رواية اهداني حيااه الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم هدير محمود
رواية اهداني حيااه الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم هدير محمود
الفصل 1 و2
بسم الله نبدأ
اللهم يسرلي أمري ودبره فإني لا أحسن التدبير
الفصل الأول
بينما كان يقف في شرفة منزل والده القديم هربا من الجميع كان ينفث دخان سيجارته بغيظ شديد وغضب منها ومن نفسه لكن لما يحمل نفسه الذنب هي وحدها سبب في آلامه وأوجاعه وسببا في بعد ابنه الحبيب عنه أيضا هي طليقته "بريهان" التي لم يتحملها أكثر من عامين ثم طلقها بعدهما وفيهما قد أنجب ولده أدم السبب في بقاؤه حيا ومتحملا تلك المرأة المتحررة المتسلطه العصبية سليطة اللسان ولا أود باخباركم عنها أكثر من ذلك بل سأترك لكم الحكم عليها فيما بعد ،وهي الآن أيضا سببا في تدخينه في تلك اللحظة لانه قد اقتلع عن التدخين منذ فترة لكن من شدة غضبه منها وقف الآن في تلك الساعة المتأخرة من الليل ليشعل سيجارته تلك لعله يطفيء نيران صدره المشتعلة بتلك السيجارة اللعينة بالرغم من برودة الطقس الشديدة هذا اليوم لكنه لم يشعر بأية برودة على الاطلاق بل يشعر بأن الحرارة تجتاح جسدة بشدة ف خلع جاكيته وظل يؤدي بعض التمرينات الرياضية حتى يخفف من حدة توتره صحيح هو ليس سريع الغضب لكنه حين يغضب يصبح كالأعمى فهو ينطبق عليه المثل اتق شر الحليم إذا غضب ولا يريد أن يفعل شيئا يندم عليه عاد من جديد لينظر من الشرفة وقتها سمع شهقاتها تعلو شيئا ف شيئا صوت بكاؤها التي تحاول كتمه يسمعه واضحا جليا كانت تقف في الشرفة الموجودة أسفل منه كانت تستغفر الله وتطلب منه أن يسامحها تخبره أنها مضطره لفعل ذلك سمعها تقول أيضا أنها الآن ستنهي حياتها حتى تتخلص من آلامها وحتى لا يؤذى أحبائها بسببها حينما سمع "حمزة "كلماتها وفجأة وجدها تحاول أن تقف على سور شرفتها خرج من شرفة منزله مهرولا متجها نحو شقتها ومن حسن حظه أو نقل حظها هي أن باب الشقة بتلك البيوت القديمة لم يكن قويا جدا فاستطاع حمزة بجسده القوي أن يكسره بدفعه واحدة قوية منه دخل فورا بإتجاه الشرفة وجدها كانت قد وقفت على حافة السور وفجأة أنقض هو عليها واحتضنها من الخلف وسقط بها على أرض الشرفة أما هي فما إن سقطت حتى ظلت تتسائل بصوت باكي وأنفاس مضطربة:
- أنا مت ولا لسه عايشة ؟
- من بين صوت أنفاسه اللاهثة :أووف حرام عليكي أنا اللي مت من الخضة
ظلت الفتاة تتحسس جسدها وتطمئن أنها مازالت على قيد الحياه وهي تحمد الله بشفتيها كثيرا :
- الحمد لله الحمد لله أنا مموتش أنا مموتش ؟
- قال حمزة بغيظ منها : والله ما موتي الحمد لله
وكأنها انتبهت للتو إلى ذلك الشاب الذي مازال يحتضنها من الخلف وهي مازالت تستند عليه فانتفضت فجأة واصطدمت بصدره العريض خفق قلبها سريعا من شدة خجلها وقامت لتعدل من أسدالها التي كانت ترتديه وتظبط طرحته لتخفي بعض شعيراتها الكستنائية التي ظهرت أثر انزلاقهما معا ونظرت له بغضب قائلة :
- أنتا مين ؟ وأزاي تمسكني بالشكل ده مش عارف أن كده حرام ؟ ودخلت هنا أزاي أصلا ؟
- حمزة بغيظ وقد عقد ذراعيه حول صدره قائلا: حمزة جارك في الشقة اللي فوق وبعدين أنتي ليه محسساني إني دخلت عليكي أوضة النوم وبعدين متضايقة من مسكتي ليكي وبتقولي حرام ده على أساس إني لحقتك وأنتي بتصلي مثلا أنتي كنت هتنتحري ثم أردف بلهجة ساخرة عارفة يعني أيه؟ يعني كنتي هتروحي ل ربنا كافرة فاهمة ده وأنا مسكتك كده عشان ألحقك مش عشان اتحرش بيكي مثلا
- الفتاة بدموع ندم لما كانت على وشك أقترافه : أنا فعلا غلطت وكنت هعمل ذنب كبيير أوى وأنتا فعلا شكرا ليك أنك أنقذتني بس مش من حقك تتهمني وأنتا متعرفش أيه اللي خلاني أعمل كده الحمد لله أن اللي بيحاسب العباد ربنا مش الناس اتفضل بقا أمشي وسيبني ف حالي
- حمزة وقد شعر بحزنها من كلماته : أنا آسف مقصدتش عل العموم في سؤال لسه مجاوبتش عنه دخلت هنا أزاي ؟ بكل عفوية قال : كسرت الباب
- الفتاة بغضب : نعم ! كسرت أيه ؟ كسرت الباب! أنتا أزاي تعمل كده أنتا اتجننت
- حمزة بضيق من تلك المتحولة : والله أنتي اللي مجنونة أمال هدخل ألحقك أزااي من خرم الباب ؟
- الفتاة بحدة : متلحقنيش واتفضل بقا من هنا عشان الوقت متأخر ومينفعش نكون أنا وأنتا لوحدنا كده
- حمزة بمرح لا يتناسب مع الموقف: طيب بس في استفسار رخم شوية هو في حد يفكر ينتحر في الجو البرد ده كنتي اختاري يوم الجو فيه دافي شوية
نظرت إليه بتفحص وتعجبت بحق لقد كان يرتدي بنطال قطني أسود وتيشيرت رياضي أبيض بحمالات ويقول أن الجو بارد عجبا لك أيها الرجل فهم هو معنى نظراتها إليه فقال :
- لأ أنا بردان جدا والله بس ده دلوقتي لكن أنا كنت بعمل تمارين وكنت حاسس إني حران فقلعت الجاكيت بس
- الفتاة : أنا مسألتكش أصلا وبعدين أتفضل بقا حضرتك وسيبني لوحدي
- حمزة محذرا أياها مشيرا لها بسبابته قائلا بحزم: أوعي تفكري تكرريها وتحاولي تنتحري تاني المفروض كنت خدتك من هنا على القسم علطول عشان محاولة الانتحار ديه بس عشان الجيرة والظروف اللي ممكن تكوني مريتي بيها أنا مش هعملك حاجه
- الفتاة : متخافش أكيد مش هعملها تاني بس أنتا مين أصلا عشان تهددني يعني أو تبلغ عني وبعدين مين هيصدقك أصلا؟
- حمزة : أنا اللي هصدقني أنا الرائد حمزة الشاذلي ومجرد ما هقول أسمي ورتبتي وأنك كنت عايزة تنتحري هتصدق طبعا
- الفتاة وكأنها وجدت طوق نجاة : قولت رائد ؟ يعني حضرتك ظابط
- حمزة وهو يرفع ياقته الوهمية بفخر : أيوه رائد وعلى وش ترقية وقريب أووي هبقى مقدم إن شاء الله بس أشمعنا يعني ؟
برقت عين الفتاة حينما أخبرها حمزة أنه على وشك الترقية لمقدم لكنه لم يعلم سبب تلك الفرحة التي لمحها بعيناها حتى تحدثت بتلعثم واضح وكأنها تجاهد نفسها حتى تقول الكلمات التالية ثم نظرت للأرض خجلا وقالت بتردد :
- تتجوزني ؟
- حمزة وقد عقد حاجبيه في دهشة شديدة : نعم يا أختي ؟ قولتي أيه ؟
- الفتاة مكررة كلمتها الأخيرة بوضوح هذه المرة : بقولك تتجوزني ؟
- حمزة بحدة: مش بقولك شكلك مجنونة أتجوزك ايه! هو أنا أعرفك ده أنا حتى معرفش أسمك أنا أول مرة أشوفك وبعدين أصلا أنا مستحيل أتجوز تاني عملتها مرة وكانت غلطة ولا يمكن تتكرر أبدا
- الفتاة بتساؤل : حضرتك متجوز ؟
- حمزة: لأ مطلق الحمد لله
- الفتاة تنهدت بارتياح ثم قالت موضحة: أرجوك افهمني بس أنا مقصدش جواز جواز مجرد جواز على الورق صوري يعني ، بص مش هينفع اشرحلك حاجة دلوقتي قابلني بكره ف مدرسة "......" الموجودة في العنوان "........" الساعه 12 أرجوك تيجي وأنا هفهمك كل حاجة لو سمحت أنتا ربنا بعتك ليا مش عشان بس تنقذني من الانتحار عشان كمان تنقذني منه لو موافقتش أنا هنتحر تاني مفيش قدامي حل غير كده أرجوك ياحضرة الرائد ودلوقتي بقا اتفضل حضرتك مش هينفع تفضل هنا أكتر من كده
- حمزة وهو ينظر إليها بخبث قائلا : الله منين بتطلبي مني أتجوزك ودلوقتي عايزاني أمشي طب مش من حقي حتى أبص على الست اللي هتجوزها
- الفتاة بحدة : اتقي الله واحترم نفسك ،اتفضل من هنا ومش عايزة منك حاجه
- حمزة : طب حتى قوليلي أسمك عشان لما أجيلك بكره
- الفتاة : لأ واتفضل بقا بعد أذنك
- حمزة : خلاص بكره الساعه 12 هكون عندك ف المدرسة وإياكي تفكري تنتحري تاني فاهمة
- الفتاة : أنتا بتديني أوامر بتاع أيه أنتا !
- حمزة وكأنه لا يسمعها : أنا قولت وكلامي يتسمع وخلاص سلام
- الفتاة بعد أن أولاها حمزة ظهره لينصرف قالت : ندى
- التفت حمزة متسائلا : نعم ؟
- الفتاة موضحة : اسمي ندى
أماء حمزة رأسه بعدما ألقى عليها نظره أخيرة رآها فيها
كانت ندى فتاة بيضاء البشرة وعيناها عسلية ولديها وجنة متوردة دون أيه مساحيق تجميل ذات انف دقيق وشفاه مكتنزة بعض الشيء طويلة إلى حد ما ذات شعر كستنائي اللون طويل بالطبع لم يرى حمزة طوله بل لمح لونه من بعض الخصلات التي ظهرت من حجابها حينما سقطا معا نظرلها حمزة باسما ثم انصرف تاركا ندى في حيرتها محدثة نفسها هل ما فعلته الآن صحيحا أم أنه خطأ سيودي بها للهلاك
وبينما هي في أفكارها وجدت البواب أمامها يخبرها أنه أحضر لها كالون جديد فنظرت له وقد رفعت حاجبيها في دهشة متسائلة :
- مين اللي قالك إني محتاجه كالون ؟
- البواب : حمزة باشا هو اللي راح اشترى الكالون قالي أن الهوا قفل باب شقتك وحضرتك كنتي بره الشقة واضطر يساعدك ويكسرلك الباب عشان تدخلي
- ندى بابتسامة ممتنة لهذا الحمزة : ماشي شكرا اتفضل ركبه
وفي صباح اليوم التالي ذهبت ندى للمدرسة التي تعمل بها وظل قلبها يدق بشدة كلما اقترب موعدها مع حمزة عقلها يؤنبها على فعلتها الحمقاء التي لا تدري عواقبها لكن ليس هناك بديل وبالفعل في تمام الساعة الثانية عشر وجدت الفراش يخبرها بأن هناك رجلا يسأل عنها توجهت خارج غرفة المدرسين وأخذته وتوجهت به نحو غرفة الموسيقى لتتحدث إليه في أمر زواجهما وتقص عليه أسبابها لعرض مثل هذا الطلب الغريب عليه ..
نظر حوله متفحصا المكان متسائلا :
- هو أنتي بقا مدرسة موسيقى ؟
- لأ أنا مدرسة لغة عربية ودين مش موسيقي
- أمال ليه قاعدين هنا ؟
- عشان أوضتي مشتركة مع مدرسين تانين والأوضة ديه اللي فاضيه دلوقتي
- طيب ليه متكلمناش في أي مكان بره بدل القعدة هنا كده ؟
- مينفعش صمتت لحظات ثم أردفت بتردد :عشان أنا ..أنا متراقبة
- حمزة بدهشة : متراقبة ؟ مييين مراقبك ؟؟
- هحكيلك كل حاجة من الأول عشان تبقا فاهم أنا ليه طلبت الطلب ده منك أنا كنت متجوزة و...
- قاطعها قائلا : أنتي متجوزة ؟
- بقول كنت هو ا...
- قاطعها مرة آخرى : مطلقة يعني؟
- أجابته بنفاذ صبر : لأ ارملة جوزي استشهد من فترة المفروض كنا خلاص هنتجوز الأيام ديه لكن ...
- قاطعها ثانية : مش فاهم حاجة أزاي بتقولي كنتي متجوزة وبعدين بتقولي كنتي هتتجوزي الأيام ديه ؟
- اطلقت من صدرها تنهيدة طويلة من غيظها من هذا الجالس أمامها فقالت : ممكن متقاطعنيش وتسمعني للآخر
- آسف أسف اتفضلي كملي
- أنا كان مكتوب كتابي بس لكن متجوزناش قصدي يعني ...صمتت بخجل وقد توترت بشدة
- فهمت قصدك يعني مدخلتوش ؟
- توردت وجنتيها خجلا واكتفت بأيماءه بسيطة ثم أردفت قائلة المهم هو كان ظابط وف مرة روحتله القسم شافني واحد زميله افتكرني أخته وطلب انه يتقدملي اتخانق معاه جامد ولأنه كان غيور جدا ضرب زميله ده اللي فضل فاكر الموقف بالرغم من أن جوزي اعتذرله لكن هو منسيش ولما مات حب يرد اعتباره وياخد اللي هوه مقدرش ياخده ياخدني أنا ويتجوزني رفضت طبعا وقولتله إني عايزة افضل مخلصة لذكرى جوزي وإني مش هتجوز بعده لكن هو معتبرش أن ده من حقي وقالي أنه هيتجوزني بمزاجي أو غصب عني عدت عدتي وهو طول الوقت زي ضلي بيظهرلي ف كل مكان ولما حاولت أتخانق معاه عشان يبعد عني هددني بأختي الوحيدة اللي مليش غيرها ف الدنيا هي عايشة مع مامتها ف اسكندرية و ...
- قاطعها قائلا: وأنتي مش عايشة مع مامتك ليه ؟
- ديه مش مامتي أنا مامتي متوفية ديه مرات بابا الله يرحمه وأنا وهي مش على وفاق وحبيت اخفف الحمل عنهم وكنت خلاص هتجوز هنا ف القاهرة المهم أنه لما لاقاني لسه رافضة اتجوزه هددني أنه هيغتصب أختي وهيصورها وهيفضحنا وبردو هياخد مني اللي هو عايزه ولو مكنش بالجواز هيبقى من غير وأداني مهلة شهر حاولت اهرب منه لكن كان بيعرف يرجعني وملقتش حل غير إني أخلص من حياتي وانتحر بس مش خوف على نفسي لأ خوف على اختي الوحيدة
- علت علامات الصدمة وجهه مما استمع إليه فقال : معقول في حد بالقذارة ديه وبعدين ليه هو فاكرها سايبه
- هو عارف أن مليش ضهر مليش حد يقف جنبي وهو مستقوي بوظيفته كظابط والحل الوحيد إني أتجوز واحد له نفوذ وسلطه زيه عشان كده عرضت عليك موضوع الجواز ده
- حمزة بشهامة : أنا ممكن احميكي منه من غير جواز
- ياريييت بس للأسف مش هينفع لأن أكيد عندك أشخاص أو حاجات تخاف عليها وده بني أدم مبيخافش ربنا هيفكر يأذيك بأي شكل ومش هيسيبك وأنا مش عايزة أدخلك في الدايره ديه
- ميقدرش يعملي حاجة أنا أقدر أوقفه عند حده و....
قطع حديثه رنين هاتفه وقد كان المتصل هو ولده آدم كأنه يذكره بأن لديه ما يخشى عليه ظل حمزة يمازحه ويمرح معه وبعدما أغلق الخط نظرت له ندى نظرة ذات مغزي التقطها هو فورا فقال بصوت غاضب :
- ولا يقدر يقربله أنا اعرف احمي ابني كويس
- ندى بهدوء موضحة : يا حضرت الرائد أنا مش عايزة أسببلك أي مشاكل الجواز هو الحل الأسهل واللي هيبعده عني من غير أي أذى ليك أو لأي حد يخصك أنا مش هحمي نفسي وأأذيك أنتا مجرد ما هبعتله صورة قسيمة الجواز ويتأكد إني اتجوزت ومش أي حد واحد ليه سلطه ونفوذ زيه وممكن أعلى منه على ما فهمت منك أنك رائد على وشك ترقية لمقدم فلما يعرف كده هيبعد عني ويسيبني ف حالي وبمجرد سفر أختي هتكون كل حاجه اتحلت ومش هيكون ليا نقطة ضعف يضغط عليا بيها وممكن حتى أسافر معاها
- هي أختك مسافرة فين وليه ؟وأمتا ؟
- مسافرة المانيا عند خالي هي دكتورة وهتسافر كمان شهرين عشان تاخد الماجيستير من هناك وممكن الدكتوراه كمان وديه المدة اللي عايزة أفضل متجوزاك فيها
- موافق
- نعم موافق عل أيه ؟
- عل الجواز
- أحم بس في حاجة عايزة اقولك عليها الأول قبل منتجوز
- حاجة أيه ؟
- ندى وهي تفرك يديها بخجل : يعني ..يعني أنا ..أنا
- أنتي أيه ؟مالك مترددة ليه قولي اللي أنتي عايزاه علطول
- ندى وقد احمرت وجنتها بشدة قائلة محاولة أن تتحاشى النظر إليه :أنا مش .........
يا تري ندي عايزة تقول ايه ؟؟وهل حمزه وندى هيتجوزوا فعلاا ؟؟ ندي بريئه وتحتاج للمساعده حقا ام انها خدعه من احدهم ؟؟
انتظرونيي في الحلقه القادمه
استغفر الله العظيم واتوب إليه
هدير محمود علي
ربي إني لما انزلت إلي من خير فقير
الفصل الثاني
- ندى وقد احمرت وجنتها بشدة قائلة محاولة أن تتحاشى النظر إليه :أنا مش عايزة أتجوزك جواز بجد وطبعا مش قصدي أحرمك من حقوقك ديه بس أنا هفضل ملك لجوزي ومش هينفع أكون زوجة لأي راجل تاني
- حمزة باستغراب : بس جوزك ده مات مش معقول هتفضلي عمرك كله من غير جواز
- ندى بأصرار: هو هيفضل عايش جوايا حتى لو كل الناس قالت أنه مات
- بضحكة ساخرة : كلكم بتقولوا كده ف الأول ومجرد ما تلاقي راجل أحسن منه هتحبيه وهتنسي جوزك ده خالص
- ندى بأسي : انسى! بس هو ميتنسيش.. وبعدين لو مش موافق ده حقك لكن خلاص انسى موضوع الجواز ده خالص
- حمزة بمرح :موافق يا ستي أنا كده كده مبفكرش ف الجواز ومش فارق معايا الستات أصلا بصراحة عدم وجودكم ف حياتنا راحة
- ندى:اها تمام طالما من حزب معارضة يبقا يلا بينا على المأذون
- حمزة متسائلا بعدم فهم : حزب معارضة ؟ مش فاهم ؟
- ندى بتوضيح : قصدي يعني طالما بتكره الستات ومش بتيطقهم يبقا نتمم الجوازة ونتوكل عل الله
- بس هنتجوز النهارده علطول كده ؟
- أه خليني أخلص من الكابوس ده
- حمزة موضحا : بس يا آنسة ندى في حاجة ممكن تبقا غايبة عنك ثم أردف قائلا حضرتك بكر ولازم وجود ولي مينفعش تجوزي نفسك لازم حد من عيلتك يجوزك ليا
- ابتسمت ندى وظن هو أنها ابتسامة تفهم لكن حينما تحدثت علم أنها ابتسامة سخرية قالت بكل هدوء : الظاهر إن في حاجة غايبة عن حضرتك أنتا ، أنا لسة قايلة إني مدرسة عربي ودين وأكيد معلومة بسيطة زي ديه عندي على العموم متقلقش ليها حل
- حمزة وقد رفع حاجبيه متسائلا : حل أيه ؟
- هكلم خالي وأقوله يحصلنا على هناك وهفهمه أننا مستعجلين عشان أنتا مسافر وعايز نتجوز قبل سفرك وأنتا هتظبط الدنيا هناك على ما أجيلك أنا وأكون قدرت أظبط ورق سفري أنا كمان
- حمزة مستفهما : طب لما أنتي عندك خال ليه ملجأتيلهوش عشان يحميكي
- ندى بإبتسامة مشفقة : خالي راجل على قد حاله موظف حكومي وعنده أربع ولاد ربنا يباركله فيهم هيحميني أزاي ويشيل همي وهو لا سلطة ولا مال ربنا يعينه على اللي عنده كمان علاقتي بيه ضعيفة مش قوية زي ما أنتا متخيل الدنيا تلاهي يا سيادت الرائد
- حمزة بتفهم : عندك حق طب كلميه فهميه الدنيا وبعدين نتحرك
- مااشي بعد أذنك ثواني هكلمه وأجيلك
ذهبت ندى لتحادث خالها وتخبره بأمر زواجها لحظات وعادت إلى حمزة مجددا صمتت ل ثواني وكأنها تفكر في أمر ما لاحظ حمزة شرودها ف تسائل قائلا :
- مالك ؟ سرحانة في أيه ؟ خالك موافقش ؟؟
- تنهدت ندى تنهيدة طويلة ثم أخيرا نطقت بحزن : لأ وافق وهيجي يقابلنا كمان ساعة
- أمال زعلانة ليه ؟؟ كنتي عايزاه يرفض ؟!
- ابتسمت ثم تحدثت بشرود وكأنها تحادث نفسها :كان نفسي يرفض أو يسأل أكتر يحاول يفهم يحسسني أنه خايف عليا كان نفسي أحس أن ليا ضهر أنا عذراه وعارفة همومه ربنا يعينه عليها بس مجرد أمنية صمتت للحظات ثم أردفت بتردد وهي تصرح له بمكنونات صدرها قائلة أنا مش عارفة أنا رايحة على فين وإذا كان قراري بجوازي منك صح ولا غلط بنقذ نفسي ولا بغرقها أكتر أنا مبقتش عارفة ولا فاهمة حاجة بس للأسف مضطرة على ده ومفيش ف ايدي حل تاني
- نظر لها حمزة بإشفاق ثم قال بنبرة هادئة محاولا بها بث الطمأنينة ف نفسها : متخافيش مني أنا عمري ما هكون سبب لأي أذى ليكي ومش هكون كمان حمل عليكي ك زوج يعني مش هطالبك بأي حقوق أو واجبات وهحاول أكون ليكي ضهر طول المدة اللي هتكوني فيها مراتي عايزك تثقي فيا
- ندى بابتسامة ساخرة قد شقت طريقها لشفتيها قائلة : مفيش أصلا قدامي حل غير إني أثق فيك وأمري لله ثم أردفت بلهجة جادة : يلا بينا نتحرك على المأذون بس خلينا نخرج من باب المدرسة اللي ف الناحية التانية مش عايزاه يعرف إني خرجت
- مااشي يلا بينا ..نسيت أسألك معاكي الورق اللي هيطلبه المأذون يعني بطاقتك وشهاده وفاة جوزك وصور كده ثم خبط مقدمة رأسه بيده قائلا أوووف أنا مش معايا صور
- الورق معايا وبالنسبة لموضوع الصور مفيش مشكلة نتصور واحنا ماشيين في أماكن بتطلع الصور ف نفس الوقت
- تماام
- يلا بينا بقا بص استناني بره وأنا هستأذن وأجيلك
- ماااشي
خرج حمزة أولا ثم أستأذنت ندى من عملها ولحقت به في الخارج من الباب الخلفي للمدرسة وحينما توجه حمزة ل ركوب سيارته ليتوجها حيث المأذون اعترضت ندى قائلا :
- أنا أسفة يا حضرت الرائد بس مش هينفع أركب معاك عربيتك لوحدنا ممكن ناخد تاكسي أو حضرتك تقولي على المكان وأنا هاجي لحضرتك فيه وأنتا تسبقني بالعربية اللي يريحك
- نظر لها حمزة بغيظ ثم هتف متسائلا : ومش هتركبي معايا العربية ليه أكيد يعني مش هخطفك
- ندى بتوضيح : أنا عارفة أنك أكيد مش هتخطفني بس حضرتك راجل غريب عني ومينفعش اركب معاك العربية لوحدنا ديه تعبر خلوة ف لوسمحت ريحني
- حمزة عابثا بيده في خصلات شعره السوداء :خلوة ! هو احنا رايحين عند المأذون نعمل أيه؟ نلعب! ما احنا رايحين نتجوز يعني بعد شوية هتبقي مراتي
- ندى : لما ابقى مراتك عادي لكن دلوقتي مش هينفع واتفضل بقا عشان منتأخرش ها هتعمل ايه ؟
- حمزة مستسلما : أمري لله يلا هقفل عربيتي وآجي معاكي ونركب تاكسي يلا بينا
- ندى : ماشي شكرااا بس لو عايز ممكن تركب عربيتك ومتشغلش ب.....
- قاطعها حمزة قائلا : كفاااية رغي ويلا قولت هآجي معاكي اتفضلي بقا قدامي
- ندى بخجل : لأ اتفضل حضرتك وأنا وراك علطول
- فهم حمزة خجلها فقال مشاغبا : متخافيش مش هبص عليكي ما قولتلك نفسي مسدودة من كل الستات
- ندى بابتسامة : معلش بردو ده الصح والصح يتعمل بصرف النظر عن أي حاجة اتفضل حضرتك
تحرك حمزة وهي خلفه أشار ل تاكسي وتوقف على الفور ف أبلغه بوجهته ثم انطلق سريعااا ذهبا لاستديو تصوير ثم بعده توجها حيث مكان المأذون وهناك قابلا خالها الذي وصل للتو حينما وصلا هما أيضا تعرف على حمزة ورحب به ثم صعد الجميع لاتمام عقد الزواج ....
جلس حمزة غير مبال لما يحدث حوله المأذون يكتب وينظر في الأوراق ويدون أمر ما ف ألقى نظرة سريعة على ندى التي كانت تجلس على الكرسي المقابل له لمح دمعة تغالبها في السقوط كانت تتنفس بصوت عال وصدرها يعلو ويهبط يبدو أنها تذكرت زوجها الراحل كانت على وشك الانهيار حينما قطع المأذون شرودها حينما طلب من خالها أن يضع يده في يد حمزة وبدأت مراسم الزواج الشفهية وما أن انتهى حتى دعا لهما قائلا بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
ياالله ما هذا الوجع الذي يسكن قلبها في تلك اللحظة زفرت ندى زفرة حارة محاولة كبت هذا الألم الذي أضناها بشدة وهي ترى زوجها الراحل بدلا من حمزة تذكرت كم كانت سعيدة يومها والآن هي تتجرع مرارة فراقه هي على اعتاب زوج آخر سواه صارت من الآن على أسمه حتى لو كان مجرد عقد صوري لحمايتها لكنها معنويا كانت محطمة حاولت لملمة أشلائها المبعثرة أثر هذا الزواج الذي أدمى قلبها بشدة كانت تود أن تبقى ملكا ل زوجها الراحل عن دنياها الخالد في قلبها فقط حتى لو كانت تلك الملكية مجرد أسم في ورقة زواج !!
كم تود الآن أن تصرخ بهم لتوقف تلك المهزلة التي اختارتها هي لتتلوى ألما الآن مما حدث للتو ..تود الآن أن تلقي بنفسها بين ذراعي حبيبها الذي فقدته بجسده لكن روحه أبت أن تفارقها روحه تسكنها تتشبع بكل أنش بها وكأنها هو ياالله حتى تفكيرها الآن فيه أصبح لا يحل لها فهي أصبحت زوجة لهذا الحمزة ولا يحق لها أن تشرد حتى بفكرها في غيره
لسان حالها يوبخها قائلا ماذا فعلتي بالله عليكي يا ندى في نفسك حتى الخيال أصبح محرما عليكي، تشعر وكأن أحدا ينزع روحها أنتزاعا تذكرت حينها لحظة الموت وملاك الموت يسحب الروح لتفارق الجسد وتسائلت هل هذا الشعور يشبه ما تحسه الآن أم أقسى هذا ما جال بخاطرها في ذلك الحين ف دعت الله في سرها أن يجعل روحها طيبة تخرج في سلام ....
قطع تفحص حمزة بها في هذه اللحظة والذي لم يكن سببه سوى الاشفاق عليها مقدار الألم الذي ارتسم بحرفية على ملامحها كفيلة لتخبر ناظرها أنها تصارع من أجل ألا تفلت دمعتها الخائنة التي كادت تخنقها حتى طلب منه خالها أن يتحدث معه لحظات قبل أن ينصرف وبالفعل قام من أمامها ووقف ليتحدث معه ألقى حمزة نظرة قصيرة على هذا الرجل الواقف أمامه والذي صدقت ندى لا يقوى أبدا على حمايتها ف عيناه محملة بالهموم التي تثقل كاهله ويظهر هذا جليا حتى على جسده النحيل وصوته الأجش الذي يحدثه الآن قائلا :
- أنا مش عايز أوصيك على ندى يا ابني هي تعبت ف حياتها أوى من يوم ما أمها ماتت وهي طفلة متعرفش حاجة في الدنيا وبعد شوية ابوها اتجوز واحدة معاملتهاش بما يرضي الله ومعرفتش تحبها أبدا فضلت ندى محرومة من الحنان اللي بتحتاجه كل بنت حتى ابوها مقدرش يعوضها عن أمها اللي راحت وسابتها ندى يا ابني ملهاش حد ثم ابتلع غصة تشكلت بحلقه وأردف بألم حتى أنا زي ما أنتا شايف راجل على قد حالي متعلق ف رقبتي كوم لحم ضهري انحني من همومهم معرفتش أكون لها السند ولما خلاص بدأت تفرح وتحس أن ربنا هيعوضها عن الأيام الصعبة اللي عاشتها واتجوزت الراجل اللي قلبها اختاره ربنا استرد أمانته ورجعت ندى لوحدها تاني هي اتكسرت واتوجعت أوي من بعده كنت بقول مستحيل تتجوز غيره بس الحمد لله أنتا شكلك ابن حلال وهتكون أنتا أكبر عوض ليها عن كل حاجة ندى شافتها ف حياتها أديها يا ابني الحنان اللي اتحرمت منه وكون ليها السند اللي محتاجاه خليك دايما ف ضهرها وابقى أنتا كل عيلتها اللي اتحرمت منها وأعملوا عيلة وخليها سعيدة لأنها بجد تستاهل ده مش هتلاقي ف الدنيا كلها حد ف برائتها ورقتها وف نفس الوقت قوتها بس ورا جدار القوة الهش ده بركان ضعف ممكن يثور ف أي لحظة لازم تقدر تحتويه وساعتها بس ندى هتحس بالأمان وهتظهر وقتها بشخصيتها الحقيقية ديه وصيتي ليك يا ابني وأتمنى تحفظها
- أوعد حضرتك إني هحافظ عليها وأبذل كل جهدي عشان تبقى سعيدة وحاسة بالأمان
وجد حمزة نفسه دون أن يدري يجيبه بوعد لا يعلم لما من الأساس قطعه على نفسه وهو يعلم جيدا طبيعة علاقتهما هل لأنه أراد أن يطمئن هذا الرجل المثقل بالهموم فلا يحمله هما آخر أم أن أشفاقه عليها هو من دفعه لقول ذلك انتهى الأمر وانصرف الخال ولم يتبقى سوى حمزة وندى حينما هبطا لأسفل طلبت منه أن ينصرف ويتركها وهي ستصرف أمورها لكنه أبى ذلك وأخبرها أن عليه العودة مجددا لمكان عملها حيث يصف سيارته
ركبا تاكسي آخر وحينما وصلا وقبل أن ينصرف حمزة وتذهب هي إلى وجهتها أخبرها قائلا :
- لو احتجتي أي حاجة كلميني أنتي دلوقتي مراتي ومسئولة مني
- أجابته ندى بهدوء مخالف للنيران التي استعرت في قلبها حينما تفوه بكلمة مراتي لكنها لم تود أحراجه فقالت : شكرا لحضرتك يا سيادت الرائد أنتا مش ملزم بأي حاجة تجاهي كفاية اللي عملته عشاني وإن شاء الله مش هزعجك ومشكلتي هتتحل وهحلك من الرابط ده عشان ترجع لحياتك الطبيعيه
- إن شاء الله كل حاجة هتبقى تمام ثم وضع يده في جيب بنطاله واخرج منها كارت صغير مدون عليه أرقامه قائلا ده الكارت بتاعي فيه كل أرقامي لو احتاجتيني أكيد هتلاقيني
- ندى بامتنان : شكرا ليك جدا وبعد أذنك لازم أرجع شغلي تاني عشان اتحرك من جوه وقبل أن تنصرف عادت ببصرها إليه متسائلة باهتمام هو القسيمة هنستلمها أمتا ؟
- كمان يومين وده بعد ما ألحيت عليه
- ماشي طيب ممكن أول متوصلك توصلهالي بسرعه خليني أخلص من الكابوس ده
- ماشي أول ما تجيلي يا أما هبعتهالك مع حد أو لو عرفت هجيبهالك أنا بنفسي
- لأ متتعبش نفسك ابعتها مع أي حد
- هشوف على حسب الظروف يلا ادخلي أنتي أتفضلي
- مااشي سلاام
- سلااام
ركب سيارته مجددا وانطلق بها حيث مكان عمله ، مر اليومان وأرسل أحد المخبرين الموجودين في القسم لاستلام قسايم الزواج وأوصلها لها مع البواب لانها كانت مازالت بعملها وانطلق هو نحو صالة التدريب الرياضي الموجود بها صديقه عمر فهو انشغل عنه اليومان الماضيين ولم يقابله وحينما رآه عمر مازحه قائلا :
- الناس المختفية من أول امبارح فينك يا حمزة باااشا أيه تكونش اتجوزت وأنا معرفش "كان يقولها ساخرا "
- نظر له حمزة بغيظ ثم أماء رأسه بالايجاب
- ظن عمر أن صديقه هو الآخر يبادله المزاح فأردف قائلا : وده من أيه ده يا حموزي أيه قررت أخيرا تتنازل عن دور الراهب ويا ترى مين بقا اللي كسرت حصون حمزة باشا الشاذلي ثم أردف بنفس النبرة المازحة أكيد ملاااك ..ملاااك ف أوهامك أو حور عين من الجنة
- حمزة بجدية : عمرر أنا مبهزرش أنا فعلا اتجوزت
- عمر بصدمة : أيه أتجوزت بجد ؟؟ واتجوزت مين ؟وأمتا ؟؟ وأزاي متقوليش ؟؟
- حمزة بابتسامة ساخرة : مش لما أقولي أنا الأول
- عمر بعدم فهم : يعني أيه ؟؟ حمزة أنتا بتتكلم بجد ولا بتهزر ؟؟
- حمزة : وهي الحاجات ديه فيها هزار والله اتجوزت من يومين
- عمر وقد ارتسمت علامات الدهشة على وجهه جليه ثم قال : أوعى تكون رجعت ل بريهااان
- حمزة بنفور : أعوذ بالله ليه السيرة الغم ديه بريهان أيه اللي ارجعلها ده أنا ماصدقت خلصت منها وبعدين بلاش أم سيرتها عشان بتيجي على السيرة
- عمر : طب سيبنا من ست بريهان أحكيلي اتجوزت مين وأزاي
- حمزة موضحا : يا عمر أنا متجوزتش زي ما أنتا فاهم
- عمر وقد أصبح لا يعي شيء مما يقوله صديقه : يعني أيه متجوزتش زي ما أنا فاهم مش أنتا اللي بتقول اتجوزت متجننيش يا ابني الله يكرمك
قص له حمزة سريعا وباختصار قصته مع ندى مع اجتياز نقطة انتحارها لكنه أخبره بدلا منها أنها كانت تمر بظروف عصيبة وتعرضت لموقف قاسي وخشى إن لم يتزوجها فتعود لتجربة نفس الموقف مرة آخرى لذا وافق على زواجه منها
- عمر بدهشة من صديقه : أنتا اتجننت يا حمزة أزاي تتجوز واحدة متعرفهاش وتخليها تشيل أسمك أنتا ناسي أنتا مين يا باشا ولا أيه وناسي نفوذك اللي ممكن أي حد يستغله وناسي حتى طليقتك بريهان اللي ممكن ببساطة تكون هي اللي ورا البنت ديه
- حمزة بعدم تصديق لكلمات صديقه : أيه يا عمر الأفلام وجو المؤامرات اللي أنتا عايش فيها ديه البنت شكلها طيبة وفعلا محتاجة للمساعدة وأنا ساعدتها وخلاص وهتعمل أيه يعني بمجرد ورقة جواز
- عمر بغيظ من صديقه : والله أنتا باين عليك غبي يا حمزة أنتا أكيد ليك اعداء وممكن ببساطة يستغلوك عن طريق البنت ديه وورقة الجواز اللي حضرتك مستقل بيها ديه يتعمل بها عمايل ومصايب كتيير أنتا ف غنى عنها أنا اللي هقولك يعني يا حضرت الرائد قال كلمته الأخيرة ساخرا
- حمزة وهو يحك موخرة رقبته من الخلف قائلا بلامبالاة : سيبها لله يا عموور مفيش حاجة هتحصل بإذن الله اطمن يا صاحبي
- عمر : يا ابني طب لو بيري عرفت تفتكر هتسكت ولا هتقلب الدنيا ده أنتا من غير متتجوز وهي قرفاك ومش مخلياك عارف تشوف آدم وكل ده على أمل أنك تزهق وترجعها تخيل بقا لما تعرف أن جنابك أتجوزت هتعمل أيييه
- حمزة بغضب: ولا تقدر تعمل حاااجة أنا سااااكت عليها بس عشان أبوها لكن قسما بالله لو فكرت تعمل حاجة أنا هوريها حمزة ممكن يعمل أيه للي يفكر يفكر بس يحرمه من ابنه وبعدين قولتلك اقفل على أم سيرتها ديه بقا مش....
قاطع كلماته الغاضبة رنين هاتفه والذي كان كما توقع قبل أن ينظر في شاشته عن هوية المتصل هي بريهان طليقته التي يشعر أن لديها قرون استشعار بمجرد ذكر اسمها يجدها تتصل به قبل أن يجيبها زفر غاضبا ثم نظر لعمر بغيظ قائلا وكأنه من استدعاها :
- عجبك كده أهي جت على السيرة يااارب صبرني
ثم أخيرا أجابها محاولا أن يرتدي قناع البرود حتى لا ينفجر بوجهها صائحا فقال ببرود معاكس لرغبته الشديدة في صب جم غضبه عليها :
- خير يا بيري ؟
- أتاه صوتها الغاضب كالعادة ولكنه كان أكثر حدة قائلة : أنتا اتجوزت عليا يا حمزة
وحينما لم يجيبها زاد حنقها وغضبها ف كررت بنبرة أكثر حدة
- رد يا حمزة أنتاااا أتجوزت علياااااا
- حمزة بدهشة لم يستطع أن يخفيها : وأنتي عرفتي منين ؟ أنتي بتراقبيني يا بيري ؟؟
- بكل وقاحة أجاابت : أيوه براقبك ورد بقا على سؤااالي أنتا اتجوزت عليا؟؟
- حمزة ببرود أكبر ليغيظها : طالما بتراقبيني يبقا مش محتاجة تسألي لأنك عارفة الاجابة وعشان أريحك أكتر لو عايزة يعني تسمعيها مني أيوه يا بيري أتجوزت بس في حاجة غلط ف كلامك يا حبيبتي مسمهاش اتجوزت عليا عشان أنتي أصلا مش على ذمتي فاسمها أتجوزت بس أنتي عايزة العروسة الجديدة تزعل ولا أيه" قال جملتها الأخيرة ليغيظها"
- تجاهلت بيرهان حديثه وأكملت صارخة : بقا بتتجوز عليا يا حمزة أنتا شكلك ناسي أنا بنت مين واقدر أعمل أيه و
- قاطعها حمزة قائلا متجاهلا نبرة التهديد الجلية في صوتها: أنا مش مصبرني عليكي غير أنتي بنت مين ديه أبوكي أنا مش خايف منه لكن احتراما له أنا بعتبر سيادة اللواء مكان والدي الله يرحمه وبعتبره كمان الأب الروحي ليا وهو عمره ما عاملني غير معاملة طيبة ووقف جنبي لحد ما وصلت لمكانتي ديه وأنا مدينله بالفضل وعشان كده أنا ساكت على قرفك لكن لولاه بجد مكنتش عارف ممكن أتصرف معاكي أزااي
- بيرهان بلهجة ساخرة : أه وعشان كده بتردله الجميل ف أنك تتجوز على بنته
- حمزة بنفااذ صبر : بريهاااان قولتلك أنتي مش مرااااتي عشان أتجوز عليكي فوووقي بقا احنا اتطلقنا من أكتر من 3 سنين وأنتي لسه عايشة في الأوهام أحنا لا يمكن نرجع لبعض تاااني فاااهمة لا يمكن
- بريهان بغضب : وأنا مش عايزة نرجع ل بعض لكن بردو متتجوزش زي ما أنا كمان مش هتجوز مينفعش حاجة ف يوم كانت ملك بريهان راشد تبقى ملك حد قبلها ولا بعدها
- حمزة بغضب : حاجة ؟؟ أنا مش حاااجة يا هااانم ولا أنا ملكك فوقي وركزي كده أنا حر أعمل اللي أنا عايزه وأتجوز بعدك براحتي ده لو افترضنا أصلا أن جوازي منك ده محسوب أنا بعتبر فترة جوازنا ديه كنت منفي بره الدنيا والحمد لله رجعت وخلصت منك
- بريهان بغيظ : ماااشي يا حمزة ابقى وريني بقا ازاي هتشوف أدم مش أنتا بالنسبالك فترة جوازنا منفى خلاص اتحرر بقا من كل حاجة بتفكرك بيها وأولهم ابنك اللي مش هخليك تشوفه تاني و
- قاطعها حمزة بغضب عاصف : قسما بالله يا بريهان لو فكرتيي بس تبعدي ابني عني ل هتشوفي مني وش عمرك ف حياتك ما شوفتيه واتمنى متشوفيهوش عشان هتزعلي جااامد ووريني بقا هتعملي أيه وأعلى ما في خيلك اركبيه آدم هيفضل ابني وهشوفه وقت ما احب ولو فكرتي تعملي أي حاجة هاخده منك خااالص وهندمك ندم عمرك ومتهيألي أنك عارفة إني أقدر أعمل ده
انهى حديثه ثم أغلق في وجهها الخط وهو يشدد على خصلات شعره بغضب يكاد يقتلعها نظر له صديقه بإشفاق وخوف من غضبه الذي يعلم تماما أنه لو ترك لنفسه العنان لأحرق هذه الباري حية فقال محاولا امتصاص غضبه :
- خلاااص يا صاحبي اهدا هي بس بتهرتل بأي كلام من غيرتها وأكيد مش هتعمل حاجة
- حمزة بغضب : ولا تقدرر تعمل حاااجة أصلااا أدم خط أحمر ما عاش ولا كان اللي يحرم ابني مني ويحرمني منه وأنا على وش الدنيا
- عمر بتفكير : بس هي عرفت منين أنك اتجوزت ؟ لتكون زي ما قولتلك هي اللي زقت البت ديه عليك عشان تشوف مثلا هتعمل أيه
- حمزة وقد لوى شفتيه :لأ يا عمر معتقدتش وبعدين هتبعتلي واحده عشان تتجوزني أزاي يعني
- عمر : مش عارف ممكن تكون كانت تقصد ت....
قاطع حديث عمر رنين هاتف حمزة مرة ثانية لكن تلك المرة برقم غريب أشار ل صديقه حتى يصمت الذي حدثه أنه سيذهب لاحضار أي مشروب ليهدأه حتى ينهي هو مكالمته تحرك عمر وأجاب حمزة على المتصل الذي ما إن فتح الخط حتى أتاه صوت أنثوي مرتعش قائلا :
- حضرتك الرائد حمزة ؟؟
- أيوه أنا الرائد حمزة مين ؟
- أجابته بتلعثم : أناااا ..أنا ندى
- وكان قد نساها في ثورة غضبه ف هتف متسائلا : ندى مين ؟؟
- ارتبكت ندى هي لم تتوقع أنه نساها هكذا : ندى جارتك و..و
- وكأنه تذكرها فجأة فقال : ندى مراتي؟؟
ياالله كم وقع هذه الكلمة قاس عليها بسهولة هكذا ينسبها ل نفسه وهو حتى لا يذكرها فقالت ب توتر واقتضاب :
- أيوه
- حمزة بنفاذ صبر : خير ؟؟ في حاجة ؟؟
- توترت ندى أكثر من لهجته الحادة فقالت بأسف : أنا آسفة إني بزعج حضرتك بس غصب عني والله مكنتش عايزة أدوشك بس أنا...
- قاطعها حمزة : ممكن من غير مقدمات لأنك كده فعلا بتدوشيني وأنا قرفان وروحي في مناخيري ومش طايق نفسي حتى ف اتكلمي علطوول
- ندى وقد ألجمتها الصدمة من استرسال حديثها إليه وقد شعرت بثقل تلك المكالمة أكثر منه لكن لا مفر منها وقبل أن تنطق مرة آخرى وجدت صوته الحاد الغاضب يصرخ بها
- هاااا اتكلمييي هفضل مستني جنابك كتير لحد ما تنطقي
- ندى بتلعثم وارتباك وصوت مختنق بالدموع : أصل ..أصل يعني ..ثم ابتلعت غصتها بحزن وهي تود اغلاق الخط في وجهه لكنها اردفت وهي تعض على شفتيها بألم يعتصر قلبها : هو ..هو كلمني وبعتلي وقالي أنه مش مصدق القسيمة وإني اتجوزت وبيقولي أنه هيجيلي بنفسه عشان يتأكد ويباركلي وأنه حتى لو أنا اتجوزت ف ...ف هو مش هيسبني ل راجل تاني من غير ما ..ما ياخد اللي هو عاوزه مني
- قاطعها قائلا بغضب أعمى وقد دار برأسه الاحتمالات التي قالها له عمر وانها قد تكن على اتفاق مسبق مع بريهان أو انها خطة للايقاع به فقال بحدة : بصي بقا يا استاذة أنتي طلبتي اتجوزك وأنا عملت ده لكن أكتر من كده أنا مليش دخل مشاكلك حليها بنفسك ده لو كان عندك مشاكل فعلا أنا فيا اللي مكفيني ومش ناقص مشاكل ولا وجع دماغ تاني يلا أنا مضطر أقفل دلوقتي عشان مشغول سلااام
أغلق الخط للمرة الثانية لكن تلك المرة في وجه ندى دون أن يمهلها فرصة للحديث نظر ل عمر الذي أتي مع نهاية المكالمة وظل واقفاً أمام صديقه الذي بدا عليه الشرود والتفكير وأخيرا خرج عن صمته قائلا :
- شكل عندك حق أنا حاسس إني اتسرعت لما اتجوزت واحدة معرفهاش وصدقت الفيلم اللي حكته ده مش غريبة يعني تتصل بيا بعد مكالمة الزفتة بيري ثم تنهد بعمق قائلا بضيق أنا لازم أنهي موضوع الجوازة ديه النهارده قبل بكره ..ثم نظر لصديقه مازحا طب بما أنك مش عندك مشاكل ومش متجوز متتجوزها أنتا
- عمر : لاااا يا عم جوااز أيه هو بعد اللي شوفته معاك ده أنا هفكر أتجوز أصلا وبعدين هو أنا مجنون زيك عشان اتجوز واحدة معرفهاش
- حمزة بجدية : ألا صحيح يا عم العاقل أنتا مبتتجوزش ليه ؟؟ثم اردف بلهجة تحذيرية : هاا اعترف؟؟
- تنهد عمر تنهيدة طويلة ثم قال : ملقتش اللي تخطف قلبي زيها كأنها كانت حلم جميل صحيت منه قبل حتى ما أبدأه
- حمزة بتساؤل : هي مين ديه ؟؟
- عمر بابتسامة تحمل كل معنى الاشتياق الذي ظهر جليا في عيناه : هي أجمل بنت في الدنيا مشوفتش ف رقتها واحترامها وخجلها اللي كان دايما أجمل حاجة فيها كانت مدرسة زميلتي ف المدرسة اللي كنت شغال فيها قبل ما آجي القاهرة حبتها أوي وحسيت ب رابط غريب بيربطني بيها حنين ليها كأني أعرفها من زمان حاجة بتقول أنها تخصني وكل ده من غير ما نتعامل كتير لأنها كانت متحفظة في الكلام مع زمايلها الرجالة واللي أنا كنت واحد منهم لكن مع ذلك كان اللي شوفته منها كفاية أويي عشان أحبها وابقى عايز ارتبط بيها وف يوم ما قررت أصارحها بحبي ده وأعرض عليها الجوازكنت للأسف أتأخرت أووي لأن يومها لقيتها داخلة الأوضة بتاعت المدرسين وبتوزع شكولاته ولما سألتها عن السبب قالتلي بمناسبة كتب كتابها شوفت المفاجأة يعني حبكت أفكر في الاعتراف يوم جوازها يعني حتى مبقاش ليا الحق أعبر عن مشاعري ديه لأنها بقت ملك ل راجل تاني خلاااص باركتلها واتمنتلها السعادة من قلبي وأنها تكون اختارت الراجل اللي يستحقها واللي يقدر يسعدها لكن بيني وبينك مقدرتش أشوفها قدامي كل يوم ف سيبت المدرسة والمحافظة كلها ونزلت القاهرة وغيرت الكرير بتاعي زي ما أنتا عارف بعد ما قابلت ياسين واقترح عليا موضوع المشاركة في الجيم ده والباقي أنتا عارفه
- حمزة بدهشة : بس ديه زمانها أتجوزت يا ابني ومش بعيد تكون خلفت كمان أنتا بقا هتفضل عايش على الأطلال
وقبل أن يجيبه عمر وجد حمزة هاتفه يرن مرة آخرى ب رقم ندى فقال بغيظ قبل أن يفتح الخط :
- لأ بقا ديه عايزة تتهزأ وشكلها مبتفهمش أيه ارمي عليها اليمين ف التليفون واخلص هي ناقصة زن ست تانية كمان
- أشار له عمر بأن يفتح الخط ثم قال : اسمع هتقولك أيه المرادي بقااا أما نشوف
فتح الخط ليجيبها لكنه قبل أن ينطق سمع صوتها تصرخ صرخة هلع لها قلبه!!!!
يا ترى أيه اللي حصل ل ندى ؟؟ وهل فعلا هيا متفقة مع طليقة حمزة لخداعه ؟؟
لو ندى احتاجت مساعدة حمزة هيساعدها ولا لأ ؟؟ مفاجأة أخرى بانتظاار أحدهم يا ترى هيا ايه ولمين ؟؟ كل هذا وأكثر سنعرفه في الفصل القادم فانتظرونييي في الحلقه القادمة
اللهم انت ربي لا إله إلا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت وابوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
الفصل الثالث
فتح الخط ليجيبها لكنه قبل أن ينطق سمع صوتها تصرخ صرخة هلع لها قلبه قبل أن يكتم أحدهم صوتها ويسمع صوت رجولي يتحدث بخبث قائلا:
- أيييه متتخضيش يا بيبي حد بردو يخاف من كيمو حبيبه تؤ تؤ تؤ أخس عليكي يا نودي معقووول كده ..أنا هشيل ايدي من على بوقك بس لو صرختي قسما بالله لتكون ديتك رصاصة أريحك فيها من الدنيا بس مش لوحدك عشان عارف أنك عايزة تروحي ل حبيب القلب أيوووه برافو عليكي زي ما فهمتي كده طلقة تانية ف دماغ أختك الدكتورة ونريحها هي كمان بالمرة ..أيوووه كده برافو عليكي أهديي ...ها عايزة تقولي أيه بقا
كانت ندى تشعر بالذعر يتملكها خشية أن يلاحظ هذا الواقف أمامها هاتفها التي أعادت الاتصال بحمزة الذي يستمع الآن للحوار الدائر بين كريم وبينها والذي مالبث أن سمع صوته حتى أشار ل عمر بأن يأتي معه وأخذ مفاتيح سيارته لينطلق سريعا حيث شقة ندى والتي من حسن حظها لا تبعد كثيرا عن مكان صالة الألعاب الموجود بها حاولت كسب الوقت لعل حمزة يأتي وينقذها وهو الأمل الوحيد في نجاتها من هذا الظالم المتجبر الذي لا يخشى الله فقالت :
- حرام عليك يا أخي أنتا عايز مني أيه بس سيبني ف حالي بقا هو الجواز بالعافية
- كريم بكل برود : عندي أناااا ..أااه بالعااافية وبعدين ما أنا قولتلك بالرضا بس أنتي مرضتيش ده حتى المثل بيقولك أيه أن جالك الغصب خده بالرضا بس نعمل أيه أنتي غبية يا حياااتي
- ندى وقد ابتلعت ريقها بخوف قائلة : بس أنا اتجوزت خلاص تقدر تشوف حياتك يا حضرتك الرائد وألف مين تتمناك غيري و....
وقبل أن تكمل حديثها وجدت يد كريم تمتد إليها لتصفعها بقوة أسقطتها أرضا وأسقطت معها هاتفها التي أسرعت بإخفائه بين طيات ملابسها قبل أن يلاحظها هذا الذي جذبها للتو من حجابها بعنف ليوقفها مرة آخرى ومن حسن حظها أنها مازالت ترتدي كل ملابسها بما فيهم حجابها لأنها لم تبدل ثيابها منذ أن عادت من عملها قال لها بصوت أشبه بفحيح الأفاعي لكنه لا يخلو من الحدة :
- أيااااكي ..هااا سامعة أياااكي يا ندى يا حبيبتي اسمعك تقولي غيرك ديه ولا تتخيلي للحظة إني ممكن أسيبك ل راجل تاني فاااااهمة قال كلمته الأخيرة صارخاا بها في أذنها مما أجفلها بشدة وجعل أوصالها ترتعد خوفا ورهبة منه
وأخيراااا وصل حمزة بعد دقائق مرت على ندى كأنها الدهر وأيضا لم تكن بالقليلة على حمزة الذي كاد يطير ليصل إليها قبل أن يطالها هذا الحقير بأي أذي وكان يستمع هو وعمر لما يدور بينهما عن طريق هاتفها وحينما صفعها هذا الجبان شعر وكأن تلك الصفعة قد هوت على وجهه هو ها هو يخلف وعده لها بحمايتها وقد تجرأ هذا الحقير وصفعها وما أن وصل حتى طوى درجات السلم تحت قدميه وأخيرا أصبح أمامها كان باب شقتها مفتوح وهذا الوقف أمامه يجذبها من يدها بعنف لتأتي معه خارجها ف هدر به بغضب قائلا :
- أنتا ميييين وبتعمل أيه ف شقة مرااتي ؟
لكن وقبل أن يجيبه كريم كانت ندى قد التفتت إليه فجأة وهنا صرخ عمر بدهشة :
- ندى !
- ولم تقل دهشتها هي الآخرى حينما هتفت بأسمه بتعجب : استاذ عمر
وإذا ب كريم ينظر ل عمر ثم يقول بلهجة ساااخرة :
- أنتاااا تاااني يا ابني مش قولتلك يستحسن متظهرش ف طريقي تاني
انتبه عمر إلى كريم وقد عرفه للتو بعدها لم يفكر لحظة واحدة بل انقض على كريم يهاجمه بعنف وهو يقول بحدة :
- أنتا حيوااان وديني لأعرفك مقامك بتمد أيدك عليها وعامل فيها راجل على واحدة ست وبتتحامي ف بدلتك يا كلب والله لأقلعهالك عشان متلاقيش حاجة تحميك مني
وقبل أن يجيبه كريم هدر حمزة بغضب من الجميع قائلا :
- بسسسس ممكن أفهم أيه اللي بيحصل هنا ثم توجه ببصره تلقاء صديقه متسائلا :أنتا تعرف ندى يا عمر ؟؟
ارتبك عمر على أثر سؤال صديقه المباغت ولاحظ حمزة ذاك التوتر لكن لم يكن حمزة بمفرده هو من أدرك هذا ف كريم ايضا لاحظ ذلك وحاول أستغلال تلك النقطة فقال بخبث :
- أنا مش فاهم هو مين فيكم جوزها أشار ل عمر أولا وقال أنتا ؟؟ ثم أشار ل حمزة وأردف : ولا أنتا ؟؟
- حمزة بغيظ : أنااا حضرتك لو مكنش عندك مانع وياريت جنابك كمان تعرفني مين سيادتك وتعرف مراتي منين ؟؟ ثم أردف ساخرا الواضح كده أن كل اللي هنا عارفين بعض وأنا الوحيد اللي الغريب عليكم وأن الاتنين الرجالة اللي واقفين قدامي ثم ابتسم ساخرا وأردف عارفين مراتي ف ياريت بقا حضراتكم توضحولي الأمر لو مكنش فيها أزعاج يعني
قبل أن ينطق عمر استغل كريم الفرصة مرة آخرى فقال ببرود يحسد عليه وقد مد يده لحمزة معرفا بنفسه :
- أنا الرائد كريم الرشيدي
لحظات تردد قطعها حمزة أخيرا ملتقطا كف كريم الذي مدها إليه منذ ثوان وقال باقتضاب معرفا بنفسه هو الآخر :
- وأنا الرائد حمزة الشاذلي ثم أردف قائلا بعنف وأبقى جوز ندى هانم ممكن بقا حضرتك تعرفني أنتا مين؟؟ وعايز من مراتي أيه ؟؟وتعرفها منين أصلا ؟؟
- حك كريم رقبته من الخلف قائلا بمكر : ندى تبقى حبيبتي قصدي كااانت حبيبتي ق...
- قاطعته ندى صارخة بعنف : حبيبتك ؟؟ من أمتا كنت حبيبتك ؟؟ منك لله يا أخي حسبي الله ونعم الوكيل فيك
نظر لها حمزة نظرة تحذيرية وأشار لها أن تصمت ثم أشار لكريم لأن يتم حديثه لكن هذه المرة قاطعه عمر قائلا بغيظ من صديقه :
- أنتا لسه هتسمعه ؟؟ ده حيوان وكل اللي بيقوله وهيقوله كدب ندى مستحيل تكون حبت البني أدم ده وبعدين ده ضربها بدل ما تاخد حقها واقف بتسمعله
- نظر له حمزة بغضب قائلا : عمررر مش عايز ولا كلمة دورك ف الكلام لسة مجاش ثم توجه ببصره تجاه كريم قائلا أتفضل كمل يا باشا
- ابتسم كريم ابتسامة ماكرة ثم أردف وهو يدعي الصدق : صدقني يا حمزة باشا اللي واقفه قدامك ديه وعاملة فيها ملاك طاااهر ديه شمااال أصلا وكانت....
- قاطعه عمر مسددا لكمه لأنفه جعلته ينزف على الفور وهو يقول بغيظ :مين ديه اللي شمال يا روح أمك والله ما حد شمال ولا..... زيك ندى ديه تبقا اشرف من مليون واحد من عينتك
- انطلقت شرارات الغضب من عيني كريم وهم بأن يرد ل عمر لكمته وهو يهدر به بغطرسة وغضب عاصف : أنتا مين يا حيوان أنتا عشان تمد ايدك عليا المرة اللي فاتت لقيت اللي ينجدك من تحت ايدي لكن المرادي أنا هوديك ف ستين داهية عشان تتربى وتتعلم الأدب
وقبل أن تصل يده إلى عمر الذي تفادى ضربته بخفة شديدة وكان كريم على وشك تسديد لكمة آخرى لكن صوت حمزة الذي مازال واقفا بمكانه بثبات يحسد عليه هو من جعله يتراجع حتى ينفذ ما انتوى عليه داخل نفسه
- حمزة موجها حديثه لصديقه : عمررر قولتلك سيبه يخلص كلامه ومتقاطعهوش تاااني وإلا أنتااا عارف
صمت عمر بعدما نظر ل عيني صديقه التي تلتمع بالغضب فقرر ألا يتحدث مرة آخرى لا خوفا من حمزة لكن خوفاا على ندى التي لن تحتمل غضبه هذا بمفردها لابد أن يبقى بجوارها حتى يدعمها وشعر في قرارة نفسه بالندم الشديد هو من زرع الشيطان برأس صديقه وشككه بها وها هو الآن واقف أمامها عاجزا عن الدفاع عنها ....
- هنا تحدث كريم محاولا أقصى درجات ضبط النفس : هعديهالك عشان حضرت الرائد بس وعشان الكلام اللي لازم يكمل عشان يعرف حقيقة حرمه المصون "قال كلمته الأخيرة ساخرا "ثم أردف قائلا بص يا حمزة باشا الهانم كانت بتحبني وأنا كمان كنت بحبها وكنا متفقين على الجواز خلاص لكن لانها مبيملاش عنيها إلا التراب بصت للاحسن وسيم أكتر أغنى رتبة أعلى ده قبل ما اترقى وأبقى رائد وسابتني عشانه وكان صاحبي على فكرة ثم وجه بصره تلقاء عمر وقال : هوه نفس الضابط اللي خرجك يوم الخناقة أياهااا ثم حك ذقنه بتفكير وأردف بمكر ويا ترى بقا أتعرفت على ندى هانم وهي على ذمته ولا هي كانت تعرفك قبله ؟؟
هم عمربضربه لكن وقف حمزة مرة آخرى حائلا بينهما ثم نظر ل كريم نظرة تحذيرية وأشار له بأن يتم حديثه
- فأردف كريم بعدما ارتسمت على شفتيه ابتسامة سمجة :بس يا باشا وهمت صاحبي إني أنا اللي بجري وراها وبضايقها وفارض نفسي عليها ومثلت وش البرءاة لحد ما صدقها وخسرني وضربني عشانها حاولت أفهمه لكن مسمعش ومفهمش إلا كلامها ولما مات رجعتلي تاني وحاولت ترجع الود القديم واقنعتني أنها لسه بتحبني وإنها بس كانت مشدودة ل صاحبي وأنه هو اللي فضل وراها لحد ما حبته أو افتكرت أنها بتحبه ده على حسب كلامها ليا بعد استشهاده ولأني لسه بحبها عملت نفسي مصدق كلامها ووافقت نرجع ونتجوز ومن فترة صغيرة لقيتها متغيرة ومكنتش أعرف سبب التغيير ده وقالتلي أنها خلاص مش عايزة تكمل في الجوازة ديه من غير متقول أسباب اتجننت عليها وحلفت أنها هتتجوزني ولو غصب عنها ودلوقتي بس عرفت سبب بعدها عني لقيت صيد جديد أكيد أفضل مني ه..
- قاطعه حمزة متسائلا : وأيه بقا م....
- قاطعه كريم هو الآخر مكملا سؤاله : أيه بقا مخليك مستحمل كل ده وأنتا عارف أنها مش كويسة ؟ مش ده سؤالك بردو يا باشااا
- أكتفى حمزة بإيماءة من رأسه
كريم وقد ضحك بكل صوته ضحكة أرعدت تلك الواقفة مشدوهة مما تسمع منه من أكاذيب قطع هو تلك الرجفة حينما قال :
- أصلها شبهي أوي أنا كمان كنت بعمل كده قبل ما أعرفها مش هكدب عليك ف نبقا شمال زي بعضنا يبقا ليه منتلمش على بعض بذمتك مش كده أحسن
- حمزة وقد ظهرت على شفتيه ابتسامة ساخرة : أحسن ..أحسن أوووي طبعا
- ندى وقد تحلت بشجاعة هي نفسها لا تعلم من أين أتتها تقدمت منه بخطوات واسعة واثقه ثم قالت : أنا شمااال ؟؟ ثم نظرت ل حمزة ورددت نفس الكلمة مرة آخرى أنا شمااال ؟؟ وكذلك فعلت مع عمر الذي أماااء برأسه في رفض قااطع لتلك الكلمة البعيدة عن وصف تلك الواقفة أمامه مصدومة وأخيرا نظرت لهم جميعاااا ثم خصت كريم بنظرة حارقة وقالت وهي تصرخ : فعلااا عندك حق أنا شماااال لحظة صمت قطعها صوت صفعة قوية على وجه كريم من يد ندى التي لا تعلم كيف فعلت ذلك وبتلك القوة ثم أردفت أنا كنت فعلا هبقا شمااال لو مكنتش عملت كده يا أقذر انسان أنا شوفته ف حياتي وابتعدت خطوة واحدة هنا أفاق كريم من صدمته وجذبها من معصمها بقوة وهو يصرخ بها قائلا :
- بتضربيني أنااا يا بنت ......" قال لفظ خارج "
لكن في تلك اللحظة وتلك المرة وجد يد حمزة تفض يدها من يده ونظر له نظرة صارمة قائلا بحزم :
- مينفعش تلمس مراتي وأنا واقف ومكنش ينفع تغلط فيها قدامي بس أنا هعذرك على رد فعلك بعد اللي هي عملته بس مش عايزك تتهور أو تنسى أنها طول ما هي على ذمتي هتفضل في حمايتي بس متخافش معتقدش هتستنى كتيير لأني بصراحة مش ناوي تفضل على ذمتي واحدة زيها فلما اطلقها تقدر تعمل فيها اللي يعجبك ودلوقتي بقا يااريت تتفضل من هنا ومش عايزك تتعرضلها بأي شكل من الأشكال لحد ما تعرف أنها مبقتش تخصني ساعتها أنا بنفسي هبلغك وابقى أتصرف معاها
كانت النيران تستعر في قلب كريم من أثر الاهانة التي تعرض لها جراء صفعة ندى المدوية له لكنه كظم غيظه ف ها هو وصل لما يريد على ما يبدو أن حمزة صدق تلك الكذبة التي قام بتأليفها وتلفيقها ل تلك النسمة الرقيقة التي عصفت بوجهه منذ لحظات وهذا ما أثارشغفه وولهه بها أكثر أنه حقا يعشق وداعاتها لكن لا مانع من بعض المخالب الرقيقة لتثيره أكثر فقرر التظاهر بالاستسلام والاحترام ل كلمات حمزة فقال :
- أواامرك يا حمزة باشااا عشان خاطرك أنتا بس هعديها واتشرفت بمعرفتك وف انتظار الأخبارالحلوة منك عشان القطة محتاجة تتربى عشان متخربش سلااام يا باااشا ثم نظر ل عمر ووقف أمامه للحظة ثم قال : وأنتا كمان حسابنا لسه هنساويه وأوعدك هتشوفني تاني
- ثم عاد وهمس في أذن حمزة بخبث قائلا: خد بالك من صاحبك ده لأن واضح زي ما أنتا شايف أن الحلوة كانت على علاقة بيه هو كمان بس غبائهم كشفهم دلوقتي قدامك
سمع عمر ما تفوه به كريم في تلك اللحظة ل صديقه ف هم باللحاق به ليوسعه ضربا لكن حمزة كان له بالمرصاد ف جذبه بقوة وأدخله بعد انصراف كريم نظر له عمر بغضب شديد وضربه في صدره بكلتا يديه مبتعداً عنه ثم صاح به بكل الغيظ الذي يعتمل داخله ف كيف يصدق ما قاله هذا الحقير عن تلك الزهرة الندية التي تكاد الآن تتهاوى أمامه :
- يا أخي سبني بقا أخد حقها اللي أنتا معرفتش تاخده وواقف تتفرج وتسمع ثم أردف ساخرا بتكدب صاحبك ومراتك وتصدق واحد متعرفهوش أصلا ده كان ناقص تاخده بالحضن وكأنه صاحب عمرك
تجاهل حمزة حديث عمر ونظر لتلك المدعوة زوجته وقال لها بلهجة آمرة :
- أدخلي لمي كل هدومك وحاجاتك المهمة ف شنطة ونص ساعة بالظبط وهطلع آخدك عشان هنمشي من هنا
- ندى بقوى منهكة وقلب يأن ألما : طلقني
- حمزة وكأنه لا يسمعها : متهيألي سمعتي أنا قولت أيه أنا مبحبش أعيد كلامي
- ندى بإندفاع : وأنا قولتلك طلقني أنا اللي غلطانة لما افتكرت أنك ممكن تحميني كلكم زي بعض مش ظابط زيك طبعا لازم تصدقه وفيها ايه لما تدوسوا على الناس عاادي أنا بكرهك وبكرهه وبكرهكم كلكم مش عاااايزة أشوفك تااااني أبدااا أطلع بره كان تتحدث ببكاء يصاحبه صراخ مكلوم
اقترب حمزة منها أكثر ورفع يده أمام وجهها ليصفعها فأغمضت هي عيناها بألم لكن حينما لم تشعر بأثر صفعته فتحت عيناها لتجد عمر يقف أمامها حائلا بينها وبينه كان الحديث بينه هو وصديقه صامت لا يتكلم أحدهم لكن الآخر يفهمه من نظراته وأخيرا انسحب حمزة خطوتين للخلف وتغيرت نبرته لها فقال بهدوء:
- أستاذة ندى لو سمحتي اعملي اللي قلت عليه ده لمصلحتك هنزل تحت أنا وعمر في العربية وبعد كده هطلع آخدك من هنا لازم نمشي ف أسرع وقت
أمام نبرته المهذبة التي تحدث بها معها وكأنه شخص آخر تحول من النقيض للنقيض لم تستطع ندى سوى إيماءة رأسها بالايجاب وانسحبت ل داخل غرفتها ، أما حمزة فقد جذب عمر من معصمه لخارج الشقة وهبطا سويا حيث سيارته وما أن جلس بجواره حتى قال بهدووء شديد :
- تعرف ندى منين يا عمر ؟؟
- عمر صائحا بغضب : يا غبيييي أنتا مصدقه أعرف أيه بس ده ك..
- وقبل أن يتم كلمته قاطعه حمزة متسائلا بنبرة أكثر حدة لكنها مازلت هادئة : مش مصدقه ..بس بردو تعرف ندى منين ؟؟
- عمر بانفعال : ولما أنتا مش مصدقه أمال كنت هتضربها ليه ؟؟ واللي قولته فوق ده لازمته أيه؟؟
- حمزة بنبرة تحذيرية وهو يضغط على حروف كلماته: عمر تعرف ندى منين؟ ومتسألش تاااني فااهم
- عمر بتردد : ندى كانت زميلتي في المدرسة القديمة
- حمزة : ها وبعدين؟؟
- عمر بارتباك : أكمل أيه بس كانت زميلتي وخلاص مفيش حاجة أكملها
- حمزة بنفاذ صبر : عمررر كمل كلااامك اللي أنا وأنتا متأكدين أن لسه مخلصش
- عمر وقد ابتلع ريقه بتوتر ولم ينطق ببنت شفة
- حمزة وقد خرج عن هدوءه في لحظه مصوبااا لكمة مفاجأة لوجه صديقه صائحا بغضب : يمكن كده تعرف تتكلم ..انطق
- وكان الجواب نفس الصمت السابق هدأ حمزة للحظة ثم صوب لكمة آخرى لأنف صديقه ثم قال ببرود : هي البنت اللي بتحبها صح ؟؟
- وحينما لم ينطق عمر سأل حمزة وهو يضغط حروف كلماته قائلا : مراااتي هي البنت اللي بتحبها وكنت بتحكيلي عنها قبل ما نيجي صح يا عمر؟؟
- عمر مدافعا : بس والله العظيم هي ما تعرف حتى إني بحبها ومتهيألي إني حكيتلك كل حاجة قبل حتى ما أعرف أنها هي نفسها مراتك والله العظيم يا حمزة الكلام اللي قاله الكلب ده عنها كله كدب
- حمزة وهو يسحب منديلا ورقيا من أمامه ومد يده لصديقه ليعطيه أياه ليوقف نزيف أنفه قائلا بهدوء وثقة : عاارف
- عمر مندهشا : عااارف ؟! عااارف أيه ؟
- حمزة بجدية: عارف أنه كداب وعااارف انها مش زي ما هو قال
- عمر وقد رفع حاجبيه وقد وصلت الدهشة لديه أقصاها وبدا أنه لا يستعب شيئا مما قاله صديقه فقال متسائلا : أنا مش فاااهم حاااجة صمت لحظة ثم أردف قائلا : طب ولما أنتا مش مصدقه وبتقول أنك عارف أنها مش زي ما هو قال يبقا ليه ؟؟
- حمزة بغموض : علشاااانها ثم أردف وعلشاانك
- عمر وقد ضيق ما بين حاجبيه : علشانها وعلشاااني أزااي ؟؟
- حمزة موضحا : علشان احميها منه ، وعلشان أعرف سعادتك هتعمل أيه ؟؟
- عمر : بردو مش فاهم
- حمزة وقد أطلق زفرة حارة ثم تحدث بهدوء موضحا : البيه اللي كان فوق ده شخص مش سهل بالمرة وواضح أوي أنه لو حط حاجة ف دماغه ف لازم ياخدها وللأسف أنتا بغبائك ساعدته لما لاحظ عليك التوتر أول ما شفتها وحمقتك عشانها وطبعا مكدبش خبر واستغل ده لصالحه وألف الحوار اللي حكاه فوق ده اللي يعمل كده أكيد عنده استعداد يأذيها عشان ياخد اللي هوه عايزه وخطر على ندى جداا ف كان لازم أسايره لحد ما أخليه يقتنع إني مصدقه وأنيمه لحد ما أخرجها من هنا وكنت عايزك أنتا كمان تجيب آخرك أنا كمان كنت واثق أن في حاجة جواك ناحيتها وكنت واخد بالي من صدمتها من كلامه وذهولها ورد فعلها اللي توقعته وكنت مستنيه ولما مشي حبيت أتأكد لمرة أخيرة أنها فعلا فارقة معاك لما عملت إني هضربها وأنتا وقفت قصادي كنت واثق أنك هتعمل كده أنا طبعا مكنتش هضربها أنتا عارف أنا لا يمكن أمد ايدي على واحدة ست ولأن عقلك مكنش معاك لحظتها واللي كان بيحركك قلبك ف أنتا تخيلت إني هضربها متهيألي كده فهمت
- عمر : فهمت بس أنتا هتخرجها من هنا توديها فين ؟؟
- حمزة بأقرار : عندي في البيت
- عمر بصدمة : أيه ؟؟ عندك ف البيت ؟؟
- حمزة بابتسامة ساخرة : أنتا ناسي أنها مراتي صح ؟؟ وناسي كمان أن شقتي مرزوعة فيها ست بيري وإني حاليا عايش مع أمي وأختي مش لوحدي يعني
- عمر بتوتر : أنا آسف مش قصدي ..أنا كان قصدي أنها مش هتوافق تروح معاك شقتك لوحدك لكن طالما طنط وحلا معاك فأكيد هتوافق
- حمزة : سواء كانوا معايا أو لأ ف أنا حاليا جوزها وهي لازم تسمع كلامي لحد ما أعدي بيها من المشكلة ديه وأشوف حله أيه كريم باشا ده
- عمر وهو يفرك يديه بتوتر لما هو وشيك باخبار صديقه به : بقولك ايه يا حمزة ........
أيه اللي عايز يقوله عمر ل حمزة ومتردد بسببه ؟؟ ويا ترى ايه رأي حمزة فيه ؟؟ عمر يعرف كريم منييين وأيه سر العداوة ينهم ؟؟ ايه اللي هيحصل مع ندى هتوافق تروح مع حمزة بيته ولا لأ ؟؟
كل هذا وأكثر سنعرفه الحلقة القادمة فانتظرونييي
هدير محمود علي
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
4 و5
بسم الله
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك
الفصل الرابع
- عمر وهو يفرك يديه بتوتر لما هو وشيك باخبار صديقه به : بقولك ايه يا حمزة مش أنتا قبل ما نيجي هنا كنت عرضت عليا اتجوزها أنا واحميها وأنا اللي رفضت أنا غيرت رأيي طلقها وأنا هتجوزها وهحميها منه وكفاية عليك أنتا المشاكل اللي عندك ربنا يعينك عليها
- حمزة بهدوء يحسد عليه : عمر أنا فاهمك كويس وحاسس بيك بس مش هينفع أنتا بالذات مينفعش تتجوزها
- عمر باستغراب : أشمعنا أنا بالذات ؟؟
- حمزة بعقلانية : عشان بتحبها
- هز عمر رأسه بعدم فهم وقد ضيق عينيه بتركيز قائلا : مش فاهم ، حمزة أنتا بقيت غامض أوي
- حمزة بابتسامة موضحا : ولا غامض ولا حاجة بص يا صاحبي ندى عايزة تفضل عايشة على ذكرى جوزها وده اللي قالتهولي وأنتا عشان بتحبها مش هتخليها تعمل ده هتضغط عليها بتصرفاتك وأفعالك وهي هتحس أنه بحمايتك ليها مطالبة ب رد جميلك وده يكون أزاي يكون بأنها توافق تكونلك زوجة بحق وحقيقي مش مجرد حماية زيي أنا مش عايز حاجة منها غير إني أحميها من الكلب ده واسيبها تكمل حياتها زي ما هي عايزة بقا تكون حرة في اختيارها ساعتها ،غير كده هي لجأتلي أنا وطلبت مني ده أكيد مش هينفع أروح أقولها معلش هطلقك وصاحبي هيتجوزك كده هكون بجرح كرامتها وهتفتكر فعلا إني صدقت كلام الزفت ده وهترفض جوازها منك خصوصا انها عارفاك فهمت بقا
- عمر : فهمت بس مهية دلوقتي فاكرة أنك مصدق كلامه وأكيد موجوعة
- حمزة : أنا هطلع أفهمها كل حاجة
- عمر بتساؤل : هتقولها إني بحبها ؟؟
- حمزة بغيظ : متنساش أن اللي بتتكلم عنها ديه تبقا مرااااتي
- عمر : آسف مقصدتش بس أنا عارف أنها متفرقش معاك
- حمزة بصرامة : ومن النهاردة يا عمر مش لازم تفرق معاك أنتا كمان من النهاردة ندى هتكون مرات أخوك وبس وإلا هضطر أني اقتصر معاك الفترة ديه خااالص لأن حتى لو جوازي من ندى مجرد جواز صوري لحمايتها لكنها هي فعليا مراتي وشايلة اسمي
- عمر : حاااضر وعد يا صاحبي هتعامل معاها طول ما هي مراتك على أنها مرات أخويا بس موعدكش بعد ما تسيبها تفضل كده بالنسبالي
- حمزة : بعد ما اسيبها هي حرة ف حياتها بقا تحبك تتجوزك تفضل عايشة على ذكرياتها براحتها
- عمر : بس مفهمتنيش بردو هتقولها أيه؟
- حمزة : هقولها اللي قولتهولك بس طبعا مش هجيب سيرتك ..صحيح مقولتليش أنتا تعرف اللي أسمه كريم ده منين ؟
- عمر : أنا معرفهوش معرفة يعني كل الحكاية كان موقف سخيف زيه كنت ف رحلة ومعايا بنات خالتي وده غلس على بنت خالتي وعاكسها وأنا اتحمقتلها وضربته خدني القسم بقا واترسم فيها وبتاع وقالي هبيتك ف التخشيبة ومعرفش أيه وهلبسك قضية المهم أنتا عارف إن خالي عقيد في الجيش مكالمة واحدة بعدها ب مفيش لقيته بعتلي واحد ظابط تاني صاحبه بس كان محترم جدا ده اللي هو اكتشفت دلوقتي أنه جوز ندى و...
- قاطعه حمزة بحزم قائلا : أسمها أستاذة أو مدام ندى يا عمر من هنا ورايح متنطقش اسمها بدون ألقاب هو أنتا لما كنتوا بتشتغلوا مع بعض كنت بتقولها ندى كده أصلي لاحظت أنها قالتلك أستاذ عمر
- عمر بخجل : لأ بصراحة مكنتش بقولها إلا أستاذة ندى هي كانت بتحب تحط حدود ف التعامل زي ما قولتلك بس لما شوفتها مفكرتش
- حمزة : طيب بعد كده بقا فكر تمام ؟
- عمر :مااشي المهم الظابط زميله ده أتدخل وحل الموضوع وخرجت وهو استحلفلي وهددني وأنا طبعا مسكتش لكن زميله وقف بينا بصرااحة كان راجل محترم أوووي وذوق بشكل ميتوصفش تحسه راجل ابن ناس أوي ليها حق بصراحة تزعل عليه ربنا يرحمه
- حمزة : آميين ياارب طيب أنا هطلعلها بقا وأنتا روح
- عمر : ليه ؟؟ متخليني معاكم يمكن تحتاجني ف حاجة
- حمزة : يا ابني أنا مروح بيتنا هتيجي معايا تعمل أيه ؟
- عمر بتذكر : صحيح وهتقول لأمك أيه أنا اتجوزت فجأة وجايب مراتي تعيش معاكي
- حمزة بغيظ : أيه أمك ديه متحسن ألفاظك يا بني أدم أنتا
- عمر : آسف ست الناظرة المهم هتقولها أيه
- حمزة : أيه ست الناظرة ديه يعني لازم تفكرني المهم هتصرف هبقا ألف أي حاجة واتفق مع ندى عليها وربنا يستر بقا وتصدق
- عمر : طيب أنا همشي بس ممكن قبل ما أمشي أوصيك على ند..وحينما قابل نظرة صديقه الحارقة تراجع على الفور وقال باعتذار آسف قصدي أستاذة ندى صدقني هي رقيقة جداا ومحترمة أوووي ومشاعرها راقية جدا هتحتاج معاملة خاصة منك وياريتك تعتذرلها على طريقتك في الكلام معاها
- حمزة وقد تنهد تهيدة طويلة : اللهم طولك يا روح ماااشي يا عم النحنوح اتفضل بقا غور من هنا خليني أطلعلها
- عمر بتساؤل : طب وشغلها هتروحه أزاي مهو ممكن يراقبها
- حمزة بتفكير : غالبا هخليها تسيب المدرسة اللي شغالة فيها وتتنقل مع ابلة الناظرة طنطك كريمة تشوفلها مكان عندها وأهو تروح وترجع معاها
- عمر : صح كده أفضل يلا أنا هتوكل على الله ولو احتجت مني أي حاجة ابقى كلمني
- حمزة : ماشي يا صاحبي تسلم
- عمر : سلام يا باشا
- حمزة : سلااام
انصرف عمر تاركا صديقه صاعدا لأعلى لملاقاة تلك المدعوة زوجته وقد ثقل كاهله بهمها وهم تطيب خاطرها بعد هذا الموقف الذي لا تحسد عليه توجه ل باب شقتها رن الجرس فتحت له بعدما تأكدت أنه هو نظر لها وقد أخرسه منظرها بدموعها التي امتلئت في مقلتيها ووجنتيها الحمراء اثر البكاء وأصابع يدها الرقيقة التي تمر الآن أسفل عيناها لتمحي دمعة هاربة قد فرت رغما عنها أنها كتلة براءة تسير على الأرض كيف له أن يشرح أو يعتذر تنحنح ثم دلف للداخل وجلس على أقرب مقعد ثم بدأ يجلو صوته ليتحدث وأخيرا نطق قائلا :
- أحمم جهزتي شنطتك ؟؟
- ندى برجاء : لو سمحت طلقني يا حضرت الرائد
- حمزة بتعقل: آنسة ندى اللي بتقوليه ده مش هينفع أنا أتجوزتك لسبب مش هينفع أسيبك إلا لما يتحقق وهو حمايتك من الكلب اللي كان هنا
- ندى بدهشة : تحميني منه أزاي وأنتا مصدقه ؟ صدقت إني بنت ش..
- قاطعها حمزة قبل أن تتم كلمتها :ششش لو سمحتي متقوليش كده هو تفتكري لو أنتي كنتي بنت مش كويسة أنا مكنتش هعرف متهيألي أنك كنتي متجوزة ظابط وعارفة كويس أننا بناخد بالنا جدا من التفاصيل وأكيد مش هنتخدع في الحكم على واحدة ست بلااااش تفتكري إني هتجوز واحدة عندي نسبة شك واحد في المية أنها ممكن تكون كده حتى لو كان الجواز صوري بس بردو في الأول والآخر هتشيلي أسمي أنا حتى معملتش تحريات عنك لأني مشكتش فيكي لحظة واحدة
- ندى وهي تقاوم دموعها بضراوة : أمال ليه كنت بتسمعه كده وكنت مقتنع بكلامه وقولت اللي قولتله في الآخر وكمان كنت هتضربني
- حمزة وقد ابتسم بتفهم : أضربك ؟؟ هههههه ده أنا معملتهاش مع بريهان هعملها معاكي أنتي
- ندى بتساؤل : بريهان مين ؟؟
- حمزة بضحكة : لأاااا بريهااان ديه قصة طويلة هبقى أشرحهالك بعدين بس ملخصها أن الست بيري ديه طليقتي وأكتر شخص مستفز على وجه الأرض ف اللي هيقدر يتحكم ف نفسه قدامها وميضربهاش أو يفتح دماغها أو من الآخر يجيب أجلها يبقا هيستحمل أي حد تاني
- ندى بعد فهم: طب ليه اللي حصل قدامه ده وكلامك ليا وحتى بعد ما مشي ممكن تفهمني لو سمحت
- حمزة : مفيش وقت للشرح احنا لازم نمشي من هنا في أسرع وقت كمان أنا ورايا حاجات كتيير متعطلة ولازم أوصلك وأرجع شغلي بس بالمختصر كده أنا سايرت اللي أسمه كريم ده وعملت نفسي مصدقه عشان يبعد عنك أولا لحد ما نمشي من هنا ثانيا أكسب وقت افكر فيه ف حل لمشكلتك اللي واضح أنه مش مجرد جوازي منك هيحلها زي ما أنتي شوفتي كده والواضح أنه مصر جدااا أنه ميسبكيش في حالك أما بقا الحوار اللي حصل بعد ما نزل بردو مكنش حقيقي أنا عملت كده ل شيء ف نفس يعقوب بعدين هفهمك كل حاجة ودلوقتي بقا ممكن نمشي ؟
- ندى : هنروح فين طيب ؟؟
- حمزة : عندي في البيت
- ندى بدهشة : نعم !! عندك في البيت؟ لأ طبعاا مش هينفع
- حمزة بابتسامة : أولا عشان تطمني وترتاحي أنتي مش هتكوني لوحدك معايا أمي وأختي هناك أو بمعنى أصح أنا اللي قاعد معاهم لأن شقتي الأخت بيري طمعت فيها ف سبتهالها كله يهون عشان آدم بس بقا وأنا عايش مع أمي في بيتنا وأنتي هتعيشي معانا ثانيا وده الأهم مش عايزك تنسي أنك مراتي يعني وجودنا مع بعض مش حرام ولا غلط ولا عيب وكمان مش عايزك تقلقي أو تخافي مني أبدا زي مقولتلك أنا مبفكرش ف الستات ونفسي مسدودة عنهم الحمد لله وحتى لو ليا نفس أكيد مش هعمل حاجة غصب عنك ف اطمني خااالص من النقطة ديه تمام أنا أتجوزتك عشان احميكي وهعمل كل حاجة عشان أوصل بيكي ل بر الأمان وساعتها بقا هديكي حريتك وتكملي حياتك بالطريقة اللي تريحك حاجة أخيرة أنا على فكرة معجب جدااا بوفاءك لجوزك الله يرحمه لأن للأسف الوفاء في الزمن ده بقا عملة نادرة وده طبعا ميحرمكيش من حقك في بداية جديدة مع راجل يحبك ويصونك ويخاف عليكي وتعيشي معاه اللي ملحقتيش تعيشيه متظلميش نفسك أنتي لسه صغيرة والدنيا قدامك عيشي حزنك دلوقتي بس متعشيش بقيت حياتك ف حزن لأن أكيد الفرح مستنيكي وعوض ربنا عن كل لحظة صعبة عيشتيها هيكون جمييل صمت لبرهة ثم نظر إليها قائلا بمرح :رغييت كتيير أنا صح ؟؟
- ندى بابتسامة : لأ خااالص
- حمزة بمزاح : كداابة ده أنا بتكلم بقالي ربع ساعة هههههه بس طالما ابتسمتي ديه بداية كويسة ها يلا بينا قبل ما أفتح في المحاضرة التانية ومش هعرف أوقفني
- ندى بتردد : مااشي بس ..أحمم يعني
- حمزة : بس أيه أرجوكي اتكلمي علطول متتردديش
- ندى : يعني مامتك هتقول أيه وكده هتقل عليكوا
- حمزة بتفكير : بصي أمي بتقلق بزيادة شوية ف مش هينفع نقولها الموضوع حقيقته أزاي وكمان مش هتفهم حوار جواز صوري والكلام ده ف أنا هقولها أننا متجوزين عادي كتبنا الكتاب عشان أي سبب هنفكر فيه وأحنا في الطريق وهنعمل الدخلة بعدين
- ندى : طب وكده هي مش هتزعل منك؟قصدي يعني عشان أتجوزت من غير ما تعرف ومرة واحدة جايبلها مراتك معاك
- حمزة وقد لوى شفتيه ساخرا : أبله الناظرة! أممم أكيد هتزعل طبعا بس هتفرح لأنها كانت عمالة بتزن عليا عشان أتجوز من ساعت ما طلقت بريهان وبعدين أمي طيبة أوي مش بتعرف تزعل مني أنا أو حلا
- ندى بتساؤل : حلا ديه أختك ؟؟
- أشرق وجه حمزة بابتسامة رائعة حينما تذكر شقيقته الغالية : أه ديه أختي الصغيرة وبنتي وصاحبتي وكل حاجة حلوة في الدنيا بصي هي أحلى ما في الدنيا أصلا ودومي طبعا
- ندى بابتسامة ودودة : ربنا يباركلك فيهم ويحفظهوملك
- حمزة : شكرا.. ها يلا بقا
- ندى : ماشي يلا اتفضل حضرتك وأنا هاجي وراك
- حمزة وقد اعتدل واقفا : قداامي يا مدام وأنا هاخد الشنطة وأقفل الشقة وأنزل بعدك
- ندى : لأ شكراا بجد أنا هشيل شنطتي مش تقيلة
- حمزة : ممكن بلاش مناهدة أكيد مش هتشيلي الشنطة وأنا واقف وماشي جنبك فاضي مش تصرفات رجالة أبداا وعايزك تعرفي عني حاجة لما بقرر حاجة مش برجع فيها أبداا طبعي كده ف أحفظي بقا
- ندى : حاضر أنا بس مكنتش عايزة أتعبك معايا
وهمت بالانصراف بعدما أولته ظهرها لكنها توقفت فجأة والتفتت له وهي تفرك يديها بتوتر مما دفعه ليسألها
- حمزة : هااا أيه تاني ؟؟ قولي ؟؟
- ندى بإمتنان : مفيش بس كنت عايزة أقولك شكرااا على اللي عملته معايا واللي بتعمله وآسفة إني بشيلك همي ومشاكلي اللي ملكش أي ذنب فيها بس ربنا هو اللي بعتك ليا عشان تقف معايا
- حمزة بجدية: أنا معملتش حاجة تستاهل الشكر أما على الأسف ف المفروض أنا اللي أعتذر عن الطريقة السخيفة اللي كلمتك بيها لما اتصلتي بيا بس كنت متنرفز جدا منها لله ست بيري ربنا يسامحها بقا مسيرك هتشوفيها وتتعرفي بيها وهتفهمي لوحدك أنا اقصد أيه
- ندى: مش هلحق اتعرف بيها كلها شهرين بالكتير وترجع لحياتك اللي خدتك منها
- حمزة وهو يضحك مليء فيه : هههههه بجد!! أنتي متخيلة أن بريهان راااشد ممكن تقعد شهرين بحالهم من غير متشوف غريمتها اللي خطفت اللي لسه معتبراه جوزها ملكها زي ما بتقول يا بنتي بالكتير يومين وهتلاقيها جاية تتعرف بيكي متقلقيش
- ندى بدهشة : وهي هتعرف منين أنك اتجوزت مش لازم توصلها الخبر ده طالما هيزودلك مشاكلك معاها أنا مش عايزة أكون سبب ف أي مشكلة أو انها تضايقك ف أنك تشوف ابنك
- حمزة باستسلام: لأ ما هي خلاص عرفت وكده كده المشاكل بينا مش بتنتهي عاادي يعني مش أنتي السبب ولاحاجة بيكي أو من غيرك المشاكل موجودة
- ندى متسائلة: أنتا اللي قولتلها أنك اتجوزت ؟؟ ويا ترى بقا قولتلها عشان تضايقها وتخليها تغير عليك ؟؟
- حمزة ساخراا : أناااا ؟؟ ليه هو أنا مجنون عشان أقولها وأوجع دماغي بزنها ، وأخليها تغير ليه هو أنا بحبها مثلا أنا كل اللي بترجاه ف حياتي أنها تنساني لو تفقد الذاكرة مثلا يبقى ريحت وارتاحت
- ندى وقد عقدت حاجبيها في دهشة : أمال مين اللي قالها لو مش أنتا ؟
- حمزة : هي عرفت لوحدها أصلها تقريبا كده بتراقبني هههههه أو موصية عليا حد من السجل المدني ف أول ما عرفت إني اتجوزت كلمتني بقا وقعدت تستجوبني وتعلي صوتها وتتكلم لما كان هاين عليا اروح أرزعها قلمين وآجي
- ندى بحيرة : هي بتحبك للدرجادي ؟؟
- حمزة وقد لوى شفتيه ساخرا : بيري تحب ! معتقدتش هي مبتحبش إلا نفسها حتى آدم واخداه مني عند معايا بس مش عشان تهتم بيه هي متعرفش تهتم غير ب بيرهان راشد وبس ومبتشوفش غيرها المهم يلا بينا بقا لأن تقريبا مفيهاش شغل النهارده لسة قدامنا الأيام كتيرهبقى احكيلك كل حاجة فيها
- ندى : آسفة إني عطلتك
- حمزة: لأ كده كتييير لأ بجد كتييير
- ندى باستغراب : هو أيه ده اللي كتير ؟؟
- حمزة بغيظ : آسفة اللي بتقوليها ديه كتيير أوي عصبتني جداا مبحبش أنا كمية الأسف ديه مفيش حاجة مستاهلة ما أنا اللي برغي أصلا مش أنتي يلا يلا وانسي موضوع آسفة ده وشكرا كمان
- ندى بآلية : حاااضر آسفة
- حمزة وقد ضرب مقدمة رأسه بيده : هههههه آسفة تاااني مفيش أمل الظاهر
- ندى بابتسامة مشرقة : أتفضل حضرتك
- حمزة بتذكر : صحيح نسيت أسألك تعرفي عمر صاحبي منين وقبل ما تفهمي غلط أنا بسأل لمجرد المعرفة وواثق أن مفيش بينكم أي حاجة وحشة
- ندى وقد سرها حديثه وهذا يعني أنه لا يشك بها فقالت بهدوء : مفيش أستاذ عمر كان مدرس لياقة بدنية عندنا في المدرسة القديمة مجرد زميل حتى مكناش بنتعامل كتير علاقة سطحية أوي بس استغربت لما شوفته معاك ديه كل الحكاية
صمت حمزة لحظات وهو يلمح الصدق يضج من عيناها يبدو أنها لا تحمل أية مشاعر ل صديقه أو حتى لديها علم بما يكنه هو من مشاعر لها فقال لها بهدوء :
- هو قالي أنكم زمايل وأنه بيحترمك جدا بس عايز علاقتك بيه تفضل رسمية متقوليش بقا أنه عشان صاحبي يبقا عادي وكده عشان...
- قاطعته ندى قائلة : من غير متقول يا حضرت الرائد من غير حاجة أنا مش بتعامل مع رجالة غير ف أضيق الحدود وبرسمية ف إن كان هو صاحبك ده شيء يخصك أنتا ميخصنيش أبداا ولا يعني إني أتعامل معاه بأريحية متقلقش أنا عارفة حدودي في التعامل كويس
حمزة محدثا نفسه شتان بين تلك الواقفة أمامه تحدثه عن الحدود في العلاقات وبين زوجته السابقة التي كانت لا تعي أصلا معني الحدود وتتعامل بأريحية شديدة مع أيا من كان ولا تفرق بين رجل وأمرأة كلهم سواء ولا تلق بالا أبدا لتحذيراته لها ولفت نظرها أكثر من مرة لكن كل هذا دون جدوى في تلك اللحظة لاحظ أن صمته طال وشروده قد أقلق تلك الواقفة أمامه فقال بتذكر :
- أه حاجة أخيرة مينفعش طبعا نتكلم كده قدام امي
- ندى: كده أزااي يعني ؟
- حمزة موضحا : يعني أنا هقولك ندى عادي وأنتي هتقوليلي حمزة عادي مش معقول اتنين متجوزين وهو بيقولها آنسة ندى وهي بتقوله حضرتك أو حضرت الرائد والكلام ده عايزين الأمور تبان طبيعية تمام ؟؟
- ندى وقد أماءت رأسها بالموافقة : تمام
توجهت ندى خارج شقتها وهم حمزة بحمل حقيبتها المزعوم أنها ليست بثقيلة وحينما حملها نظر ل ندى وقال ساخرا :
- لأ فعلااا عندك حق الشنطة خفيفة جدااا كأن مفيهاش حاجة أصلا
- ندى : ما هو أنا مكنتش هشيلها كنت هجرها بالعجل
- حمزة : هتجريها بالعجل على السلم عشان تتكسر قبل حتى ما توصلي لأخره حاطة فيها أيه ديه طوووب
- ندى ساخرة : مش قادر تشيلها ولا أيه يا حضرت الرائد قالت كلمتها الأخيرة بمغزي
- حمزة وقد رفع حاجبه مستهجنا : بتتريقي! أحنا بنشيل حديد حضرتك مش شنط يلا يلا والله حتى ما تعرفي ترفعيها من مكانها
- ندى : متحلفش عشان ممكن أشيلها عاادي
- حمزة بتحدي : أوك شيليها لو تقدري
- ندى وقد قبلت التحدي : ماااشي أشيلها عادي وماله
اقتربت ندى من حقيبتها الموضوعة أرضا وحاولت حملها تحت أنظار حمزة المتحدية الواثقة وقد عقد ذراعيه أمام صدره منتظرا نتيجة فشلها المحقق لأنه يعلم أن تلك الندى الرقيقة لن تقوى ألبتة على تحريك تلك الكتلة الحجرية المسماة بالخطأ حقيبة من مكانها أنش واحد وبالفعل بعد كل المحاولات البائسة منها لحملها لم تفلح أيا منها وباءت جميعها بالفشل الذريع فقالت مبررة :
- أنا بس اللي حصل النهاردة موترني ومخليني مش قادرة أشيلها لكن غير كده كنت هشيلها عادي
- حمزة بتريقة : بجد والله أيه لياقتك مش تمام دلوقتي بعدين هتقدري تشيلي التهمة ديه
- ندى معترفة: بصراحة معرفش هي تقيلة كده ليه أنا مكنتش مركزة بحط فيها أيه آسفة إني....
- قاطعها حمزة : ياااادي أم آسفة أرحميني يلا يا ندى يلا
ارتبكت ندى قليلا حينما نطق باسمها مجردا لكنها حاولت التظاهر بالثبات وهبطت الدرج سريعا أما حمزة ف أوصد باب شقتها جيدا ثم حمل حقيبتها وهبط الدرج ببطء بسبب حمله الذي أثقل كاهله وحينما وصل إلى سيارته ألقى بتلك الحقيبة في الخلف وما إن فعل ذلك حتى صاحت به ندى قائلة :
- حاااسب عل الشنطة
- حمزة بمرح : ايه حاطة فيها عيااال ؟!! اعترفي اعترفي
- ضحكت ندى رغما عنهاعلى مزحته لكنها حاولت كتم ضحكتها بيدها سريعا والاحتفاظ بجدية ملامحها قائلة :أحمم ممكن يلا بينا نتحرك حضرتك
- حمزة بمرح : وماله حضرتي يتحرك ميتحركش ليييه صغير يعني
جلست ندى بجواره ثم استقل مقعد القيادة وانطلق متجها حيث منزل والدته وفي أثناء طريقهم للبيت اتفقا على سبب مقنع إلى حد ما ليخبر به والدته عن سبب زواجهما دون أخبارها وما إن وصلا طلبت ندى منه أن تظل بسيارته حتى يتحدث مع والدته وتحت ضغط أصرارها وافق على ذلك بشرط أن تغلق السيارة عليها حتى يعود وبالفعل فعلت ذلك وانطلق هو صاعدا إلى أعلى كانت والدته قد عادت للتو من عملها بالمدرسة وما أن سمعت صوت المفتاح يدار بالباب حتى توجهت فورا لفتحه وما أن طالعت وجه حمزة حتى انطلقت توبخه قائلة :
- أخس عليك يا حمزة بقالك أكتر من 3 أيام مختفي وغايب عن البيت حرام عليك يا أخي هتموتني من القلق عليك أوعى تكون طلعت مهمة من غير ما تقولي
- حمزة مبتسما ثم أقترب من والدته وأمسك بكفها بين يديه ثم قبله وربت على كتفيها قائلا : أهدي يا ست الكل أنا هنا أهوه وزي الفل ومطلعتش مهمة ولا حاجة والله وبعدين مش أنتي عارفة أني كنت ف شقتنا القديمة ومكلمك في التليفون قبلها أنتي وحلا وأنتي عارفة أن مفيش شبكة هناك على العموم أنا آسف يا كركر يا عسل أنتي
- كريمة بحب : أنتا بكاش والله يا حمزة بتضحك عليا بكلمتين يا واد وبعدين أنتا قولت هتروح الشقة وهترجع تاني يوم أيه قعدك كل ده ؟مخبي عليا أيه شكلك عامل عملة هو أنا مش عارفاك ؟؟
- حمزة وقد تنحنح قائلا بجدية : بصراحة يا أبلة الناظرة ومن غير متزعلي أنا عملت حاجة هتزعلك وتفرحك في نفس ذات الوقت
- كريمة بقلق : عملت أيه ؟؟ وحاجة ايه ديه اللي هتزعلني وتفرحني ؟؟
- حمزة وقد حك مؤخرة رأسه من الخلف قائلا : أنا اتجوزت
- كريمة بذهول وعدم تصديق : أنتا هتهزر أتجوزت وده من أيه يعني ياريت يا أخويا ده يبقا يوم المنى
- حمزة بمشاكسة : لأ هي مسمهاش منى هي اسمها ندى تنفع ولا أرجعها واستنى منى
- كريمة بعدم تصديق : أنتا بتتكلم بجد ولا بتهزر ؟؟
- حمزة بجدية : وهي الجواز فيه هزار يا أمي والله بجد
- كريمة : والله بجد أيه ؟
- حمزة : والله بجد أتجوزت ندى
- كريمة ومازال الذهول مسيطر عليها : ندى مين ؟؟ واتجوزتها كده منك لنفسك كأن ملكش أم ولا أخت
يا ترى أيه موقف كريمة من ندى وهل هتقبلها وتكون ليها أم وتعيش ندى معاهم أفضل أيامها ؟؟ ولا هترفضها وتكون خير مثال للحماة الغير عادلة وتعيش ندى أسوء أيامها معاهم ؟؟ هل هتقتنع كريمة بأسباب جواز حمزة وندى الغير حقيقية ؟؟ حمزة هيتعاقب من والدته يا ترى أيه شكل عقاب أبلة الناظرة لأبنها ؟؟
كل هذااا وأكثر سنعرفه في الحلقة القادمة .. فانتظرونييي
هدير محمود علي
استغفر الله العظييم واتووب إليه
رااايح فين متنسوووووش اللايك الكومنت برأيكم وتوقعاتكم للاحداث
بسم الله
اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف عل نفسي سوءا أو أجره إلي مسلم
التفااااعل مهم جدااا يا بناااات
الفصل الخامس
- كريمة ومازال الذهول مسيطر عليها : ندى مين ؟؟ واتجوزتها كده منك لنفسك كأن ملكش أم ولا أخت
- حمزة مقبلا يد والدته مرة آخرى باعتذار: يا حبيبتي ربنا ميحرمنيش منك ويباركلي فيكم هو أنا ليا غيركم بس حصلت ظروف هي اللي خلتنا اتجوزنا بسرعة احنا مش اتجوزنا وعملنا دخلة وكده كل الحكاية أننا كتبنا الكتاب بس عشان ندى تقدر تيجي معايا وتقعد معانا هنا ده بعد أذن حضرتك طبعا
- كريمة : بتستأذن عشان تقعد مراتك في بيتك يا حمزة أنا مش هرد عليك بس فهمني ظروف أيه ديه اللي خلتك تستعجل وتكتب كتابك من غيرنا ؟؟ وكمان عرفتها منين وأمتا ندى ديه ؟؟
- حمزة بتفهم: هشرحلك كل حاجة بس ممكن ندى تطلع الأول بدل ما تفضل في الشارع لوحدها كل ده
- كريمة بتساؤل : هي معاك دلوقتي ؟؟
- حمزة :أه تحت في العربية
- كريمة بغيظ : أنتا بتستهبل يا حمزة سايب مراتك لوحدها في العربية وواقف ترغي البنت تقول علينا أيه يا أبني مبنفهمش في الأصول والذوق
- حمزة : مش هتقول حاجة يا أمي هي اللي اصرت تقعد في العربية لحد ما أفهمك وأقولك على موضوع جوازنا
كريمة وقد توجهت نحو باب الشقة وحمزة خلفها يتسائل :
- رايحة فين يا أمي بس ؟؟
- كريمة بعصبية : نازلة أجيب مراتك يا حمزة باشا اللي سايبها لوحدها في العربية هي ديه الأصول والذوق اللي ربيتك عليهم وتقولي أصرت حتى لو هي زي ما بتقول أنتا متسبهاش وتجيبها في أيدك مش تسيبها ف الشارع أي حد ممكن يضايقها ب كلمة ثم صاحت متسائلة وهي تتلفت يمينا ويساراً فين العربية؟؟
- حمزة وهو يشير بسبابته نحو موضع السيارة : ركنتها على جنب أهيه
والدته وقد رأت سيارته توجهت نحوها حاولت فتح الباب لكنه كان موصد من الداخل فقد أغلقته ندى كما أوصاها حمزة طرقت على نافذة السيارة وكانت واقفه بجوار ابنها ففهمت أن تلك الواقفة أمامها هي والدته فتحت قفل الاتوماتيك الخاص بالسيارة وما أن فتحت بابها حتى وجدت يد كريمة تمتد إلى يدها تجذبها من الداخل كانت الدهشة تكلل محياها وتنظر لحمزة بتساؤل لكنه قد لوى شفتيه وحرك كتفيه بمعني لا اعلم ظلت والدته تجذبها خلفها حتى دفعتها لداخل الاسانسير ومعهما حمزة وما أن وصلا حيث شقتها حتى جذبتها للداخل وأخيرا فكت أسر يدها وتركت لها العنان وقالت بنظرات مليئة بالاعتذار :
- معلش يا بنتي سامحيني على اللي عمله أبني
- ندى وقد نظرت لحمزة بنظرة تساؤل آخرفهي لا تعلم عما تتحدث والدته لكنه تلك المرة أيضا لم يسعفها ف عادت ونظرت لوالدته مرة آخرى والتي تلقت نظرتها فورا وقالت لتخرجها من حيرتها تلك :
- يعني عشان سابك في العربية لوحدك ومطلعكيش معاه أنا معرفش أزاي عمل كده بجد في حد يا بنتي بيستأذن قبل ما يطلع بيته
- ندى وقد زفرت بارتياح بعدما فهمت مقصدها ثم ابتسمت بود لتلك المرأة التي تقطر عيناها حبا وحنان قائلة : محصلش حاجة يا طنط أنا اللي طلبت من حمزة يطلع يعرفك الأول بجوازنا ويتكلم معاكي على راحتكم الأول لوحدكم مش معقوله هتلاقيه فجأة داخل عليكي بواحدة ف ايده ويقولك ديه مراتي
- كريمة مقاطعة : يا حبيبتي أنتو اتجوزتوا خلاص وأي كلام مش هيغير من حقيقة أنك مراته وبيتك بيته يبقا تطلعي الأول وبعدين أي كلام يجيي بعدين ودلوقتي بقا أعرفك بنفسي أنا كريمة ناظرة مدرسة الحرية للغات وطبعا أبقى والدة حمزة وحلا
تأملت ندى السيدة الواقفة أمامها قليلا كانت يبدو أنها على أعتاب الخمسينات أكبر قليلا أو أقل قليلا جميلة جمال هاديء رقيق هيئتها تفوح بالرقي والذوق الرفيع مهندمة الملبس محتشمة وقورة وجهها بشوش تشعر وكأن البسمة لا تفارق محياها ابدا متوسطة الطول عكس هذا الحمزة الذي بالكاد تلامس كتفيه عادت ندى من نظرتها المتفحصة ومدت يدها بود مصافحة لها قائلة بابتسامة رائعة : وأنا ندى مدرسة لغة عربية ودين في مدرسة النزهة الخاصة
قابلت كريمة يد ندى باحتضان أمومي خاالص بعدما جذبتها من يدها وتلقفها صدرها مرحباً بحنو شعرت ندى حينها بسكينة وأمااان لم تشعره بحياتها قط لذا تأثرت من فرط الكشاعر التي انتابتهافي تلك اللحظة ودمعت عيناها حتى أخرجتها كريمة من حالة التأثر تلك حينما ابتعدت عنها وقالت باسمة :
- يعني نبقا زمايل
- ندى بابتسامة : هو أنا أطول
- كريمة ب ود: طيب أقعدي يا حبيبتي ارتاحي واقفة ليه
- ندى : حاضر يا طنط
- كريمة : تحبي تشربي أيه ؟؟
- ندى بخجل : تسلمي يا طنط ولاحاجة مش عايزة
- كريمة بإلحاح : لأ لازم تشربي حاجة أوعي تكوني فاكرة إني هتعب وهعمل حاجة ده حمزة هو اللي هيعملنا اللي احنا عايزينه صح يا حبيبي ؟؟
- حمزة بابتسامة تملؤها الغيظ : طبعااا يا أمي أوامر ست الناظرة على دماغي تحبوا تشربوا أيه حضراتكوا ؟؟
ندى محاولة وأد بسمتها لكنها لم تستطع فضحكت ف نظر حمزة لها قائلا :
- أضحكي أضحكي ما أنتي مش غريبة أصل هفهمك ده عقاب أمي أما بتحب تعاقبني بتدخلني المطبخ عشان عارفة إني مبكرهش ف حياتي أده وعلى حسب العقاب وشدته بيكون الطلب يعني مرة تطلب مشروب ومرة تطلب أغسل مواعين ومرة أطبخ كده فهمتي بقا ف الحمد لله أنها وصلت لحد المشروب بس ف خلصي وقولي عايزة أيه بدل ما ندخل على مرحلة المواعين وديه أكتر مرحلة بكرهها
- ندى متسائلة : والطبخ بتحبه ولا أيه ؟
- ردت كريمة بدلا عنه : لأ الطبخ ده أنا اللي مش برضى أعاقبه بيه كتير عشااان ساعتها أنا اللي بتعاقب بيعمل كوااارث في المطبخ وبيأكلنا أيييه ماااشاء الله عك ف على أيه بقا المهم أنا هشرب نسكافيه يا حمزة شوف ندى هتشرب أيه ؟
- حمزة بمرح : ندى هاانم تحبي تشربي أيه ؟
- ندى متقمصة الدور : ممكن هوت شوكلت لو سمحت
- حمزة وهو ينظربغيظ لهما : حاضر أوامركم عشر دقايق بالكتير والطلبات هتكون جاهزة أي خدمات تانية ؟؟
- كريمة وهي تكتم ضحكتها : لأ شكرا لو احتجنا حاجة هنبقا نندهلك
اندفع حمزة تجاه المطبخ ليعد المشروبات وتوجهت كريمة ببصرها نحو تلك القابعة بجوارها يبدو عليها التوتر الشديد وقد حاولت بمزاحها مع ولدها تبديد هذا التوتر البادي عليها فلقد لمست الطيبة والرقة في شخصها فقالت بحنان :
- حبيبتي فكي كده أنتي في بيتك فاهمة من النهاردة البيت ده بيتك مش عايزاكي تبقي متوترة كده يمكن أنا واخده على خاطري من حمزة أنه مقليش على جوازكم وكنت عايزة أبقى موجودة عشان أفرح بيكم بس طبعا ده ميقللش أبدااا من فرحتي بيكي وبجوازك من ابني أنتي باين عليكي طيبة وبنت حلال بس مش عارفة ليه مش حاسة بفرحتك مش باين عليكي عروسة جديدة والفرحة بتنط من عنيها عنيكي فيها حزن غريب حتى ابتسامتك متحفظة أيه حكايتك يا بنتي قوليلي واعتبريني زي والدتك
توترت ندى أكثر أمام هذا الفيض من المشاعر والحنان التي تفتقده حد الظمأ ف منذ وفاة والدتها التي حتى لا تتذكرها لم تقابل من يهبها كل هذا القدر من الحنان باستثناء زوجها الراحل يا الله إن هذه السيدة بمعاملتها تلك تصعب عليها الأمر أكثر ف كيف لها أن تخدعها وتخبرها بتلك الكذبة التي اتفقت عليها مع حمزة ،كيف من الأساس تقول شيئا آخر سوى الحقيقة لكن عليها أن تتشجع حتى لا تجعلها تقلق على ولدها استجمعت شتات نفسها ثم سحبت نفس عميق وبدأت في الحديث وقد عزمت على أمر ما صمتت لحظات ثم أخيرا قالت :
- أنا تمام يا طنط كويسة بس اللي حصل خلاني متوترة شوية وعايزاكي متزعليش من حمزة بجد اللي حصل ده كان غصب عنه كنا مضطرين نكتب الكتاب عشان آجي معاه القاهرة
- كريمة مقاطعة : تيجي معاه القاهرة ليه يا بنتي أنتي منين ؟؟
- ندى بابتسامة : أحنا أصلا من القاهرة وبعدين اتنقلنا اسكندرية من زمااان وكنت عايشة مع مرات بابا بعد وفاة والدتي ولما والدي اتوفى هي مبقتش مستحملاني وحصلت بينا مشاكل كتير واللي كان مصبرني عليها أختي منها بس ربنا رزقني بجوزي الله يرحمه و
- قاطعتها كريمة بدهشة قائلة : جوزك الله يرحمه ؟؟ أنتي أرملة
- أماءت ندى رأسها بالايجاب قائلة : أيوه كان مكتوب كتابي بس جوزي كان ضابط شرطة استشهد في مهمة قبل الفرح ب ست شهور بعد وفاته مقدرتش أرجع أعيش مع مرات أبويا تاني روحت عيشت مع خالي اللي كان يعرف حمزة اللي اتقابلت معاه هناك أكتر من مرة وللأسف لسوء حظي أو خليني أقول عشان نصيبي إني أتجوز حمزة خالي كان مرتب نفسه أنه هيطلع أعارة وشقته أصلا بتاعت والد مراته وهياخدها عشان أخوها هيتجوز فيها وهيوضبلهم هما شقة تانية لحد ما يرجعوا من السفر اللي مش هيكون قبل سنتين وفجأة لقيت نفسي مضطرة أرجع ل مرات أبويا واعيش معاها أو أعيش لوحدي ف أي شقة مفروشة والمشكلة الأكبر كمان أن سفر خالي اتقدم وبقا أول الأسبوع الجاي هو كان بيتكلم مع حمزة عشان يشوفلي شقة أو مكان موثوق فيه أقدر أعيش فيه بأمان ويكون مطمن عليا وحكاله طبعا ظروفي كلها ولأن حمزة شهم وجدع وطيب وبيعز خالي ف مرضيش رفض تماما موضوع إني أعيش لوحدى أو حتى اقعد ف شقة مفروشة بظروفي ديه ولقيته فجأة بيعرض على خالي الجواز مني عشان أقدر أعيش معاه في بيتكم هنا الفترة ديه من غير ما اتبهدل أو أكون معرضة لأي خطر وأنا لوحدي ومن غير ما اضطر أرجع ل مرات أبويا وممكن أسافر مع أختي هي مسافرة بعثة لألمانيا ساعتها يقدر يطلقني وهو مطمن عليا إني مش لوحدي رفضت ف الأول عشان مش عايزة أظلمه معايا لأني لسة متعلقة بجوزي الله يرحمه ومكنتش عايزة أتجوز بعده أبدا لكن خالي اقنعني أن ده الحل الوحيد عشان يكون مطمن عليا وأنه واثق ف حمزة انه هيحافظ عليا واللي طمني كلام حمزة معايا وانه ملوش أي رغبة في الجواز وأن ده هيكون عشان أنا هعيش معاه في بيته وعشان ميبقاش في أي حرج من وجودي وهو يبقا مرتاح في الدخول والخروج وحضرتك كمان متقلقيش وأكيد مش هينفع اقعد عندكم بدون صفة غير كمان طبعا مرات أبويا لو عرفت ممكن تقول عني كلام أنا في غنى عنه وفعلا ف ساعتها خالي جاب المأذون وكتبنا الكتاب ولميت حاجتي وجينا على هنا بس ديه كل الحقيقة
- كريمة بنفس الابتسامة التي لم تفارق وجهها : بصي يا بنتي أنتي دلوقتي مرات ابني يعني بنتي زيك زي حلا وتعتبري البيت بيتك أنتي مش ضيفة أبداا فاهمة يا ندى ومليش دعوة بقا علاقتك بحمزة شكلها أيه لكن أنا وحلا أنتي بالنسبالنا هتكوني مرات حمزة ومش عايزة حلا تعرف حاجة غير ديه قصة جوازكم خليها ليكم أنتم بس
في تلك اللحظة ظهر حمزة الذي استمع لما قصته ندى على والدته وقد تعجب كل العجب مما قالته للتو ف هذا لم يكن كل الكلام المتفق عليه فلقد أضافت الجزئية الأخيرة الخاصة بأنه تزوجها فقط للحفاظ عليها وأن زواجها ليس لشيء سوى هذا السبب ولكنه بالطبع ليس وقته الآن سؤالها عن سبب الحديث الذي دار بينها وبين والدته على الرغم أنه يظن أنها قالت ذلك خشية أن تفرض عليها والدته النوم معه بغرفة واحدة على أساس أنهما زوجين أو تطلب منهما مثلا تعجيل الزواج الفعلي ف نأت بنفسها عن كل هذا خرج حمزة من المطبخ متجهاً إليهما ثم وضع المشروبات التي كان يحملها طلبت منه والدته الجلوس فقال مازحا :
- ها يا ست الناظرة أررتي البنت كويس ؟؟
- نظرت له كريمة بجدية قائلة : بطل هزار واقعد يا حمزة عايزاك ف كلمتين
- حمزة بأدب : حاضر يا ست الكل اتفضلي
- كريمة بعقل وحكمة وقد أدارت رأسها نحو ندى ثم عادت ببصرها ل حمزة مرة آخرة قائلة : بص يا ابني طبعا من كلام ندى أنا فهمت أنكم مش عايزين الجواز ده يكمل يبقا حاجة صورية بس عشان تطمن على ندى وسطنا ومتبقاش لوحدها والكلام اللي قالتهولي ده صح ؟؟
أماءت ندى رأسها بالايجاب وكذلك حمزة فأردفت كريمة :
- بصوا يا ولاد عشان جوازكم يبقا صح لازم يشترط فيه نية التأبيد متكونوش ناويين على طلاق حتى بينكم وبين نفسكم ولا محددين للجواز مدة يعني من الآخر كده جوازكم ده باطل أنتو حاليا زوجين وبس أدوا نفسكم فرصة يمكن كل واحد فيكم يلاقي في التاني عوض ليه عن اللي فات ولو مقدرتوش عادي انفصلوا بس لازم نيتكم تكون أنكم عايزين تستمروا فاهمني ومحدش بيقول حد فيكم يجبر التاني على حاجة أنا بس بقولكم سيبوا الباب موارب لبعض متقفلوش باب قلوبكم لكن لو مش هتقدروا تعملوا ده وهتفضل نواياكم زي ما هية يبقا تتعاملوا أنكم اتنين أغراب مش متجوزين دول الكلمتين اللي حبيت أقولهم ودلوقتي بقا ندى هتقعد ف أوضة حلا وحلا هتيجي تقعد ف أوضتي وحمزة زي ما هوه ف أوضته عادي
- ندى : أنا آسفة على الربكة واللغبطة اللي هعملهالكم
- كريمة : آسفة على أيه بس يا بنتي مقولتلك ده بيتك ولغبطة أيه بس اللي هتعمليها
- حمزة بمزاح : لأ هي عندها متلازمة ال آسفة بتتأسف عشرين مرة في الثانية
- لكزته والدته في كتفه قائلة بعتاب : ملكش دعوة بيها يا حمزة وأياك تغلس عليها
- حمزة : والله ما بهزر هي علطول بتتأسف وكتييير بسبب ومن غير سبب هتشوفيها بنفسك على العموم أنا آسف يا أستاذة ندى ثم توجه ببصره تجاه والدته القابعة في المنتصف بينها وبينه قائلا كده تمام يا أبلة الناظرة
- كريمة: أيوه تمام يلا قوم فرج ندى على أوضة حلا ودخلها شنطتها جوه خليها ترتاح شوية شكلها مجهدة
- ندى بخجل وتردد :بس آنسة حلا مش هتزعل ..يعني عشان هاخد أوضتها وهي هتيجي تنام معاكي ف أوضتك
- حمزة بضحك : هههههه آنسة حلا !! ده بجد لأ وتزعل كمان عشان هتنام في أوضة ماما هههههه
ندى وهي لا تعي سبب انفجار حمزة بالضحك بمثل هذا الشكل والأغرب أن والدته شاركته ضحكه كانت ملامح ندى منصدمة من رد فعلهم الغريب عليها وأخيرا بدأ حمزة في الايضاح
- متستغربيش يا ندى أنتي لو تعرفي حلا مش هتقولي اللي قولتيه ده ابدااا أولا حلا ميتقلهاااش آنسة أبدااااا ديه تقوليلها يا بت يا زفتة يا مجنونة يا عيلة تجريها من قفاها عااادي جداااا مش تقوليلي آنسة حلا ..ثانيا بقا موضوع أنها تزعل من أنك خدتي اوضتها ف أنتي مش عارفة أنها هتعمل فرح أصلاااا لأنها ببساطة غالبا معسكرة عند أمي ونايمة ف حضنها وكل يوم نقعد نقنعها أنها كبرت ولازم تنام لوحدها ف اوضتها وهي لا حياة لمن تنادي ف أخيرا هتلاقي الحجة اللي تلزق بيها للست الطيبة اللي قدامك ديه
- أماءت كريمة رأسها ل ندى مؤكدة على كلام حمزة : عنده حق والله يا بنتي حلا صحيح ف آخر سنة ليها في الكلية إلا أنها تقريبا وقفت بهبلها لحد 3ابتدائي مثلا دلوقتي تلاقيها جاية وهتشوفي بنفسك
ولم تتم جملتها حتى سمع الجميع صوت جرس الباب يرن بإلحاح فقالت كريمة وهي تضحك :
- أهوه جيبنا في سيرة القط جه يبوظ الجرس أفتحلها يا ابني مش هتشيل أيدها من على الزرار لحد ما حد يفتح بالرغم أنها معاها مفتاح والله
توجه حمزة سريعا تجاه باب الشقة الذي بدأ يستغيث من طرقات حلا الملحة عليه وأخيرا وجد من أشفق عليه ورحمه من تلك المجنونة حينما فتحه لها وما أن رأت أخيها أمامها حتى ارتمت عليه وتعلقت في رقبته قائلة بمرح :
- موووزة حبيبي وحشتني أوووي أووي أخس عليك تغيب عليا كل ده
- حمزة وقد فك يديها من حول رقبته ثم ضربها بخفة على مؤخرة رأسها قائلا : مش ناوية تبطلي الدلع الرخم ده اللي قدامك ده رائد شرطة محترم مينفعش يتقال عليه مووزة محسساني إني جاي من عند فكهاني ف لمي نفسك بدل ما أزحلقك في الآخر يا أوزعة
- حلا بتذمر : أبيه أنا مش أوزعة أنتا اللي شبه " هالك "
- حمزة بضحك : بقيت ابيه لما قولت أوزعة طب هقولك يا أوزعة علطول عشان تحترميني منا عارفك مبتقوليش ابيه إلا لما بتتقمصي وبعدين مين ده اللي " هالك " يا بت والله لولا العضو الجديد المنضم لأسرتنا لكنت وريتك ال " هالك " على حق وعرفتك ممكن يعمل فيكي أيه
هنا انتبهت حلا أخيرا ل تلك الجالسة جوار والدتها ف أشارت لحمزة بالانحناء لها حتى تستطيع الهمس في أذنه قائلة :
- مين العسل ديه أكيد مش صاحبة أبلة الناظرة مش لابسة كعب كوباية
- حمزة : يا بت بطلي لماضة وبعدين يا ذكية قولت عضو جديد منضم لأسرتنا يبقا أكيد مش زميلة ماما
- حلا بمشاكسة : أيوه يعني مين ولا أقولك أنا لسة هستناك أما تتكلم أنا هعرف بنفسي وتوجهت فورا تجاه ندى وقد مدت كفها لها مرحبه قائلة بمرح :أنا حلا أهلا بيكي في أسرتنا المتواضعة اللي حضرتك انضميتي ليها ممكن أتشرف بمعرفتك مع توضيح وظيفتك كعضوة جديدة
- مدت ندى كفها مصافحة لتلك الواقفة أمامها وقالت بكل رقة وبابتسامة أرق قد زينت ثغرها : ندى
كانت حلا مازالت ممسكة بكف ندى بين كفيها ونظرت لحمزة قائلة بمرح :
- الرقة ديه كلها مين يا أبني هو بيتنا ده بيدخل فيه كائن زي ديه ليه ثم فرقعت بأصابعها قائلة بسسس عرفت أنها مبعوثة العناية الآلهية لنا ل يعلمنا الله كيف تكون الرقة لأ وايه اسم على مسمى قالتلك ندى هيييييح مييييين ندى بقاااا حد يجاوبني
- وأخيرا نطق حمزة بكل سلاسة وهدوء : مررراتي
انتفضت ندى وحلا في نفس اللحظة باختلاف السبب الأولى التي لا تستطيع تقبل كلمة " مرااتي " التي قالها ويقولها حمزة بكل أريحية هكذا والثانية لدهشتها وهي من بادرت بالحديث قائلة :
- أحلف يا مووووزة بجد ؟؟ أنتا اتجوزت البسكوتة ديه ثم تحولت نبرة المزاح إلى غضب مفاجيء أتجوزت من غيري يا أبيه أزااي وليييه ملكش أخت حلوة تاخدها معاك
- حمزة وهو لا يستطيع كتم ضحكاته على تلك المجنونة التي تمزح وتغضب في آن واحد : طب أفهم من كده أنك فرحانة ولا زعلانة
- حلا في تيه : بصراحة مش عارفة بس فهمني الأول عملتها أزااي تاني ؟؟ ده منك لنفسك ولا هي شربتك حاجة أصفرة صحيت لقيت نفسك متجوزها قول قول متتكسفش زي أختك الصغيرة
- حمزة وهو لايستطيع التوقف عن الضحك : هههههه يا بنتي أرحميني هموووت من كتر الضحك بطني وجعتني خلااص كفااية لأ يا ستي مشربتنيش حاجة أصفرة كنت ف كامل قوايا العقلية والنفسية ممكن بس كنت منوما تنويما مغناطسيا
- حلا : بصراحة يا موووزة أكيد جمالها ورقتها سحروك خلوك مبقتش شايف غيرها
في تلك اللحظة تحولت وجنتا ندى للأحمر القاني من شدة خجلها من كلمات حلاا مما دفع حمزة لتغيير دفة الحديث حينما قال بجدية :
- المهم يا ست حلا ندى هتقعد ف أوضتك ف ياريت تدخلي تلمي حاجتك وتفضيلها الأوضة و
- حلا بأندفاع مقاطعة حديث أخيها : نعم نعم ؟؟ أشمعنا اوضتي متنام معاك ف أوضتك هي مش مراتك
- كريمة بتوضيح : هما مكتوب كتابهم بس يا حلا ف ندى هتقعد ف أوضتك وحضرتك هتجيبي حاجتك وتيجي عندي وأمري لله
- حلا بحدة : لأ أنا مش هسيب أوضتي لحد ومش هغير مكان نومي حمزة يسيبلها أوضته وهي تنام فيها هو جوزها يستحملها أنا مالي كله إلا أوضتي سوري اتصرفوا مع بعض مش هو يتجوز وأنا اللي تشقلبولي حالي وتنقلوني من مكاني ديه خصوصيات وأنا مبحبش حد يتعدى على خصوصياتي بعد أذنكم ..
ألقت بكلماتها الحادة في وجوههم ودخلت غرفتها مسرعة ثم أغلقت الباب خلفها بعنف أجفل ثلاثتهم
- كان الصمت يخيم على الجميع لم يتحدث أحد ببنت شفة حالة من التعجب انتابتهم خاصة حمزة ووالدته أما ندى ف شعرت بالحرج الشديد منهما ولأجلهما وقالت في نفسها : بداية غير مبشرة ، اندفع حمزة تجاه حجرة شقيقته المغلقة وطرق بابها وهم بفتحه لكنه وجده موصد من الداخل بالمفتاح وحينما طلب منها أن تفتحه لأنه يريد التحدث معها قالت بعصبية :
- لو سمحتم سيبوني لوحدي شوية مش عايزة اتكلم مع حد دلوقتي ممكن
وسط دهشة حمزة ووالدته وعدم تصديقهما لما قالته حلا للتو لم يجدا أي كلمات للتعليق عما حدث أمام ندى دقائق قليلة مرت ثم وجدوا باب الغرفة يفتح بعنف ثم ................
هل هتتراجع حلا عن موقفها ؟؟ ولا هتبقى بداية لمعاملة سيئة مع ندى خاصة مع حب حلا الشديد لشقيقها وتعلقها به ؟؟ سوء فهم سيحدث بين حمزة وندى ف كيف سيتصرف حمزة ليعالجه ؟؟
كل هذا وأكثر سنعرفه في الحلقة القادمة
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق