رواية عاشق زوجتي الفصل الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه
رواية عاشق زوجتي الفصل الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة 11 من "عاشق زوجتي"
بقلم الكاتبة: صباح عبدالله فتحي
في الشركة
في مكتب جاسر تحديدًا، يدخل جاسر وهو يسحب نور خلفه بعنف، ثم يغلق الباب بسرعة. دفعها بقوة نحو الباب المغلق حتى التصقت به، ووقف أمامها مباشرةً يقول بغضب:
ـ هي حصلت تقربي من الزفت ده قدامي يا هانم؟
دفعت نور جاسر بقوة، حتى كاد أن يقع، وقالت بجمود وهي تتظاهر بالقوة:
ـ انت حصل لعقلك حاجة؟! هي حصلت تفكر اني أقرب من واحد تاني؟! ولا إنت مفكر الكل وسخ زي حضرتك...
وقبل أن تكمل نور حديثها، كان جاسر قد أمسكها من رقبتها بعنف، ملصقًا إياها بباب المكتب مرة ثانية، وقال بفحيح يشبه فحيح الأفاعي:
ـ أقسم بالله يا نور، كلمة تانية زي دي لأكون مخلّص عليكي. والمنظر اللي حضرتك شفتيه مع ملك السكرتيرة أكتر من مرة... أنا ما كنتش بعمل فيه حاجة غلط ولا حرام. ملك بتكون مراتي، زيها زيك بالضبط!
نظرت نور إلى جاسر بذهول، وسقطت الكلمات على مسامعها مثل الصاعقة. لم تشعر بنفسها إلا ودموعها تتساقط من عينيها، وقالت بصوت بالكاد يُسمع:
ـ مراتك إزاي؟! أمال أنا مين؟
نظر جاسر إليها بحزن للحظات، ثم ابتعد عنها وتقدّم نحو المكتب، وقال بأسف وهو ينظر إلى الأوراق أمامه ويعطيها ظهره... قال جاسر وهو يشيح بوجهه بعيد عن نور:
ـ للأسف أنا عمري ما كنت بعتبرك أكتر من واحدة اتجبرت عليها. إنما ملك... أنا كنت معجب بيها من أول يوم اشتغلت في الشركة، واعترفت لها، وعرضت عليها إننا نتجوز في السر، وهي وافقت.
تقدّمت نور نحوه، أمسكت بكتفه بقوة وسحبته باتجاهها لتجبره أن ينظر إليها، وقالت بصوت باكي:
ـ أنا مش عاوزة أعرف قصة حبك إنت وهي... أنا عاوزة أعرف حاجة واحدة بس: إنت متجوزها قبل مني ولا بعد مني؟
نظر جاسر إلى عيني نور اللتين احمرّتا من شدة البكاء، وقال ببرود:
ـ وتفرّق إيه يعني إذا كانت قبلك ولا بعدك؟
صرخت نور بغضب وهي تمسك قميصه بيديها:
ـ يمكن مش تفرق معاك، بس تفرق معايا أوي! عاوزة أعرف... كنت أنا الزوجة التانية ولا الأولى؟ عاوزة أعرف إيه سبب الذل ده كله!
ثم أكملت بصوت مكسور، ودموعها تنساب على خديها وهي تنظر في عينيه:
ـ حرام عليك يا أخي... أنا عملت إيه فيك عشان تعمل فيا كده؟ ذنبي إيه؟ حرام عليكم...
دفعت جاسر بعيدًا عنها، وقالت بصوت عالٍ وهي تمسح دموعها بقهر:
ـ عاوزة أعرف... أنا كنت الزوجة الأولى ولا التانية؟ أنا أنهي واحدة فيهم؟
كان جاسر واقفًا يسمع كلماتها متقبّل رد فعلها، يحاول ابتلاع ريقه بصعوبة كأن حلقه جفّ وما فيش حاجة تروي عطشه. لم يعرف ماذا يقول، لكنه كان مجبر يعترف بالحقيقة:
ـ ولا قبلك... ولا بعدك.
صمت للحظات، غير قادر أن ينطق بما يريد قوله، بينما قالت نور بضعف وذهول وهي تحدّق في وجهه الذي يتهرّب من نظراتها:
ـ إزاي يعني "ولا قبلي ولا بعدي"؟! إيه... اتجوزتنا إحنا الاتنين في يوم واحد ولا إيه؟
قالتها وهي لا تدري أنها سألت وأجابت في نفس اللحظة. صمتت للحظة، تحدّق في ملامحه المتغيرة، كأنها تقرأ الحقيقة من عينيه. تجمّدت في مكانها ثم تراجعت للخلف، شعرت بالاختناق، وكأن روحها تنسحب من جسدها، وقالت بصوت بالكاد يُسمع:
ـ معقولة... اتجوزتنا إحنا الاتنين في يوم واحد؟!
---
خارج المكتب
كان يوسف واقفًا أمام أحمد، الذي ما زال يحمل محفظة يوسف، وتظهر منها صورة امرأة (أم يوسف)، لكن أحمد لم يلاحظها بعد. مدّ يوسف يده ليأخذ المحفظة، بينما قال أحمد باستغراب:
ـ إزاي يعني؟ مش فاهم! إيه اللي بينك وبين جاسر ابني؟ وإزاي هو السبب في حالتك دي؟
أجاب يوسف بينما كان أحمد يمد له المحفظة، دون أن يلاحظ أي منهما سقوط صورة أم يوسف على الأرض، وظلّا ينظران في أعين بعضهما... يوسف وأحمد.. قال يوسف بحدة وهو يحاول يسيطر على أعصابه:
ـ الأستاذ المحترم خبطني بالعربية امبارح! ومش بس كده، بدل ما ياخدني على المستشفى يعالج جروحي، وقف يتخانق معايا.
نظر أحمد إلى يوسف بذهول وقال بيأس ممزوج بالخجل من أفعال جاسر، بينما رفع يده يربت على كتف يوسف:
ـ أنا بعتذر منك للمرة التانية يا ابني، بجد أنا محرج جدًا منك ومن أفعال جاسر ابني الغريبة دي. بس أنا مستعد أقدم لك تعويض عن اللي حصل لك بسببه.
قاطعه يوسف بسرعة وقال:
ـ عوضي على الله، واحد متشكر، أنا مش عاوز تعويض عن حاجة يا أستاذ. أنا جيت عشان الوظيفة بس، ولسه لحد دلوقتي مش عارف أنا اتقبلت ولا لأ، علشان ما تعبش نفسي وأجي هنا تاني.
وضع أحمد يده على كتف يوسف وقال:
ـ طيب تعالَ بقى نناقش الموضوع ده في المكتب علشان هنا مش هينفع.
وبالفعل أخذ أحمد يوسف وذهب به إلى المكتب، ولم يلاحظ أحد منهم الصورة التي سقطت من المحفظة.
---
نرجع عند جاسر ونور
تراجعت نور للخلف وهي تنظر إلى جاسر الذي صمت ولم يثبت بهذا الصمت إلا أنها على حق فيما قالت. ظلت نور تتراجع لحد ما انصدم ظهرها في شيء صلب، تنظر خلفها لتجد باب المكتب. لمعَت عيناها بدموع أخرى، فتحت باب المكتب كما لو كانت داخلة جحيمًا وأخيرًا ستخرج منه.
خرجت ودموعها تنهمر على خديها، وهنا اصطدمت دون قصد بتلك الخبيثة التي سرقت منها أجمل أيام حياتها، أجمل يوم تتمناه أي فتاة... سرقت منها حضن زوجها الذي كانت تحلم به طول عمرها.
ظلت نور تنظر إلى ملك التي كانت تحمل فنجان قهوة، فانسكب عليها بسبب اصطدام نور. احترق كف نور الذي لم تشعر به من الأساس، كانت نور تنظر إلى ملك بذهول ولا تشعر بشيء يحدث حولها، بينما كانت ملك تصرخ وهي تمسك قدمها التي انحرقت بسبب القهوة. يركض جاسر على ملك وهو يقول بقلق:
ـ ملك! إنتِ كويسة؟ وريني كده.
كان جاسر يمسك قدم ملك وهي تنظر إلى نور باستهزاء، بينما اقتربت أكثر من جاسر وكأنها ستُغشى عليها. لم تتحمل نور رؤية هذا المنظر كثيرًا، فركضت بكل ما تملك من قوة خارج الشركة.
نظر إليها جاسر محاولًا أن ينهض ويركض خلفها، لكن أوقفه صوت ملك الخبيثة التي أمسكت قميصه وقالت بتمثيل التعب وكأنها ستفقد وعيها:
ـ جاسر... مش تسبني أنا.
ثم أغلقت عينيها بخبث وتظاهرت أنها أُغمي عليها. حملها جاسر بسرعة ودخل بها إلى المكتب وهو يصيح:
ـ حد يطلب الدكتور بسرعة!
وبعد ربع ساعة جاء الطبيب وفحص ملك التي ما زالت تتظاهر بأنها فاقدة للوعي، متمسكة بقميص جاسر ولا تسمح له أن يبتعد عنها. وبعد الفحص قال الطبيب بابتسامة:
ـ ألف مبروك يا أستاذ جاسر، المدام بتاعت حضرتك حامل.
وفي هذه اللحظة كان أحمد يدخل المكتب، وقد سمع ما قاله الطبيب. وقف مذهولًا وهو يكرر الكلمة:
ـ حامل؟
التفت جاسر ينظر إلى أحمد بدهشة، بينما أكمل الطبيب ببراءة، وهو يظن أن ملك زوجة جاسر:
ـ أيوه يا أستاذ، ألف مبروك... المدام ملك حامل في الشهر التاني.
يتبع
حطي نفسك مكان نور وحكيلي كنتي تعملي ايه لو عريسك سابك يوم فرحك وراح اتجوز غيرك 🙄
عاوزه تفاعل حلو بقا علشان ننزل اللي بعده
الحلقة 12 من #عاشق_زوجتي
# للكاتبة #صباح عبدالله فتحي
في منزل عائلة يوسف
جرس الباب يرن باستمرار دون توقف. تخرج سمر من غرفتها، وتخرج أم يوسف من المطبخ قائلة بفزع وهي تنظر إلى سمر:
_خير اللهم اجعله خير، مين اللي على الباب ده؟
تجيب سمر بتوتر:
_ما عرفش يا ماما.
فترد أم يوسف بقلق:
_طيب، اجري افتحي الباب، لا يكون أخوكي حصل له حاجة لا قدّر الله.
تركض سمر نحو الباب، وما إن فتحته حتى صرخت بفزع حين سقط الشخص الذي كان يطرق على الأرض مغشيًا عليه... ولم تكن إلا نور.
كانت نور قد فقدت الوعي تمامًا، ولم تعد ترى سوى الظلام يحاوطها من كل اتجاه. تصرخ أم يوسف بفزع وهي تركض نحو نور، بينما سمر تحاول إيقاظها:
_يا حبيبتي... يا بنتي!
ثم جلست أم يوسف على الأرض، تأخذ نور من أحضان سمر وتضمها هي الأخرى إلى صدرها، وهي تقول بلهفة:
_قومي يا سمر، هاتي قزازة عطر من عندك ولا من عند أخوكي بسرعة.
ترد سمر وهي تنهض مسرعة:
_حاضر يا ماما.
دخلت سمر غرفتها وأحضرت زجاجة عطر وأعطتها لوالدتها، التي أخذت ترش القليل على إصبعها ثم قربته من أنف نور بلطف.
تململت نور قليلًا، وفتحت عينيها ببطء، تتجول بهما للحظات تبحث عن أين هي. وحين وجدت نفسها داخل أحضان تلك المرأة التي طالما اعتبرتها بمقام أم لها، انفجرت في بكاء مرير، ودفنت وجهها في صدر أم يوسف بقوة، كأنها تريد أن تختبئ داخلها من هذا العالم القاسي. لم تتمالك سمر نفسها، فبكت هي الأخرى، وكذلك أم يوسف، على بكاء نور، وهما لا يعرفان سبب دموعها. اقتربت سمر وجلست بجوارها، تربت على كتفها بحنان قائلة:
_خير مالك يا نور ياحبيبتي.
لم تقدر نور أن تجيب، فقط كانت تبكي بقوة وتشهق مثل الطفل الذي تخلّت عنه أمه وذهبت بعيدًا عنه. بينما قالت أم يوسف وهي تملس على رأس نور بحزن:
سيبيها يا سمر، يا بنتي... تعيط براحتها، العياط بيريّح.
ـ، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الشركة
في مكتب جاسر، ما زالت تلك الخبيثة تمثل دورها وتتظاهر بالإغماء، بينما قال أحمد وهو ينظر إلى جاسر بغضب:
حامل! وفي الشهر التاني؟ إزاي؟ وهي أصلاً مش متجوزة!
جلس جاسر على الأريكة بجانب ملك، ينظر إلى الأرض ولا يعرف ماذا يقول. بينما قال الطبيب وهو ينظر إلى أحمد باستغراب:
هو حضرتك ما تعرفش إن المدام ملك مرات الأستاذ جاسر؟
وهنا نظر أحمد إلى الطبيب بذهول وقال:
إنت بتخرف؟! بتقول إيه! ملك مين دي اللي تبقى مرات الأستاذ جاسر؟!
عندها، استغلت ملك الموقف لتكمل لعبتها وتوقع الجميع في الفخ الذي نصبته، فكانت مغمضة العينين، تتظاهر بالهذيان وكأنها تتحدث وهي لا تشعر بما تقول، ثم همست بصوت متقطع:
جاسر... حبيبي... ما تسبنيش... أنا بحبك.
ينظر أحمد إلى تلك الخبيثة بدهشة، بينما كان جاسر يرمقها بقرف وغضب مميت، وهو يعلم أن كل ما يحدث ليس إلا لعبة خسيسة منها أوقعته في شباكها.
تفوه أحمد بصدمة:
هي بتقول إيه دي؟!
ساد صمت مرعب لثوانٍ، كان أحمد خلالها يحدّق في جاسر الذي لم يستطع أن يرفع عينيه عن الأرض، حتى قطع هذا الصمت صوت الطبيب وهو يلتقط حقيبته من على الطاولة قائلاً:
يبدو إن دي مسألة عائلية... أستأذن أنا.
وبالفعل غادر الطبيب. التفت أحمد خلفه إلى الموظفين الذين كانوا يقفون يراقبون المشهد، ثم عاد بنظره إلى جاسر بغضب حارق وقال بصوت منخفض لكنه كالسهم:
سيب كل حاجة في إيدك... وحصلني على البيت يا جاسر.
غادر أحمد المكتب، وما زال غير قادر على استيعاب ما حدث. كان يشعر بالاختناق والدوران، ففك رباط رابط عنقه بعنف وضجر. وفجأة وقعت عيناه على شيء ملقى على الأرض، فانحنى ليلتقطه، فإذا بها صورة امرأة. لم تكن سوى صورة أم يوسف التي سقطت من محفظة يوسف سابقًا. وقبل أن يلتقط أنفاسه، جاء يوسف مسرعًا وقال وهو يمد يده:
شكرًا يا أستاذ... دي صورة أمي، كانت واقعة مني وبادور عليها.
تجمّد أحمد في مكانه، ينظر إلى يوسف بذهول، وفجأة أحاط به الضباب من كل اتجاه. أغمض عينيه وفتحهما بلا وعي، ثم سقط مغشيًا عليه. صرخ يوسف بفزع وهو يحاول رفع أحمد من الأرض:
أستاذ أحمد! إنت كويس؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكتب جاسر
بعد ما غادر أحمد والطبيب، نظر جاسر إلى ملك بتقزز وهو يجلس على الأريكة بجانبها، ثم نظر إلى يديها التي كانت تمسك بقميصه فأبعدها عنه بعنف، ثم نهض وتقدم تجاه مكتبه وأمسك زجاجة الماء، ودون تفكير سكب كل الماء الذي في الزجاجة على وجه ملك وهي نائمة. قامت وهي تشهق وقالت بفزع:
_هااا… إيه في إيه؟
ثم نظرت إلى ذاك الثور الذي كان ينظر لها بعين حمراء، فبلعت ريقها بصعوبة وهي تقول بينما كانت ما زالت تلعب لعبتها التي لم تمل منها:
_جاسر أنا دايخة أوي، هو إيه اللي حصل؟ وليه إنت بتحط عليّا مية بالشكل ده؟ هو إيه اللي حصل؟ أنا مش فاكرة حاجة.
كانت تقول كده وهي تضع يديها على جبينها، بينما انحنى جاسر عليها وأمسكها بغضب من عنقها وقال بفحيح مثل فحيح الأفاعي:
_مش فاكرة حاجة يا روح أمك؟ أنا هفكرك… يا بنت **… بقا أنا بنت زيك تلوي دراعي بالشكل ده! انطقي يا بنت ** إنتي حامل إزاي وإنتي أصلًا مركبة وسيلة منع الحمل؟
ترد ملك بصوت مخنوق، وتتعقد الدماء في وجهها وكان وجهها يقلب ألوان، بينما كانت تحاول أن تفلت نفسها من يد ذاك الثور الغاضب الذي سوف يقضي عليها دون أن يشعر:
_هموت يا جاسر… سبني، هفهمك على كل حاجة بس سبني… هموت.
ينظر لها جاسر بقرف ويلاحظ أنها سوف تموت حقًا، فـ يبعد عنها وهو يقول بصوت عالي:
_اخلّصي يا بنت… انطقي، إنتي حامل إزاي بدل ما أخلّص عليكي؟
كانت تكح ملك وهي تضع يديها على عنقها وتحاول أن تأخذ أنفاسها التي افتقدتها للحظات، ثم قالت بخوف:
_أنا شلت الوسيلة من تالت شهر يا جاسر، أنا من حقي أكون أم… نفسي يكون عندي طفل زي أي واحدة في الدنيا.
وهنا يصفعها جاسر على خدها بقوة، وقال بغضب مميت وهو يمسكها من شعرها بعنف:
_نعم يا روح أمك! مفكراني مش عارف إنتي مين؟ ولا أنا أهبل أصدّق كلامك ده ويمشي عليا؟ ده إنتي بنفسك اللي روحتي ركبتي وسيلة منع الحمل! ولا عشان حسيتي إني حبيت نور وببعد عنك، حبيتي تلوي دراعي يا بنت **؟
ترد ملك بدموع تماسيح وهي تحاول أن تأثر على عواطف جاسر وتلعب بمشاعره:
_حرام عليك يا جاسر، هو أنا عملت إيه عشان تعمل فيا كده؟ ده أنا حبيبتك ورضيت أكون الزوجة التانية ووفقت جوازنا يكون في السر علشان أرضيك… دي أخرتها يعني؟ ولا عشان زهقت مني عاوز ترميني في الشارع أنا وابني؟
يرد جاسر وهو يضحك باستهزاء:
_هههاا… وانتي مفكراني أهبل هاخد الأمور بالشكل ده؟ وإنك وافقتي تكوني الزوجة التانية وكمان على جواز عرفي عشان بتحبيني ولا عشان ترضيني؟ لا يا روح أمك… إنتي من أول ما عرفتك وأنا عارف إنك واحدة رخيصة، مستعدة تبيع نفسها عشان الفلوس. وأنا لمّا اتجوزتك، اتجوزتك غيظ في أبويا وغيظ في البنت اللي اتغصبت عليها… بس فعلًا كنت غبي أوي عشان عملت كده، وإنتي أكتر حاجة أنا ندمان عليها دلوقتي.
ابتعد جاسر عن ملك وهو يقول بهدوء مميت:
_اللي في بطنك ده لازم ينزل… أنا خلاص ما بقيتش عاوزك في حاجة، ولا اللي في بطنك… ده أنا ماليش علاقة بيه. وانتي… طالق… طالق… طالق.
بتبع
الاحداث الجايه نار عاوزه تفاعل حلو ورأيكم علشان نكمل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل 13 من #عاشق_زوجتي
#للكاتبة #صباح #عبدالله #فتحي..
في الشركة..
يركض جاسر خارج المكتب بعد ما طلّق تلك الخبيثة ملك، عندما سمع صراخ يوسف باسم والده خرج مفزوعاً يتساءل عما حدث..
إيه ده، هو في إيه؟
لم يُجِبه أحد، وتوقف للحظات ينظر إلى الموظفين الذين يجتمعون في مكان واحد. يسمع جاسر مرة ثانية صوت يوسف قائلاً بصراخ:
إنتوا واقفين تتفرجوا! حد يطلب الإسعاف ولا يجيب عربية ناخده على المستشفى بسرعة.
يفتح أحمد عيناه ببطء شديد وهو يعضّ على أسنانه ويضغط بيده على قلبه من شدة الألم، وقال بصوت ضعيف كاد لا يُسمَع، بينما أمسك بكف يوسف الذي كان يجلس أرضاً واضعاً رأس أحمد على قدميه:
سامحني يا ابني، وخلي أمك تسامحني.. أنا عارف إني ظلمتها كتير، بس لو اتكتب لي عمر جديد هصلّح كل حاجة. صدقني دورت عليكم كتير أوي، وكان نفسي نعيش كلنا تحت سقف واحد.. أخدك في حضني وأديك حقك زيك زي أخوك.
وهنا كان يقف جاسر الذي استمع إلى الحديث وقال بدهشة:
أخوه؟ أخوه مين وحق إيه اللي بتقول عليه؟
ينظر يوسف إلى جاسر، ثم ينظر إلى أحمد بذهول وهو لا يستوعب ولا يفهم شيئاً، وتفوه قائلاً:
أنا بصراحة مش فاهم حضرتك بتقول إيه؟ بس مش مهم.. أهم حاجة دلوقتي ناخدك على المستشفى.
وهنا جاء أحد الموظفين قائلاً:
عربية الإسعاف وصلت يا فندم.
وبالفعل يُسمَع نداء سيارة الإسعاف. ينهض يوسف من على الأرض من أجل أن يحمل جسد أحمد، فيتقدم جاسر ويدفعه بقوة بعيداً عن والده وقال بحنق:
ابنه لسه عايش، ما ماتش علشان تشيله أنت.
حمل جاسر والده وخرج به من الشركة ووضعه في سيارة الإسعاف، بينما وقف يوسف ينظر إلى آثار رحيل جاسر وكلام أحمد له منذ قليل يتكرر في أذنه. يريد أن يستوعب كلماته لكنه لا يقدر أن يفسر ما يقصده، فخرج مسرعاً من أجل أن يلحق بسيارة الإسعاف قبل أن تغادر.
ركب بجوار أحمد على الكرسي الأيمن، بينما كان يجلس جاسر على الكرسي الأيسر. قال جاسر بضيق ويريد أن يُنزِل يوسف من السيارة:
هي فسحة أي حد يركب ولا إيه؟ انزل، إنت جاي تعمل إيه؟
ينظر له يوسف بضيق ولم يُكلف نفسه بالرد عليه...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكتب جاسر
ما زالت ملك تجلس كما هي في حالة من الذهول، لا تصدّق ما حدث. تستفيق من صدمتها على صوت رنين الهاتف، فتلتقطه وتضعه على أذنها وتقول بدهشة:
الحقيني يا مي! جاسر طلقني بعد ما عرف إني حامل؟
تجيب مي، ابنة عم ملك وصديقتها المقرّبة، والتي تخطّط معها أيضاً، بذهول عبر الهاتف:
يا لهوي! إنتي بتقولي إيه يا ملك؟ طلقك إزاي؟
ترد ملك وهي تبكي:
طلقني يا مي، ورماني في الشارع أنا وابني! أنا مصدومة.. مش عارفة أعمل إيه دلوقتي ولا أروح فين. ده أبويا ممكن يقتلني لو عرف اللي حصل!
تجيب مي عبر الهاتف قائلة:
ينهار مش فايت! ده بدل ما ياخدك في حضنه وينسى الزفت التانية دي؟
ترد ملك ببكاء:
منهم لله هما الاتنين! حسبي الله ونعم الوكيل فيهم.. دمروني ودمروا حياتي! وصدق اللي قال: الدم عمره ما يكون ميّه. هو مش هان عليه بنت عمه من لحمه ودمه؟! رماني أنا وابني في الشارع. ده أنا حتى متجوزة عرفي! لا قانون ولا محكمة هتجيب لي حقي.. أعمل إيه دلوقتي؟
تجيب مي بخبث:
اصبري بس.. هفكرك، في طريقة نوقّعه تاني! ما هو لو مش وقع بمزاجه، هنوقّعه إحنا غصب عنه. ودول ناس ما يهمهمش غير سمعتهم.. أكيد لو لقينا طريقة حلوة نستفزهم بيها هنطلع منهم بقرشين حلوين. ما تخافيش من أبوكي، إنتي عارفة كلب فلوس.
تجيب ملك ببكاء شديد:
طيب فكّري يا مي.. أنا في عرضك. أنا تايهة، مش عارفة أعمل إيه.
ترد مي باشمئزاز:
طيب، اصبري بس أفكر بهدوء عشان أجيب فكرة جامدة نوقّعهم بيها. ما إنتي اللي خايبة! بقالك سنتين متجوزة ومش عارفة حتى تخليه يكتبلك الشقة اللي إنتوا كنتم بتتقابلوا فيها باسمك.
ترد ملك بانفعال وبصوت مخنوق بالبكاء:
يا شيخة ارحمني! أنا في إيه ولا في إيه دلوقتي؟! وبعدين إنتِ كنتي شايفة بعينك هو كان بيتعامل معايا إزاي.. ده كأنه كان عارف إنه هيرميني في أي وقت ييجي على باله.
تجيب مي مهدّدة:
طيب طيب، اهدي يا أختي! مش قصدي حاجة. تعالي على البيت نفكر سوا في فكرة كويسة، بس حاولي تسيطري على نفسك علشان أبوكي ما يحسش بحاجة. لحد ما نلاقي طريقة حلوة نطلع بيها بقرشين نسكته بيهم، وبعدين نشوف هنعمل إيه.
---
(الصديق السوء لا يوفّق الله له إلا صديقاً مثله، ولا يرشده إلا إلى الضلال، وليس إلى الهدى. وأما الصديق الصالح والطيب فلا يوفّق الله له إلا الصديق الصالح الذي يعينه على الهدى وفعل الخير. فإن شعرت يوماً أن أحدهم يبتعد عنك دون سبب، فاعلم أنه ليس مثلك، ولن يوفّق الله لك إلا من هو خير لك. وربما كان وجوده شراً لك، فحماك الله منه.)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل جاسر
تقف هانم في المطبخ تحضّر الطعام بمساعدة الخادمة، استعداداً لاقتراب موعد قدوم زوجها وابنها الوحيد من العمل. وبينما كانت مشغولة في التحضير، بدأ قلبها ينبض بجنون فجأة، فوضعت يديها على صدرها وهي تقول بنبرة متوترة:
خير اللهم اجعله خير.
تلاحظ الخادمة وضع هانم، فتتقدّم نحوها وتساعدها على الجلوس على الكرسي وهي تقول بقلق:
خير يا مدام، حضرتك كويسة؟
تجيب هانم بصوت ضعيف وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة:
مش عارفة يا بنتي إيه اللي حصلي فجأة... حاسة إن حد حصله حاجة. خير اللهم اجعله خير.
ترد الخادمة مطمئنة وهي تربّت على كتفها:
خير إن شاء الله يا ست هانم، ما تقلقيش...
وفجأة يصدر صوت رنين الهاتف. تنظر هانم إلى الهاتف كما لو كانت تعرف من المتصل، تركض نحوه، وبمجرد أن أمسكت بالسماعة وضعتها على أذنها وقالت بصوت مرتفع:
أيوه يا أحمد...
لكن المتصل قاطعها قائلاً:
أنا مش أحمد يا مدام.
تنظر هانم إلى السماعة بارتباك وقلبها يتمنى أن المتصل لا يجيب على سؤالها، ثم قالت بتردد:
أمال مين حضرتك؟
فيرد المتصل قائلاً:
أنا دكتور من المستشفى اللي نُقل إليها ثلاثة أشخاص عملوا حادث بعربية إسعاف من حوالي ساعة ونص تقريباً... للأسف، مات واحد من عائلتكم، والاتنين التانيين بين الحياة والموت.
هنا لم تستطع هانم استيعاب ما قاله الطبيب، ولم تتحمّل وقع الصدمة، فوقعت مغشياً عليها دون أن تشعر...
يتبع
واحد من العيلة مات ... واتنين بين الحياة والموت
😱 مين اللي مات؟ ومين الاتنين اللي لسه بيصارعوا بين الحياة والموت؟ وهل الصدمة دي هتغيّر مصير العيلة كلها؟
✍️ استنوا الفصل الجاي من عاشق زوجتي 🔥
الحلقة 14 من "عاشق زوجتي"
للكاتبة صباح عبدالله فتحي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عائلة يوسف
الساعة أصبحت 11 مساءً، ولم يعد يوسف حتى الآن، وما زال كلٌّ من أمّه وأخته سمر مستيقظين ينتظرانه، بينما نور قد غرقت في نومٍ عميق من شدّة أحزانها، فلم تشعر بشيء يحدث حولها. كانت أم يوسف وسمر تجلسان على الأريكة تنتظران عودته، فقالت الأم وهي تضرب بقدميها بلطف، والقلق ينهش قلبها وأفكار مزعجة لا تتركها:
يا رب أنا ماليش غيرك، احفظه ورجّعه لي بالسلامة يا رب. ده نازل من البيت زعلان مني، يا رب رجّعه لي سالم يا حبيبي.
ثم نظرت إلى سمر، والدموع تغلغلت على جفونها، وقالت بصوت مخنوق بالبكاء:
قومي يا بنتي، رنّي على أخوكي، شوفي فين ولا حصله إيه… الله يرضى عليكي.
ردّت سمر وهي تضع الهاتف على أذنها:
والله يا ماما دي عاشر مرّة أرن عليه فيها، والتليفون يديني غير متاح.
وفجأة صدر صوت رنين هاتف. نظرت سمر وأمها إلى مصدر الصوت، فقالت سمر وهي تنهض من على الأريكة وتتقدّم نحو الهاتف الملقى على الأرض مكان ما كانت تجلس نور:
إيه ده؟ تليفون مين اللي بيرن ده؟
نظرت أم يوسف إلى الهاتف وقالت بلا مبالاة:
أكيد تليفون نور، افتحي شوفي مين، لا يكون حد من أهلها بيطمنوا عليها.
فتحت سمر الهاتف ووضعته على أذنها، وقبل أن تقول شيئًا جاءها صوت امرأة تبكي عبر الهاتف قائلة بصوتٍ عالٍ:
الحقينا يا مدام نور! الأستاذ أحمد والأستاذ جاسر عملوا حادثة، وإحنا في المستشفى دلوقتي.
أبعدت سمر الهاتف عن أذنها، ونظرت إلى نور التي خرجت من الغرفة تتمايل، تسند على أي شيء يقابلها، لا ترى أمامها، وقالت بذهول:
جاسر… جوزِك عمل حادثة يا نور!
وهنا نظرت نور إلى سمر بذهول، بينما وقفت أم يوسف على قدميها وقالت بدهشة:
إيه اللي انتي بتقولي ده؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفى
جلست هانم على أعصابها أمام غرفة العمليات، لا تعرف بعد من الذي مات، ولا من هو الشخص الثالث الذي أشار إليه الطبيب. وعندما وصلت إلى المستشفى بعد أن أفاقت من الصدمة، أخبروها أن واحدًا من بين ثلاثة أشخاص قد مات، والثالث من رجال الإسعاف. أمّا الاثنين الآخرين: فقد أصيب أحدهما في قدمه إصابة سببت له شللاً، فلم يعد قادرًا على الحركة بعد الآن، بينما الآخر أصيب في رأسه إصابة تسببت له في فقدان جزئي للذاكرة، ودخل في غيبوبة. أمّا الثالث فما زال داخل غرفة العمليات، والأطباء يفعلون ما بوسعهم لإنقاذه.
جلست هانم على الكرسي أمام غرفة العمليات تبكي وتدعو الله أن يكون الشخص الذي مات هو نفسه الذي قصده الطبيب، وأن يكون الاثنان المصابان هما زوجها وابنها الوحيد. كانت تستطيع تحمّل عبء رعايتهما، لكنّها لا تستطيع تحمّل فراق أحدهما.
وبعد ساعة إلا ربع، انفتح باب العمليات وخرج الطبيب، وخلفه ممرّض يجرّ سريرًا بعجلات عليه شخص ممدّد ومغطّى بملاءة بيضاء تصل حتى رأسه. وقفت هانم تنظر إلى المشهد بذهول، مسندة يديها على الحائط.
في نفس اللحظة وصلت نور إلى المستشفى بصحبة سمر وأم يوسف، اللواتي رفضن أن يتركنها وحدها في هذه الظروف. وما إن رأت نور الشخص الممدّد على السرير، حتى صرخت وهي تركض نحوه، ظنًّا منها أنّه زوجها:
لا… لا، جاسر! لااا…
نظرت هانم إلى نور بذهول، وقلبها سقط في قدميها عندما نطقت باسم جاسر. حدّقت في الشخص المغطّى بدهشة، وخيّل إليها للحظة أنّه بالفعل قد يكون جاسر ابنها. ظلّت واقفة كأن قدميها التصقتا بالأرض، عاجزة حتى عن التعبير بحرف واحد.
بينما كانت نور تبكي وتحتضن الجسد الممدّد، هبّت نسمة رقيقة نزعت الغطاء عن وجه الميت. وهنا كانت الصدمة مرعبة للجميع.
ونور، الغارقة في دموعها، ما زالت تحتضن الجسد دون أن تنتبه لوجهه، إلى أن صرخت أم يوسف بصوتٍ عالٍ أرعب الحاضرين، وركضت نحو الجثمان كالمجنونة وهي تولول:
أحمــد! لااا… أحمد! لا، لااا!
رفعت نور رأسها عن صدر أحمد، عمّها، الذي ظنّت للحظات أنّه زوجها. كانت الصدمة كافية لتجعلها تصمت للحظات، وهي تنظر إلى أم يوسف التي كانت تحتضن زوجها، حبيب قلبها، وقرة عينها الذي حرمها القدر منه خمسًا وعشرين سنة. لم تتخيل طوال حياتها أنّه عندما تراه ثانية سيكون فارق الحياة. وفي نفس اللحظة صرخت هانم هي الأخرى باسم زوجها وقرة عينها وأب ابنها الوحيد:
أحمد… حبيبي! لا يا أحمد، بالله عليك ما تعملش فينا كده! اصحى بالله عليك… لا يا أحمد ما تسبنيش! وحياة غلاوتي عندك…
ودون أن تدرك ما تفعله، أمسكت أم يوسف بيدي أحمد، وقالت بصوت باكٍ مرتجف:
طيب، ونبي قوم علشانها… هي نجلاء اهي يا أحمد! قوم… أنا عارفة إنك طول 25 سنة ما نسيتهاش لحظة، طول 25 سنة وانت بتفكر فيها وبتحلم باليوم اللي تلاقيها فيه… أنا فعلًا اللي كنت مراتك ومعاك طول الـ25 سنة، بس انت كان قلبك وعقلك مع نجلاء… أنا عارفة إنك كنت بتحاول تخبي ده، لكن خوفك وتفكيرك فيها كان باين للكل… ونبي أصحى يا أحمد علشاني وعلشان نجلاء حبيبتك…
ثم انهارت بجسدها على الأرض وهي تمسك بيدي نجلاء، وقالت ببكاء وترجٍ، تنظر إلى نجلاء التي كانت تبكي بانهيار واضعةً يديها على فمها لتمنع صرخاتها التي تحرق قلبها وتريد الخروج:
سامحيني يا نجلاء… سامحي أحمد، ونبي! أنا عارفة إننا ظلمناكِ كتير… بس والله ندمنا، ودورنا عليكي… أحمد كان طول الوقت حاسس بالذنب… ونبي سامحيه يا نجلاء، على الأقل يكون مرتاح في موته من إحساس الذنب.
نظرت نجلاء إلى أحمد وقالت ببكاء شديد:
أنا مسامحاك يا أحمد… والله مسامحاك من يومها… والله عمري ما قدرت أزعل منك ولا أفضل زعلانة منك… إحنا آه حكمت علينا الظروف نبعد عن بعض، بس قلوبنا طول عمرها كانت قريبة من بعض… روح يا أحمد… أنا مسامحاك… والله يسمحك ويرحمك ويغفر لك ويجعل مثواك الجنة ونعمها يا رب العالمين…
ثم عانقت نجلاء أحمد وهي تبكي بحرقة وندم على عمرها الذي ضاع في بعده، بينما كانت هانم تبكي أيضًا وهي جالسة على الأرض منهارة، في حين وقفت نور في حالة من الذهول، لا تفهم شيئًا مما يحدث.
أمر الطبيب التمرجي الذي كان يقف بجوار السرير بأن يغطي وجه أحمد ويأخذه إلى المشرحة، ثم التفت إلى الجميع وقال بصوت حزين:
البقاء لله وحده يا جماعة… أنا آسف، ماقدرتش أساعد الأستاذ أحمد في حاجة، لأنه قبل الحادث كان متعرض لأزمة قلبية. آسف مرة تانية… أما الأستاذ جاسر، فقد أصيب إصابة قوية في رأسه، ولحد دلوقتي مش قادرين نحدد تأثير الإصابة بالضبط… ممكن يتعرض لفقدان جزء كبير من الذاكرة، أو فقدان النظر، أو حتى شلل كامل في جسمه. مش هنقدر نعرف حالته إلا بعد ما يفوق من الغيبوبة.
أما الشخص التالت… أنا ماعرفش هو مين، لكن كان موجود مع الأستاذ جاسر وقت الحادث. أصيب إصابة خطيرة في رجله اليمين، وللأسف سببت له عجز كامل في الحركة.
ثم أخرج الطبيب من جيبه ساعتين، إحداهما ذهبية والأخرى فضية، وقال:
الساعتين دول… واحدة كانت في إيد الأستاذ جاسر، والتانية كانت في إيد الشخص المجهول.
انتزعت سمر الساعة الفضية من يد الطبيب بسرعة، وحدقت فيها بذهول ثم صاحت:
دي… دي الساعة بتاعة يوسف، أخويا! أنا لسه جايباها له هدية من يومين… هو فين يوسف؟ فين أخويا؟!
يتبع
يا ترى إيه اللي ممكن يحصل بعد الحادث؟
جاسر دلوقتي بين الحياة والموت، ولو فعلاً فقد الذاكرة زي ما قال الدكتور…
تفتكروا هيتعامل مع نور إزاي؟ 😔
هل هينساها ويرجع لملك تاني؟ 😳
ولا قلبه هيحس بيها من غير ما يفتكر؟ ❤️
عاوزة أعرف رأيكم…
لو إنتوا مكان نور، تستنوا وترعوا جاسر لحد ما يفتكر؟ ولا تنسحبوا وتسيبوا الجرح يخف مع الوقت؟
الرواية خلاص قربت للنهاية، مش فاضل غير حلقتين بس… مين متحمس يشوف النهاية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة 15 وقبل الأخيرة من رواية "عاشق زوجتي" للكاتبة صباح عبدالله فتحي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ثلاثة أشهر من الحادث
تعافى يوسف تمامًا، لكنه لا يستطيع الوقوف بشكل طبيعي على قدمه اليمنى. وبعد ثلاثة أشهر من الجلسات الطبية، استطاع أن يسير باستخدام عكاز. وأكّد له الأطباء أنه سيظل هكذا مدى الحياة.
كما عرف يوسف الحقيقة كاملة، وعلم أنه ابن أحمد وأخو جاسر، وليس ابن سلامة كما كان يظن. تقبّل تلك الحقيقة بصعوبة، وأصبح الآن المسؤول عن كل أعمال والده في غياب جاسر.
لم يوافق في البداية إلا بعد إلحاح شديد من هانم، خوفًا من أن تنهار أعمال زوجها رحمه الله، فوافق يوسف أخيرًا ولكن بشرط أن يكون ذلك حتى يتعافى جاسر فقط، وبعدها سيترك له كل شيء.
أما نور، فقد تقبّلت ما حدث وأصبحت حياتها هادئة قليلًا في غياب جاسر. وتقرّبت من يوسف كأصدقاء في العمل، فهي تعمل معه في كل شيء، ولا تتركه في العمل ولا في المنزل.
يوسف وأمه سمر انتقلا للعيش في منزل أحمد، وهذا كان من ضمن وصية أحمد أن يعيش يوسف وأمه في منزله إن حدث له شيء، وأن يحصل يوسف على حقوقه كاملة من الأملاك وكل شيء.
لكن نور لم تتخلَّ عن جاسر رغم حالته، ولم تنسَ أنه زوجتها، وأن عليها واجبات كاملة تجاهه يجب أن تؤديها على أكمل وجه. فهي تذهب كل يوم إلى المستشفى وتعتني بجاسر، تنظف جسده، وتجلس بجانبه لفترات طويلة تتحدث معه عن أشياء كثيرة وكان هذا بطلب من الطبيب، حتى يساعد جاسر على التحسن بسرعة.
أما ملك، فقد استغلت ما حدث لصالحها، وذهبت إلى أم جاسر بعد الحادث بثلاثة أيام، وأخبرت الجميع أنها الزوجة الثانية لجاسر، وأنها تحمل في أحشائها طفلًا منه، وأن لها كل الحقوق مثل نور تمامًا.
وكانت نور تعرف بزواج جاسر من ملك، لكنها لم تكن تعلم أن جاسر طلّق تلك الخبيثة، ولم يعد لها أي حقوق عليه.
ومن هنا بدأت ملك في استغلال الوضع، وأجبرت نور على أن تفتح لها حسابًا في البنك تصرف منه على نفسها وعلى ابنها، ولم تكتفِ بذلك، بل أجبرتها أيضًا أن تشتري لها منزلًا وسيارة وتكتبهما باسمها.
وقد فعلت نور كل ما طلبته ملك منها، ليس خوفًا، بل رغبةً منها في أن تخفف ذنب زوجها، حتى لا يحمل هو ذنب تلك الخبيثة إن حدث لها شيء، وليعيش طفلها حياة كريمة أيضًا ً..
وفي صباح يوم جديد
في منزل عائلة جاسر، يجلس الجميع على مائدة الطعام يتناولون وجبة الإفطار، بينما قال يوسف مستعجلاً:
خلصي نفسك يا حجة نور، هنتأخر على الاجتماع.
فهو تقبّل الحقيقة، ولم يعد ينظر إلى نور إلا على أنها زوجة شقيقه وصديقته في العمل لا أكثر. دفن حبه لها في قلبه، ولم يعد يتحدث عن مشاعره حتى مع نفسه، ولم يعد يذكر ما في قلبه.
أجابت نور وهي تملأ فمها بالطعام:
طيب اصبر بس خمس دقايق بالله عليك يا يوسف، والله جعانة أوي! وكمان نمت متأخر امبارح علشان كنت براجع أوراق الصفقة الجديدة.
أضافت نجلاء، أم يوسف، قائلة وهي تنظر إلى يوسف بحزم:
في إيه يا أستاذ يوسف؟ هي الدنيا هتطير لو اتأخرت خمس دقايق على ما البنت تأكل؟
أضافت هانم، أم جاسر، قائلة بحب، فهي قد أحبت يوسف وأخته سمر واعتبرتهم أولادها أيضًا، وأحب كلٌّ من يوسف وسمر هانم واعتبروها أمهم الثانية بسبب طيبة قلبها:
اهدي يا نجلاء يا حبيبتي، هو يوسف قال إيه علشان تتعصبي عليه كده؟
أضاف يوسف قائلاً وهو يمثل الحزن بنبرة طفولية جعلت الجميع يضحك عليه:
أيوه، هي كده طول عمرها ظلمني كده، خلي بالك أنا مش مسامح على الظلم ده.
ضحكت نور والجميع على الطريقة التي يتحدث بها يوسف، بينما قالت نجلاء بدهشة:
أنا طول عمري ظالماك؟
يرد يوسف بمزاح وبنفس الطريقة الطفولية قائلاً:
أها، يظنّوا أنا هلعب بي!
وهنا ارتفعت أصوات الضحك أكثر، وقالت نور وهي تضحك وتنهض من على الكرسي:
طيب يلا يا ظنّوا على الشغل، علشان ما نتأخرش.
لكن كان يوسف في عالمٍ آخر، ينظر إلى نور ويبتسم على ضحكتها رغماً عنه، ولم يلاحظ أحد نظرات يوسف إلى نور سوى نجلاء، أمه، التي قالت بنبرة تنبيه:
يلا يا أستاذ يوسف، مش كنت مستعجل على الاجتماع؟
وهنا فاق يوسف من شروده ورجع إلى واقعه المؤلم قائلاً وهو ينظر إلى نور بلا مبالاة:
أخيراً خلصتي أكل؟ ده أنا افتكرتك هتكليني!
نظرت نور إلى يوسف بحنق، وقالت بغضب طفولي:
نعم يا خويا؟ هو أنا كلت حاجة أصلاً علشان آكلك؟
فيرد عليها يوسف ببرود وهو يقوم من على الكرسي ويسند على العكاز:
أيوه، ما هو باين إنك مش هتكليني خالص.
في المستشفي
في الغرفة حيث يوجد جاسر.. لم يكن فيها شيء سوى سريرٍ نائمٍ عليه جاسر، تحيط به الأجهزة الطبية من كل جانب، ويوجد دولاب صغير ونافذة ضيقة. كانت الأجهزة تصدر أصوات صفير غير منتظمة، بينما بدأت ذاكرة جاسر تعود إليه، لكن الصور كانت غير واضحة، لا يرى وجوه من يتذكرهم بشكل طبيعي.
تذكر آخر شيء حدث معه… تذكر الحادث، وتذكر حديثه مع ملك، وتذكر كلمات ولده له، كما تذكر شجاره مع يوسف في الشركة، لكن كل تلك الصور كانت مشوشة في ذهنه.
آخر ما تذكره بوضوح قبل أن يفتح عينيه كان عندما أخبرته نور أنها تحب رجلاً غيره… فتح عينيه بغضب شديد، وفي لمح البصر جلس في منتصف السرير، وكلمات نور تتردد في رأسه بصوتها:
"أيوه، أنا بحب يوسف… بحب واحد تاني غيرك… يوسف حبيبي."
كان جاسر ينظر إلى الفراغ أمامه، وعيناه حمراوان كجمرة نار، يلهث بشدة، وصدره يعلو ويهبط بسرعة، وأنفاسه تتسابق مع أصوات الأجهزة. قال بجنون وهو يضغط بكل قوته على مفرش السرير:
"نور… إنتي ليّا أنا وبس! مش هسمحلك تكوني لحد غيري، ومش هسمح لحد ياخدِك مني… حتى لو كان على جثتي!"
---
في السيارة عند يوسف ونور
كانت نور تجلس في المقعد الخلفي بجوار يوسف، والقلق ينهش قلبها. وضعت يدها على صدرها قائلة بنبرة مرتعشة يغلبها الخوف:
"يا رب استرها خير… اللهم اجعله خير يا رب."
نظر إليها يوسف بقلق من تصرفها المفاجئ وقال:
"خير؟ مالك يا نور؟"
ردّت بصوت مخنوق:
"مش عارفة يا يوسف… حاسة إن في حاجة مش كويسة هتحصل."
شعر يوسف بالقلق هو الآخر، لكنه حاول أن يخفيه عنها، وقال محاولاً تهدئتها:
"ما تخافيش يا نور، إن شاء الله مش هيحصل حاجة. استغفري ربنا واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم… كل حاجة هتكون كويسة بإذن الله."
نظرت نور إلى يوسف بعد أن اقتنعت، وفجأة رنّ هاتفها معلنًا عن وصول اتصال. نظرت إلى شاشة الهاتف لتجد رقم الطبيب، فشعرت بالقلق والخوف أكثر من ذي قبل. رفعت نظرها إلى يوسف بنظراتٍ لم يستطع تفسيرها، ثم وضعت الهاتف على أذنها قائلة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، خير يا دكتور؟
الطبيب: (يتحدث عبر الهاتف)
فترد نور بدهشة وصوتٍ مرتفع:
إيه!؟ إنت بتقول إيه؟! إمتى ده حصل؟
الطبيب:(يتابع الحديث) فتصرخ نور بخوف وصوتٍ أعلى:
طيب، أنا مسافة الطريق وهكون عندك!
ثم أغلقت الهاتف بسرعة وقالت موجهة حديثها إلى سائق السيارة بارتباك واضح:
ارجع بسرعة… خدنا على المستشفى حالًا!
نظر يوسف إلى السائق الذي بدأ يلف السيارة عائدًا أدراجه، ثم التفت إلى نور قائلاً بقلق:
خير يا نور؟ في إيه؟
أجابته نور وهي تبكي من شدة الخوف وتفرك جبينها بيديها المرتعشتين:
جاسر… فاق من الغيبوبة… وهرب من المستشفى!
يتبع
ياتارة جاسر ناوي علي اي؟.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق