؤاد يتابع ما يحدث وهو يفكر بان ادهم لا يرغب بتواجده مع كارما بمفردهم ليرتسم علي وجهه ابتسامه خبيثة لكنه سرعان ما محها متصنعاً الجدية و التفكير عندما لمح والدته ثريا تنظر اليه بسخط فقد كانت تشتعل بالغيرة والغل ينهش بصدرها فهي لاترغب بتواجد ادهم وكارما بمفردهم لكنها لاتستطيع فعل اي شئ حيال ذلك ....
🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺
ِ
جلست كارما تتابع الطريق بعيون شاردة فهي منذ ركوبها السيارة و ادهم يقود بصمت لم ينطق بحرف واحد حيث كان يصب كل اهتمامه علي القيادة فالرياح كانت بالخارج شديدة للغاية حاولت كارما كسر هذا الصمت لتقول اول ما خطر علي رأسها
=هو احنا قدامنا قد ايه ؟!
اجابها ادهم دون ان يلتفت لها وهو لايزال يصب كل اهتمامه علي القيادة
=كارما احنا مبقالناش ربع ساعه سايبين البيت
ليكمل وهو يزفر بنفاذ صبر
=لو حاسه ان الوقت تقيل اوي علي قلبك ومش طايقة تبقي معايا للدرجه دي ممكن تنامي .
اخذت كارما ترفرف بجفنيها وهي تحاول استيعاب كلماته تلك فمن الواضح انه قد اساء فهمها لكنها لم تحاول تصحيح شئ له فهي قد ملت من سوء ظنه بها الدائم
ظل ادهم يقود السيارة وهو يشتعل بالغضب مفكراٌ بانها غير قادرة علي تحمل التواجد معه لاكثر من ساعه فهم لم يتركوا المنزل الا منذ وقت قليل للغاية وها هي تسأل عن الوقت المتبقي وكأن تواجدها معه يلدغها
بدأت الامطار تهطل بغزارة مما جعل الرؤية صعبه علي ادهم لذا قرر ان يوقف السيارة بجانب الطريق حتي تتوقف الامطار
التفتت اليه كارما تسأله بصوت منخفض
=وقفنا ليه ؟!
اجابها ادهم بنفاذ صبر وهو يفك حزام الامان من حوله
=مش شايفه المطر مش هعرف اسوق بالمنظر ده
اجابته كارما بتوتر وهي تنظر من خلال نافذة السيارة الي الخارج فقد كان الظلام شديد ويسود الارجاء والامطار تهطل بغزارة علي الارض محدثة صوت مخيف مما اشعرها بالرعب
=يعني ايه هنفضل قعدين كده كتير؟!
اجابها ادهم ببرود وهو يعتدل في جلسته
=مضطرين هنعمل ايه انا زي زيك مش طايق اللي احنا فيه ونفسي اخلص من المشوار ده باقصي سرعة
نظرت اليه كارما بصدمة عند سمعها كلاماته الجارحه تلك لتبتلع غصة في حلقها وتلتفت تنظر من النافذة بشرود مقررة عدم الرد عليه حتي لا يتفاقم الامر بينهم اكثر من ذلك
ظل الصمت يخيم علي السيارة فكلاً منهم كان يجلس يفكر بشرود وهو ينظر الي الامطار التي تهطل بغزاره حتي قطع هذا الصمت صوت رنين هاتف كارما لينظر ادهم بطرف عينيه علي الهاتف الذي تمسكه بين يديه ليزفر بغضب عند رؤيته لاسم فؤاد ليستمع الي كارما وهي تجيب
=الو ...ايوة يا فؤاد
لتتوقف قليلاً حتي تستمع الي فؤاد الذي علي الطرف الاخر لتجيبه وهي تضحك بصوت منخفض علي احد مزحاته
=خلاص ...خلاص والله
لا احنا وقفنا علي جنب بسبب الامطار... اوك حاضر هبقي اطمنكوا
باذن الله
لتغلق معه وهي لازالت تبتسم لتنتفض حين سألها ادهم بصوت حاد وهو يركز عينيه بغل علي الابتسامة التي تملئ وجهها
=ايه بتحبيه للدرجه دي ؟!
التفتت كارما تنظر اليه بارتباك قائلة بتوتر وهي تعتقد انه قد اكتشف امرها وانه يتحدث عن نفسه
=بب....بحب.... مين ؟!
اجابها ادهم وعينيه تشتعل بالغضب. وهو يشير برأسه تجاه الهاتف الذي بيدها
=ايه مش عارفة بتحبي مين؟!
عقدت كارما حاجبيها بعدم فهم لكنها فهمت علي الفور ما يلمح اليه
لتقول بصوت ضعيف
=قصدك ...فؤاد
لم يجبيبها ادهم واخذ ينظر اليها بغضب
لتجيبه كارما قائلة بحدة
=انا مبحبش حد و عيب اللي انت بتقوله ده يا ادهم بيه
نظر اليها ادهم بحنق قائلا بقسوة وهو يلوي حزام الامان الذي بين يديه بقوة
= وايه العيب في اللي بقوله...ِ
ليكمل بسخرية وهو يجز علي اسنانه بغضب
=مش خطيبك برضو ولازم تحبيه
تجمدت كارما مكانها حينما سمعت كلماته تلك لتلفت اليه تنقر علي صدره باصبعها بغضب قائلة بحدة
=انت الظاهر اتجننت ايه اللي انت بتقوله ده ؟!خطيب مين بالظبط؟!
ابعد ادهم اصبعها الذي ينخر في صدره بغضب قائلا بشراسة
=ايوة خطيبك .... هتعملي مش عارفة يعني
صرخت كارما به وعينيها تحترق بدموع الصدمة
=خطيب مين ..انت بتتكلم جد ...ولا بتحاول تستفزني كالعادة
صرخ ادهم بغضب وهو يعتقد انها تمثل عدم معرفتها لكي تزيد من ناره
=والله عندك عمي اسماعيل كلميه وهو يقولك انا بتكلم جد ولا بستفزك
ظلت كارما تنظر اليه عدة دقائق وهي في حاله من الذهول تشعر بالذعر يتملكها بمجرد التفكير ان كلامه قد يكون حقيقي لتمسك هاتفها بيد مرتجفة تطلب رقم ابيها ليصل اليها صوته الجهوري لتقول بصوت مرتجف
=هو ..هو فؤاد فعلاً عايز يتجوزني وانت وافقت ؟!
وصل اليها صوت ابيها يجيب بغضب
=بقي بتتصلي بيا في وقت زي ده علشان تساليني الهبل ده.........
ليكمل بنفاذ صبر
=ايوه يا شملولة وانا وافقت وخطوبتكوا هتكون بعد ما ارجع في حاجه تاني ؟
هتفت كارما بغضب
=يعني ايه وافقت وانا ...انا محدش خد رأي ليه ...؟!
زفر اسماعيل بغضب قائلا
=ليه هي مش ثريا سألتك وانتي وافقتي عامله دوشه ليه بقي يا بنت الرفضي انتي..
صرخت كارما بغضب
=انا محدش قالي ...انا موافقتش علي حاجة
وصل اليها صوت اسماعيل
=يعني قصدك ان ثريا كدابة.....حتي لو هي مخدتش رايك مش فارقة كتير انا كده كده كنت هوافق .
هتفت كارما بصوت مرتجف
=يعني ايه ...يعني هتجوزني غصب عني ...بقولك مش عايزاه.....مش هتجوزه
وصل اليها صراخ اسماعيل الغاضب وهو يسب ويلعن بها حتي كاد يصم اذنها لترتجف كارما بشدة
=ايووه هتتجوزيه غصب عنك وعن اهلك كمان واعملي حسابك خطوبتك هتم علي فؤاد اول ما ارجع يعني بعد يومين بالكتير .
انهت حديثها مع والدها تنظر الى الامام بعيون فارغة و وجه شديد الشحوب لايتحرك منها سوى ارتعاشة شفتيها بينما جلس ادهم يشعر بالتملل والقلق وهو يرى حالة الجمود التى اصابتها لا ينكر شعور بكالراحة الذي تخلله اثناء حديثها مع والدها وعلمه برفضها لتلك الزيجة لكن سرعان ما اختفت هذه الراحة وهو يراها بتلك الحالة امامه ليهمس بصوت خافت قلق بأسمها كانت الاجابة عليه صادمة حين انفجرت شهقات بكاء كارمة المتألمة وهى ترتجف بشدة فلم يشعر بنفسه الا وهو يتحرك من مكانه مقترباً منها جاذباً اياها الي صدره للحظة الاولي ظن انها سترفض مبتعدة عنه لكنه تفاجئ عندما قامت بلف يديها حول عنقه تشد نفسها اليه بقوة وكأنها ترغب بدفن نفسها بداخله ليسمعها تهمس من بين شهقات بكائها
=مقدرش يا ادهم اتجوزه مقدرش
شدد ادهم ذراعيه حولها وهو يشعر بشهقات بكائها هذه تألم قلبه ليهمس لها وهو يربت علي شعرها بحنان قائلاً بصوت متحشرج
=اهدي علشان خاطري واللي عايزاه انا هعملهولك
ظلت كارما تبكي بشدة فهي لا يمكنها ان تتخيل انها سوف تتزوج بشخص اخر غير ادهم ...حتي عندما رفضها وسافر كانت قد عاهدت نفسها بانها لن تتزوج ابدا وقد ساعدها مظهرها القديم في ذلك.. لكن الان يريدون تزويجها بشخص اخر حتي وان كانت ترتاح لفؤاد فهي كانت تعتبره كصديق ليس اكتر... فهي لايمكنها ان تتخيل ان تكون ملك لشخص اخر غيره ادفنت كارما وجهها في صدره تستنشق رائحته بقوه وهي تبكي بشهقات عالية لتزيد من احتضانها اليه غير راغبة بتركه ابداً وكأنه طوق نجاتها الوحيد
ظل ادهم يضمها اليه وهو يربت علي شعرها بحنان حتي تهدئ وعندما شعر بها قد هدأت بين يديه وشهقات بكائها قدانخفضت ابعدها ا عنه بحنان ليحيط وجهها بيديه يزيل دموعها من فوق خديها باصبعه بلطف وهو يتأمل ملامح وجهها بشغف فقد احمر انفها وخديها بسبب ببكائها مما زادها جمالاً مما جعله يرغب في تخبئتها بداخل قلبه...
زفر ادهم بلطف محاولاً ان يفيق نفسه من افكاره هذه ليهمس لها
=انتي فعلا مش عايزة تتجوزي فؤاد ؟
امتلئت عينين كارما بالدموع مجددا عند سمعها ذلك لتهز رأسها بالنفي
زفر ادهم قائلاً بهدوء
=يعني عندك استعداد تعملي ايه حاجه علشان تخلصي منه ؟!
اجابته كارما بصوت ضعيف منخفض
=ايوه طبعاً...
ابتسم لها ادهم بلطف قائلاً بتصميم
=يبقي خلاص سيبي كل حاجة عليا وانا هتصرف.....
ليكمل وهو يمرر اصابعه علي خديها برقة وهو ينظر اليها بعشق
=مش عايز اشوفك بتعيطي تاني فاهمة
كانت كارما تنظر اليه بامتنان فهو الان املها الوحيد الذي يستطيع انقاذها من هذه المصيبه لتسأله بصوت منخفض يأملئه الامل
=هتعمل ايه يا ادهم بالظبط ؟!
ِ
اجابها ادهم قائلاً
= سبيها لله يا كارما وكله هيتحل
ليكمل وهو يتنحنح مبعداً يديه عن وجهها قائلاً بلطف
=يلا نامي ..هرجعلك الكرسي لورا علشان ترتاحي المطر شكله مش هيقف دلوقتي
هزت كارما رأسها بالموافقة لتستلقي علي كرسي السيارة الذي قام ادهم بتعديله لها حتي يصبح مريحاً لها فهي تشعر بانها مرهقة للغاية
كان ادهم يجلس شارداً ينظر خارج النافدة الي الامطار التي تهطل بغزارة بالخارج وهو يفكر في كل ما حدث ليتفاجئ بكارما تلمس يده بلطف ليشعر برجفة قوية تسري في انحاء جسده عند لمسها له ليرفع عينيه اليها سريعاً.. ليجدها تنظر اليه بحنان قائلة برجاء
=ادهم ممكن علشان خاطر تنام جنبي
ابتسم لها ادهم برقة قائلاً وهو يقوم بضبط المقعد الي الخلف حتي يستطيع الاستلقاء بجانبها
=قطتي بتخاف من المطر ولا ايه ؟
هزت كارما رأسها بالنفي قائلة بخجل
=بالعكس بحب المطر جدا بس بخاف من الضلمة والرعد
استلقي ادهم بجانبها ليمسك يدها بحنان قائلاً
=متخفيش من اي حاجة طول ما انا معاكي
ابتسمت له كارما برقه وهي تنظر اليه بعشق لتغمض عينيها بارهاق لتغرق سريعاً في نوم عميق
ظل ادهم مستلقياً بجوارها وعينيه متسلطة علي يديهم المتشابكة بسعادة ليصعد بعينيه الي وجهها الملائكي متأملاً ملامحه بشغف فهو باستطاعته الاستلقاء هكذا طوال اليوم لكي يتأملها فقط فقد كانت تبدو بريئة للغاية اثناء نومها....لكنها انتفضت بذعر اثناء نومها عند سمعها صوت دوي الرعد بالسماء ليقترب منها ادهم سريعاً يضمها الي صدره بحنان هامساً لها متمتاً لها ببعض الكلمات المهدئة لتستغرق في النوم مرة اخري لكن هذه المرة علي صدره ليضمها ادهم اليه بشدة وهو يشعر بضربات قلبه تزداد حتي ظن ان قلبه سوف يغادر صدره من شدتها
ليقبل ادهم جبهتها برقة دفناً رأسه في شعرها ليستغرق في نوم عميق كان محروماً منه منذ عدة ايام....
🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀
ِانتفضت ثريا بذعر من فوق الفراش عندما فتح باب غرفتها علي مصراعيه بقوة لتجد كارما واقفها امام باب الغرفة وعينيها تشتعل بالغضب لتهتف بها ثريا بغضب
=انتي ازاي تدخلي اوضتي كده انتي اتجننتي ؟!!
تقدمت كارما الي داخل الغرفة بخطوات غاضبة وهي تصرخ بشراسة في ثريا
=ايوه اتجننت انتي عايزة مني ايهطة يا ست انتي هااا عايزة مني ايه ...ابنك مين ده اللي عايزاني اتجوزه
وقفت ثريا تنظر بارتباك الي كارما لتقول بتوتر
=انتي...انتي عرفتي !!
صرخت كارما بشراسة
=ايوه عرفت...و بقولهالك اهو جواز من ابنك مش هتجوز اوعي تكوني فاكراني هسكت زي ما سكت زمان علي كل عمايلك السودا معايا زي لما كنت
تمسكى شعرى وتقطعى فيه مش بالمقص لا بالسكينة..كنت تفضلي تقطعي بغل فيه بالسكينة علشان تضمنى انه ما يطولش تانى لحد ماشعري كان قرب يعجز لولا جدي اللي وقفلك ...
ولا فاكره اني لسه كارما العيله الصغيرة اللي كان لما جدها يشتريلها لبس جديد ولا لعبه كنت تستغلي سفره وتخديهم منها وتديها هدوم بنتك المقطعه اللي الشحاتين ميرضوش حتي يلبسوها ولا لما قعدتي تزني ع بابا انه يخرجني من التعليم لولا جدي وقفلكوا
ولا لما كنت بتلمي صحابك وتوقفيني قدامهم زي الارجوز تفضلوا تضحكوا وتتريقوا عليا بس المرة دي بقي مش هسكت يا ثريا ومش هتجوز ابنك ولو علي جثتي
كانت ثريا تستمع الي كارما وهي تمرر يدها بشعرها ببرود وعلي وجهها يرتسم اللامبالاة قائلة بسخرية
=وياتري بقي مش هتجوزي ابني ازاي اوعي تكوني ناوية تروحي تعيطي لأبوكي.....انا وانتي عارفين كويس رد فعله هيكون ايه هيعمل معاكي ايه
اخفضت كارما رأسها بحزن وهي تدرك صحة كلامها لكنها رفعت رأسها مرة اخري بثقة عند تذكرها وعد ادهم لها
=ادهم مش هيسكت وهيساعدني
اقتربت ثريا منها وهي تنظر اليها بتمعن قائلة بحده
=ادهم يساعدك ؟!! ..اوعي تكوني فاكره ان ححبك لأدهم مش مفضوح...
كل الي حوليكي عارفين انك بتحبيه و هتموتي عليه وعارفين برضو انه مش بيطيقك و انه رفض يتجوز منك حتي لو كان ده هيكلفه خسارته لميراثه يعني من الاخر كده تحمدي ربنا انه فؤاد ابني رضا بيكي وعبرك
لتكمل ثريا بخبث وهي تنظر الي كارما التي شحب وجهها بشدةوهي تشير علي اصبع يدها
=اهااا و لو ابوكي خاتم في صباعي فاحب اعرفك ان ادهم بقي خاتم في صباع نرمين و من زمان وقريب اوي هتسمعي اخبار تفرحك
شعرت كارما بكلماتها كنصل سكين ينغرز في قلبها لتشعر بالم حاد ينهش به لتضع يدها علي صدرها محاولة تخفيف ذلك الألم قائلة بصوت ضعيف مرتجف
=قصدك ايه ؟!
اجابتها ثريا بمكر
=قصدي اللي فهمتيه كويس
لتكمل بحدة وهي تربت علي خد كارما بحقد
=علشان كده احب اقولك لو حاطه امل ان ادهم هيساعدك انسيه... لتكمل بسخرية لاذعة
=يلا يا حبيبتي روحي ارتاحي ورانا تجهيزات كتير لخطوبتك
نفضت كارما يدها من فوق خدها بقوه
وقفت كارما بعد كلماتها تلك تشعر بالبرودة تسرى فى جسدها ودقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً كجثة هامدة لكنها سرعان ما نفضت عنها تلك الحالة حين تذكرت وعد ادهم لها واثقة كل الثقة انه لن يدعها لمصيرها هذا لتتراجع مغادرة الغرفة وهي تشعر بان عالم....
#الفصل_١٢
الفصل الثاني عشر
ذهبت كارما مع صفية وثريا الي احدي المحلات الشهيرة لكي تقوم باختيار فستان خطبتها علي الفؤاد
لكن كارما كانت تقف بوجه جامد عابس لا تبدي رأيها في اي شئ مما يعرضونه عليها فكل ما يقوموا باعطاءه لها تقم بارتداءة وقياسه بصمت دون ان تبدي اي رد فعل
فقد كانت تشعر بان ما يحدث حولها ليس حقيقاً وان كل هذا لبطيس الا كابوساً سوف تستيقظ منه في اي لحظة فقد مرت عدة ايام منذ ان وعدها ادهم بانه سيجد حلاً لما هي فيه ..لكنه حتي الان لم يقم بأي شئ لكي يلغي هذة الزيجة كما ان كل شئ. حولها يتم كما خططت له زوجة ابيها فقد بدأت في تزين المنزل واعداد الطعام للخطبه برغم علي تأكيد ابيها عليها ان الخطبة سوف تكن عائلية لن يحضرها الا افراد عائلتهم فقط الا ان ثريا قد بالغت في تحضير كل شئ لتشعر كارما بغصة حادة في قلبها عند تذكرها كلامات زوجة ابيها لها بان ادهم لن يقم بمساعدتها مشيرة بخبث علي وجود علاقة تجمع بين ادهم و نرمين للوهلة الاولي كانت ستصدق كلاماتها تلك لكنها نهرت نفسها بشدة مذكرة ذاتها بان ادهم قد وعدها بانه سوف يقوم بمساعدتها و لن يتخلي عنها...اما عن قولها بوجود علاقة بين ادهم ونرمين حاولت كارما ان تطمئن ذاتها بان زوجة ابيها ما قالت هذا الا لتحاول اغاظتها ليس الا ..لتتنفس بعمق وهي تحاول ان تتذكر اي شئ يدل علي وجود علاقة بينهم لكنها لم تجد شئيدل علي ذلك فهي سوياً الا مرات قليلة ..و ذلك في اول حضور ادهم الي المنزل وكانت نرمين هي التي تحاول اغراءه ولفت نظره. اليها في ذلك الوقت ....
تنفست كارما بعمق محاولة تهدئت قلقها وهي تهمس لذاتها
=اهدي يا كارما متخليش الغقربه دبطي تلعب في غكعقلك اكيد ادهم هيعمل حاجة مش هيسيبك كدهِ بعد ما شاف بعينه العذاب اللي انتي فيه
لتستفيق من شرودها هذا عندما احاطت زوجة عمها كتفيها بحنان. قائلة
=ايه يا حبيبة قلبي واقفة شايلة الهم ليه كده ..؟!
حاولت كارما ان تبدو طبيعية علي شفتيها لترسم ابتسامة باهتة حتي لا تحزن زوجة عمها قائلة
=مفيش حاجه والله يا مرات عمي
ربتت صفية علي ذراعها بحنان قائلة بصوت منخفض حتي لا تسمعها ثريا الواقفة في اخر الرواق التي تمسك بيدها احدي الفساتين تتأمله بدقة
=سبيها لله يا كارما صدقيني هتتحل والله .
شعرت كارما بغصة من الخوف في حلقها لكنها اومأت رأسهابالموافقة لزوجة عمها لكي تطمئن وهي لازالت تبتسم قائله بصوت ضعيف
=ان شاء الله يا مرات عمي ..
اقتربت منهم ثريا ببطئ قائلة بنفاذ صبر وهي تضع بين يدي كارما احدي الفساتين
= خدي قيسي ده ...ده لو طبعاً خلصتوا الاجتماع السري اللي عاملينه
لتشعر كارما بالغضب يتأجج بداخلها فهي قد ملت من تنفيذ اوامرها تلك منذ الصباح لتلقي كارما بالفستان علي الارض وهي تهتف
=قسيه انتي ...انا ماشية
لتتركهم كارما مبتعده عنهم لتهتف ثريا وراءها
=كارمااا انتي اتجننتي ... اىجعي هنا اومال هتلبسي ايه في الخطوبة ؟!!
اجابتها كارما وهي لازالت تبتعد
=هلبس شوال بخيش..مالكيش دعوة ..
همت ثريا بالرد عليها لكن صفية امسكت بذراعها قائلة
=خلاص ...خلاص يا ثريا سبيها براحتها اختريلها انتي فستان انا واثقة في ذوقك
وقفت ثريا تهز قدمها بغضب وهي تلوك بشفتيها بغل قائلة بهمس
=ماشي يا بنت امينة هتشوفي كل ده هيطلع علي جتتك في الاخر
ِِ
🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸
ِ
كانت كارما مستلقية علي فراشها والقلق يتأكلها فالخطوبة في الغد وادهم لم يقم بفعل اي شئ حتي الان فهو لم يقم بالتحدث مع ولدها لكي يقنعه بان يعدل عن رأيه ويقوم بالغاء هذه الزيجة حتي انه لم يخبرها بما ينوي فعله فهي لم تراه كثيراً خلال الايام الماضية وعندما تراه فهو يرمقها بنظرات غريبة لم تفهم معنها وسرعان ما تتغير نظراته تلك الي نظرات باردة كالجليد ..
نهضت كارما بحزم مقررة انها يجب ان تتحدث معه فلم يعد يتبقي اي وقت فالخطبة بالغد ...
خرجت كارما الي الحديقة حيث كان الجميع يجلس ما عدا ولدها الذي كان يستلقي في غرفته
كان ادهم يجلس وحيداً علي احدي الطاولات يعمل علي اللاب توب الخاص به بينما كانت نرمين وصفية وثريا يجلسون علي طاولة اخري بجواره يتحدثون بصخب
اقتربت منهم كارما ببطئ لتقف امام طاولة ادهم لتهتف صفيه حين لمحتها
=اخيرا يا حبيبتي صحيتي تعالي اقعدي جنبي هنا .
اجابتها كارما بصوت مرتجف وهي تلتفت اليها
=معلش مش هينفع يا مرات عمي...انا كنت عايزة ادهم بس في موضوع
لتلتفت كارما تنظر اليه لتجده لايزال يصب كل اهتمامه علي اللاب توب الذي امامه متجاهلاً وجودها
لتقترب منه قائلة بصوت مرتجف
=ادهم ممكن تيجي معايا عايزة اتكلم معاك في موضوع .
اجابها ادهم ببرود وهو لايزال ينظر الي اللاب توب الذي امامه
=معلش يا كارما انا مش فاضي دلوقتي ..
جاء رده كأنه دلو من الماء البارد انصب فوقها .. لتشعر بالحرج الشديد فهي لم تتوقع ان يقم بصدها هكذا لكنها حاولت عدم اظهار احراج هذا لترسم ابتسامة باهتة علي وجهها وهي تهز رأسها بالموافقة مبتعدة عنه ليصل الي سمعها ضحكة ثريا الساخرة لكنها استمرت في السير مبتعدة فهي متجاهله اياها فهي تعلم ما تلمح اليه.
انضمت صفية الي ادهم تجلس بجواره علي طاولته قائلة بلوم
=ليه كده يا ادهم ليه تكسر بخاطرها كده يا بني ما كنت تقوم تشوفها عايزة ايه .ِ
زفر ادهم بضيق قائلاً
=انا عارف كويس هي عايزة ايه يا ماما
ظلت صفية تنظر اليه بتمعن قائلة بلوم
= ولما انت عارف هي عايزاك في ايه ....
لتكمل بحدة
=ايه يا ادهم هتقف تتفرج علي كل اللي بيحصل وانت ساكت..؟!
لم يجبها ادهم لينهض بهدوء يعد من لابسه ثم قام بجمع اشياءه من فوق الطاولة
لتمسك صفيه بذراعه بحزم قائلة بحدة
=انت رايح علي فين يا ادهم ؟!
اجابها ادهم وهو يغادر الطاولة متجهاً الي داخل المنزل
=مسافر القاهرة ومش هرجع الا علي بكره الصبح .
تابعته صفية الي داخل المتزل وهي تهمس بحزن
=اخرت عندك ده ايه بس يا بني...هضيعها من ايدك
كانت ثريا جالسة تفكر في خطوتها التالية التي سوف تربط بها ادهم بنرمين وتنهي بها اي أمل لكارما تجاه ادهم
لتقترب من نرمين الجالسة بجوارها قائله بصوة منخفض
=هاااا عرفتي هتعملي ايه النهاردة؟؟
هزت نرمين رأسها بالايجاب وهي تشعر بالتوتر حول
لتكمل ثريا وهي تضغط علي يد نرمين بتحذير
=هعيد عليكي تاني اصل عارفة زكائك ... هتروحي اوضة ادهم لما الكل ينام وتلبس حاجة حلوة كده وتحاولي تدلعي عليه..تغريه لازم تليه يتجنن عليكي ... بس المهم عندي انك تشوقي ولا تدوقي انتي فاهمه قصدي طبعاً
اومأت نرمين رأسها بالايجاب
لتعقد حاجبيها قائله بعدم فهم
=طيب يا ماما ايه ضمنك ان ده هينفع ولاهيجيب نتيجه معاه ؟!
اجابتها ثريا وهي تضحك بخبث وهي ترتشف قهوتها بتلذذ
= لأن ده اللي نفع مع عمك اسماعيل ولا ناسية انا عملت ايه علشان اوقعه و ده اللي بينفع مع اي راجل .. الرجالة كلها زي بعض المهم نفذي بس اللي قولتلك عليه بالحرف وكلها يومين وهلقيه جاي يطلبك مني
ابتسمت نرمين بسعادة عند تخيلها ذلك لكنها نظرت الي والدتها بتردد قائلة
=مش شايفة اللي هنعمله ده خطر لو حد شافني وانا طالعه من اوضة ادهم هتبقي مصيبة و.....
قاطعتها ثريا قائلة بنفاذ صبر
=محدش هيشوفك كله هينام بدري انتي ناسيه بكره الخطوبة
هتفت نرمين وهي تصفق علي يدها بحماس
=صحيح يا ماما كارما شافت الفستان اللي انتي اخترتهولها ولا لسه ؟!
ابتسمت ثريا بمكر عند تذكرها فستان كارما البشع الذي اختارته لها الليله قائلة بتهكم
=لا لسه ومش هتشوفه الا قبل الخطوبة بساعة علشان متعرفش تغيره وتضطر تلبسه ِ
ضحكت نرمين ضحكة صاخبة قائلة بفرح
=دي هيبقي شكلها مسخرة
لتغمز لها ثريا بعينيها قائلة
=علشان.تبقي تحرم تقل ادبها علي اسيادها....
🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺
كانت كارما مستلقية فوق فراشها تتقلب عليه دون راحة غير قادرة علي النوم فالقلق يتأكلها فغداً سوف تتم خطبتها علي فؤاد ولا احد يرغب بمساعدتها حتي ادهم لم يقم بفعل اي شئ مما وعدها بها حتي الان كما انه لم يعطها فرصة حتي تتحدث معه متهرباً منها زفرت كارما بضيق وهي تمرر يدها بين خصلات شعرها بحنق فهي يجب ان تتحدث معه و تعلم ما الذي ينوي علي فعله لكي يساعدها للتخلص من كل هذا فهي تعلم بانه لن يتخلي عنها لتهمس كارما
=انا لازم اتكلم معاه ولازم افهم هيعمل ايه بالظبط والمره دي مش هسيبه الا لما اخد منه رد واضح
لتنهض من فوق الفراش بتصميم تبحث عن مأزرها الت
الثقيل لترتديه فوق منامتها الطفولية فقد كان الجو شديد البرودة لتقف امام باب غرفتها بتردد
=الوقت اتاخر هروح اوضته ازاي بس دلوقتي ...
لكن عندماتذكرتان غدا ستتم خطبتها و ان هذه فرصتها الوحيدة لكي تتحدث معه فغداً لن تستطيع ان تجتمع به علي الاطلاق لتفتح باب غرفتها وتتوجه الي الخارج
🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺
كانت نرمين تقف في غرفة ادهم تسب وتلعن بغيظ فها هي بغرفته لكنه لم يكن موجوداً
ظلت تنتظره في الغرفة منذ اكثر من ساعتين لكنه لم يأتي حتي الان كما ان فراشه مرتب بعناية كما لو انه لم يمسه اليوم علي الاطلاق لتسب نرمين بصوت عالي وهي تحدث نفسها
=يعني ايه كل اللي خططتله ده باظ... اموت واعرف اختفي راح فين ؟!
لتمرر يدها علي قميص النوم الذي ترتديه وهي تزفر قائلة بحسرة
=يا خسارة تعبي وتظبطي لنفسي كل الوقت ده
لتقرر الخروج من غرفة ادهم بالخفاء قبل ان يستيقظ احد ويراها بملابسها الفاضحه تلك
في ذات الوقت......
كانت كارما متجهه الي غرفة ادهم وهي تشعر بالتردد والرهبة من فكرتها المجنونة تلك وذهابها اليه في مثل هذا الوقت المتأخر لكنها لم تجد حلاً اخر امامها فلم يعد هناك وقت وهى تريده ان يطمئنها على ماهو اتى لكن تجمدت خطواتها امام غرفته بصدمة عندما رأت نرمين تخرج من غرفة ادهم وهي ترتدي ملابس اقل ما يقال عنها فاضحة فقد كانت ترتدي قميص نوم قصير للغاية بالكاد يغطى فخذيها وفوقه مأزر يماثله فى الطول بشئ بسيط لتسرع كارما فى الاختفاء خلف الجدار القريب منها تشعر بانسحاب الدماء من جسدها علي الفور عندما فهمت الذي يجرى بينهم
لتشعر بالبرودة تسرى فى انحاء جسدها ودقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها لتضع يدها فوق صدرها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي ينشب به كأنه حريق لتهمس دون وعى من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة
=ازاي ...ازاي.....ادهم ...يعمل ..كده
لتنسحب ببطئ الي غرفتها لترتمي علي فراشها كالجثة الهامدة تبكي كما لم تبكي من قبل فها هي ترا اسوأ مخاوفها تتحقق....
🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺
في اليوم التالي
كانت كارما مستلقية بالفراش كالجثة الهامدة تنظر بشرود الي سقف الغرفة و وجهها منتفخ من كثرة البكاء فهي لم تذق النوم منذ ليلة امس
اخذت تفكر بكل ما حدث فهي لم تتخيل ان يكون هناك علاقة بين ادهم ونرمين خاصة بمثل هذا النوع القذر لترن كلمات ثريا في باذنيها مرة اخري بان ادهم اصبح كالخاتم في اصبع نرمين لتغطي وجهها بيديها قائلة بصوت متحشرج من شدة الالم من بين شهقات بكاءها المرير
=علشان كدة مسألش فيا ولا حاول يساعدني
لتكمل وهي تبكي بشدة وجسدها يرتجف بعنف
=اتخلي عني تاني ... بس المرة دي كسرني...كسرني و داس عليا
لتضرب بقبضتها علي قلبها بقوة ضربات متتالية وهي تهتف
=كله منك ...كله منك..كنت نسيته ليه ..ليه ترجع تقع في حبه تاني بعد اللي عمله فيك ليه ..ليه اتوجع تاني الوجع اللي انا حساه دلوقتي
لتسمع طرقاً علي باب غرفتها لتقم بمسح وجهها سريعاً من الدموع التي تغرقه حتي لا يلاحظ احد بكائها لتأذن للطارق بالدخول
لتدخل ثريا الغرفة لتلاحظ علي الفور مظهر كارما المنهارة فقد كانت عينيها منتفخة للغاية و وجهها محمراً من كثرة البكاء لتشعر ثريا بالسعادة فيبدو ان ما قالته نرمين صحيحاً بان كارما قد رأتها وهي تخرج من غرفة ادهم لكنها لم تصدقها في البداية لكن بعد رؤيتها لحالة كارما الان تاكدت من ذلك لتقترب منها قائلة بخبث
= ايه يا عروسة مش هتقومي يلا علشان تجهزي معتش في وقت
ظلت كارما مستلقية علي الفراش متجاهلة اياها وكأنها لم تتحدث
علي الاطلاق
لتكمل ثريا وهي تضع احد الاغلفة علي الفراش
=عمتاً ده الفستان ...علي ذوقي يارب بس يعجبك
نهضت كارما ببطئ تمسك الفستان بيد مرتعشة فهي لم يكن لديها الطاقه لتدخل في مجادلةمعها
فهي في وقت اخر كانت سوف ترفض هذة الخطبة حتي لو كان هيتسبب ذلك في موتها لكن بعد ما رأته بالامس ومعرفتها بان ادهم تخلي عنها واصبح لغيرها لم يعد يفرق معها اي شئ لتمسك الغلاف الذي به الفستان وتتجه نحو حمام غرفتها بهدوء..
لتقف ثريا فاغرة الفم من الصدمه من قبولها لكلامها علي الفور فهي كانت تتوقع انها ستدخل في مشاجرة اخري معها لتبتسمبخبث فيبدو ان خطتها قد نجحت في النهاية...
🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺
غسلت كارما وجهها بالماء البارد لعل هذا يجعلها تستفيق قليلاً لتجلس بعد ذلك علي حافة حوض الاستحمام وهي تأخذ نفسها ببطئ في محاولة منها لتهدئت ذاتها لتنهض بعد ذلك ببطئ لكي ترتدي الفستان لكنها انصدمت حينما فتحت الغلاف و رأت الفستان الذي بداخله فاقل ما يقال عنه انه بشع فهي تعلم ما تحاول زوجة ابيها فعله لتزفر كارما باستسلام وترتدي الفستان فهي لو كان الوضع مختلف عن الان ما كانت ارتدت مثل هذا الفستان البشع ابدا لكنها لم تعد تبالي باي شئ فيحدث ما يحدث
اعتدلت ثريا في واقفتها عندما رأت كارما تخرج من الحمام وهي ترتدي الفستان الذي قامت ياختياره لها فقد كانت تنتظر بلهفة رد فعلها عندما تراه لكنها انصدمت عندما خرجت وهي مرتديه اياه فقد كانت تتوقع انها سوف تقيم القيامة وترفض ارتداءه لكنها يبدو عليها الهدوء تنتحت ثريا محاولة استفزازها
=الفستان هياكل منك حته اي رايك بقي في ذوقي ؟!
لم تجيبها كارما وترسم علي وجهها ابتسامة ساخرة لتتجه واقفة امام المرأة فهي تعلم ما تحاول زوجة ابيها فعله لكنها قررت تجاهلها
دخلت صفية الغرفة لتقف متجمدة وهي تنظر بصدمة الي ما ترتديه كارما لتهتف
=ايه اللي انتي لبساه ده يا كارما ؟!
لتلفت لثريا وهي تصرخ بها بغضب
=ايه اللي انتي جيباه ده يا ثريا ؟!
ابتسمت ثريا قائلة بخبث وهي تتصنع عدم الفهم
=ماله يا صفية فيه ايه ؟!
اقتربت كارما من صفية تمسك بيدها قائلة بصوت ضعيف
=مش فارقة معايا يا مرات عمي صدقيني
اخذت صفية تنظر اليها قائلة بدهشة
=يعني ايه مش فارقة معاكي يا كارما وازاي وافقتي تلبسي القرف ..
لتكمل وهي تلتفت الي ثريا تنظر اليها بحنق قائلة بحدة
=لو واحده تانيه اختارت الفستان ده كنت قولت ذوقها مش حلو لكن انا عارفه كويس ذوقك يا ثريا وبتختاري احسن حاجه لنفسك ولبنتك ...وانابقي مش هسكت علي عملتك دي
شددت كارما علي يد زوجة عمها قائله بصوت ضعيف
=علشان خاطري يا عمتي مش عايزه مشاكل انا بجد مش مستحمله ايه حاجه
ربتت صفية علي يد كارما بحنان
لتلفت الي ثريا قائلة وهي تجز علي اسنانها
=ياريت تخدي نفسك وتطلعي برا عايزه اتكلم مع كارما كلمتين
وقفت ثريا تنظر اليها بغضب قائلة
=انتي بتطرديني ولا ايه يا صفية؟!
اجابتها صفية بحدة
=ايوة ياثريا بطردك ويلا مع السلامه بقي
وقفت ثريا تنظر اليهم بحقد لتلفت مغادرة الغرفة بخطوات غاضبة مغلقة الباب خلفها بعنف
التفتت صفيه علي الفور الي كارما قائله بحنان وهي تربت علي خديها
=مالك يا كارما ..؟! مالك يا حبيبتي فيكي ايه ؟!
انفجرت كارما في البكاء فور سماعها تلك الكلمات فهي لم تعد قادرة علي تمثيل اللامبالاة اكثر من ذلك لترمتي في حضن صفية تبكي بشدة
لتشدد صفية من احتضانها لها قائلة وهي تبكي هي الاخري
=انا عارفة يا بنتي اللي فيكي ... وانا والله هتصرف مش هسيبك يا كارما حتي لو كلهم اتخلوا عنك انا مش هتخلي عنك وهفضل جنبك
ازدادت شهقات كارما عند سمعها تلك الكلمات متذكره تخلي ادهم عنها وعلاقته مع نرمين فاخذت صفية تربت علي ظهرها بحنان محاولة تطمنئتها حتي هدأت كارما تماما
ابعدتها صفيه عنها بحنان قائله
=ان شاء الله كل حاجة هتتحل وبكره تقولي صفيه قالت ..ادخلي يلا اغسل وشك وتعالي
لتكمل وهي تبتسم لكارما بحنان
=طيب والله حتي وانتي بالفستان ده طالعه زي القمر وهتغطي عليهم كلهم يلا اضحكي و وريني ضحكتك الحلوة
حاولت كارما رسم ابتسامة باهتة علي وجهها لكنهاض لم تصل الي عينيها لتربت صفيه بحنان علي خدها...
🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺
كانت كارما جالسة في بهو المنزل الذي كان مزين بشكل مبالغ به فعلي الرغم من انها حفل عائلي لن يحضره سوا افراد الاسرة الا ان ثريا لم تبخل في تزين المكان ...
كانت كارما تحاول ان تتلاشي النظر الي ادهم الذي كان يقف في اخر البهو وحيداً حيث كانت نظراته مسلطة عليها لكنها تجاهلته محاولة ابعاد نظرها عنه لتنتفض كارما بذعر عندما امسك فؤاد يدها يقبلها برقة هامساً لها كم تبدو جميلة للغاية لتسحبها منه علي الفور وهي تلتفت تنظر الي ادهم بتوتر لتقابلها نظرات عينيه التي كانت تشتعل بالغضب لكن سرعان ما اختفي هدا الغضب ليتحول الي برود حتي ظنت انها توهمت الغضب بعينيه ..
لتدير رأسها مبعده عينيها عنه فكلما رأته تذكرت تخليه عنها وعلاقته بنرمين ليخيل لها عقلها ما الذي كان يحدث بينهم في غرفته بالامس لتشعر بنيران الغيرة تنشب في قلبها لتتأكله لتمتلئ عينيها سريعا بالدموع لتحاول كارما حبس تلك الدموع و السيطرة عليها ..
لترفع رأسها مرة اخري نحوه لكنه كان اختفي اخذت تببحث عنه بعينيها في ارجاء المكان لكنها لم تجد له اي اثر لتشعر بيأس شديد يتملكها فهي تريد اخلع هذا الفستان البشع وتهرب من هذا المكان فهي تجد صعوبة في التقاط انفاسها ..
بينما كانت كلاً من ثريا ونرمين جلستان تتهمسان وتضحكان بصخب وهما ينظرون الي كارما بشماته لتحاول كارما تجاهلهم والسيطره علي ذاتها حتي لاتنهض وتأتي بسكين تغرزه في قلب كلاً منهما لتتخلص منهما ..ِِ
🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺
اقترب فؤاد من صفية التي كانت تجلس بوجه متجهم قائلاٌ بتوتر
= حاجة صفية مش ملاحظة الموضوع كبر ..
ليكمل بارتباك
=انتي عارفة ان انا ماليش لا في جواز ولا غيره
زفرت صفيه بضيق قائلة
= اهدي يا فؤاد هتتحل .ِ
مرر فؤاد يده بين خصلات شعره قائلاً بقلق
=هتتحل ازاي بس ؟! ده ادهم متحركش خطوة واحدة بس علشان يلغي الجوازة...مش عارف شكلنا اتوهمنا انه بيحبها و لا ايه ؟!!
هتفت صفيه بغضب
=اتوهمنا .....
لتلتفت تنظر حولها بقلق عندما انتبهت الي ان صوتها كان عالياً لتهمس بصوت منخفض بحزن
=اتوهمنا ...ازاي بس يا فؤاد ما انت شوفت بعينك زي ما انا شوفت غيرته وخوفه عليها انا معتش فاهمه هو بيعمل كده ليه...ليه غاوي يعذب نفسه ويعذبها معاه
ربت فؤاد علي يدها قائلا بلطف محاولا
=انتي عارفه انا في الاول جت هنا ليه جيت علشان انفذ كلام ثريا هانم والعب علي كارما بس لما عرفت كارما واتعاملت معها عرفت قد ايه هي انسانة طيبة متستهلش كل القرف والظلم اللي هي عايشة فيه وانا اللي جيتلك بنفسي وطلبت منك تساعدني في ان اقرب بين ادهم وكارما لما حسيت بحبهم لبعض
ليكمل ويزفر بضيق قائلاً
=بس الظاهر كده ان ادهم ..كارما مش في باله اصلا و انا مش صعبان عليا في كل ده غير كارما
همست صفيه وعينيها قد امتلئت بالدموع
=مش عارفه اساعدها ازاي يا فؤاد وادهم اللي قولت اول ما يعرف انها متعرفش حاجة عن الخطوبة دي هيطربق الدنيا علشانها ..لاخر لحظه كان عندي امل يعمل اي حاجة بس اديك شايف اهو اختفي و ك........
قاطعها فؤاد وهو ينكزها في ذراعها
وهو يشير برأسه تجاه الباب
=حاجه صفيه الحقي ...
نظرت صفيه الي ما يشير اليه فؤاد لتجد ادهم يدخل الي البهو والي جواره الحاج اسماعيل ..
وقف اسماعيل بمنتصف البهو و وجهه محتقن من شدة الغضب قائلا بصوت عالي حتي يسمعه الجميع وهو يلتفت الي فؤاد
=فؤاد يا بني كارما ابن عمها ادهم طلب ايدها مني وانا وافقت
وانت عارف يابني ان كل شئ قسمه نصيب
ليسقط الخبر علي ثريا كانه صاعقة تضربها لتنتفض واقفه امام اسماعيل تصرخ بغضب وقد اسود وجهها من شدة الغضب
=يعني ايه يا اسماعيل.........
ليقاطعها اسماعيل وهو يرفع يده بتحذير قائلا بحدة
=ثريااا...اقسم بالله لو نطقتي بحرف زياده لتكوني طالق بالتلاته
اغلقت ثريا فمها سريعاً بصدمة لتركض صاعدة الي غرفتها تلحقها نرمين التي رمقت كارما بغل وهي تمتم بكلمات غاضبة
بينما كانت كارما تتابع ما يحدث وهي ترتجف بشدة تشعر بان هذا ليس الا حلماً سوف تستفيق منه باي لحظة لتقع عينيها علي ادهم الذي كان يقف منتصب بشموخ بجانب ولدها لتجد عينيه منصبة عليها ينظر اليها بحنان وكأنه يقول لها ها انا قد فعلت ما وعدتك به لكنها ابعدت عينيها عنه بحنق تخفض رأسها الي الاسفل حين تذكرت علاقته الغير بريئة مع نرمين لتشعر بألم حاد ينهش في قلبها عندما خطر في بالها فكرة انه ما طلب ان يتزوجها الا شفقة منه علي حالها بعد ما قامت بتذلل له لكي ينقذها لتشعر بغصة حادة في حلقها حاولت ابتلاعها بصعوبة قبل ان ترفع وجهها مرة اخري تقابل نظراته بحدة وتتنحنح قائلة بصوت حاد عالي حتي يسمعه جميع الحاصرين
=بس انا مش موافقة...انا مش هتجوز ادهم
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق