القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين نبضتين الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم آيه طه حصريه في مدونة قصر الروايات

 


رواية بين نبضتين الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم آيه طه حصريه في مدونة قصر الروايات 






رواية بين نبضتين الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم آيه طه حصريه في مدونة قصر الروايات 





‎(في الاستقبال.. صوت عالي)

‎آدم (متنرفز وماسك صدره): اااه.قلتلكوا.  مليون مرة.. أنا مش محتاج دكاترة.. سيبوني أمشي! انتو هتعرفو مصلحتي اكتر مني... اانت عارفين اني اتاخرت على اجتماع اد ايه..

‎الممرضة.: حضرتك ملناش دعوة موظفينك اللى جابو حضرتك بسياره الاسعاف ومينفعش تطلع من غير يشوفك الدكتورة، لو مشيت دلوقتي هتعرض حياتك للخطر.

‎آدم (بصعوبة): دكتورة!!! انتي قولتي دكتورة؟! يبقى أموت أرحم من إني آخد أوامر من ست. ولا اسيبها تتحكم فيا وفى حياتي.. 

‎(باب بيتفتح، ليلى داخلة بخطوات سريعة، ملامحها هادية بس جامدة، صوتها بارد)

‎ليلى: هو دا المريض اللى جه فى الاسعاف؟ شخصتي الحالة ولا لسه؟! 

‎الممرضة: أيوه دكتورة، ده رجل الأعمال الكبير آدم الصفدي. 

‎آدم (بص لها بنظرة حادة): اطلعي برا... انا مش محتاجك.. هاتوا دكتور راجل يكشف عليا وطلعوها برا سامعين والا هقفلكم المستشفى دي 

‎ليلى (بمهنيه وصرامه): من سوء حظك أنا اللي موجودة.. وحالتك دقيقة. دلوقتي هنفحص ونبتدي علاج.

‎آدم (ساخر): واضح إنك مش بتسمعي الكلام؟ قولتلك اطلعي برا وملكيش دعوة بحالتي والاعيبكم دي انا عارفها كويس.. 

‎ليلى (بهدوء): أنا مش هنا عشان أسمع كلامك..ولا علشان اعمل الاعيب.... أنا هنا عشان أرجع قلبك يشتغل. وسبق وقولتلك من سوء حظك مفيش غيري.. 

‎آدم (متألم لكنه مصر): أنا ما بثقش في ستات.. فاهمة؟ بتعملوا حاجه ونيتكم وجواكم حاجه تانيه مفكره انا كدا هلين واسمحلك تعملي اللى انتي عايزاها وتتحكمي وتتامري على كيفك تبقى لسه مش عارفه مين هو ادم الصفدي

‎ليلى: كويس.. أنا مش طالبة ثقتك. أنا طالبة تسيبني أعمل شغلي.... وصدقني مش مهتمه اعرف انت مين ولا تقدر تعمل ايه.... انت هنا مريض زي اي مريض عندي وخلاص


‎(بتقرب منه وتمسك جهاز رسم القلب، بتتكلم وهي مركزة في الشاشة)


‎ليلى: النبض مش مظبوط.. الضغط نازل.. محتاج حقنة حالا.... وبعدها راحه لفترة قصيرة ونرجع نشوف استقرار الحاله.. 


‎آدم (ينظر لها بنظرة تحدي):"

إنتي بتتعامليني كدا ليه؟ جهاز قدامك وخلاص؟ مش من حقي اعرف الحقنه دي ايه وحالتي تشخيصها ايه واوافق على العلاج ولا لا..... كلكم واحد بتتحكمو وتصدروا اوامر وبس 


‎ليلى: حضرتك مريض وفي خطر. ولو فضلت   تضيع وقت بالكلام ده ممكن ما تلحقش ترجع اجتماع اللى كنت بتتكلم عليه ولا هيبقى عندك وقت تقلل من شان الستات تاني وتزيد فى تهجماتك دي 


‎(بتدي الحقنة للممرضة وهي تجهزها)


‎آدم (بتنهيدة فيها سخرية): أول مرة

 أشوف ست ما عندهاش أي انفعال.. لا خوف، لا توتر.. ولا حتى ابتسامة. في العاده بشوف حاجات تانيه خالص وخصوصا فى حضوري 


‎ليلى: مظبوط. ماعنديش وقت للحاجات دي.لاني هنا دكتورة وانت مريض ومفيش حاجه اكتر من كدا 


‎آدم (يحاول يستفزها): أصل الستات عادة بيتلذذوا يوروا ضعفهم.. إلا إنتي. شكلك مش عادية.... ولا مش من ضمن جنس الستات؟! 


‎ليلى (بحزم): أنا دكتورة بشرف على علاجك.. مش ست قدامك.عايزه تتود ولا تهمها فى اي حاجه غير انك تكمل شفاك وتتفضل برا المستشفى.. 

‎(الممرضة تدي الحقنة، المؤشرات تتحسن شوية)


‎آدم (يبص لها وهو بيسترد نفسه): عينك غريبة.. 


‎ليلى: تمام كدا عايز فحص إضافي بعد ما ترتاح شوية.


‎آدم: مش قصدي كده. عينك فيها حاجة.. مطفية. كأنك مش عايشة هنا.... ولا دي لعبه وخدعه جديده لجاتو ليها... 


‎ليلى (ترفع عينيها فيه بثبات): مليش دعوة بتحاليلك النفسية.. شغلتي القلب بس.


‎آدم (يبتسم ابتسامة مائلة): أيوه، قلب.. بس شكلك ناسيه من زمان قلبك انتى وبتهتمي بقلوب غيرك.. 


‎ليلى (تقطع الكلام بسرعة): كفاية كلام.. لازم ترتاح.

‎(آدم يضحك بخفة، رغم تعبه، ويستند عالسرير)


‎آدم: ما توقعتش يوم ألاقي ست توقف قدامي كده من غير ما تتلخبط.. ولا حتى تترعش.


‎ليلى: هتلاقي كتير.. بس يمكن عمرك ما ركزت.


‎آدم: لا.. ركزت. إنتي مختلفة.


‎ليلى (بصوت هادي وهي بتكتب الملاحظات): المهم تلتزم بالعلاج. أنا مش موجودة عشان أكون مختلفة.

‎(آدم يفضل يراقبها بعينيه، يحاول يقرأها.. وهي متعمدة ما تبصش فيه)


‎آدم: واضح إنك بتستخبي ورا البرود ده.. بس عنيه بتفضحك.


‎ليلى (بتقف وتبص في ساعتها): خلصنا. الممرضة هتتابعك.


‎آدم (بابتسامة ساخرة): بتجري؟ وبتهربي ليه؟ 


‎ليلى: انا لا بجري ولا بهرب.... بس بشتغل ومع الاسف حضرتك مش الحاله الوحيده اللى عندي غير انى مش بتكلم فى احاديث جانبيه مع المرضي وخاصة اللى زي حضرتك


‎(تخرج وهي ثابتة، تسيبه محتار، مبتسم بنص فم رغم وجعه)

‎(بعد فترة آدم في أوضة الرعاية، متوصل بالأجهزة.. لسه تعبان بس عنده طاقة كلام. ليلى داخلة ومعاها ملف وتقارير)

‎آدم (برفع حاجبه وهو شايفها):

‎إيه ده؟ بنفسك جاية؟ افتكرتي تسيبيني مع الممرضات.

‎ليلى (بنبرة ثابتة):

‎أنا براجع حالتك. جهاز القلب سجل لسه مش مظبوط.... محتاج تقعد فترة تحت الملاحظه اكتر 

‎آدم (ساخر):

‎جهازك ده بيفضحني أكتر من الصحافة.

‎ليلى (تكتب في الملف من غير ما ترفع عينيها):

‎الصحافة مش بتوقف قلبك. الجهاز ده ممكن ينقذك.


‎آدم (مستند على المخدة، يحاول يراقبها) . بتكلمي كإني مجرد ملف. مش بني آدم... انتى بتتعملي مع الكل كدا ولا انا ليا معامله خاصه.... 

‎ليلى (تسند القلم عالملف وتبصله بسرعة):

‎لو كنت هتعامل بعواطف، مكنتش بقيت دكتورة قلب. أنا شغلي أنقذك، مش أتعامل معاك كصديق.

‎آدم (يضيق عينه:

‎يعني مفيش رجالة في حياتك؟ كله شغل وبس؟

‎ليلى (بنبرة حادة):

‎ده مش موضوعك.... ومسمحلكش تتعدى حدودك تاني معايا مفهوم؟! 

‎آدم (بضحكة صغيرة):

‎موضوعي، ما هو أنا قاعد هنا ومحتاج أضيع وقت. قوليلي.. ليه عينك مطفية كده؟

‎ليلى (تشيح بوجهها ناحية الشاشة):

‎ركز على قلبك.. مش على عيني.

‎آدم (يميل لقدام شوية رغم تعبه):

‎القلب والعين مربوطين. العين ساعات بتكشف اللي القلب مداريه. وإنتي.. واضح قلبك مطفي من قبلي بكتير.

‎ليلى (تسكت ثواني، بعدين ترد ببرود):

‎إنت بتحب تلعب بالكلام. بس في الآخر أنا مش لعبة.

‎آدم (يتنهد:

‎وأنا مش متعود حد يرد عليا بالشكل ده. كل الناس.. يا إما بتتملقني.. يا إما بتخاف مني. إنتي ولا دي ولا دي.

‎ليلى (تدون ملاحظات):

‎لأني ما بهمنيش مين حضرتك بره. جوا المستشفى كلنا سوا مريض وطبيب.

‎آدم (بابتسامة فيها شوية سخرية وشوية فضول):

‎طيب.. لو فرضنا إنك مش طبيبة دلوقتي. هتبقي إيه؟ ست عادية؟ ولا برضه مطفية كده؟

‎ليلى (ترد بسرعة من غير تفكير):

‎أنا اخترت أكون طبيبة عشان أهرب من فكرة إني ست عادية.

‎(آدم يلمح ارتباك بسيط في ملامحها، يلاحظ، بس ما يكشفش نفسه)

‎آدم (بهدوء غريب):

‎الهروب مش دايم. في الآخر بييجي وقت وتضطري تبصي جوا قلبك.

‎ليلى (تشد الملف وتقوم):

‎مش هنتناقش في الفلسفة دلوقتي. عندك متابعة بعد ساعة.

‎آدم (يضحك بخفة، رغم الألم):

‎أهو لقيت فيكي حاجة.. مش طبيبة بس. فيكي لغز. وأنا بحب أحل الألغاز.

‎ليلى (تتمالك نفسها وترد بجفاء):

‎إنت مش داخل لغز.. إنت داخل أزمة قلبية. خلي بالك من الأولويات.

‎(تخرج من الأوضة بسرعة. آدم يفضل متسمر مكانه، يضحك نص ضحكة ويقول لنفسه وهو شايف الباب):

‎بردة.. بس النار مستخبية جواها. واللعبة لسه ما ابتدتش.


#بين_نبضتين

#آيه_طه




البارت 2

(بعد فترة في الأوضة.. آدم قاعد على السرير، شايل إزازة الميه ومبيشربش. ليلى داخلة ماسكة جهاز تابلت وتشيك على الأجهزة)


آدم (بابتسامة جانبية):

اتأخرتي. كنت فاكر إنك نسياني.... او هتخلي الممرضه هى اللى تيجي زى ماقولتي.. 


ليلى (وهي بتفحص الجهاز):

انا مش مضطرة اقولك كل شويه ان أنا عندي أكتر من مريض. مش إنت بس.


آدم (ساخر):

كتير ايوا بس أنا الأشهر. المفروض آخد معاملة VIP..... تعرفي انى بحركه منى اشتري المستشفى دى وباللى فيها... 


ليلى (بحزم):

للاسف القلب ما بيفرقش بين مشهور وغلبان.... اللاتنين بيتعبوا وبيجو مكان واحد المستشفى بغض النظر المستشفى باسم مين... زى ما جيت انت كدا... 


آدم (يميل لقدام شوية):

هو إنتي ما بتعرفيش تضحكي؟ ولا بتعرفي حاجه اسمها هزار وكدا؟! 


ليلى (ترفع عينيها وتبصله باستغراب):

هو إيه موضوعك معايا بالظبط؟ علاج ولا مقابلة شخصية؟ انت محتاج تفهم وتبرمج عقلك على انك مريض هنا مش اكتر مش من حقلك تعدى حدودك وتدخل فى حاجات متخصكش..... 


آدم (مستند وبيضحك بخفة):

تصدقي فكره.... مقابلة شخصية أحلى. أصل كل مرة تيجي، بتسيبيني أكتر فضول. عايز أعرف.. إيه اللي مطفيكي كده.... ومتحاوليش تهربي ولا تلجائي للاسلوب العدائي عليا علشان تداري الحقيقه انتى عارفه كويس اوى انى كلامي صح وحقيقي.... 


ليلى (تسكت لحظة وبعدين ترد ببرود):

لا مش صح ولا حقيقي بس الظاهر انك فاضي ومش متعود على كدا.... وبعدين انا مش مطفية دي طبيعتي.


آدم (يهز راسه):

لأ. الطبع مش بيخلي العين تبقى زي لمبة محروقة. ده بييجي من وجع.


ليلى (ترجع تكتب ملاحظات):

إنت بتحب تتكلم كتير.


آدم (بنغمة شبه جدية):

علشان الكلام ساعات بيخليني أعيش. غير كده.. السكوت بيموتني.


ليلى (تبصله بسرعة، بعدين تبعد):

أنا دكتورة قلب. مش معالجة نفسية.


آدم (مستفز شوية):

طيب.. آخر مرة حسيتي قلبك دق بجد إمتى؟


ليلى (تضيق عينيها):

السؤال ده غير مهني.... واظن اجابته مش هتاثر لا فى تشخيصك ولا فى علاجك.. 


آدم (يضحك):

طب خلينا نقول.. سؤال إنساني.... واللى اعرفه عن الدكاترة انهم بيحترموا الانسانيه اوى وانها من مبدائهم المقدسة... 


ليلى (بتحاول تقفل الحوار):

أنا مش بدخل حياتي الشخصية هنا... 


آدم (بلهجة متحدية):

بس دخلتي حياتي أنا.. وأنا دلوقتي جزء من يومك. غصب عنك.


ليلى (تتنفس بعمق، وتقول بهدوء):

شغلي بيخليني أقابل ناس كتير. ما بفتكرش حد منهم بعد ما يخرج.


آدم (يضحك بسخرية):

يعني ناوية تمسحيني زيهم؟


ليلى:

أنا بعالج القلوب.. مش بجمعها.


(آدم يسكت لحظة، يبص لها بنظرة طويلة)


آدم (بصوت أخف):

بس واضح قلبك إنتي اللي محتاج يتعالج.


ليلى (تقطع الحوار بسرعة):

خلصنا متابعة. ارتاح دلوقتي.


آدم (وهو شايفها خارجة):

هتفضلي تهربي.. وأنا هافضل ألاحقك بالسؤال.


(ليلى تخرج بسرعة، لكن على وشها لأول مرة في لمحة ارتباك. آدم يبتسم نص ابتسامة ويهمس لنفسه):

الطلقة جت في مكانها. 


(تاني يوم... الأوضة.. آدم قاعد على السرير، الممرضة بتجهز له المحلول. ليلى داخلة بهدوء ومعاها ملف جديد)


آدم (يبص للممرضة وهو بيضحك):

لو سمحتي، قولي للدكتورة تبطل تكلمني زي الروبوت. نفسي أسمع منها كلمة آدم، مش (المريض).


ليلى (تتجاهل كلامه وتبص عالملف):

تحاليلك كويسة.. بس محتاج تلتزم بالأدوية وتخفف التوتر.


آدم (ساخر):

يعني أسمع كلامك وأبطل عصبية؟ طب ده ضد طبيعتي.


ليلى (من غير ما ترفع عينها):

يبقى ضد صحتك كمان.


آدم (بصوت مسرحي):

الله.. إيه الحنية دي؟ أنا حاسس كأني في حضن أمي.


(الممرضة تضحك غصب عنها. ليلى تديها نظرة صارمة فتسكت)


ليلى:

أنا جادة. العصبية ممكن تقتلك.


آدم (يميل لقدام، عينه مركزه فيها):

طب وإنتي؟ إيه اللي ممكن يقتلك؟


ليلى (ترفع عينيها وتبصله بجمود):

أنا مش موضوع للنقاش.


آدم (بضحكة صغيرة):

أنا عارف.. إنتي موضوع مقفول. بس برضه.. عندي وقت كتير أفتح الأقفال.... وزي ماقولتي قبل كدا انا فاضي ودا نادرا ما بيحصل ف عندي وقت كتير افك شفراتك وافتح اقفالك..... 


ليلى (تحاول تغير الموضوع):

هنعمل متابعة ECG كمان شوية..... الممرضه هتجهزك ليها.. 


آدم (يعمل نفسه متألم فجأة):

آآه.. قلبي! صدري مش قادر اخد نفس!! 


ليلى (تتجمد للحظة وتتحرك بسرعة ناحيته):

إيه في إيه؟ ألم جديد؟ براحه... خد نفس 

فين الوجع؟! اشر بعينك لما اوصل لمكان الوجع.... 


(آدم يضحك بخفة):

لأ.. ده ألم من إنك ما ضحكتيش ولا مرة... حرام عليكي متعرفيش ان كسر الخاطر بيوجع القلب زي العصبيه بالظبط... 


ليلى (تتنهد وتبص بعيد):

إنت طفل كبير.... واخرتها انى هتنازل عن حالتك لدكتور تاني يتابع معاك علشان مش فاضيه للعب العيال دا..... ويبقى نحقق طلبك اللى طلبته اول مادخلت... هنجبلك دكتور راجل يتابع حالتك.. 


آدم (مبسوط):

آدي أول كلمة شبه اعتراف. يعني شايفة فيا حاجة غير المريض..... ومين قالك انى عايز حد تاني يتابع حالتي غيرك..... 


ليلى (بجفاء):

شايفة فيك إنك بتضيع وقتي.... وبتحب تلعب وللاسف دا مكانه الملاهي مش مستشفى. 


آدم (يبتسم بنص فم):

بس وقتك أغلى من دهب. وأنا بحب أضيعه... ولو عايزة تعويض مستعد.... 


(ليلى تحاول تمسك نفسها، تكمل كتابة الملاحظات. بس في لحظة، وهي خارجة، وشها يتحرك بحركة شبه ابتسامة، حاجة صغيرة جدا. آدم يلقطها فورا)


آدم (يرفع صوته وراها):

ههه! شفتك! كنتي بتضحكي! أنا كسبت الجولة دي..... ولسه باقي الجولات... استعدي!! 


(ليلى توقف لحظة عند الباب، تاخد نفس، ترد من غير ما تبصله):

إنت مريض صعب... دي الحاجه الوحيدة اللى ممكن اعترف بيها النهاردة. 


آدم (مبسوط أكتر):

شكرا مش اول مره اسمع كدا عن نفسي وعارف دا كويس علشان كدا انا فى مكانتي ومركزي دا.... بس أنتي دكتورة أصعب.


(هي تخرج. آدم يسيب راسه عالوسادة، عينيه فيها لمعة لأول مرة من زمان، ويهمس):

البرود دا مش هيطول... انتي خلاص بقيتي تسليتي يا دكتورة ليلى... 


(بالليل الأوضة هادية، الأجهزة بتصدر أصوات منتظمة. ليلى داخلة وواقفه بجدية كالعادة، آدم مستند بنصف ابتسامة وكأنه مستنيها.)


آدم:

جيتي في معادك بالدقيقة. ما شاء الله، بتعاملي معايا كإني اجتماع مجلس إدارة.


ليلى (تشيك الجهاز):

مواعيد المتابعة مهمة. إهمال دقيقة ممكن يضيع حياة انسان. 


آدم (ساخر):

إنتي أكتر ست قابلتها في حياتي ما بتعرفش تهزر. حتى السكرتيرة بتاعتي أظرف منك.


ليلى (بهدوء):

أنا مش جاي أكون ظريفة. أنا جاي أحافظ على قلبك.ووقتها تقدر تطلع وترجع لظرافه السكرتيرة براحتك... 


آدم (يتنهد، وبعدين يقول بصوت شبه جاد):

عارفة؟ قلبي ده عمري ما حسيت إنه محتاج حد. لا دكاترة، ولا حب، ولا حتى أصحاب.طول عمرنا عايشين لوحدنا انا وهو وكنا مرتاحين اووي.... بس حتى هو خاني 


ليلى (ترفع عينيها بسرعة):

كل قلب بيحتاج حاجه معينه وقلبك مخنش القلوب مستحيل تخون.... هو بس بينبهك وبيديك انذار 


آدم (مبتسم بخبث):

إنتي أول مرة تعترفي بحاجة خارج (البروتوكول)... ودكتورة ومريض وكل دا. 


ليلى (تحاول تسيطر على كلامها):

ده علم. مفيش بني آدم يقدر يعيش من غير ارتباط أو سند....يعنى معلومه علميه وفى حدود اختصاصي.. 


آدم (مستند على المخدة):

لا في أنا عشت. كل الناس حواليا كانت يا بتستغلني.. يا بتخوني.. يا بتحاول تاخد مني حاجة. فتعلمت إن السند الوحيد هو نفسي.


ليلى (تسكت ثواني، وبعدين تقول):

الاعتماد على النفس قوة. بس العزلة مش قوة.... دى هروب. 


آدم (ينظر لها نظرة طويلة):

العزلة أأمن. على الأقل مفيش حد يطعنني في ضهري وأنا نايم... وبعدين انا بهرب فى عزلتي وانتى بتهربي فى الشغل.... 


ليلى (ببرود مهني):

الأمان مش دايم. حتى القلب القوي ممكن يقع فجأة.. زي ما حصل معاك.... وكذا مره اقولك انى بحب اشوف شغلي ومهتمه بيه جدا مش هروب.. 


(آدم يضحك بخفة، يعجب بجوابها)


آدم:

إنتي عندك ردود مش سهلة. حسيت إني قاعد في مناظرة مش عند دكتورة. انتى مش حاسه انك اخدتي الموضوع شخصي يا دكتورة... 


ليلى:

يمكن لأنك بتحاول تجرني لكلام شخصي. وأنا بقاوم.... وانت مصمم تدخل فى شئوني الخاصه وتتعدى حدودك.... 


آدم (بهدوء وهو يراقبها):

بس إنتي سمعتي. وده كفاية بالنسبة لي دلوقتي.... دى تانى جوله اكسبها... حاسس بتغيير جاى بالطريق. 


ليلى (تحاول تقفل الحوار):

خلاص. الممرضة هتيجي بعد شوية تغير المحلول. إرتاح.


آدم (قبل ما تخرج):

أنا قلتلك قبل كده.. فيكي حاجة مطفية. والنهارده، للحظة صغيرة، حسيت إن النور شوي في عينيكي.... متاكدة ان الممرضه هى اللى هتجيلي مش انتى اللى هتيجي معاها؟! 


(ليلى توقف لحظة، ما تردش، وبعدين تمشي. آدم كان واقف عند الشباك، ماسك سيجارة مش قادر يولعها، عينيه تايهة في الشارع.


ليلى (بهدوء رسمي):

اه نسيت اخد ملف....يالهوي..... أستاذ آدم، أنا بكرر للمرة التانية… التدخين بعد الأزمة دي خطر جدا على قلبك. حتى لو سيجارة واحدة، هتضعف عضلة القلب اللي لسه بتتعافى..... مش معقوله كل اللى بنعمله انتى هتبوظه بحركه زي دي... 


آدم (بابتسامة متهكمة):

كل حاجة في حياتي ضعفت… إلا إني عايز أولع السيجارة دي..... متقلقيش قلبي قوى. ياما مر عليه.... 


ليلى (نبرتها صارمة):

وأنا هنا مش بتكلم عن رغباتك… بتكلم عن حياتك. لو كررت ده، هتلاقي نفسك على سرير العمليات قبل ما تفكر حتى ولا تقدر تستوعب.... 


آدم لف ناحيتها فجأة، صوته متغير فيه حاجة من الحدة:

هو أنتي دايما جدية بالشكل ده؟ ولا هو أنا اللي مش مستاهل حتى كلمة خارج كتاب التعليمات بتاعك؟ ولا هتهربي من السؤال زى كل مرة... 


ليلى (ببرود مهني، بتحاول تخفي أي ارتباك):

يا استاذ ادم انت اللى محتاج تفهم انى مش بهرب بس أنا دوري إني أحافظ على حياتك… مش أقدملك كلام تسلية. وأي كلمة هتسمعها مني هتكون في إطار الطب والعلاج.


فجأة، رن موبايل آدم.

بص للشاشة… ووشه اتغير، اتسحب لونه بالكامل. إيده اترعشت.


ليلى (بنبرة ثابتة رغم فضولها):

هو في ايه؟ طب اهدى معلش،ايا كان اللى حصل واللى شفته  أوعى تنفعل دلوقتي. الضغط ممنوع يرتفع، خاصة في وضعك الحالي.


لكنها لمحت الاسم على الشاشة: "هي".

ولأول مرة، آدم ما قدرش يخفي ارتباكه… صوته كان واطي جدا وهو بيكلم نفسه:

المفروض الرقم ده مات من زمان…


#بين_نبضتين

#آيه_طه


ياترى ايه اللى هيحصل؟! ومين المتصل وايه اللى وراه؟! 


مستنيه رايكم فى الروايه وتخميناتكم ❤😍



البارت 3

في أوضة الاستراحة بتاعة الأطباء.

الهدوء مايل، مفيش غير صوت تكتكة ساعة الحيط.

د. ليلى قاعدة على الكرسي، لابسة البالطو الأبيض، بس حاسة تقيل فوق كتافها.


ليلى (تفكر بصوت واطي):

 إيه اللي بيحصللي؟ أنا ليه كل مرة بدخل أوضته، ببقى متحفزة كأني داخلة حرب؟

ليه عيناه بتفضل تلاحقني بالطريقة دي؟

أنا المفروض أبقى هادية، متوازنة، أتعامل معاه كمريض.. مريض وبس.


تاخد نفس طويل وتخبط بأطراف صوابعها على المكتب.

ليلى:

 أنا عشت سنين بقول لنفسي إن الشغل هو حياتي، هو الملجأ الوحيد من كل حاجة كسرتني.. من غيابه، من الفراغ اللي سببه موته..

بس دلوقتي، الراجل ده، حضوره تقيل.. كلماته مستفزة، وسخريته جارحة.. ومع ذلك، في لحظة، بحس إن جواها حاجة أعمق.

هو مش بيبان عليه إنه بيتألم.. بس أنا بشوفه.

العين متكدبش.


تمد إيدها على النضارة اللي حاطاها قدامها وتلبسها، كأنها عايزة تخبي أي لمعة أو ارتباك ممكن يبان.


في نفس الوقت، في أوضته.

آدم قاعد على السرير، مسنود نص سنده.

الملف الطبي مفتوح قدامه بس هو مش مركز فيه.

باصص في الفراغ، ماسك في إيده موبايله وبيلف فيه من غير ما يفتح حاجة.


آدم (بيكلم نفسه):

 غريبة البنت دي.. قصدي الدكتورة.

كل اللي عرفته في حياتي من الستات إنهم بيدوروا على المصلحة، على اللي يزود رصيدهم.

لكن دي؟ لأ.. مختلفة.

كلامها جاف، تعاملها حاد، عينيها مطفية..

بس لما وقفت فوق راسي في الطوارئ.. حسيت بحاجة. كأنها فاهمة الوجع من غير ما أشرح.

مع إني ماقولتش حاجة.


يرمي الموبايل على السرير ويتنهد.


آدم:

 أنا متعود أخبي.. محدش يستاهل يعرف أنا مين ولا جوة قلبي إيه.

لكن ليه عينيها دي بتسألني كل مرة: "إنت بتخبي إيه يا آدم؟"

هي مش بتسأل بصوتها، بس نظرتها بتعمل كدا.

وأنا.. أنا اللي مش عارف أرد.


يقوم من السرير ببطء، يروح يقف عند المراية.

يبص على نفسه: البدلة مش موجودة، شكله أقل من رجل الأعمال المتماسك اللي الناس عارفاه.

يشوف الخطوط اللي حوالين عينه، التعب.


آدم (بصوت خافت):

 يمكن عشان شايف فيها نفس الكسر اللي جوايا؟

يمكن.. عشان لما تبصلي، بحس إنها بتشوفني.. مش واجهتي، مش اسمي، مش الفلوس.

بتشوفني أنا.


يسكت لحظة، يضحك ضحكة صغيرة ساخرة.

آدم:

 وأنا من إمتى بستنى حد يشوفني؟


ليلى واقفة قدام شباك الأوضة، بصة على نور المستشفى تحس فجأة إن نفسها يخرج من الدايرة اللي بينهم: هو المريض وهي الدكتورة.

بس ترجع تهز راسها.


ليلى (تفكر):

 لأ.. لازم أفتكر دايما: هو مريض وأنا دكتورته.

حدود.. لازم في حدود.

أنا مش مستعدة أكرر أي وجع تاني.

أنا كويسة كدا.. أو على الأقل مقنعة نفسي إني كويسة.


تشد بلوزتها تحت البالطو، تقفل الملف الطبي وتقوم.

ليلى (بحزم لنفسها):

 الشغل وبس. أي حاجة تانية مش هسمح بيها.


آدم في أوضته، يرجع يتسند على السرير.

يفكر في اللي حصل النهارده: مناقشته معاها، ردودها الباردة، وبرغم كدا، ارتباك لحظة لما عينه جت في عينها.


آدم (بهمس):

 يمكن هي مش عارفة، بس هي دخلت دايرة حياتي.

وأنا.. عمري ما حبيت أدخل حد فيها تاني.


يقفل عينه، بس ذهنه مش راضي يهدأ.


ليلى قررت تطلع تشوف أحواله قبل ما تمشي، مجرد مرور عادي كأي طبيبة.

بتفتح باب أوضته بخطوات ثابتة، الملف في إيدها، وعينيها متجنبة تبص فيه مباشرة.


ليلى (ببرود مهني):

 إزيك يا أستاذ آدم؟ عندك أي آلام في الصدر دلوقتي؟ حالتك ايه اخبارها؟! 


آدم يرفع نظره لها، ملامحه فيها تعب بس وراه ابتسامة صغيرة ماكرة.


آدم:

 آلام؟ آه.. موجودة.بس مش في الصدر. والحاله غير مستقره. 


تتجمد لحظة، تبصله باستغراب.


ليلى:

 قصدك إيه؟

(تفتح الملف وتكتب حاجة علشان تهرب من نظرته)

 لو في وجع في أي مكان لازم تقول.علشان نقدر نساعدك ونسيطر على الوضع... 


آدم يضحك ضحكة قصيرة.

آدم:

 مش هتعرفي تكتبيله علاج.الوجع ده.. ملوش دواء. او بالاخص ملهوش دوا فى الطب اللى تعلمتيه.... 


ترفع عينيها ليه بسرعة، تحاول تتحكم في نبرتها:


ليلى:

 أنا هنا أعالج قلبك.. من الناحية الطبية بس...أي حاجة تانية مش تخصني.


آدم يقرب بجسمه لقدام شوية، صوته أوطى بس نبرته جدية:


آدم:

 مين قال إنك مش شايفة او مش تخصك؟

أنا متأكد إنك شايفة أكتر من اللي بتقوليه.

وعشان كدا.. مش قادرة تبصيلي وبتتهربي بتسجيل ملاحظاتك.


ليلى تحس كأن نفسها اتقطع لحظة، لكنها بسرعة ترجع تماسكها.


ليلى (بحزم):

 أنا ببص على اللي يخص شغلي.وبعدين.. أنت محتاج ترتاح. أي كلام زيادة مش في مصلحتك.


تلف و تخرج.


آدم يناديها بهدوء، بس صوته غريب، فيه نبرة مش متعودة تسمعها منه:


آدم:

 هو مين اللي كسر قلبك جواكي .. خلاكي تبني الجدار ده؟


توقف، وظهرها ليه، إيدها على الباب.

قلبها بيدق بسرعة، كأن الكلمة لمست جرح لسه بيوجع.

تاخد نفس عميق، وترد بنبرة متماسكة:


ليلى:

 أنا مش موضوع مناقشة.... واتمنى تقتنع بالجمله دي اريح ليك وليا ومفيد كمان لصحتك قولتلك الكلام زياده غلط عليك

تصبح على خير يا أستاذ آدم.


وتخرج، الباب يتقفل وراها بهدوء.


آدم يفضل ساكت، عينه على الباب.

يمد إيده يلمس صدره بخفة.


آدم (بهمس):

كل الكلام ممكن يكون يضرني الا الكلام دا... أنا مش غلطان.. الكسرة دي أنا شايفها.حتى لو هي مش عايزة تعترف. بس انا اللى هيجنني مين السبب الكسرة دي؟! 


(أوضة آدم – الصبح)

الشمس داخلة من الشباك، والممرضة واقفة تجهز الأدوية.

آدم قاعد على السرير، باين عليه زهق واضح.


آدم (بضجر):

 أنا مش ناقص حبس انفرادي.. طول الليل والنهار بين إبرة وحباية.

(يبص للممرضة)

 فين الدكتورة بتاعتكم؟


الممرضة:

 هتيجي بعد شوية تكشف.وتمر على حضرتك وقت المتابعه... 


(باب الأوضة بيتفتح، ليلى داخلة بخطواتها الهادية، لابسة بالطو أبيض، إيدها شايلة الملف.)


آدم (ساخر):

 أهو جه المدعي العام..... اهلا بسيادة الباشا.. 


ليلى (من غير ما ترفع عينها):

 صباح الخير.

(بتقرب من السرير وهي تقلب في الملف)

 الضغط اتقاس؟


الممرضة:

 آه يا دكتورة، ١٢٠/٨٠.


ليلى:

 كويس.حالتك بدات تستقر وتتحسن.. 


آدم (يتنحنح متعمد):

 مش هتقوليلي صباح الخير؟ ولا مش من حق المريض ان الدكتور يقوله صباح الخير فى المستشفى دي... 


ليلى (ببرود):

لا مفيش قانون يمنع كدا.....بس انا قلتها. يمكن حضرتك ما سمعتش.


آدم (يميل لقدام بابتسامة صغيرة):

 لا سمعت.. بس كان شكلها تحية لواحد تاني مش أنا.


(ليلى ترفع عينيها له لحظة، بعدين ترجع تبص في الورق)


ليلى:

 إزيك النهارده؟ في أي ألم؟


آدم:

 الألم كالعادة.. موجود... بس زي ماقولتلك مش هتلاقي ليه علاج فى الطب بتاعك ولا فى الملف اللى بتهربي فيه... 


ليلى (بجفاء):

وانا أقصد ألم في الصدر.... وقولتلك اي حاجه تانيه متخصنيش وللمره الالف يا ادم باشا انا مش بهرب انا بشوف شغلي... 


آدم (بضحكة صغيرة):

 آه.. رجعنا للمهنية. حاضر، في وجع خفيف.


ليلى:

هنعمل رسم قلب بعد شوية... ونطمن 


(الممرضة بتاخد إذن وتخرج. يتبقى آدم وليلى لوحدهم.)


آدم:

 هو إنتي عمرك ما زهقتي من الجدية دي؟

يعني مفيش لحظة كده تبيني إنك بني آدمه عادية؟


ليلى:

 أنا بشتغل. والمفروض حضرتك كمان تساعدني مش تعطلني..... وبعدين مش حضرتك وراك شغل بردو وعايز ترجعله.... 


آدم:

 بس إنتي مش فاهمة إن سكوتك ده بيخلي الواحد عايز يجرك للكلام غصب؟ وترجعي انتى تزعلي وتهربي زي كل مرة.... وبعدين مين قالك انى مش بشتغل دلوقتي.. 


ليلى (تشد نفس):

 وأنا مش فاهمة إنت مصر ليه تحول كل كشف لحوار جدال؟ ونعيد نفس الكلام وتسمع نفس الردود اللى بتقول عليها بارده ومهنيه تاني.... 


آدم (بهدوء غريب):

 يمكن علشان.. وجودك بيخليني أنسى أنا فين.... وبحس ان وجعي اخف وبتنفس احسن من اى وقت تاني.... 


(ليلى تسيب الملف على الترابيزة وتقرب منه عشان تسمع القلب بالسماعة. بتحاول تبقى مركزة، بس عينه معلقة بيها.)


آدم:

 إنتي عارفة إنك أول ست أبص في وشها من سنين وما حستش إني متراقب أو يتلعب بيا؟


ليلى (تسحب السماعة بسرعة):

كفاية كلام. النبض متذبذب. محتاج تلتزم بالعلاج وتخف التوتر.... وترتاح وتخف تفكير وعصبيه... 


آدم (ساخر):

 يعني ممنوع أتكلم؟ وممنوع اهزر وممنوع اسال عن حاجه؟ هو انا مريض فى مستشفى ولا مسجون فى حبس انفرادي؟! 


ليلى:

لا انا مقولتش كدا.... مسموح بالكلام والهزار.. بس مش معايا.


(تلف وتكتب ملاحظاتها، تحاول تهرب من نظرته.)


آدم:

 هتفضلي كده لحد إمتى؟شايلة صورك جوه ورا قفل كبير؟ وتهربي فى كل مره 


(ليلى تتوقف لحظة، إيدها ترتعش خفيف بس تلحق تمسك نفسها.)


ليلى:

 خليني أفكرك.. أنا دكتورة قلب، مش موضوع فضفضة.... ولا دكتور نفسيه تحكي معاها... لو عايز نقدر نوفرلك دكتور نفسيه ليك


آدم (بابتسامة):

 بس أنا حاسس إنك محتاجة الفضفضة أكتر مني.... انا اللى بساعدك مش انتى اللى هتوفريلي دكتور نفساني يساعدني.. 


(صمتت لحظة. ليلى تلم الملف بسرعة وتقوم.)


ليلى:

 انتهينا. أرتاح شوية.


(تمشي للباب. آدم يسند على المخدة، صوته وراها فيه مزيج من التحدي والصدق.)


آدم:

 إنتي ممكن تهربي مني دلوقتي.. بس مش هتهربي من اللي جواكي.وأنا.. عندي وقت كتير.


(ليلى توقف لحظة عند الباب، نفسها يتقطع، بعدين تخرج من غير ما ترد.

آدم يضحك ضحكة قصيرة، بس عينه فيها لمعة غريبة.. مش عارف إذا كانت وجع ولا بداية حاجة جديدة.) 


(بالليل – أوضة آدم)

الجو هادي، والأنوار خافتة.

آدم نايم نص نوم، فجأة يصحى على وجع شديد في صدره. يتنفس بسرعة، يحاول يوصل لجرس النداء، إيده ترتعش.


#بين_نبضتين

#آيه_طه


البارت 4

الممرضة تدخل بسرعة، تصرخ:

الممرضة:

 دكتورة ليلى! بسرعه!!! الحالة بتتدهور!


(بعد ثواني، ليلى داخلة بسرعة، وشها متماسك بس عينيها فيها قلق خفي.)


ليلى:

 أوكسجين فورا.. حضري حقنة مورفين.

(بتقرب من السرير، تبص لآدم)

 آدم! ركز معايا.. إنت سامعني؟ خليك مفتح عينك ماتقفلهاش... 


آدم (بصوت متقطع):

 سامع.. بس مش قادر أتنفس.بحاول مش قادر.. 


ليلى (بحزم):

 بص في عيني.. خد نفس عميق، واطلعه ببطء. أنا هنا... هتكون كويس.. 


(آدم يحاول، عينيه معلقة بيها رغم الألم. الممرضة تدي الحقنة، الجهاز يبتدي يثبت تدريجي.)


ليلى تمسك إيده من غير ما تاخد بالها، تضغط عليها وهي بتراقب الشاشة.


ليلى (بهمس):

 متسيبش نفسك.. متسيبهاش تفلت منك.... انا ادم باشا القوي.... اتمسك وخليك زي ما بيقولو عنك.. 


(آدم يفتح عينيه ببطء، صوته واطي لكنه واضح:)

آدم:

 أول مرة أحس إن حد عايزني أعيش بجد. ولاول مره اختبر ان الاحساس دا حلو ومريح بجد. 


(ليلى تنتبه إنها ماسكة إيده، تسحبها بسرعة وترجع تتكلم ببرود مصطنع.)


ليلى:

 الاستقرار رجع. لازم تلتزم بتعليماتي بالحرف.... المرة الجايه ممكن منقدرش نسعفك... 


آدم (بنبرة مرهقة بس فيها سخرية):

 هو انتي كده دايما؟ تدي دفء لحظة.. وبعدين تلبسي التلج تاني؟


ليلى:

 أنا ماعنديش وقت أضيعه في تحليل الكلام واللعبه اللى انت بتلعبها دي.... انت هتسمع التعليمات وتلتزم بيها بالحرف انا مش مستعده افشل فى علاج حاله انا عمري ما فشلت.... 


آدم (بضحكة واهية):

 طب وأنا عندي وقت.. كتير. وهفضل أسألك لحد ما ألاقي إجابة.... وبعدين انتى اللى تاعباني وتاعبه قلبي معاكي وترجعي تشتكي.... 


(ليلى تتنهد، تلف تكتب في الملف. بس ملامحها مش زي العادة، متوترة أكتر.)


ليلى:

 هاقعد أتابعك الليلة كلها. أي تغير لازم أكون موجودة... 


آدم (يبص لها مطول):

 يعني مش هتهربي مني النهارده.


ليلى (تحاول تصده):

 أنا قاعدة عشان المريض.. مش الشخص.... يعني وجودي هنا مهني وكدكتورة ومريض مش اكتر.... 


آدم (بصوت واطي وهو يغلق عينه):

بس المريض.. هو نفس الشخص.... وزي ما بتقولي واجبك راحتي وحالتي تستقر... 


صمتت. ليلى تبص له لحظة طويلة، بعدين ترجع تبص للجهاز.

هي نفسها مش عارفة ليه قلبها بيدق بسرعة أكتر من الطبيعي.


(الليل ماشي ببطء. أوضة آدم هادية غير صوت الأجهزة. ليلى قاعدة على الكرسي، عينيها على الشاشة كل شوية، ماسكة الملف في إيدها. آدم صاحي، عينه بتراقبها من غير ما تتكلم.)


آدم (بنبرة واهنة بس فيها سخرية):

 هو إنتي ناوية تقعدي كده طول الليل؟ ساكتة.. عاملة زي كاميرا مراقبة؟ انا زهقت ومليت.... 


ليلى (من غير ما تبص له):

انا مش بمزاجي قاعده كدا دا شغلي بيتطلب كده. لازم أتابع كل تغير في حالتك.... لو حضرتك بتلتزم بالتعليمات مكناش وصلنا لهنا... 


آدم (يميل على المخدة):

 طب يعني مش هتملي؟ ساعة، اتنين.. خمسة.. ولا حياتك كلها كده جداول ومتابعة؟ 


ليلى (تكتب ملاحظة في الملف):

 حياتي كلها التزام. ودي مش أول مرة أسهر الليالي عشان مريض... وانا مش هنا علشان تسليتك قولتلك قبل كدا... 


آدم (يضحك بخفة):

 بس أنا مش مجرد مريض عادي. اعترفي... ومش هتعرفي تهربي لانك ملزمه بمراقبه حالتي.. 


ليلى (تبص له بثبات):

 أنت مريض محتاج رعاية طبية دقيقة. لا أكتر ولا أقل... واى حاجه تاني دى فى دماغك انت متخصنيش... 


آدم (بصوت غامض):

متاكده انها متخصكيش؟! غريبة… عينيكي بتقول حاجة تانية.


(ليلى تتجاهل، تقوم تعدل جهاز الأوكسجين، وترجع تقعد.)


ليلى:

 ركز في نفسك، مش في عيني... وعلى صحتك والتزامات الطبيه اكتر من اسئله بتاعتك دي... 


آدم:

انا نفسي زهقت مني. نفسي عايز صوت غير صوت الأجهزة. قوليلنا حاجة، أي حاجة. إيه آخر كتاب قريتيه؟ فيلم؟ حتى نكتة!


ليلى (تتنهد):

انا ما عنديش وقت للنكت.... وممكن تنام وترتاح وتضيع وقت فى النوم... 


آدم (ساخر):

تصدقي؟ لو كنتي موظفة عندي، كنت طردتك من أول يوم. الجدية المبالغ فيها دي بتقتل.


ليلى (بحزم):

 وأنا لو كنت تحت إدارتك.. كنت قدمت استقالتي من أول ساعة.


(آدم يضحك بصوت أعلى، وبعدين يسكت فجأة، يبص لها بتركيز.)


آدم (بهدوء):

 إنتي ليه مخبية نفسك ورا الحواجز دي كلها؟ انا كاشفك من اول يوم والحواجز والقناع دا مش عليا.... 


ليلى (تشيح بوجهها):

دا مش قناع ولا حواجز.... لأن ده شغلي.


آدم:

 لأ. ده خوف.وكبير كمان... 


(ليلى تسكت لحظة طويلة، وبعدين تحاول تغير الموضوع.)


ليلى:

 نبضك ثابت. دي حاجة كويسة.... الحاله بقيت تستقر.. 


آدم (بإصرار):

 إنتي بتردي بجمل جاهزة.. بس في لحظة معينة بتتسربي من غير ما تحسي. لما مسكتي إيدي وأنا بتألم… كان فيكي حاجة مختلفة. ومتقدريش تنكري دا.. 


(ليلى تتوتر، تحاول تخفي ارتباكها.)


ليلى (بجدية):

دي كانت استجابة طبيعية لظرف خطير. مفيش أي معنى وراها.... ومسكت الايد علشان نشوف النبض مش اكتر.. 


آدم (يميل شوية ناحيتها، عينه مثبتة عليها):


 طب والليلة دي؟ قاعدالي هنا كأن حياتك مرتبطة بيا. برضه مجرد "ظرف طبي"؟


(ليلى تسكت. ثواني من الصمت. بعدين تقرر تكسر الجدال بسؤال مباشر.)


ليلى (بصوت هادي لكنه حاد):

 اللي يرنلك الساعة 3 الفجر.. وتقوم تبص في الشاشة كأنك شفت شبح… ده برضه مجرد ظرف عادي؟


(آدم يتجمد لحظة. ملامحه تتغير، الضحك يختفي. يبص لها طويلا من غير رد.)


آدم (بصوت منخفض):

 كنتي صاحيه وقتها؟ وشفتي الفون؟ 


ليلى (بنبرة حاسمة):

 أنا براقبك طول الوقت. وأنا دكتورة قلب… مفيش حاجة بتعدي من غير ما ألاحظها.


(آدم يبتسم ابتسامة غامضة، يخبي قلقه ويميل راسه للمخدة.)


آدم:

 إنتي أذكى مما توقعت.


ليلى (تضغط كلامها):

 السؤال مازال قائم. مين اللي بيتصل في نص الليل… ويخليك تتوتر بالشكل ده؟


(آدم يسكت، يلف بوشه للنحية التانية. يكتفي بجملة واحدة، صوته غامض كأنه بيحكي لنفسه مش ليها:)


آدم:

شبح من أشباح الماضي.. اللى ما بترحمش.


(الصبح بدري – أوضة آدم. الشمس داخلة من الشباك، بس الجو لسه ثقيل. ليلى قاعدة مكانها من الليل، شكلها مرهق بس لسه متماسكة. آدم صاحي، بيبص لها بابتسامة نصها سخرية نصها فضول.)


آدم:

 شكلك ما نمتش ثانية واحدة. صح؟ خايفة عليا للدرجة دي؟


ليلى (بنبرة عملية):

 أنا ما بخافش. دي متابعة. حتى ولو كنت نايم، كان ممكن يحصل تدهور من غير ما أحس.


آدم (بهدوء):

 ومين قال إني عايز أعيش أصلا؟ انتى بتتعبي على الفاضي انا وقلبي بينا عهد... 


ليلى (ترفع عينيها فيه بسرعة):

 ما تكررهاش. المريض اللي يفكر كده بيضيع مجهود كل اللي حواليه.


آدم (بابتسامة باهتة):

 يعني إنتي متضايقة عشان مجهودك هيضيع… مش عشاني أنا؟


ليلى (تصمت لحظة، وبعدين تقول بجدية):

 المريض عندي هو حالة. وأنا مسئولة عن الحالة دي.وانا ولا مرة اهملت ولا خسرت حاله... الا واحده بس ومن وقتها في بيني وبين نفسي عهد انى مخسرش حالات تانى.... 


آدم (يضحك بخفة):

 نفس الكلام المحفوظ. بس عينك دلوقتي مش في الحالة… عينك فيها فضول. كسرة ومطفيه انطفاء انا عرفه كويس... 


(ليلى تحاول تتجاهله وتكتب ملاحظات في الملف. فجأة، موبايل آدم على الكومودينو يرن. الصوت عالي، الشاشة منورة. ليلى ترفع عينيها عليه، تشوف اسم المتصل: "رقم مجهول".)


ليلى (بهدوء شديد):

 هترد؟ ولا زى كل مرة هتهرب؟ 


آدم (يحاول يمد إيده للموبايل، بس سرعان ما يوقف نفسه. يطفي الشاشة من غير ما يفتح.):

لا مش مهم. وانا مش بهرب يادكتورة.... انا بس بحافظ على باقي فيا.. 


ليلى (بصرامة):

المريض محتاج هدوء نفسي قبل أي حاجة. وده مش هيتحقق طول ما في مكالمات بالنص التاني من الليل وبالصبح. وخصوصا اذا كانت بتاثر على حالتك بالشكل دا شوف ضغطك ارتفع تانى ازاى بعد ما كان مستقر.... 


آدم (ينظر لها بنظرة طويلة):

 إنتي بتراقبيني حتى وأنا مش في أجهزتك الطبية..... خير يا دكتورة اسمى دا اهتمام؟! 


ليلى (بجدية):

لا اهتمام ولا حاجه تانيه....بس لو في ضغط خارجي بيأثر على حالتك، لازم أعرف.... 


آدم (ساخر):

 إيه ده؟ قلب وبطارية وحياة شخصية كمان؟ 


ليلى (تنفعل لأول مرة):

 كل حاجة بتأثر على القلب. حتى اللي بينجرح بأبرة.


(آدم يسكت لحظة، عينه تركز فيها. صوته ينخفض:)

 أحيانا الجرح بيكون أعمق من أي رسم قلب.... وقولتلك قبل كدا ان علاجي مش هتلاقي فى الطب اللى درستيه ولا فى الملف دا.. 


(ليلى تحاول ترد، لكن فجأة الموبايل يرن تاني. المرة دي أعلى، وإصراره غريب. الشاشة منورة: "رقم مجهول". آدم يمد إيده يطفيه بسرعة، بس ليلى توقفه.)


ليلى (بصرامة):

 سيبه ليه بتطفيه.... طالما مش مهم. 


(آدم يبص لها، للحظة يبقى بين أنه هيتحدى. بس الموبايل يفضل يرن… لحد ما يسيبه يرن لآخره. بعدها يقوم شوية، يبتسم ابتسامة غامضة.)


آدم:

 في ناس ما بتعرفش تسيب الماضي ينام.... لانها بتفضل تطاردنا دايما.. 


ليلى :

 والماضي ده… ممكن يهدد حياتك دلوقتي؟


(آدم يسكت. يلف بوشه ناحية الشباك، صوته واطي لكن فيه نبرة خطيرة:)

مش بس حياتي دا ممكن يهدد كل حاجة.


الموبايل وهو بيرن للمرة التالتة، الشاشة منورة وسط الصمت… وليلى واقفة، عينها على الجهاز، وقلبها بيدق أسرع من العادي، مش عارفة هي خايفة على المريض… ولا من الحكاية اللي لسه هتنكشف.


#بين_نبضتين

#آيه_طه



البارت 5

(بالليل. أوضة آدم في المستشفى، بس الجو هادي. ليلى قاعدة على الكرسي جنب السرير، موبايلها في إيدها بتراجع شغل. فجأة صوت خبط خفيف على الباب. ليلى ترفع راسها.)


ليلى:

اتفضل.


(الممرضة تدخل، معاها ورقة صغيرة.)

الممرضة:

دكتورة… لقيت الورقة دي تحت باب القسم. باسم المريض آدم.


(تمدها لليلى وتمشي. ليلى تمسك الورقة، تفتحها بسرعة. مكتوب بخط غير منتظم: "هو لسه عايش…؟" ليلى تتجمد، تبص لآدم اللي نايم نص صاحي.)


ليلى (بهدوء، لكنها متوترة):

استاذ آدم… في حاجة عايز تقولها ليا؟ مقولتش عليها امبارح... 


آدم (يفتح عينه نص فتحة، بنبرة ساخرة):

قصدك عن إيه؟ عن الورق ؟ ولا عن اللي بيرن من غير ما يتكلم؟ وانتى ليه مهتمه مش بتنجزي شغلك وبس... 


ليلى (بحزم):

أنا بتكلم بصفتي الدكتورة المسؤولة. أي تهديد ليك لازم يتبلغ بيه.... علشان سلامتك الصحيه امبارح نفد من ازمه باعجوبه وانا كدكتورة مش حابه يتكرر دا تاني.... 


آدم (يضحك بخفة باهتة):

والله انا مستغربك متاكده انك بتتكلمي علشان انتى الدكتورة المسؤولة… ولا الست الفضولية؟


ليلى (تتنفس بعمق، تحاول تسيطر على أعصابها):

مش هسمحلك تستهتر. أي ضغط عصبي ممكن يدمرك دلوقتي.... وانت محتاج تفهم النقطه دي كويس وبعدين نبقى نشوف دكتوره ولا فضول..... وانا مش مضطره استحمل اسلوبك وطريقتك دي معايا... 


(آدم يرفع راسه شوية من على المخدة، يبص لها بعينين فيها تعب وحاجة أعمق.)

آدم:

إنتي فاكرة التهديد بيخوفني؟ أنا متعود. الخوف عندي بقى زي أي دقة ناقصة في رسم القلب. وبالنسبه للمعامله والاسلوب هو دا اللى عندي اذا كان عجبك.... 


ليلى (بتحاول تقرأ في عينيه):

بس التهديد مش عادي. اللي يكتب جملة زي دي… يبقى قريب منك.... وعلى العموم انا هحاول اطلب من المستشفى توفر دكتور تاني لحالتك لانى مش عجبني يا استاذ ادم.. 


آدم (ساخر):

ممكن يكون بعيد… بس حافظني أكتر من اللازم.... متتعبيش نفسك حتى لو مستشفى وفرت دكتور تاني مش هقبل بيه انا عايزك. انتى واتعامل باللى انا عايزه وانتى مش من حقك تعترضي اصلا متعرفيش كدا ولا ايه..... يلا يا دكتورة شوفي شغلك ومتزعجنيش اكتر من كدا... 


( ليلى تمسك الورقة، تطبقها وتحطها في جيب البالطو. بعدها بصوت ثابت:)

من دلوقتي، كل اللي يوصلني بيتسجل رسمي. ومفيش حاجة هتتخبى.... شئت ام ابيت... 


آدم (بابتسامة مرة):

جربي… بس لما تدخلي الدوامة دي، مفيش رجوع... ومتقوليش انى محذرتكيش.. 


(ليلى ترد بسرعة، لأول مرة بصوت فيه تحدي واضح:)

أنا دخلت خلاص. مش لسه هدخل وهخرج منها وانت معايا وهتشوف... 


(آدم يسكت، يفضل يبصلها فترة طويلة. فجأة الموبايل اللي على الكومودينو يرن تاني. ليلى تمد إيدها بسرعة وترد قبل ما يلحق.)


ليلى:

ألو؟ مين معايا؟


(صوت راجل غامض، واطي، كأنه متعمد يشوش صوته.)

الصوت:

قوليله… النوم مش أمان.... وقريب اوى هيكون كمان مش امان وهو صاحي... 


(الخط يتقطع فجأة. ليلى تفضل ماسكة الموبايل، قلبها بيدق بسرعة. تبص لآدم، تلاقيه بيبتسم ابتسامة باهتة وكأنه عارف مين ورا الصوت.)


آدم (بهدوء غامض):

قلتلك… الماضي ما بينامش.... واشباحه بتفضل تطاردك... 


ليلى (بحزم):

واللي بيرن ده… من الماضي؟ زى سلمى من الماضي؟! وانت عملت ايه فى ماضيك مخليه يطاردك بالشكل دا.... 


(آدم يتنهد، يلف يمسك دراعها بقوة صوته يطلع واطي، متكسر بين الجد والوجع.) 


اللى عملته فى الماضي وليه بيطاردني دى حاجه متخصكيش يا دكتورة ومن هنا ورايح تهليكي فى حدود شغلك وبس علشان متشوفيش منى الوش التاني انتى سامعه..... يلا اطلعي برا مش عايز اشوف وشك دلوقتى لما اعوز اتسلى هبقى ابعتلك.... غوووري


ليلى وهي واقفة، عينها عليه وعلى الموبايل، كأنها محتاجة تختار: تسيب الموضوع يروح زي ما هو… ولا تدخل أعمق في حياة ادم اللي واضح إن وراه حكاية أكبر من مجرد مرض قلب فجأة الباب يتفتح، الممرضة تدخل.)


الممرضة:

دكتورة ليلى، الحالة مستقرة. المدير بيقول  إننا ممكن نجهز أوراق الخروج بكرة لو كل حاجة تمام.


(آدم يرفع حاجبه، يبتسم بنص سخرية.)

آدم:

أخيراً… الحرية.


ليلى (بجدية):

الخروج مش حرية. معناها مسئولية أكبر. لازم تلتزم بالعلاج، والمتابعة.


آدم (ساخر):

يعني من سجن لسجن تاني.


ليلى (تضيق عينيها فيه):

الفرق إن ده السجن اللي ممكن ينقذ حياتك.


(الممرضة تخرج. ليلى تكمل كتابة الملاحظات، بس في توتر واضح. آدم يراقبها، وبعدين يقول فجأة:)


آدم:

لو خرجت بكرة… إنتي هتكوني موجوده؟


ليلى (تتظاهر بالانشغال بالملف):

حضرتك لسه طاردنى ومش عايز تشوف وشي وعنفتنى وطلبت التزم بحدود شغلي وانا دوري بينتهي عند المستشفى.


آدم (بابتسامة غامضة):

بس انتى دخلتى فى دوامتي وحياتى والدور اللي بدأ دا… مش هينتهي هنا.... وعلى فكره قولت بردو انى عايزك انتى مش دكتور تانى ومستعد ادفع اى مبلغ تطلبيه وكمان متنسيش انا مش بحب الرفض ولا انى اعيد كلامى..... برضاكى او غصب عنك هتكوني الدكتورة اللى بتابع معايا حتى بعد ما اخرج من هنا.... 


(ليلى ترفع عينيها، تحاول تقرأ قصده. بس قبل ما ترد، الموبايل يرن تاني. المرة دي الرقم ظاهر: "مخفي". ليلى بسرعة تاخده في إيدها، تبص لآدم.)


ليلى (بحزم):

انا هرد.


آدم (بصوت هادي لكنه فيه تحذير):

لو رديتي… هتتورطي.


(ليلى تضغط زر الإجابة، بصوت ثابت:)

كدا كدا متورطه معاك... ألو؟


(صوت نفس الراجل الغامض، أهدى من قبل، بس واضح إنه متعمد يخوف.)

الصوت:

هو لسه عندك… بس بكرة هيكون برة. قولي له… العيون مستنياه.... هو واللى معاه.. 


(الخط يتقطع تاني. ليلى تتجمد مكانها. آدم يضحك ضحكة قصيرة، كأن اللي سمعه متوقع.)


آدم:

شوفتي؟ حتى الحرية… مش ببلاش.


ليلى (بتشد نفسها):

أنا هبلغ الأمن فورا.... مينفعش نسكت اكتر من كدا... دا تهديد صريح ليك واللى معاك... هو اه صحيح يقصد مين باللى معاك؟! 


آدم (بسرعة، بعينين حادة):

لامش هتبلغي حد وملكيش دعوة بقصده فى حاجات ملكيش تعرفيها احسنلك.... 


ليلى (بتتحداه):

بس ليه ممبلغش؟ 


آدم (بهدوء خطير):

لأن اللي بيتكلم… مش عايز الأمن. هو عايزني أنا. ولو دخل الأمن… هيدخل الناس الغلط.... ووقتها الموضوع هيكبر وناس ملهاش ذنب هتروح فى النص.... 


(ليلى تبصله بتوتر، مش عارفة تصدقه ولا لأ. تاخد نفس عميق.)


ليلى:

طيب قولي على الاقل… إيه اللي مستنيك برة؟


(آدم يسكت لحظة، بعدين يبتسم ابتسامة غامضة، صوته هادي جدا:)

اللي مستنيني برة… هو اللي خلاني هنا.... وبما انك هتطلعي معايا يبقى مش هرجع هنا تانى انا متاكد... 


( ليلى تحس إنها بتدخل في حكاية أكبر من الطب. تحاول تغير الموضوع.)


ليلى:

المهم دلوقتي… تلتزم بالعلاج. أكتبلك كل التعليمات واضحة.


آدم (يضحك بخفة):

إنتي متأكدة إن اللي هيقتلني… هو القلب؟


(ليلى تتوقف لحظة، تبص له بنظرة مطولة. بعدها تقوم تقفل الملف وتقف.)


ليلى:

بكرة هتخرج. بس أنا مش هسيب الموضوع يعدي كده.


آدم (بهدوء، وهو يتابعها بعينيه):

إنتي خلاص… بقيتي جوا اللعبة.


(بعد يومين ليلى فى شقتها ومعاها قطتها وفجاة تسمع خبط على الباب) 


ليلى: غريبه مين اللى هيجلي فى الوقت دا؟! 

(تفتح الباب وتتفاجا) 


ليلى: انتى؟؟؟؟ 


#بين_نبضتين

#آيه_طه


تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا






تعليقات

close