رواية جنة الظالم الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم سوما العربي
رواية جنة الظالم الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم سوما العربي
الفصل الرابع عشر
طوال الليل وهو يأخذ الغرفه ذاهبا وايابا ينظر لها بغيظ شديد.
منذما جلب لها تلك الكتب خاصتها وهى منكبه عليهم كأنها لا ترى غيرهم... وهو يريدها والان بل منذ مده.
طال انتظاره كثيرا وهى تقريبا لم ترفع عينها عما بيدها الم يتألم عنقها حتى!
هى نفسها مستغربه جدا.. عندما كانت ببيت والدها وقبل هذا الكابوس الذى وضعت به كانت لا تحب المذاكره رغم كونها ذكيه ولكنها كانت تمقط شئ اسمه مذاكره.
لا طاقة لها ولا باع لذلك.. لو جلست ساعه تذاكر تأخذ فى المقابل ساعتين او اكثر لهو.
وقد ضاعت احبال والدتها الصوتيه فى تنبيهها احيانا وتعنيفها احيانا اخرى وهى كانت تتلقى كل ذلك بتأفف وضجر.
هذا حينما كانت فتاه مثل كل فتيات عمرها ولكن.... فى غمضة عين تغير كل شئ وتغيرت هى حتى تغير معها منظورها للاشياء.
فأصبحت دراستها الآن المتنفس الوحيد لها.. تتمسك به وكأن به متعتها.. كأنها حريصه على إلا تفقده.
او... كأنه حق لن تسمح للظالم بأن يسلبه منها وستدافع عنه حتى ولو بالحيله.
وهو مازال يدور حول نفسه كالاسد الحبيس.
لكنه قد فقد طاقته وصبره ولم يعد يطيق الانتظار.
تقدم منها على حين غفله يرفعها عن مقعدها هذا بغضب ونفاذ صبر.
غضبه الاكبر انه لا يمتلك ناحيتها تلك القوه التى يمتلكها تجاه كل شئ.
أمامها فقط يشعر انه ضعيف وقليل الحيله... بات لا يعلم هل هى جنته؟!
ام ناره وعقاب الله له بالأرض.
كانت بين يده معلقه كالعصفور وهو يقلب النظر بها كأنه مستفهم... مستغرب.
يبحث فيها عن إجابه لسؤاله.. لما يفقد قوته امامها وهى لا تفعل اى مجهود حتى.
لم تفعل اى شئ.. كائن عادى.. يحيا بسلام.. لم تغويه.. أو حتى تلاعبت به... أو تجاهلته كنوع من انواع الجذب التى تتعمدها الكثير من الفتيات.
هى فقط تتعامل كأنه غير موجود وتتمنى ذلك... يعلم انها لا تريد حياته او موته.
هى تريده ان يتركها وحياتها.. فما السر؟!
هل لأنها جميله... وهو يعلم ذلك كأنها قطرة ندى سقططت على زهره باللون الودرى.
لا..... لقد رأى من هى اجمل وارق.
هل لأنها صغيره بالعمر ويخشى من تركها له؟
لا.... لو اراد من هى أصغر لحدث له ما أراد وبوقتها ستكن مطيعه وراضيه اكثر.
إذا ما سر ضعفه امام تلك الجنه.
اغمض عينه بقلة حياه وتعب يضمها له وهو يتجه ناحية فراشه يحملها.
وقد بدأ بممارسة جنونه وشغفه بها.. قبلاته لا تفارقها يغرز يده بشعرها الكثيف.. يزيد من ضمها له ربما تلتصق بجسده ويشعر بالأمان ومن بعده الراحه.
تعدت الساعه الثالثه فجراً وهو للآن لا يستطيع النوم.
نظر لجواره وجدها غافيه بارهاق وهو يقتله التفكير والحيره.
لا يشبع منها.. ولا حتى من النظر إليها.. يكره ذلك الضعف الذى بات يسيطر عليه تجاهها والأكثر رعبا كونه يزداد يوم بعد يوم.
نظر لها يزيح الشعر عن وجهها لتظهر ملامحها البريئه التى غرق بعشقها ليأخذ نفس عميق يتنهد ويضرب راسه بظهر الفراش وهو ينظر للفراغ متسائلا... متى سيأتي اليوم وتتقبله... وهل سيأتي من الأساس ام لا؟!
لم يجد اجابه ولا يملك سوى الغرق بعشقها فيتمدد على فراشه ويجذبها له يلصقها به وهذا اقصى ما يمتلكه او يمكن أن يفعله.. ان يستسلم امامها وينتظر.
فى صباح اليوم التالى.
استيقظت اولا تنظر حولها وجسدها كله يؤلمها.
تتأوه بخفوت وتعب ثم نظرت لجوارها وجدته مازال غافى يضمها له بقوه.
نظرت بسخط ليديه التى تقيدها بقوه كى تظل ملتصقه به ولا تبتعد.. تمقت تحكمه باجبارها على الالتصاق به حتى وهى غافيه.
حتى غفوتها وطريقة نومها يحددها هو... لا تجد مبرر رغم أنها بدأت تتأكد من كونه عاشق لها.
ولكن عشقه هذا لا يشفع له.. ربما لأنها لم ولن تبادله... تعلم انها لو بادلته لكانت احبت وابتسمت على فعلته تلك ولكن...
لكونها مجبره وغير متقبله تأخذ كل أفعاله على العكس تماما.
حاولت الخروج من بين ذراعيه ولكنه... قوى وجبار حتى وهو نائم.
فقد همهم وهو نائم يزيد من تمسكه بها يتقلب على الفراش وهى باحضانه حتى أصبحت على الجهه الأخرى وهو بات بمكانها..ومازال متمسك بها بين ذراعيه.
لتشيح عينها بضيق عنه فتنظر ناحية مكتبها الصغير الذى جلبه لها خصيصاً وعليه كتبها.
ثم عاودت النظر له تحلل ماحدث.. وتعيد ترتيب افكارها.
ابدا لن تصبح دميه... باتت تكرهه وتكره تحكمه فى مصيرها.. هو من قرر الزواج بها رغم تحذريها له مرارا انها لم ولن تعشقه.
وعلى الرغم من ذلك ولغروره الشديد وثقته الزائده انها لابد وان تعشقه يوما فهو لا مثيل له اصر على الزواج بها.
هى لم تخدعه هو من خدع وارغم الجميع... ترى انه لا يستحق اى شفقه... هو حتى لم يفكر يوما فى الذهاب لزوجته الأولى... منذما تزوجا وهو لم يذهب لغرفتها ملقيا السلام حتى.
ومع الجميع حدث ولا حرج.. تجد كل ما يخطر ببالك.. ظلم.. افتراء..تجبر..تعنط..قطع ارزاق... كل الصفات السيئه تجدها بسليمان.
هو حقا يستحق وعن جداره لقب الظالم.
لذا حلال فيه اى شئ... ليرى ما جنت يداه إذا.
دقات متتاليه على الباب جعلتها تجيب :ايوه.
الخادمه:الفطار جاهز من فتره والكل مستنيكوا.
جنه:حاضر جايين.
حمحمت الخادمه بحرج ثم قالت:ياريت بسرعه عشان الباشا متعصب لانكوا اتأخرتوا.
رفعت جنه حاجب واحد ثم وقفت عن فراشها وذهبت تفتح باب الغرفه.
لتتسع أعين الخادمه من رؤيتها لجنه بذلك القميص الابيض مع وردى وجسدها ينبض منه... تعذر سيدها على عشقه المجنون لتلك الصغيره.
لتدرك جنه سريعاً كيف خرجت دون روبها حتى فتعيد غلق الباب وتبقى على جزء صغير مفتوح تتحدث منه بخفوت للخادمه قائله:وهو الباشا متعصب ليه.
الخادمه :البيت هنا له قوانين.. وهى حاجة كبيره ومهمه اوى لشوكت باشا... ومنها انه آخر واحد يقعد على الاكل واول واحد يقوم.
صمتت جنه لثوانى ثم قالت :طيب بصى.. ماتقوليش لحد إنك لاقتينى صاحيه... اوكى؟
الخادمه :بس....
جنه:عشان خاطرى... بصراحة عايزه انام شويه كمان.. وكمان بصراحة اكتر مش بعرف اكل بالشوكه والسكينه زيهم انتى بنت بلد زيى وفاهمة.
استطاعت جذب استعطاف الخادمه بكلمات رقيقه متواضعه جعلتها تبتسم قائله :حاضر من عنيا.
جنه:تسلملى عنيكى.
ذهبت الخادمه وهى اغلقت الباب ووقفت تنظر تجاه سليمان وهو مازال غافيا.
لتجد هاتفه يدق فذهبت له سريعاً تغلقه وبعدها دلفت لحمام منعش.
اما على مائده الإفطار فالكل يرى شوكت وهو غاضب.. حتى بعدما قرر تهدئة الأوضاع يعيد سليمان خرق كل القوانين كأنه لا يرى امامه غير تلك الصغيرة.
نهله تتابع ما يحدث بتسليه... كذلك غاده متشفيه وماهر أيضا.
اما زياد فعينه مسلطه على تهانى المتوتره.. وفريال مشفقه على والدها من الغضب تخشى ارتفاع ضغطه.
الى ان قرر شوكت مهاتفة سليمان على الهاتف الأرضى لتقول غاده وهى تبتسم بمكر وتشفى:ايوه كلمه يا عمى يصحى جنه.
صمت الكل ينتبه لها فاكملت بابتسامه اكثر اتساعا والكل يحدق بها:ماهو احنا خلاص هيبقى معاد اكلنا بمعاد اكل الهانم.... صاحبة البيت زى ما هو قال.
وقف شوكت يضرب الطاوله بيده قائلاً :صاحبة البيت إزاى يا غادة... امال انا روحت فين... شوفتينى موت.
شهقت غاده بمكر توحى له انها ذلة لسان لا أكثر وقالت:ماقصدش ياعمى ربنا يديك طولة العمر بس.
صمتت تنظر ناحية زوجها ثم قالت :هو قال كده وحضرتك ما عرضتش. ليزيد ماهر مؤكدا :ايوه ده الى حصل وانا لما اعترضت... وده كان عشانك انت قولت لأ هو صح.
وقف شوكت ببطئ وتراجع عن فكرة اتصاله به.
ود ترك الطعام ولكن تراجع... لو ترك الطعام لظهر بموقف ضعف.
بل جلس بهدوء رغم غضبه... لن يسمح بما يقال وان يتحقق ويكون معاد طعامهم وفقا لهوا تلك الصغيره.
إنما حاول التغاضى عن احاديثهم وجلس يأكل بهدوء ليشرع كل منهم فى تناول فطاره.
فى غرفة سليمان.
خرجت من المرحاض وهى مستغربه فقد توقعت اتصال ارضى ولكن لم يحدث.
لم تبالى كثيرا وتنهدت تقترب منه تنظر له وهو غافى بهدوؤ.
تحدث نفسها :كنت فين وانا فين وايه الى حدفك عليا... وايه الى انا عملته وحش فى حياتى عشان تظهرلى انت... بتحكم وتتحكم.. بس ماشى.. اشرب بقا من الى انت عملته... هنشوف مين الى هيحكم ويتحكم... مش هكون انا الضحيه ابدا... انا حذرتك وانت بردو الى فضلت مكمل... لو فى حد هيضيع يبقى مش انا... انا ما استحقش كده... انا عمرى ما اذيت حد.
جلست لجواره تميل عليه بخصلاتها التى تقطر الماء للآن توقظه برومانسيه شديدة ودلال يوقف قلب اى رجل وهى تمسح على وجهه تعض شفتيها مناديه إياه بحب :سولى... سليمانى... اصحى يالا صباح الخير.
رمش باهدابه عدت مرات هل يحلم... ولكن الصوت عاود التكرار بنفس النبره الحميميه :سليمانى... اصحى يالا.
اتسعت عينيه يدور بؤبؤ عينه بكل الارجاء.
يقشعر وهو يشعر بلمساتها الساخنه على وجهه وشعره... يشعر بقطرات الماء والريح الطيب القادم من شعرها.
فينظر لها ويجدها تبتسم... لا يصدق عيناه ولا انها قريبه منه وتلمسه من تلقاء نفسها.
يسأل ببلاهه:هو انا صحيت ولا لسه بحلم؟!
ضحكت بدلال تقول :لا صحيت خلاص.
سليمان بتوجس يخشى ان يكن حلما:يعنى دى انتى بجد؟!
جنه:اممم.
سليمان :وقاعده جنبى وحاطه ايدك على وشى.
جنه:امممم.
سليمان :وكنتى بتنادى تقولى إيه!!!
اقتربت منه امام شفتيه تهمس بمكر لا تعلم ممن اكتسبته: سليمانى؟!!
ليقتنص تلك الشفاه بقبله مجنونه وهو غير مصدق.
ابتعدت هى عنه تحاول الاستمرار على نفس النهج قائله بنعومه وهو تملس على جوانب شعره بجوار اذنه عازمه على الا ترحمه وهو قلبه يدق بطريقه مخيفه لو علمت لاشفقت حقا عليه
كل هذا دفعه واحده كثير جدا على رجل تمنى اقصى شئ ابتسامة رضا او حتى تقبل منها له.
يردد بجنون لو رآه اكبر اعداؤه لتعاطف معه وهو يقول :سليماني؟!! بجد يا جنه؟!
جاوبت بلا اى شفقه تزيد جرعة السم:بجد يا عيون جنه.
فكرت بأن تزيد فعلتها وتضمه لكنها عدلت عن الفكره.
لتجعلها بيوم اخر والا تخرج ما بجعبتها فى مره واحده حتى لايزهد.. موقنه انه من سيضمها الآن بجنون.. وقد فعل.
يضمها وهو يشتم عطرها بعدما باتت سر حياته لتقتنص الفرصه باللحظه المناسبه تقول :عايزه اروح النهاردة بيت بابا.
مرمغ رأسه بعنقها يقول :بلاش النهاردة... النهاردة خليكى ليا وبكره هبعت اجيبهم.
صكت أسنانها بغيظ منه فقد رفض كما فعل امس حينما طلبت انت تذهب هى وتجلب كتبها بنفسها ولكنها اخدت نفس عميق وخرجت من احضانه تواجهه وهى تبتسم بنعومه تتمسح به كالقطه قائله:عشان خاطرى عايزه اشوف بابا وماما ومازن... واسلم على مرات عمى واشوف بسمله وابله عايده ووو... قاطعها بتملك ولهفه يقول :اييييه كل دول... طب وانا.
ضمها يقول :انا ما صدقت بقيتى كويسه معايا.
ابعدت ذراعيه عنها تقول وهى تزم شفتيها للأمام :عشان خاطرى... لو ماروحتش هفضل متضايقه كده ومتعكننه... يرضيك؟
قضم بيده شفتها السفلى تلك وقال :لأ طبعاً... هوديكى ياروحى... يا لا البسك.
ابتسمت له بدلال وداخلها مقط كبير.. فحتى الثياب ينتقيها هو ويلبسها اياها أيضا كأنه كتب عليها.
ولكن ما باليد حيله... فقد جربت العنف والرفض ولك يجدى كل ذلك نفعا.. فلا حل امامها سوى الخداع.
لتقف فى منتصف الغرفه تقول :استنى صحيح نسيت.
نظر لها باستغراب يسأل :إيه؟
ذهبت تجلب له هاتفه قائله :موبيلك.
سليمان :ايه ده؟ بيعمل ايه معاكى؟!
وقفت تتمسك بكفى يده تقول بدلال:كان عمال يرن... وانا كنت عايزه نفضل نايمين كده واحنا فاصلين عن الدنيا فحطيته فى بعيد شويه عننا.
ضمها له غير مبالى أو حتى متذكر لوالده وقوانينه يقول :شطووره.. كويس انك عملتى كده.
كانت تبتسم بترقب منتظره لرد فعله على اول خطوه منها لخرق ودعس قوانينهم بامبراطوريتهم هذه... لتأخذ أنفاسها اخيرا بعد ردة فعله تلك وتسحبه معها بحماس تقول :طب تعالى بقا اختارلى لبس ولبسنى.
حركتها وطلبها بأن يلبسها ثيابها انعشت قلبه وروحه واوقفت عقله الذرى عن التفكير لما تريد هى الوصول اليه.. بل سار معها والدنيا لاتسعه يعتقدها أصبحت تراه والدها وحبيبها وولى أمرها حتى الثياب تحتاج له كى يساعدها.
بينما كان يتفانى فى جعلها ترتدى ثيابها بيديه.
ترى كم الحب القاتل والشغف... ابتسمت بوجع والم... تشعر بكم هى سيئه وهى ترى لهفته وحرصه عليها.
عينه تلتمع.. تسمع بوضوح نبضات قلبه.. حتى أنفاسه عاليه من كثرة ماهو شغوف... لايريد ان يفعل اى خطأ أو أن ينتقى شئ لها ترتديه ولا يعجبها.
اغمضت عينها بألم تتمنى لو لم يكن ظالم وسئ... لو لم يكن اكبر منها بكثير... لربما تغير كل شئ.
فتحت عينها وهى تشعر به استدار يمشط لها شعرها عينها تدور فى المكان تشعر انها باتت اسوء منه بمراحل.
_______________________
اما باقى افراد المنزل فقد ذهب شوكت مع ماهر للعمل بعدما اغلق اى فرصه فى الحديث عما حدث من سليمان.
وقفت تهانى تسحب حقيبتها ليوقفها صوت زياد:استنى.
استدارت له تقول :إيه... هروح شغلى.
زياد :انتى نسيتى اننا رايحين النهاردة للدكتوره ولا ايه؟!
بهت وجه تهانى :إيه؟! النهاردة؟! انا افتكرت اننا هنروح يومين كده مش النهاردة يعنى النهاردة.
وقف يسحب هاتفه ومفاتيحه قائلاً :لأ مانا شاغل دماغى بالموضوع ده... اصله مهم بالنسبه لي.
نظر لها بشك يقول :مش عارف ازاى مش شاغلك اوى كده زيى؟!
تلعثمت تقول :ا.. اا.. لا.. شاغلنى طبعا.. ده.. ده انا حتى كنت هحجز النهاردة عند دكتوره قريبتى.
زياد :لا ماتتعبيش نفسك.. انا حجزت... يالا بينا.
ذهب يسحبها معه لا يترك لها اى مجال للرفض فقد زحف الشك لقلبه من ناحيتها وأصبح يشك بحملها هذا جدا... اليوم يوم مصيرى له ولها.
وهى أيضا تعلم ذلك.. ولا تعرف ماذا تفعل... فسيكشف اليوم امرها.
______________________
كانت نهله بطريقتها لمبنى مدينة الإنتاج الإعلامى تضايقها اشعة الشمس كثيرا.
فمدت يدها تبحث فى حقيبة يدها عن نظارتها الشمسيه إلا ووجدت سياره تصدر صرير عالى افزعها وجحظت عينها وهى تشعر بها تصدم سيارتها.
توقفت بفزع وقد أوشك قلبها على التوقف.
وجدت أحدهم يترجل من سيارته الفارهه بغضب كبير يسب سبات مابيه بصوت عالى جدا.
جعلت فؤاد والذى كان يقود هو الاخر باتجاه عمله يتوقف بسيارته ليرى ما حدث بعدما هز رأسه باسى وقد رأى سياره تلك المتغطرسه... بالطبع تقود مثلها مثل كل النساء... لو بيده لاصدر قانون يمنع اى أنثى من القياده.
ترجل من سيارته هو الآخر بتأفف منها ومن غباؤها.
توقف امام الرجل وتفاجئ انه يعرفه:اهلا اهلا رؤوف باشا.
تحدث رؤوف بغضب :اهلا ياعم... مش عارف انا إيه الغباء ده.
نظر رؤوف لوضع السيارتين فادرك ان الخطأ منها فعلاً يقول:ماعلش حقك علينا هى.... قاطعته رؤوف بغضب :هى ايه وزفت إيه على دماغها الهانم خبطتنى في جنب العربيه... دى لسه جديده... وهى الغلطانه.
مط فؤاد شفتيه بعدما فشل فى تهدئته يسب ويلعن بها وبكبرها فهى للان لم تتعطف وتتكرم وتهبط من سيارتها.
كانت يدها تؤلمها بشده مما آخرها قليلا لكنها الآن فتحت باب السيارة تهبط فستانها الأحمر فيتلجم لسان رؤوف ويحدق فيها ببلااهه وفم مفتوح جعل فؤاد يلتفت خلفه يراها وهى هكذا فيدرك لما فعل رؤوف هكذا.
ويجد لسانها تلقائياً يسب ويلعن بها يردد ياليتها لم تخرج من سيارتها.
توقفت أمامهم تعتذر من رؤوف قائله بتلعثم :انا اسفه.. اسفه جدا والله انا الشمس كانت عامله على عينى.. فا.... قاطعه رؤوف ينظر لها ببلاهه يردد وهو يمد يده للسلاام:لأ مالهاش حق الشمس.. وحشه اووى.
عض فؤاد لسانه بغيظ لا يعلم منبعه وهو يجدها تكمل باسف كبير:فا.. فاكنت بدور على النضاره.. انا اسفه والله..
رؤوف بهيام:ياريتنى كنت النضاره.. وبعدين ماتزعليش نفسك كده انا بردو الى غلطان.
فؤاد بصدمه :اييييه.
رؤوف بتأكيد :ايوه يا فؤش انا الى زودت بنزين وحودت من غير ما أدى إشارة.
اتسعت عين فؤاد يكاد يجن وهو يردد:ياباشا دى هى الى خبطتتك من الجنب.
رؤوف :جرى إيه يا اخى.. انا الغلطان وانا مصر.
نظر لنهله يقول مبتسما:ولازم اعتذر للهانم...تسمحيلى اعزمك على الغدا... فى مطعم هايل قريب من هنا.
ابتسمت نهله بتوتر وكانت تهم بالرفض ولكن فؤاد فسر ابتسامتها على أنها بوادر قبول وقاطعها بغضب يقول :لأ هى عندها شغل ولازم تتحرك دلوقتى... معايا.
قبض على يدها يسير بها فقاطعته بتوتر وجهل:طب والعربيه.
تحدث من بين اسنانه:قفليها وانا هبعت حد يجبها... يالا بسرعه.
كان يتحدث بأمر غير قابل للرفض او حتى التفاوض.
رؤوف:جرى ايه يا فؤش طب سيبلى حتى فرصه اعتذر.
فؤاد بابتسامة سمجه:فرصه تانيه ياباشا بس زى ما انت شايف... مافيش وقت... سلام.
جذبها خلفه جعلها تجلس بسيارته وهو قاد متجه بها للعمل لا يعلم سبب كل ما شعر به من غضب.
وفى سياره زياد... كان عائد مع تهانى من عند الدكتوره وهى تجلس لجواره ترفع رأسها بثقه وهو يقول:انا اسف يا حبيبتى... انا مش هقاوح... انا جت عليا لحظه شكيت فى حكاية الحمل ده... حقك عليا انا اسف.
دارت ابتسامتها اللئيمه ببراعه تقول باكيه:اسفك مش مقبول...مش مقبول ابدا يا زياد.. انا.. انا تشك فيا انا.. سورى يا زياد.. انا محتاجه بريك.
اتسعت عينه برعب يقول :إيه؟
تهانى :انا عشان عارفه انت بتحبنى اد ايه مش هقولك هسيب البيت لانى مش هقدر ابعد عن... عنك.. بس انا هروح اوضه تانيه غير اوضتك لحد ما اهدى وطول الفتره دي مالكش اى كلام معايا لو سمحت.
زياد :ياحبيبتي انا.... قاطعته تتصنع البكاء مجددا تقول :لو سمحت يازياد... محتاجه انسى شكك فيا.
تنهد بحب يقول :حاضر ياحبيبتي... اى حاجة فيها راحتك وراحة ابننا هعملها.
لتنظر من النافذه تتكئ برأسها على مقعدها وهى تبتسم بخبث بعدما فعلت ما أرادت....
الفصل الخامس عشر
انتهت من نقل كل اغراضها لغرفه اخرى اختارتها خصيصا كونها قريبه من غرفة سليمان الذى اصبح مقيم بها ليل نهار بجوار تلك الصغيره.
نيران الغيره تنهش قلبها نهشا ولا تدرى ما بتلك الجنه يجذبه بهذه الطريقه لها.
لا هى ابنة عمها ولا تعرفها... لا تعرف او تشفق على اى سخص من الممكن أن يقف فى طريق وصولها لسليمان حتى لو كان من هو.
وقفت تنظر من شرفتها التى تطل على الحديقه لتكن على علم بوصول سيارته.
ابتسمت بثقه وفرحه فبذلك قد حاصرته من جميع الجهات.
عازمه على اقتناصه لها مهما كانت الظروف.
انتبهت على صوت الخادمه تقول :انا خلصت يا هانم.. تؤمرى بأى حاجة تانية.
التفتت لها تسأل :سليمان بيه فين؟
الخادمه :ماعرفش والله يا هانم هو مش هيقول يعنى للخدم خط سيره.
تحدثت بعصبيه وعجرفه:ايوه ماشى بس لما بيبقى فى البيت بتعرفوا هو فين.
الخادمه :لأ ماهو خرج قبل ما حضرتك ترجعى بشويه.
تهانى :راح الشغل يعنى؟
تنهدت الخادمه تقول بنزق:والله مانا عارفه هو خرج وكان معاه الهانم.
تهانى:نهله؟
الخادمه :لا جنه هانم بس مانعرفش رايح فين.
بمجرد سماع اسم جنه قالت بعصبيه:طب امشى... امشى هاتيلى حاجة اشربها يالا.
خرجت الخادمه وهى تسب وتلعن بها بينما هى استدارت تكتف ذراعيها حول صدرها تردد بغل :جنه هانم؟! حتة البت دى بقت هانم؟!! واخدها وراح بيها على فين؟! بقا سليمان الظالم بيخرج ويفسح... يارب يكون خدها يرجعها لاهلها بعد ما زهق منها واخلص بقا.
____________________________
دلف فؤاد داخل المحطه الفضائيه يجرها خلفه وهى لا تعلم ما به ولا لما يتصرف هكذا.
لاحظت تركيز الانظار عليها.. الكل يلاحظ كيف يسوقها خلفه.
فوقفت على الفور تنفض يدها تنظى له بغضب:هو فى ايه ومالك جاررنى وراك زى البهيمه كده.
امام غضبها وان لها كل الحق ولا مبرر لفعلته توقف يفكر لثوانى ثم قال بتوتر :انتى عارفه انتى خبطى مين عايزه تعملى لينا مشكله.
نهله:ماكنتش اقصد ده قضاء وقدر وبعدين مشكلة ايه اصلاً وصاحب الشأن بذات نفسه قال هو الى غلطان وكمان كان عايز يعزمنى على الغدا يعتذرلى.
فؤاد وهو يشير على جسدها الفاتن وفستانها الأحمر :طبعا ما هو ماقدرش يقاوم وانتى لابسه له الاحمريكا
رددت ببهوت مصدومه :احمريكا!!!
لم تتحمل إنما غادرت سريعا قوه خطواتها خير دليل عن مدى غضبها.
زفر بقوه يرفع يديه الاثنين يجذب شعراته بجنون.. منذ متى وهو سريع الغضب هكذا.
لقد علمه عمله ان يصبح دبلوماسي راقى يوزع ابتسامات وتعبيرات لبقه مبطنه بما يريد.
لكنها اليوم وببراعه بخرت كل ذلك كأنه هواء.
_________________________
كانت بين احضانه وهو يقود شارده تفكر بضياع.
الى ستصل بما تفعل... رفعت انظارها تنظر له وجدته يقود بيد ويحتضنها باليد الأخرى.
يتحدث كثيرا وهى لا تسمع.. يبدوا انه كان يتحدث عن نفسه.
وهو الان يسألها :ها ايه رأيك؟!
ابتلعت لعابها بتوتر تقول :فى ايه؟
نظر جانبه بضيق فى المرأه الجانبية ثم ابتسم بصبر وقال مجددا وهو يشدد من احتضانه لها:لما نجيب ولد نسميه سيف ولو بنت نسميها بيرلانتى ايه رأيك.. حلو وشيك وكمان جديد وهيليق عليا... يااااااه... بيرلانتى سليمان الظاهر... وانا بتخيل بس حاسس انى هتجنن... واه بقا لو بقت شبهك ووو... قطع حديثه وهو ينظر لها بعدما شعر بتخشب جسدها بين يديه.
ليسأل برعب :جنه... مالك يا حبيبتي؟!
ابتلعت لعابها تسأل ببهوت:هو انت بتخلف؟!
هز رأسه يسأل باستغراب:إيه؟!!
جنه:يعنى.. اقصد انت مش عندك مشاكل في الخلفه.
ابتسم باستغراب يجيب :لأ ماعنديش.
جنه :نهله يعنى الى عندها؟!.
سليمان :ولا نهله.. انتى بتلفى وتدورى على إيه؟!
ابتعدت عنه وهو تكرها يشعر انها تائهه وهى بالفعل كذلك.
تشعر بالضياع... قد ظنته لا ينجب.. ولذا ظنت انها لن تحمل منه ابدا
لم تضع فى حسبانها شئ كهذا... نظرت له بتيه تسأل :امال انت ونهله ليه ماخلفتوش كل ده؟
سليمان :حصل حمل مرتين.. وفى المرتين ماكملش... مره نزل لوحده لانه كان ضعيف جدا ومره كانت العيله كلها مسافره وحصل حادثه.. كانت بسيطه لكن البيبى مات فيها... ولأن الحملين كانوا ورا بعض على طول الدكتور نصحنا انها لازم تستخدم موانع حمل لان الرحم لازم يرتاح وياخد وضعه وجسمها كمان.
لو كان الأمر بيدها لصرخت الآن... ما الذى يعنيه حديثه هذا... هل من الممكن أن تحمل فى طفل له.... لا... لا يمكن أن تربط نفسها به اكثر من هذا... هى تمنى نفسها باليوم الذى ستتركه به... وجود طفل سيجعل الأمر مستحيل وهى لن تسمح بذلك.
توقف عن القيادة ينظر لها باستغراب قائلاً :ايه.. وصلنا... ماحستيش؟
نظرت له بنفس نظرة التيه بعينها صمت قليلاً ثم قال بهدوء:يالا ننزل.
ترجل من سيارته وذهب يفتح لها باب السياره ودلفت معه لبيت والدها لاول مره منذ خرجت منه مرغمه... تتذكر أيامها ولياليها هنا قبلما يسلبها هو كل ذلك...
وقفت امام الباب تدق الجرس ليفتح كالعادة والدها وهو لا يصدق عيناه يضمها له بقوه يردد اسمها باشتياق:جننننننه... جنه.. بنتى... وحشتيني وحشتينى اوى يا جنه... البيت مالوش طعم من غيرك... ايه المفاجأة الحلوه دي...جنه... مش بتردى ليه.
جاء الرد من ذلك المغتاظ يخبره بغيره:وهى هترد إزاى وانت خلاص قربت تخنقها... مابراحه على البت.
خفف من شدة احضانه لها يضمها بحنان يلفها قائلا:وانت مالك.. بنتى على فكره .
سليمان :مراتى على فكره.
محمود :انت ايه الى جابك معاها.
سليمان :بقا هى دى اهلا وسهلا نورتنا.
محمود :ولا اهلا ولا سهلا.. انت مش جبتها... اتكل يالا على الله.
سليمان بتهكم:انت بتتكلم كده ليه محسسنى انى جاى ارجعهالك انا شويه وهروح بيها تانى.
محمود بتقزز:يا اخى مش بقبلك يا اخى... مش يتنزلى من زور.
سليمان ببجاحه ازال يداه من على جنه قائلاً :ايدك بس عشان انت طولت وانا بغير.
نظر له محمود بغضب يهم بضربه لكن فاجئه ذلك المتبجح مكملا وهو يعدل جاكيت بذلته :ويالا قولى اتفضل نورت اهلا وسهلا.
اقترب منه محمود كى يسدد له لكمه محترمه تليق به ولكن اوقفه صوت داليا تصرخ بفرحه :جننه... وحشتيني... وحشتينى اوى
احتضنتها بقوه وهى تقلب النظر بها:مالك يا حبيبتى.. وشك مخطوف كده.
انتبهت على وجود سليمان فقالت بحياديه:موقفه على الباب ليه يا محمود خليه يتفضل.
محمود بتجهم:لا هو كان نازل.
سليمان :لأ مش نازل.... يا حمايا
احمرت أعين محمود من شدة الغيظ يردد:حما مين يا طور انت... انت هتعيش الدور ولا ايه؟
سليمان :حقى.. انا مش اى حد بردو.. ومتجوز قمر... حقى ولا مش حقى.
داليا كى تهدأ الاجواء وسط شحوب ابنتها :حقك طبعا... اتفضل.. دخله بقا يا محمود انت الكبير.
صمت محمود مرغما وتركه يدلف للداخل واول ما دلف ولانه ملك العالم فى البجاحه قال لجنه :تعالى بقا ورينى اوضتك يا حبيبتي.
رمشت داليا باهدابها بينما قال لها محمود :مش دخلتيه... قابلى بقا... ملك العالم فى البجاحه.
وقف يبتسم لمحمود وهو يجذب جنه معه قائلاً :الخشا فى الرجال يجيب الفقر يااا... يا حمايا.
دلف للداخل معها يقهقه ومحمود يجلس كأنه يفترش الجمر يفرك يقول لداليا:ماتسبونى عليه اضربه انا متغاظ منه.
داليا :اهدى الله يخليك يا محمود احنا ماصدقنا بقا يجبها تزورنا خليه يجبها تانى.
ضرب محمود فخذيه بيداه وهو يردد بغيظ وقلة حيله :وانا حايشنى عنه الا كده ابن الكلب البجح ده.
فى الداخل... دلف معها وهى بعالم آخر تائه بما اخبرها به للتو.
اما هو فكان ينظر بحنين لكل ركن بغرفتها الصغيره مثلها.
كل جانب به سمه من سماتها.. حتى الوسائد الملقاه أرضا.. ومرأتها... فراشها الصغير ولون الدهان مع عرائس ديزنى التى تزين الجدران
اخذ نفس عمييق و ضمها له بإحساس مختلف هذه المره.
يقبل وجنتها ثم ينتقل بهدوء لشفتيها يمسح على شعرها.
ثم يبتعد عنها وهو يهمس لها :عشان كل مكان يبقى لينا فيه ذكرى واهم مكان هو الى حبيتي اتولدت وكبرت فيه.
كانت بين يديه صامته تائهه ترمش بعينها فقط.. مد يده أسفل ذقنها يرفع وجهه كى تنظر له وقال :مالك يا جنه... من لما كنا في العربيه وانتى فى دنيا تانيه.
بللت شفتيها تقول بتلعثم وهى تضع خصله خلف اذنها:للا ولا حاجة.
مسح على شعرها مع وجنتها يقول بشك كبير :متاكده؟
جنه:اااايوه.
ابتسم يغمز بعبث:طب انا بقول نجرب سريرك الحلو ف..... قاطعه محمود من خلف الباب :ماتخلص يا جبله انت.. هو مافيش عندك من الأحمر.
ابتسم يقول لها :ماعرفش بس بحس بلذه غريبه وانا بغيظه بيكى... استنى.
ذهب يفتح له الباب يقول :يطلع ايه الاحمر ده يا حمايا؟!
محمود :ما طبعا... ماتعرفوش.. ماعداش عليك... الأحمر ده اسم الله عليك الى هو الدم.. بيبقى عند البنى آدمين... الى بيحسوا يعنى.
جلس على الاريكه باريحيه كبيره يقول :الى بيحسوا بقا يا حمايا.
واعقب كلمته بابتسامه سمجه لتردد داليا :الله يكون بعونك يابنتى... سبحان الله برميل سماجه.. ما الحاجات دي الفلوس ماتشفعش فيها بردو.
كل هذا وهو يجلس كأنه ببيت والده يعبث فى هاتفه وبانتظار الغداء أيضا.
تحدثت جنه لوالدتها هامسه:ماما.. عايزاكى فى موضوع مهم.
فهمت داليا على الفور وقالت :تعالى معايا يا حبيبتي ساعدينى فى المطبخ.
رفع عينه بعدم رضا عن هاتفه ينظر لها ولكن لم تبالى بنظراته وذهبت مع امها تاركين زوج من الثيران كل منهم يحجم حاله عن الاخر بصعوبه يتبادلون النظرات فيما بينهم محمود باشمئزاز ونفور وسليمان ينظر له نظرات انتصار.
فى المطبخ
شهقت داليا تضرب على صدرها قائله :بتقولى ايه؟!
جنه :عايزه مانع حمل.
توترت داليا لا تعلم ماهو الصواب تقول بتذبذب:ايوه انتى لسه صغيره وعندك امتحانات ودراسه.... قاطعتها جنه بحسم :لا مش بس عشان كده.. بس انا مش عايزه حاجه تربطنى بيه انا مش ناويه اكمل معاه.
وقفت داليا تكشف عن الوعاء على الموقد تقلبه وهى تقول بهدوء :اااااه... طيب... احب اقولك مش هتعرفى... الجدع ابو دم بايعه الى برا ده شكله متنيل على عين اهله وبيحبك بجد فلو دى حجتك انسى... مش هيطلق يا عين امك.
جنه :انا هعرف ازاى اخليه يطلقنى... وبالتلاته كمان.
وضعت داليا المعلقه الكبيره من يدها تقول لها بغضب:ازاى يابنت بطنى؟
جنه :مش عارفة لسه.
رفعت داليا حاجبها تقول :مش عارفه لسه... طب ماشى.. عايزاه يطلقك ليه؟ عشان كبير؟ انتى خلاص اتجوزتيه وبقى جوزك بعد الجواز الكبير بيبقى زى الصغير كلها محصله بعدها... قوليلى بخيل عليكى ؟
جنه :لأ
داليا :بيمد ايده؟
جنه:لأ.. بس بيتحكم فيا.. فى النفس الى بتنفسه.. عايزنى ليل نهار فضياله هو وبس.
داليا :اتوكسى حد لاقى.
جنه:ياماما انا... قاطعتها تقول بتنهيده تعب :انا عارفه الى عايزه تقوليه بس مش عارفه.. لكن الراجل ده خلاص اتجوزتيه والى كان كان...انا سبحانك يارب مش بطيقه بس هو ليه ملك يتكلم عنه... الراجل هيتجنن بيكى كفايه الى عمله عشان يتجوزك.
جنه :يا ماما ده راجل ظالم ومفترى... ماشفتيهوش بيعامل الناس ازاى.. انا شوفته قطع عيش واحد اد ابوه بكلمه وهنروح بعيد ليه ماهو سبق وقطع عيش بابا.
داليا :مالكيش دعوه با ابوكى دلوقتي اتكلمى عن نفسك.
جنه:ازاى مش ابويا... الراجل ده مفترى.
وضعت داليا ما تحمله تمسح يدها بقماشه قطنيه ثم قالت :خلاص يا حبيبتي اطلقى منه ونجوزك عثمان بن عفان.
جنه:انتى بتتريقى عليا يا ماما.
داليا :لا بقولك الى فيها يا عين ماما... السوق كله كده يا حبيبتي... ده حتى ابوكى نفسه شوفى بقا هو اد ايه طيب وحنين بس فيه خصال يا ستااااااار ماتطقوهاش... بس انتو مش بتشوفوا ده.. انتى يوم ما تطلقى منه هتتجوزى مين يعنى ماهو راجل زى اى راجل على الاقل ظلمه مش واقع عليكى انتى... مش احسن من عمك عبد السلام جارنا... اديكى بتشوفيه سايح ونايح مع كل خلق الله ويوماتى يرقع مراته الغلبانه العلقه المتينه لما يحبة عينى الأمراض ركبت جسمها... احمدى ربنا وبلاش بطر... انا عارفه انه كبير اوى عليكى ومش راضيه عن الجوازه دى لحد دلوقتي ولا قبلاله زافره بس هنقول ايه ربك رايد... وليه فى كده حكمه.. ظلمه بقا انتى وشطارتك عرفتى تغيريه كان بها ماعرفتيش.. هاه هنقول ايه ربك يهدى العاصى.... يالا.. يالا معايا نخلص الاكل ونطلع بدل ما ابوكى خلاص شويه وهيبلعه... ولو على تأجيل الحمل كلميه ولو انى عارفه انه مش هيوافق... ده راجل كبير فى السن ومش هيرضا يأجل خلفه اكتر من كده...بس كلميه كده بالهدواه يممكن يوافق عشانك وانا زى ما شوفت كده هيتجنن عليكى يبقى مش هيفرفضلك طلب... يعنى زى ما قولتلك... انتى وشطارتك...فهمانى يا جنه.
اغمضت جنه عينها تسأل الا يوجد اى مهرب وهل انتهى الأمر بها معه؟
طوال طريق العودة للبيت وهى صامته... تقريباً لا تتحدث عقلها كأنه فى حلبة مصارعه لا تعلم على اى فكره تستقر وتهتدى.
وقفت تهانى فى شرفة غرفتها الجديدة تنتظره وقد طال انتظارها حتى آلمتها قدمها لكنها مازالت تنتظر بشوق لا ينضب.
حتى تهلل وجهها وهى تستمع لبوق سياره فتأكدت انه هو ققد عاد الكل من الخارج الا هو.
انمحت ابتسامتها على الفور وهى تراه يترجل من سيارته وباحضانه يضم تلك الجنه له.
هل بات يأخذها معه أينما ذهب... أصبحت لا تفارقه مطلقا.
صكت على أسنانها بغيظ شديد لا تعلم ماذا تفعل.
دقات زياد المتتاليه على الباب اخرجتها من تفكيرها اللعين وهو يردد:حبيبتي... انتى صاحيه.. عايز اتطمن عليكى.
صرخت تخرج به كل غيرتها :مش عايزه اتكلم مع حد... امشششى.
تحدث بأسف لا تستحقه:انا عارف انك لسه مجروحه منى وجرحك كبير بس حقك عليا انا..... قاطعه صوت جاء من خلفه ووصل لاذنها جيدا يقول بسخريه وتهكم:مين دى الى جرحها كبير يا حبيبي... انت بتكلم مين اصلا فى الاوضه الفاضيه دى.
استدار زياد يحدث سليمان الواقف امامه يضم جنه وقال :لأ مااا... احمم. تهاني نقلت هنا النهاردة.
سليمان بتقزز:نعم.. جنبنا..ليه يعنى. خلاص ضاقت بيها الدنيا مابقاش إلا جنب اوضتى انا ومراتى وتقعد.
على الفور وبسرعة البرق فتحت الباب بلهفه كى تملى عينها منه تنظر له فقط بانبهار
ليكمل زياد :هى بس عشان زعلانه منى.. انا بصراحة شكيت فيها... وفى الحمل.. بس الدكتوره أكدت انه موجود وفى الشهر التالت.
سليمان :نعم.
نظر لها بغيظ ثم سار تجاه غرفته يسحب جنه معه قائلاً دون النظر لهما:عرفها انى مش عايز ازعاج لا ليا ولا جنتى... وياريت مالمحهاش قدامى خالص.
دلف لغرفته يغلق الباب وهى اخذت تضرب الأرض بغيظ... لا يراها او يبالى لها بل انه حتى يطلب الا تريه وجهها متمسكا بتلك الغليظه معه.
لتدخل هى الأخرى غرفتها تغلق الباب بوجه زياد غيظا وغلا وهو يردد فى الخارج بأسف وتعاطف:ماتزعليش نفسك يا حبيبتي حقك عليا... هسيبك دلوقتي واجيلك وقت تانى تكونى هديتى.
كانت تستمع له وهى تدور حول نفسها بالغرفه لا تعلم ماذا تفعل.
اما بالغرفه المجاوره
فقد انتهت جنه من حمام هادئ ثم وقفت امام سليمان يشمط لها شعراتها الرطبه وهو ينظر لوجهها عبر المرأه ثم سأل :مالك يا حبيبتي؟
جنه :ما.. مامفيش.
استمر فى تمشيط شعرها يقول بثقه:متأكده؟
جنه :من ايه؟!
سليمان :انك مش عايزه تقولى حاجة مهمه.
استدارت له بتردد تقول وهو تقضم اصبعها:بصراحة عايزه اقول.
قررت اخذ الطريق المشروع مره معه متبعه نصيحة والدتها فقالت وهى تعبث بازارا منامته:انا عايزه اطلب منك طلب.
رفع حاجب واحد.. بات يعلمها عن ظهر قلب يتوقع طلب غير مرضى منها فقال بشك:اكيد طبعا.
ليكمل بكياسه:لو هينفع.
ابتلعت لعابها تقول بتلعثم :انا... انا عايزه نأجل... نأجل ال.. ال...
نظر لها بثقه وخبره يقول :ال إيه يا حبيبتي؟
جاوبت جنه دفعه واحده :الخلفه... انا لسه صغيره وعندى امتحانات والمستقبل قدامى وعايزه اعيش سنى زى باقى البنات.
تركها تتحدث وهو فقط ينظر لها بصمت غامض لا يفسر.
انتهت من حديثها تنظر لصمته بتوجس ثم سألت :ماقولتش ردك إيه... انا حاجه زى دى قولت... قولت لازم يعنى اخد رأيك لأنها تخصك بردو زى ما ماما قالت.
ظل على صمته ينظر لها دقيقه كامله حتى قال :عايزه ردى؟
أمأت براسها متوجسه فتقدم منها يفكك ازارار منامته حتى خلعها نهائياً وجذبها له يفكك روب الاستحمام خاصتها يكمل بجنون:لو ينفع نخلف الصبح ولو بأيدى كنت عملتها... عايزه ردي؟ ده ردى... وقريب اوى هتبقى ام ابنى... مش هتعرفى تخلصى منى يا جنه.. انا مش عيل اهبل وعارف انتى بتعملى ايه.. مش هتعرفى تخلصى منى.
لم يترك لها فرصه لا للاستيعاب او حتى للإستفسار إنما ضمها له يبدأ معها جوله حميمه يؤكد لها معنى حديثه حتى وقت متأخر من الليل.
اما بغرفة نهله فقد جلست تاكل طبق فاكهه كبير تفرغ بالخوخ كل غضبها من ذلك المختل المتعجرف.
كيف جرؤ على ذلك... كيف يحدثها هكذا من الأساس.
كلما تذكرت هيئته وهز يقول لها (احمريكا) يزداد جنونها تقضم الخوخ بغل كبير.
لتنتبه على صوت هاتفها برقم غريب فتحت الهاتف تقول :الو.
جائها الرد من صوت رزين يقول :الو.
نهله :مين؟
حمحم محدثها يقول بحرج:انا فؤاد.
اشتعلت عينها بغيظ وغل تقول وهى تنوى افراغ شحنة غضبها وغيظها عليه الآن :ايوه.. نعم.. خير.
تحدث بهدوء يقول :احممم. انا.. انا متصل عشان اقولك... احممم.. انا اسف.
اتسعت عينها بزهول.. ما هذا الذى تسمعه وهل فؤاد العصبى المتعجرف يعتذر... ولها.
لتقول تلك التى كانت تتعهد بأن تفرغ به شحنة غضبها وغيظها :احممم.. طيب خلاص حصل خير......
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
 














تعليقات
إرسال تعليق