رواية مغرم مجنون الفصل الحادى عشر 11 بقلم خديجه احمد حصريه
رواية مغرم مجنون الفصل الحادى عشر 11 بقلم خديجه احمد حصريه
#مغرم_مجنون
البارت الحداشر
راكان قال بصوت متحشرج من الغضب، وملامحه اتبدلت تمامًا، وإيده ماسكة التليفون بقوة كأنه بيكتم انفجاره.
ـ "طب اقفل… أنا جايلك حالًا."
، عيونه اتعلقت بهاجر، كانت باصة له بخوف وارتباك وقالت:
ـ "في إيه؟"
قرب منها بخطوات تقيلة، كل خطوة بتخلي قلبها يدق أسرع، رفع صباعه في وشها وإيده بترتعش غضبًا:
ـ "ما تتحركيش من مكانك لحد ما أرجع، كده كده مش هتعرفي تهربي يا هاجر… فبلاش وجع قلب وفرهده."
نبرته كانت حادة، باردة، فيها تهديد مكتوم .
هاجر وقفت مكانها، وشها اتسحب منه الدم، وبصّت له بخوف ممزوج بوجع، مش مصدقة إن الشخص اللي كانت بتحس ناحيته بالراحة بقى مصدر رعبها.
أما هو… فلف ورا، خبط الباب برجله وهو خارج، وسابها غارقة في صمت تقيل، صمت بيقرّص القلب قبل الودن.
خرج راكان من الأوضة، والباب اتقفل
هاجر وقفت مكانها، مبهوتة، كل حاجة جواها بتتلخبط…
قلبها بدأ يوجعها وجع غريب، مش بس من الخوف، لأ… من الصدمة.
دموعها كانت بتتزاحم في عينيها، بس المرة دي كانت مختلفة،
كانت سخنة، تقيلة، مليانة وجع مش مفهوم،
وفجأة، أول دمعة نزلت… كانت دم!
حست بيها وهي بتجري على خدّها، لمستها بإيديها المرتجفة،سرحت فيها
اتنفست بصعوبة، وصوتها اتكسر وهي بتهمس:
"ماما… إزاي؟ إزاي تكون ليها إيد في موت مامت راكان؟ إزاي؟"
الأسئلة كانت بتخبط في دماغها زي سكاكين،
مابين تصديق وإنكار، مابين خوف وحبّ قديم بيتكسر جواها.
ولأول مرة… حسّت إن حياتها كلها بقت لغز مظلم،
وكل الطرق فيه رايحة لنقطة واحدة… نيهال.
راكان دخل المكتب بخطوات واثقة،
قفل الباب وراه بهدوء وبصّ حواليه، لقى نيهال قاعدة على الكرسي، ملامحها شاحبة وقلقها باين في كل حركة منها، وعبدالرحمن واقف جمبها متحفظ.
أول ما عينيها وقعت عليه، قامت من مكانها بسرعة وقالت بصوت عالي مرتجف:
ـ "فين هاجر يا راكان؟!"
مدّت إيدها بسرعة وورّت له الباسبور:
ـ "باسبور هاجر أهو! يعني ما سافرتش زي ما قلتلي!"
راكان فضل ثابت مكانه، ملامحه متماسكة قال بهدوء متعمد، :
ـ "اقعدي يا طنط… استريحي، واشربي القهوة."
صرخت نيهال بغضب مكتوم:
ـ "قهوة إيه وشاي إيه وأنا بنتي مش عارفة مكانها؟!"
ابتسم راكان ابتسامة صغيرة مافيهاش روح وقال:
ـ "والله يا طنط، هي بنفسها قالت إنها هتسافر. لو رجعتي شوفتِ كاميرات الفيلا، هتلاقيها خارجة بشنطتها."
نيهال رفعت صوتها وهي بتحاول تمسك أعصابها:
ـ "بس باسبورها لسه موجود! ولو حتى نسيته، كانت مفروض ترجع تاخده!"
راكان مال شوية لقدّام وقال بنبرة باردة فيها خبث بسيط:
ـ "أنا بصراحة… ماعنديش أي فكرة."
سكتت نيهال للحظة، بتبص له نظرة فيها شك وقلق،
وبعدها قالت وهي بتحاول تسيطر على رعشة صوتها:
ـ "أمال كنت فين؟"
بلع ريقه، وبص لعبدالرحمن اللي كان بيراقب الموقف بعينين متحفزة،
رجع نظره ليها وقال بهدوء مصطنع:
ـ "كنت في مشوار تبع الشغل،
وسيبت كل اللي ورايا وجيت أول ما عبدالرحمن كلّمني."
سكتت نيهال لحظة، تنهيدة تقيلة خرجت منها، ، وقالت بصوت واطي لكنه مليان وجع:
ـ "لو عرفت حاجة… ابقى قولي."
ولفت تمشي، خطواتها كانت تقيلة كأنها شايلة الدنيا على كتفها،
والباب اتقفل وراها،
عبدالرحمن كان واقف متوتر، عينه على الباب اللي نيهال خرجت منه، وبعدين بص لراكان وقال بقلق واضح:
ـ "تفتكر شكت فيك؟"
راكان اتنهد، وفك الزراير اللي فوق في قميصه كأنه بيحاول يهرب من الضيق اللي خنقه،
وبص له بنظرة فيها ثقة باردة وقال:
ـ "مظنش… نيهال أضعف من إنها تشك فيا،
هي دلوقتي مشغولة بخوفها أكتر من عقلها
انا بس محتاج وقت وكل حاجه هتبقى على المكشوف."
عند نيهال
خرجت نيهال من الشركة وهي حاسة إن الأرض بتلف بيها،
الهوى كان خانق.
مسكت الموبايل بسرعة، ضغطت على اسم هاجر وهي بتتمنى إنها ترد وقالت في سرّها:
ـ ياريت تردي يا بنتي… ياريت بس تطمنيني وانا والله هعوضك عن كل اللي فات.
لكن نفس النغمة الباردة رجعت تضرب ف ودانها:
"الرقم الذي طلبته غير متاح حالياً."
وقفت مكانها ثواني، بتبص في الفراغ، عقلها بيجري بين ألف احتمال،
هل فعلاً سافرت؟ ولا حصلها مكروه؟ ولا… ولا راكان ليه يد ف اللي بيحصل؟
لكنها بسرعة هزت راسها، بتحاول تبعد الفكرة المرعبة دي.
فجأة خطر في بالها أحمد — جوزها القديم، يمكن يكون سمع حاجة، يمكن هاجر كلمته!
لكن وهي بتدوّر في الكونتاكتس، افتكرت إنها شالت رقمه من زمان…
تنهدت وهي تقول لنفسها:
ـ "مش فاضل غير دي بقى، هاروح له بنفسي."
شدّت شنطتها، وركبت العربية،
وهي سايقة، قلبها كان بيخبط في صدرها بخوف وقلق،
وكل تفصيلة في الطريق كانت بتفكرها ببنتها…
بنظرتها، بصوتها، وبالليلة الأخيرة اللي كأنها بداية كابوس مش ناوي يخلص.
في مكتب راكان
كان الجو مشحون، وعبد الرحمن واقف قدام مكتبه بنظرات فيها رجاء واضح.
مد إيده على الطربيزة وقال بصوت فيه رجاء:
_ بالله يا راكان، خلّيها تيجي معايا السفريّة دي، محتاج حد ينظّملي الأوراق ويتابع هناك.
رفع راكان عينه من على الأوراق وقال بهدوء مصطنع:
_اعقلها كده يا عبد الرحمن، مين هيظبطلي المواعيد وأنا مش موجود؟
سكت لحظة وهو بيبصله بنظرة فيها سخرية خفيفة وقال:
_وبعدين انت هتصيع عليا؟ أنا عارف انت عايز تاخدها ليه.
اتنهد عبد الرحمن واقترب خطوة، قال بنبرة استعطاف وهو بيحاول يخفي توتره:
_ طب مدام عارف بقى، يبقى أقف جمب صاحبك… أنا هخلّص الشغل هناك بسرعة وارجع، أسبوع بالكتير.
هزّ راكان راسه ببطء، وابتسامة خفيفة طلعت على وشه:
_ أهي عندك بقى… لو وافقت تروح معاك السفريّة، أنا هوافق.
في مكتب السكرتيرة – ياسمين
كانت قاعدة قدام اللابتوب، ولسه كلام عبد الرحمن بيرنّ في ودنها.
سكتت ثواني وبصّت له باستغراب، وبعدين قالت بجدية:
_لا طبعًا يا أستاذ عبد الرحمن، مش هينفع.
رفع حاجبه بدهشة مصطنعه:
_ ليه بس؟
ياسمين:
_ لأن دي مش شُغلتي، وأنا أصلاً ما بحبّش السفر ولا أجواءه.
قال بابتسامة خفيفة وهو بيحاول يخفف الموقف:
_يعني لو كنتي بتحبي السفر كنتي وافقتي؟
ياسمين بحدة بسيطة:
_الموضوع مش كده، أنا سكرتيرة هنا مش مندوبة سفر.
قرب منها شويه وقال بنبرة فيها رجاء بسيط:
_ عارف والله، بس السفريّة دي مهمة، ومفيش حد فاهم الملفات قدّك، ولو رحت لوحدي هتلخبط في نص الورق.
قالت ياسمين وهي بتتنهد:
_ فيه غيري يقدر يساعدك.
عبد الرحمن بأصرار:
_محدش زيّك، انتي اللي ظبّطتي المشروع من أوله.
بصّت له بثبات وقالت بحزم:
_برضه لأ.
سكت عبدالرحمن لحظة… بعدين ابتسم وقال بنبرة فيها خفّة دم مقصودة:
_ طب ماشي، أنا هاعتبر الرفض ده مؤقّت… هرجعلك كمان شويّة، يمكن تتراجعي.
لف وخرج من المكتب، وسابها متوترة ومش عارفة ليه ابتسامته معلقة في بالها.
بعد ساعات
رجع عبد الرحمن، وقف على باب المكتب وقال بابتسامة متعمدة:
_فكرنا؟ ولا لسه؟
ياسمين بضيق :
_يا أستاذ عبد الرحمن، قلتلك مش هينفع.
عبد الرحمن: طيب لو قلتلك إن وجودك ضروري جدًا؟ وإن من غيرك الشغل هناك مش هيكمل؟
تنهدت وقالت وهي بتحاول تبين إنها مش متأثرة:
_ مش هينفع.
قرب أكتر وقال بصوت واطي فيه صدق:
_ ياسمين… لو ما وافقتيش، هضطر أعتذر أنا كمان عن السفريّة.
اتسعت عينيها بدهشة:
_ يجدعع ودا ليه ان شاء الله
عبد الرحمن:
_عشان من غيرك، الشغل مش هيتعمل صح.
سكتت ياسمين لحظة، وبعدين قالت وهي بتتنفس بعمق:
_أنت عنيد أوي.
عبد الرحمن بابتسامة:
_ وأنتِ أكتر… بس المرة دي سيبيني أكسب.
ابتسمت رغماً عنها وقالت وهي بتحاول تبان صارمة:
_ماشي يا سيدي، هسافر.
ابتسم بانتصار وقال بتهيده:
_ ياه أخيرًا
وبصراحة… كانت متفاجئة من نفسها إنها وافقت.
عند نيهال
وقفت نيهال قدام العمارة، عينيها مليانة قلق وخوف، بتنهد بتنهيدة تقيلة كأنها بتحاول تشيل هموم الدنيا كلها.
والقدمين بتتهادى خطوة خطوة ناحية باب الشقة. خبطت بإيدها المرتعشة.
فتح أحمد، بصّ لها باستغراب وقلق واضح:
_ نيهال؟ هاجر حصلها حاجة ولا إيه؟
قالت وهي بتحاول تسيطر على صوتها اللي بيرتجف:
_ هنتكلم على الباب كده…
ابتسم أحمد بابتسامة مش مطمئنة وقال:
_اتفضلي.
دخلت نيهال، وشويّة شويّة عيونها بتتفرج على الشقة… بسيطة جدًا، بس فيها دفىّ غريب يدوّي إحساس بالأمان.
قعدت على أقرب كرسي، وهي بتحاول تمسّك أعصابها، بس جواها قلبها بيصرخ من القلق والخوف.
أحمد:
_ لحظات بس.
نيهال بتفهم:
_ خد راحتك.
دخل أحمد لأوضة حنان وقال بصوت واطي:
_ نيهال برا… اعملي كوبايتين شاي.
حنان بتعجب:
_هنا… ليه؟
أحمد:
_ مش عارف والله…
رجع يقعد قصاد نيهال، وعيونه كلها قلق وتوتر.
نيهال بوجع: هاجر… مش لاقياها.
أحمد اتجمد لحظة، صوته خرج متقطع:
_مش لاقياها؟ إزاي يعني؟
بدأت نيهال تحكي له كل اللي حصل، وكل كلمة بتطلع من قلبها كأنها نار مولعة جواها.
أحمد حاطط إيده على دماغه، ساكت، بيحاول يفكر… كل ثانية تمرّ عليه كأنها دهر.
خرجت حنان بالشاي، صوت الصواني كان زي موسيقى رقيقة بتخفف شويّة من التوتر.
حنان:
_منوّرانا يا أم هاجر.
ابتسمت نيهال ابتسامة باهتة:
_ بنورك…
حنان بقلق:
_في حاجة ولا إيه؟
أحمد:
_هاجر مش لاقيينها.
حنان صدمت، وشويّة الدم سحب من وشها:
_هتكون راحت فين يعني؟
أحمد بقله حيله:
_ مش عارف يا حنان.
نيهال:
_أنا كنت جايه عشان أعرف لو تعرفوا حد من صحابها أو حد ممكن نسأله.
أحمد:
_ آه… أعرف… وكمان ممكن نسأل الدكتورة النفسية بتاعتها.
نيهال اتفاجئت، صوتها اتكسّر:
_دكتورة نفسية؟ هي هاجر كانت بتروح عند دكتوره نفسيه؟
أحمد بحزن، وهو بيبص للأرض:
_ آه… بقالها سنين.
نيهال حسّت بالصدمة، قلبها وجعها… وصوتها اتكسّر أكتر:
_وأنا… مكنتش أعرف حاجة عن بنتي؟
حنان حطت إيدها على كتفها بحنية، بتحاول تهديها:
حنان: اديكي عرفتي خلاص… دلوقتي لازم نكلم الدكتورة أو نروحلها.
أحمد:
_مواعيد العمل دلوقتي… أكيد مش هيردوا علينا.
نيهال:
_ يبقى نروحلها.
مسكت شنطتها، إيدها كانت مرتعشة بس عينيها مليانة عزيمة:
نيهال: عنون العيادة لو سمحت.
أحمد وقف، قال بجدية:
_لا… لازم أروح معاكي.
نيهال بصتله بعزيمة وحزم:
_ اتصلوا أنتم بأصحابها واسألوهم، وأنا هاروح.
حنان حطت إيدها على كتفها، بابتسامة حاولت تهدّيها:
_تمام… لو عرفنا حاجة هنتصل، وانتي لو عرفتي حاجة ابقي كلمينا فورًا.
تبادلوا الأرقام والعناوين… ونيهال خرجت مسرعة، لكن قلبها كان مليان قلق وخوف… وخوفها على بنتها كان ماسكها من جوّه كأنه مش هيسيبها.
أما عند هاجر…
كانت قاعدة لوحدها، بين أربع حيطان ضيقة، عيونها مليانة دموع، والوجع ماسك قلبها من جوّه. الخوف بدأ يسيطر عليها… كل ثانية كانت قاعده فيها بتحس إنها تتلاشى جوّا الصمت.
نزلت للدور اللي تحت، بتحاول تدور على أي حاجة تشغل نفسها بيها، أي حاجة تسرقها من القلق اللي جوّاها.
لكن كل حاجة حواليها كانت بتذكّرها… لقت صور كتير لبنت في التاليتينات، شبه راكان جدًا، ابتسمت بس ضحكتها جفّت بسرعة.
بدأت تبص على كل صورة، عينها بتفحص التفاصيل، بتحاول تفهم مين قدامها… ومين اللي كان ليه مكان في حياة راكان.
وفجأة… وقع برواز من الصور، اتكسر على الأرض. قلبها خبط جامد، وعيونها اتسعت من الصدمة..
ركضت بسرعة ناحية غرفتها، إيديها مرتجفة ، كل شعور بالخوف والذنب كان ماسكها جامد… كأنها عايزة تهرب من كل حاجة حوالينها.
راكان رجع للفيلا، ودخل الصالة… عيناه وقعت على البرواز واقع على الأرض ومتكسر.
قف فجأة، قلبه بقى يدق بسرعة، وإيده ارتجفت شوية من الصدمة. الشرار في عينه زاد، وكأن كل حاجة حوالينه بدأت تتلوّى بالغضب والقلق.
رفع نظره حواليه، كل حاجة ساكتة حوالينه،
مش قادر يسيب البرواز على الأرض، مسكه بسرعة، وحس كأن قلبه اتقصف… ذكريات، غضب، خوف… كلها اختلطت في لحظة واحدة.
بعدها، بدون تفكير، طلع بخطوات سريعة ناحية أوضة هاجر… لقى هاجر قاعدة في زاوية الأوضة، عيونها مليانة دموع، جسدها متوتر.
مشي عليها بسرعة، مسكها من شعرها بقوة:
_ انتي اللي كسرتي البرواز؟
هاجر، وهي ماسكة إيده وبتتألم:
_ سيب شعري… سيب شعري… بقولككك!
راكان ضغط أكتر:
_ انطقي! انتي اللي وقعتيه!
هاجر وعيونها بتدمع:
هاجر: من غير ما أقصد… ي حيوان!
راكان، وهو متوتر وغضب، قال:
_حيوان؟ طب أنا هوريك الحيوان!
وقبل ما يعمل أي حاجة، بص في وشها… ووقف كالصاعقة.
عيونها، دموعها… دم! الدم الأحمر ماسك عينيها ورموشها، قلبه توقف لثانية… كل الغضب اللي جوّه اتحوّل لرعب وذعر!
يتبعععع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق