رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الأول والثاني والثالث بقلم سيليا البحيرى حصريه
رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الأول والثاني والثالث بقلم سيليا البحيرى حصريه
#وسقطت_بين_يدي_شيطان
الفصل الأول
تحت ضوء القمر و لمعان النجوم .. صوت الرياح و رائحتها المنعشة و نسيمها .. الهدوء الذي يعم شوارع هذة القرية ....
كانت واقفة في شرفتها .. مغمضة عينيها مستقبلة النسيم الذي يهب عليها .. شعرها الأسود المبلل الذي يتطاير بتمرد على اثر ذلك النسيم و ايضا روبها الأبيض الذي يصل إلى اسفل ركبتيها بقليل تتطاير اطرافة على اثر النسيم ، كانت شاردة الذهن .. تتذكر ما حدث لها منذ عامين قبل هروبها من منزلها و مدينتها
************************★************************
منذ عامين ماضيين
تسير في الشوارع المبللة و الباردة .. تحت الأضائة الخافتة التي تنبعث من اعمدة النور ، تلتفت حولها بخوف وقلق وهي تحاول اخفاء وجهها بذلك الشال لكي لا يتعرف عليها احد و يعيدها إلى منزلها الكريه الذي هربت منة لتوها ، ابتعدت عن نطاق حي منزلها و صعدت احد وسائل النقل لتوصلها إلى محطة القطار
وصلت إلى المحطة و كان القطار بدأ بالتحرك فركضت بسرعة حتى لحقت بة وصعدتهة ، اسندت رأسها على العمود الحديدي و هي تلتقط انفاسها و ازاحت ذلك الشال من فوق رأسها لتظهر شعرها الأسود المجعد و تحمد ربها بأنها ابتعدت عن تلك الحياة الكريهة ، اراحت قدميها جالسة على ارضية القطار و اخرجت من ذلك الكيس الأسود الصغير الذي يحتوي بعض النقود القليلة صورة صغيرة لوالدها الذي توفى من صغرها .. نظرت لها بألم وهي تحرك شفتيها بهمس بأنها اسفة لفعلتها و من ثم اغلقت عينيها بألم وهي تتذكر ذكرياتها القلية مع والدها المتوفي و دون ان تشعر نامت فهي لم تنم منذ يومين
مر الوقت و اشرقت الشمس ، فتحت عينيها على اثر يد احدهم تحركها لتستيقظ
عامل القطار: يا انسه .. يلا دي اخر محطة
اومأت برأسها و نهضت ، خرجت من القطار و وقفت وهي تنظر للشمس بعينين مغمضتين قليلا فلمعت عينيها العسليتين ، سارت وهي لا تعلم اين هي .. لا تعلم إلى اي قرية او محافظة اوصلها القطار إليها .. لم تهتم كثيرا فما يهمها انها ابتعدت عن تلك الحياة الكريهة المقززة التي كانت تعيشها
************************★************************
عادت للواقع حينما شعرت بيده التي تلتف حول خصرها الرشيق التفتت له بقامتها القصيرة و قالت بعتاب
- اتأخرت عليا اوي
قال وهو يبتعد ويجلس ع السرير
- كنت بخلص شغل مهم
- اهم مني! .. انت بقيت تتأخر عليا اوي
نهض و إتجه للخزانة متجاهلا اياها
تنهدت بضيق و هي تنظر له و هو يخرج تلك البدلة السوداء الذي يرتديها كلما ذهب للعب القمار
التفت لها بحدة عندما قالت
- عايزة اجي معاك يا جلال
- انتي عارفة اني ...
قاطعتة لتستعطفه
- انا زهقت من الأوضة دي ، قاعدة فيها و مش بخرج ، بقالي شهرين على الحال ده ، عايزة اخرج من بين الاربع حيطان دي و اشوف الناس
قال بجمود قبل ان يلتفت ليتجه للحمام ليغتسل
- ده وضعنا و انتي قبلتي بيه من الأول
- انا متقبلة الوضع دة و مش معترضة ، بس عايزة ...
قاطعها بصرامة وهو يبرم قبضة باب الحمام و ينظر لها من فوق كتفة
- انتهى الموضوع مش عايز نقاش
و اغلق الباب وبعد دقائق سمعت صوت تدفق المياه ، فتنهدت بحزن و عادت بجسدها لنهاية السرير و اراحت جسدها علية واغمضت عينيها و عادت بها ذاكرتها مرة آخرى لعاميين ماضيين
************************★************************
منذ عامين ماضيين
سارت في شوارع القرية ، كانت الشوارع هادئة و شبه خالية ، بعد ان سارت مسافة ليست بقصيرة...شعرت بالتعب...التفتت حولها على امل ان تجد اي شخص من سكان هذة القرية ولكن لم تجد وكأن القرية خالية تماما، ولكن لحسن حظها لمحت حصان بني اتي من بعيد يسوقه رجل مسن .. شعرت بالسعادة ، تقدمت و اعاقت طريقة .. وقف الرجل مرغما وقال بشيء من الحدة ليس بسبب انها اوقفته
- انتي بتعملي اية با بنت هنا .. دلوقتي في حظر تجوال و لو رجالة الشيطان لاقوكي هياخدوكي
قالت بشيء من القلق
- رجالة الشيطان؟! ، انا جاية من محافظة القاهرة و معرفش حد هنا ، ممكن تساعدني
صمت الرجل لدقائق و من ثم اومأ برأسه و قد لمعت عينيه بخبث
- اطلعي و هساعدك
رأى نظرة التردد و الخوف في عينيها فقال ليطمأنها
- انا زي ابوكي و هوديكي لسيدنا جلال وهو هيكرمك
اومأت برأسها ببعض من الراحة و صعدت و جلست في العربة الخشبية ، ضرب الحصان بعصاه فتحرك
************************★************************
استيقظت من ذكرياتها على صوت باب الحمام و هو يفتح فأعتدلت في جلستها و تابعته بصمت ، كان هو يظبط بدلته .. شعر بنظراتها الصامتة الموجهة له فرفع ناظرية لها ببطئ و قال بهدوء
- يلا البسي
حدقت بة غير مصدقة ، قفزت بسعادة و جرت عليه واحضتنته و قالت
- انت بجد هتاخدني!؟
- مش بالمعنى ، بس هتيجي الساحة و تقعدي من بين المتفرجين "و اكمل بتحذير" مش عايزك تختلطي بحد او تتكلمي مع حد غريب
اومأت برأسها و قالت
- اصلا محدش يعرف عني اي حاجة في القرية دي
- برضوا
اومأت برأسها بحماس و إتجهت لخزانتها بحماس و اخرجت ثيابها و إتجهت للحمام لترتدي ثيابها ... لم تستغرق وقت كثير حيث خرجت وهي تسرح شعرها الأسود المجعد ، بينما كان هو يتأملها ، التفتت له وقالت بتفكير
- بفكر استشور شعري ، اية رأيك؟ استشوره ولا اسيبوه كدة ؟!
كان جالس على الأريكة واضع قدم على قدم فنض و اقترب منها و امسك بأطراف شعرها الطويل المجعد وقال بهمس
- الطبيعي حلو فيكي يا ريحانتي
إبتسمت بخجل و قالت
- طيب يلا
- لا
و إتجه للخزانة و اخرج شال بالون الاسود يصل إلى اسفل الخصر بقليل و اقترب منها و وضعة على شعرها يغطيه و قال بتحذير هادئ
- الشال دة ميتشالش من عليكي
اومأت برأسها وهي مبتسمة و قالت بحماس
- مش يلا بقى
اخرجها من الباب الخلفي و كان هناك سيارة قديمة قليلا لا يبدوا انها تخصه تنتظرها لكي توصلها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ترجلت من السيارة و هي تنظر للساحة الواسعة و التي امتلأت بسكان القرية رجال .. نساء .. اطفال ، و الطاولة الدائرية الكبيرة المتواجدة في منتصف الساحة و حولها 6 مقاعد ، شعرت بالحماس .. دخلت الساحة وصعدت السلالم المؤدية لمقاعد المتفرجين ، جلست في المقاعد الأقرب للساحة ، مررت ناظريها حولها بسعادة ، و اخيرا هي قد تحررت قليلا و خرجت خارج القصر
بعد دقائق من وصولها وصل جلال و بدأ الناس بالتصفيق ، نظرت له بإعجاب و عشق حاولت إخفائه ، كم هو متألق و جذاب .. فهو الرجل التي تتمناه فتيات القرية ، فهو وسيم جدا و ما يسحر به عينيه الزرقاء التي تعطية جمال ساحر كجمال البحر ، كصفاء السماء
وقف في منتصف الساحة و حياهم ومن ثم جلس على احد المقعدين الرئيسيين ، وصل بقية اللاعبين ماعدا ... الشيطان كما يلقبونة اهل القرية ، هي لا تعرفة ولم تراه قد ولكن ما سمعتة عنه بالصدفة يكفي لجعلها تخافه ، فهو قاسي و متحجر القلب لا رحمة عنده ابدا .. يتعامل مع جميع اهل القرية كأنهم عبيد لدية ، يهابة جميع من في القرية .. فهو يقتل .. و يحرق المنازل و الأراضي و يعتقل الرجال هذا ما سمعتة
فجأة ساد الصمت ، نظرت حولها بإستغراب .. ومن ثم نظرت للبوابة حيث ينظر الجميع حيث يدخل ذلك الرجل الذي يرتدي بدلة سوداء و يرتدي نظارة تخفي عينية القاسية ، يسير بخطى ثابتة واثقة
تقدم و جلس مكانة و على وجهة إبتسامة ساخرة موجهة ل جلال الذي تشتعل نيران الحقد في عين الأخير
بدأت اللعبة ، تم توزيع " الشدة " و اخرج كل شخص منهم مبلغا كبيرا من المال و وضعة ع الطاولة و بدأوا في رمي النرد " طاولة الزهر " و تدريجيا بدأ يخسر الاعبين الأربعة حتى ظل اثنيهم فقط ... جلال ... الشيطان
اكملوا اللعب و هم يتبادلون النظرات .. نظرات جلال المتحدية و التي تصر على الفوز ، و نظرات ذلك الشيطان الواثقة الساخرة من المنافسة
كانت تتابع بإهتمام كالبقية ، كانت عينيها تتابعة فقط .. جلال ، وها قد حان ان يكشف عن اوراقة و تعالت اصوات اهل القرية للحظة الختام .... و عم الصمت فجأة ، نعم لقد خسر جلال .. كالعادة
نهض من مكانة و تقدم من جلال وعلى وجهة إبتسامة جانبية ساخرة ، مد يدة ليصافحة ببرود ، نهض جلال بغل و غيظ و عينية تطلق شرارة
- عمرك ما هتغلبني
قالها بتهكم ، فرد جلال بوعيد
- هتبقى المرة الأخيرة ليك انك تكسب عليا
ضحك بسخرية و قال بشراسة
- بتحلم
عندما اقترب ذلك الشيطان من جلال ، نهضت هي لتغادر لأن جلال امرها بأن تغادر فور إنتهاء اللعب ، نهضت و نزلت السلالم بصعوبة بسبب الأجواء مزدحمة بالناس فهم يستعدون للمغادرة ، اتت ان تخرج من بوابة الساحة اوقفوها حراسه و اوقفوا البقية ليمر رأيسهم .. يسير بشموخ و ثقة ، ينظر لؤلاءك اهل القرية الذي يقفون خلف حراسة ينظرون لة نظرات مختلفة .. اعجاب .. كرة .. خوف ، بينما كان يمرر ناظرية عليهم .. توقف ناظرية و تركز على تلك العينين العسليتن الكبيرتين التي تلمع و تجذب انتباهة كل من ينظر لها بلمعانها و وسعها ، نظر لتلك الفتاة صاحبة تلك العينين الجذابتين ... نظر لوجهها المشرق و وجنتيها المتوردة طبيعيا ، و خصلات شعرها المجعدة الخارجة من تحت ذلك الشال ، اعتدل امامة و اكمل طريقة للخارج و خلفة الحراس و فتح الحارس باب السيارة لسيدة ، فقبل صعودة التفت و نظر لها نظرة غريبة ... غامضة .. لم تفهمها و من ثم صعد و غادر
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تنعم بالدفئ و الأمان بين احضانة مغمضة عينيها مستمعة لصوت نبضات قلبة ، بينما كان هو ينظر للهاوية شارد ... يفكر في امر ما و يخطط لة جيدا ، لم يطل كثيرا في التفكير .. اغمض عينية ونام وهي بين احضانة
اشرقت شمس يوم جديد ، فتحت عينيها العسليتين بإنزعاج بسبب اشعة الشمس المتسلطة على وجهها ، مسحت وجهها بكفها و اعتدلت و مررت ناظريها حولها باحثة عنه لم تجده .. فمن المؤكد انة غادر ، نهضت من على السرير و إتجهت للشرفة حيث توجد سفرة صغيرة موضوع عليها بعض الأطعمة الصحية للفطور ، جلست و التقطت باقة الورد الجوري الاحمر و اشتمتها بسعادة فهذا هو نوعها المفصل من الورود و هو يعلم ذلك لذلك يجلبها لها كل صباح ، التقطت تلك البطاقة الموضوعة في منتصف باقة الورود و فتحتها و قرأتها و على وجهها إبتسامة صغيرة " صباح الخير ريحانتي .. جهزي نفسك " طوت البطاقة بسعادة و وضعتها على الطاولة و بدأت في تناول الفطور بسرعة لتنهض و تجهز نفسها ، و بعد إنتهائها نهضت و إتجهت للحمام لتأخذ حمام ساخن و من ثم خرجت و هي تلف حولها منشفة كبيرة و إتجهت للخزانة و وقفت وهي تشعر بالحيرة ماذا ستردي ؟! ، اخرجت فستان احمر اللون بحمالات و يصل لأسفل الركبة بقليل
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
واقفة امام المرآة تسرح شعرها بعد ان صففتة ، سمعت صوت الحراس و هم يحيونه فعلمت انه وصل ، إتجهت للنافذة تتأكد فوجدته فعادت و نظرت سريعا للمرآة وهي تمسح بيدها على شعرها لترتبة و ترسم إبتسامة ع وجهها و تخرج من الغرفة بهدوء لتتجه للباب الخلفي للقصر
خرجت من الباب الخلفي للقصر فوجدت احد سيارته .. تقدمت و صعدتها بسعادة و تحركت السيارة
التفتت له بحماس و قالت
- ااه بقالنا فترة طويلة مخرجناش مع بعض ، هنروح فين المرة دي؟
- مكانك المفضل
قالها بهدوء
- بجد! ... بس ليشوفنا حد
- متخافيش .. النهارضة الاحد
- اهااا النهارضة في حظر تجول .. بس ممكن حد يشوفنا برضوا
- متخافيش .. انا مأمن كل حاجة
اومأت برأسها و إبتسمت لة و اراحت رأسها على كتفه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وصلوا لذلك المكان الذي تحبة ، لذلك المكان الأقرب لقلبها في هذة القرية .. تلك الأرض الخضراء الواسعة التي تمتلأ بالورد الجوري الاحمر ، جرت في الأرض الخضراء الواسعة بسعادة و قليل من الراحة بسبب ذلك الكعب فتوقفت واتت ان تميل لتنتزعة من قدميها وجدت جلال يمسك بيدها برفق و يقربها لة ويجلسها على كرسي تلك الطاولة المزينة و هو يقول لها
- انتبهيلي النهارضة .. و سيبيك من جمال المكان .. النهارضة بس
اومأت برأسها وعلى وجهها إبتسامة صغيرة
قدم لها كاس ممتلأ بالعصير ، وكاس ممتلأ بالخمر له .. فقالت بإستنكأر
- جلال .. مش إحنا اتفقنا انك متشربش خمر .... على الاقل قدامي متشربش
إبتسم لها وقال
- تأمري
امسك بكاس الخمر و وضعة جانبا و اخذ كاس عصير ، فإبتسمت برضا و شربت القليل من عصيرها
كان ينظر لها بهدوء
- عايز تقول حاجة صح؟
قالتها عندما لاحظت رغبته في قول شيء
- ايوة
قالها بسرعة و كأنة كان يريد منها ان تجعلة يبدأ في الحديث
- طيب .. قول
- هقول بس اوعديني ان حبك ليا ميقلش ، و انك مش هتيجي في يوم و تكرهيني
قاطعتة بعاطفة منها
- مستحيل اكرهك او حبي ليك يقل .. مستحيل ، خليك متأكد .. بس هوعدك .. وعد
شعر بالتخبط بين مشاعرة و ضميرة و بين سلطة عقلة ، و لكنة سريعا تخلص من ذلك التخبط بإنتصار سلطة عقلة و قرارة بإكمال ما يود قولة
- هعرض عليكي عرض و اعتبرية طلب .. و عارف انك هترفضي بس حاولي توافقي
- من امتى و انا برفضلك طلب !
نظر لها و قال
- انا عارفك
- اية الطلب او عرضك ؟
قالتها ببعض من الضيق ، نظر لها بشرود و قال
- حلمي من صغري ان القرية دي تبقى تحت ايدي .. لوحدي " قال الأخيرة بحزم " ... بس حلمي دة متحققش لللحظة دي
قالها بقهر .. و اكمل
- بسببه ، هو اللي سرق مني حلمي
رفعت حاجبها بتفكير و قالت
- مين دة؟
نظر لها بغموض و قال
- خصمي الوحيد .. بيجاد فخر الدين .. اللي سرق مني حلمي .. سرق مني الحكم .. بس هحقق حلمي ، حتى لو هضطر اني استغنى عن ضميري ... حتى نفسي او اي حد
نظرت لة ببعض من الذهول مما قالة .. فهذا ليس جلال ، نهضت و اقتربت منة و وضعت كفها الناعم الصغير على وجهه و قالت وهي تنظر لعينية بعمق
- انت .. مش جلال اللي عارفاة من سنتين .. انت بتتكلم و كأنك ...
- انتي متعرفنيش ... سنتين مش كفاية أنك تعرفيني ابدا
قالها ببرود وهو ينظر لعينيها
شعرت بالإحباط لما قالة .. ولكنه محق .. فهي لا تعلم عنه إلا القليل برغم مرور عامين وهي معه
سحبت يدها و عادت لمجلسها ، قال بهدوء
- مش عايزة تعرفي عرضي ليكي ؟
نظرت له صامتة .. فقال
- هبعتك ليه ... تجمعيلي كل معلومات عنه .. مهما كانت صغيرة
هزت رأسها رافضة ما يعرضة عليها و قالت بضعف
- مش هعمل اي حاجة من اللي عرضته عليا دة
إبتسم إبتسامة جانبية و قال بتهكم
- مش بمزاجك ، العرض دة مجبور عليكي انك تنفذية و إلا ...
هزت رأسها مستنكرة ، رافضة بحزم
- انت عارف بتعرض عليا اية .. أنت في وعيك !
- ايوة
قالها بهدوء بارد ، فصرخت بة مكملة
- انت عارف انا مين؟
- انتي ريحانة
قالها ببرود ، فقالت بسرعة
- مراتك
- عرفي
قالها بتهكم ، حدقت بة غير مصدقة ما يقولة و غير مصدقة انة هو .. اهذا هو حبيبها و زوجها ام استبدل بآخر ؟! ، تهاوت على كرسيها بينما اردف هو ببرودة الذي اظهرهة اليوم
- اكيد فهمتي عرضي ، بس اكيد في اسألة كتير بتدور في راسك و اولهم .. سبب اني اختارك انتي للموضوع دة بذات برغم ان ممكن ابعت اي بنت تانية و برغم انك مراتي " نهض من على كرسية و اقترب منها " .. اولا انتي مش معروفة في القرية . محدش يعرف عنك حاجة وانا مخطط لكل حاجة فمتقلقكيش محدش هيسألك عن حاجة بذات هو ، ثانيا عارف و متأكد من تأثيرك بجمالك علينا ،و تقدري بجمالك تخلية يلف حواليكي ليمتلكك ، ثالثا و الاهم انوا عايزك
رفعت ناظريها لة وقالت والدموع اقرب للسقوط
- و انا مش عايزة اعمل كدة .. و مش عايزاة
احضتن وجهها بكفة بقسوة و قال
- تعالي على نفسك عشاني
- مش هعرف اعمل اي حاجة من اللي طلبت مني اعملها
- هتعرفي
- طيب لو كشفني
- مش هيحصل
نظرت لة لبرهه قبل ان تسيل دموعها و كأنها طفلة صغيرة وهي تترجاة
- مش عايزة يا جلال .. لو بتحبني متخلنيش اعمل حاجة مش عايزاها
نظر لها بألم ولكنة تخلص من الأخير سريعا وقال بنفاذ صبر وهو يصرخ بها
- انا قلت اللي عندي ، هسيبك تهدي نفسك عقبال ما اظبط اللي الناقص
و التفت و غادر ، فهوت هي على الأرض جالسة تبكي ، فجأة توقفت عن البكاء .. هي لا تريد ان تفعل ما طلبة .. مسحت دموعها و نهضت سريعا وهي تدور حولها .. لم تجد اي رجل من حراسة .. فأتت لها فكرة الهروب من ما سيجعلها تفعلة او بمعنى اصح بأن يجبرها على فعل شيء لا تريد فعلة ، هي اكتفت من تلك السلطات التي تجبرها على الخضوع لهم ، خلعت حذاءها ذو الكعب العالي و تركتة على الأرض مكانة و جرت ... جرت بكل من سرعة تملكها .. جرت بأمل الهروب من ذلك الجحيم التي ستسقط بة ... كانت تنظر للخلف لكي تتأكد ان لا احد يتبعها و لا احد اكتشف هروبها و لكن لم تكن تعلم انة كان يراقبها من بعيد .. فهو ليس بغبي لكي يتركها في ذلك المكان دون وجود رجالة
ارتطم جسدها الصغير بذلك الجسد الضخم القوي عندما كانت هي تتلفت للخلف ، نظرت بفزع لذلك الرجل الذي تعرفة احد رجال جلال ، التفتت لتهرب و لكن وجدت رجل اخر ضخم يظهر لها ، التفتت حول نفسها وهي تنظر لهم و صدرها يعلو و يهبط من سرعة تنفسها و خوفها ، وجدت الرجلين يبتعدون عنها قليلا و اشار احدهم بأصبعة لتظهر تلك الفتاة على يمينها و الأخرى على شمالها و اخرى خلفها و فجأة تقدموا منها بهمجيةو بدأوا في ضربها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حملوها الرجال و ادخلوها بجانب سيدهم في السيارة
قال بجمود وهو ينظر امامة
- أسمعي كلامي كويس و احفظية ... تجيبيلي الورق و المعلومات اللي طلبتها خلال شهر .. شهر و نص ... و هقولك تعملي اية
و بدأ في قول ما يجب عليها فعله ، كانت تنظر لة بقهر و حزن و ضعف
قالت هامسة بقهر و الم عندما انتهى مما كان يقول
- انا بكرهك
- مش من قلبك
قالها و على وجهة إبتسامة جانبية واثقة
اخفضت رأسها بإنكسار و الم و اغمضت عينيها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
توقفت السيارة .. ترجل السائق و التفت للباب الخلفي و فتحة ، وقبل ان يأمرهم بأن يحملوها ، امسك بذقنها و رفعة له بقسوة ففتحت عينها بضعف والم ، فقال وهو يضغط على كل حرف يخرج من بين شفتية محذرا
- متسلميش نفسك ليه .. أنتي ليا ... و بس
و ترك ذقنها و نظر امامة بجمود و اشار بيدة للحراس بأن يأخذوها ، اخرجوها من السيارة و القوها على الأرض و عادوا للسيارة و غادروا تاركينها على الأرض بحالتها تلك
يتبع ....
#وسقطت_بين_يدي_شيطان
الفصل الثاني
ملقاة ع الأرض في منتصف الطريق حيث القوها هم ... دموعها اختلط بالدماء التي تسيل من انفها و فمها ، شعرها المبعثر حولها ، صوت تأوهاتها الصغيرة التي تخرج بصعوبة من بين شفتيها ولكن داخلها كانت تصرخ بألم مما حدث لها و ما سيحدث ، كانت تتمتم ببعض الكلمات و بأسمه .. كيف يتركها هكذا؟ الم يحبها .. اهذا هو الحب؟ .. الأستغناء عن الحبيب .. هذا حب؟! .... اسأله كثيرة تدور و لا اجابة لها و ذكريات مقابلتها ل جلال للمرة الأولى تعرض في مخيلتها كعرض سنيمائي سريع
************************★************************
منذ عامين ماضيين
بعد ان صعدت مع الرجل المسن ، اوصلها إلى ذلك القصر الذي انبهرت بجمالة فهذة المرة الأولى ترى بها قصر حقيقي بعيدا عن القصص الطفولية التي كان يرويها لها والدها ، عبرت من بوابة القصر خلف ذلك الرجل المسن و من ثم توقفت عندما كان الرجل المسن يخبر الحارس بأنه يريد مقابلة السيد لأمر هام و اقترب من الحارس و همس في اذنة بشيء ما ، فوافق الحارس و ادخلهم، دخلت لداخل القصر و معهم خادمة ترشدهم للطريق ، دخلوا احد الغرف الكبيرة الموجودة في القصر ، دعتهم الخادمة للجلوس و من ثم غادرت ، كانت تنظر لأركان الغرفة الواسعة بإنبهار و بينما كانت تنظر للغرفة بإنبهار نظرت لتلك الطاولة الموجود عليها اصناف كثيرة من الفاكهة الطازجة فشعرت حينها بالجوع .. بلعت لعابها بصوبة و من ثم وضعت يدها على معدتها بسرعة بإحراج عندما صرخت معدتها مطالبة بالطعام ، نظرت للرجل المسن الذي لم ينتبة فتنهدت و بعد دقائق وجدت ذلك الرجل الوسيم الذي بتلف للغرفة بهدوء .. لا تنكر كم اعجبت به و ما جذبها به هي عينية الزرقاوتين ، اقترب منهم و هي كانت واقفة تحدق به كالبلهاء ، وقف على مقربة من الرجل المسن و هو يتفحصها سريعا بناظريه و من ثم اشار بأصبعة للرجل العجوز .. فتقدم الأخير بدورة و كان يهمس ل سيدة ببعض الجمل التي لم تستطع سماعها و لكنها شعرت بأن الحديث عنها لأن سيدهم كان ينظر لها كل ثانية تمر .. من المؤكد انهم يتحدثون عنها و من المؤكد ان ذلك الرجل المسن يحاول اقناع سيدة بقبول إكرامي ، كانت تشعر بالتوتر السبب؟ لا تعلمة ، فجأة التفت الرجل المسن وهو سعيد وقال لها
- سيدنا وافق يا بنت ، تعالي اشكرية تعالي
اخفضت رأسها وقالت شاكرة
- شكرا لحضرتك
- جلال
رفعت رأسها ببطئ لتقابل عينيه الزرقاوتين المسلطة عليها ، اخفضت رأسها بإحراج عندما صرخت معدتها مرة آخرى طالبة الطعام ، فإبتسم هو و قال بهدوء ثابت للخادمة
- قدمي الأكل للآنسه...... اسمك اية؟
قالت بخفوت
- ريحانة
اومأ برأسه بخفة و قال
- للآنسه ريحانة
- حاضر يا فندم
و غادرت الخادمة لتفعل ما طلبة منها سيدها بينما اشار جلال للحارس الواقف عند باب الغرفة ، فتقدم و همس لة بشيء فأومأ برأسه و اصطحب معه الرجل المسن قبل مغادرتة الغرفة ، بينما ظلت هي مخفضة رأسها و هو ... كان ينظر لها ... فقط
************************★************************
لم تعد تشعر بشيء من حولها -فقدت وعيها تماما-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فتحت عينيها العسليتين بألم ، كانت الرؤية لديها مشوشة قليلا ... وضعت يدها على رأسها تدلكها و من ثم حاولت الاعتدال في جلستها و اعتدلت بصعوبة و من ثم تفحصت نفسها -جسدها- و الرؤية قد وضحت .. اين الدماء؟ لا اثر لها .. اين ملابسها .. ما هذا؟! اكانت تحلم! ايعقل انة حلم!؟ ، ارتسمت على وجهها إبتسامة مريحة ، و رفعت ناظريها و مررتها حولها بإستغراب ما هذا المكان؟ ، بدأت تتلاشى إبتسامتها في حين عقلها يبدأ في إسترجاع ما حدث وان ما حدث واقع و ليس حلم كما تمنت ، وها قد استنتج عقلها اين هي و في آن واحد تقابلت عينيها بتلك العينين القاسيتين التي تحدق بها .. تلك العينين السوداء مثل سواد الليل .. الغامضة _ القاسية _ المخيفة .. تأكدت ، لقد وصلت للمكان الذي كان يريد جلال اوصالها اليها -عدوة- لا استنتاج غير هذا ، ارتجف جسدها عندما تذكرت هذا الشخص الذي يقف امامها دون اي تعبير ظاهر على وجهة ، ذلك الشخص الذي ليس لدية رحمة ابدا ولو لذرة ، صار يتردد حديث الناس الذي سمعتة عنه في اذانها ، اغمضت عينيها بألم و رجاء ... لا يا اللهي لا .. هل قذفني جلال لهذا الجحيم !؟
فتحت عينيها العسليتن عندما سمعت صوته الأجش
- انتي مين؟
كانت تنظر له و الخوف ظاهر على وجهها و مازال ما سمعتة عنه من احاديث سيئة يتردد
- انتي مين؟
عاود سؤاله بشيء من الحدة عندما وجدها لا تجيب .. فقط تحدق به
اخرجت حروفها من بين شفتيها بصعوبة
- ريحانة
غمغم و اومأ برأسه و نظرة غريبة سكنت عينيه
- اممم اسم حلو
اقترب من السرير قليلا بخطوات ثابتة و نظر لها بتعمق
- خايفة لية؟
بلعت ريقها وقالت بخفوت محاولة التحكم في خوفها
- مش خايفة
كان خوفها ظاهر جدا برغم محاولتها لأخفاءه ، و من ثم تحركت من مكانها و اقتربت من حافة السرير و انزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض و نهضت و هي تتألم .... كان يراقب ما تفعله بصمت ، تحاملت الام جسدها و قالت
- ممكن امشي
- لا
قالها بهدوء و من ثم التفت و غادر الغرفة الموجودة هي فيها
قال للخادم الذي يقف امام الغرفة
- انقلها ل جناحي
اومأ الخادم برأسه
ابتعد بخطوات هادئة و على وجهه إبتسامة شيطانية اظهرت مخالبه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
اراحت جسدها على الأرض جالسة تسند ظهرها على السرير و هي تضع يدها على رأسها و الدموع ممتلأة في عينيها ... ماذا ستفعل الآن؟ لا تعلم كيف تتصرف ، كيف تخرج نفسها من هذة الورطة الذي اوقعها فيها حبيبها؟ ، هل تنفذ مطلبه و تصبح خائنة .. مخادعة مثل والدتها التي كرهتها لخداعها و خيانتها لوالدها ، هي لا تريد ان تصبح مثل والدتها ابدا .. ولكن ماذا ستفعل؟ اتخبر ذلك الشيطان عن سبب مجيئها لهنا؟! لا .. هكذا ستضر بجلال .. بحبيبها .. حبيبي! .. كيف القبة بذلك بعد ما فعلة! هو لا يستحق ذلك اللقب ابدا .. ولكن .. سيظل حبيبها و ستظل تلقبه بذلك فهي تحبة ، تعلم مدى غبائها ولكن هذا ليس بإرادتها ، احضتنت جسدها الصغير بذراعيها و الدمو ع تتساقط من عينيها ، تشعر بهذة اللحظة لمدى احتياجها لحضن يحتويها ، نعم تحتاج لحضنه .. لكلماته .. لأنفاسه .. تحتاج له حقا ، فهو الوحيد الذي يبث لها الدفئ و الأمان ، برغم ما فعله ... تحتاجه!
نعم هي تشعر بالألم و الحزن مما فعلة ولكن لا تستطيع كرهة لا تستطيع فهو اول من دخل قلبها ، و اول من لمسها .. وهو زوجها ، زوجها! تذكرت كلماته التي جرحتها و المتها و زادت من بكائها في هذة اللحظة
"- انت عارف انا مين؟
- انتي ريحانة
- مراتك
- عرفي"
اغمضت عينيها بألم و ارتفع صوت شهقات بكاءها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جالس على كرسي مكتبه ، يضع قدم على آخرى و يحرك اصبعة بطريقة روتينية على الطاولة و هو شارد
احدهم يطرق الباب فسمح له بالدخول
- طلبتتي يا سيدنا
توقف عن حركة اصبعة الروتينية و نظر للرجل المسن و قال بهدوء
- بنتك بتشتغل في قصر الشيطان .. صح؟
ارتبك الرجل و اتى ان يرد ولكن سبقة جلال بحدة
- قول الحقيقة
بلع الرجل ريقة بإرتباك و اومأ برأسه بخوف وقال بسرعة
- بس واللهي بتشتغل تحت مع الخدامين ومبتعرفش تجيب اي معلومات او حاجة
- هتعرف
قالها بحزم ، فظهرت علامات الخوف و القلق على وجهة الرجل ، بينما اكمل جلال
- عايز بنتك في مهمة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نهضت من مكانها عندما سمعت صوت طرقات احدهم على باب الغرفة التي تقيم فيها ، مسحت دموعها و قالت بصوت ضعيف
- اتفضل
دخل الحارس الذي كان يقف امام الغرفة
- اتفضلي معايا
- على فين؟
قالتها بشيء من القلق ، فقال معاود طلبة
- اتفضلي معايا لوسمحت
نظرت له لبرهه بقلق و من ثم تحركت امامة و خرجوا من الغرفة
اوصلها امام ذلك الجناح الخاص بسيدة و فتح الباب لها و قال
- اتفضلي
نظرت له بغير راحة و دخلت ، و هي تدخل كانت تنظر لكل شيء و لكل ركن في هذا الجناح ، انة كبير جدا .. و راقي جدا ، و كان يتميز هذا الجناح بالألوان الداكنة ، التفتت لتسأل الحارس بأن لمن هذا الجناح .. اهو ل سيدهم الشيطان؟ ام ماذا ، ولكنها عندما التفتت لم تجدة .. بل وجدت فتاة يبدو انها في العشرين من عمرها تحمل صينية ممتلأة بالطعام ، تقدمت الفتاة و قالت
- صباح الخير ، الفطور جاهز
- هي الساعة كام؟
سألت ريحانة هذا السؤال بإستغراب ، فأجابت الفتاة
- الساعة 12 الظهر
رفعت حاجبيها بإستغراب و قالت
- الساعة 12 الظهر!؟ .. يعني على كدة انا هنا من بليل صح
اومأت الفتاة برأسها و قالت
- الفطور جاهز يا انسه ريحانة
- تعرفي اسمي منين؟
تقدمت الفتاة من ريحانة و امسكت بيدها و تقدمت بها لحيث الاريكة و جلست و قالت بخفوت
- انا جاية من عند سيدنا جلال ، انا زهرة
- جلال ... غير رأيوا و هيرجعني صح؟
قالتها بأمل وهي مبتسمة
- هووس وطي صوتك لحد يسمعنا و نبقى روحنا في داهية ، لا ... انا جاية هنا عشان اخد المعلومات منك و اوصلها ل سيدنا جلال
تلاشت إبتسامتها و قالت بخيبة أمل
- يعني لسه مُصْر
- بيوقلك تنفذي كل اللي طلبوا
قالت ريحانة رافضة
- مش هنفذ اللي طلبوا ، مش هنفذ اي حاجة
- استعيذي من الشيطان ، انتي متعرفيش سيدنا جلال ممكن يعمل اية لو اللي طلبوا متنفذش
- شكلي معرفهوش فعلا
قالتها بقهر و ألم
ربطت زهرة على كتفها وقالت مكملة ما اتت لتقولة
- بصي ، كل حاجة سيدنا جلال مظبطها ، و سبب مجيتك هنا واللي حصلك وصل للشيطان بطريقتنا و نجحنا
اومأت ريحانة برأسها بإستسلام ، بينما اكملت زهرة سريعا حديثها و تنبيهاتها ومن ثم نهضت وقالت قبل خروجها
- خلي بالك من كل كلمة بتقوليها و كل تصرف عشان .. الشيطان مش سهل
رفعت ناظريها لها ببطئ بدون اي تعبير ظاهر على وجهها ، فأردفت زهرة بنوع من الشفقة
- خلي بالك من نفسك
و التفتت و غادرت سريعا
تنهدت ريحانة بألم و قهر فهي الآن امام الأمر الواقع و لا مفر من هذا الواقع المشئوم ، هل ستستطيع ان تتقن الدور بشكل صحيح دون ان يكشفها او يشك بها حتى؟ ، هل ستستطيع جلب ما طلبة جلال منها من معلومات؟ ، هزت رأسها بعنف لعلها تشعر بالراحة قليلا ، نهضت من على الأريكة و إتجهت للسرير و دفنت نفسها تحت ذلك الغطاء الناعم المريح و دمعت عينيها فجأة دون سبب مباشر فالذي بداخلها يبكيها و ما سيحدث لها يخيفها ، فلا وسيلة لديها لإخراج ما بداخلها ماعدا ... البكاء
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ارتفع صوت ضحكاتة بعد خروج الرجل المسن من عنده ، فالأخير اعلمة بأن ابنتة اتمت ما طلبه منها ، تنهد براحة كبيرة و اخذ يحدث نفسة
- و الخطوة الأولى تمت بنجاح
اكمل و قد احدتت نظراته و لهجته
- نهايتك على ايدي يا شيطان ، القرية دي هتبقى ليا لوحدي .. قريب .. قريب جدا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مر الوقت و هي مازالت على حالتها .. تبكي ولكن في صمت شارد تتذكر ذكرياتها الجميلة الرومانسية التي قضتها مع جلال بعد ان وافقت على الزواج به ... عرفي
************************★************************
منذ عاميين ماضيين
مرت الأيام و هي في قصرة تعمل كخادمة ، كانت دائما تعمل في الطابع الخاص به كانت هذة اوامر منه ... كان هو لطيف معها جدا و بلطفه هذا وقعت هي في حبه و كانت تصرفاتها تظهر ما في قلبها دون إرادة ، فهو استغل هذة الفرصة ففي يوم طلبها في مكتبه فأتت له
- اقعدي يا ريحانة
اومأت برأسها و جلست وهي مخفضة الرأس
- عايزيك في موضوع مهم ... موضوع يخصني انا .. و انتي
رفعت رأسها ببطئ و دقات قلبها تكاد تسمع و اسأله كثيرة تدور في رأسها ... ما الذي يربطها به ليقول انا و انتي! ... هل علم بحبها له؟ هل هو يحبها ايضا؟ .. هل سيطلب منها الزواج ؟ اسأله مراهقة ساذجة خطرت في بالها
اخرجها من تفكيرها مؤكدا ما تفكر فيه
- تتجوزيني ؟
شهقت بصوت عالي و حدقت به بشيء من الذهول القريب من الصدمة ، إبتسم بجاذبية وقال
- شكلي دخلت غلط
- ...................
نهض من على كرسي مكتبة و دار حول طاولة مكتبة ليجلس بالكرسي المقابل لها و امسك بيدها و قال
- عايزك تكوني مراتي ... عارف انك بتحبيني
اخفضت رأسها بخجل وقد توردت وجنتيها ، إبتسم اكثر و قال
- و انا كمان بحبك على فكرة
عضت شفتيها بخجل شديد و إبتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها ... سحرة هذا المشهد فقال بهيام
- انتي حلوة كدة ازاي؟
- .....................
هز رأسه و ضحك و هو يقول
- يالهووي ، اية اللي عملتيه فيا دة!
رفعت ناظريها له بحذر فتلاقت عينيها بعينيه الزرقاوتين ، فتنهد و قال بهدوء
- هنتجوز عرفي ، محدش هيعرف انك مراتي غيري انا و انتي و بس ، و هنعيشك في جناح خاص لينا منعزل عن الكل في القصر دة
كانت تستمع له بإنصات ، بعد ان انهى كلامه سألته بشيء من التردد
- لية كل اللي قلتوا دة؟ .. لية هنتجوز عرفي؟ لية نخبي؟ لي...
قاطعها قائلا
- عشان معرضكيش للخطر ، انا عندي اعداء كتير و لو عرفوا اني اتجوزت ممكن يستغلوا دة تضدي و يأذوكي ، وانا مش هستحمل ان اي حاجة تمس بيكي
اقنعها كلامه قليلا ، شردت تفكر قليلا ولكنه لم يسمح لها بالتفكير ... فأقترب منها و قبلها .. بحب .. و رقة .. و حنان ، صدمت في البداية ولكن سرعان ما استجابت له ، عندما شعر بإستجابتها ابتعد عنها قليلا وقال امام شفتيها
- موافقة؟
- موافقة
قالتها بخفوت تام
************************★************************
فتحت عينيها بفزع و انتفضت من على السرير عندما وجدته يدلف للغرفة ، نظر لها دون اي تعبير على وجهة ، تقدم بخطوات ثابتة لتلك الخزانة الكبيرة السوداء و فتحها و بدأ في خلع قميصة ، فشهقت و وضعت يدها على عينيها و تحركت بخطى مرتبكة متجهه للخارج فأوقفها بصوتة الأجش و هو يلويها ظهرة و يرتدي سترة بدون اكمام
- استني
فتوقفت و صدرها يعلو و يهبط من سرعة تنفسها و توترها ، التفت لها ببطئ و قال ببرود
- رايحة فين؟
ابتلعت ريقها و التفتت ببطئ و قالت بخفوت
- هخرج
- ممنوع تخرجي من الأوضة دي بدون ما تستأذنيني
رفعت حاجبها بذهول ، فأردف بهدوء وهو يتجه للأريكه الموجودة امام السرير و يجلس و يضع قدم على اخرى
- تعالي اقعدي .. هنتكلم
نظرت له لبرهه قبل ان تتقدم و تجلس على حافة السرير مقابلة له
ساد الصمت لدقائق قبل ان يقول بهدوء
- من الغباء ان واحدة تهرب من مدينة زي القاهرة و تيجي لقرية مش معروفة ، و متعرفش فيها اي حد ، مش غباء دة برضوا !
نظرت له ببعض من الضيق و عقدت حاجبيها فغمغم بطريقة مستفزة
- صحيح للضرورة احكام
ردت سريعا بشراسة و كأن توترها و خوفها تبخر
- ايوة ، للضرورة احكام
اطلق ضحكة خبيثة و قد لمعت عينيه السوداتين لشراستها ، و قال بحماس مخيف
- شكلها بداية مبشرة
انتابها القلق لقولة الأخير
نهض من على الأريكة و ابتعد عنها بخطوات ثابتة و إتجه نحو السرير و القى بجسدة علية و وضع ذراعة على وجهة
فنهضت بسرعة و التفتت له و قالت
- نمت هنا لية؟
قال ببرود و هو على وضعه
- جناحي
فردت بسرعة
- طيب هنام فين انا؟
- معايا
- نعم!
هتفت بها بإستنكار
ازاح ذراعة من على وجهة و نظر لها بسخرية ، فقالت بإستنكار وهي تتجه للباب
- طبعا مينفعش اني انام مع واحد غريب في اوضة واحدة
و بعد ان انهت جملتها وضعت يدها على قبضة الباب و برمتها و لكن الباب لا يفتح .. أعادت الكرة مرتين و ثلاث بغضب و لكن لا فائدة ، فالتفتت له بحدة فوجدته اعتدل قليلا في جلسته و هو ينظر لها و على و جهة إبتسامة باردة مستفزة
- ينفع ... مادام حظك السيء رماكي عندي
قالها ببرود قبل ان يعود لوضعه السابق
يتبع...
#وسقطت_بين_يدي_شيطان
الفصل الثالث
أشرقت شمس يوم جديد
فتحت عينيها العسليتين بنعاس فهي لم تنم بشكل مريح بسبب قلقها و تفكيرها بما ستفعل ، اعتدلت من وضعها النئائم بجلستها .. و وضعت يدها على رقبتها تدلكها فشعرت بألم بها فالنوم على الأريكة ليس مريحا
نظرت بإتجاه السرير فلم تجده ، فنهضت و اتت ان تتجه للحمام فتوقفت عندما لمحت السفرة الموضوع عليها طعام الأفطار ، فصرخت معدتها مطالبة بالطعام ، فتقدمت و جلست و بدأت في تناول الطعام بشراهه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بعد ان انتهت من تناول الفطور ، وضعت يدها على بطنها وهي تشعر بالشبع
سمعت طرقات زهرة على الباب مستأذنة للدخول ، فهتفت سامحة لها بالدخول
- صباح الخير انسه ريحانة
- صباح النور
- محتاجة اي حاجة؟
- لا ... اة
إبتسمت زهرة و قالت
- اتفضلي
- عايزة لبس ليا
- حضرتك هتلاقية في الدولاب ، دايما بيبقى في لبس حريمي
رفعت حاجبيها بدهشة و قالت
- دايما؟!
اومأت زهرة برأسها ، فأكلمت ريحانة بسخرية مستنتجه
- اكيد عندوا عشيقات ، صح
نظرت لها زهرة و لم ترد ، فأكملت بضيق
- بكرة النوع دة من الرجالة ، ازاي بيتسلوا في كل البنات دي! ، اسلوب قذر
إبتسمت إبتسامة مريرة و اكملت
- ياريت الكل يبقى زي جلال ، مكنش بيعمل كدة ابدا
نظرت لها زهرة بشفقة و سخرية اخفتها سريعا
تنهدت و هي تنهض و تتجه للخزانة ، و فتحت الدرفة الأول من الخزانة فوجدت ملابس كثيرة للنساء منها الفاضح و منها المحتشم ولكن اكثرها الفاضح ، اغلقت الطرفة بغضب ، فقالت زهرة بإستغراب
- في اية؟
التفتت لها ريحانة بعد ان اغلقت الخزنة
- جيبيلي لبس جديد
رفعت زهرة حاجبها و قالت
- منين؟
- معرفش
- الست اللي بتبيعلنا اللبس مش هتيجي النهارضة ، هتجيلنا على آخر الأسبوع
- هاتيلي اي لبس ، هاتيلي من لبسك
انفجرت شفتي زهرة بذهول
- لبسي؟
قالتها بإستنكار
- ايوة لبسك
- مش هين...
قاطعتها ريحانة بنفاذ صبر
- خلصي يا زهرة وهاتيلي لبس من عندك ، انا مش هلبس اللبس الفاضح دة
- بس سيدنا الشيطان هيت...
قاطعتها بلطف مصتنع
- هاتيلي اللبس ، دة جزء من الخطة ، يلا يا زهرة
اومأت برأسها و غادرت لتجلب ما طلبته منها ريحانة
عادت للأريكة و جلست و اراحت رأسها للخلف بشرود فهي اتخذت القرار ، نعم ... ستفعل ما طلبه منها و ستجلب كل ما المعلومات المطلوبه ، ستخدع ذلك الشيطان ، نعم تشعر بالخوف و عدم الراحة و الطمأنينة ولكن ستحاول ان تتغلب على ذلك وان تتقن دورها جيدا لكي تنهي ما اتت لفعلة هنا و تعود لحياتها السابقة
عادت زهرة سريعا و معها جلابية ، فقدمتها ل ريحانة التي امسكتها و قالت
- شكرا ، استنيني هنا عقبال ما ادخل البسها
اومأت زهرة برأسها و إتجهت للأريكة و جلست بينما إتجهت ريحانة للحمام
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يتجول بجواده الأسود في الأراضي الخضراء الواسعة ، كان ينهر العاميلن المتكاسلين بشدة ، اوقف جوادة عند ذلك الفتى الذي لا يتعدى عمره الخامسة عشر ، قال بصوته الأجش
- انت ( اشار للفتى ) ، تعالى
التفت له الفتى بخوف و نهض و اقترب منه بتردد ، نزل من على جوادة و قال بحدة
- انت عارف القوانين ، ازاي تيجي و تشتغل وانت معتدش ال 18 سنه
اجاب الفتى بتلعثم
- محتاج فلوس ، ماما تعبانة و محتاجة دكتور و علاج و لازم اشتغل عشان اجيب فلوس بأسرع وقت
- اسمك اية؟
قالها بهدوء بعد ان اصبح في مستوى الفتى ، فأخفض الفتى رأسه وقال
- يحيى
هز رأسه و اشار لأحد رجاله بحركة محددة فأتى برزمة نقود لسيدة ، امسك الشيطان بيد الفتى الصغيرة و وضع بها رزمة المال ، فأبعد يده الفتى بسرعة وقال رافضا
- مش عايز فلوس منك
رفع حاجبة و قال
- السبب....
اجاب يحيى بطريقة طفولية
- فلوس حرام ، كل فلوسك بتجيبها من الحاجات الوحشة اللي بتغضب ربنا
احدت نظراته و قال
- مين قالك الكلام دة
اجاب بتردد و خوف
- ماما
هز رأسه و تحولت نظراته للبرود و نهض و اشار لأحد رجال و اعطاه رزمة النقود و امره بأن يأخذ الفتى "يحيى" إلى منزله و يقدم هذا المال لوالدته
صعد على جواده مرة آخرى و اكمل تجوله بهدوء
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خرجت من الحمام و هي تضع منشفة على شعرها المبلل
كانت زهرة تلعب بأظافرها .. فرفعت ناظريها عندما شعرت بخروج ريحانة ، و فور رؤيتها اخذت تضحك لمنظرها ، فالجلابية واسعة و كبيرة جدا عليها و على جسدها الضئيل
- بتضحكي على اية؟
قالتها ريحانة بضيق ، فنهضت زهرة وهي تحاول التوقف عن الضحك
- الجلابية كبيرة اوي عليكي ، مش باينة منها اصلا
- متضحكيش
قالتها بحزم . فتوقفت زهرة عن الضحك و تأسفت ، فأكملت ريحانة
- كدة احسن انا عايزاها كبيرة و واسعه
رفعت حاجبيها بتساؤل وهي تسأل
- السبب
- للأمان
فهمت ، فهزت رأسها و قالت
- طيب ، حضرتك عايزة حاجة مني قبل ما امشي؟
- لا ، تقدري تروحي
- ماشي ، عن اذنك
و غادرت الجناح
إتجهت ريحانة للمرآة الطولية و جلست امامها على الكرسي و ازالت المنشفة لتظهر شعرها الأسود المجعد ، و بدأت في تمشيطة
بعد ان انهت تمشيط شعرها ، نهضت و إتجهت للشرفة الكبيرة ، دخلتها و انبهرت .. فهي كبيرة جدا و واسعة ، جرت و توقفت امام السور الذي يطل على تلك الأرض الخضراء الواسعة جدا جدا ، كم هو منظر طبيعي خلاب ، هي تعشق هذة المناظر الطبيعية الخلابة و تستمتع كثيرا برؤيتها ، جذب انتباهها ذلك الجواد الأسود الذي يركض بحرية في هذة الأرض الواسعة ، شعرت بالنفور عند رؤيته ، فهي تكرة اللون الأسود جدا لأنها تشبه حياتها بذلك اللون ، فجأة ظهر الشيطان وهو يركض خلف الجواد الأسود و في ثوان وصل إليه و امسكه من اللجام ، فتعالى صوت صهيل الجواد الأسود بغضب ، فأقترب منه و ملس على شعره الأسود الطويل بحنان فهدء و استجاب له ، ثم ابتعد عنه بمسافة و اصدر صوت غريب فبدأ الجواد بالركض مرة آخرى ... وهو خلفه
كانت تشاهد ما يحدث بدهشة فهذة المرة الأولى التي ترى فيها اسلوب كهذا ، ارتسمت على وجهها إبتسامه ساخرة .. فما يبدوا انها سترى هنا اشياء كثيرة كهذة ستثير دهشتها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مر الوقت ببطئ شديد فشعرت بالضجر ، فنهضت من على الأريكة و إتجهت للباب و فتحتة وجدت الحارس يقترب منها و من ثم قال
- محتاجه حاجة؟
- عايزة اخرج من هنا ، زهقت
- اسف حضرتك ، اوامر سيدنا ان ممنوع تخرجي من هنا إلا معاه
غمغمت وهي تهز رأسها تفكر و من ثم نظرت للحارس قالت
- هيرجع امتى سيدك؟
هز كتفة بأنه لا يعلم ، فتأففت بضيق قبل ان تلتفت و تدخل للغرفة ، و هي تغلق الباب اتت ان تغلقه بالمفتاح ولكن لم تجد اي مفتاح ، فضربت على الباب بضيق .. فهي كانت تنوي أن تبدأ في البحث عن المعلومات التي طلبها جلال .. تقدمت بخطوات غاضبة ضائقة و جلست على السرير مربعة الأرجل و اسندت ذراعها على ركبتها و وضعت كفها تحت ذقنها .. منتظرة قدومه ، و ما لبثت حتى نهضت بسرعة و هي قد تراجعت عن فكرة انتظاره .. ستفعل ما كانت ستفعله منذ دقائق ، إتجهت للأدراج الخشبية الموضوعة بجانب السرير ، فتحت الأول لم تجد شيء ، و الثاني و الثالث كذلك ، التفت حول السرير و من ثم فتحت الأدراج و لم تجد شيء ايضا ، فإتجهت للخزانة و فتحت الدرفة الأولى و اخذت تبحث فيها و لم تجد فأغلقتها و إتجهت لفتح الدرفة الآخرى للخزانة و هي تتمتم
- شكلي مش هلاقي حاجة و لا هوصل لأي حاجة
لم تجد اي شيء ايضا في هذة الطرفة .. وجدت ملابسه فقط ، فأغلقتها و إتجهت للدرفة الوسطى من الخزانة و حاولت فتحها و لكن لم يفتح ، حاولت مرة و اثنين و ثلاث و فجأة انتفضت و التفتت عندما سمعت صوته الأجش
- بتعملي اية عندك
دقات قلبها تسارعت من فزعها ، بلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت مرتجف قليلا من اثر الفزع .. و ايضا منه
- مبعملش
خطى متجها لها بخطوات ثابتة و نظراته الباردة و هو يقول
- بجد !
اومأت برأسها ، و قالت سريعا لكي تخرج نفسها من هذا الموقف
- انت لية حابسني هنا؟
توقف مقابلا لها فظهر فرق الطول بينهم ، فهي كانت قصيرة بالنسبة له ، تفحصها بناظرية و هو يسألها و متجاهلا سؤالها
- منين جبتي اللي لبساه دة؟
- من الخدامة ، طلبتوا منها
- لية
- مش لاقيه لبس هنا يتلبس
- لا ، في لبس و كتير
- مش هلبس اللبس اللي هنا
- لية .. هيليق عليكي
قالها بوقاحة ، فقالت بإستنكار
- هيليق عليا ! ، مش بلبس اللبس الفاضح دة
- من خبرتي الطويلة ، عارف انه هيليق عليكي ... اووي
قال جملته بوقاحة اكثر و هو يتفحص جسدها بنظراته النارية الخبيثة
خافت من نظراته و عادت للخلف ببضع خطوات
إبتسم بسخرية و من ثم التفتت متجه للخزانة ليأخذ ملابس له ، ساد الصمت لثواني قبل ان تعاود سؤالها الذي تجاهله
- انت لية حابسني هنا؟
- .......
اكملت
- حاسه اني في سجن ....
قاطعها ببرود وهو يلتفت و ينظر لها
- سجن .. اممم تشبية حلو
- بتكلم بجد ، انا النهارضة جيت اخرج من الجناح الحارس اللي برة مرضيش بسبب اوامرك ، لية بقى امرتوا انه يفضل حابسني هنا؟!
قال وهو يقترب منها ببرود
- قلتلك قبل كدة .. انتي وقعتي تحت ايدي ، و قلتلك كمان ان ممنوع تخرجي من الأوضة دي بدون ما تستأذنيني
ردت بنفاذ صبر
- طيب ، و انا اهو بستأذنك ، ممكن تخرجي من الجناح دة !
- لا
قالها ببرود قبل ان يلتفت و يتجهة للحمام ، فهتفت بغيظ و غضب
- بارد
اغلق باب الحمام بهدوء بارد
القت بجسدها على السرير بغيظ ، اهو حقا عديم الاحساس .. بارد .. ام يدعي ذلك ؟! ، اخذت تتأفف بضيق ، تشعر بالأختناق حقا ، تريد الخروج .. شعورها بأنها سجينه هنا يزعها و بروده يثير غيظها
نهضت بحزم و إتجهت لباب الجناح و فتحته فظهر لها الحارس ، تجاهلته و اتت ان تخرج من عتبه الباب اوقفها الحارس
- ممنوع حضرتك تخرجي
نظرت له بحزم و قالت
- بس انا عايزة اخرج ، فهخرج
رد بهدوء
- اسف ، مش هينفع اخليكي تخرجي
صرخت غاضبة
- بس انا عايزة اخرج ، انا مش سجينه هنا
لم يرد ، فأستفزها صمته ، فصرخت به
- ما ترد عليا
- دي اوامر مني ، قلتلك قبل كدة
التفتت له عندما سمعت قوله البارد .. كان هو لتوه خارج من الحمام ، أكملت بحالتها
- و انا قلت قبل كدة عايزه اخرج
اشار للحارس فتقدم الأخير و اغلق الباب ، بينما اتجه هو لطرف السرير و جلس عليه بهدوء اشعلها غضبا فوق غضبها ، تقدمت بخطوات واسعة و وقفت امامه و قالت بغضب و صوت عالي
-انت مش بتسمع! ، قلت عايزه اخرج ، الوو ، انت بارد لية ؟ ، رد عليا ، انت بارد و شخص مستفز و حقي..
قاطعها بنهوضه السريع و اقترابه منها حيث امسك ذراعها و وضعها خلف ظهرها بقسوة ألمتها ، فهتفت بألم
- يا حقير ، ابعد ، ايدي ، يا حيوا....
ضغط على ذراعها بقسوة اكثر .. كادت تكسرها ، فصرخت متألمه ، فقال بهدوء مخيف
- لسانك طويل ، مش ملاحظه كدة!
نظرت له وهي تتألم بشدة ، و قالت و الدموع اقرب لعينيها من الألم
- ايدي .. سيبها .. ااه
- مش قبل ما تاخدي عقاب صغير عشان تحرمي تطولي لسانك عليا
بعد ان انهى جملته الأخيرة ، انخفض قليلا برأسه و في عينيه بريق مخيف ، و انقض على شفتيها بقبلاته القاسية ، المؤلمة ، الشرسة ، التي ذكرتها بماضي أليم ، كريهة ... طالما هربت منه .. بعد ثواني
اصبح جسدها يرتجف بقوة ، اطراف اصابعها اصبحت باردة ، تطبق اجفانها بقوة و الدموع تسيل على وجنتيها .. تراءت بعض الصور و المشاهد المتتالية امام عينيها ، ذلك الصوت الذي يتردد في اذنها ، كانت تحاول ان تبعده عنها بكل قوتها ولكن قوتها قليلة جدا امامه ، اصبح كل شيء متداخل امامها ، ذكرياتها و واقعها ... فجأة تهاوت بين ذراعيه فاقدة الوعي .
يتبع....
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
 














تعليقات
إرسال تعليق