رواية عشقت خيانتها الفصل الرابع والخامس بقلم رشا روميه قوت القلوب حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية عشقت خيانتها الفصل الرابع والخامس بقلم رشا روميه قوت القلوب حصريه في مدونة قصر الروايات
#الفصل_الرابع
#اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا
#عشقت_خيانتها
( الفصل الرابع)🔸 مراقبه 🔸
بينما جلس "عمر" و"وائل" فى الكافيتريا .....
كان "عمر" يراقب "نسمه" بكل تفاصيلها وحركاتها ، بدأ يلاحظ طريقه حديثها الهادئه المبتسمه دائماً مع صديقاتها ، لاحظ سحر ضحكتها الصافيه ولاحظ عيونها ذات اللون المميز فهى بالفعل تشبه عيون القطط ، لكن كل هذا لا يؤثر فيه بالمرة فهى خادعه كاذبه ، لن تؤثر عليه بجمالها وإصطناعها البراءه ....
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
الفتيات ...
نظرت "سحر" تجاه منضده ما بإهتمام شديد حين بدأت تسأل بإستراب بالغ جعلت جميعهن يلتفتن إلى تلك المنضده ومن يجلس حولها ...
_ مين ده إللى من ساعه ما قعدنا مشالش عينه من على "نسمه" ده ... ؟؟
أجابت "دنيا" بعدم معرفه ..
_ مش عارفه ... حاسه أنى أول مرة أشوفه ...
لتعقب "أحلام" بلا إهتمام ...
_ تلاقيه وجه جديد محول عندنا .. أنا عمرى ما شفته فى الدفعه خالص ....
رفعت "نسمه" بصرها نحوه بنظره خاطفه وعادت تنظر إلى صديقاتها مرة أخرى تنهرهم عن تصرفاتهم الطفوليه تلك ...
_ وبعدين منك لها .. من إمتى بتلفت نظرنا الحاجات دى ..؟؟؟
لتتابع "دنيا" بإبتسامه شقيه وهى تضرب كتفها بكتف "سحر" مازحه ...
_بس الشهاده لله ..الجامعه بقى يجى فيها حاجات حلوة أهى .. غير الغفر إللى عندنا ...
_اه يا أختى ومين سمعك ... بس ده حياكل "نسمه" بعنيه ...!!!
أزاحت "نسمه" وجهها عنهن بضيق مردفه ..
_ وبعدين بقى ... ما أنتوا عارفين مبحبش الكلام ده ...
زمت "أحلام" شفتيها وهى ترمق صديقتيها بعتاب بالغ مؤشرة لهما بالتوقف عن المزاح بتلك الصورة ..
_ بس بقى متضايقوهاش ... يعنى أنتوا شفتوه جه ناحيتها ولا كلمها .. ما يمكن بيبص على أى حاجه تانيه ...!!!!
_ إيه يمكن برضه يا بت يا "سحر" ..!! يكونش بيبص عليا أنا ؟!!!!! ..... يا ريييت .. حد طايل قمر زى دى يبص له .. ولا يتكلم معاه ... عارفه يا "نسمه" لو جه وإتكلم معاكى زى إللى قبله .. أوعى تسيبيه من إيدك ...حد يرفص النعمه برضه ....
وقفت "نسمه" بتملل من إستمرار صديقتيها بهذا المزاح ثقيل الظل لتحمل حقيبتها الصغيرة وكتبها بيدها ناهضه من مقعدها بضيق ...
_ لااا .. دى كبرت منكم أوى .. أنا ماشيه ...
أمسكت "أحلام" بمرفق "نسمه" حتى لا تضايق من "سحر" و"دنيا" ..
_ رايحه فين بس !!! ... أنتى زعلتى من البنت الهبله دى .. ما أنتى عارفه بتهزر معاكى ...
_ لا عادى .. أنا بس إتأخرت ولازم أمشى .. أشوفكم بكرة .. يلا سلام ...
تركتهم "نسمه" لتذهب إلى عملها بالمكتبه فقد حان موعد عملها هناك ولا تريد أن تتأخر ووجدتها حُجه مناسبه لتركهم والذهاب بسرعه ...
فور تحرك "نسمه" إستأذن "عمر" من "وائل" ليكمل مراقبته لـ"نسمه" ويسير خلفها لمعرفه بقيه المعلومات عنها ....
لاحظت "دنيا" خروج "عمر" مباشرة خلف "نسمه" لتأشر لصديقتها بعينيها نحو "عمر" قائله برومانسيه ..
_ شفتوا ... أهو أول ما "نسمه" قامت قام وراها ... عشان تصدقونى ...
ضيقت "أحلام" بين حاجبيها بإندهاش للحاق "عمر" حقاً بـ"نسمه" لتهمس بخفوت شديد ..
_هو فيه إيه ... ؟؟؟ ماله ده .... ؟؟
بينما أمالت "سحر" على صديقتها "دنيا" تطلب منها أحد المرطبات التى تحملها دوماً بحقيبه يدها ....
_ معكيش هاند كريم يا "دنيا" ... ؟؟؟
_ ده سؤال ده ... معايا طبعاً ...
أخرجت "دنيا" المرطب لـ"سحر" وسط شرود "أحلام" بعيداً عنهم تماماً ...
_____________________________________
نسمه ...
قطعت الطريق بانتباه شديد لتلك السيارات المزدحمه امام الجامعه لتتخذ أحد الشوارع الجانبيه طريقاً معتاداً بعودتها يومياً ...
وصلت بعد وقت قليل إلى مكتبه عم "متولى" لتدلف إلى الداخل على مرأى من "عمر" الذى إنتظر بناصيه الطريق لبعض الوقت ...
ألقت "نسمه" التحيه على عم "متولى" بود شديد والذى بادلها تلك التحيه مطمئناً على أحوالها أولاً قبل أن يترك لها المكتبه ويتوجه إلى منزله ليرتاح قليلاً ويتناول غذاؤه ودوائه .....
ظل "عمر" منتظراً خروج "نسمه" من المكتبه معتقداً بالبداية أنها ذهبت لشراء شئ ما منها ، لكن عندما طال الوقت قرر أن يدلف إلى المكتبه ليرى ما الذى أخرها كل هذا الوقت ، أو ربما تكون قد خرجت بدون أن ينتبه لها ....
دلف "عمر" المكتبه ليجدها خاليه إلا منها هى فقط ، كانت تجلس خلف مكتب واضعه كتبها تقرأ بهم عند دخوله فإضطر للحديث بأى شئ دون ترتيب حتى لا تشك بأمره ....
_ السلام عليكم ...
_ وعليكم السلام ...
_ ااااا ... لو سمحتى عايز قلم ...
_ حاضر .. شوف حضرتك الأقلام دى .. إختار إللى حضرتك تحبه ...
قدمت "نسمه" علبه بها العديد من الأنواع المختلفة من الأقلام ليبدأ "عمر" بإختيار أقربهم ليده دون تفكير ، أخرج محفظته ليسحب منها إحدى الاوراق النقديه للدفع مقابل ذلك القلم قبل أن يترك المكتبه منصرفاً نحو شقته ...
إتخذ طريق عودته متفكراً بحيره شديده ...
_ معقول .... !!! يعنى هى بتشتغل هنا .... ؟؟؟ معقول ده ...؟؟ ازاى يعنى ... ؟؟
سؤال لم يغب عن ذهنه بقيه اليوم بصورة ملحه فتلك الفتاه ليست واضحه بعد بالنسبه إليه ...
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
نسمه ...
بعد إنصراف "عمر" أخذت تسأل نفسها بحيره شديده ...
_ هو صح .... ؟؟؟ أيوه هو ده إللى كان قاعد فى الكافيتريا فى الكليه ...يا ترى إيه إللى جابه هنا ... صدفه !!!!! ... أكيد صدفه .. أمال إيه يعنى ؟!! .... مصيبه ليروح يحكى لحد أنه شافنى بشتغل هنا ...!!!
بس و إيه يعنى .. هو أنا بعمل حاجه غلط ... أنا بشتغل عادى ...!!!
هو أنا بفكر كتير ليه .. ما يمكن جاى صدفه ولا يعرفنى ولا حاجه ... حكبر الموضوع ليه يعنى ... خلينى فى إللى أنا فيه ... بس صدقتى يا بنت يا "دنيا" .. شكله حلو بجد ...يووووه ... إيه إللى أنا بفكر فيه ده بس ...!!!!
_____________________________________
فى المساء .....
حل المساء وحان موعد إغلاق المكتبه كحال كل يوم ، لملمت "نسمه" أدواتها وأغلقت المكتبه متوجهه نحو البيت كالعاده ....
بالطبع كانت تتوقع رؤيتها المسائيه لأخيها وزوجته لتدلف إلى الداخل ملقيه السلام أولاً ...
_ السلام عليكم ...
تطلعت بها "حنان" بإحتقار شديد بينما تعامل معها "حسن" بلا مبالاة كمن لا وجود لها من الأساس ...
بعدما رمقتها "حنان" بتلك النظرة المشمئزه أردفت ..
_ أهلاً .... يلا إدخلى غيرى هدومك وحضرى أكلك فى المطبخ وشطبى المطبخ قبل ما تنامى فاهمه .. على الله ألآقى حاجه باقيه ... أهو تساعدى بأى حاجه بدل ما أنتى طول اليوم بره وسيبانى أخدم فى البيت ده لوحدى ....
أجابتها "نسمه" بإنصياع تام ...
_حاضر ...
كادت أن تتحرك حين أوقفها صوت أخيها "حسن" دون رفع بصره تجاهها ...
_ إستنى هنا ... متنسيش تلمعى لى الجزمه السوداء عايزها بكرة ضرورى ....
_ حاضر ... أى حاجه تانيه ...
اجابتها "حنان" وهى تطالع التلفاز ..
_ لا تانيه ولا تالته ....
دلفت إلى غرفتها بإرهاق شديد لتبدل ملابسها بآليه متمنيه بداخلها لو أنها تستطيع العيش بحريه بعيداً عن هذا السجن الذى تعيش به ، هى بالفعل لا تمانع بمساعدتهم لكنها تتمنى أن يكون هذا بدافع الحب والأخوة بينهم ، تريد لو تشعر بمدى حنانهم ورعايتهم لها فهم أهلها وكل ما لها بالدنيا لا تعرف سواهم من قريب أو بعيد ، لم يكن لديها يوماً أقارب يودونها وتودهم إطلاقاً ، لا تعرف بدنياها سوى حسن وزوجته لهذا عليها تقبل حياتها معهم على اى شاكله ....
أنهت تناول طعامها ثم قامت بغسل الأطباق والأواني جيداً ، نظفت حذاء أخيها ولمعته وتوجهت فوراً لفراشها تستجدى بعض الراحه وتنال قسطاً من النوم بعد عناء اليوم الشاق ....
_____________________________________
فى الصباح...
كأى صباح إعتادت عليه بدأ روتينها اليومى وتحضير الإفطار لتسرع بعد ذلك بإرتداء ملابسها فى عجاله حتى لا تتأخر مرة أخرى على محاضراتها ، وها هى جهزت أخيراً لتذهب إلى الجامعه ..
غرفه حسن وحنان ....
أخذ "حسن" بإرتداء سترته الرماديه محاولاً أن يظهر بمظهر لائق اليوم فلديه إجتماع هام ظل يستعد له طيله الشهر الماضى كله ، تطلع نحو المرآه برضى عن مظهره الممتلئ حين بدأت حنان حديثها المتكرر بضيق بالغ ....
_ "حسن" ... بقولك إيه ؟!! ... أنا خلاص معدش قادره أستحمل "نسمه" أكتر من كده !!!! .. هى خلاص مبقتش صغيره وأنا نفسى بقى أخد راحتى فى بيتى ....
إستدار لها "حسن" بقله حيله مردفاً..
_ يعنى هو كان فيه حل تانى وأنا إتأخرت !!!!! ... ما أديكى شايفه مفيش حد تقعد معاه غيرنا ....!!!!
تربعت "حنان" فوق الفراش عاقده ساقيها أسفلها وهى تضع كفيها بقله صبر فوق ساقيها مردفه بغيظ ..
_ يا سلام !!!!! ... وأنا بس إللى أستحملها ؟!!!!! ... بتعصبنى يا "حسن" مبقدرش أمسك نفسى من برودها ده ..!!!
_ يا "حنان" لو كان فيه حل تانى أنا أول واحد كنت عملته .. بس مفيش أعمل إيه ..؟
تفكرت "حنان" لوهله وهى ترفع حاجبيها بمن توصل لتلك الفكرة بإعجاب من تفكيرها القادر على حل المشكلات ...
_ طب وأم "ريم" .... ؟؟؟ أهى أخت أمها .... ونفسها و منى عينها تاخدها تعيش معاها وبقالها سنين بتتحايل عليك إنها تيجى وتاخدها ...!!!
صرخ "حسن" بزوجته بحده معقباً على تفكيرها بتلك المرأة خصوصاً لإرسال "نسمه" إليها ...
_ مين .... ؟؟؟!! .... وأنا إتجننت ... يعنى بعد ما أستحمل قرفها كل السنين إللى فاتت دى ... أسيبها كده تمشى !!!!! ... أنتى ناسيه ولا إيه إن أبويا الله يرحمه كاتب لها نص الشركه بيع وشراء للهانم قبل ما يموت !!!!! .... أنا عارف بس عمل فيا كده ليه ودبسنى التدبيسه دى ...
انتبهت "حنان" لما فعله والد زوجها قبل وفاته فقد تناست ذلك بالمرة لتهمس بتخوف ...
_ اه صحيح !!!! ... ساعتها ممكن تطالب بيه صح .....؟؟
_ وإيه إللى حيحوشها ساعتها ... ما خلاص كبرت و كلها سنه واحده وممكن تطالب بنصيبها ... خليها كده فاكرة أنها عايشه من خيرى أنا وأنى أنا إللى بصرف عليها بدل ما تطلب نص العز إللى إحنا عايشين فيه ....!!
_ طب والعمل ....؟؟!!
_ حلها عندى ... بس لسه محتاج شويه وقت بس .... يلا أنا ماشى عشان متأخرش ....
خرج "حسن" من الغرفه باحثاً عن حذاءه الذى طلب من "نسمه" تلميعه ، لكنه فوجئ به متسخ أكثر مما كان ، كما لو كانت تلك الفتاه تضايقه بأفعالها لطلبه منها تنظيفه ، إستشاط غضباً من "نسمه" ليبدأ بالصراخ بحده شديده وهو يهتف بإسم "نسمه" بصوت غاضب أفزعها على الفور وأرجف أوصالها حين سماعه ينادى بإسمها بتلك الصورة ...
_ "نسمه" !!!! ..... إنتى يا إللى إسمك "نسمه" ....!!!!
أسرعت "نسمه" بخطواتها نحو "حسن" وهى ترتجف خوفاً من غضبه بفزع شديد متسائله ...
_ خير يا "حسن" ... فيه إيه .....؟؟؟
إحتدت نظراته إليها وهو يلقى بالحذاء بقوة ليصطدم بوجهها معقباً بسخط شديد ...
_ إيه القرف ده ؟!!!!!! ....ده أنتى قاصده بقى ؟!! ... يعنى بدل ما تنضفيه تقومى تبهدليه بالشكل ده !!! .... إيه يا هانم ... مستكبرة ولا إيه ؟!!! ... مش كفايه أنى مستحملك ومستحمل قرفك ....
أحست "نسمه" بإهانه شديده من إلقاء "حسن" الحذاء بهذه الصورة المهينه عليها لتتساقط دموعها فى صمت ....
كم شعرت بالقهر منه ومن تصرفاته معها ، دوماً ما تسائلت لم لا يحبها أخيها فهى أخته الوحيده ؟!! و ليس لهم من حطام الدنيا سوى بعضهم البعض ....
نكست رأسها بضعف شديد وهى تطالع الحذاء الذى نظفته بالأمس لتجده متسخ للغايه ويبدو أن ذلك بصورة متعمده لتردف بهمس حزين وسط دموعها المنهمره ...
_ والله نضفتها يا "حسن" .... والله ... أكيد حد بهدلها كده !!!! .. بس أنا ... والله نظفتها وحطيتها هنا جنب الباب ....
_ كدابه .... !!!! يعنى مش كفايه كل إللى بتعمليه ده ... كمان كدابه ...
_ والله ما بكدب ...
تدخلت "حنان" بتحدى وهى تنظر بقوة تجاه نسمه كى تزيد من غضب حسن وتشتعل الأمور أكثر بينهما لتطفئ نيران غيرتها من تلك الفتاه ...
_ قصدك إيه يعنى ؟!! .... يعنى حيكون مين إللى بهدلها بعد ما حضرتك لمعتيها ؟!! ... أنا ولا "حسن" !!!!! ....شايف يا "حسن" ... شايف كلام أختك إللى يعصب ...؟!!!
كانت كلمات "حنان" كفيله بإخراج إنفعال "حسن" من خباياه ليهوى بكفه على وجنتها بقوة شعرت "نسمه" بدوران رأسها على الفور ...
ربما كان الألم قوياً ، لكنه ليس بقوة ذلك الألم الذى اشتعل بقلبها كما لو أن هذه الصفعه كانت بقلبها وليست فوق وجهها ، كيف تشعر بالأمان وهؤلاء هم أهلها ...
أحنت رأسها بحزن ومدت يدها لتلتقط الحذاء الملقى أرضاً بسكون وقله حيله لتعيد تنظيفه مرة أخرى وسط متابعه "حنان" بنظرات شامته منتصره لكسرة نفسها أمامها ....
_____________________________________
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
الجامعه ...
الكافيتريا .....
بنظرات متعجبه تسائل "وائل" ...
_ومشيت وراها لحد فين ... ؟؟... عرفت هى ساكنه فين ....؟؟
حرك "عمر" رأسه نافياً وهو يقلب شفتيه ..
_ لا ... تصدق ... لقيتها بتشتغل فى مكتبه بعد الجامعه ....
أمال "وائل" رأسه للامام بعدم تصديق مردفاً...
_ أنت بتقول إيه ... ؟؟؟ أكيد لا طبعاً ... وهى اللى زى دى حتشتغل ليه يعنى ...؟؟
إعتدل "عمر" بجلسته بجديه وهو يضيق عينيه محاولاً الوصول لسبب حقيقى لما رآه بأعينه ...
_ ما هو ده إللى أنا مستغرب له ...!!! واحده زى دى الدنيا بالنسبه لها لعب وإستهتار .. منين هى بالأخلاق والإستهتار ده !!! ... ومنين بتشتغل وتتحمل المسؤوليه ؟!!!!! ... مش عارف تحس أنه فيه حاجه مش مفهومه ...!!!!
_مش عارف !!!! ... بس إللى أنا عرفته عنها ده "ماجد" و"هيثم" قالولى بنفسهم مش سمعت عنها الكلام ده ....
_ مسيرى حعرف ...!!
الفتيات ....
نظرت "دنيا" بساعه يدها بتعجب ...
_ يا ترى "نسمه" اتأخرت كده ليه ...؟؟؟
لتعقب "أحلام" بلا إهتمام ...
_ ماهى كل يوم بتيجى متأخرة ... عادى يعنى ..
إشرأبت "سحر" بعنقها فربما تراها قادمه معقبه ...
_ بس النهارده أتأخرت كتير يا "أحلام" .....
_ زمانها جايه ... ما إحنا مش حنعرف نوصلها .. أنا مش عارفه ليه لحد دلوقتى مش معاها موبايل ...؟!!!
_ اه صحيح .. غريبه أوى .. يعنى ما شاء الله أحوالهم الماديه كويسه جداً .. وبيقولوا الشركه بتاعتهم شركه كويسه أوى .. يعنى مش محتاجين فلوس .. بس هى متحسيهاش كده خالص ...
أومأت "دنيا" رأسها بموافقتها بنفس رأى "سحر" ...
_ فعلاً .. لبسها بسيط ومش معاها موبايل .. ولا بتتكلم عن أهلها أبدااا ...
لتؤكد "أحلام" حديثها الذى طالما إقتنعت به ..
_ هم كده الناس إللى معاهم فلوس دول بيبقوا ماسكين على الدنيا كده ... متهونش يا بنتى إلا على الغلابه إللى زينا ...
_ على رأيك .. تلاقيها عايشه فى فيلا ولا إحنا عارفين ...!!!
_ ولا مرة حتى خلتنا نروح عندها ...
أشارت لهم "أحلام" بالصمت لرؤيتها لـ "نسمه" تقترب منهن ...
_اشششش ... بس بس .. أهى جت أهى ...
بوجهها البشوش وضحكتها المميزة دنت منهم "نسمه" قائله ...
_صباح الخير يابنات ...
تمعنت "أحلام" بوجه صديقتها لتتسائل بفضول وتخوف ...
_ صباح الخير ... مال عينك وارمه كده ...؟!!
اصطنعت "نسمه" الضحك مردفه بمزاح مزيف ...
_ هه ... لا عادى .. قمت من النوم لقيتها كده .. تقريبا حساسيه .. ههههه
_ ألف سلامه ...
وقفت "دنيا" تحمل حقيبتها تهمهم على الصعود لحضور تلك المحاضرة ..
_ حتحضروا محاضرة دكتور "سعيد" ولا إيه ؟!! ...ده خلاص مش باقى إلا عشر دقايق ...
همت كلا من "سحر" و"أحلام" بالوقوف ...
_ يلا بينا عشان منتأخرش ...
لم تكن "نسمه" بذهن صافى لحضور تلك المحاضرة بعد تلك المشاحنه القويه بالصباح بينها وبين أخيها لتردف برفض ..
_ لا .. أنا مش عايزة أحضر ... حروح أجيب الورق من المكتبه ولما تخلصوا نتقابل هنا ...
_ خلاص ماشى .. يلا سلام مؤقت ...
تركوها جميعاً متجهين نحو المدرج لحضور المحاضرة ، بينما توجهت "نسمه" نحو المكتبه لتصور الأوراق التى طلبتها الدكتورة منهم منذ أيام و هى لم تستطيع شرائها ...
فلحسن حظها اليوم أعطاها عم "متولى" قرض من راتبها لإحضار هذه الأوراق فهى لن تطلب من "حسن" أى شئ كما إتفقوا ....
ويبقى للأحداث بقيه ،،
انتهى الفصل الرابع ،،،
قراءة ممتعة ،،،
#الفصل_الخامس
#اللهم_أدخلني_مُدخل_صدق_وأخرجني_مُخرج_صدق_وإجعل_لي_من_لدُنكَ_سلطانًا_نصيرا
#عشقت_خيانتها
الفصل الخامس (ورطة)
نسمه ...
بعدما تركها صديقاتها وذهبن لحضور تلك المحاضرة خرجت "نسمه" من بوابه الجامعه متجهه نحو المكتبه المقابله لإحضار تلك الأوراق الهامه التى طلبتها منهم دكتوره الماده ....
قضت بعض الوقت بداخل المكتبه لترتب تلك الأوراق بعد تصويرها ووضعتهم بعنايه بداخل أحد الكتب التى تحملها لتلتفت خارجه منها حين فوجئت بأحدهم يقف قبالتها تماماً يوجه حديثه إليها ...
رفعت "نسمه" رأسها للأعلى قليلاً ناظرة نحوه فقد فاق طوله طولها بكثير ...
"إنه هو .."
هكذا قالتها بداخل نفسها وهى متيقنه من ذلك فهو نفسه الذى مر بمكتبه عم "متولى" من قبل ، قربه منها جعلتها تتمعن بوضوح بملامحه الجذابه وعينيه العسيليتين ، لكن ما جذب إنتباهها حقاً هى تلك النظرة التى تعتلى عيناه فقد كان يتفحصها بقوة ...
حركت رأسها يميناً ويساراً مستفهمه عما تفوه به منذ قليل فهى لم تستطيع إستيضاح ذلك ...
_ أفندم ...
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
عمر ...
راقبها "عمر" جيداً حين تركت أصدقائها وخرجت من الجامعه ليظن أن هذا هو أنسب وقت يستطيع أن يتحدث معها بمفردهم ليبدأ خطته التى حضرها جيداً ...
تبعها نحو المكتبه وحين همت بالإنصراف إقترب منها متحدثاً إليها بما فكر به ورتبه بدقه طوال اليوم منتظراً تلك الفرصه ...
نظر عمر نحوها بهدوء يتفحص طلتها الملائكيه وملامحها الساحرة بجاذبيه حين تناثر شعرها حول وجهها الهادئ ولمعت عيناها ببريق أظهر لونها كقطرات العسل المائله للون الأصفر ، كانت ملفته باهره مميزة للغايه بصورة لم يرها بفتاه من قبل ليندفع قلبه بدقات متلاحقه ويتحشرج صوته تماماً بحلقه ...
تحدث .. بالفعل تحدث إليها لكن خفت صوته للغايه حين خانه ولم يخرج من حنجرته بقوته المعهوده فقد بعثرت تلك الصغيرة قوته بلحظه ليهيم بها بسحر آخاذ لم يفق من غياهبه إلا بسماع صوتها الشجى تتحدث إليه تستفهم عما قاله منذ قليل ...
_ أفندم ... حضرتك بتقول حاجه ....؟؟؟
ابتلع "عمر" ريقه المضطرب لتعود ثقته إليه مرة أخرى ليعيد كلماته بوضوح أكثر ...
_ كنت بسألك عن معاد محاضرة الدكتورة "هناء" ... لأنى مش عارف معادها بالضبط ...؟؟؟
رفعت "نسمه" حاجبيها و أخفضتهما بعد إدراكها أن تلك ما هى إلا طريقه إعتادت عليها حينما يود أحدهم التقرب إليها ليبدأ تجاذب أطراف الحديث معها لتردف بتملل و عدم إكتراث ...
_ اااه .... الساعه اتنين ...
ليعيد "عمر" سؤاله مستفهماً مرة أخرى ليهز ثقتها ..
_ متأكده ....؟؟!!
أَجَابته تلك المرة بثقه تامه وقد إعتلت وجهها نظرة ساخرة فيبدو أن هذا الشاب لا يعرفها ولا يعرف إنضباطها بعد ..
_ طبعاً ... أنا عمرى ما بنسى مواعيد محاضراتى أبداً ... أنا معنديش أهم منها ... بعد إذنك ...
أنهت "نسمه" جملتها حين بدأت بالتحرك إلى خارج المكتبه منهيه هذا الحوار المتكرر بينها وبين محبى التطفل عليها ..
تحرك عمر لبضع خطوات ليقف مواجهاً لها معترضاً طريقها قبل أن تتركه ..
_ إستنى بس !!! ... هو أنتى بترمى الكلام كده وتجرى ...؟!!
_ أفندم .. فيه حاجه تانيه ...؟!!
_ واثقه أوى أنتى ... ؟؟
_ طبعاً ... أنا مش مهتمه غير بدراستى وبس !!!! ... يا ريت تفهم ده كويس ...
كان لحضوره الطاغى تأثير لا تغفله نسمه لكنه كانت مستمره على مبدأها وقوتها المصطنعه ، ليقف "عمر" مستكملاً حديثه بتحدى ...
_ تمام ... وطالما أنتى واثقه أووى كده ... لو طلع كلامك غلط تعملى إيه ....؟؟
_ مش حعمل حاجه ... لأن كلامى مش غلط ...
_ إعتبريها تحدى وأنتى الكسبانه ... لو طلع كلامك غلط حتعزمينى على عصير .. إتفقنا ...؟!!
أمالت "نسمه" فمها بتهكم فهو خاسر خاسر لا محاله مردفه ..
_ والله أنت الخسران كده كده ... وأنا ميهمنيش .. بس عشان أثبت لك أنى مش غلطانه وعارفه المعاد كويس .. أنا موافقه ...
_ ولو رجعتى فى كلامك ....؟؟
_ مش أنا إللى ترجع فى كلامها .. وعموماً أنا متاكده .. عشان كده مش قلقانه ...
_خلاص ... إتفقنا ...
تركته "نسمه" وعادت لإنتظار صديقاتها بالكافيتيريا ، بينما جلس "عمر" على إحدى الطاولات منتظر عوده "وائل" مستمراً بمراقبتها عن كثب ...
لاحظت "نسمه" متابعته لها لكنها حاولت إشغال نفسها بكُتبها حتى لا تظهر له أنها لاحظت ذلك ....
بعد حوالى نصف ساعه انتهت المحاضرة وعادت الفتيات الى "نسمه" يجلسون معها حول منضدتهم المفضله ...
بفضول شديد تسائلت "نسمه" ...
_ كان فيه حاجه مهمه النهارده فى المحاضرة ...؟؟
أجابتها "دنيا" بتملل وإحساس بإرهاق شديد سببه ذلك الجو الحار الخانق بيوم رطب للغايه ...
_ ده أنتى ربنا بيحبك والله ... أنا مفهمتش ولا كلمه !!!! ... ده غير الحر إللى إحنا فيه ...!!!
لحقتها "سحر" وهى تمسك بأحدى زجاجات الماء الموضوعه فوق المنضده ...
_ اه والله يا "دنيا" .. أنا كنت حموت جوه النهارده الجو صعب أوى ...
أمالت "دنيا" رأسها إلى الجانب الأيمن وهى ترفع خصلات شعرها بأصابعها من فوق رقبتها لاحساسها المتفاقم بالحراره ثم أردفت بإستنكار ...
_ ده ولا ثلاث أربع ماسكات أعملهم النهارده عشان أعوض إللى عمله الحر والشمس دى النهارده ...؟!!!
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
لتميل "سحر" فمها بتهكم وقد عقصت أنفها بشكل ساخر من صديقتها المدلله ...
_ يا أختى روحى خدى شاور وخلاص ... أنتى حتنسى نفسك ده إحنا أهالينا موظفين حكومه يا "دنيا" ... عيشى يا ماما عيشه أهلك ....
لكزتها "دنيا" بخفه من مزاحها الثقيل الذى إعتادت عليه ...
عقبت "نسمه" على إحساسهم بهذه الأجواء الصيفية الحاره وهى تبتسم على مزاح "سحر" الدائم مع "دنيا" ..
_ يعنى هنا إللى الجو حلو أوى ... أنا خلاص صدعت من الشمس النهارده ...!!!
حاولت "أحلام" التلويح بإحدى الملزمات لتستشعر ببعض الهواء الملطف مردفه بعدم قدرة على التحمل ...
_ أنا مش عارفه حنكمل كده إزاى بس؟!! ... يعنى المحاضرة إللى جايه حتقعد ساعتين بحالهم ... وأنا خلاص مش قادرة أستحمل ....!!!!!!
حاولت "نسمه" تخفيف حده إرهاق "أحلام" فمازال أمامهن ما يقارب من الساعتين على موعد المحاضرة وتستطيع إلتقاط أنفاسها قليلاً بدلاً من الجو الخانق بداخل المدرج ...
_ لسه بدرى يا "أحلام" على معاد المحاضرة .. ده لسه ساعتين بحالهم ... يعنى تقدرى تاخدى نفسك براحتك ...
بذهول ساخر نظرت "أحلام" نحو "نسمه" لتصحح لها مفهومها الخاطئ ...
_ لا ... دى أنتى الشمس أثرت على دماغك فعلاً !!!! ... أنتى نسيتى ولا إيه ...؟؟؟ مش دكتورة "هناء" المحاضرة إللى فاتت غيرت معاد المحاضره النهارده عشان حتسافر بعد المحاضرة على طول ....!!!
بذهول تام أدركت ما وقعت به "نسمه" للتو ...
_ بجد ...!!! امتى ده ...؟؟؟
_ هههه المحاضرة إللى أنتى كنتى سرحانه فيها وكل شويه أصحصحك دى ....!!!
_ يااااا ... أنا مخدتش بالى خالص .... اوووووف ...!!!!
لم تستطع "أحلام" فهم لم تضايقت "نسمه" إلى هذا الحد ..
_ إيه يا بنتى مالك ؟!! ... عادى يعنى مش قصه ... حنحضر وخلاص وأديكى موجوده أهو يعنى مش متأخرة ولا حاجه ...؟!!
_ اه .. اه ...
شعرت "نسمه" بالورطه التى ورطت نفسها بها مع هذا الشاب ، كيف لم تنتبه.؟!! ، شعرت بالحرارة تزداد إشتعالاً برأسها فقد إستطاع توريطها بخطته الماكرة ، لكنها تأبى أن تترك له الفرصه بالغلبه عليها ولن تعطى له تلك الفرصه أبداً ....
____________________________________
بعد إلتقاط أنفاسهن بسرعه عادت الفتيات الى المدرج الذى ستحضرن به تلك المحاضرة ، والتى مرت بضيق بالغ على "نسمه" فكان ذهنها منشغل بطلب هذا الشاب وتوريطها معه بحديث آخر على غير إرادتها ...
بعد إنتهاء المحاضرة ذهبن مرة أخرى نحو الكافيتريا مكانهم المحبب فمازال الوقت مبكراً للعودة للمنزل ، اقترحت "أحلام" أن يبقين مع بعضهن البعض قليلاً ...
_ ما تيجوا نقعد شويه إحنا كده كده خلصنا بدرى ...
_ يلا ...
نظرت "أحلام" نحو "نسمه" الشارده منذ بدء المحاضرة ...
_ مالك بقى .. أنتى مش طبيعيه من قبل المحاضره فيه إيه ....؟؟؟
لتهم "سحر" بتأكيد ما لاحظته "أحلام" هى الأخرى ..
_ أنا ملاحظه كده برضه !!! ... حصل حاجه ولا إيه ...؟؟
_ شكلى حطيت نفسى فى مشكله من غير ما أحس ...
_ ازاى ده ...؟؟؟
سردت "نسمه" ما حدث مع "عمر" بالمكتبه بالتفصيل وتخوفها مما سيحدث بعد ذلك لتردف "دنيا" أولاً ...
_ ومين بقى إللى قالك كده ... حد نعرفه ... ؟؟
بهدوء شديد أشارت "نسمه" نحو "عمر" حتى لا يلاحظ أنها تتحدث عنه ....
_ إللى قاعد هناك ده .. إللى لابس أسود ...
_ يالهوى .. وده يتقال له لأ برضه ... أنتى مش حتبطلى العبط بتاعك ده ...!!!؟
_ بس يا "دنيا" .. أنا من ساعتها متضايقه أوى ...
_ يا بنتى شكله محترم .. وبتقولى بيتكلم معاكى بإحترام وكان مجرد سؤال .. فكيها يا بنتى إحنا زمايل مش أكتر .. بلاش تبقى مقفله كده .. أنتى لا قلتى ولا عملتى حاجه ....
_ بس يا "سحر" أنا مبحبش كده ...
حاولت "أحلام" نهر الفتيات عما يحاولن إيقاع "نسمه" به ...
_ بس يا بنات !!!! .. متضايقوهاش .. ما يمكن فعلاً بيلعب ويتسلى و"نسمه" مش بتاعه الكلام ده ...
_ والله يا "أحلام" شكله إبن ناس ... وبعدين مش يمكن يحصل فى الأمور أمور ... إحنا كلها كام شهر ونتخرج ... ما يمكن يبقى قصدة شريف وبيحاول يتعرف عليها قبل ما السنه تخلص ....؟!!!
بضيق شديد حاولت "نسمه" إنهاء هذا الجدال بين صديقاتها ..
_ خلاص بقى قفلوا على السيرة دى ... أنا لا عايزة أشوفه ولا أتكلم معاه وخلاص ...
ظنت "نسمه" أنها إذا بقيت بالجامعه أكثر من ذلك فمن الغالب ستتورط بمحادثه أخرى معه لتفضل الإنصراف فوراً فهى لا تتحمل توابع هذا الإختبار الجديد كلياً عليها ....
أكملت يومها المعتاد حتى أنهت عملها بالمكتبه ليلاً ثم عادت إلى المنزل لينتهى اليوم بشكل روتينى ...
ظلت على هذا الحال اليومين التاليين تتجنب أن تراه فى أى مكان ، تتعمد أن تنهى محاضرتها وتخرج مباشره من الجامعه إلى مكتبه عم "متولى" ومنها إلى المنزل فى آليه وروتينيه ، جعلت شغلها الشاغل أن تبتعد عنه وهى تبحث عنه دائماً بعينيها لتهرب منه ...
رواية بقلم قوت القلوب رشا روميه
____________________________________
الجامعة..
وقفت كلا من "دنيا" و"سحر" يسألن "نسمه" و"أحلام" ...
_ إحنا رايحين نجيب ساندويتشات ... نجيب لكم حاجه معانا ..؟!!
أمسكت "أحلام" برأسها المتألم مردفه وهى تحاول فتح عيناها بصعوبه ...
_ لأ ... أنا مصدعه أوى وبفكر أروح ... حاسه بألم رهيب ...
ربتت "نسمه" بحنو فوق كتفها متسائله بتخوف ...
_سلامتك حبيبتى ... أجيب لك مسكن ...؟!!
_ لأ حروح أحسن ... أنا عارفه الصداع ده لما بيجى لى مش بقدر أقعد خالص وببقى عايزة أنام ...
خرجت "أحلام" بصحبه "دنيا" و"سحر" إلى خارج الجامعه لتتخذ "أحلام" طريق عودتها للمنزل بينما ذهبتا صديقتيها للمطعم القريب ...
جلست "نسمه" تقرأ ببعض الملزمات التى بحوذتها متعمدة الانشغال بها حتى لا تلتفت للجالسين بالكافيتيريا من حولها ....
فوجئت بصوت ذكورى يتحدث إليها لترفع رأسها بإنتباه وقد إتسعت عيناها لرؤيته يقف أمامها بطوله الفارع ...
نظرت إليه بصمت وهو يعيد حديثه ساحباً أحد المقاعد ليجلس عليها دون إستئذان منها ....
_ أهلاً بالناس إللى مش بتوفى بوعدها ... ولا ده طبع فيكى ...؟؟
تسارعت دقات قلبها على الفور وهى تحاول إيجاد صوتها الذى هرب منها لحظه تفاجؤها بوجوده ...
_ لا ... أبداً ... أنا بس مجتش فرصه ...
_ عموماً أنا جبت العصير وقلت نشربه سوا ..
_ بص لو سمحت أنا ...
لم يعطها فرصه للحديث ليبدأ بتعريف نفسه بالبدايه كمن فرض واقعاً ببقاءه معها وقبولها دعوته ...
_ أنا "عمر" ... أنا مش حاخد من وقتك كتير ... بس حنشرب العصير سوا ولو حبيتى أمشى .. حقوم على طول أنا مش حضايقك ...!!
حركت "نسمه" رأسها موافقه بآليه و إنصياع تام دون أن تدرى لم سيطر عليها بتلك الصورة دون أدنى تفكير منها ، مدت يدها تحمل كوب العصير الذى مده إليها ناظره نحو الكوب بصمت ليتحدث "عمر" مرة أخرى ...
_ أنا مش بحب ألف وأدور .. أنا إنسان واضح .. عشان كده حتكلم معاكى بصراحه .... أنا من ساعه ما شفتك هنا فى الكليه وأنا الصراحه معجب بيكى ... لفتتى نظرى من أول مرة شفتك فيها ..... مش حقولك زى غيرى أنى حبيتك من أول نظرة والكلام ده ... إحنا لسه برضه منعرفش بعض كويس ....
_ أنا مش بفكر ولا بهتم أبداً بالموضوع ده و ...
_ أنا مطلبتش منك حاجه ... ولا حطلب منك حاجه متقلقيش ... أنا بس بقول لو تدينى و تدى نفسك فرصه نعرف بعض أكتر ... ومش حنتقابل بره الجامعه ولا حقولك نروح مع بعض أى مكان .... نتعرف على بعض فى إطار الزماله والصداقه ... أظن ده ميضايقكيش ...
_ أيوه .. بس ...!!!!
لا تدرى "نسمه" لماذا إستجابت إليه وإستمعت بإنصات له وهى دوماً ترفض الدخول فى أى من هذه العلاقات العابرة ، فحياتها مليئه بما هو أهم ، ليستفهم منها عن رأيها بطريقته الساحرة التى تملكتها على الفور ....
_ ها ... إيه رأيك ....؟؟؟
أومأت "نسمه" بإبتسامه خفيفه وهى تهز رأسها موافقه لتعرف نفسها إليه ...
_ أنا "نسمه على" ...
_ أنا عرفت إسمك وعرفت عنك حاجات كتير أووى من يوم ما جيت هنا ... أنا عايزك تعرفينى أكتر .. يمكن تحسى بإللى أنا حاسه من ناحيتك .. بس كبدايه ممكن نكون أصدقاء ...
_ اه طبعاً ... هو أنت مكنتش معانا السنين إللى فاتت صح ...؟!!
_ أيوه ... بس أنا من القاهرة أصلاً .. كنت عايش هنا طول عمرى الدنيا إتغيرت أوى بعد ما والدتى إتوفت وعشت أنا وبابا لوحدنا أنا ماليش أخوات ..... على فكرة أنا كنت معاكم هنا فى سنه أولى بس مكنتش منتظم أوى فى الحضور ... لأن والدى تعب أوى وقتها ... وبعد ما إتوفى إضطريت أنقل لجامعه تانيه مكنش ينفع أعيش هنا لوحدى ...
إدراكها لأنه يتيم مثلها أصابها بالذهول ..
_ أنت يتيم ...!!
عقب "عمر" على تفاجئها بمزاح من حاله ...
_ أب وأم ... يعنى مخلص خاااالص ومفيش حد فى حياتى .. جايلك بطولى أهو ... ههههه..
إبتسمت إبتسامه حزينه من سخريته من يتمه و وحدته لتسأله بإحساسها لمن إشتاق لمن رحلوا ....
_مش بيوحشوك ...؟؟!!
أجابها بصدق حقيقى ولمعت نظرة حزن دفينه بعيناه ...
_ أوى ... بس هى دى الدنيا ...حنعمل إيه ...؟؟
_ أنا كمان يتيمه .. بابا وماما إتوفوا وعايشه مع أخويا ومراته ...
لا يعلم لماذا إندهش "عمر" من هذه المعلومه ، بل و شعر بالحزن لحزنها وإنكسار الظاهر بأعينها فهو يعلم تماماً مراره هذا الإحساس ، يدرك تماماً كيف يصبح الإنسان وحيداً حتى لو إجتمع الجميع من حوله ، فقدان الأب و الأم كسرة ظهر ونَفْس، رق قلبه لحالها الذى يعيش فيه ويعلم قسوته ليردف بأسف ...
_ مكنتش أعرف ....؟؟ أنا آسف لو فكرتك ...!!
_ لا أبداً ... أنا عمرى ما بنساهم أبداً ....
_ لا ... أنا مش جاى نقلبها كآبه كده ... المهم أنا خلصت العصير بتاعى .. وزى ما وعدتك حقوم على طول ... بس ممكن نتقابل تانى بكرة هنا ونحضر المحاضرة سوا ..؟؟
_ اوك .. حستناك ..
أومأ لها رأسه بخفه قبل أن يتركها وقد علت ثغره إبتسامه إنتصار فقد وصل أخيراً إلى غايته ....
تركها وانصرف نحو "وائل" الذى كان يجلس على طاولته مندهشاً مما قام به "عمر" ، فهو الوحيد الذى إستطاع كسر حاجز هذه الفتاه من كل من يعرفهم جميعاً وإستطاع أن يجلس ويتحدث معها أمام الجميع ...
_ يا إبن الإيه !!!!! ... أقعد بقى وإحكى لى عملت إيه وقلت لها إيه بالضبط وبالتفصيل ...
جلس "عمر" على المقعد المجاور له وهو يعدل من ياقه قميصه بزهو ...
_ عيب يا أبنى ... هو أنا قليل .. أنت بس إللى مستهون بيا ....
_ أشهد لك يا باشا ... والله ... يلا إحكى لى بالتفصيل بقى مش قادر أستنى ...
انتهى الفصل الخامس ...
قراءة ممتعة ،،،
ويبقى للأحداث بقيه ،،
رشا روميه قوت القلوب
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق