القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم سيليا البحيرى حصريه

 رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الرابع والخامس والسادس  بقلم سيليا البحيرى حصريه 






رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الرابع والخامس والسادس  بقلم سيليا البحيرى حصريه 




 الفصل الرابع 

تشعر بما يحدث حولها ، صوت الطبيب و من ثم صوت زهرة التي تنادي بأسمها بقلق ، بدأت تتململ و تفتح عينيها ببطئ ، نظرت ل زهرة التي إبتسمت بإرتياح عندما وجدتها تستيقظ .. و من ثم مررت ناظريها حولها لم تجد احد .. فأعادت ناظريها لزهرة التي بدأت في الحديث

- حمدالله على سلامتك يا انسه ريحانة ، انتي كويسة دلوقتي؟ ، الدكتور قال انك اتعرضي لإنهيار عصبي بس جت بسيطة الحمدالله ....

لم تعد تسمع حديث زهرة الباقي .. و لا تراها ، فقد عادت بها ذاكرتها للماضي التي ظنت انها نسيته 


************************★************************

كانت تسكن في منزل صغير يتكون من غرفة واحدة و مطبخ صغير و حمام 

كانت في العاشرة من عمرها ، تتذكر ذلك اليوم الذي اتت فيه والدتها بعد إنتهاء ايام العدة لوفاة زوجها .. اتيه و معها رجل غريب ، تتذكر في حينها قول والدتها وهي تقدمه بسعادة لها

" - تعالي يا ريحانة يا حبيبتي ، سلمي على باباكي الجديد ، و جوزي "

تتذكر صدمتها و رفضها للأمر و للأسف رفضها لم يغير شيء ....

عندما اتى المساء .. كانت نائمة على الأرض في غرفة النوم ، كانت ترتجف تحت ذلك الغطاء .. ضاغطه على اذنيها بكفيها بقوة و هي ترتجف بخوف كلما تسمع صوت تأوهات والدتها و هي تقيم علاقتها الزوجية مع الزوج الجديد ، اتتخيلون .. طفله لم تصل لسن المراهقه بعد ترى و تسمع ما يحدث بين زوجين! 


************************★************************

استيقظت من ذكرياتها على اثر يد زهرة التي تمسك بيدها التي بدأت ترتجف ، سحبت يدها و اعتدلت لتصبح في وضع الجلوس و من ثم ضغطت على يدها بقوة و قالت بضوت ضعيف

- عايزة ابقى لوحدي 

اومأت زهرة برأسها و قالت وهي تنهض 

- لو احتجتي حاجة ناديني ، هبقى اعدي عليكي عشان اديكي الدوا 

- انا كويسة و مش محتاجة ادوية ، ممكن تسيبيني لوحدي 

قالتها بإقتضاب ، فغادرت زهرة بهدوء 

اغمضت عينيها بتعب فظهرت لها صورة والدتها و زوجها في تلك الحالة ، هزت رأسها بعنف و هي تهمس " بس .. بس " ، فتحت عينيها و من ثم ازالت الغطاء من على جسدها و انزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض و نهضت، اقتربت من الطاولة لتأخذ كوب الماء ، وضعت يدها المرتجفه على الكوب وحملته فكاد ان يسقط من بين يديها ولكن وجدت شخص يلتقطه من يدها قبل ان يفلت منها ، رفعت ناظريها فوجدته ، فتراجعت للخلف تلقائيا و بخوف ، ارتسمت على وجهة إبتسامه جانبية وقال 

- مش عايزة تشربي !

قالت بصوت خافت مرتجف قليلا

- مش عايزة 

اومأ برأسه و هو يعيد الكوب مكانه و من ثم وضع يديه في جيوب بنطاله و قال بجمود

- ليكي حق تخافي مني .. بس مش لدرجة اللي حصل .. ولا اية ؟! 

نظرت له و صمتت ، فأكمل بغموض 

- وراكي ماضي كبير و غامض .. و في يوم هيتكشف 

شعرت بأنه يعرف شيء عنها او ما شابه .. و لكنها تجاهلت شعورها و كذبته 

نظرت له بإستنكار و بعض من الضيق عندما قال بتهكم

- مش ناويه تغيري الشوال اللي لابساه دة ! 

- عاجبني 

- اممم ، ماشي .. خليكي لابساه ، حلو عليكي 

لم ترد ، فأكمل بهدوء وهو يلتفت 

- تعالي ورايا 

- لفين؟ 

لم يرد ، فسارت خلفه لخارج الجناح 

اخذها لأحد الغرف الكبيرة و الواسعة جدا ، كانت غرفة الطعام حيث في منتصفها سفرة كبيرة جدا ممتلئة بأصناف متعددة من الطعام ، كانت رائحه الطعام تملأ الغرفة ، رائحته شهيه فعلا ، بدأت تشعر بالجوع و لكن تجاهلت شعورها بالجوع و قالت

- جبتني هنا لية؟

كان قد جلس على السفرة ، فألتفت لها و نظر بسخرية ، فقالت

- انا مش عايزة اكل 

- تعالي اقعدي 

قالها بهدوء 

- قلت مش عايزة اكل ، هرجع ل....

قاطعها بصرامة افزعتها قليلا

- قلت تعالي اقعدي ، مش هعيد كلامي

خضعت لأوامرة و تقدمت و اتت ان تجلس في احد المقاعد البعيدة فأمرها ان تجلس بالمقعد الذي بجانبه ، كادت ان ترفض ولكن نظرته الحادة لها جعلتها تنفذ ما امرها به 

ظلت تنظر للطعام و لم تأكل منه شيء ، فقال بعد ان بلع الطعام الموجود في فمه 

- كلي

- مش عايزة 

- مش بمزاجك 

نظرت له و رفعت حاجبها بإستنكاء عندما اكمل... 

- مادام قعدتي على السفرة هنا و معايا يعني لازم تاكلي و إلا هتشوفي تصرف مش هيعجبك 

- يعني اكل بالعافية ! 

تجاهل قولها و امسك بقطعه اللحم و وضعها في فمها بالقوة ، فنظرت له بغضب و هي تحاول مضغها ، إبتسم لها بطريقه مستفزة و اكمل طعامه 

بعد ان انتهوا من تناول الطعام ، غادر هو القصر بينما هي عادت للجناح وهي تشعر بالراحه فقد علمت ان اليوم هو يشرف بنفسه على القرية و لن يعود إلى غدا صباحا ، فدخلت للجناح و نامت سريعا على اثر الدواء الذي تناولته 

...........

عاد للقصر على الثالثه بعد منتصف الليل على غير ما سمعت هي ، إتجه لطريق جناحه و وصل و دخل فوجدها نائمه على السرير بسلام ، إتجه للخزانه و اخرج ملابسه و إتجه للحمام ليأخذ حمام ساخن يريحه .....، بعد ان انتهى من حمامه الساخن خرج و إتجه للسرير و اراح جسده عليه و اقترب منها و حاوطها بذراعه من خصرها ليصطدم ظهرها بصدره القوي 

كانت هي نائمه ، فتحت عينيها بفزع عندما شعرت بيد تضع عليها ، نظرت من فوق كتفها فوجدته هو ، فأرتجف جسدها لا إراديا 

سمعته يهمس في اذنها

- متخفيش ... مش هعملك حاجة 

اعادت رأسها للوضع السابق و من ثم اغلقت عينيها بألم ... فهي مجبرة على تحمل كل هذا ، صارت تبكي في صمت 

لم تنم طوال الليل .... 

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 

اشرقت شمس يوم جديد 

شعرت بحركته فأغمضت عينيها و مثلت النوم ... و اتقنته 

فتح عينيه ببطئ و وقع ناظريه عليها ، فهو كان على نفس الوضعية التي نام بها و هي ايضا ، إبتعد عنها ببرود و إتجه للحمام ، ففتحت عينها بعد ان سمعت صوت إغلاقه لباب الحمام ، اعتدلت و هي تتثاءب 

ظلت جالسه .. ساكنه في مكانها دون ان تفعل شيء ، بعد مرور ربع ساعة تقريبا ، سمعت صوت توقف تدفق المياة فعلمت انه سيخرج في اي لحظة فأستلقت على السرير و مثلت النوم مرة آخرى . 

خرج من الحمام و هو يضع منشفة صغيرة على كتفه ، التفت ليراها فوجدها على حالتها .. نائمه ، فإتجه نحو الخزانة و فتح الدرفة الوسطى بالمفتاح ، فتحت عينيها و كانت تتابعه بالخفاء ، وجدته يخرج اوراق من الرفوف الموجودة داخل الضلفة الوسطى ... 

اثناء قرائته للورق شعر بأنها اتسيقظت فألتفت فوجدها تعتدل لوضع الجلوس فقال وهو ينظر لها 

- شكلك نمتي كويس 

- نمت كويس اوي

قالتها بسخرية ، إبتسم إبتسامة جانبية و قال وهو يلتفت 

- اكيد 

و من ثم اعاد الورق مكانه و اغلق الخزانة و التفت و إتجه للباب وهو يقول 

- خلصي و إنزلي للفطور 

نظرت للساعه و قالت 

- مش عايزة افطر 

- متتأخريش 

فتح الباب و خرج ، فنهضت هي مسرعة و إتجهت للخزانة و فتحت الضلفة الوسطى منها .. و فتحت ، فهو لم يغلقها بالمفتاح 

نظرت بحيرة للأوراق الكثيرة الموجودة في الخزانة .. التقطت بعض الأورق و اخذت تنظر فيهم و تقرأهم 

انتفضت بفزع عندما سمعت طرقات احدهم على الباب ، فأعادت الورق للخزانة سريعا و اغلقتها و من ثم هتفت سامحة للطارق بالدخول ، و كانت زهرة 

دلفت زهرة للجناح و هي تحمل بعض الملابس الجديدة ، قالت بإبتسامه 

- صباح الخير انسه ريحانة ، إنشاءالله تكوني احسن النهارضة 

اومأت برأسها ، بينما تقدمت منها زهرة و هي تقول 

- سيدنا الشيطان بيقدملك اللبس دة 

و اعطتها اياه ، اخذتها منها ريحانة و قالت بإستغراب 

- ليا؟ 

- ايوة ، و كمان لسه جديد 

فهمت ، فأومأت برأسها و هي تنظر للملابس ، بينما اكملت زهرة حديثها

- و كمان سيدنا بيأمرك ان خلال عشر دقايق تكوني تحت "و اقتربت منها و همست " و سيدنا جلال بيقولك ا..

قاطعتها و هي ترفعت رأسها و في عينيها لهفة كبيرة و هي تقول 

- جلال .. جلال عامل اية؟ .. بتقولولوا حالتي ازاي هنا ؟ مش عايز يرجعني؟ 

ردت زهرة بهدوء و هي تشعر بالشفقة عليها

- اي حاجة بعرفها عنك بوصلها لسيدنا جلال ، و عرفتوا انك اتعرضتي لأنهيار عصبي

- وردت فعلوا؟ 

قالتها بلهفة و امل و على وجهها إبتسامه ، فكذبت زهرة عندما رأت لهفتها الكبيرة عليه 

- قلق عليكي اوي 

- و ها بيقولك اية كان 

قاطتعها بلهفة اكثر ، فقالت زهرة 

- بيقولك انك تستعجلي و تجيبي المعلومات اللي طلبها 

تلاشت إبتسامتها و ظهرت سحابة حزن في عينيها .. أومأت برأسها بقهر و ألم و التفتت و إتجهت للحمام بصمت حزين 

.......................... 

دلفت لغرفة الطعام ، وجلست في مكانها بهدوء ... فأقتربت الخادمة و بدأت في تقديم الطعام و بعد ان انتهت الخادمة .. غادرت 

قال بحدة وهو ينظر للجريدة الذي يقرأها 

- مش قلت عشر دقايق و متتأخريش 

- مش نزلت ! 

ابعد الجريدة قليلا و نظر لها و كاد ان يقول شيء ولكن سبقتة

- عايزة اشوف القصر 

رمقها بحدة قبل ان يطوي الجريدة و يضعها على الطاولة الصغيرة ويبدأ في الأكل ، وقد تجاهل طلبها ، نظرت له بضيق قبل ان تنظر لطبقها و تبدأ في الأكل 

بعد ان انتهى من تناول طعامة ، امسك بالمناديل و مسح يدية و نادى على احد الخدم فأتت احداهم ... فقال وهو ينظر لريحانة 

- خدي ريحانة و وريها القصر 

اومأت الخادمة برأسها ، بينما مسحت ريحانة يدها بالمناديل و نهضت و سارت مع الخادمة 

............................................................... 

ضرب بقبضته على المكتب بغضب و هو يقول 

- يعني اية مرضيش يخرج البضاعه من الحدود إلا لما يفتشها ! هو مش عارف دي بتاعة مين ولا اية 

قال احد رجاله بخفوت

- الظاهر ان وصلوا اخبار على ان البضاعه دي فيها سلاح 

نهض بغضب و قال 

- حتى لو وصلتلوا الأخبار ، إحنا كان بينا اتفاق و هو خالفوا ، و البادي اظلم 

و غادر غرفة مكتبه و من ثم القصر 

...............................................................

كانت تنظر لكل غرفة و كل مكان تدخله في هذا القصر بإنبهار ، كان القصر كبير جدا و كان يتميز بزخرفات و ديكورات حديثه لم تراها من قبل ، توقفت في منتصف المرر في الطابق الثالث عندما لاحظت انعزال احد الغرف عن الباقي و اختلاف ترتيب الغرف في هذا الطابق عن البقية ، فسألت الخادمة بحيرة وهي تشير للغرفة المنعزلة 

- هو في اية في الأوضة دي عشان تبقى بعيدة عن الباقي؟ " ثم اخفضت صوتها و اكملت " في سر اكيد 

ابتسمت الخادمة و اتت ان ترد و لكن قاطعها صوت الفتاة التي كانت تخرج من تلك الغرفة 

- حاجة متخصكيش انك تسألي عليها 

رفعت ريحانة حاجبها بدهشة و هي تقول

- انتي مين؟ 

- المفروض انا اللي اسألك مش انتي! 

- انا ريحان...

قاطعتها بقول مستفز 

- اممم ، اكيد انتي واحدة جديدة من اللي بيرخصوا نفسهم ليه .. صح! 

شعرت بالغضب من قولها ، فقالت 

- لمي لسانك يا انتي 

إبتسمت إبتسامه ساخرة و تجاهلتها و امرت الخادمة ب

- جيبيلي قهوة و ابعتيها ل اوضتي 

اومأت الخادمة برأسها ، بينما غادرت الفتاة ، فألتفتت ريحانة للخادمة و سألتها بغيظ

- مين دي؟

- دي الأنسه عايدة اخت سيدنا الشيطان من الأم 

اومأت برأسها ، فأكملت الخادمة

- عن اذنك ، انا هروح اعمل القهور للأنسه و هبعتلك خدامة تكمل معاكي 

- ماشي 

و غادرت الخادمة ، بينما ظلت ريحانة واقفه .. تنظر للغرفة ، هل تتقدم و تدخلها لتعرف ما فيها ، فربما تجد اي شيء توصله لجلال . 

اقتربت من الباب بخطوات سريعة حتى وصلت له ، وضعت يدها على قبضه الباب و اتت ان تبرمها و تدخل و لكن مجيء الخادمة المفاجأ و السريع جعلها تنتفض ، عندما رأت الخادمة انتفاضها ، قالت اسفة... 

- اسفة مكنش قصدي اني اخضك ، بس كنتي بتعملي اية؟ 

هزت ريحانة رأسها اكثر من مرات قبل ان تقول بتلعثم خفيف

- اا .. كنت مستنياكي ، اة مستنياكي " ثم اكملت بمرح مصطنع " مش يلا ؟ 

اومأت الخادمة برأسها و سارت خلفها 

...............................................................

ترجل من السيارة و ظل واقف لبرهه و هو ينظر للقصر بطمع 

- في يوم هيبقى كل القصر دة بتاعي 

قال هذة الجملة قبل ان يتجه لبوابة القصر الداخلية. 

دخل للقصر منفرد دون حراسه و إتجه لمكتب الشيطان . 

كان جالس على كرسي مكتبه و هو يريح رأسه للخلف و مغمض العينين ... فتح عينيه بهدوء عندما شعر بدخول الحارس الذي حياه و من ثم قال 

- السيد جلال برة طالب مقابلة حضرتك 

أمره بأن يدخله ، فخلال ثواني كان جلال يقف امام الشيطان 

رفع ناظريه له ببرود و قال 

- شكلك جاي تتكلم عن البضاعة 

- انت خالفت الأتفاق اللي بينا 

- اي اتفاق ! 

قالها الشيطان بطريقة مستفزة ، فرد جلال

- اي اتفاق!؟ ، انت هتستعبط 

ظلت نظرته الباردة كما هي ، فأكمل جلال 

-هفكرك .. اتفاق انك متتعرضش ليا ولا لأي حاجة تخصني بذات شغلي 

- لغيت الأتفاق دة 

قالها ببرود ، فرد جلال بحدة 

- مش بمزاجك تلغيه وقت ما انت عايز 

- بمزاجي ، لما اعرف ان البضاعة فيها سلاح 

- مش اول مرة يبقى فيها سلاح و انت عارف 

نهض و دار حول المكتب حتى وقف امام جلال ، و قد تحولت نظراته للحدة و قال بهدوء مخيف

- انت عارف ان اكرة ما عندي الخيانة او مخالفة الأتفاق ، و انت عملت كدة 

بلع جلال ريقة بصعوبة و قال 

- امتى خالفت الأتفاق؟ 

امسك بياقة قميصة وجذبه له بقوة و قال بغضب 

- بلاش تعيش دور العبيط .. انت عارف انا بتكلم على اية كويس و عارف كمان ان بعملتك ممكن اطير رقبتك و اخلص منك و من حركاتك القذرة 

و من ثم تركه و قال بهدوء

- بس لا ، هستنى عليك شوية لغاية ما تجيب اخرك معايا 

و من ثم التفت و عاد لكرسي مكتبه و جلس و وضع قدم على الآخرى ، فنظر جلال له بغيظ و قال و هو يرفع سبابتة بتوعد 

- في يوم هتتبدل الأدوار ، و في وقتها مش هرحمك 

إبتسم بسخرية و قال 

- صبر نفسك بالكلمتين دول 

التفت جلال و غادر مكتب الشيطان و هو يستشيط غيظا و غضبا .

كانت تنزل على سلالم القصر و خلفها الخادمة ، توقفت بصدمة عندما رأت جلال يسير في ممر الطابق ، هزت رأسها غير مصدقة و من ثم إرتسمت إبتسامه على وجهها كادت ان تصل لأذنها و هي تنزل السلالم ببطئ . بينما كان هو يسير فتوقف فجأة امام السلم عندما شم رائحتها الذي يعرفها جيدا ، فألتفت .. فوجدها ، شعرت هي بدقات قلبها التي اصبحت تنبض بقوة لإشتياقها له ، نظرت له بلهفة و سعادة ولكنه قابل نظراتها تلك بجفاء نظراته لها .. ألمتها ، مرت ثواني و من ثم التفت و غادر.

شعرت بالدموع تمتلأ في عينيها ، فألتفتت سريعا و جرت لإتجاه الجناح التي تقيم فيه . و قد رأتها زهرة ، فلحقتها بعد ان اغلقت مع المتحدث 

.............................................................. 

طرق الباب احد الشباب العاملين لديه ، دخل بعد سماع الأذن 

- شكلك جبتلي المعلومات اللي عايزها 

قالها الشيطان بإبتسامة جانبية فور دخول الشاب ، فإبتسم الشاب و هو يتقدم و يقول

- عرفنا مكانوا اخيرا ، كان مستخبي في بيت المزرعة بتاع ابوة الجندي في القرية الرابعة ، وهو حاليا هناك و رجالتنا حاصينوا و مستنين اوامرك يا سيدنا 

اومأ برأسه و قال بقسوة 

- نزلوه الميدان ، و جمعوا الناس ، إعداموا النهارضة .. إعدام الخينة 

اومأ الشاب برأسها و من ثم استأذن و غادر ليفعل ما امرة به سيده 

بينما هو اعاد رأسه للخلف بعد ان التقط سيجارته الفاخرة و اشعلها بتلذذ و هو ينظر للهاوية من بين دخانها .. و قال بتوعد شيطاني

- مهما هربتوا و روحتوا فين ، هلاقيكم و هقتلكم واحد واحد 

بعد ان انهى جملته ، نفث دخان سيجارته بتلذذ اكثر 

............................................................... 

جالسه على حافه السرير واضعه كفيها على وجهها و هي تبكي .. تشعر بألم كبير يعتصر قلبها ، طرقت زهرة الباب قبل ان تدلف للجناح ، تقدمت و جلست بجانبها و ربتت على ظهر ريحانة بحنان و هي صامته .. فهي تعلم لما تبكي و تشعر بالشفقة عليها 

بعد مرور وقت ليس بكثير ، تنهدت زهرة وهي تقول

- بتعيطي لية؟ .. متعيطيش 

رفعت رحيانة رأسها و قال من بين شهقات بكاءها 

- لية بيعاملني كدة ؟! .. هو انا بقيت و لا حاجة بالنسبه لية عشان يعاملني بقسوته دي و لو حتى نظرة 

- ليه عذر ، متنسيش انك في قصر الشيطان و لو حد شاف اي رد فعل ليه و ليكي غيراللي حصل كان انتي هتبقي محور شك 

نظرت لها ريحانة و قد توقفت دموعها عن التساقط ، و قالت ببلاهه 

- بجد ! .... صح 

و من ثم إبتسمت بإرتياح ، فقالت زهرة 

- طيب .. يلا قومي و اغسلي وشك قبل ما سيدنا الشيطان يرجع الجناح 

نظرت بإستغراب و قالت بتساؤل 

- مش المفروض هو في الشغل ؟ 

- لا 

اومأت برأسها بسخط و من ثم نهضت و إتجهت للحمام ... و دخلته 

............................................................... 

يقف الناس في الميدان يتهامسون حول المنصه عن ذلك الشاب الذي يقف على المنصه و الذي يبدو عليه انه تلقى الكثير من اللكمات و الضربات حتى نزف انفه و تورم وجهه و يمسكه رجلين ضخمين البنية من ذراعيه 

كانت ريحانة تقف بعيدا عن ذلك العدد الكبيرمن الناس ، كانت بجانب زهرة التي امرها سيدها بأن تذهب للميدان و تأخذ ريحانة ، فهذا الحدث مهم و سيدهم الشيطان يلزم اهل القرية جميعا على الحضور ..

وصل سيارته ، فنزل السائق سريعا و جار حول السيارة حتى يفتح الباب لسيده ، فخرج من السيارة الأخير و هو يرتدي نظاراته الشمسيه الفاخرة تلك التي تخفي قسوة و غضب نظراته عن الجميع ، سار من بين الناس بعد ان فتح حارسه الطريق له .. و ها قد وصل للمنصه و صعدها و وقف امام الشاب الذي سيلقى مصيره الآن 

قال الشيطان بصوت عالي يمتلأ بالسخرية 

- فاكر نفسك هتهرب مني ! ، اهو لاقيتك و هقتلك 

صمت لثواني قبل ان يكمل ببرود 

- تعرف انت غلطتك اية؟ 

رفع الشاب رأسه بصعوبه و ألم و من ثم نظر له ، فأجاب وهو يخلع نظراته الفاخرة حيث ظهرت قسوة نظراته 

- غلطتك .. انك انت ابن الجندي 

- ابويا كان اكتر واحد صادق و أمين معاك ، بس انت و اشكالك بتنكروا الناس اللي زيوا ل.....

قاطعه بقهقهته العالية التي تمتلأ بالإستمتاع و من ثم قال وهو يجز على اسنانه 

- بنكر الاشكال اللي زي ابوك و زيك .. عشان كدة هتلحقوا ، تبقى تسلملي عليه بقى 

قال الأخيرة بسخرية قبل ان يشير لرجال خلفه فيتقدمون و هم حاملين زجاجات جاز و من ثم يسكبوها على الشاب حتى تملأه و من ثم اخرج هو قداحته و ضغط على زنادها فأخرجت النار .

إرتسمت على وجهة إبتسامه شيطانيه و هو يلقى القداحه على الشاب .. فأشعلته ، اخذت الناس تصرخ و تبكي و تسب .. مع صرخات الشاب المخيفه .

أرتدى نظارته مرة آخرى و من ثم التفت و عاد لسيارته بهدوء ، بينما هي واقفه من بعيد مصدومة غير مصدقة ما حدث 

التفتت لزهرة و قالت و عينيها ممتلأه بالدموع و يديها ترتجف قليلا 

- نهايتي هتبقى كدة ! 


يتبع .....


#وسقطت_بين_يدي_شيطان 

الفصل الخامس 

دخل القصر و سار بممره وهو يشعر براحه كبيرة ، إتجه للسلالم بهدوء و صعدهم حتى وصل للطابق الثالث و من ثم إتجه للغرفة المنعزلة عن البقية .. ودخلها 


داخل الغرفة،،،،،،،، 

كان واقف امام الشرفة الكبيرة ينظر للخارج وهو قاطب حاجبيه بحزم و هو يقول للشخص الذي خلفه بهدوء 

- خلاص .. قربت انهي عليهم كلهم ، قربت اخلص انتقامي من القرية اللعينة دي و بعدين ... بعدين مش هيفضل غيروا .. هموتوا .. و هتلذذ في موتوا ، وكدة هبقى مرتاح تماما و هقدر انام و انا ناسي كل اللي حصل زمان و الصورة اللي في راسي هنا " كان يشير على رأسه " هنساها . قربت 

و إرتسمت على وجهه إبتسامه جانبية شيطانية

و عينيه تلمع بإصرار مخيف

.......................................................... 

كانت ريحانة تسير في الشوارع بجانب زهرة عائدين للقصر، كانت شاردة فيما حدث منذ دقائق .. تتخيل نفسها مكان ذلك الشاب ، كلما تتخيل ذلك تشعر بالخوف يمتلكها كليا ، هي لا تريد الموت بتلك الطريقة ابدا .. هو شيطان و لن يرحمها إذا اكتشف حقيقتها .. لن يرحمها حتما سيقتلها حتى دون ان ترجف له جفن . 

توقفت فجأة عن السير فنظرت لها زهرة بإستغراب فقالت ريحانة و عينيها تلمع من الدموع 

- مش عايزة اموت بالطريقة دي ، انا خايفة اوي ،انا .. انا مش هعمل اي حاجة طلبها مني جلال ، قوليله

نظرت لها زهرة بهدوء و لم تقل شيء ، اومأت برأسها بهدوء و قالت 

- نمشي!؟ 

اومأت ريحانة برأسها و مسحت الدموع التي سالت على وجنتيها و ثم سارت مع زهرة .

لم ترد زهرة بأن ترجع ريحانة عن قرارها فهي تعلم نهاية ما سيحدث و تريد ان تصر ريحانة على قرارها هذا و لكن .. ليس باليد حيلة كما يقولون 

.......................................................... 

قطع الزجاج المكسورة مبعثرة على الأرض ، جالس هو على الأريكة .. ساند ذراعيه على ركبتيه و صدره يعلو و يهبط من سرعة تنفسه و كثرة غضبه وهو يقول 

- قتله.. قتله الكلب .. دة بيقتل الكل بالدور و بعدين هيجي دوري ، لازم اخلص عليه ، لازم اخلص منوا بأسرع وقت قبل ما يحصل العكس و يجي دوري . 

ومن ثم رفع رأسه ونظر للرجل العجوز وقال بصرامة 

- خلي بنتك تستعجل ريحانة .. معنديش وقت 

اومأ الرجل العجوز برأسه 

.......................................................... 

إتجهت لغرفة الطعام فور دخولها لقصره ، بعد ما اخبرتها احد الخادمات بأمر منه ان تذهب لهناك ، لم تكن تريد ان تراه ابدا .. فهي متأكدة ان كلما تراه ستتذكر مقتل الشاب و ستتخيل نفسها مكانه .. ولكن ذهابها ليس بيدها ! 

وقفت امام باب الغرفة لثواني و هي تحاول جمع نفسها و من ثم دخلت ، و حاولت تجنب النظر إليه .. 

جلست على السفرة و بدأت في تناول الطعام و هي شاردة فأصبحت تسقط الطعام على ملابسها دون إدراك ، أخرجها من شرودها عندما قال بصوته الأجش 

- بتفكري في اية ؟ ، خايفه لتكوني مكانه !؟

رفعت ناظريها التي تلمع ببعض من الخوف و القلق .. و حاولت إخفاء ذلك ، فقالت بثبوت اتقنته قليلا

- و ابقى مكانه ليه ! 

غمغم بغموض وهو ينظر لها بنظراته القاسيه الشرسه المسلطه عليها ... التي جعلتها تشعر بالقلق ، تحولت نظراته للبرود و هو يحول انظاره لطعامه مرة آخرى و يكمله ، بينما هي نظرت لملابسها و نظفتها سريعا و من ثم حانت منها التفاته سريعه لناحيته ، فنظر لها من طرف عينيه فأرتبكت و نهضت بسرعة وقالت بصوت متلعثم بعض الشيء 

- شبعت الحمدالله ، هطلع اغير لبسي اللي اتوسخ دة 

و غادرت سريعا دون انتظار رد منه ، هز رأسه بلا مبالاه و اكمل طعامه بهدوء 

،،،،،،،،،،،،،،،، 

دلفت للجناح وهي تتنفس الصعداء ، فهي كانت تشعر بالأختناق هناك .. معه ، إتجهت للخزانة و فتحتها فوجدت تلك الملابس الفاضحه مكانها ، فأغلقت الخزانة بضيق و إتجهت لباب الجناح و امرت الحارس ان ينادي لها زهرة فأومأ برأسه و التفت ليغادر فوجد سيده يقف امامه فأنحنى إحتراما له ، بينما قال هو بجمود و نظراته مسلطه عليها 

- ارجع على شغلك 

اومأ الحارس برأسه و عاد لمكانه .. بينما اقترب هو من باب الجناح ، فتراجعت للداخل .. و دخل و اغلق الباب .

لا تعلم لما تشعر بالخوف إلى هذة الدرجة، اصبحت يدها ترتجف ايضا فأمسكتها بكفها الآخر بقوة و قالت بعد ان استجمعت شتات نفسها قليلا 

- لية خليتوا يمشي قبل ما يناديلي زهرة .. كنت محتاجاها 

نظر لها ببرود قبل ان يتخطاها و يتجه للخزانة ، فتح الخزانة -الضلفة الأولى- و اخرج احد الملابس النسائية المعلقة فيها و التفت لها وقذفه في وجهها ، فألتقطته بعد ان اصطدت بوجهها ، نظرت له بإستغراب و قالت بعد ان نظرت للملابس الذي قذفها لها 

- اعمل في دة اية ؟ .. "رفعت حاجبها بإستنكار و اكملت بحذر" متقولش انك عايزني البس دة !

التفت و بدأ في الأقتراب منها بعد ان اغلق الخزانة ... و رد 

- لو قلتلك اة ، هتعملي اية ؟

- مش هلبسوا طبعا 

قالتها بتلقائية رافضة ما يطلبه ، وقف مقابلتها و على وجهه إرتسمت إبتسامه جانبية ساخرة و قال 

- وهو بمزاجك مثلا !

صمتت ، فقال ببرود وهو يتجه للسرير .... و جلس

- مش بعيد كلامي مرتين .. البسيه يلا 

- قلت مش هلبسوا 

و رفعت الملابس و نظرت لها بتقذذ و اكملت بنفور 

- انا البس دة ! ، دة فاضح اوي ... و مين عارف مين لبسوا قبلي ......

شهقت بفزع عندما وجدته يقف امامها و يجذبها له من خصرها ، ضمت الملابس لصدرها بقوة و هي تحملق به بفزع ، بينما هو قال و على وجهه إبتسامته الباردة 

- مش مهم مين لبسوا قبلك ، المهم اني عارف انوا هيبقى عليكي حلو ، ولا اية رأيك ! 

إتسعت إبتسامته بتلذذ عندما قرب انامله من وجهها و تلمسه ، فأرتجف جسدها و اعادت وجهها للخلف وهي تحاول ان تبتعد .. وهي تقول 

- ابعد عني ، اياك تقرب مني .. او تلمسني 

- مش بمزاجك 

- انت واحد حقي..اااه 

تأوهت بألم عندما التقط فكها بين قبضته بقوة ، وقال بهدوء مخيف

- شكلك محرمتيش بعد عقابي ليكي 

نقل نظراته لفمها و قال بمكر

- شكلك عايزة تجربي تاني

هزت رأسها بسرعة بلا و حاولت تبتعد ولكنه كان اقوى حيث يطبق على خصرها بإحكام و ممسك بكفيها ، اغمضت عينيها بقوة وهي مازالت تحاول الإبتعاد ، لا تريد ان تكرر تلك التجربه القاسية عليها . 

فتحت عينيها عندما وجدته يبتعد عنها و يقول 

- البسي اللي في ايديك .. و إلا هتشوفي تصرف مش هيعجبك 

و جلس على الأريكة و أكمل بصرامة 

- مش هعيد كلامي تاني 

ركضت سريعا للحمام ، اغلقت الباب بإحكام و سندت جسدها عليه و هي تتنفس الصعداء لإبتعاده عنها . 

.......................................................... 

مستلقي على سريره ، واضع ذراعيه تحت رأسه و هو شارد ، استيقظ من شروده على صوت رنين هاتفه ، التقطه من جانبه و رد و وضعه على اذنه مباشرا 

- خير

تحدث الآخر .. فرد جلال 

- كل اللي اتفقنا عليه هيتم ، بس مش دلوقتي ، استنوا مني الإشارة بس

إرتسمت على وجهه إبتسامه جانبية و هو يسمع رد الطرف الأخر ، رد و قد احدتت نظراته و لهجته

- نهايتوا على ايدي .. متقلقش 

.......................................................... 

خرجت من الحمام بحذر بعد ان اخذت حمام ساخن ، نظرت له .. مستلقلي على الأريكه مغمض العينين ، تنهدت و سارت بهدوء إلى حيث المرآه و وقفت امامها و ازالت المنشفه من على شعرها المجعد و بدأت في تمشيطه ، حولت نظراتها لصورته المنعكسه في المرآة و شردت في حياتها هنا و معه .. كيف ستظل هنا كل الفترة التي حددها جلال لها ! هي قرر انها لن تنفذ اي شيء طلبه جلال و بالتالي وجودها هنا في قصر الشيطان سيدمرها ، فيجب عليها الهروب ام ماذا ؟!

اخرجها من شرودها على صوته الأجش 

- اية اللي لابساه دة ؟

التفتت و نظرت له حيث اعتدل عن وضعيته السابقه ، كان ينظر لها و لملابسها بجمود ، فقالت بخفوت

- جلبية 

- انا قلتلك تلبسي دة ! 

قالها ببعض من الحدة ، فبلعت ريقها بتوتر و قالت بخفوت

- انا قلتلك مش هقدر البس اللبس اللي قلتلي البسوا 

نهض و سار بخطوات ثابته متجها لها ، و وقف امامها بجمود وهو ينظر لعينيها العسليتين و قال بهدوء فيه لهجه للتحذير

- هعديهالك المرة دي ، و دي آخر مرة ، صدقيني لو فضلتي تعاندي و تتصرفي تصرفاتك دي هتشوفي وشي التاني .. وش الشيطان ، فأتقي شري احسن يا ... ريحانة 

بعد ان انهى جملته التفت و إتجه للسرير و اراح جسده عليه و اغمض عينيه بهدوء ، ظلت هي تنظر له لدقائق و من ثم هزت رأسها بعنف فقد قفزت في مخيلتها صور تعذيبه لها بقسوة ، إتجهت للكومود و التقتطت ربطه الشعر و ربطت شعرها و من ثم إتجهت للأريكة و جلست عليها و ضمت قدميها لصدرها و اصبحت تبكي في صمت دون سبب مباشر فما بداخلها من ألم يبكيها و يجعلها تنزف .... و بشدة 

.......................................................... 

اشرقت شمس يوم جديد ،،،،،،، 

فتحت عينيها العسليتين بإنزعاج على اثر اشعه الشمس المتسلطه عليها ، مررت نظراتها حولها ومن ثم للسرير الذي تنام عليه ، تتذكر امس انها قد نامت على الأريكة ، فكيف نامت هنا على السرير ؟! ، اعتدلت و جلست و هي تمسح وجهها بكفيها ، نظرت للشرفة عندما سمعت صوت فيها ، و كان صوته .. كان من الواضح انه يتحدث على الهاتف ، لم تهتم ، نهضت من على السرير و اتت ان تتجه للحمام ولكنها توقفت و ألتفتت عندما سمعت صوته يقترب فوجدته قد خرج من الشرفة و مازال يتحدث ، نظر لها ببرود ومن ثم التفت و غادر الجناح 

- بارد 

قالتها بغيظ و من ثم التفتت و اكملت طريقها و وضعت يدها على قبضة الباب و اتت ان تدخل وجدت الباب يطرق ، فألتفت و سمحت للطارق بالدخول و هي تتمتم 

- شكلي مش هدخل الحمام النهارضة 

كان الطارق زهرة 

- صباح الخير انسه ريحانة ، جيت اقول لحضرتك ان الست اللي بتبيعلنا اللبس جت ، اطلعها لحضرتك عشان تختاري لبس ليكي؟ 

- ايوة ياريت 

- ثواني هتبقى عندك ، عن اذنك 

و التفت و غادرت بينما إتجهت ريحانة للسرير و جلست منتظره مجيئهم 

بعد دقائق اتت زهرة ومعها بائعه الملابس و بدأت ريحانة بإختيار ملابس لها .

.......................................................... 

جالس على كرسي مكتبه واضع قدم على آخرى و هو ينظر من خلف زجاج النافذة من بين دخان سيجارته . 

احدهم يطرق الباب فسمح للطارق بالدخول وهو مازال على وضعه .. و كان الحارس

- عايدة هانم عايزة تقابل حضرتك 

- خليها تدخل 

و خلال ثوان كانت عايدة تقف امام مكتبه ، التفت بكرسيه ونظر لها ببرود من بين دخان سيجارته و قال

- عايزة اية 

اقتربت و جلست على الكرسي المقابل لمكتبه و قالت 

- عايزة سلامتك 

- بلاش لف و دوران ، لخصي و قولي عايزة اية 

نظرت له وقالت بجرأة

- عايزاك 

إبتسم بسخرية وقال 

- تاني !

- تاني و تالت و عاشر لغاية م...

قاطعها بطريقة جارحة

- لأمتى هتفضلي ترخصي نفسك ! 

- لغاية ما تصدق في كلامك معايا 

و من ثم اكملت ببرود يخفي نارها 

- انا شفت البنت الجديدة .. ريحانة ، مش بطاله برضوا 

- مطلبتش رأيك 

التفتت له بحدة و رمقته بغضب لجملته المغيظة ، و من ثم رسمت على وجهها إبتسامه مستفزة و هي تقول بعيدا عن الحديث 

- مش ناوي تنفذلي طلبي ؟

- طلب !

- نسيتوا ؟ 

اشعل سيجارة آخرى متجاهلا اياها ، فأكملت 

- هفكرك ، طلبي اني اعيش حرة في القصر ، اعيش معاك انا و انت نتجوز....

قاطعها بصوت قهقهته العالية و من ثم نفث دخان سيجارته و هو ينظر لها بسخرية وقال ساخرا 

- اية يا عايدة؟ ، انا و انتي اخوات ازاي نعيش مع بعض ! ازاي نتجوز اصلا ، و غير كدة انتي اخت عدوي ازاي اثق فيكي ! " اكمل بصرامة " بطلي عبط 

نهضت بغضب و قالت 

- وانا بعت اخويا و جيتلك 

- انتي عملتي كدة عشان خايفة على نفسك مني و من شري ، فبطلي تمثلي دور المضحيه 

قظفته بنظراتها النارية الغاضبة قبل ان تلتفت و تغادر ، فابتسم هو إبتسامه مستفزة قبل ان يضع السيجارة بين شفتيه . 

.......................................................... 

خرجت من الحمام بعد ان انهت حمامها الساخن ، كانت قد ارتدت احدى الملابس التي اختارتها اليوم ، تقدمت من المرآة و وقفت امامها و ظلت تنظر لنفسها لدقائق قبل ان تلتقطت الفرشاه لتمشط شعرها ، التفتت و نظرت للباب عندما سمعت طرقات زهرة و طلبها للدخول فهتفت سامحه لها بالدخول ، دخلت زهرة و تقدمت من ريحانة و قالت

- وصلت رسالتك لسيدي جلال 

لمعت عين ريحانة وهي تقول بخفوت

- رد فعله اية؟ 

نظرت ريحانة لزهرة بفضول و هي تخرج رسالة ورقية من جيبها و من ثم تقدمها لها ، اخذتها ريحانة و هي تقول

- منوا؟ 

- ايوة ، و الجو امان دلوقتي

و من ثم نظرت للساعة و قالت

- عن اذنك يا انسه ريحانة ، لازم انزل اكمل شغلي بقى

اومأت ريحانة برأسها وهي تنظر للرسالة ، بينما غادرت زهرة 

اقتربت ريحانة من الأريكة و جلست عليها و من ثم بدأت في فتح الرسالة .. و بدأت في قراءتها و دموع عذاب الأشتياق تسيل على وجنتيها 

" ريحانتي ..

أسف ، عارف انك زعلانة من تصرفي بس اعذريني ، انتي عارفة الوضع اللي انا و انتي فية حاليا ، كان لازم اتصرف بالطريقة الجافة دي عشان ميحصلش اي شك . المهم ..... وحشتيني ، وحشتيني لدرجة اني بحلم بيكي كل يوم بس برضوا بتوحشيني ، عايزك ترجعيلي بسرعة . صحيح زهرة قالتلي على قرارك .. مش هجبرك ، بس هقول حاجة صغيرة ، انتي كدة بتأذيني و بتعرضيني للخطر و هقع بمشاكل كتير مع الشيطان و انتي مش هتسلمي منه ، عايزك تفكري تاني في قرارك ... لو هتنفذي قرارك يبقى كدة خسرتي نفسك .. وخسرتيني " 

طوت الرسالة و نهضت وهي تمسح دموعها بكفها و من ثم تقدمت من الكومود الموجود بجانب السرير و فتحت الأخير و وضعت الرسالة فيه و اخفته . و من ثم غادرت الجناح متجهه لمكتبه بعد ان تراجعت عن قرارها السابق . 

وقفت امام باب مكتبه وهي منتظره خروج الحارس و هو معه الأذن لدخولها . 

تلفت لغرفة مكتبه وهي تنظر لكل ركن فيها بدهشة ، و جذب انتباهها تلك اللوحة المعلقة بجانب الباب ، لقد رأت هذة اللوحة من قبل ... ولكن لا تتذكر اين ! 

- عجباكي اوي ! 

قالها بتهكم ، فالتفتت و نظرت له و من ثم تقدمت و جلست دون ان ترد .. ظل ينظر لها بترقب ، بينما هي كانت تفكر ببداية لفتح حديث معه .. و وجدت ، فقالت 

- عايزة اتفق معاك على اتفاق 

نظر لها ببرود و لم يرد ، فأكملت 

- بما ان قعدتي هنا شكلها كدة هطول ، فقلت نتفق اتفاق .. بمعنى نكون اصحاب و بلاش معاملتك ليا ب...

قاطعها بجمود

- اتفاقك مرفوض 

نظرت له بضيق وقالت 

- السبب ؟ 

نظر لها بنظرته الباردة و لم يرد ، فحدثت نفسها دون صوت مسموع 

- تصدق انك واحد بارد ، مستفز ، انا غلطانة اصلا .. بس ماااشي 

اخذت نفسا عميقا لكي يخمد غضبها الذي بدأ بالإشتعال ، و قالت 

- طيب عايزة اسألك سؤال 

- لا 

قالها بلامبالاة و ينهض و يلتف حول المكتب و يتجه للباب ولكنه توقف في منتصف الطريق و التفت عندما سمع همسها 

- يا حيوان 

قالتها بهمس ممتلأ بالغيظ ، ولكنها بلعت ريقها بتوتر عندما وجدته يلتفت و يقول 

- بتقولي حاجة !

قالت مسرعه لتغير مجرى الحديث 

- انا شفت اختك .. عايدة 

وضع يديه في جيوب بنطاله وهو يقول ببرود 

- اعمل اية يعني 

اكملت بتلقائية 

- نفس البرود و الأسلوب المستفز سبحان الله 

رفع حاجبه بتهديد و قال 

- قد كلامك دة !

إبتسمت بإضطراب و قالت 

- هو انا قلت حاجة 

نظر لها بسخرية و من ثم التفت و فتح الحارس الباب ... و غادر .

تأففت بضيق فهي لم تستطيع فتح اي مجرى حديث معه .. أنه شخص صعب التعامل معه ...مع بروده هذا ! 

خرجت من مكتبه فقابلت زهرة في الممر ، فأوقفتها و مثلت انها تطلب منها شيء في حين قالت لها بخفى عن تراجعها عن قرارها السابق و امرتها بأن تخبر جلال بذلك . لم تستطع زهرة قول شيء .. فقط اومأت برأسها و غادرت .

.......................................................... 

في حديقة القصر ،،، 

بعد ان خرج من غرفة مكتبه إتجه للحديقة خاصاً عند الاسطبل الذي بداخله جواده الأسود .

اخرجه من الأسطبل و وضع قدمه على الركاب و صعد على ظهر الجواد ، و من ثم امسك بالجام ،

سار به . 

.......................................................... 

قهقه جلال بإنتصار بعد ان اعلمه الرجل المسن بما اخبرته ابتنته زهرة عن تراجع ريحانة عن قرارها ، توقف عن قهقهته و نظر للرجل المسن بخشونه و هو يقول بسخرية

- شُفت ، قدرت ارجعها عن قرارها بشوية كلام اهبل 

امسك بالكاس الممتلأ بالخمر و اكمل 

- عارف اللي عاجبني في يحانة ... إنها بتمشي ورا مشاعرها السخيفة ، ودة فايدني 

و قرب الكاس من فمه وشرب منه الكثير .... 

.......................................................... 

دخلت الجناح و اقتربت من الخزانة وهي تشعر بالأمان فهي تعلم انه غادر ولن يعود الأن ، فتحت الضلفة الوسطى بسهولة فلم تكن مغلقة بالمفتاح ، جثت على ركبتيها و مدت يدها لداخل الضلفة و التقطت بعض الأوراق و نظرت فيهم سريعا و من ثم نهضت و اغلقت الخزانة و إتجهت للسرير و جلست و في يدها الأوراق .. و بدأت في قراءة المكتوب فيها ، لم تكن تشعر بالصدمة او الذهول مما ترى و تقرأ ..لأنها ببساطه تعلم كل هذا فقد اخبرها جلال عن هذة الأوراق من قبل و قد طلب منها ان تجلبهم ، و ايضا ما الذي متوقع من شخص مثل الشيطان غير هذا !

طوت الأوراق و وضعتها في نفس الكومود التي كانت واضعه فيه الرسالة . 

بدأت تشعر بالأختناق فأخذت نفسا عميقا قبل ان تنهض و تغادر الجناح متجهه لحديقة القصر. 

دارت حول نفسها و هي تنظر لكل هذا العدد من الحراس الموجودين في كل مكان ، في حينها شعرت بأنها إذ قررت الهروب يوما سيكون صعبا .. جدا ، كان الحراس ينظرون لها ، و كان هناك حارس من بينهم قد اعلم سيده بوجودها في حديقة القصر . 


يتبع ....


#وسقطت_بين_يدي_شيطان 

الفصل السادس 

تجاهلت نظرات الحراس و نظرت امامها وهي تربط شعرها المجعد الي يضايقها .. و اكملت طريقها ، كانت تسير و هي تنظر للعشب الأخضر المبلل و الزهور الحمراء -الورد الجوري- فجثت على ركبتيها و التقطت احدى الورود المتساقطه على العشب و اخذت تتلمسها بأناملها الناعمه فشردت بذكرياتها الجميلة التي قضتها مع جلال ، إرتسمت على وجهها إبتسامه ساحرة و هي تنهض و تكمل طريقها ، لم تكن منتبهه لذلك الجواد الاسود السريع الذي يركض بسرعة لناحيتها من الخلف .. من بعيد ، استيقظت من شرودها عندما سمعت صهيل الجواد العالي ، فألتفتت و ارتعدت شفتيها في صدمة و من ثم لخوف ، رأته وهو يقترب منها كالمجنون وكأنه غاضب ..شعرت بتربس جسدها في مكانه فوضعت كفيها على وجهها وهي تسمع صوت صهيل الجواد يقترب منها رويدا رويدا . 

وفجأة شعرت بيد تلتف حول خصرها من الخلف و تلفها و تجذبها لجسد قوي فيه روح ، فأزاحت كفيها من على وجهها ببطئ و هي تستنشق رائحه عطره النفاذة حتى رأت من ابعدها عن طريق الجواد و كان ... الشيطان.

ارتبكت عندما تقابلت نظراتهما و كانت المسافة بينهم قليله .. فألتفتت بوجهها للجهه الآخرى ، و حاولت الابتعاد ولكنه لم يسمح لها بذلك ، فنظرت له مرة آخرى وهي تقول بخفوت 

- ممكن تبعد 

نظر لها برهه قبل ان يرفع حاجبه بطريقة مستقزة و هو بوقل 

- هو انتي بتتكلمي بأدب كدة طبيعي !

قوست ما بين حاجبيها بعدم فهم و هتفت ببلاهه

- نعم! 

لمعت عينيه بخبث و من ثم قربها منه اكثر و مال برأسه مقتربا من اذنها و همس فيها وهو يفك ربطه شعرها فأنسدل على ظهرها 

- كدة احلى 

فجأة شعرت بدقات قلبها التي تسارعت و شعرت بحرارة في وجنتيها من حدلها ، وضعت يديها على صدره لتبتعد فأرخى هو يديه من على خصرها و عاد للخلف بخطوات ثابتة و وقف مقابلا لها فظهر فجأة بريق لامع في عينيه عندما رأى وجنتيها متورتدين من الخجل ، بينما هي كانت مخفضه الرأس و شعور الخجل يمتلكها . 

مد يده لأسفل وجهها و رفعه لجعلها تنظر له فتراجعت للخلف عندما لاحظت بريق عينيه الشيطانيه و اصبحت تمرر نظراتها حولها بإرتباك و خجل من الحراس ولكنها لم تجد ايا منهم .. فأعادت نظراتها له و كادت ان تتحدث ولكن صوت صهيل الجواد الاسود من بعيد منعها من قول شيء ، بينما هو حول نظراته لإتجاه صوت صهيل الجواد الذي كان يسير خلف السايس الذي يمسكه من لجامه ، فتقدم و تخطاها و إتجه نحو جواده و صعده . 

بينما هي ظلت واقفه مكانها وهي تنهر نفسها لماذا صمتت ؟! ما الذي حدث لها وجعلها تصمت و تشعر بالخجل ! ، كانت غاضبه كثيرا .

.......................................................... 

دلفت للجناح بعد ان امرت احد الخدم بإستدعاء زهرة لها ..... بعد دقائق كانت زهرة تقف امام ريحانة . 

إتجهت ريحانة للكومود التي اخفت فيه الأوراق و فتحته و اخرجت الأوراق منه و من ثم اغلقته و عادت لزهرة و وقفت امامها و هي تمد يدها و تقول 

- دة ورق من الأوراق اللي جلال كان طالبها مني ، اهي جبتهالوا ..

نظرت زهرة للأوراق و من ثم لريحانة و قالت بتردد 

- متأكده من قرارك ؟ 

- اي قرار؟ 

- قرار انك تنفذي اوامر سيدنا جلال و ...

قاطعتها ريحانة

- ايوة متأكدة ، عارفه لية ...

نظرت لها زهرة بفضول ، فأكملت ريحانه 

- عشان مش عايزه اعرض جلال لأي خطر بسببي 

- و بتعملي كل دة عشان بتحبيه ! 

اومأت ريحانة برأسها و قالت 

- مش موضوع حب بس .. هو ساعدني و وقف جمبي .... في مواقف كتير ليه معايا مقدرش انساها ، تعرفي ... في فترة كنت فيها بعاني كانت فترة بعد جوازنا عالطول ، كان عندي حاله نفسيه كل ما يقرب مني افضل اعيط و ارتعش بسبب ذكريات قديمة سببتلي عقدة نفسيه بس بمساعدته و حبه و رقته معايا اتجاوزت الفترة دي ، و في وقتها افتكرت اني نسيت الذكريات دي اصلا ، فهماني !

هزت زهرة رأسها و رسمت علة وجهها إبتسامه مزيفة في حين بداخلها تشعر بالشفقه الكبيرة على ريحانة و مدت يدها و أخذت منها الأوراق و خبئتها بين ملابسها و استأذنت و غادرت ، فتنهدت ريحانة و هي تتجه للسرير وتجلس على حافته و قد شردت لدقائق قبل ان تقول بضجر

- انا جعاانه 

.......................................................... 

اسدل الليل ستائره و اصبح الهدوء يعم القرية 

عاد للقصر بعد ان انهى إشرافه على القرية و تفقده لبعض الأمور الآخرى .. إتجه جناحه و دخله و نظر لأركان الغرفة ولم تكن موجوده فيها ، لم يهتم و إتجه للخزانة -الضلفة الوسطى- و فتحها و وضع فيها بعض الأوراق الذي كان ممسك بها و من ثم اغلقها و فتح الضلفة الأخيرة و اخرج منها بعض الملابس و من ثم إتجه للحمام 

،،،، كانت هي جالسه على الأرض في الشرفة و كانت شارده و استيقظت من شرودها عندما شعرت بدخوله للجناح ، ظلت جالسه مكانها حتى سمعت صوت اغلاقه لباب الحمام فنهضت و دخلت ........ 

،،،، بعد ربع ساعة تقريبا خرج من الحمام وهو يضع منشفة على رقبته . 

إتجه للمرأة و وقف امامها وهو يمرر يديه بين خصلات شعره النبيه المبلله ، رفع حاجبه بإستغراب عندما رأى صورتها المنعكسه في المرأة وهي جالسه على الأريكة ، فهتف بجمود 

- كنت فين؟ 

كانت هي تنظر له من البدايه بإقتضاب ، و عندما سألها التفتت و نظرت للجهه الآخرى متجاهله سؤاله ، فأحدت نظراته و اعاد سؤاله بحدة وهو يلتفت لها 

- كنت فين ؟ 

تجاهلته ايضا ، فصعدت الدماء برأسه و غضب ، فخطا خطواته الغاضبه إتجاهها و جذبها من شعرها بقسوة فصرحت بألم وهي تضع يديها على يديه المطبقه على شعرها 

قال بغضب جامح 

- لما اكلمك تردي عليا و متخلنيش اعيد سؤالي مرتين 

تحملت ألم قبضته على شعرها و قالت بتحدي اشتعلت معها عينيها العسليتين 

- براحتي .. مش هرد عليك ، مش عايزة ارد ... هو بالعافية ! 

قوى قبضته على شعرها فأدمعت عينيها من الألم ، بينما قال هو بهدوء مخيف لمعت معها عينيه الشيطانيه 

- طول ما انتي هنا في عرشي يبقى مفيش حاجة اسمها براحتك .. فاهمه !

بعد ان انهى جملته ارخى قبضته و تركها و ابتعد فهوت هي على الأرض وهي تبكي 

إتجه للخزانة -للضلفة الوسطى- و اخرج منها الأوراق الذي وضعها منذ قليل ، ومن ثم عاد لها و جثى على ركبتيه و نظر لها ببرود و قال وهو يمد يده لها و فيها قلم 

- وقعي 

نظرت للأوراق و من ثم له و قالت بخفوت 

- مش هوقع على حاجة 

- مش بمزاجك ، وقعي 

هزت رأسها رافضه .. لم يهتم ، امسك بيدها بالقوة و وضع بين اصابعها القلم و قرب الأوراق منها و قال بحدة 

- وقعي 

رمت القلم و قالت بتحدي 

- قلت مش هوقع 

صرخ بها ب

- وقعي 

فأنتفضت بخوف بينما امسك هو بيدها بقسوة و وضع مرة اخرى القلم بين اصابعها و جعلها توقع غصبا ، كانت قواها خاوية فلم تستطيع مقاومته . بعد ان اخذ توقيعها على الأوراق نهض و اعاد الأوراق للخزانة و اغلقها بالمفتاح و نظر لها بطرف عينيه بسخرية لحالتها و قال 

- المرة الجاية هيبقى ليا تصرف تاني معاكي 

.......................................................... 

دخل الرجل المسن لمكتب جلال بعد ان استأذن الدخول . مد يديه الممسكه بالأوراق الذي جلبتها ريحانة و قال 

- انسه ريحانة جابت الورق دة 

التقط الأوراق من يديه و اخذ ينظر لهم و إبتسامة إنتصار على وجهه و من ثم قهقه بصوت عالي و من ثم قال 

- و رجعلتلي الورق اللي كان الشيطان ماخدوا مني و مراهنوا عليا " قهقه مرة آخرى و اكمل " نفسي اشوف شكلوا لما يعرف ان الورق دة رجعلي .. هيبقى مصدوم ، مذهول .. هبقى شمتان فيه اوي 

اعاد رأسه للخلف و تنهد بإرتياح و قال 

- هيجي اليوم دة .. مستنيه 

.......................................................... 

نائمه على السرير و هو يضمها من الخلف حيث واضع يديه على خصرها و ظهرها مصطدم في صدرة ، كانت تشعر بالإختناق و الضيق لقربه منها و من رائحته النفاذة التي تخنقها ... لا تستطيع تحمل هذا ، لا تستطيع تحمل قربه ، تنهدت بعمق لعلها تشعر ببعض التحسن ، اغمضت عينيها مجبره نفسها للنوم . 

.......................................................... 

اشرقت شمس يوم جديد ،،، 

استيقظت على صوته الصارخ حيث يوبخ الحارس الخارجي ، نهضت من على السرير و لم تهتم كثيرا بما يحدث ، إتجهت للخزانة و اخرجت بعض الملابس لها و من ثم إتجهت للحمام . 

لم يشعر بها ، بعد ان انهى توبيخه للحارس دلف للجناح و فور دخوله رن هاتفه فأخرجه من جيب بنطاله و رد على المتصل . انهى مكالمته سريعا فإتجه للمرأة و بدأ في ترتيب شعره فلاحظ عدم ارتدائه لساعته فتذكر انه تركها في الحمام ، فإتجه للحمام و فتح الباب ..... 

كانت هي قد انهت حمامها فخرجت من البانيو و ارتدت برنس قطني ناعم و امسكت بالمنشفة لتنشف شعرها وجدت باب الحمام يفتح ، فأنتفضت بفزع و ضمت المنشفة لصدرها عندما وجدته امامها ، نظر لها بتفحص قبل ان ترتسم على زاوية فمه إبتسامه ساخرة ، عاد للخلف و اغلق الباب . 

بعد ان خرج وضعت يدها على وجهها الذي تشعر بحرارته ، نظرت لنفسها في المرأة وهي تريد ان تبكي من ذلك الموقف المحرج . 

.......................................................... 

خرجت من الجناح و إتجهت لغرفة الطعام ولكنها قبل ان تصل للغرفة اوقفتها زهرة و قالت لها بالخفاء 

- سيدنا جلال بيأمرك انك تروحي لأرض الشيطان منطقة المالك ، عايز يديكي حاجة مهمة 

رفعت حاجبها و قالت بإستغراب 

- عايز يديني اية؟ ، و ازاي هروح انا ؟

- مش عارفه 

و غادرت زهرة سريعا عندما وجدت بعض الخادمات اتيات . 

دخلت غرفة الطعام وجلست مكانها دون ان تنظر لها ، بينما نظر لها بطرف عينيه قبل ان يشير للخادمة بوضع طعام الفطور لهما .

.......................................................... 

يتحدث على هاتفه مع احد العملاء الذي يتعامل معهم ، بعد ان انهى مكالمته خرج من غرفة مكتبه و إتجه للخارج و هو يأمر الحارس

- جهزلي العربية .. هروح للأرض .. ارض الشيطان 

اومأ الحارس برأسه 

.......................................................... 

بعد ان انهى طعامه ، اتي ان ينهض ولكنها اوقفته و قالت سريعا 

- ممكن طلب 

نظر لها ، فأكملت 

- عايزة اخرج من القصر ، يعني عايزة اشوف القرية و الأراضي و كدة .. ممكن !؟ 

نظر لها بترقب قبل ان ينهض و ينظر لساعة يديه و قال 

- ماشي ، تعالي ورايا 

نهضت بهدوء و سارت خلفه ، إتجه للأسطبل و دخله بينما هي ظلت واقفه تحاول تكذيب ما اتى لها من افكار . 

خرج و هو ممسك بجواده الأسود من اللجام ، فظهرت ملامح القلق و بعض الخوف على وجهها ، اوقف الجواد و نظر لها و قال 

- يلا 

نظرت له و قالت بطريقة مستفزة لتخفي بها قلقها 

- هنروح بالحصان دة! " أكملت بتهكم "معندكش عربيات ولا اية 

نظر لها ببرود و هو يرد 

- لا معنديش .. 

نظرت له بغيظ و بداخلها تشعر بالخوف ، بدأت يدها ترتجف قليلا فأمسكتها بيدها الأخرى و اقتربت من الجواد و وقفت بجانبه ، فقال بتهكم 

- هتفضلي واقفه؟ ولا مش عارفة تطلعي على طهره! 

نظرت له بغيظ و قالت 

- بعرف 

و ظلت مكانها وهي تفكر كيف ستصعد ، فإبتسم بسخرية وقال وهو يشير للركاب

- حطي رجلك على الركاب و اطلعي 

نظرت لما يشير له و اومأت برأسها و وضعت قدمها على الركاب لتعتلي ظهر الجواد ولكنها لم تتمكن ، فساعدها على اعتلائه عندما حملها من خصرها و اجلسها ، نظرت له بطرف عينيها بعد ان ساعدها ، تلمس رأس الجواد بلطف قبل ان يعتليه ، صعد خلفها و حاصرها بيده الممسكه باللجام و حرك اللجام فتحرك الجواد ، فأمتلكها الخوف و بحرك لا إيرادية امسكت بقميصه ، نظر لها و من ثم نظر للطريق و بدأ الجواد في الركض ، فقبضت على قميصه اكثر ، فإبتسم هو . 


يتبع....

تكملة الرواية من هناااااااا 

 لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا







تعليقات

close