القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حكاية بنت الريف الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم صباح عبد الله حصريه

 


رواية حكاية بنت الريف الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  بقلم صباح عبد الله حصريه 





رواية حكاية بنت الريف الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  بقلم صباح عبد الله حصريه 






#الفصل 11 من #حكاية بنت الريف

✍️ بقلم: #صباح عبدالله فتحي


في المستشفى


الدكتور: أنا آسف... المدام دخلت في غيبوبة.


الكل بصدمة: في غيبوبة!!


مهند بدموع: طيب هي هتفوق منها إمتى؟


الدكتور: مش عارف، بس ده حسب إرادة الشخص وحبه للحياة، وكل ما تتعاملوا معاها وتحسسوها إنها مهمة في حياتكم، أكيد هتتمسك بالحياة وهتقدر ترجع تاني تحب الحياة... وده هيساعدها جدًا إنها تفوق بسرعة.


بعد مرور شهر، ودهب لسه في غيبوبة ولسه ما فاقتش منها.


في بيت محمد خطاب... مهند نازل من على السلم بسرعة ومتواجه للخارج


سماح: استنى يا مهند، رايح فين؟


مهند: صباح الخير يا ست الكل، هنزل علشان أروح لدهب وبعدين هروح على الشغل.


سماح: يا ابني يا حبيبي ارحم نفسك شوية، ده أنت بقالك شهر على الحال ده، من المستشفى على الشغل، ومن الشغل على المستشفى... ده أنا مش بشوفك غير بالصدفة.


مهند بحزن: أعمل إيه بس يا أمي؟ الدكتور قال كل ما أقعد معاها وأكلمها، هتحب إنها ترجع للواقع أكتر.

والشغل... أنا ماقدرش أسيب الحاج لوحده. يبص على الساعة يلا يا ست الكل، عايزة حاجة؟


سماح: يا ابني طيب افطر حتى.


مهند وهو خارج: معلش يا أمي، مستعجل.


سماح: ربنا يريح قلبك يا مهند يا ابني.


الحاج محمد طالع من اوضه: هو مهند طلع؟


سماح: أيوه يا محمد، لسه طالع.


الحاج محمد: طيب جهزي نفسك علشان هنروح نشوف دهب النهاردة، علشان ما رحتش لها امبارح.


سماح: حاضر يا أخويا اللي انت شايفه... بس أنا عايزة أقول لك حاجة كده يا حاج.


الحاج محمد وهو بيقعد على سفرة الفطار عشان يفطر: خير يا أم مهند؟


سماح بخوف وتوتر: هو يا أخويا بصراحة كنت عايزة أقول لك... يعني ما ينفعش كده بقى يا حاج، إحنا بقالنا شهر متكلمين على نور بنت الحاج إبراهيم لهاني، ودلوقتي عدّى شهر وما كملناش حاجة ولا اتفقنا على حاجة. بقول يعني يا أخويا نتفق ونلبس حتة دبلة في إيد البت، أهو ربط كلام... على ما دهب تقوم بالسلامة ونعمل الفرحة الكبيرة.


الحاج محمد بعصبية: إنتي بتخرفي؟! بتقولي إيه يا سماح؟ عايزاني أعمل فرح ومرات ابني في المستشفى؟! وحتى لو مش مرات ابني، أنا بعتبرها بنتي.


سماح: والله يا حاج ما قصدي حاجة... بس يعني يا أخويا، دهب في غيبوبة، والحالة بتاعتها ما يعلم بيها غير ربنا، ويا عالم هتصحى منها إمتى. وإحنا يا أخويا متكلمين على البت من شهر ولسه لحد دلوقتي ما تقدمناش ولا عملنا حاجة. خايفة يا أخويا البنت تروح من إيدينا، دي بنت زي العسل وابنك بيحبها... حرام نظلم هاني على حاجة هو مالوش ذنب فيها.


الحاج محمد بزهق: استغفر الله العظيم يا رب، لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله... لا يا سماح! انتي عايزاني أعمل فرح والغلبانة مرمية في المستشفى؟ عايزة الناس تقول علينا إيه؟


سماح: ما هو يا محمد، هنتفق وما يكونش في حاجة... نلبس في محل الدهب زي ناس كتير ما بتعمل كده.


هاني وهو بيقعد على السفرة: يا صباح الورد.


الحاج محمد بزهق: صباح الخير يا ابني.


سماح: صباح العسل يا حبيبي.


هاني يبص على أبوه: خير يا حاج؟ مالك بترد بالعافية كده ليه؟


الحاج محمد: أعمل إيه يعني؟ شوف أمك بتقول إيه... عايزة تعمل الخطوبة بتاعتك على بنت الحاج إبراهيم ودهب لسه في المستشفى!


هاني بتوتر: ما هو بصراحة كده يا حاج، يعني أنا عايز ألبس دبلة... أي حاجة كده، ربط كلام على ما دهب تقوم بالسلامة.


الحاج محمد: إنت بتقول إيه يا هاني؟! طب ما فكرتش في مشاعر أخوك لما تخطب هو في الظروف دي؟


هاني: ما أنا يا حاج مش بقول إننا هنعمل فرح، أنا بقول بس نجيب دبلتين كده على الماشي... ربط كلام وخلاص.


الحاج محمد: والله أنا مش عارف أقول إيه!


في المستشفى


مهند يدخل الغرفة اللي فيها دهب ويكلمها وهي نايمة على سرير المستشفى:


مهند: يا صباح الورد على أجمل وردة. الجميل عاملة إيه النهارده؟ إيه يا دهب لسه زعلانة مني علشان كده مش عايزة تكلّميني؟ طيب أنا آسف... قومي بقى يا دهب، أنا مشتاق لكِ أوي. أنا رجعتك على ذمتي تاني، أنا عايزك زي ما إنتِ... بس قومي يا حبيبتي، أنا تعبت من الوضع ده.


(يحط راسه على صدر دهب ويفضل يعيط)


مهند: وهو ده حالي من شهر، أجي كل يوم المستشفى علشان ما أسيبش دهب لوحدها. ولما أرجع من الشغل أجي أقعد معاها، وساعات بنام جنبها. (يقوم ويمسح دموعه)


مهند: دهب حبيبتي، أنا لازم أروح الشغل دلوقتي... هأخلص وهأجي لكِ تاني.


بره الغرفة


(عصام لسه هيدخل، يلاقي مهند)


عصام (يهمس): إيه ده؟ مهند هنا؟ مش لازم أخليه يشوفني.


(مهند يحس إن في حد وراه ويبص ما يلاقيش حد)


مهند: دهب حبيبتي، عايزة حاجة مني؟ (يقبّلها) أنا ماشي على الشغل. أتمنى ييجي يوم وأسمع صوتك وإنتِ بتنادي عليّا. (يخرج من المستشفى)


في غرفة دهب


(عصام يدخل)


عصام: صباح الخير... عاملة إيه يا دهب النهارده؟ وحشتيني اوى. أنا عارف إني ممكن أكون بخون مهند بس والله من غير قصد. أنا مش قادر أقول له حاجة ولا قادر أسيبك. أنا باجي كل يوم من القاهرة مخصوص علشان أطمن عليكي، بس إن شاء الله اشتريت شقة هنا وهفضل هنا علشان أفضل جنبك.

أنا مش عارف ليه عايز أفضل جنبك... انتي البنت الوحيدة اللي أنا بفكر فيها من وأنا عندي 10 سنين يا دهب. أنا ما بفكرش في حد غيرك. (بدموع) والله يا دهب لو كنت أعرف مكانك ما كنتش هسمح إنك تكوني لغيري. أنا بحبك... إنتِ حب طفولتي وحب حياتي.


(مهند من الخلف)

مهند: إنت بتقول إيه؟


(عصام بصدمة)

عصام: مهند!


مهند: أيوه... بس إنت بتعمل إيه هنا؟ وكنت بتقول إيه؟ ما سمعتش كويس.


عصام (يحاول يتمالك نفسه): الحمد لله... لاء، ولا حاجة. بس كنت قريب من هنا قولت أجي أطمن على دهب... أقصد المدام دهب.


(مهند باستغراب ومش مقتنع بكلامه)


مهند: طيب، بس مش كان من المفروض تيجي تسألني الأول؟


(عصام بتوتر): ما هو أنا فكرتك هنا، بس لما وصلت ما لاقتش حد، فقولت أقعد شوية وأمشي. بس إنت... إيه رجعك؟ (يحط إيده على دماغه ويحاول يركز من الخوف، هو مش عارف بيقول إيه) قصدي... إنت لسه جاي تشوفها؟


مهند: نسيت مفاتيح العربية. يسكت شوية ومش عارف ليه شاكك في عصام، ولأول مرة مش مرتاح له)


مهند: عصام، إنت مخبي عليّا حاجة؟


عصام بيحاول يتظاهر بالقوة:

عصام: هاه وهخبي إيه يعني... بس ليه بتسأل؟


مهند: تمام، لا عادي... بسأل. (وراح واخد المفاتيح) يلا.


عصام من غير وعي: يلا فين؟


مهند باستغراب: هو إيه اللي "يلا فين"؟


عصام: قصدي على فين؟


مهند: عصام، أتمنى لو في حاجة تقول لي أحسن.


عصام: ليه بقى؟


مهند بهدوء: مش شايفها غريبة شوية إن صاحبي يجي يزور مراتي من غير ما أكون معاه؟


عصام (يمسح وشه من كتر التوتر): ما هو أنا قولت لك إني كنت قريب من هنا وفكرتك موجود.


مهند: طيب يا عصام، أنا هعمل نفسي أهبل وهصدق كلامك، بس خد بالك... لو شكي طلع صح هيكون في كلام تاني وحاجة تانية. ما تدخلش على مراتي مرة تانية وأنا مش موجود. أنا راجل حمشي وبغير على حريمي، وأتمنى ما يكونش فيها زعل.


عصام (يفكر في نفسه): مش عارف أرد، أقول إيه... أنا فعلاً خاين. إزاي أحب مرات صاحبي حتى لو بنت عمي؟ بس أعمل إيه مش بإيدي.


مهند: مالك يا عصام؟ أتمنى إنك ما تزعلش.


(وهنا تدخل الممرضة)


الممرضة: السلام عليكم.


مهند وعصام في صوت واحد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


الممرضة: ده ميعاد تغيير هدوم المدام والعلاج.


مهند: تمام، اتفضلي شوفي شغلك... إحنا نازلين، يلا.


عصام: يلا.


(يبص على دهب مهند يبص بشط على عصام لكنه ما يتكلمش ويخرج من الغرفة)


الممرضة (بصوتها الداخلي): يا لهوي... حتة عسل. (تبص على دهب) والله يا أختي أنا مش عارفة بيحبوكي على إيه، ده واحد يطلع، التاني ييجي.


(وهي بتغير هدوم دهب تحس إن دهب بتتحرك)


الممرضة (مندهشة): هي فعلاً اتحركت ولا أنا بتخيل؟ (وتحط دهب على السرير)


في أحلام دهب


طفلة: إنتَ عورتني.


طفل: مش قصدي يا دهب، إحنا بنلعب بس.


دهب: عصام، مش عايزة أروح معاه... هيضربني، مش عايزة.


مهند: إنتِ مش بنتي يا دهب؟


دهب: بالله عليك ما تضربنيش... آه أنا بخاف.


شرين: إيه وش الفقر ده... هتشتغل هنا؟


أم نوال: حبيبتي أنا هنزل الشغل وإنتِ كُلي.


مهند: أنا تعبت من الوضع ده... قومي بقى أنا مشتاق لكِ.


عصام: أنا عارف إني ممكن أكون بخون مهند، بس من غصب عني... أنا بحبك.


الواقع


(الممرضة بصوت عالي): دكتوررر! (وتطلع تجري على بره)


أما دهب، أحلامها كانت مجرد حاجات هي بتفتكرها وكان في تأثير على حركة جسمها.


الدكتور: خير في إيه؟


الممرضة: البِت اللي بقالها شهر في الغيبوبة... بتفوق.


وفي اللحظة دي دخل الحاج محمد وسماح.


الحاج محمد بفرحة: إنتِ متأكدة يا بنتي؟


الممرضة: آه والله، دي كانت بتتحرك ويبان كده بتحاول تفوق.


سماح: ياما انت كريم يا رب.


الدكتور: طيب أنا هدخل أشوفها.


في الغرفة


دهب تفتح عيونها وبصوت عالي:

دهب: لا... ما تضربنيش!


الدكتور: اهدي يا مدام.


دهب (بدموع أطفال): انتي مين؟ فين عصام؟


الحاج محمد: دهب، حبيبتي... حمد الله على السلامة.


دهب (بخوف): إنت مين؟


دهب: إنت مين؟ (وبدموع) هيضربني... هيضربني أنا خايفة.


الحاج محمد (بستغراب): هو مين اللي هيضربك يا دهب؟


سماح: اهدي يا حبيبتي... ما فيش حد هيضربك.


دهب (بدموع أطفال): لا... هو ضربني، مش عايزة أروح.


الحاج محمد (بستغراب): هي مالها يا دكتور؟


الدكتور (يكلم دهب): إنتِ اسمك إيه؟


دهب: مش عارفة.


الدكتور: مش عارفة اسمك؟ طيب تعرفي مين دول؟


دهب: لا... ما عرفهمش، بس هو هيضربني.


الدكتور: طيب مين هيضربك؟


دهب تسكت شوية: مش عارفة... بس أنا خايفة.


الدكتور: طيب إنتِ شايفاني كويس يا دهب؟


دهب: آه، شايفاك... بس مين دهب؟ أنا ما أعرفهاش... هي بتضربني زي إسلام.


الدكتور: مين إسلام يا دهب؟


دهب تسكت شوية: مش عارفة هو مين.


الدكتور: أنا آسف يا جماعة... دي فاقدة الذاكرة بس مش بالكامل.


الحاج محمد: إزاي فاقدة الذاكرة بس مش بالكامل؟


الدكتور: هي فاقدة الذاكرة لكن عقلها الباطن واقف عند موقف واحد وهو إن في حد بيضربها أو كان بيضربها قبل الحادث، وهي مش فاكرة غير الموقف ده.


سماح (بحزن وتبص على دهب): طيب يا دكتور هي ممكن تخف ولا إيه؟


الدكتور: طبعًا في أمل إنها ترجع وتفتكر كل حاجة تاني، بس خدوا بالكم... ممنوع حد يحاول إنه يفكرها بحاجة.


الحاج محمد: إزاي؟ أمال هتفتكر إزاي؟


الدكتور: اسمعني يا حاج... لو أنت عرفتها أو أجبرت عقلها إنه يفتكر حاجة فده ممكن تكون عواقبه إنه ينهي حياتها بالكامل. علشان كده أنا بنصحكم ممنوع حد يحاول يفكرها بحاجة، وفي نفس الوقت أنتم ممكن تساعدوها تفتكر.


سماح: إزاي؟ وإحنا هنعمل اللي هتقول عليه.


الدكتور: ممكن إنكم تعيدوا موقف أو حديث حصل معها أو تقدموا لها حاجة كانت بتحبها، بس برضه تاخدوا بالكم من الصدمة. ودي أكتر حاجة ممكن تنهي حياتها لو اتصدمت.


الحاج محمد (بحزن): طيب يا دكتور هنعمل اللي أنت بتقول عليه.


الدكتور: وخدوا بالكم من الكلام الجارح أو الأسلوب الحاد في التعامل معها.


سماح (بحزن): والله يا ابني إحنا مش هنزعلها في أي حاجة، واللي هي عايزاه هنجبه لها.


الدكتور: تمام، هي كويسة والحمد لله وجسمها كويس وكل حاجة تمام، بس هتفضل يوم أو اتنين بالكتير في المستشفى علشان نطمن أكتر.


الحاج محمد: ماشي يا دكتور... اللي تشوفه مناسب لها اعمله.


الدكتور: تمام، بعد إذنكم.


الحاج محمد وسماح: اتفضل.


في الغرفة


سماح تدخل عند دهب وبحنان: عاملة إيه يا دهب يا حبيبتي؟


دهب (بخوف): انتي مين؟


سماح: أنا خالتك سماح يا حبيبتي. (ولسه هاتحط إيديها على شعر دهب)


دهب (بصوت عالي ودموع): لا... ما تضربنيش، والله ما عملت حاجة.


سماح (بحزن): يا حبيبتي يا بنتي والله ما هضربك ولا هاعمل فيكي حاجة... ما تخافيش.


الحاج محمد يروح عند دهب: دهب حبيبتي، انتي مش عارفني... أنا عمك محمد ما تخافيش يا بنتي، دي خالتك سماح وهي بتحبك ومش هاتضربك.


دهب (تمسح بدموع زي الأطفال): يعني مش هتضربني زي منال؟


الحاج محمد: منال مين يا دهب يا حبيبتي؟


دهب (بدموع): مش عارفة... بس هي بتضربني وكمان بتحرقني بالنار.


سماح: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه... معلش يا حبيبتي ما تخافيش ما فيش حد هنا هيضربك.


دهب: طيب فين أمي وعصام؟


محمد وسماح (بصدمه): عصام مين يا دهب؟


دهب (ببراءة): عصام عورني لما كنت بلعب معاه.


محمد: بتلعبي مع مين؟ ومين عصام؟ أنا مش فاهم حاجة.


سماح: اهدي يا محمد... البت مش عارفة هي بتقول إيه.


(دهب هتجنهم خدوا بالكم 😂) 


محمد يبص على دهب بحزن: ربنا يشفيكي يا بنتي... أهم حاجة إنها فاقت. أنا نسيت أعرف مهند إن دهب فاقت.


سماح: اتصل عليه يا حاج وعرفه... ده هايفرح قوي يا أخويا.


محمد يطلع التليفون: هايفرح إيه بس دي بالجنان اللي احنا فيه ده... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


في الجانب الآخر


مهند: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا حاج... عامل إيه؟


الحاج محمد: الحمد لله والله يا بني... كنت عايز أقولك إن دهب الحمد لله فاقت من الغيبوبة.


في الجانب الآخر


مهند (من الفرح اتصدم ومش مصدق): معقولة دهب فاقت بعد الوقت ده؟ إنت بتقول إيه يا حاج؟ بجد دهب فاقت؟


الحاج محمد: أيوه والله يا بني... هي فاقت والحمد لله بس...


في الجانب الآخر


مهند: بس إيه يا حاج؟ خوفتني... دهب فيها حاجة؟ هي كويسة مش كده؟


الحاج محمد: والله يا بني مش عارف أقولك إيه... تعالى وإنت هتفهم كل حاجة.


في الجانب الآخر


مهند (بخوف): قلقتني يا حاج... أنا مسافة الطريق وهكون عندك.


الحاج محمد: ماشي يا بني... تجي بالسلامة.


في الجانب الآخر


مهند (يقفل التليفون): قفلت التليفون ونزلت من الشغل وأنا مش عارف أفرح ولا أخاف... مش عارف هاحط عيني في عينها إزاي بعد كل اللي حصل ده... طيب هي هاتقدر تسامحني؟ هاتوافق ترجع لي تاني؟

أيوه أنا رجعتها بس هي كانت في عالم تاني... يا رب العالمين أنا ماليش حد غيرك يا رب... كل اللي أنا عايزه فرصة، فرصة واحدة بس.


وبعد ساعة بالكثير كنت واقف قدام المستشفى... نزلت من العربية ودخلت وطلعت أجري زي المجنون وأنا مشاعري متلخبطة: خوف، وفرحة، قلق، اشتياق، وتوتر. مش عارف أنا حاسس بإيه... بس كل اللي أنا متأكد منه إن أنا مشتاق لها كتير أوي، عايز آخدها في حضني وأفضل جنبها. وحشتيني أوي... نظرة عينيها وحشتني، ابتسامتها وحشاني، خجلها وكسوفها مني وحشني... أقل تفصيلة فيها وحشاني.


وأخيراً وصلت الغرفة بتاعتها وأنا مش عارف إزاي بس وصلت... وقفت على الباب ومن فرحتي إني شايف جمال عينيها اللي أنا عديت شهر كامل من غير ما أشوفهم وأشبع منهم... دموعي نزلت من غير ما أحس بس أنا مش زعلان، بالعكس دي دموع فرحة.

وجريت عليها وأخيراً خدتها في حضني:


مهند: دهب حبيبتي... وحشتيني أوي. أنا آسف والله آسف... سامحيني يا دهب يا حبيبتي. الحمد لله يا ربي ألف الحمد لله وألف شكر ليك يا رب... قد إيه إنت رحيم يا ربي.


دهب (بدموع وصوت عالي): آآآه... هايضربني! أنا ما عملتش حاجة!


مهند (يبعد عنها باستغراب): دهب حبيبتي مالك خايفة ليه كده مني؟ أنا آسف والله، عارف إني غلط بس أنا هأصلّح كل حاجة... أنا بوعدك. (ولسه هاخدها في حضنه تاني) أنا لسه ما شبعتش منك.


دهب: آآآه! (وتجري على سماح وتداري فيها) هايضربني... ماتخلهوش يضربني بالله عليكي.


سماح (بحزن): ماتخافيش يا حبيبتي، ده مهند حبيبك، هو بيحبك... ماتخافيش منه.


مهند (وعينيه على دهب وباستغراب): هو دهب بتتصرف ليه كده؟


الحاج محمد: مش عارف والله أقولك إيه يا مهند، بس عقل دهب عقل طفلة عندها 5 سنين.


مهند (باستغراب): إنت بتقول إيه يا حاج؟ دهب مالها؟


الحاج محمد: اقعد يا مهند وأنا هفهمك كل حاجة الدكتور قال عليها.


مهند (يقعد وعينيه على دهب).


الحاج محمد يحكي لمهند كل حاجة الدكتور قال عليها.


مهند (بصَدمة): يعني دهب مش عارفة أنا مين؟


سماح: معلش يا مهند، إحنا كنا فين وبقينا فين... قول الحمد لله إنها لسه عايشة، وماتخفش الدكتور قال إن في أمل ترجع تفتكر كل حاجة تاني.


مهند (بحزن): الحمد لله على اللي بيجيبه ربنا.


الحاج محمد: روح يا مهند اتكلم معاها وخليها تاخد عليك علشان ماتفضلش خايفة منك كده.


مهند (بحزن): حاضر يا حاج. (ويروح عند دهب)

(يكلمها زي الطفلة) إيه خايفة مني ليه كده؟ أنا مهند، ماتخافيش... مش هاعملك حاجة، ده أنا بحبك.


دهب: إنت هتضربني؟


مهند (بحزن): لا، مش هاضربك... تعالى ماتخافيش.


دهب: يعني إنت مش هاتضربني؟


مهند: وهاضربك ليه؟


دهب: طيب بس أنا عايزة أروح عند أمي وعصام.


مهند (بصَدمة): عصام مين؟


عصام (من وراهم): أنا يا مهند؟؟


يتبع...


يا ترى إيه اللي ممكن يحصل؟!

💔 هل مهند هايصدق إن عصام بريء ولا هايكتشف خيانته؟

😱 هل دهب هتفضل فاكرة إن عصام جزء من حياتها ولا ممكن ترجع لها ذاكرتها الحقيقية قريب؟

🔥 تتوقعوا المواجهة بين مهند وعصام هاتكون هادية ولا في انفجار جاي؟

👀 ولو حطيت نفسك مكان مهند… كنت هتعمل إيه دلوقتي؟


مستني منكم تفاعل حلو وتوقعاتكم علشان نكمل



✨ الفصل 12 من حكاية بت الريف ✨

✍️ الكاتبة: صباح عبدالله فتحي


بسم الله الرحمن الرحيم


في الغرفة اللي فيها دهب، الكل واقف يبص لها باستغراب وهي بتسأل عن "عصام".

وفجأة في نفس اللحظة... دخل عصام وسمعها.


عصام من عند الباب: أنا... أنا هو عصام.


الكل - مهند، الحاج محمد، وسماح - بصّوا له مندهشين، ومحدش فاهم حاجة.


مهند باستغراب: بتقول إيه يا عصام؟ أنا مش فاهم حاجة.


عصام بحزن: أنا آسف يا مهند... عارف إنك ممكن تعتبرني خاين، بس والله غصب عني.


مهند بدهشة: قصدك إيه؟ خاين في إيه؟


عصام: أنا... ابن عم دهب.


الصدمة وقعت على الكل من كلام عصام.


مهند بذهول: إنت بتقول إيه؟!


الحاج محمد باستغراب: ما إنت ابن عمها... ليه ماقولتش من الأول إن دهب بنت عمك يا عصام؟


عصام بتنهيدة: أنا آسف... ماقولتش الحقيقة من البداية لأني كنت خايف.


مهند بشك: خايف؟! خايف من إيه يا عصام؟


عصام: من اللي إنت شاكك فيه يا مهند.


مهند ماستحملش... مسك عصام من هدومه، ووشه مليان غضب، وقام ضربه بوكس وهو بيصرخ:


مهند بصوت عالي: يعني إنت السبب في كل اللي حصل لدهب!

إنت السبب إنها اتعذبت في حياتها!

إنت السبب إن حتى أقرب الناس ليها كرهوها ونفروا منها!

حتى أنا ظلمتها وجيت عليها في حاجة مالهاش أي ذنب فيها!

وكل ده بسببك إنت... وجاي دلوقتي تقول "أنا آسف"؟!

لأ يا عصام... مش بالساهل دي!


دهب بصراخ: "آآاااع... هايضربني! أنا عايزه أروح عند أمي... وعصام... آآاع!" وتفضل تعيط.


سماح: "اهدى يا مهند خوفت البت."


وتروح عند دهب وتاخدها في حضنها: "اهدي يا حبيبتي، مافيش حد هايضربك."


دهب بخوف: "لأ... هو وحش وبيضربني."


مهند يبعد عن عصام بحزن ويحاول يسيطر على غضبه، ويروح عند دهب: "بس ماتخافيش... ده إحنا بنلعب... مش كده يا عصام؟"


عصام يمسح وشه مكان الضربة اللي أخدها من مهند:

"أيوه يا دهب... إحنا بنلعب، ماتخافيش."

ويقرب منها: "أنا عصام... جنبك أهو."


دهب: "إنت عصام؟"


عصام بحزن: "أيوه... أنا عصام والله."


دهب بفرحة أطفال: "عصااام!" وتقوم تحضنه.


مهند يضيق وبصوت عالي: "دهب! أبعدي عنه!"


دهب تحضن عصام أكتر وبدموع: "أنا خايفه يا عصام... ماتخلهوش يضربني... أنا خايفه."


عصام يحضنها ويحاول يهديها: "هشش... ماتخافيش يا دهب... مافيش حد هيقدر يضربك طول ما أنا جنبك."


مهند ماقدرش يسيطر على غضبه أكتر... شد دهب من عند عصام وضرب عصام بقلم وهو بيصرخ: "دي مراتي! إنت فاااهم؟!"


الحاج محمد: "اهدى يا مهند!"


سماح: "يابني هي مش عارفة هي بتعمل إيه... اهدى."


دهب بدموع أطفال: "عصام... أنا عايزه عصام!"


مهند بغضب وصوت عالي: "بسس! اسكتي! والله لأضربك! عصام مين اللي إنتي عايزاه؟! أنا... أنا جوزك!"


دهب تخاف أكتر، وجسمها كله يرتعش من الخوف، وفجأة تقع على الأرض.

مهند يلحقها قبل ماتقع ويمسكها وهو بيصرخ: "دكتور! حد ينادي الدكتووور!"


عصام بخوف: "أنا هاطلع أنادي!"


ويطلع جاري على بره... وبعد شوية يرجع ومعاه الدكتور.


الدكتور: "خير؟! إيه اللي حصل؟"


مهند واقف جنب سرير دهب وبص على عصام: "لا... مافيش حاجة حصلت... هي خافت شوية... وبعدين زي ما إنت شايف كده."


الدكتور يكشف على دهب: "دي حصلها انهيار عصبي... بس خفيف. ماتخافوش... شوية وهتقوم."


سماح: "استغفر الله العظيم واتوب إليه... الحمد لله على كل حال."


مهند: "هو ماينفعش نطلعها من المستشفى يا دكتور؟"


الدكتور: "ينفع... بس هاتحتاج عناية خاصة من كل اللي حواليها. وزي ما حضرتكم شوفتوا... أي نوع من التوتر أو الخوف ممكن يعملها انهيار عصبي. المرة دي الحمد لله جه خفيف... لكن المرة الجاية ممكن ينهى حياتها. وأنا شرحتلك يا حاج حالتها."


الحاج محمد يبص على مهند ويبص على الدكتور:

"معليش يا بني، مش هاتتكرر تاني."


سماح: "الحمد لله إنها عدت على خير."


مهند: "طيب بعد إذنك يا دكتور أنا هاخدها معايا البيت، وإن شاء الله اللي حصل مش هيتكرر مرة تانية."


ويروح عند دهب اللي نايمة على السرير ويشيلها.


عصام: "مهند، سيبها في المستشفى لغاية ما نطمن عليها أكتر."


مهند بغضب: "انت تخرس خلاص! مالكش دعوة بدهب يا عصام! هي مراتي وأنا عارف مصلحتها فين."


وهو ماشي: "معليش يا حاج، خلاص إجراءات المستشفى."


وخدها وطلع بيها.

أنا طلعتها من المستشفى علشان مش عايز عصام يشوفها.

هي مراتي... أنا ملاكي أنا وبس... مش هاسمح لأي حد يبص لها حتى ولا يلمح شعرة من شعرها.


وبعد وقت كنت في البيت، طلعتها الشقة بتاعتي أنا وهي، حطيتها على السرير، ورحت المطبخ جهزت لها أكل على ما تصحى.

وأنا في المطبخ سمعت صوتها وهي بتعيط... عرفت إنها صحيت.


مهند: "مالك بتعيطي ليه؟"


دهب بخوف: "انت وحش... أنا مش عايزاك."

وتفضل تعيط.


مهند بتريقة: "انت وحش أنا مش عايزك؟!"

وبغضب: "أمل عايزة مين؟ عايزة عصام؟!"


دهب ببراءة: "أيوه... عايزة عصام... هو حلو مش زيك وحش."


مهند بصوت عالي: "وحياة أمك!"

ويمسكها من دراعها:

"عارفة لو اسمعك تجيبي اسم أي حد تاني غير مهند... أنا هاعمل فيكي إيه؟!"


دهب تعيط: "آآآآهي... آآآآهي... آآآآهي!"


مهند: "بس يا بت اسكتي... وقولي ورايا: مهند."


دهب بخوف: "من مهند."


مهند يبصلها بغضب، تخاف وتمسح دموعها زي الأطفال وهي بتقول: "مهند."


مهند: "أيوه كده... شاطرة... كده مش هازعل منك. هاتي حضن بقى علشان إنتي وحشتيني."


دهب: "لأ علشان انت وحش."


مهند بزعل مصطنع: "بقى كده يا دهب؟ أنا وحش؟! ده أنا كنت هموت من الخوف عليكي وفي الآخر تقولي: لأ، انت وحش! ده أنا بحبك."


دهب: "انت مش بتحبني علشان بتضربني."


مهند بحزن: "ماشي يا دهب... تعالي يلا علشان تاكلي... ولا أقولك؟ تعالي غيري هدوم المستشفى دي الأول وبعدين تعالي... أنا هاطلع على ما تيجي."


وبعد نص ساعة:


مهند: "إيه ده! هي بتعمل إيه ده كله! معقولة عملت حاجة في نفسها؟! لا لا لا..."


ويدخل الغرفة وبخوف، دهب ومن الصدمة يوقف مكانه. يشوف دهب واقفة بتحاول تلبس هدومها ومش عارفة تلبسهم.


مهند: "إنتي بتعملي إيه؟"


دهب: "مند."


مهند باستغراب: "مند؟ مند مين يا دهب؟"


دهب بخوف: "انت."


مهند بصدمة: "أنا مند؟! يا خيبتك السودة يا مهند! مراتك بتقول مند! قولي ورايا: مهند."


دهب: "مند."


مهند: "لا يا بت... مهند."


دهب: "مند."


مهند يمسك دهب من وسطها ويقربها منه وهو بيقول:

"تعرفي... أنا حبيت اسمي الجديد: مند مند! المهم إنك إنتي اللي بتقولي... وبعدين إيه اللي إنتي عاملاه في نفسك ده؟"


دهب ببراءة أطفال: "مند... أنا مش عارفة أغير إزاي."


مهند: "طيب تعالي أنا هاغيّرك."


ويطفي النور عشان ما يشوفش جسمها مهما كانت مراته، بس هي مش في وعيها وهو مش عاوز يستغل ظروفها مهما كان السبب.

دهب تحضن مهند وهي بتصرخ:


"آآآآععع مند! أنا بخاف من أبو رجل مسلوخ! هو هييجي في الضلمة!"


مهند يشغل النور تاني:

"أمال هاغيّرك إزاي؟!"


دهب: "مش عارفة بقاا... أنا بخاف من الضلمة يا مند."

وتعيط.


مهند: "لا خلاص يا قلب مند... مش هاطفي النور خلاص... ماتعيطيش."


❈-❈-❈


دهب تمسح دموعها: "ماشي... مش هاعيط بس ما تطفيش النور يا مند."


مهند بعصبية: "صبر أيوب يا رب! ماشي يا قلب منيل على عينو وعين اللي جابوه! مند إيه! اسمي مهند! قولي: مهند مش مند! إيه مند دي يا ربي!"


دهب بغضب أطفال: "انت وحش يا مند!"


مهند بمشاكسة: "انت وحش يا مند! ما علشان انتي عسل... تعالي أغيرك يلا علشان تاكلي."


وبعد وقت كنت غيّرت لها وأكلتها. وبصيت على الساعة لاقيتها 9. صليت العشاء وغسلت الأطباق مكان الأكل وهي قاعدة قدام التلفزيون تتفرج على الكرتون.

والله أنا حاسس إن بقيت ماما وماعرفش.


مهند: "يلا بقاا يا دهب... كفاية كده... عايز أنام."


دهب: "أنا بخاف... أنام لوحدي يا مند علشان أبو رجل مسلوخ! منال كانت بتسيبني أنام لوحدي وتقول: أبو رجل مسلوخة ييجي علشان يكلني علشان هي مش بتحبني."


مهند: "يلا... ماتخافيش... أنا معاكي."


دهب: "لا... أبو رجل مسلوخة هييجي."


مهند: "تعالي ماتخافيش."


ورحت عندها وشلتها ودخلت غرفة النوم ونايمتها على السرير:

"يلا نامي علشان أنا عايز أنام."


دهب: "مش هتنام معايا يا مند زي عصام؟"


مهند بغضب: "نعم يا روح أمك! زي مين؟!"


دهب بخوف: "عصام... كان بييجي ينام معايا علشان أنا بخاف من أبو رجل مسلوخة."


مهند: "يارب صبّرني! لا ماتخافيش... أنا هنام معاكي. بس ماتجيبيش سيرة حد تاني علشان ما أزعلش منك."


ونام جنبها على السرير.


دهب: "ماشي يا مند... مش هاقول حاجة تانية، بس ماتضربنيش."


مهند: "ماشي يا قلب مند... تعالي بقا في حضني."


دهب: "ماشي يا مند."


مهند (بينه وبين نفسه): "آه يا ربي... لو تعرفي قد إيه أنا نفسي في اللحظة دي تكوني في وعيك! إنتي وحشتيني أوي... نفسي تكوني مراتي بقا عارفة. بسبب غبائي أنا اللي ضيعتك مني. بس والله ندمان... وبتمنى تخفي وترجعي زي الأول... ونفتح صفحة جديدة مع بعض."


❈-❈-❈


تاني يوم


الحاج محمد: "يا سماح."


سماح: "نعم يا حاج."


الحاج محمد: "تعالي... عايزك."


سماح: "حاضر يا حاج... جاية اهو. معلش يا أم سعيد كملي إنتي على ما أشوف الحاج عايز إيه وأجي."


أم سعيد: "حاضر يا ست سماح."


سماح: "نعم يا محمد؟"


الحاج محمد: "هو إنتي طلعتي شفتي دهب؟"


سماح: "بصراحة لا يا محمد. من ساعة ماكنّا في المستشفى ماشوفتهاش. وبعدين مهند معاها من امبارح، قولت أسيبهم على راحتهم."


الحاج محمد: "طيب... كنت عايز أقولك إني رُحت للحاج إبراهيم واتفقنا على كل حاجة. وإن شاء الله طالما هاني ونور عارفين... بعد إذن الله هنعمل شبكتها ونكتب الكتاب مع بعض."


سماح: "الف نهار أبيض يا حاج! ربنا يتمم على خير يا رب العالمين يا خويا."


الحاج محمد: "يا رب... وربنا يتم شفاء دهب على خير."


سماح: "يا رب العالمين."


مهند نزل من على السلم هو ودهب.

الباب يخبط... أم سعيد تفتح الباب.

مهند يشوف عصام واقف على الباب.


مهند (بصوت عالي): "إنت إيه اللي جابك هنا؟!"


الحاج محمد وسماح يستغربوا من غضب وصوت مهند العالي أول ما شاف عصام.


الحاج محمد: "عيب يا مهند! إنت بتقول إيه؟ اتفضل يا عصام يا ابني."


دهب بفرحة أطفال: "عصااام!"

وعاوزة تجري على عصام علشان تحضنه.


مهند يمسكها جامد وبغضب:

"إنتي رايحة فين؟!"


دهب ببراءة: "عند عصام... هاروح أسلّم عليه... ده وحشني أوي!"


مهند (بغضب وصوت عالي): "وحياة أمك... هو مين ده اللي وحشك يا بت انتي؟"


دهب تخاف من صوت مهند العالي وتفتكر لما كان بيقول لها ما تقولش اسم حد تاني غيره.


سماح: "إيه ده يا مهند! البنت مش عارفة حاجة... ما تخوفهاش، احنا مش ناقصين."


دهب بدموع: "معلش... مش هاقول اسم حد تاني والله بس ما تضربنيش."


مهند يهدي نفسه: "طيب... بس ما تعيطيش. تعالي اقفي هنا جنبي، ما تروحيش عند حد وأنا مش هاضربك."


دهب ببراءة تجري وتقف وراء مهند: "طيب خلاص... أنا مش هاروح عند حد بس ما تضربنيش."


مهند يمسح دموعها: "طيب، انت كده شاطرة. طول ما انت بتسمعي الكلام أنا مش هاضربك."


هاني نازل من على السلم يشوف اللي بيحصل يضحك وهو بيقول:

"يخرب بيت عقلك يا مهند... هو انت بتكلم مراتك ولا بنتك؟"


مهند (بغضب): "ما حدش له دعوة!"

ويبص على عصام: "جاي ليه يا عصام؟"


عصام بحزن: "أنا جاي أشوف بنت عمي يا مهند."


❈-❈-❈


مهند (بغضب): "بنت عمك... معاها راجل وبقت لراجل يا عصام!"


سماح (مستغربة): "انت بتقول إيه يا مهند؟ وبتكلم صاحبك ليه كده؟ اتفضل يا عصام يا ابني ما تزعلش من مهند، هو أكيد مش قصده حاجة."


عصام (يبص على مهند بزعل): "لا مش زعلان. عارف يا مهند إن بنت عمي في بيت راجل ومعاها راجل، بس أنا حبيت أطمن عليها مش أكثر. وإذا جوزها مش حابب يخليني أطمن عليها وأشوفها أنا مش هاجي مرة تانية. بعد إذنكم يا جماعة."


الحاج محمد: "استنى يا عصام يا ابني... انت رايح فين؟ ما تزعلش من مهند."

ويبص على مهند: "انت إيه اللي حصل لك يا مهند؟ وليه بتكلم عصام بالشكل ده؟ الجدع ما غلطش في حاجة. وفي الأول وفي الآخر هو ابن عمها، من حقه يطمن عليها ويشوفها وقت ما يعوز. مش عشان انت جوزها إنها بقت مراتك تمنعها تشوف أهلها أو أي حد من أهلها."


سماح: "أبوك معاه حق يا مهند... وأنا والله مش عارفة إيه اللي حصل لك."


مهند يبص على عصام: "أنا مش قصدي حاجة بس دي مراتي وأنا بغير عليها. وعلى ما أظن إن احنا الاتنين فاهمين بعض كويس، مش كده يا عصام؟ ما تزعلش."


عصام بحزن: "أيوه يا مهند فاهم."


مهند يمسك دهب من يديها: "تعالي معي."


دهب تبص على عصام: "وعصام هيجي معانا يا مند؟"


هاني باستغراب وضحك: "مند! يالهوي عليكي يا مهند... بقيت مند!" ويفضل يضحك.


عصام واقف على الباب يحط إيده على وشه علشان يمسك نفسه وما يضحكش.


سماح (بصدمة): "مند مين ده يا حاج؟"


الحاج محمد يبص على مهند ودهب: "هو مين مند يا دهب يا حبيبتي؟"


دهب ببراءة وتشاور على مهند: "هو ده مند."


سماح بضحكة: "هههههه... الله يجازيك يا دهب والله ضحكتيني... اسمه مهند مش مند."


❈-❈-❈


هاني بتريقة: "مند! بقولك إيه... هتنزل الشغل ولا إيه؟"


مهند بعصبية: "هاني أنا أقسم بالله مش ناقص خفة دم... أصل انت عارف لو مسكتك هعمل فيك إيه."


سماح: "خلاص يا مهند اهدي... أخوك ما قالش حاجة."

وتبص على هاني: "وانت يا هاني عيب عليك ما تتريقش على أخوك... مند قصدي مهند."


هاني: "ههههه ماشي."


محمد: "ادخل يا عصام يا ابني... واقف ليه؟ تعال."


عصام يبص على مهند: "لا معلش يا حاج... مرة تانية."


مهند يمسك دهب بعصبية: "تعالي يلا." ويبص على عصام وياخدها ويطلع الشقة.


مهند يفتح الباب: "ادخلي يلا."


دهب بخوف: "لاء هتضربني؟"


مهند: "هاضربك ليه؟"


دهب ببراءة: "علشان أنا قلت على عصام عصام... وانت قلت إن أنا ماقولش اسم واحد تاني غيرك."


مهند يمسح وشه بيديه بزهق: "طب ما انتي عارفة إن أنا قلتلك كده... راح تحضنيه ليه يا أختي؟"


دهب: "علشان هو وحشني."


مهند بعصبية ويرفع إيده: "أضربك ولا أعمل فيكي إيه... هو مين اللي وحشك؟"


دهب تحط إيديها على بوقها زي الطفل الصغير: "لا مافيش حد والله خلاص... ماتضربنيش."


مهند: "طيب ادخلي. وانتي عارفة لو تقولي الكلمة دي تاني هعمل فيكي إيه."


دهب: "خلاص مش هاقول."


مهند: "طيب ادخلي ما تخافيش مش هاضربك."


دهب تدخل: "مند."


مهند يروق مزاجه: "يا قلب مند من جوه... نعم؟"


دهب: "أنا جعانة."


مهند يمسك دهب جامد من وسطها: "بس كده... غالي والطلب رخيص يا قلب مند. بس هتعملي إيه لمند علشان هو هيعمل لكِ أكل؟"


دهب ببراءة: هاعمل إيه يعني؟ هاكِل.


مهند يبص على دهب ويرفع حاجبه وينزل تاني: هاتاكلي بس؟


دهب: لا، وهسمع التلفزيون ونلعب أنا وإنت. إيه رأيك؟


مهند: يالهوي! طيب والله نفسي ألعب أنا وانتي بجد.

❈-❈-❈

دهب: خلاص ناكل ونلعب. بس هي فين سِتّي؟


مهند باستغراب: سِتّك مين يا دهب؟


دهب: سِتّي... (وتسكت شوية) مش عارفة.


مهند ياخد دهب في حضنه.


دهب: مند.


مهند: يا قلب مند، إيه؟ مش عاجبك حضني؟


دهب: لا، بس أنا جعانة مش عايزة حضن.


مهند يبص على دهب: لا والله، بس أنا عايز حضن.


دهب ببراءة: طيب هو الحضن هاكِل منه إزاي؟


مهند بصوت عالي: ربنا يشفيكي يا دهب قبل ما تجنّنيني معاكي. تعالي يا أختي علشان أعملك تاكلي.


دهب تبص على مهند: طيب يلا.

❈-❈-❈

في الدور اللي تحت:


هاني: إيه رأيك يا حاج ما إن دهب الحمد لله طلعت من المستشفى نعمل شبكة وكتب كتاب الجمعة الجاية، والجمعة اللي بعدها نعمل الفرح؟


سماح: طيب والله فكرة عسل. وماله، بدل ما تكون الفرحة فرحتين. إيه رأيك يا حاج؟


الحاج محمد: هو احنا يعني هنتفق كده مع بعض واحنا قاعدين؟ مش لما نشوف الناس رأيهم إيه الأول وظروفهم إيه؟ لو موافقين أنا ما عنديش مشكلة، ربنا يتم على خير.


هاني: خلاص يا حاج، نروح أنا وإنت والحجة آخر النهار نعمل لهم زيارة ونشوف رأيهم إيه.


الحاج محمد: والله يا ابني أنا مش عارف انت مستعجل على إيه. اصبر شوية لما نشوف رأي الناس إيه. هو احنا يعني هندخل على الناس كده وخلاص؟ مش لما ناخد ميعاد من الراجل الأول وبعد كده نروح. واللي فيه الخير ربنا يقدمه.


سماح: كلامك عين العقل والله يا حاج. (وتبص على هاني) وصبر يا ابني لغاية ما ناخد ميعاد من الناس الأول ونشوف رأيهم إيه، وبعد كده نروح ونتفق. واللي فيه الخير ربنا يقدمه.


هاني: طيب طالما كده رأيكم، أنا هاتصل على عمي إبراهيم وهاخد منه الإذن وحدد معاه ميعاد وبعد كده نروح. واللي فيه الخير ربنا يقدمه.


سماح: ربنا يسعد قلبك يا ابني ويتم فرحتك على خير.


الحاج محمد: ربنا يسمع منك يا رب يا حجة. يلا احنا بقى يا هاني علشان اتأخرنا على الشغل.


هاني: طيب يا حاج. (ويبص على السلم) بس مهند لسه ما نزلش.

❈-❈-❈

الحاج محمد: لا سيب مهند اليومين دول على راحته. لو عايز ينزل الشغل ينزل، مش عايز خلاص. كفاية عليه دهب.


هاني بضحك: والله ربنا يستر ومهند ما يتجننش بسبب جنان دهب. دي بتقول له "مند"!


سماح: عيب عليك كده يا هاني ما تفضلش تتريق على تعب مرات أخوك علشان ما تزعلوش منك.


الحاج محمد: أمك معاها حق يا هاني، انت كده بتجرح مشاعر أخوك.


هاني: والله يا حاج مش قصدي، بس هي تصرفاتها وكلامها كلّه بيضحكني غصب عني والله يا حاجة مش قصدي.


سماح: ربنا يهديك والله يا هاني. يلا بقى أنا هاقوم أشوف أم سعيد بتعمل إيه أساعدها في حاجة.


الحاج محمد: طيب يلا، احنا بقى يا هاني نشوف شغلنا. عايزة حاجة يا سماح أجيبها لك وأنا جاي؟


سماح: عايزاك تسلم يا أخويا، تيجي بألف سلامة يا رب.


هاني بطريقة على أمه وأبوه: عقبالي يا رب لما أقول لمراتي "عايزة حاجة أجيبها لك وأنا جاي".


سماح: شوف الولد يا حاج بيتريق علينا أنا وانت إزاي.


الحاج محمد: والله يا أخويا أنا مش عارف انت مستعجل على إيه. ده انت بكرة هاتشد في شعرك، ما تخافش.


سماح بزعل: أخص عليك يا محمد! هو أنا كنت بخليك تشد في شعرك؟


الحاج محمد يبص على سماح: الشهادة لله انتي لو كان في منك ألف كنت جوزتهم ألف، ولو كنت أقدر أخلي واحد يمتلك نسخة عنك يا أم مهند، ربنا يخليكِ لي وما يحرمنيش منك أبدًا يا ست الحُسن والجَمال.


هاني: يا واد يا جامد انت يا حاج.


سماح: الله يجازيك يا محمد، كسفتني قدام الواد.


الحاج محمد: بس يا ض ياهاني، ما تكسفيش الموزة بتاعتي.


❈-❈-❈


في شقة ... مهند

دهب واقفة على باب المطبخ.


دهب: هو انت ليه رجعتني بعد ما رميتني؟؟


يتبع...


السيناريست صباح عبدالله فتحي


#حكاية بت الريف – #الفصل 13

#الكاتبة: #صباح عبدالله فتحي


في شقة مهند ودهب… مهند واقف في المطبخ بيغسل الأطباق، فجأة دهب تقول له:


دهب: مهند… هو انت ليه رجعتني بعد ما رمتني؟


مهند يبص عليها باستغراب: انتي بتقولي إيه يا دهب؟


دهب جريت على بره: هروح أتفرج على التلفزيون.


مهند: بت استني!


وساب كل حاجة في إيده وطلع وراها… جري عشان يلحقها، ومسكها جامد من دراعها وهو بيقول:


مهند: استني هنا، أنا مش بكلمك.


دهب: عايز إيه يا مهند؟


مهند باستغراب: انتي ذكرياتك رجعتلك؟


دهب: ليه رجعتني؟


مهند: يعني انتي فاكرة كل حاجة؟ طيب ليه لعب العيال ده؟


دهب بدموع: انتي هتضربني يا مند؟


مهند يبص على دهب بغضب ويمسكها من دراعها جامد وبصوت عالي:

بت انتي… أنا ماليش خلق للّعب العيال ده! انتي فاكرة كل حاجة وبتستعبطي، صح؟


دهب تبص في عيون مهند ودموعها في عينيها:

ولو فاكرة هترجع ترميني في الشارع تاني؟


مهند بحزن: أبداً… أنا غلط مرة بس مستحيل أكررها تاني.


ويحضنها جامد: أنا آسف على كل حاجة… عارف إني كنت غبي لما سبتك. سامحيني يا دهب.


دهب بدموع وتبعد مهند عنها وبصوت عالي:

أوعى تفكر تلمسني مرة تانية! انت مش جوزي وأنا مش موافقة أرجع على ذمتك تاني يا مهند.

انت واحد أناني ومش بتحب غير نفسك… واحد مستغِلّ وبتاع مصلحته.


مهند يمسك دهب جامد ويرجعها للخلف لغاية ما تلتصق في الحيطة وهو بيقول بنبرة حزينة:

عارف إني غلطت في حقك لما ظلمتك… بس والله عمري ما كنت مستغِل ولا بتاع مصلحتي.

أنا حبيتك من كل قلبي ولسه بحبك زي الأول… يمكن أكتر كمان.


دهب (بدموع وصوت مهزوز):

ابعد عني يا مهند… لو كنت بتحبني زي ما بتقول، ماكنش يجيلك قلب تعمل اللي عملته! إنت عارف حصل لي إيه لما رميتني؟ واحد حاول يعتدي عليّ… ولو كان لمسني، كان من المستحيل أسامحك!

أنا دخلت في غيبوبة بين الحياة والموت وانت بكل بساطة جاي تقول لي: آسف… بحبك؟فين الحب ده يا ابن الأصول؟ فين شرفك ورجولتك لما رميت مراتك في نص الليل للّي يسوى وللي ما يسواش؟

انطق يا مهند… كان فين حبك لما واحد كان هيقتلني بالحي؟ أنا بكرهك يا مهند… إنت زيك زيهم بالضبط… مافيش فرق بينكم… كلكم وحوش! قلبي وجعني قوي… أيوه أنا فاكرة كل حاجة يا مهند… افتكرت كل حاجة أول ما دخلت البيت والشقة دي… أول ماخدتني في حضنك… أيوه افتكرت كل حاجة… تعرف؟ ياريتني ما افتكرت… قلبي موجوع أوي…


(وتنهار في البكاء، صوتها بيتهز من الوجع)

إنتوا مش بشر… يمكن أنا اللي من عالم تاني علشان كده مافيش حد قبلني… مافيش حد حسسني بالأمان ولا مرة واحدة في حياتي!


مهند وقف مكانه مش قادر ينطق، كلامها زي الرصاص في صدره، كل كلمة قالتها كسرت حاجة جواه. قعد جنبها بهدوء وصوت مكسور:


مهند: أنا عارف إنك معاكي حق في كل كلمة قولتيها… أي حب ده اللي يخليني أرميكي في الشارع؟ وأي زوج أنا اللي يسمح لواحد يقرب من مراته؟ أنا مش بحاول أبرر نفسي يا دهب… أنا بحاول أشرح موقفي بس… عارف إن الغضب سيطر عليّ في اللحظة دي… وعارف إنه كان تصرف غبي مني… بس أنا آسف… إديني فرصة تانية…

إحنا بشر بنغلط وربنا بيسامح… سامحيني يا دهب… إديني فرصة أصلّح كل حاجة.


دهب (بدموع لكن صوتها حاسم):

طلقني يا مهند… أنا وعصام قررنا نتجوز… وهو مستعد يصلّح غلطته معايا.


مهند (بغضب وصوت عالي):

إنتِ اتجننتي يا بنتي؟


دهب (بدموع): فين الجنون؟ هو اللي غلطت في حقي ودمرني… ومافيش حد غيره يقدر يصلّح الغلطة دي…هو عارف إني مظلومة وماليش ذنب… مش هيجي يوم ويقول لي: كان فيكي حاجة…

مش هيرميني في الشارع في نص الليل للّي يسوى وللي ما يسواش…أنا ما يهمنيش إذا إنت جوزي أو هو… أنا عايزة واحد يستر عليّا… واحد يحس بيا ويحسسني بالأمان… مش عايزة أعيش طول عمري في رعب وخوف… أنا هكون مطمئنة مع عصام… هو عارف كل حاجة… وفي النهاية ده ابن عمي هيخاف عليّا… أيوه أنا عايزة أتجوزه.


وقبل ما تكمل كلامها…نزل قلم على وشها فجأة.


مهند (بغضب):ده يكون نجوم السماء أقربلك يا دهب! إنتِ مراتي وهاتفضلي مراتي لحد ما تموتي…

إنتِ ملكي ومستحيل تكوني لغيري!


دهب (بصوت مكسور): بس أنا مش عايزاك… هاتغصبني؟


(مهند قرب منها وهي بتحاول تبعده… عقلها وقف عن التفكير، قلبها هدى ونسي كل حاجة في اللحظة دي… هي نفسها اتجاوبت معاه رغم كل اللي حصل)


دهب (بهمس داخلي):آه… أنا بحبه رغم كل حاجة… هيفضل حبيبي وأول وآخر راجل يدخل حياتي…مهند حس بمشاعرها وهي بتنهار بين إيديه، حب وغضب في نفس الوقت، شالها بين دراعيه وهو حاسس إنها جوهرة غالية… قرر إنها هتكون ملكه هو وبس، ومستحيل يسمح لغيره يلمسها.)


في الدور الأرضي


سماح: بقولك إيه يا أم سعيد.


أم سعيد: نعم يا ستي سماح، قولي.


سماح: أنا والحاج هنروح النهارده علشان نتفق على عروسة هاني، ومش عارفة آخد لها إيه… يعني هي بنت ناس وأهلها ليهم اسمهم وسمعتهم، وعايزة آخد لها حاجة تليق بمقامهم.


أم سعيد: مش عارفة والله يا ستي سماح أقول لك إيه، بس لو هم ناس كويسين فعلاً وعارفين ربنا مش هيدوروا على الهدايا اللي هتاخديها. ولو البنت بنت حلال وطيبة هتتبسط وهتفرح بأي حاجة هتديها لها.


سماح: والله أنا طول عمري بقول عليكي إنك إنتي ست العاقلين يا أم سعيد، كلامك عين العقل والله.


أم سعيد: تسلمي يا غالية.


وعَدّى النهار وجاء الليل…


الباب بيخبط.


أم سعيد: جاية أهو.


سماح: استني يا أم سعيد شوفي إنتي الأكل اللي على النار، وأنا هافتح الباب، تلاقي الحاج وهاني رجعوا بالسلامة.


أم سعيد: حاضر يا ستي سماح.


سماح تروح وتفتح الباب.


سماح: حمد لله على السلامة يا حاج.


هاني (بمشاكسة): يعني ما فيش حمد لله على السلامة يا هاني ولا حاجة؟ كل اللي يهمك الحاج؟ وبعدين إيه الحلاوة اللي إنتي فيها دي يا حجة؟ جايلِك عريس وأنا ماعرفش؟


الحاج محمد (بغضب من كلام هاني ويضربه على كفه): اخرس يا قليل الأدب! عريس إيه اللي يجي لأمك وأنا موجود؟ أمال أنا بعمل إيه هنا؟ هو أنا خلاص ما بقيتش مالي عينيك للدرجة دي؟


سماح: إهدا يا حاج، الولد ما يقصدش حاجة، هو بيهزر بس هزار تقيل شوية.


هاني (من غير وعي وهو حاطط يده على خده): شوف الناس العاقلة اللي بتفهم… يا نهار اسود! آسف والله يا حاج، مش قصدي.


الحاج محمد (بغضب): يعني أنا ما بفهمش يا هاني؟ طب والله انت واحد قليل الأدب وعاوز تتربى من أول وجديد!


هاني (يحب على راس أبوه): أنا آسف والله يا حاج ما قصدي… أقسم بالله ما قصدي يا حاج.


الحاج محمد (بتسامح): طيب، أخلص، اطلع غير هدومك علشان نروح نشوف إحنا رايحين فين وما نتأخرش على الجماعة أكتر من كده.


هاني: أنا والله طول عمري بقول عليك قلبك أبيض يا حاج، حاضر خمس دقائق وهكون جاهز… بس أنا جعان، عايز آكل الأول.


سماح: يا قلب أمك يا ابني… خمس دقائق والأكل يكون جاهز. على ما تغسل وتنزل هكون أنا وأم سعيد رصينا السفرة.


الحاج محمد: بقولك إيه يا سماح، هي دهب عملت إيه دلوقتي؟


سماح: والله يا حاج ماكذبش عليك، من ساعة ما مهند خدها الصبح وأنا ما شفتهاش.


الحاج محمد باستغراب: مهند مانزلش من ساعة ما طلع الصبح!


سماح: أيوه والله يا حاج من ساعتها مانزلش، وأنا قلت تلاقيه قاعد مع دهب علشان خايف عليها ولا حاجة. أنت عارف الحالة اللي هي فيها بتخوف، قلت أسيبه على راحته ينزلوا براحتهم بقى يا حاج.


الحاج محمد: طيب يا حجة، انتي روحي جهزي الأكل وأنا هارِن على مهند أشوف مانزلش ليه، ولا كان كده ينزل يتعشى معانا هو ودهب، وبالمرة أطمَّن لا يكون حصل حاجة وإحنا مش عارفين.


سماح: حاضر يا محمد اللي تشوفه. أنا هروح أشوف أم سعيد بتعمل إيه.


في شقة مهند التلفون بيرن... مهند نايم ودهب على صدره.


مهند بنوم: شوفي مين على التلفون يا دهب.


دهب بنوم: أنا تعبانة مش قادرة أقوم، شوف انت.


مهند يتعدل ويبص على دهب بحب: سلامتك يا قلبي.


دهب بخجل وحزن وتقوم من جنب مهند من غير ما تتكلم.. مهند يمسك دهب من إيديها.


مهند: دهب، انتي مش فرحانة من اللي حصل؟ إحنا خلاص بقينا واحد، ليه باين عليكي زعلانة؟


دهب: أيوه مش فرحانة.. وأفرح على إيه؟ وما كانش لازم يحصل اللي حصل. أنا عايزة أطلق منك يا مهند.


مهند يشد دهب بغضب وينيمها على السرير ويمسكها من بوقها جامد وبنبرة حدة:


مهند: انتي عارفة لو أسمعك تجيبي سيرة الطلاق على لسانك مرة تانية، أنا هقطعلك لسانك يا دهب. انتي مرات مهند وهتفضلي كده لحد ما تموتي، ومش هيبعدك عني غير موتك يا دهب، وكل ما فهمتي بسرعة كان أحسن ليكي وليّ.


وبعدها سابها وطلع علشان يرد على التلفون... مهند يرفع سماعة التلفون:


مهند: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الحاج محمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا بني. إيه مالك؟ في حاجة؟ أمك قالتلي إنك من ساعة ما طلعت مانزلتش، قلقت علشان كده بتصال أطمَّن عليك انت ودهب.


مهند بحزن ويفتكر كلام دهب: لا ما فيش يا حاج، إحنا الحمد لله، بس دهب تعبت شوية ونامت ولسه صاحية، وأنا كمان نمت جنبها وما حسيتش بالوقت.


الحاج بخوف: طيب وهي عاملة إيه دلوقتي؟ أطلب لها الدكتور ولا كلَّمتوا انت؟


مهند: لا ما تخافش يا حاج، هي الحمد لله تمام وبقت كويسة وشوية وهانزل أنا وهي.


الحاج محمد: ماشي، بس أوع تكون زعلتها يا مهند.


مهند بحزن: لا ما تخافش، هي دلوقتي كويسة ورجعت زي الأول ومافيهاش أي حاجة والحمد لله.


الحاج محمد بفرحة: بجد يا مهند دهب رجعت زي الأول؟


مهند: أيوه يا حاج الحمد لله، شوية كده وهنزل أنا وهي.


الحاج محمد: ماشي يا بني، بس ما تغيبوش علشان هاستناك على ما تنزل علشان نتعشى مع بعض.


مهند: حاضر يا حاج.


الحاج محمد: سلام عليكم.


مهند: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


دهب: الحمام جاهز.


مهند بَصّ عليها بحزن وما جاش له نفس يكلمها. عارف إن من حقها، بس هو اتعذّب كتير وربنا عاقبه على اللي عمله فيها، ولما حسّ إنه ممكن يخسرها كان العذاب أكبر من الموت. بس هي جرّحته وكسّرته. بيقول في نفسه: ما فيش راجل يستحمل إن مراته وحبيبته تقول له: "طلّقني علشان عايزة أتجوز واحد تاني"


كان هيقوم علشان يدخل الحمام، بس لقاها بتقوله:


دهب: هتتعشى ولا هتنزل؟


مهند: وإنتِ مالك إذا اتعشيت ولا لأ؟


دهب: بقى كده! طيب أنا غلطانة.


مهند: أيوه غلطانة. وعاوزة تاخدي علجة نضيفة علشان تخدي بالك من كلامك اللي عامل زي السُم، وكمان علشان تركّزي.


دهب: أنا برضو؟


مهند يمسك دهب جامد من وسطها ويقرّبها منه جامد:


مهند: لو مش انتي هتكون مين؟


دهب تحط إيديها على صدر مهند:


دهب: ابعد.


مهند يشدها على صدره أكتر:


مهند: ولا ما بعدش؟ هتعملي إيه؟


دهب بخجل: أنا بتمنى إنك ما تبعدش أصلاً.


مهند بفرحة: طيب ما انتي مش عاوزاني أبعد، ليه بتحاولي تبعديني؟


دهب وعينيها في عين مهند:


دهب: علشان خايفة.


مهند بحزن: خايفة مني انا يادهب؟


دهب: خايفة من كل حاجة… خايفة من السعادة. وبدموع: خايفة أقول خلاص الحمد لله ربنا كتب لي السعادة بس تطلع حاجة تانية.


مهند: ما تخافيش يا دهب، أنا معاكي وبوعدك هعوضك عن كل حاجة. أنا عارف إني غلط مرة بس بوعدك مش هكرّرها تاني. إديني فرصة أثبتلك قد إيه أنا بحبك وماقدرش أستغنى عنك ولا أعيش من غيرك.


دهب بدموع: وأنا كمان بحبك.


مهند ياخد دهب في حضنه:

و أنا بموت فيكي يا قلب مهند. انتي ما تعرفيش أنا اتعذبت قد إيه في غيابك يا دهب… كان ربنا سبحانه وتعالى بيخدلك حقك مني.


دهب بدموع: خلاص بقى… خلينا ننسى ونبدأ من أول وجديد.


مهند يمسح دموعها من على خدها وهو بيقول بفرحة:

حاضر يا قلبي، هننسي ونبدأ من أول وجديد.


دهب: طيب يلا خد حمامك على ما أجهز حاجة ناكلها.


مهند: نسيت أقولك… الجماعة تحت مستنين علشان ننزل نتعشى معاهم. جهزي انتي على ما آخد دش بسرعة وننزل.


دهب: حاضر.


مهند يبوس دهب:

أيوه كده، انتي كده شاطرة، لما تسمعي الكلام بتكوني قمر خالص.


دهب بغرور أطفال: مانا عارفة إني شاطرة يا مهند.


مهند بضحكة: ههههه يا تلب مند من جوه.


دهب: ههههه طيب.


في الدور اللي تحت:


الحاج محمد بفرحة: ألف الحمد لله.


سماح بتحط الأطباق على السفرة: يارب دايماً فرحان يا حاج.


محمد: ربنا يخليكي يا أم مهند… بس مش عاوزك تعرفي أنا ليه فرحان.


سماح: ما انت عارف يا محمد إن فضولي هيموتني… قول وخلاص.


الحاج محمد: ههههه عارف والله… اسمعي يا ستي، دهب خفت ورجعت زي الأول، ذاكرتها رجعت لها.


سماح بفرحة: يا ألف نهار أبيض يا محمد… والله يا محمد دهب خفت وبقت كويسة… وتعرفني بس إمتى وإزاي؟


محمد: الحمد لله… المهم إنها خفت مش مهم إزاي.


سماح: ألف الحمد لله… طيب هي فين ما نزلتش ليه؟


مهند من على السلم: إحنا أهو يا ست الكل.


سماح ومحمد يبصّوا على مهند ودهب،

سماح تقوم والضحكة على وشها:


سماح: ألف مليون حمدالله على السلامة يا دهب يا حبيبتي.


دهب بدموع وتحضن سماح:

الله يسلمك يا ست ياطيبة، شكرًا على كل حاجة عملتوها علشاني.


سماح: هزعل منك يا دهب؟ في حد يشكر أهله برضو!


الحاج محمد: عيب يا دهب الكلام ده، وبعدين مش عاوزة تسلمي عليا يا بنتي؟


دهب بدموع: لا إزاي، ده إنت الخير والبركة كلها.


وتروح عند محمد ولسه هتحضنه…

مهند بغضب:

دهب! انتي هتعملي إيه؟


دهب تقف مكانها بخوف: هاعمل إيه؟


سماح: في إيه يا مهند؟


الحاج محمد: إيه يا مهند؟ مش عاوز دهب تسلم عليا ولا إيه يا ولد؟


مهند: معلش يا حاج، أنا مراتي ما تسلمش على راجل غيري.


سماح: عيب يا مهند، ده أبوك!


الحاج محمد بصدمه: إنت اتجننت؟ دي بنتي!


مهند: معلش يا حاج، بس أنا راجل حمشي، ومش عاوز مراتي تقرب من حد غيري، حتى لو كان أبويا.


دهب بصدمه: مهند! إنت بتقول إيه؟ ده عمي الحاج زي أبويا.


وتحضن محمد: ولا يهمك يا عمي محمد، إنت أبويا مش بس أبو مهند، ما تزعلش من مهند هو مش قصده يزعلك.


مهند يبص على دهب بغضب وما يتكلمش.


سماح: ربنا يجبر خاطرك يا بنتي.


الحاج محمد يحط إيده على راس دهب وبزعل:

ألف حمدالله على السلامة يا بنتي.


دهب بابتسامة: الله يسلمك يا راجل يا طيب.


وتبص على مهند بخوف:

يارب استرها… أنا عارفة إن مهند مش هيعديها على خير.


يتبع…


في رايكم تصرف دهب صح ولا غلط.. وغيرة مهند الزيدة عن الازم دي حب ولا شك


مش تنسوووا تتابعوني علشان يوصل لكم كل جديد 

السيناريست صباح عبدالله فتحي



#الفصل 14 من حكاية بت الريف.. #الكاتبة_صباح_عبدالله_فتحي..


هاني نزل من على السلم: إيه يا جماعة الأكل جاهز ولا إيه؟


سماح: أيوه يا قلبي الأكل على السفرة.


هاني يبص على مهند ويضحك وهو بيقول بهزار:


هاني: إيه ده؟ الأستاذة مند منوّرة هنا عندنا، يا خطوة عزيزة يا فندم.


سماح: أعقل يا هاني ومالكش دعوة بأخوك.


دهب بضحكة: هههههه مند، أنسى بقى الكلمة دي.


مهند يبص على دهب بغضب لأنها ضحكت بصوت عالي.. دهب تاخد بالها من نظرة مهند وتخفض رأسها بخجل وهي بتقول:

أنا هروح أشوف خالتي أم سعيد بتعمل إيه.


هاني باستغراب: هو إنتي خفتي؟


دهب بابتسامة: أيوه الحمد لله.


هاني بفرحة: بجد! حمد لله على السلامة يا دود.


مهند بقرف: دود؟


ويبص على هاني: هي مين دود دي يا هاني؟


سماح بمسكنة: الله يرحمك يا بني.


هاني يبص على الكل بخوف.


الحاج محمد: أنا هاروح أغسل.


سماح: وأنا هاروح أشوف هعمل إيه.


دهب تبص على هاني ومهند بخوف: استني يا خالتي سماح، جاية معاكي.


هاني: طيب والله ناس ما يعتمد عليهم.


ويبص على مهند اللي بيبص له بغضب، يبلع ريقه بخوف ويقول:

والله يا مهند طلعت غصب، إنت عارف أخوك أهبل ومش بيعرف هو بيقول إيه، سماح بقى قلبك أبيض.


مهند يمسك هاني من هدومه: إنت عارف لو تقولها تاني أنا هعمل فيك إيه؟


هاني: حرام عليك يا سطا، ده أنا غلبان.


مهند بصوت عالي: هاني!!


هاني بخوف مصطنع: هي مين دهب دي؟ هو أنا أعرف حد بالاسم ده أصلًا؟


مهند: أيوه كده، شاطر.


دهب طلعت من المطبخ وهي شايلة طبق السلطة وبتقول:

يلا يا جماعة الأكل جاهز.


مهند لسه ماسك هاني من هدومه.. هاني يبص لدهب ويرجع يبص لمهند بحزن مصطنع وهو بيقول بتوسل:

 وحياتك يا مهند سبني والله هموت من الجوع.


مهند يسيب هاني وهو بيقول بمزح: إيه؟ هتاكلني؟ غور في داهية، روح كُل.


هاني وهو بيجري ناحية السفرة: حبيب أخوك والله يا مهند، أنا طول عمري بقول عليك راجل جدع.


الكل قاعد على سفرة الأكل وبدأوا يتناولوا الطعام.


الحاج محمد: بقولك إيه يا مهند.


مهند وعيونه على دهب: اتفضل يا حاج.


الحاج محمد: بما إنك كنت مش فايق اليومين اللي عدّوا دول علشان الحالة اللي كانت فيها دهب، ما حدش قالك حاجة؟


مهند بقلق: خير يا حاج، قلقتني.


سماح: ما تخافش يا مهند، خير إن شاء الله.


الحاج محمد: لا يا ابني ما تخافش، هو بس كل الحكاية إننا قررنا نخطب لهاني، ورايحين إن شاء الله النهارده نقرأ الفاتحة ونتفق على كل حاجة.


مهند يبص على هاني والضحكة على وشه:

هي مين إن شاء الله اللي أمها داعية عليها دي، وهتكون مرات هاني أخويا؟


هاني يبص لمهند بغيظ ويرفع ياقة القميص بغرور:

لا يا با، قصدك اللي أمها داعية لها مش داعية عليها، ده أنا هاني ابن الحاج محمد على سنه وربع.


سماح: دي نور بنت الحاج إبراهيم اللي بيشتغل في الوكالة، اقتصاد منكم يا مهند.


مهند باستغراب ويبص على هاني: إنت شُفتها فين دي؟ ده أنا ما أعرفش إن الحاج إبراهيم عنده بنات لحد دلوقتي.


هاني بهزار: هو أنا نايم على وِدني زيك؟


مهند بضحك: ههههه لا راجل يا أخويا، لا أنا طول عمري نايم على وِداني (يبص على دهب ويغمز لها) وربنا رزقني بجوهرة، أهو هو النوم وحش وليه؟ كنت أغضب ربنا ليه وأنا عارف إن نصيبي كده كده هيجي لي، وأهو نصيبي عسل وراضي بيه.


الكل يضحك ويبص على دهب، ودهب بخجل تبص على الأرض. وبعد وقت، كان الكل خلص أكل وبيجهزوا علشان يروحوا لعروسة هاني.


الحاج محمد: هتيجي معانا يا مهند؟


مهند يبص على دهب ويقول: لا، معلش يا حاج، روحوا إنتو، ربنا يوفقكم، وأنا هافضل هنا علشان لازم حد يفضل في البيت، وما ينفعش كلنا ندخل كده على الناس من أول زيارة.


هاني بهزار: أحسن برضو، قلت لك أنا كنت خايف يكون وشك وحش عليا.


مهند بزعل مصطنع: شايف يا حاج؟


سماح: أخصّ عليك يا هاني، ده مهند الخير والبركة، ما يجيش غير على وشه.


الحاج محمد: احترم نفسك يا هاني، وما تزعلش أخوك منك.


هاني: أنا بهزر والله يا مهند، مش قصدي أزعلك.


مهند بضحك: أنا ما زعلتش، بس كنت عاوز أسمع الكلمتين الحلوين دول.


هاني: والله راجل واطي، يعني إنت هتجيب لي أنا التهزيق والكلام علشان خاطر تسمع كلمتين حلوين؟ أخصّ عليك يا أخويا.


مهند بصوت عالي: هاني!


هاني: أنا بقول يلا يا حاج علشان اتأخرنا على الناس.


سماح: ربنا يهديك يا هاني يا بني.


الحاج محمد: الواد ده مش هيكبر ولا هيعقل، والله أنا مش عارف الراجل هيأمن على بنته معاك إزاي.


هاني بزعل: إيه يا حاج، لأ أنا راجل، وبُكرة هثبت لك إني راجل ويعتمد عليا.


الحاج محمد: يا رب يا أخويا ما موتش قبل ما أشوف اليوم ده.


هاني ومهند في صوت واحد: ألف بعد الشر عليك يا حاج.


والاتنين يحضنوا أبوهم: ربنا يديك الصحة وطول العمر يا حاج.


الحاج محمد: ربنا يبارك لي فيكم يا ولدي يا رب.


سماح: اللهم آمين يا رب العالمين يا حاج.


مهند: يلا بقى، ربنا معاكم علشان لو اتأخرتوا أكتر من كده هيكون شكلكم وحش قدام الناس.


سماح: معاك حق يا مهند.


وقبل ما تمشي تقول بصوت عالي: يا دهب، عاوزة حاجة أجيبها لك وأنا جاية يا بنتي؟


دهب في المطبخ بنفس الصوت: ربنا يخليكِ لي يا خالتي، عاوزة سلامتك بالدنيا كلها.


سماح: تسلمي يا بنتي. يلا إحنا يا حاج.


في المطبخ:


دهب: بقولك إيه يا خالتي أم سعيد؟


أم سعيد: قولي يا بنتي.


دهب: روحي إنتي ارتاحي بقى، وأنا هأخلص تنظيف المطبخ وأغسل الطبقين دول، واطلع أرتاح أنا كمان على ما الجماعة ييجوا بالسلامة.


أم سعيد: بس يا بنتي الشغل هيكون كتير عليكي.


دهب: لا ما تخافيش، ولا كتير ولا حاجة، بس اطلعي ارتاحي إنتي علشان باين عليكي تعبانة شوية.


أم سعيد بتعب: معاكي حق والله يا بنتي، أنا رجلي اليومين دول مش قادرة أقف عليها.


دهب: شُفتي؟ أنا لسه بقولك أهو، اطلعي بقى ارتاحي يا ستي، ومالكيش دعوة بحاجة، وأنا هأخلص كل حاجة.


أم سعيد: الله يرضى عليكي يا دهب يا بنتي، طيب أنا هدخل أريح جسمي شوية.


في الصالون:


مهند قاعد قدام التلفزيون، ويبص على دهب وهي في المطبخ قدامه.

ماشي يا دهب، أنا هأعرفك إزاي تكسري لي كلمة مرة تانية.


ويقوم ويروح يقف على باب المطبخ ويتكلم بغضب:


مهند: ينفع اللي إنتِ عملتيه ده يا هانم؟


دهب بخوف: بسم الله الرحمن الرحيم، إيه يا مهند؟ قول "أحم" حتى خضتني.


مهند يقرب منها ويمسكها جامد من دراعها، وهو بيقول بغضب، بس بصوت واطي علشان أم سعيد ما تسمعش حاجة:

أنا بقول، ينفع اللي حصل ده؟


دهب بوجع: آه، دراعي يا مهند! وبعدين هو إيه اللي حصل بس؟


مهند: دهب، أنا مش بحب شغل الاستعباط ده، وإنتِ عارفة أنا قصدي على إيه.


دهب: علشان يعني سلمت على عمي محمد؟ طيب، وفيها إيه؟ ده أبوك ومن مقام أب ليّ أنا كمان.


مهند بعصبية: وأنا قلت لأ؟ ما تسلميش على حد؟ تسمعي الكلام، ولا تكسري كلامي قدام أهلي؟ عاوزة تبيني إنك الملاك وأنا الشيطان؟


دهب: إيه الكلام اللي إنت بتقوله ده يا مهند؟ أنا والله ما كانش قصدي حاجة، وبعدين حسيت إن أبوك زعل، علشان كده سلمت عليه. (وتكمل بحنان وهي بتحط إيديها على وش مهند) بُص يا مهند، إنت جوزي وحبيبي ونور عيني، وأنا دايمًا عاوزاك أحسن مني ومن الكل، وعارفة إنك بتحبني، ومن حقك تغير عليّا، بس مش من أبوك.


مهند بهدوء: لا بقى، أنا بحبك وبغير عليكي من نفسي، مش من أبوي، بس الموضوع ده لو اتكرر تاني، مش هيحصل لك طيب، وعارفة لو تضحكي تاني بصوت عالي؟ إنتِ عارفة أنا هأعمل فيكي إيه.


دهب: ماشي، مش هضحك تاني خالص، حلو كده؟ يلا بقى، سبني أشوف شُغلي.


مهند يقربها منه جامد وهو بيقول: لا، إنتِ عندِك شغل مستعجل، تعالي معايا.


دهب: أبعد يا مهند، والله مش فاضية، هأخلص الأول وبعدين نشوف الشغل المستعجل ده.


مهند: هتخلصي إيه؟


دهب: هاغسل الأطباق وهأروق المطبخ.


مهند يبص على المطبخ: يا لهوي! لسه هتغسلي الأطباق دي كلها؟


دهب تضحك على منظر مهند: ما تخافش، هأخلص بسرعة وهاجي.


مهند: لأ، يلا، إيدي على إيدك يا أختي، ونخلص مع بعض ونطلع مع بعض.


دهب: من غير حلفان، اغسل إنت الأطباق وأنا أروق المطبخ.


مهند: لا، جدعة! ده أنا كنت بهزر، هاطلع على ما إنتِ تيجي بالسلامة.


دهب: وأنا برضو كنت بهزر لما قولت لك إني هأخلص بسرعة وهاجي.


يبص الاتنين على بعض ويضحكوا بصوت عالي هما الاتنين. مهند يحضن دهب جامد: بحبك أوي يا دهب.


دهب: وأنا كمان.


مهند: وإنتِ كمان إيه؟


دهب بخجل: زيك.


مهند: زي إيه؟


دهب: يووه بقى يا مهند، ما تبقاش رخم، وبعدين إحنا ورانا شغل كتير، مش فاضيين للكلام.


مهند يمسك دهب جامد من وسطها: لا، أنا عاوز أعرف، إنتِ كمان إيه؟


دهب بخجل: مهند، أوعى، لحد ييجي.


مهند: ما اللي ييجي ييجي، أنا مش بعمل حاجة غلط، مراتي وأنا حر، وإنتِ كمان إيه؟ يلا بسرعة قبل ما حد ييجي.


دهب بخجل: وأنا كمان بحبك.


مهند: وأنا بموت فيكي، بعشقك.


ويوطي عليها يقبلها بشغف وحب.


❈-❈-❈


في القرية اللي كانت فيها دهب، في بيت جدها جمال.


واحدة بصوت عالي: بقولك إيه بقى، يا سلام، يا تشوف لك شغلانة زي الناس، يا كل واحد فينا يروح لحاله، أنا زهقت من أم العيشة الفقر دي.


إسلام: وأنا أعمل لكِ إيه يعني يا شرين؟


شرين: يا لهوي على بختي الاسود! بقى أنا أسيب مهندس قد الدنيا وأتجوز واحد مش لاقي ياكل!


إسلام: أهههوو! إنتِ برضو اللي سبتي ولا هو اللي طفش؟ ومن حظي الاسود أنا اللي اتجوزتك.


شرين بغضب: قصدك إيه يا إسلام؟ هو إنت كنت تِحلم إن أنا أبص لك أصلًا؟ بس أعمل إيه، ما هو حظي أسود بقى.


إسلام: اقعدي واهدي كده، وسيبيك من الكلام الفاضي ده، أنا عرفت حاجة كده ممكن نطلع منها بقرشين حلوين.


شرين: إيه يا قلة البخت! هتسرق؟ ما هو ده اللي ناقص.


إسلام: استغفر الله العظيم! أسرق إيه يا بنت المخوّته؟


شرين: أمال هتعمل إيه يا خويا لو مش هتسرق؟


إسلام: دهب، فاكرها؟


شرين باستغراب: دهب؟ أوعى تكون عاوز ترجع وش الفقر دي تاني؟ كفاية الفقر اللي إحنا فيه.


إسلام: وش الفقر مين! ده إنتِ اللي وش فقر! تعرفي الراجل اللي اشترى أرض العنب؟


شرين: مالُه ده؟


إسلام: ده خد دهب وجوزها لابنه الكبير.


شرين بصدمة: بقى دهب المعفنة دي اتجوزت من ابن ملك أرض العنب!


إسلام: أهو، بقى المعفنة دي تشتريك وتشتري أهلك والقرية على بعضها.


شرين: طول عمري وأنا عارفة إنها سوسة وميّه من تحت تبن.


إسلام: مش مهم بقى، الهم دلوقتي إننا هنروح البيت اللي دهب عايشة فيه، وكلمتين حلوين، ونلعب بعقلها ونطلع بقرشين منها.


شرين: لا يا خويا، هو مافيش غير دهب؟ أروح أشحت منها؟


إسلام: يا أختي سيبيك من الكبرياء ده، ده إنتِ مش لاقية تاكلي، اهدي كده وفكّري على روقان.


شرين: والله غريبة الدنيا دي، بقى دهب المعفنة دي تتجوز من ابن ملك القرية، وأنا يا حظي الأسود أتجوزت خالها اللي مش لاقي ياكل! (وتكمل بحقد) طيب والله يا دهب، لخرابها عليكي، يا أنا يا إنتِ.


إسلام بخبث: قولتي إيه؟


شرين: طيب، موفقة، بس هنروح إمتى؟


إسلام: أيوه كده، إنتِ كده حبيبتي، من بكرة إن شاء الله، ده أنا بقالي أسبوع بخطط للحكاية دي.


شرين تفكر بشر: أنا كمان لازم أخطط إزاي أخرّبها عليكي يا دهب، اصبري بس عليّا، لازم آخد منك جوزك، ما إنتِ ما تستاهليش النعمة.


وتبص على إسلام بقرف: ولازم أخلّص من المصيبة دي.


***

في يوم جديد في شقة مهند ودهب.


دهب أول ما تفتح عيونها تلاقي مهند قاعد وبيبصلها وهو بيبتسم، تبتسم له هي كمان وهي بتقول:


مهند، أنت صاحي بدري كده ليه؟


مهند يقبلها بشغف وحب ويبتعد عنها، ويداعب شعرها وهو يتأمل ملامحها بابتسامة جميلة.


مهند: وحشتيني.


دهب بخجل: وحشتك إيه، هو أنا قمت من جنبك أصلًا؟


مهند بحب: بتوحشيني وإنتِ في حضني يا جوهرتي.


دهب: طيب قوم علشان تلحق تفطر قبل ما تنزل شغلك.


مهند: إيه، زهقتي مني ولا إيه؟


دهب: أخص عليك يا مهند، ده أنت بذاتك مستحيل أزهق منك لو فضلت جنبي العمر كله.


مهند يقرب منها جامد ويبدأ يقبلها بشغف وحب وهو بيقول:  أنا بحبك، بحبك أوي يا دهب.


❈-❈-❈


في الدور الأرضي.


في المطبخ، سماح تدخل المطبخ وهي بتقول:

صباح الخير يا أم سعيد.


أم سعيد: صباح الورد والياسمين على عيونك يا ست الكل.


سماح: هي دهب لسه ما نزلتش؟


أم سعيد: لا والله يا ست سماح، لسه ما نزلتش.


سماح: طيب أنا عاوزاكي بقى يا أم سعيد تشدي حيلك كده معايا علشان إن شاء الله شبكة وكتب الكتاب بتاع هاني أتحدد الجمعة الجاية إن شاء الله.


أم سعيد بفرحة: يا ألف نهار أبيض! ألف مبروك يا ست سماح، بس الجمعة الجاية دي بعد بكرة، هنلحق نخلص كل حاجة ونجيب الحاجات اللي ناقصة؟


سماح: لا ما تخافيش، الحاج ومهند هيجيبوا ناس يعملوا كل حاجة، بس إنتِ شدّي حيلك معايا علشان ننزل السوق ونجيب شوية طلبات هنحتاجها.


أم سعيد: أنا معاكي يا ست سماح من يدك دي ليدك دي، شوفي إنتِ عاوزة تعملي إيه وأنا تحت أمرك.


سماح: الله يديك الصحة يا أم سعيد، يلا بقى نجهز الفطار علشان الحاج صاحي.


الحاج محمد طالع من الأوضة بتاعته وراح يقعد في الصالون.


الحاج محمد: صباح الخير يا أم سعيد.


أم سعيد: يا صباح الهناء يا حاج.


الحاج محمد: الله يهنيكي يا ست يا طيبة.


الحاج محمد: عملتِ إيه يا سماح في الحاجات اللي ناقصة؟ هتجيبيها ولا أنزل أجيبها أنا ومهند؟


سماح: والله يا حاج لسه، اهو بقول لأم سعيد هننزل نجيبهم النهارده إن شاء الله، ما تتعبش نفسك إنت ومهند، زمانه مش فاضي هو كمان.


الحاج محمد: هو مهند لسه ما نزلش؟


مهند نازل من على السلم هو ودهب: أنا أهو يا حاج، صباح العسل.


ويروح يحب على يد أبوه.


دهب بابتسامة: صباح الخير يا عمي محمد.


الحاج محمد: الله يرضى عليك يا ابني. (ويبص على دهب) يا صباح الهناء يا ست الكل.


دهب: الله يهنيك يا راجل يا طيب، أنا هدخل أشوف خالتي سماح وأم سعيد بيعملوا إيه بعد إذنكم.


مهند: عملتوا إيه يا حاج امبارح؟


الحاج محمد: الحمد لله يا ابني، الناس مرحبين وإحنا مرحبين، واتفقنا على كل حاجة، إن شاء الله الشبكة وكتب الكتاب هيكون الجمعة الجاية.


مهند: مش بدري يا حاج؟ هنلحق نخلص كل حاجة؟


الحاج محمد: ما بدري إلا من عمرك يا ابني، إن شاء الله هنخلص كل حاجة.


مهند: ما بقول لك إيه يا حاج، إيه رأيك نحجز قاعة أحسن وخلاص، وهم هيجهزوا كل حاجة علشان نختصر وقت، بس يا حاج مش هنلحق نرتب كل حاجة من يوم وليلة.


الحاج محمد: إيه رأيك يا سماح؟ مهند بيقول نحجز في قاعة وخلاص.


سماح: والله يا حاج مش بطالة، بس اللي تشوفه صح اعمله.


الحاج محمد: خلاص أنا هكلم الحاج إبراهيم وأقول له إن إحنا اتفقنا نحجز في قاعة وخلاص.


مهند: تمام، وأنا إن شاء الله هاروح أشوف قاعة كويسة وأحجز فيها.


دهب بتحط الأطباق على السفرة، وسماح طالعة وراها من المطبخ: يلا يا جماعة، الفطار جاهز.


مهند: هو هاني لسه ما صحاش لحد دلوقت؟


سماح: لا والله يا ابني، أنا لسه هاطلع أشوفه، لو كان لسه نايم هاصحيه.


هاني نازل من على السلم: مافيش داعي يا ست الكل تتعبي نفسك، أنا نزلت أهو، صباح الخير يا جماعة.


ويروح يحب على إيد أمه وإيد أبوه، ويقعد على السفرة علشان يفطر.


صباح الخير يا دهب. (ويبص على مهند بزعل مصطنع) أنا مخاصمك، مش هاصبح عليك.


دهب بضحك: صباح النور يا هاني.


مهند بلا مبالاة: ليه بقى يا أخويا مخاصمني ومش هتصبح عليا؟ (ويكمل بهزار) بس تصدق، أحسن، ده إنت اليوم اللي بتصبح فيه عليا اليوم ما بيكونش حلو خالص.


دهب: ليه كده يا مهند، ده هاني عسل.


هاني: والله إنتِ اللي عسل يا بنت يا دهب.


ويبص على مهند بقرف: شايف الناس اللي عندها نظر، مش زي ناس.


مهند يبص على دهب بغضب: نعم يا ختي، هو مين ده اللي عسل؟


يتبع...


في رايكم هيحصل اي في دهب لو ظهرت شرين وأسلام في حياتها... تابعوني  علشان تعرفوا



#الفصل_15 من #حكاية_بت_الريف

#الكاتبة_صباح_عبدالله_فتحي


في بيت الحاج محمد... دهب تبص لمهند بخوف وهي بتقول:

هو أنا مش قصدي حاجة يعني يا مهند، كلمة بنية صافية والله، وهاني زي أخويا، ما فيهاش حاجة.


سماح: إيه يا مهند؟ دهب مش قصدها حاجة، مش كل ما البنت تقول كلمة تقفلها كده، هوِّيها شوية، مش كده؟


مهند يبص على دهب ويرجع يبص على أمه:

مش قصدي والله يا ست الكل، بس ده طبعي، أعمل إيه؟ أنا بغير على مراتي لما تقول كلمة حلوة لحد غيري.


الحاج محمد يبص على دهب ويضحك، ويرجع يبص على مهند:

ربنا يسعدك يا ابني، بس مش للدرجة دي يعني.


هاني: لا والله راجل يا أخويا، أنا لما أجيب البنت بتاعتي هاقف لها على واحدة زيك كده.


الحاج محمد: هو إنت تعرف تجيب واحدة ربع دهب أصلًا؟


دهب: الله يخليك يا عمي محمد، إن شاء الله هيجيب واحدة أحسن مني.


سماح: الله يحفظكم يا محمد، ما تزعلش النفوس من بعضها.


مهند: لا بقى، الحاج ما قالش حاجة غلط، فعلاً دهب مافيش منها اتنين.


(ويغمز لدهب)دهب وشها قلب ألوان من كتر الكسوف، علشان مهند بيعاكسها قدام أهله.


دهب بخجل: أنا هاقوم أشوف خالتي أم سعيد بتعمل إيه.


سماح بضحك: اقعدي يا دهب كملي فطارك، وانت يا مهند ما تكسفش البنت، خليها تعرف تفطر.


مهند: الله! هو أنا بقول حاجة غلط؟


هاني بمشاكسه: لا يا أخويا، مش بتقول حاجة غلط، بس خلي عندك دم، واعمل حساب إن إحنا قاعدين.


وفجأة الباب يخبط.


سماح: شوفي مين على الباب يا أم سعيد.


أم سعيد: حاضر يا ست سماح.


سماح: والله يا هاني ما لمِّيت نفسك وبعدت عن أخوك على الصبح، انت عارف أنا هاعمل فيك إيه؟ مرات أخوك بتتكسف، اسكت!


الكل يبص على دهب اللي قاعدة وعينيها على الأرض ومش قادرة تقول كلمة واحدة من كتر الكسوف.


هاني بضحكه: يا لهوي! هي قلبت طماطمية ليه كده؟


مهند: اتلم يا هاني، ومالكش دعوة بالقمر بتاعي.


دهب تبص على مهند، مهند يغمز لها.


دهب: يا لهوي! أنا هاموت من كتر الكسوف.


أم سعيد: يا ست سماح، في اتنين واقفين بره وبيقولوا إنهم يعرفوا الست دهب.


دهب تبص على أم سعيد باستغراب: بيقولوا يعرفوني؟ أنا؟ مين دول؟


مهند بنفس الاستغراب: مين دول يا أم سعيد؟


أم سعيد: والله يا ابني ما أعرفهم، أنا أول مرة أشوفهم، هو راجل وواحدة ست.


الحاج محمد: طيب دخليهم يا أم سعيد.


أم سعيد: حاضر يا حاج.


وبعد شوية ترجع ومعها إسلام وشرين.


مهند (بصدمة): أنتم بتعملوا إيه هنا؟


سماح (باستغراب): من دول يا ابني؟ أنت تعرفهم يا مهند؟


دهب (بدموع وخوف وصدمة في نفس الوقت): خالي إسلام!


سماح وهاني (باستغراب): ده بيكون خالك؟!


مهند يقوم من مكانه وبصوت عالي:

إنت جاي تعمل إيه هنا يا جدع إنت؟ امشي، اطلع بره!


دهب من الصدمة والخوف من خالها إسلام قعدت في مكاني، ما قدرتش أقول كلمة، وافتكرت يوم ما سِتِّي ماتت وطلعني من البيت، افتكرت ضربه فيا وكلامه اللي كان بيحرق جسمي، افتكرت كل حاجة كنت أنا قربت أنساها... ومين اللي معاه دي؟ شرين! أكتر واحدة بتكرهني في العالم كله! هم جايين عاوزين إيه مني؟ أنا سبت لهم الدنيا على بعضها علشان يرتاحوا، جايين ورايا ليه؟ عاوزين يعملوا فيا إيه أكتر من اللي كانوا بيعملوه؟


الحاج محمد: عيب كده يا مهند، دول مهما كان ضيوف ودخلوا بيتنا.


إسلام (يبص لمهند بخوف): باين كده الحكاية مش سهلة زي ما أنا كنت مخطط لها.


إسلام (بتردد): أنا جاي وعاوز دهب.


ويروح عند دهب اللي جسمها بيرتعش من كتر الخوف، ويحاول يحضنها وبخبث:

سامحيني يا دهب يا حبيبتي، سامحيني يا نور عيني، سامحيني يا حبيبة قلب خالك. أنا عارف إني غلطت في حقك كتير يا بنتي، عارف إني أذيتك كمان وضربتك كتير، بس والله كان غصب عني.

كلام أهل القرية كان بيحرق دمي، ولما طلعتك من البيت ماكنتش في وعيي ساعتها. كان حزني على أمي عاميني، وماكنتش عارف أنا بعمل إيه. فكرت إنك مش هتسيبي البيت وهتمشي، لأني كنت عارف إن وقت غضبي ما بكونش عارف أنا بعمل إيه.

بس لما رجعت من المدفن وما لقيتكيش، قلّبت الدنيا عليكي يا دهب، بس ما قدرتش أعرف انتي فين، غير امبارح لما عرفت إنك هنا من واحد ابن حلال، جبت نفسي وجيت على هنا. (وبدموع تماسيح) أنا كل اللي عاوزه منك إنك تسامحي خالك اللي بين الحياة والموت، علشان لما أموت أموت مرتاح، وضميري كمان يكون مرتاح.


دهب (ببراءة ودموع): قصدك إيه يا خالي بأنك تموت مرتاح؟


إسلام (يبتسم بخبث): طول عمرك هبلة!(ويكمل بدموع تماسيح) خالك يا دهب عنده سرطان، ولو ما تعالجتش منه هموت. أنا مش عاوز أتعالج يا دهب، أنا عارف إني أستاهل أكتر من كده، ربنا بيعاقبني على اللي كنت بعمله فيكي، بس أنا جيت هنا علشان أطلب منك السماح مش أكتر، يا قلب خالك.


ويفضل يعيط بدموع مزيفة.


الحاج محمد (يتأثر): لا إله إلا الله، معلش يا ابني، قول الحمد لله، ولا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.


الكل واقف وصعبان عليه عياط إسلام، إلا شرين اللي واقفة وعينيها على إسلام.


شرين (تتمتم بحقد): الله يخرب بيتك، طلعت ميه من تحت تبن، مالكش أمان... (وعيون الطمع تلف في البيت كله) يا لهوي! إيه العِز والرفاهية دي كلها؟! ده البيت لوحده يعمل ملايين!


وتبص على دهب بحقد وغل:

معقولة دي هي دهب المعفنة اللي ما كانتش لاقية تاكل؟ يا لهوي على الدهب اللي لابساه، ولا الفستان!

يا بنت المحظوظة يا دهب، بس على مين؟ أنا لازم آخد منك كل العز ده، استني عليا بس، لازم أنا اللي أكون لابسة الدهب والفستان الحلو ده مش إنتِ يا معفنة!


دهب (بصدمة ودموع): انت بتقول إيه يا خالي؟ ومين اللي عنده سرطان؟


شرين (بخبث تمثل البكاء): أهي أهي أهي يا دهب حبيبتي، أنا كمان غلطت في حقك كتير.


وتقعد عند رجل دهب وتمسكها بتوسل:

أهي أهي أهي، سامحيني، سامحي أختك يا دهب، أنا ربنا بيعاقبني أنا كمان. انا قاعدة وشايفة الراجل اللي أنا حبيته من كل قلبي بيموت قدام عيني ومش قادرة أعمل له أي حاجة.


دهب (بدموع وبراءة تمسك شرين وتساعدها تقوم): ما تخافيش يا شرين، إن شاء الله خالي مش هيحصله حاجة، هيتعالج وهيرجع أحسن من الأول.


شرين تحضن دهب وتلمس الفستان اللي لابساه بطمع. دهب لابسة فستان حرير نبيتي بيلمع، وكانت لابسة دهبها اللي مهند جايبهولها.


شرين (بابتسامة كاذبة): يا حبيبتي يا دهب، هتساعديني يا دهب نعالج خالك؟


مهند (واقف ومش مقتنع): أنا متأكد إن الاتنين دول جايين ووراهم لعبة كبيرة.


إسلام (بخبث): لا يا شرين، إحنا جايين علشان نطمن على دهب ونطلب منها السماح، مش علشان عاوزين منها حاجة.


سماح: استغفر الله العظيم، لا إله إلا الله. معليش يا ابني، إن شاء الله هتخف وهتكون كويس، بس قول يا رب، ربنا سبحانه وتعالى كبير ومش بيسيب حد محتاجه.


إسلام (بدموع مزيفة): يا رب، أنا بحمدك على كل حاجة، وعارف إنك بتعاقبني على كل حاجة عملتها في دهب، وهي مالهاش ذنب في حاجة، بس كل اللي عاوزه يا رب إنها تسامحني، وبعدين أموت.


دهب (بدموع تجري على إسلام وتحضنه جامد): ما تخافش يا خالي، إن شاء الله هتكون كويس، ومش هتموت. أنا مسامحاك على كل حاجة.


إسلام يحضن دهب ويبتسم بخبث:

عارف إنك قلبك أبيض يا قلب خالك، ارجعي معايا يا دهب، عاوز أعوضك عن كل حاجة، عاوز أريح ضميري من ناحيتك.


مهند (بصوت عالي): هي مين دي اللي إنت عاوزها ترجع معاك؟ دهب مراتي دلوقتي. (يكمل كلامه بنبرة تشير للشك) وبعدين كلامكم ده مش داخل دماغي.


إسلام يبص لدهب بخبث، وتنهمر دموع التماسيح على خده:

اهدي يا بيه، أنا مش قصدي حاجة، كل الحكاية إن أنا حابب أعوض دهب عن كل حاجة أنا عملتها فيها علشان ضميري يرتاح، ولو موت أكون كفّرت عن ذنوبي شوية.


يحط إيده على رأس دهب وهو بيقول بحزن مصطنع:

معليش يا دهب يا حبيبتي لو كنت عملت لك مشكلة لما جيت لك، سامحيني يا حبيبتي.


ويبص لشرين:

يلا يا شرين، خلينا نمشي من هنا بدل ما نعمل مشاكل لدهب، المهم إننا اطمنا عليها.


شرين (من غير وعي): لا، مش عايزة أمشي وأسيب العِز ده كله!


مهند (باستغراب): إنتي بتقولي إيه؟


إسلام: الله يخرب بيتك يا غبية، هتنيلي الدنيا!


شرين (بتوتر): ها؟ لا، ولا حاجة، بس كنت بقول يعني هنمشي إزاي ونسيب دهب لوحدها؟


مهند: لا يا أختي، دهب مش لوحدها، إحنا كلنا معاها، بس إنتوا يلا مع السلامة علشان ما تتأخروش.


دهب (بزعل): مهند! إنت بتقول إيه؟ بتطرد أهلي من البيت؟


سماح: استغفر الله العظيم وأتوب إليه، اهدي يا دهب وما تزعليش، وإنت يا مهند عيب، دول ضيوف قبل ما يكونوا أهل مراتك.


مهند: معلش يا دهب، مش قصدي أزعلك، بس أنا مش مرتاح لكلامهم.


إسلام: معليش يا بيه، بس أنا ربي هو الوحيد اللي يعلم إيه اللي في قلبي. يلا يا شرين كفاية مشاكل، كل اللي كنت عاوزه إني أطلب السماح من دهب، وهي قلبها أبيض وسامحتني.


شرين (بحقد): يا لهوي! أنا مش عايزة أمشي من هنا، معقولة حد يسيب العز ده كله ويمشي؟


تبص لإسلام بحنق وهي بتقول بخبث ودموع تماسيح:

يلا يا خويا، إحنا كنا جايين نطلب السماح من دهب، ونتمنى إن دهب تسامحنا. يلا علشان ما نتأخرش على ميعاد الدكتور، بس إحنا هنروح إزاي عند الدكتور؟ دي تالت مرة نروح من غير فلوس، وحتى منعيني عنك العلاج، وبقالك تلات أسابيع ما أخدتش الجرعة بتاعتك، أنا خايفة أوي يا إسلام يحصل لك حاجة لا قدر الله بسبب تأخير العلاج.


إسلام يروح عند شرين ويحاول يحضنها ويقول بخبث:

ما تخافيش يا حبيبتي، إن شاء الله ربنا هيعدلها من عنده، أنا متأكد ربنا ما بينساش حد. يلا يا حبيبتي.


دهب (بدموع): هتروح فين يا خالي؟


إسلام: ما تخافيش يا قلب خالك، ربنا ما بينساش حد.


دهب (بدموع): طيب اقعد هنا لحد ما تتعالج، والناس دي طيبين، مش هيقولوا حاجة.


مهند (بصوت عالي): هيقعد فين يا دهب؟ هو الفندق أي حد يقعد فيه؟!


الحاج محمد: إيه الكلام ده يا مهند؟ عيب كلامك ده!

ده خال مراتك، مش حد غريب. (ويبص على إسلام)

اقعد يا بني، البيت بيتك، وأنا إن شاء الله هاشوف لك دكتور كويس يعالجك.


دهب (بدموع): كتر خيرك يا راجل يا طيب.

(وتبص لمهند بزعل) لا يا بيه، مش فندق أي حد يقعد فيه. يلا يا خالي، أنا جاية معاك، وإن شاء الله هتتعالج وهترجع أحسن من الأول.


مهند (بصوت عالي): إنتي بتقولي إيه؟ هتروحي مع مين؟ نسيتي إنك مراتي دلوقتي؟


دهب: لا، ما نسيتش يا بيه، بس ده مش فندق لأي حد يقعد فيه، وباين إني مش من مقام حضرتك.


سماح: اهدي يا دهب يا حبيبتي، مهند مش قصده حاجة.


مهند (بحزن): انتي بتقولي إيه يا دهب؟ ده انتي ست البيت، وإيه إنك "مش من مقام حضرتك" دي؟

هو إحنا بينا الكلام ده يا دهب؟


دهب (بدموع): لو كنت كده فعلًا، ما كنتش قلت اللي قلتُه ده يا بيه. يلا يا خالي.


إسلام: بس يا حبيبة خالك، ده بيتك دلوقتي، عيشي وانسي. أنا والله ما كانش قصدي أعملك مشاكل مع أهل بيتك وجوزك، أنا اللي غلطان لأني جيت من غير ما أفكر، لما عرفت مكانك من الفرحة ما تخيلتش إني ممكن أعملك مشاكل مع جوزك.


دهب: لأ، انت ما عملتش أي مشاكل.


(ومسكت إيد خالي ومسحت دموعي، وقررت إني أطلع من البيت، بس قلبي ما قررش يطلع معايا).

مهند يجري ويمسك دهب قبل ما تطلع من البيت:

انتي رايحة فين؟ مش أنا اللي مراتي تسيب البيت وتطلع منه! خلاص، ما تزعليش. عايزة خالك يقعد معاكي في البيت؟ أهلًا وسهلًا بيه يا ستي.

بس خلاص، مش قصدي أجرحك أو أزعلك والله.


دهب (بدموع): بس انت زعلتني يا مهند.


مهند ياخدها في حضنه:

معليش يا قلب مهند، هو ده طبعي، أعمل إيه؟

مش بعرف أصدق حاجة أنا مش مقتنع بيها.

خلاص، خالك ومراته هيقعدوا معانا، بس أهم حاجة انتي ما تزعليش نفسك يا قلبي، ماشي؟


(إسلام وشرين يبصوا على بعض بخبث).


شرين تبص على البيت بطمع:

يا لهوي! أنا مش مصدقة، أنا هاعيش في القصر ده!

تعالي شوفي يا أمي بنتك هتعيش فين!


إسلام (بخبث): لا يا بيه، لو وجودي هيعمل زعل بينك وبين دهب، أنا هاخد شرين مراتي وهامشي.


شرين (بغضب): هو بيقول إيه الحمار ده؟


إسلام (بخنقة): يلا يا شرين.


مهند: لا، استني، أنا آسف، مش قصدي أزعلك.

البيت بيتك، تقدر تقعد إنت والمدام في البيت زي ما أنتم عايزين.


الحاج محمد: مهند معاه حق يا ابني، البيت بيتكم.

يلا إحنا يا هاني علشان ما نتأخرش، وإنت يا مهند روح واحجز في قاعة كويسة.


مهند: حاضر يا حاج.


الحاج محمد يروح عند دهب:

معليش يا بنتي، ما تزعليش من مهند، هو كده، ما عندوش خبث ولا بيعرف يقول حاجة هو مش عايزها.


دهب تبص على مهند بحزن:

ما تخافش يا عمي محمد، أنا مش زعلانة.


الحاج محمد: يلا يا هاني.


هاني: يلا يا حاج.


الحاج محمد: عايزة حاجة أجبها لك يا سماح وأنا راجع؟


سماح: عايزة سلامك يا حاج.


الحاج محمد يبص على دهب:

عايزة حاجة أجبها لك يا دهب وأنا راجع؟


دهب: عايزة سلامتك يا راجل يا طيب.


الحاج محمد: تسلمي يا بنتي، يلا سلام عليكم.


الكل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


مهند يبص على دهب:

عايزة حاجة؟ أنا خارج.


دهب: لا، عايزاك تسلم من كل شر.


مهند: تسلمي. (ويبص على أمه) عايزة حاجة يا ست الكل؟


سماح: سلامتك يا قلب أمك.


مهند يبص على إسلام وشرين، وهو مش مرتاح لوجودهم، بس يقبلهم علشان دهب زعلت.


مهند: خدي بالك من نفسك يا دهب. سلام عليكم.


الكل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


دهب (بفرحة): تعالى يا خالي نطلع الشقة بتاعتي ترتاح شوية، باين عليك تعبان.


شرين (مندهشة): هو انتي عندك شقة لوحدك يا دهب؟


دهب بابتسامة: أيوه، عندي شقتي أنا ومهند. تعالوا يلا.


سماح: استني يا دهب، خالك ومراته مش هيقعدوا معاكي.


يتبع


يا ترى بعد وجود شرين وإسلام في البيت هيحصل اي؟



تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا






تعليقات

close