القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مغرم مجنون الفصل التاسع عشر 19بقلم خديجه احمد حصريه

 

رواية مغرم مجنون الفصل التاسع عشر 19بقلم خديجه احمد حصريه 




رواية مغرم مجنون الفصل التاسع عشر 19بقلم خديجه احمد حصريه 




#مغرم_مجنون 


البارت التسعتاشر


دخل الغرفة لكن ملقاش حد، كانت هادية بشكل غريب… السرير متوضب، والملاية متنية بعناية .

عيونه فضلت تتحرك في كل ركن، فتح الدولاب الصغير، بصّ ورا الستارة، حتى تحت السرير… مفيش.

وقف في النص، أخد نفس تقيل، والإحباط مالي صوته وهو بيهمس:

— يمكن فعلاً كانوا بيكذبوا!


خرج راكان من الغرفة، ماشي ف الممر وعيونه مليانة حزن، حاسس إن الأمل اللي كان ماسكه بإيده بدأ يفلت منه.

لكن وهو ماشي، لمح من بعيد واحده قاعده ع كرسي متحرك  بيتحرك بيها ممرضتين.

وقف مكانه، قلبه دق بسرعة وهو بيبص كويس.


كانت الست اللي على العربية شعرها أبيض ومش مرتب، عينيها مفتوحة بس تايهة، بتبص للسقف وتضحك ضحكة خفيفة من غير سبب.

قلبه وقع مكانه، حس إن روحه اتسحبت منه، قرب منها بخطوات مترددة، وكل خطوة كانت بتكتم أنفاسه أكتر.


وقف جنبها، صوته خرج مبحوح وهو بيقول:

— ماما؟


اميره بصّت له للحظة، وبعدها ابتسمت ابتسامة بريئة كأنها بتشوف الدنيا لأول مرة، وقالت بهدوء:

— إنت… إنت جيت تلعب معايا؟


وقف راكان مكانه مصدوم، صوته اختفى، عيونه مش مصدقة اللي شايفاه.

كل السنين اللي عاشها وهي بعيد عنه وكل الوجع اللي جوه قلبه، اتحوّل في لحظة لصمت مؤلم.


قرب منها خطوة بخطوة، ركبته ضعفت، وقع على الأرض قدامها، دموعه نزلت من غير ما يحس.

مدّ إيده ناحية إيدها، مسكها بخفة كأنه خايف توصلها رجفته.


قال بصوت مبحوح وهو بيحاول يكتم بكاه:

— أنا جيت يا ماما… أنا راكان… ابنك.


هي بصّت له بعينين فاضيين، وبعد لحظة صغيرة ابتسمت وقالت:

— راكان؟ اسم جميل… كنت أتمنى يكون عندي ابن بالاسم ده.


الكلمة كسرت قلبه، دموعه نزلت أكتر وهو بيهمس:

— أنا هو يا ماما… أنا هو.


لكنها سابت إيده، ورجعت تبص للسقف وتضحك بهدوء، كأنها في عالم تاني بعيد عنه.


راكان نزل راسه، صوته اتكتم بين دموعه، وهو بيقول بصوت مهزوم:

— سامحيني إني اتأخرت عليكِ…


الممرضة قالت وهي باصّة عليهم بشفقة حقيقية:

— أنا أول مرة أعرف إنها عندها ولاد.


بصلها راكان بعينين حُمر من كتر الدموع وقال بصوت مبحوح:

— وأنا أول مرة أعرف إنها هنا.


سكتت الممرضة ثواني، كأن الكلام وجعها هي كمان، وبعدها حطت إيدها على دراعه بخفة وقالت:

— خد راحتك معاها يا أستاذ، الكرسي بتاعها هنا، لو حبيت تخرجها شوية في الجنينة.

وسابته ومشيت بهدوء، وهو واقف قدام أمه مش عارف يبدأ منين.


قرب منها، مسك الكرسي وبدأ يحركه بهدوء ناحية الجنينة، عينه عليها طول الوقت، بتضحك لوحدها وهي بتبص ع الشجر والسماء كأنها طفلة صغيرة.

وفي كل خطوة كان وجعه بيزيد… بيندم على كل لحظة صدّق إنها ماتت، وعلى كل لحظة عاشها من غيرها.


همس لنفسه بصوت بالكاد مسموع:

— والله ما كنتش هسيبك لو كنت عارف إنك عايشة…


قعد راكان على الكرسي في الجنينة، والهوا كان بيحرك شعر أمه اللي قاعده جنبه، عيونها بتدور في كل حتة، مش ثابتة على حاجة، كأنها بتدور على ذكريات تاهت منها.


اتنهد، صوته كان مهزوز وهو بيقول:

— فاكراني يا ماما؟

سكت لحظة، كأنه مستني رد مش هييجي، وبعدين كمل:

— فاكره لما كنت بزعل وكنتِ تطبطبي عليا؟ لما كنت بغلط وتزعلي مني وأفضل أصالحك بالساعات؟

ضحك بخفة فيها وجع وقال:

— فاكره أيام المدرسة؟ لما كنت برجع معيط عشان مشيتي وسبتيني في المدرسه، وكنتي تقوليلي الرجالة ما تعيطش… اجمد يا ولد.


رفع عينه ليها، عايز يشوف أي لمحة من الوعي، أي رد، لكن مفيش… كانت قاعدة تبص للفراشة اللي طايرة قدامها وتضحك بخفة بريئة.


ساعتها راكان عض شفايفه، الدموع غرقت عيونه، قال بصوت واطي كأنه بيحكي لنفسه:

— حتى وأنا راجل يا ماما… لسه بعيط.


عند عبدالرحمن


كان بيقدّم لياسمين فوطة من ورا باب الحمام، وحاول يكون هادي ولطيف، عشان ميبقاش فيه إحراج.


بعد كام دقيقة، خرجت ياسمين لابسة تيشرت وبنطلون من بتوعها.

ابتسم عبدالرحمن بخجل وهو بيقول:

— معلش بقى… عارف إن الحاجة واسعة عليكي شوية، بس دا اللي لقيته.


ياسمين خدت نفسها بخجل، وابتسمت بخفة:

— لا… كتر خيرك، شكراً بجد.


عبدالرحمن ابتسم بخفة، وقال:

— مفيش شكر بينا.


اقترب من الكومود، وطلع منه مرهم صغير.

بص لياسمين وقال بلطف:

— تعالي، أحطلك مرهم على الكدمات.


ياسمين اتوترة وخدت خطوة لورا:

— إ… أنا هحط لنفسي…


عبدالرحمن اقترب منها أكتر، صوته صار أهدى لكنه حازم:

— بطلي عناد بقى… قربي.


نظر لها بعينين مليانين حنان وقلق، لدرجة تخليها تحس بالطمأنينة رغم كل الخوف اللي جوانها.


اقترب منها عبدالرحمن بخفة، ومدّ المرهم في إيده.

ياسمين وقفت قدامه شوية متوترة، بس عيونها ما قدرتش تبعد عنه.


بلطف، حط عبدالرحمن إيدها في إيده، وقال:

— ما تقلقيش، هحط المرهم براحه، كل حاجة هتكون تمام.


حسّت ياسمين بدفء لمساته، قلبها بدأ يدق أسرع، وصوتها خافت وهي بتقول:

— شكراً…


ابتسم عبدالرحمن بخفة، وعيونه متعلقة بيها:

— مش محتاجة تشكري… أنا هنا عشانك.


وببطء بدأ يحط المرهم على الكدمة، كل حركة منه كانت حريصة وحنونة، وهي تحس إنه قريب منها أكتر من أي وقت فات.


 الجو صار هادئ ومليان دفء، وبرغم كل الألم اللي حصل، لحظة صغيرة من الحنان بينهم خلتها تخفف عن قلبهم.


ياسمين وهي بتحاول تخفف التوتر والجو المشحون وقالت بابتسامة خفيفة:

— أنا سامعة صوت كلب عمال يهوهو من الصبح… انت عندك كلب؟


عبدالرحمن ضحك بخفة وقال:

— لا يا بنتي، دا بتاع راكان… سايبه عندي كام يوم، وهو هيجي ياخده النهارده.

كمل بابتسامه وقال بخفة:

— تحبي تشوفيه؟


ياسمين اتوّسعت ابتسامتها وقالت:

— أه… أووي!


ضحك هو وقال لها بتحذير لطيف:

— بس خدي بالك… بيعض جامد!


رفعت حاجبها بخفة وقالت واثقة:

— لا متقلقش… أنا هعرف أتعامل معاه.


فتحوا باب الغرفة، لكن بشكل غير العادة، بدأ روي يشمشم في ياسمين كأنه متأكد إنها لسه معاهم.

هي طبطت عليه بحنية، وابتسمت وهو بدأ يلحس فيها بحب وولع صغير.


عبدالرحمن بصّ لها مصدوم وقال بنبرة مزاح:

— يا بن المفتريه يعني… هي تيجي تلحس فيها وأنا؟ تفضل تعض فيا!


ياسمين ضحكت ضحكة عالية على كلامه، وعيونها بقت لامعة.

عبدالرحمن حاول يكمل مزاحه وقال:

— ولا عشان هي مزه يعني ف بتتمحك فيها؟


روي هوهو كأنه بيزعقه له، كأنه عارف إنه غلط!


ضحكت ياسمين بخجل، صوتها كان ناعم ومهزوز من الكسوف،

عبدالرحمن فضل باصص لها وهو مبتسم، ملامحه بقت هادية، والعينين فيها دفء غريب.

قال بصوت منخفض:

— بقالك كتير ما ضحكتيش كده…


هي سكتت، وبصّت له لحظة، بعدين حركت عينيها بعيد كأنها بتحاول تهرب من النظرة.


مدّ إيده بلطف وشال خصلة شعر كانت نازلة على وشها،

لمسته كانت دافية وهادية لدرجة إن قلبها وقف لحظة.

قال بخفة:

— أهو كده، الوش الحلو لازم يبان.


ابتسمت وهي بتحاول تمسك ضحكتها،

لكن جواها كانت حاسة بحاجة غريبة… مزيج بين راحة وأمان، وحاجة تانية هي مش قادرة تسميها.


بعد ما افتكرت اللي هي فيه، وشها قلب حزن ودموعها بدأت تلمع في عيونها.

قالت بصوت متقطع وهي بتحاول تمسك نفسها:

— ابن عمي مش هيسيبني… هيفضل يدور عليا، ولو لقاني ممكن يأذيك ويأذيني، وأنا مش عايزه أكون سبب في أذيتك.


عبدالرحمن بصّ لها بثبات وقال بهدوء فيه غضب مكبوت:

— محدش يقدر يمس شعرة منك وأنا موجود.

سكت لحظة، وبعدين قال وهو مركز في عينيها:

— بس قوليلي الحقيقة كلها… حاسس إنك مخبية حاجة.


اتوترت، وبصت في الأرض وهي بتلعب في صوابعها وقالت بخفوت:

— هو… عايز يتجوزني.


عبدالرحمن ضحك بسخرية خفيفة، فيها قهر أكتر من الضحك:

— كنت حاسس.


وقف فجأة، والغضب باين في كل ملامحه، كأنه ناوي على شر.

لكن قبل ما يتحرك، ياسمين قامت بسرعة ومسكته من إيده برجاء، صوتها كان بيرتعش:

— أرجوك يا عبدالرحمن، لو أذيته مش هيسيبك… ده ممكن يعمل أي حاجة!


عبدالرحمن وقف مكانه، إيده متشنجة وعينه كلها نار،

بصّ لها وقال بصوت خافت بس غاضب:

— يعني سايباه يضربك ويهينك، وكمان عايز يتجوزك غصب؟!


ياسمين دموعها نزلت أكتر، هزت راسها بخوف:

— أنا مش عايزه مشاكل، كفاية اللي حصلي.


قرب منها بخطوة، صوته هدى بس بقى مليان وجع:

— انتي فاهمة إنك مش لوحدك؟ من أول لحظة دخلتي من الباب دا بقيتي أمانتي، ومش هسمح لحد يلمسك تاني.


بصتلُه بعيونها المبلولة، قلبها بيرتعش بين خوف وامتنان.

حاولت تتكلم لكن صوتها خانها، فكل اللي قدرت تعمله إنها تمسك في إيده أكتر، كأنها بتستمد منه أمان الدنيا كلها.


هو وقتها حس بإحساس غريب… وجع وغضب وحنية متلخبطة في بعض.

مد إيده التانية ومسح دموعها بلُطف وقال بصوت واطي:

— طول ما أنا هنا محدش هيقربلك، دي كلمه وعد.


قطع كلامهم صوت خبط على الباب،

عبدالرحمن بسرعة قال لياسمين:

— ادخلي جوه دلوقتي.

ياسمين هزّت راسها بخوف ودخلت الأوضة.


عبدالرحمن راح يفتح الباب، ولما شاف راكان قدامه ابتسم وهو بيسلّم عليه:

— إيه يا عم كل التأخير ده؟

دخل راكان وهو باين عليه الإرهاق.

قال وهو بيتنهد:

— دا في كمية حاجات حصلت مش قادر أستوعبها لحد دلوقتي.

عبدالرحمن باستغراب:

— خير؟ طب استنى أعمل كوبايتين شاي ونتكلم على رواقة.


دخل المطبخ وبدأ يحضر الشاي، وراكان واقف بيحكي من بعيد:

— أنا شوفت أمي.

عبدالرحمن ضحك وهو بيصب المية السخنة:

— حلمت بيها؟ يا عم مين قدك.

راكان بصله بنظرة حزينة:

— لا يا عبدالرحمن، شُفتها فعلاً… وجهًا لوجه.

عبدالرحمن لف عليه بسرعة وهو ماسك الكوبايتين:

— إزاي يعني؟!

راكان:

— نِيهال وسمير لما حبستهم، اعترفوا إن أمي لسه عايشة… وإنها محجوزة في مستشفى للأمراض النفسية.


عبدالرحمن وقف مكانه والكوبايتين في إيده، عيونه اتسعت بذهول:

— مستشفى أمراض نفسية؟!

راكان عقد حواجبه وقال بصوت مخنوق:

— أيوه… متخيل يا عبدالرحمن؟ أمي عايشه، بس في حاله صعبه… مش بتفتكرني، ولا حتى عارفه أنا مين.

عبدالرحمن قرب منه وهو مش مصدق:

— ياااه، طب ازاي محدش عرف دا قبل كده؟


راكان اتنهد وحط إيده على وشه:

— اللي حواليها خبّوا كل حاجة، محدش قالّي، وانا كنت فاكرها ماتت… ولما شوفتها النهارده، كانت قاعدة قدامي ومش شايفاني، عينيها فاضية، مفيش فيها أي إحساس… كأنها عايشة بجسدها بس.


عبدالرحمن سابه يتكلم وهو متأثر، وبعد لحظة قال بهدوء:

— بس المهم إنها عايشة، دي لوحدها نعمة كبيرة، يمكن تقدر ترجع واحدة واحدة، ما تفقدش الأمل.


راكان اتنفس بعمق وقال بصوت واطي فيه وجع:

— نفسي تصدق، بس اللي شوفتوا النهارده كسرني… أول مرة في حياتي أحس بالعجز بالشكل دا.


عبدالرحمن حط إيده على كتفه وقال بابتسامة حزينة:

— هتعدي يا راكان، والله هتعدي… بس خليك جنبها، يمكن وجودك يساعدها تفوق.


وقبل ما يكمّل كلامه، صوت حركة خفيفه جه من ورا الباب…

راكان التفت بسرعة، وقال وهو بيبص ناحية الصوت:

— في حد هنا؟


لكن الهدوء رجع تاني،

عبدالرحمن تنهد وقال بهدوء:

— اطلعي يا ياسمين.


خرجت ياسمين بتردد ووشها باين عليه التوتر،

وقالت بصوت منخفض وهي بتحاول تبرر:

— أنا آسفة… كنت جوه ووقعت حاجة غصب عني.


راكان بص لها بدهشة وقال بحدة:

— ياسمين؟! بتعملي إيه هنا؟


اتلخبطت في الكلام، عيونها مليانة قلق:

— أنا… كنت بس…


عبدالرحمن قطع كلامها وقال بسرعة:

— هي هنا عشان حصلها شوية مشاكل، وأنا ساعدتها.


راكان ضيّق عيونه وبص بينهم بريبة:

— مشاكل؟ مشاكل من نوع إيه؟


عبدالرحمن:

— ابن عمها كان عايز يجبرها على جواز، ولما رفضت ضربها… كانت محتاجة أمان ومكان ترتاح فيه، فجاتلي.


ياسمين نزلت راسها بحزن مستنيه رد فعله


راكان بعد لحظة صمت قال بهدوء فيه جدية:

— محدش هيقربلك طول ما إنتِ هنا ..... ومتقلقيش انا وعبدالرحمن هنتصرف في الموضوع دا.


عبدالرحمن بصلها بابتسامة وقال:

— اكيد.


ياسمين بصتلهم بامتنان ممزوج بفرحه وقالت: 

_شكرا بجد

 

راكان سكت لحظة، بص لياسمين بنظرة فيها خبث بسيط وغمز لعبدالرحمن وهو بيقول بنبرة فيها مزاح خفيف:

— بس واضح إن وجودك هنا مش صدفة… القدر شكله ناوي يلعب لعبته معاك يا عبدالرحمن.


عبدالرحمن اتنحنح في محاولة يخفي توتره وقال بسرعة:

— يا عم بطل كلامك ده، البنت في مصيبة ومحتاجة أمان مش هزار.


راكان ضحك بخفة وقال:

— ما قلتش حاجة وحشة، أنا بس بلاحظ… عيونك اتغيرت وإنت بتكلمها.


عبدالرحمن حاول يرد عليه وهو محرج شوية:

— ركّز في مشاكلك إنت الأول وبعدين تعالى حلللي نظراتي.


ياسمين كانت قاعدة في صمت، ملامحها بين الخجل والارتباك، بتحاول تبص في أي اتجاه غير عيونهم.

لكن ضحكتها الخفيفة خانتها، طلعت منها غصب عنها، فبصّوا الاتنين عليها في نفس اللحظة.


راكان ابتسم وهو بيقوم:

— خلاص يا سيدي، أنا ماشي أسيبكوا في أمان الله… بس واضح إن الجو هنا دافئ زيادة عن اللزوم.


عبدالرحمن رفع حاجبه وقال وهو بيضحك:

— يلا امشي قبل ما أزعلك بجد.


راكان ضحك وهو خارج وبياخد روي قال بصوت واطي قبل ما يسحب الباب وراهم:

— ما تنساش تشكر القدر بقى يا صاحبي.


بعد ما راكان خرج وقف عبدالرحمن مكانه ساكت، ماسك كوباية الشاي وبياخد نفس عميق.

ياسمين كانت قاعدة، بس ملامحها اتغيرت تمامًا، الخوف واضح في عينيها، صوت راكان وكلامه عن “الحبس والعذاب” لسه بيرن في ودانها من اللي سمعته قبل ما تدخل.


عبدالرحمن لاحظ ارتباكها وقال بهدوء:

— مالِك يا ياسمين؟ شكلك اتبدّل فجأة.


هي قامت بخطوة لورا، عينيها مليانة قلق:

— هو اللي قاله دا حقيقي؟


عبدالرحمن باستغراب:

— تقصدي إيه؟


ياسمين بصوت مهزوز:

— إن مستر… راكان… كان حابس ناس وبيعذبهم!


عبدالرحمن اتجمد مكانه لحظة، وبعدين حاول يهدّيها:

— الموضوع مش زي ما سمعتيه، في حاجات ليها خلفية كبيرة، هو ما عملش كده إلا بعد ما اتظلم جامد.


ياسمين بخوف ودموعها بتلمع:

— حتى لو اتظلم، دا مش مبرر! إزاي تفضل صاحبه وساكت على اللي بيعمله؟ إزاي مخفتش تبقى زيه؟


عبدالرحمن قرب منها بخطوة وقال بصوت واطي لكنه حازم:

— ياسمين، لو كنتي عارفة اللي عملوه فيه، كنتي عرفتي إن أي إنسان مكانه كان ممكن ينهار.

سكت لحظة، عيونه ناعمة لكنها حزينة:

— وأنا مش بدافع عنه، بس الراجل ده اتكسر قبل ما يتحول.


ياسمين بعدت عنه بخطوة، دمعة نزلت على خدها:

— بس الخوف إني أكون وثقت فيك… ومتكونش  مختلف عنه.


الكلمات دي وجعت عبدالرحمن، سكت وهو بيبصلها بنظرة عتاب:

— أنا مختلف يا ياسمين… وهثبتلك.


 عبدالرحمن وقف قدامها بحذر، عيونه مليانة صدق وحنية:

— ياسمين… اسمعي كلامي كويس. أنا عارف إن اللي سمعتيه عن راكان خلى قلبك يخاف، بس أنا مش زيّه… عمري ما هأسيب حد يتأذى حوالي.


هي بصت له، عيونها لسه مليانة دموع، لكن بدأت تسمع صدقه في كلماته:

— بس… إزاي أقدر أثق فيك؟


ابتسم ابتسامة هادية، وحط إيده على قلبه:

— صدقيني، الثقة مش بالكلام بس… أنا هثبتلك ده بالافعال. مفيش حاجة هتجرحك طالما أنا موجود.


ياسمين خدت نفس عميق، وقالت بتوتر.

— طيب… بس… أنا لسه خايفة.


ابتسم لها وهو بيخفض صوته:

— طبيعي تخافي… بس والله انا مش وحش ...


الجو حواليهم صار أهدأ شوية، لكن الخوف لسه موجود في عيون ياسمين،

كانت حاسة إنها محبوسة، مفيش مكان تهربله هتضطر تقعد معاه حتى لو خايفه منه، مفيش حد تروحله… كل الطرق قدامها مقفولة.


راكان ركب عربيته، وروي قاعد جمبه وهو متحمس كأنه عارف إن الرحلة هتكون ممتعة.

اتجهوا للفيلا عشان يوصلوا لهاجر…


وصل راكان للفيلا، فتح الباب ونزل روي، واتجه للداخل كأنه عايز يفاجئ هاجر.


طلع الدور اللي فوق بخطوات هادية، خبط على الباب برفق، وفتح…


لكن الصدمة كانت .....!


يتبعععع

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا





تعليقات

close