رواية حكاية بنت الريف الفصل التاسع عشر 19 بقلم صباح عبد الله حصريه
رواية حكاية بنت الريف الفصل التاسع عشر 19 بقلم صباح عبد الله حصريه
التاسع عشر
دهب لسه هتطلع على السلم، وشيرين بتراقبها من بعيد. سماح طالعة من المطبخ وهي بتقول:
استني يا دهب، رايحة فين؟
دهب: كنت طالعة الشقة أرتاح لي شوية طالما محدش راضي يخليني أعمل حاجة.
سماح تجري عند دهب وهي بتقول بخوف:
انتي تعبانه ولا حاجة؟
دهب بابتسامة وفرحة من خوف سماح عليها:
لا والله مش تعبانه ولا حاجة، متخافيش، أنا كويسة. بس قولت طالما أنا هفضل قاعدة من غير ما أعمل حاجة أطلع شقتي أحسن.
سماح: طيب الحمد لله إنك كويسة، لا ما تطلعيش، اقعدي معايا أحسن.
دهب بابتسامة: حاضر خلاص، مش طالعة.
سماح: أحسن برضو، وحاولي تخفي شوية من طلوع السلم ده علشان حملك لسه جديد، ما يستحملش كل شوية طلوع ونزول.
دهب: حاضر.
سماح خدت دهب وراحوا يقعدوا قدام التلفزيون.
شيرين بغضب: الله ياخدك يا سماح، الخطة باظت! بس مش هاستسلم... يا أنا يا انتي يا دهب.
المكان اللي كانت شيرين واقفة فيه وهي ماسكة أزازة الزيت، الأزازة مِيلة والزيت واقع على الأرض، وشيرين مش واخدة بالها. تعوز تمشي من المكان اللي هي فيه، وفجأة تزحلق وتقع على ظهرها، وتصرخ بصوت عالي:
آآآآآآه!
دهب وسماح في صوت واحد: بسم الله الرحمن الرحيم!
دهب: خير! في إيه؟
وتشوف شيرين واقعة على الأرض تجري عليها وهي بتقول.
شريين انتي كويس
سماح: مالك يا بنتي؟ وإيه اللي وقعك كده؟
شيرين بغضب: هو أنتم لسه هتعملوا لي محضر؟ تعالوا ساعدوني أقوم، رجلي مش قادرة!
سماح: استغفر الله العظيم يا رب، البنت دي لسانها بينقط سم!
دهب بضحكة: معلش يا خالتي سماح.
وتروح عند شيرين علشان تساعدها تقوم.
شيرين تفكر بغل: طيب، اضحكي... امسكي إيدي بس وشوفي أنا هعمل إيه.
وتبص شيرين على الزيت اللي على الأرض: عادي، هيقولوا اتزحلقت ووقعت، ومن الوقعة الحمل نزل!
وبابتسامة خبيثة: تعالى يا وش الفقر لقدرك.
دهب: تعالى يا شيرين قومي.
ولسه هتمسك شيرين... سماح بصوت عالي: استني يا دهب!
دهب تبعد عن شيرين تاني: في إيه يا خالتي سماح؟
سماح: انتي ما تقوميش شيرين.
شيرين بغل: أمال مين هيقومني؟ هاتي إيدك يا دهب أقوم!
سماح: لأ يا دهب، هاقومها أنا. لا قولك استني.
(تبص على الخدامة)
يا هانم!
هانم الخدامة: نعم يا ست سماح؟
سماح: ساعدي شيرين تقوم من على الأرض.
هانم: حاضر يا ست سماح.
شيرين بغل وعينيها بتطلع نار على دهب، وتيجي تزق الخدامة:
اوعي كده! ما تلمسنيش بإيدك المعفنة دي!
الخدامة يصعب عليها نفسها، دموعها تنزل من كلام شيرين.
دهب بصوت عالي: شيرين! احترمي نفسك! ومين اللي إيديها معفنة؟ أوعي تنسي أصلك، علشان ما ينساش أصله غير قليل الأصل!
شيرين بغل: قصدك إيه يا ست دهب؟
دهب: قصدي انتي فاهمه كويس أوي يا شيرين.
(وتروح عند الخدامة) معلش يا هانم يا حبيبتي، حقك عليا، ما تزعليش من كلام شيرين.
هانم: الله يجبر بخاطرك يا ست دهب.
دهب: اللهم آمين، بس بلاش "ستي" دي، علشان والله مكبراني قوي. أنا دهب وبس، وإحنا إخوات.
هانم: والله ده شرف ليا، وحاضر مش هقول غير "دهب".
سماح بفخر: فعلاً أنا محظوظة بيكي يا دهب، ربنا يزيدك تواضع كمان وكمان يا بنتي.
شيرين بتجز على سنانها من كتر الغضب، وتبص على دهب وتمشي بالعافية من ألم رجليها.
النهار في آخره ومعاد رجعة مهند والحاج محمد وهاني من الشغل.
سماح: الأكل جاهز يا هانم.
هانم: أيوه يا ست سماح، بشطب أهو.
دهب بزهق: مش كنتِ خلتيني أعمل حاجة مع الغلبانة دي بدل ما أنا قاعدة طول النهار كده؟
سماح: بس يا بت اسكتي، والتفاحة لسه ما خلصتش؟ كُلِي.
دهب: تصدقي؟ ده أنا لو كنت قاعدة في جنينة كان زمانها خلصت والله.
سماح: ههههه، كُلِي وانتي ساكتة يا دهب، ولو مش عايزة تفاح في موز وبرتقان أهو، كُلِي اللي نفسك فيه.
دهب بتمثيل العياط: حرام عليكي يا خالتي سماح، ده أنا ابني هايطلع شجرة فاكهة من كتر ما باكل فاكهة من الصبح.
(الباب بيخبط) هانم تطلع وتفتح الباب.
سماح: أهو جوزِك جه، هو يتصرف معاكي بقى علشان انتي تعبّـتيني معاكي من الصبح.
مهند: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مين تعبك يا ست الكل؟
سماح ودهب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
سماح: هو في غير مراتك؟ وبعدين فين أبوك وهاني؟
مهند وعينيه على دهب: تعبتك في إيه دهب؟ الحاج وهاني راحوا عند نسايب هاني علشان يحددوا ميعاد الفرح.
سماح باستغراب: أبوك ما قاليش حاجة يعني؟
مهند وهو بيقعد: والله يا حجة ما حدش كان حاسب له حساب، وإحنا جايين الحاج إبراهيم رن وقال إنه مستني أبويا وهاني على العشا، الحاج وافق وراح هو وهاني وقالوا نحدد الفرح بالمرة
سماح: ربنا يقدم اللي فيه الخير يا بني.
مهند: يا رب. (ويبص على دهب) عاملة إيه يا دهب؟
دهب: الحمد لله والله.
سماح: البنت دي مغلباني من الصبح، مش عايزة تاكل حاجة.
مهند (يبص على دهب): ليه كده؟
دهب: الله يسامحك يا خالتي سماح، أنا برضو مش باكل؟ ده لو كان السيد قشطة على رأي خالتي أم سعيد، كان قرف من الأكل كله.
مهند بضحكة: آه صحيح، خالتي أم سعيد عاملة إيه دلوقتي؟
سماح: والله يا بني تعبانة.
دهب: ربنا معاها ويشفيها يا رب.
مهند وسماح: يا رب.
مهند: يلا يا جماعة ناكل علشان أنا ميت من الجوع.
دهب: يا حبيبي، ثواني والأكل هايكون عندك.
سماح بضحكة: شوف البت، مش عاملالي احترام ليا خالص كده!
دهب بخجل: معلش والله ما أخدتش بالي.
مهند: إيه يا ست الكل؟ كسفتي الموزة بتاعتي! ينفع كده؟
سماح: ههههه، بهزار معاكي يا دهب، مش كل حاجة تتكسفي كده! ده جوزِك، دلّعيه لو قدام الرئيس وما تتكسفيش!
هانم: أجيب الأكل يا ست سماح؟
مهند: هو إنتِ لسه هاتسألي؟ هاتي بسرعة.
هانم (تضحك): حاضر يا أستاذ مهند.
بعد وقت تخرج من المطبخ وتحط الأكل على السفرة.
مهند (بابتسامة): الله! عاملين لي ملوخية بالأرانب.
ويبص على هانم: تسلمي إيدِك.
هانم: ألف هناء يا أستاذ مهند.
في غرفة الضيوف.
شيرين (بزهق): ماشي يا دهب، أنا اتشتمت علشان خدامة، ومنك إنتِ بالذات؟! بس أنا أعرف أربيكي إزاي وأقطعلك لسانك.
إسلام (يبص على شيرين): مالِك يا بنتي، جاية من بره بتنفخي ليه كده؟
شيرين (بغضب): إسلام، أنا مش ناقصاك، اطلع من دماغي أحسن لك.
إسلام: استغفر الله العظيم يا رب، إنتِ واحدة خسارة، فيكي حد يكلمك أصلاً؟
شيرين (بنبرة ساخطة): أيوه يا سيدي، خسارة فيا، وأنا مش عايزة حد يكلمني.
إسلام (بزعل): وأنا أصلاً مش عايز أبص في وشّك.
شيرين: وإنتَ تطوّل أصلاً، إن أنا أبصلك يا معفّن أنت.
إسلام (بغضب، يمسك شيرين من دراعها جامد): مين المعفّن يا بنت؟! إنتِ لسانك طويل قوي يا شيرين وعايزة يتقص، ولو عايزاني أقصّه ليكِ أنا ما عنديش مشكلة اقطعوه ليكِ متخافيشي.
شيرين (بوجع): آه إسلام، دراعي وجعني بجد، ابعد عني.
إسلام يسيب شيرين ويزّقها جامد على السرير ويخلع هدومه: إنتِ عايزة تتربي كويس.
شيرين (تتأوه): إسلام، أنا تعبانة بجد.
إسلام: ومالُه؟
بره الغرفة
مهند أكل هو وسماح ودهب، وهانم شالت الأكل.
سماح: أنا هدخل أنام بقى، هتلاقي أبوك هايغيب عند الحاج إبراهيم، وأنا بصراحة تعبانه مش قادرة أسهر.
مهند: إدخلي يا أمي، وأنا ودهب كمان هنطلع علشان دهب باين عليها عايزة تنام.
دهب: بصراحة، آه، عايزة أنام.
سماح: اطلي نامي يا حبيبتي وأنا هدخل على ما الحاج ييجي بالسلامة.
مهند يقوم ويمسك إيد دهب: يلا يا قلبي نطلع نرتاح.
بعد شوية
في غرفة الضيوف
شيرين (بدموع): أنا بكرهك يا إسلام.
إسلام يمسك شيرين جامد: وإنتِ مراتي منين ما عاوزك؟ هاخدك إذا كان غصب عنك أو برضاكي.
شيرين بغضب: الله يخربيتك ويخربيت اليوم الأسود اللي وافقت أتجوزك فيه.
إسلام يضرب شيرين بالقلم: لسانك قصري أحسلك يا بنت، إنتِ.
شيرين (بغضب): أنا هاقتلك أنت ودهب مع بعض، وده وعدي يا ابن جمال.
تاني يوم
شيرين واقفة في المطبخ وماسكة حاجة في إيديها وبضحك: أنا هاخلص منك على الآخر يا دهب.
هانم: ست شيرين، أنتِ بتعملي إيه في المطبخ من بدري كده؟
شيرين بتوتر وتخبّي اللي في إيديها: ولا حاجة، بس كنت بجهّز الفطار بدلًا دهب، قصدِي بعمل فطار لدهب.
هانم (بستغراب): أنتِ بتعملي الفطار لِستّ دهب؟
شيرين: وفيها إيه؟ ومالك بتقوليها من تحت لسانك ليه كده؟
هانم (بخوف): لا أبدًا، بس استغربت شوية.
شيرين: لا ياختي، ماتستغربيش؛ أنا ودهب أخوات واتربّينا مع بعض، يعني لو اتخانقنا النهارده هتتصالح بكرة ومافيش حاجة هتفّرقنا عن بعض غير الموت، أنتِ فاهمة؟
هانم: مش قصدي حاجة والله، ربنا يخليكم لبعض يا رب العالمين.
شيرين تبص على هانم: يلا شوفي شغلك يا حبيبتي.
وتبتسم في وش هانم ابتسامة خبيثة وتطلع من المطبخ.
هانم (تقول في نفسها): ربنا يستر، أنا والله مش عارفة ليه مش بارتاح للبت دي، وسبحان الله قلبي متعلق بدهب كأنّي أعرفها من سنين.
شيرين (بزهق وغضب): أووف، ليه كل ما أجي أعمل حاجة حد ينقذ دهب مني؟ لازم أحطها في أي حاجة وخلي دهب تشربو؟
شيرين تروح وتقعد قدام التلفزيون وتفكر إزاي تحط السم في أكل دهب.
سماح تطلع من الأوضة وتشوف شيرين: بسم الله الرحمن الرحيم، مالِك يا شيرين؟ صاحِية بدري ليه كده؟
شيرين سرحانة في تفكيرها وما سمعتش سماح وهي بتكلّمها.
سماح: بنت يا شيرين، أنتِ مالِك متنحّة ليه كده؟ (وتهز شيرين)
شيرين (بصوت عالي): إيه؟ (وتاخد بالها) خالتي سماح! إيه في حاجة؟
سماح: إنتِ إيه اللي مصحيكي دلوقتي؟
شيرين: لا مفيش، بس عندي صداع، معرفتش أنام منه.
سماح: خدي حابة مسكن.
شيرين: معنديش برشام مسكن للصداع والله.
سماح: هاجيب لكِ برشامه من بتاع الحاج وهجي.
شيرين: ماشي.
في شقّة مهند ودهب
دهب دخله اوض النوم تلاقي مهند نايم.
دهب: مهند، أنت نمت تاني؟
مهند (بنوم): هششش... اسكتي، عايز أنام.
دهب: والشغل الساعة داخِل على 8.
مهند يقوم يقعد ويحضن دهب: أهو قومت يا ستي، أي أوامر تانية؟
دهب (بابتسامة): وإنت كده قومت؟
مهند: أصل النوم في حضنك أحلى بكتير من نوم السرير.
دهب (بضحك): طيب قوم يلا، الحمّام جاهز من بدري.
مهند: بس أنا مش عايز أقوم، عايز أنام.
دهب: خلاص، هخلي عمي محمد يطلع يصحيك.
مهند يبص على دهب زي الأطفال: يهون عليكي، يحط جَزازة المية على وأنا نايم.
دهب: طيّب والله فكرة! ليه مجرّبتهاش قبل كده؟ تصدّق هجربها.
مهند: آه يا قاسي بقاا، أنا واخدك في حضني، مدفّيك من البرد وإنتِ عايزة تحطي عليَّا مية؟
دهب: تصدق صعبت عليّا، أنا مش هجيب مية من الحنفيّة، هجيب مية من التلاجة.
مهند يرفع حاجب وينزل تاني: لا بقاا، إنتِ عايزة تتعاقبي؟
دهب (بخوف): قصدك إيه؟
مهند يحضن دهب جامد: هقولك قصدي.
دهب (بصوت عالي): مهند سبّني ونبي.
في الدور اللي تحت
سماح: خدي يا بنتي، ربنا يجيب الشفاء.
شيرين تخد البرشامة: يا رب، إنتِ ما تعرفيش الصداع ده بيعمل إيه فيّا.
سماح: عارفه يا بنتي ومجربة. يلا بعد إذنك هدخل أشوف هانم بتعمل إيه وأعمل معها.
شيرين: طيّب يلا نروح إحنا الاتنين.
سماح: لا، خليكي أنتِ علشان دماغك اللي بتوجعك دي.
شيرين: لا ما تخافي، الحمد لله البرشامة سكنت الوجع شوية.
سماح: الحمد لله، المسكن ده حلو.
دهب نازلة من على السلم: صباح العسل.
سماح: صباح الفُل والياسمين على عيونك الحلوين يا قلبي.
شيرين من تحت لسانها: صباح الخير.
دهب: إيه ده؟ شيرين، إيه مصحّيك بدري كده؟
شيرين: عندي صداع، ما عرفتش أنام.
دهب: ألف سلامة عليكِ يا قلبي، أخدي حاجة لصداع ولا أقول لمهند يجيبلك حاجة؟
شيرين: لا شُكرًا خالتي، سماح جابت لي برشامة واخدتها والحمد لله أحسن دلوقتي.
دهب: طيّب الحمد لله.
سماح: أنا هدخل أشوف هانم أعمل معاها حاجة.
دهب: لا خليكي أنتِ، أنا هدخل.
شيرين: وأنا هاجي معاكي، يلا.
سماح: بس أنتم الاتنين تعبانين؟
دهب: أنا الحمد لله كويسه يا قلبي، ما تخافيش.
شيرين: وأنا كمان الحمد لله.
في المطبخ
دهب: والله أنا نفسي آكل رز باللبن.
هانم: على عيني يا دهب هعمله لكِ حاضر.
دهب: لا خليكي أنتِ، أنا هاعمله.
شيرين (بابتسامة خبيثة): أيوه كده، أنا لازم أنفّذ اللي في دماغي.
دهب واقفة تعمل رز باللبن وعيون الشر عليها، ومراقبِينها كويس. دهب تاخد طبق وتملاه رز باللبن: ده بقى ليا، أنا محدش ييجي ناحية طبقي
شيرين (لنفسها): غبية، بتعرفني، هي هتاخد أي طبق عشان ما تعبش كتير في موتها...
وتبص على دهب وهانم تلاقيهم عمالين يهزروا ويضحكوا مع بعض، ما فيش واحدة واخدة بالها... تطلع زوجاجة فيها دواء وتحطّه في طبق الأرز، بعدها تبص على دهب وبخبث: خلّيني بقا نشوف مين هاينقذك مني المرة دي يا وش الفقر.
في الصالون
سماح قاعدة ومهند نازل.
مهند: صباح الخير يا ست الكل.
سماح: صباح العسل يا بني.
مهند: مالِك يا حاجّة؟
سماح: مش عارفة والله يا مهند، قلبي مش مطمئن، حاسة إن حاجّة هتحصل.
مهند: استغفري واهدي يا حجّة، خير إن شاء الله.
الحاج محمد طالع من الأوضة: صباح الخير.
مهند وسماح (في صوت واحد): صباح العسل.
مهند: إيه يا حاج، عملتوا إيه مع الجماعة؟
الحاج محمد: حددنا الفرح هيكون إن شاء الله آخر الشهر الجاي.
مهند: ربنا يتم على خير يا حاج.
محمد وسماح (في صوت واحد): يا رب.
سماح: وعقبال ما دهب تقوم بالسلامة هي كمان يا مهند.
مهند: يا رب يا حاج، ربنا يسمع منك يا ست الكل.
الحاج محمد: يا رب يا ابني.
دهب خارجة من المطبخ ومعها أطباق في ايديها بصوت عالي نسبه: صباح الخير يا عمي محمد.
تحط الأطباق على السفرة.
الحاج محمد: صباح العسل يا دهب، عاملة إيه يا حبيبتي دلوقتي؟
دهب: الحمد لله والله زي الفل يا عمي محمد.
الحاج محمد: يستاهل الحمد يا بنتي. (ويبص على الأطباق اللي على السفرة) إيه الحلاوة دي؟ عاملين رز باللبن على الفطار؟
هانم الخدامة: والله يا عم الحاج دي فكرة دهب، هي اللي قالت نعمل رز باللبن علشان أنا نفسي فيه.
الحاج محمد: وما عملتيش حسابي طبعا يا دهب؟
دهب: لا والله يا عمي محمد، خُد الطبق بتاعي أهو، وأنا هاجيب طبق تاني من المطبخ.
شيرين (بخوف وبصوت عالي): لا يا دهب، كلي انتِ بتاعك وأنا هاجيب التاني لعمي محمد.
دهب: لا خليكي أنتِ يا شيرين، عمي محمد هيأكل ده علشان مافيه مكسرات، عمي محمد مش بيحب المكسرات والتاني عليهم مكسرات.
الحاج محمد: أيوه والله يا دهب يا بنتي، معاكِ حق، أنا فعلا مش بحب المكسرات على الرز باللبن.
دهب تبص على شيرين: شوفتي، أنا عارفة عمي محمد بيحب إيه ومش بيحب إيه.
شيرين (لنفسها): يا لهوي اعمل إيه، الراجل هيِموت وهو ما لهوش ذنب في حاجة، يا رب ساعدني. (تبص على محمد وهو بياكل الرز): يا لهوي أنا رحت في مصيبة.
الحاج محمد بياكل ومستمتع: الله عليكي يا بنت يا دهب، شوية رز عسل طعمه حلو قوي يا دهب، يسلموا إيديك.
سماح (بغيرة): وأنا يعني يا أخويا لما بعمله بيكون مر.
.
الحاج محمد يبص على دهب ويغمز لها: لا يا حاجّة، هو في حد بيعرف يعمل حاجة نص اللي انتي بتعمليه ده؟ انتي الخير والبركة يا أم مهند.
سماح: أيوه يا أخويا، كل بعقلي حلاوة.
مهند: في إيه يا ست الكل، زعلتي ليه؟ (ويغمز لأبوه) زعلت عشان دهب عملت الرز باللبن أحسن من اللي انتي بتعملي؟
دهب (لمهند): هو أنا أعرف أعمل حاجة زي خالتي سماح؟ أنا لسه بتعلم منها.
سماح تبص على مهند: شوفت الناس اللي عندها ذوق وبتعرف تراضي؟ الله يجبر بخاطرك يا بنتي.
دهب: يا رب العالمين.
الحاج محمد: أمال فين هاني؟ مش شايفه يعني؟
سماح: زمانه لسه نايم، علشان كده لسه ما نزلش.
مهند: طيب، أنا هطلع أصحيه وأنزل علشان الشغل.
شيرين قاعدة والخوف بياكل في قلبها، وعينيها على الحاج محمد. وهي بتقول: يا رب استرها، الله يخدك يا دهب، كله بسببك يا فقر!
مهند طلع علشان يصحي هاني.
الحاج محمد أكل طبق الرز: الحمد لله، تسلم إيديكي يا دهب.
دهب: بألف هنا يا عمي محمد.
في غرفة هاني
مهند يفتح الباب ويدخل: هاني قوم يلا، ويروح يفتح الشباك.
هاني يتضايق من النور وبصوت كله نوم: اقفلي الشباك تاني يا نور، عايز أنام.
مهند باستغراب: نور! الواد بيحلم ولا إيه؟ (ويضحك) طيب خلينا نتسلى شوية.
ويروح عند هاني وبصوت ناعم: هاني حبيبي، قوم يلا يا بيبي، اتأخرت على الشغل.
هاني بنعاس: نور حبيبتي، ويمسك إيد مهند ويبوسها: حبيبتي خليني نايم شوية كمان.
مهند يحط إيده على حنكه علشان يكتم ضحكته: يلا يا بيبي قوم، أنا زهقت من القعدة لوحدي.
هاني يشد مهند ويحْضُنه: معقولة تزهقي وأنا معاكي؟ ولسه هيقرب يبوس مهند.
مهند على آخر ما عنده، يضرب هاني بالقلم: ربنا يقرفك، قوم يا ضنايا، أنا مهند!
هاني بصوت عالي: إيه في إيه؟ اللي حصل إيه؟ (بياخد باله من مهند) باستغراب: إنت بتعمل إيه هنا؟
مهند بقرف: ابقى اضربني بالجزمة لو جيت أصحيك تاني يا معفّن.
هاني: ليه؟ هو إيه اللي حصل؟
مهند يفتكر اللي حصل ويبص لهاني: والله كويس إنك مش فاكر حاجة، وإلا كنت كرهت نفسك.
هاني بفضول: بالله عليك، إيه اللي حصل؟
ولسه مهند هيرد على هاني، يسمع صوت صويت عالي من تحت. هاني ومهند يبصوا لبعض باستغراب.
مهند: هو في إيه؟ ويطلع يجري هو وهاني لتحت.
مهند بصوت عالي: في إيه؟! (ويتصدما من اللي يشوفوه هو وهاني) وبصوت عالي: أبويا!
وينزل جاري من على السلم هو وهاني، ويروح عند الحاج محمد اللي مرمي على الأرض ودراجع دم من فمه.
هاني بخوف: هو إيه اللي حصل؟
سماح بدموع: مش عارفة… (وتفتكر اللي حصل)
الحاج محمد بعد ما أكل، حَس بوجع جامد في بطنه.
سماح: خير يا محمد، مالك؟
دهب وشيرين يبصوا على محمد.
دهب: مالك يا عمي محمد؟ فيك حاجه ﮂ
محمد وهو حاطط إيديه على بطنه وبوجع: آه… مش عارف يا سماح، بطني وجعتني.
سماح: سلمتك يا حاج، وجعتك من إيه يا خويا؟
دهب: ألف سلامة عليك يا عمي محمد، هقوم أعملك حاجة للمغص وهاجي.
ولسه دهب هتقوم، تلاقي محمد وقع على الأرض.
شيرين من الخوف ما تحسش على نفسها، وبصوت عالي: يا لهوي!
سماح بدموع: اعمل حاجة يا مهند، أبوك هيروح مننا!
مهند وهاني يشيلوا أبوهم من على الأرض وياخدوه على العربية، ويطلعوا على أقرب مستشفى.
في المستشفى
مهند وهاني بصوت عالي: هاتوا دكتور بسرعة!
سماح بدموع: محمد! إيه اللي حصلك يا خويا؟
دهب بدموع: اهدي يا خالتي سماح، إن شاء الله هيقوم بالسلامة.
في البيت
شيرين بتكلم نفسها: يا لهوي، الراجل مات! أعمل إيه؟ وهايعملوا فيّ إيه لو حد عرف حاجة؟ أنا لازم أتصرف… بس إزاي؟ (وتفكر شوية) أيوه! (تبتسم) هي دي! كده هاضرب عصفورين بحجر واحد، وهخلص من دهب، ومش بعيد مهند يقتلها! الله على دماغك يا بت يا شيرين! يلا، لازم أعمل اللي في دماغي قبل ما حد ييجي.
(تدخل المطبخ وتجيب برطمان فيه سم على شكل السكر، وتحطه مكان السكر، وتحط السكر جنب البرطمان التاني علشان محدش يشك في حاجة)
شيرين بتكلم نفسها: أيوه كده، وكلهم هايصدقوا إن دهب حطت السم بدل السكر في الرز، وهيصدقوا علشان هي مش بتعرف تقرأ. يلا بقى خليني أصبر وأشوف إيه اللي هايحصل.
في المستشفى
الدكتور بصوت عالي: جهزوا غرفة العمليات بسرعة!
مهند بخوف: ليه؟ في إيه يا دكتور؟
الدكتور: الحاج متسمم، والسم نسبته عالية، وباين عليه مفعوله قوي جدًا.
الكل في صدمة، ويبصوا على الحاج محمد وهو نايم على فراش الموت.
سماح بدموع: إنت بتقول إيه يا ابني؟ متسمم؟ وإيه اللي سممه؟
دهب بدموع: اهدي يا خالتي بالله عليكي، إن شاء الله عمي هيقوم بالسلامة.
الدكتور: مش عارف، بس هنعمل تحليل دم وهنعرف كل حاجة إن شاء الله. يلا خدوه على غرفة العمليات بسرعة.
وبعد ساعة
مهند وهاني وسماح ودهب واقفين قدام باب العمليات، والخوف مالي قلوب الكل. سماح بدموع وخوف: هم بيعملوا إيه ده كله؟
هاني بخوف: مش عارف، بس اهدي يا ست الكل علشان صحتك.
سماح: اهدي إيه بس يا ابني؟ ده لو أبوك حصله حاجة، أنا هاروح فيها.
مهند: فال الله ولا فالك يا أمي، إن شاء الله الحاج هيقوم بالسلامة.
دهب: إن شاء الله، ما تخافيش يا خالتي سماح.
باب غرفة العمليات يتفتح ويطلع الدكتور، الكل يجري عليه وفي صوت واحد: خير يا دكتور؟
سماح: طمني يا ابني، الحاج عامل إيه؟
الدكتور يبص على الكل بحزن: البقاء لله… الحاج تعيشوا إنتُم.
وستووووووب
مهند هيصدق ان دهب السبب في موت ابوه ولا شرين خلاص هتتكشف؟ مستنيه اعرف رايكم وتفاعل حلو زيكم
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق