رواية اهداني حيااه الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم هدير محمود
رواية اهداني حيااه الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم هدير محمود
16 و17
بسم الله
اللهم افتح لنا أبواب الفرح ويسر لنا أسباب الرزق وارزقنا الفرج والتيسيير
الفصل السادس عشر
شعرت ندى بكل قواها تنهار ف سقطت على ركبتيها أما حلا ف ظلت تسب هذا الجلف الواقف أمامها ولم تخشي قوته البدنية فلقد كان ضخم الجسم فارع الطول وكانت حلا أمامه كأنها فأر أمام أحد الأفيال لكنها لم تأبه لذلك وظلت تتوعده
كان آدم يقف على جانب منهم حيث أوقفته حلا بالقرب منها ورأي كل ما حدث دون أن يفهم سبب الشجار في تلك اللحظة رن هاتف حلا الذي كان بيد آدم وقد أعطته له قبل أن تذهب ل ندى ل تتشاجر مع هذا الحقير وكان المتصل هو حمزة أجاب آدم على المتصل وما إن أتاه صوت والده حتى أستغاث به بحروف مبعثرة خائفة قائلا :
- بابا ت ت تعال..تعالا بسرعة الراجل الوحش اللي عاتس نادو امبارح ضربها على وشها جااامد ونادو وقعت وحلوتي بتتخانق معاه وأنا خاايف أووي يا بابا
شعر حمزة بقلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه مما سمعه من ولده للتو لقد قال أن أحدهم ضرب زوجته، وشقيقته تتشاجر معه وولده بمفرده خائف كان هذا كفيل أن يذهب بثباته أدراج الرياح وأن يضع أعصابه على حافة الانهيارفقد حدث كل هذا وهو ليس بجوارهم بل وكان على مسافة ليست بالقريبة منهم لكنه ما إن سمع كلمات ولده حتى جرى مهرولا حيث تركهم وقال ل آدم وهو يلهث من فرط الانفعال والغضب :
- آدم حبيبي متخافش يا بابا أنا جاي علطول أدي التليفون ل حلا خليها تكلمني
- حااضر يا بابا
ذهب آدم حيث حلا التي مازالت تتشاجر مع هذا الرجل وحاول أن يحدثها أو يعطيها الهاتف لتحدث والده لكنها لم تنتبه إليه فأخذت منه الهاتف واغلقته لتكمل مشاجراتها الحادة
أما حمزة فقد جن جنونه أكثر حينما أغلقت شقيقته الهاتف عاود الاتصال بها مرارا وتكرارا دون فائدة فلقد كان جم تركيزها منصب على هذا الواقف أمامها يتراشقا بالألفاظ ويحاول البعض فض النزاع وندى مازالت على حالتها من الصمت عل أثر صدمتها من الصفعة التي تلقتها على يد هذا الدنيء وأيضا مما اقترفه بحقها لم تكن تتخيل يوما أن تتعرض لشيء مثل هذا بملابسها المحتشمة تلك
لم تكن تعي أن المتحرش لا يحدد فقط المتبرجة ليتحرش بها أنه لا يهمه ما ترتدي المرأة التي أمامه كل ما يهمه ويكفيه أنها أنثى فقط أنثى فهو كذئب مسعور يريد ان ينهش أي لحم أمامه يأخذ ماتطاله يداه دون أية اعتبارات ....
كان حمزة يجري بأقصي سرعته كأنه أراد أن يسابق الريح حتى يصل لهم سريعا لم يكن يتخيل أنه ابتعد كل تلك المسافة وكأن الطريق لا ينتهي كان من شدة غضبه قد اعتصر قبضته حتى ابيضت مفاصله يتمنى أن يغمض عينه ويفتحها يجد نفسه أمامهم يضمهم جميعا تحت جناحه يحميهم بروحه قبل جسده
أقسى ما كان يعانيه هو احساسه بالذنب الذي يعتريه فلقد خذلهم جميعا لم يستطع حمايتهم كيف تركهم بمفردهم وانطلق مبتعداً عنهم كل تلك المسافة حتى لو كان غاضباً ومصدوماً و ابتعد محاولا أن يهدأ من نفسه ويستعب الأمر لكن كل هذا لا يجعله يسامح نفسه فقط كان يدعو الله أن يكونوا بخير ....
وأخيرا قد وصل حيث المكان الذي تركهم فيه لكنه لم يجدهم بل وجد أشيائهم فقط لكن ما إن نظر أمامه وهو يبحث عنهم بعيناه حتى التقط بصره شقيقته آتية بعدما فض الشجار وكانت تحمل آدم مرتعدا على أحدى ذراعيها وتسند ندى بذراعها الآخرى ...
هيأتهم تلك أوحت لحمزة أن الامر ليس بهيناً أبدا ف هرول باتجاههم وما أن وقف أمامهم حتى صرخت ندى بأسمه مستغيثة وكأنها غريق كان يصارع الأمواج وأضحى على وشك الموت غرقا وأخيرا قد وجد طوق النجاة، ارتمت بين أحضانه باكية وهي تتشبث به بقوة عند تلك اللحظة شعر بنصل حاارق يكاد يخترق قلبه دموعها التي تسقط على صدره العاري تكويه دون شفقة أو رحمة ماذا حدث لها لتبكي بهذه الحرقة جن جنونه لكنه حاول أن يهدأها أولا لكنه فجأة شعر بارتخاء جسدها بين يديه وكانت على وشك السقوط أرضا ف علم انها فقدت الوعي ف دعمها بذراعيه جيدا ثم حملها وقد أشار ل حلا أن تأتي ب آدم خلفه وتوجه بها حيث حجرتها بالفندق وحينما دلف بها وضعها على الفراش برفق وظل يربت علي وجنتها حتى تفيق وقلبه يخفق بقوة يخشى أن يسألهم عما حدث ف منظر ندى لا ينم عن خير أبدااا وبعد عدة محاولات لافاقتها بائت جميعها بالفشل اتصل باستعلامات الفندق وطلب منهم حضور طبيب بأقصى سرعة في غرفة ندى ثم توجه حيث شقيقته و صاح بها متسائلا :
- أيه اللي حصل ومش عايز كدب يا حلا فاهماني ؟
ترددت حلا بشدة ف هي تعرف أخاها جيدا لن يسمح بالكذب هذه المرة أبدااا لكن ماذا عليها أن تخبره ف الحقيقة صادمة وحمزة لن يتراخى أبدا في استرداد حق زوجته وربما قتل هذا الحقير ف ماذا تفعل ؟؟ وقبل أن تنطق حتى قال حمزة بصوت تحذيري غاااضب :
- حلااا متفكريش كتيير عايز أعرف الحقيقة كلها اياكي تكدبي فاهمااااني كل حااااجة مين اللي ضرب ندى وضربها ليه ؟؟ آدم رد عليا وقالي أن الراجل اللي عاكس ندى هو اللي ضربها وانا سمعتك بتشتميه قبل ما تقفلي التليفون أيه اللي حصل بقا ؟؟
حلا وقد وجهت بصرها ل آدم ولاحظ حمزة أنها لا ترغب بالتحدث أمامه ف طلب من ولده أن يخرج إلى الشرفة ويلعب بهاتفه قليلا ثم عاود النظر لشقيقته متسائلا بنفاذ صبر :
- هااا آدم خرج ؟؟ انطقي بقاااا
- حلا بتردد وخوف من رد فعل شقيقها : مم مفيش يا حمزة ندى كانت بتلعب كورة مع آدم بعدين الكورة راحت بعيد ف الحيوان اللي عاكسها امبارح لما لاقها قريب راح جاب الكورة وأداهلها ...
صمتت حلا وحمزة منتظر أن تتم حديثها وحينما لم تكمل سألها بعصبية :
- هاااا وبعدييين ؟
- ابتلعت حلا ريقها بصعوبة ثم اردفت قائلة : وهو بيديها الكورة مد ايده عليها
- حمزة وقد ضيق حاجبيه بدهشة قائلا : يعني أيه ؟؟ بيديها الكورة راح ضربها كده من الباب للطق ليه مجنون
- حلا وضربات قلبها تتسارع : لأ يا حمزة مد ايده عليها يعني لمسها لمسة مش كويسة لمسها بطريقة قذرة
حمزة وقد شعر في تلك اللحظة أن احدهم قد أسقط عليه دلوا من الماء البارد ف تسمر مكانه للحظات حتي يعي ما نطقته شقيقته للتو ثم هز رأسه بعدم تصديق قائلا وهو يغرز اصابعه في شعره حتى كاد أن يقتلعه في يده :
- لمس جسمهااا ! يعني قصدك اتحرش بيها صح ؟؟
لم تنطق حلا بينما ابتلعت ريقها بخوف شديد وأماءت رأسها بالايجاب وهي لا تقوى على النظر في عيني شقيقها
في تلك اللحظة سمعا صوت طرقات استئذان على الباب وقد كان الطبيب ف أعطاه حمزة الأذن بالدخول
لكن ما إن دلف إلى الغرفة حتى اعتلت علامات الدهشة وجه كلا من حلا وحمزة في آن واحد ألقى عليه الأخير نظرة سريعة بينما تفحصته الأولى بعدم تصديق أن هذا هو الطبيب فلقد كان صغير البنية قصير القامة إلى حد ما يمتلك وجه بملامح رجولية لكن ملامحه لا تخلو أيضا من لمحة طفولية ظاهرة بكل وضوح على محياه وعلى بسمته الصافية تلك التي ترتسم على شفتيه الآن حينما تراه تظن أن عمره لا يتعدى ال 20 عاما على أقصى تقدير وذلك بفعل عويناته التي يرتديها والتي قد أعطته بضع سنوات فوق عمره والأدهى من ذلك أنه كان يرتدى شورت قصير وتيشيرت بلا أكمام حينما تنظر إليه بهيأته تلك لا تظن كونه أكثر من مراهق وبعد صمت دام للحظات تسائلا كلا من حلا وحمزة باستنكار في نفس واحد قائلين :
- أنتا الدكتور ؟؟
- تنحنح الطبيب الشاب وعدل من وضع عويناته بسبابته حرجا قد اعتاده بسبب شكله الذي يعطيه دوما عمرا أصغر بكثير من عمره الحقيقي لكنه قال موجها حديثه لحمزة بابتسامته المهذبة : أيوه حضرتك أنا الدكتور
- حمزة بعدم تصديق وقد ظن أن أحدهم يمزح معه فقال بضيق : أنتا جاي تهزر يا بني آدم أنتا دكتور أزاي يعني وأنتا شكلك ميجبش 20 سنة حتى ولا تكون إدارة الفندق بتسترخص ف تعين عندهم طلبة لسة بيدرسوا في كلية الطب
تنتحنح الطبيب الشاب مرة آخرى بحرج أكبر ثم تحدث موضحا :
- حضرتك أولا أن عندي28 سنة وبشتغل في مستشفى في القاهرة ثانيا مش إدارة الفندق اللي بعتاني ولا أنا شغال في الفندق أصلا و..
- قاطعه حمزة بحدة قائلا : أماااال أنتاااا مين ؟؟ وعرفت منين أن في حد تعبان ؟؟ وجاي هنا ليه ؟؟
- الطبيب الشاب شارحا بابتسامته التي لا تفارق محياه : حضرتك أنا دكتور زياد نزيل زيك وكنت بتكلم مع موظف الاستقبال وسمعت حضرتك وأنتا بتكلمه وبتطلب دكتور ولما الموظف قفل معاك سأل زميله فقاله أن الدكتور مجاش النهارده والبديل بتاعه متأخر وميعرفوش هيجي أمتا ف لما سمعت كده عرضت عليهم المساعدة وطلبت أنهم يبلغوني برقم غرفة حضرتك عشان أساعد لكن لو حضرتك عندك مانع أو اعتراض على شخصي أنا ممكن أمشي
- حمزة بشك : طيب معلش أنا آسف يعني أتاكد منين أن حضرتك دكتور فعلا ؟؟
زياد وكأنه توقع سؤاله ودون أن يرد عليه توجه نحو حقيبته الطبية فتحها وأخرج منها هويته واعطاها لحمزة قائلا بأدب جم
- أتفضل حضرتك ديه بطاقتي ومكتوب فيها إني طبيب واسم المستشفى اللي بشتغل فيها كمان
أخذ حمزة منه هويته وتفحصها سريعا وتأكد أن هذا الواقف أمامه طبيب حقا والمدهش أنه عمره بالفعل 28 عاما أعادها له سريعا وهو يتمتم باعتذار بعدما لمح أسمه قائلا :
- أنا آسف يا دكتور زياد بس شكلك فعلا أصغر من سنك خااالص
- ابتسم زياد بتفهم قائلا : عااارف ولا يهمك مفيش مشكلة أقدر....
- قاطعته حلا بسخرية قائلا : بتعتذر ليه يا حمزة مهو مفيش حد عاااقل هيصدق أن ده دكتور لأ وعنده 28 سنة كمان ده شبه مأذون شرم بتاع فيلم شورت وفانلة وكاب أهوه ده بقا دكتور شرم بنفس شورته طب بذمتك عمرك شوفت دكتور ب شورت
حدقها حمزة بنظرة نارية لتصمت فابتلعت باقي كلماتها لكن زياد أجابها بابتسامة صفراء متمتما بسخرية مماثلة:
- عااادي يعني دكتور ف أجازة عايزاه يجيلك بالبدلة وبعدين معلش يعني يا آنسة آسف بس حضرتك أصلاا شكلك معدتيش ابتدائي ف بتتريقي عليا ليه
اتسعت عيني حلا باندهاش وتسائلت في نفسها هل هذا الواقف امامها كان يسخر منها للتو ويخبرها أنها لا تتعدى كونها طفلة بالمرحلة الابتدائية !!
همت بالرد عليه لكن حمزة الذي كان بداخله يستعر كالبركان أوقفها بأشارة من يده وتحدث ل زياد قائلا :
- طيب ممكن حضرتك تسيبك من حلا وخليك في المريضة حاول تفوقها لأنها مغمى عليها بقالها أكتر من ربع ساعة ومش عايزة تفوق حاولنا معاها كتير ومفيش فايدة ف لو تقدر تديها أي حاجة تصحيها
- تحدث زياد بجدية قائلا : مغمى عليها بقالها أكتر من ربع ساعة ؟؟ كده كتيير ولازم أعرف أيه اللي حصل ؟؟ يعني أيه سبب الاغماء ؟ ولا كانت واقفة عادي وأغمى عليها ياريت حضرتك تفهمني اللي حصل بالظبط عشان أعرف اتصرف على أساس اللي هتقوله
- صمت حمزة للحظات لم يعلم بماذا عليه أن يجيبه لكن حلا لم تصمت وتحدثت قائلة : وأنتا مالك فوقها وخلاص أنتا هتحقق معانا
- حمزة بغيظ من شقيقته : حلاااا ممكن تسكتي خااالص
- حلا بضيق : حاااضر يا أبيه
- زياد مفسراً : حضرتك أنا مش بحقق بس لازم أعرف لأن أغمائها أكتر من ربع ساعة يعني يا اما سبب نفسي وده حالة والتصرف معاها هيكون بطريقة مختلفة أو أن يكون السبب عضوي وده هيكون مؤشر خطير ثم ألقى نظرة سريعة على ندى الممدة على الفراش بلا حركة واقترب من فراشها وامتدت يده لكفها وما أن لمسها حتى تضايق حمزة ثم رمقه بغضب متسائلا :
- أنتا بتعمل ايه ؟؟ بتمسك ايديها ليه ؟؟
- زياد موضحا : مفيش حضرتك بشوف النبض
- حمزة متأففا : وهو مينفعش تشوف النبض يعني من غير ما تمسك ايديها
- زياد متعجبا : طبيعي حضرتك لازم امسك ايديها
ثم اخرج من حقيبته سماعته الطبية واقترب من ندى بحذر وهم بأن يفتح أولى ازار بلوزتها وقبل أن يفعل أمسكه حمزة بغضب قائلا :
- أنتا هتعمل ايه ؟
- زيادة بلا مبالاة : هعمل أيه حضرتك هفتح أول زرارين عشان احط السماعة وأكشف عليها هعمل ايه يعني
- حمزة آمرا : لأ متفتحش حاجة حط السماعة فوق الهدوم
- زياد : بس حضرتك...
- حمزة مقاطعا : مبسش أنا قولت حط السماعة فوق الهدوم وخلاص
اضطر زياد للاستسلام ل رغبة حمزة وبعدما وقع عليها كشف مبدأي تحدث بعملية قائلا :
- غالبا السبب نفسي لأن ملامح وشها مبتقولش أنها بتعاني من أنيميا مثلا وضربات القلب شبه منتظمة يعني ممكن تبقي سريعة شوية بس مش اللي تقول أن في مشكلة
حمزة وقد زفر زفرة طويلة حارة ثم تحدث قائلا بغضب مكتوم :
- فعلا السبب نفسي مش عضوي هي اتعرضت لحادثة ومقدرتش تتحمل الصدمة أغمى عليها
- زياد مستوضحا : حادثة ؟؟ حادثة عربية يعني ؟؟
- أشار حمزة برأسه يمينا ويسارا يعني لااا
- ضيق زياد عينيه بتفكير قائلا بحذر: أمااال ؟؟ ثم قال بحروف مترددة بعدما ابتلع ريقه : محاولة اغتصاب ؟؟
تلك المرة حرك حمزة رأسه سريعاااا بالنفي ونطق بغضب وبصوت رجولي مجروح:
- لأ لأ ثم تحولت نظراته لشرسة مخيفة بعدما قال تحرش
- حاول زياد أن يتحدث بعملية وينحي مشاعره جانبا حتى لا تثير شفقته غضب هذا الواقف أمامه كليث جريح فسأله : طيب ممكن اعرف صلتك بالمريضة حضرتك أخوها ؟؟
- هنا لم تستطع حلا التزام الصمت فتحدثت مرة آخرى قائلة : لأ بجد أنتا أوفر بقااا أنتا مالك هو أخوها ولا يقربلها أيه أنتا ناقص تطلعلنا بطاقة ولا تكون دكتور نفسي وأحنا منعرفش
- زياد بنفس ابتسامته : ايوه حضرتك أنا واخد دبلومة في الطب النفسي كمان بجانب تخصصي في المخ والأعصاب يعني اقدر اتعامل عضويا ونفسيا وعشان كده بسأل ف كل التفاصيل الأول
- حمزة بغضب من شقيقته التي لا يكف لسانها عن الثرثرة : حلا قسماا بالله لو ما سكتي هخرجك من الأوضة مش عايز ولا حرف تاني وده آخر تحذير ثم توجه ببصره للطبيب قائلا :
- أنا جوزها مش أخوها متهيألي كده الأسئلة خلصت ف ياريت تفوقها بقا خلينا نطمن عليها مش هنسيبها كده ونقعد ف فقرة سؤال وجواب ديه كتير
- تنحنح زياد قائلا بترقب : أنا مش هفوقها ....
- قاطعه حمزة بغضب وقد اقترب منه بشدة وانخفض كثيرا ليقترب منه متسائلا : نعم !!! قولت أيه أنتاااا؟؟ مش هتفوقها أمال جاي ليه تحقق معانا وتمشي! بص عشان أنا على آخري متخليهاش تطلع فيك ثم أردف بلهجة آمرة خلص وفوقها حااالا
- زياد موضحا : بص حضرتك أنا مش هينفع أفوقها خااالص ع...
- قاطعه حمزة بضيق قد وصل لمنتهاه : يعني اييييه مش هينفع تفوقها أمااال أنتا جاااي هنا تعمل أيه ترغي معانا وتمشي ؟؟
- زياد موضحاً: ممكن حضرتك تسمعني للآخر بهدوء أنا بقول مش هينفع أفوقها وديه معناها مختلف عن إني مش عارف أفوقها أنا مش عايز لأن هي لو فاقت مش هتقدر تستوعب الصدمة اللي عقلها الباطن خلاها تهرب منها بالاغماء وممكن تدخل ف انهيار عصبي عشان كده أنا هديها منوم عشان متصحاش دلوقتي خااالص لحد ما عقلها الباطن يبدأ يستوعب الموقف اللي حصل واللي أكيد بردو مكنش سهل عليها وحضرتك والآنسة هتفضلوا جنبها بس خصوصا حضرتك لأنها هتكون محتاجة دعمك جداا لما تفوق لأننا منعرفش هتصحى أزااي يعني هتصرخ هتعيط هتكون ساكتة أو بتضحك منقدرش نعرف رد فعلها ولا نتوقعه إلا لما تفوق فهمتني حضرتك ؟؟
- حمزة بتفهم : تمام فهمتك طيب حضرتك قولي أسم الحقنة ايه عشان أجبهالك
- زياد : لأ خليك حضرتك جنبها وأنا هروح أجيبها وآجي
- حمزة : لأ أنا أصلا مش هروح أجيبها أنا هتصل بالصيدلية وهما هيجبوها
- زياد : أهااا طيب تمام
اتصل حمزة على هاتف الصيدلية التي اشترى منها الأشياء الخاصة بندى أمس وتذكر أنه دون رقمهم على هاتفه تحسبا للظروف وها هو قد احتاجه بالفعل
وما أن أجابه الطبيب الصيدلي حتى أعطى الهاتف ل زياد ليخبره بأسم الحقنة التي يريدها ثم أعطاه هاتفه وأغلق الخط بعدما أخبرهم بضرورة احضار الحقنة على وجه السرعة
وبالفعل لم يمر أكثر من عشر دقائق حتى وجد أحد مندوبي التوصيل الخاص بالصيدلية قد أتى ومعه الحقنة أخذها منه حمزة بعدما حاسبه وشكره ثم أعطاها ل زياد الذي حقن ندى بها على الفور ثم تحدث قائلا :
- حاليا هي هتنام ومش هتصحى إلا بالليل لازم حضرتك تكون موجود لأن وارد تكون خارج السيطرة
- حمزة مستفهما : خارج السيطرة أزاي ؟؟
- زياد: يعني زي ما قولت لحضرتك رد فعلها مش متوقع ممكن تكون عنيفة ممكن تحتاج حقنة مهدئة تانية على العموم هديلك رقمي وأول ما تفوق حضرتك هتكلمني وتقولي الحالة أيه وأنا الصبح هجيلها تاني بإذن الله
- حمزة بامتنان: شكرا ليك يا دكتور وآسفين أننا شغلناك ف أجازتك
- حلا بسخرية : هو يعني كان وراه الديوان
رمقها حمزة بغضب ف تأففت ثم صمتت مرة آخرى وتوجه شقيقها للطبيب معتذرا منه :
- آسف على الجنان بتاع أختي هي بس لسانها طولها متشغلش دماغك بيها
- زياد مبتسما : ولا يهمك عادي أنا أصلا مش شاغل بالي
- حمزة : طيب أتفضل معايا عشان أنا ورايا مشواار ضروري جداا وللأسف أتأخر بس ملحوقة
هنا نطقت حلا بخوف قد ارتسم جليا على ملامح وجهها الطفولي :
- حمزة رايح فين بلاااش عشان خاطري ميستهلش والله ده حيوان
- حمزة بغضب: مش عااايز ولا كلمة أخرسي خااالص لأنه بسببك أنتي وندى أنا سبته أول يوم جينا فيه هنا لو كنت وقفته عند حده مكنش قدر يعمل اللي عمله والواضح كمان أنك عارفة أنه وسخ ومقولتيش حسابي معاكي بعدين
- حلا وقد تشبثت بذراعه قائلا : بلاااش تروح يا حمزة عشان خاطري متوديش نفسك ف داهية عشانه
- حمزة بحدة : مين ده اللي أروح عشانه ف داهية ده كلب ولا يسوى وملهوش دية كمااان
توجه بغضب حاارق نحو غرفته وحلا خلفه أما زياد ف لم يفهم عما يتحدثا لكنه استنبط أن حمزة يتحدث عن المتحرش الذي قد تعرض لزوجته خرج من غرفة ندى لكنه لم يستطع التحرك والمغادرة لقد شعر بأن ثمة امر شديد الخطورة على وشك الحدوث
أما في غرفة حلا كانت مازالت تحاول اثناء حمزة عما ينوي فعله تعلم أخاها جيدا لن يترك هذا الحقير كانت تحمل آدم على ذراعها وتتوسل لشقيقها حتى لا يتهور قائلة :
- بلااش عشان خاطري يا حمزة عشان خاطر آدم متروحش لو روحت دلوقتي هترتكب جناية أنا عارفاك
لم يجيبها حمزة الذي توجه حيث حقيبته ثم أخرج منها سلاحه وما أن رأته حلا حتى شهقت فزعا :
- هتعمل أيه بالمسدس يا حمزة هتقتله ؟؟
- حمزة وقد تسارعت الأفكار برأسه واعماه غضبه عن التفكير بعقلانية ف صاح بها قائلا : لأ هسمي عليه طبعا هقتله
هنا تشبثت حلا ب السلاح الذي يحمله بين يديه وترجته حتى يتركه ف تركه لها قائلا :
- خديه بصراحة عايز اقتله بأيدي يمكن أشفي غليلي واخد حق ندى وحق أي بنت قربلها ف يوم من الأيام
خرج حمزة من الغرفة وحلا خلفه ترجوه وتتوسل إليه أن يعود وأخيرا هدر بها قائلا :
- قسما بالله يا حلا لو فكرتي بس فكرتي تيجي ورايا مش هقولك هعمل فيكي أيه وأنتي عارفاني تفضلي جنب ندى وآدم ومتتحركيش فاااهمة
- أماءت حلا رأسها بالايجاب قائلة وهي مرغمة : حاضر
اندفع حمزة كالصاروخ بحثا عن هذا الحقير وما أن خرجت حلا من غرفة أخيها حتى لمحت هذا المدعو زياد الطبيب يقف في الخارج ويبدو أنه مندهشا مما يحدث توجهت نحوه فورا قائلة :
- أنتا هتسيبه روح وراااه هيقتله والله
- زياد بعدم فهم : أروح ورا مين ؟؟ ومين هيقتل مين ؟؟
- حلا بضيق : مش مهم تفهم دلوقتي ألحق حمزة أرجوك وحاول تفصل بينه وبين الحيوان اللي رايح يتخانق معاه ده أخويا وأنا عارفاه لو استسلم لغضبه هيقتله والله أنا أخدت منه المسدس بالعافية بس هو مش محتاجه
- زياد بخوف : مسدس ؟؟ ليه هو أخوكي شغال أيه بالظبط ؟؟
- حلا وقد لوت شفتيها بتهكم ثم قالت ساخرة : مهندس حضرتك
- زياد وقد صدق ما قالته تلك الواقفة أمامه : وأنتي ع....
- قاطعته حلا بغيظ : أنتا لسة هتقف ترغي يلا زمانه لقاه وقتله وأنتا واقف هنا تحكي أنجز بقااا قولي رقم تليفونك بسرعة
- زياد وهو يعدل من وضع منظاره الطبي بسبابته قائلا بخجل : أنا مش حااافظه
- حلا وقد اشتد غيظها من هذا الطبيب : هااات تليفونك
- زياااد : ليه ؟
- حلا بنفاذ صبر: أكيد مش عشان أعاكسك مثلااا
- زياد وقد تنحنح في غيظ قائلا : أحمم اتفضلي
مد يده لها بالهاتف ف دونت رقمها بسرعة وحاولت الاتصال به حتى تستطيع تدوين رقمه لكن الهاتف كان خارج نطاق التغطية ف أخبرته قائلة :
- مفيش شبكة هنا ألحق حمزة هتلاقيه راح ناحية البحر مكان ما الراجل كان موجود ولما الموضوع ينتهي كلمني عرفني أيه اللي حصل أرجوك متنساش
- رق قلبه لتلك المشاكسة الصغيرة فقال لها مطمئنا : متقلقيش بإذن الله خير يا آنسة وأول ما أوصله هكلمك أطمنك
أنهى جملته وانطلق مسرعا يعدو خلف حمزة الذي اختفى ليبحث عن هذا الحقير ليأخذ بثأر زوجته و من حظ هذا الرجل العسر وسوء تفكيره لم يبتعد عن الفندق كثيرا ف بعد دقائق قليلة من بحث حمزة عنه وجده أخيرا كان جالسا على شاطيء البحر يحتسي أحد المشروبات الباردة وكأنه لم يفعل شيء ولم يتحرش بإمرأة للتو فهو معتاد على تلك الأفعال الحقيرة وما أن لمحة حمزة حتى اندفع نحوه ألقى ما في يده أرضا ثم أوقفه وباغته بضربة قوية بركبته في منطقة خطر فانحنى الرجل ألماا فأطاح حمزة به أرضا وظل يصوب له اللكمات والرجل يحاول أن يتحاشى ضرباته القوية لكنه بالرغم من قوته البدنيه هو الآخر إلا أن حمزة أقوى وأكثر احترافا منه حاول مرارا وتكرارا أن يدفعه بعيدا عنه أو أن يصوب نحوه اللكمات مدافعا عن نفسه لكنه لم يستطع ف قد كان حمزة يتفاداها في مهارة وسرعة كان يضربه بوحشية وهو يصرخ به قائلا :
- بتمد أيدك على مراتي يا حيوان قسما بالله ما هسيبك هخليك تتمنى الموت ومش هتطوله إلا لما آخد حقها وحق كل بنت اتحرشت بيها يا حيواااان
كان الرجل بدأت قوااه تخور وينزف من كل أنش بجسده ولا أحد يستطيع ايقاف حمزة والكل يخشاه ويخشى الاقتراب منه خاصة حينما سمع الجميع ما تفوه به وعلموا ما فعله هذا الرجل ف حدثوا أنفسهم بأنه يستحق ما يلاقيه وأخيرا أتى زياد الذي كان مازال يبحث عن حمزة واخيرا وجده
حاول التحدث إليه لكنه لم يسمعه من الأساس ف علم أنه الآن خارج السيطرة ولن يتمكن من ايقافه بهذه الطريقة لكنه أيضا لا يمكن أن يتركه يقتل هذا الرجل ويبدو أنه على وشك فعلها ف لم يجد مفر من الوقوف أمامه حائلا بينه وبين الرجل وقبل أن يعي حمزة أن الواقف أمامه هو الطبيب وليس هذا الحقير كان قد أصاب زياد بلكمة قوية أصابته في أنفه ف نزفت على الفور تأوه بشدة من قوة لكمته حينئذ بدأ حمزة أخيرا يعي ما يحدث ويرى أن الواقف أمامه الآن هو الطبيب وليس الرجل الذي حاول أن يفر هاربا لكنه أمسكة بقوة وقبل أن يضربه مرة آخرى تحدث زياد قائلا :
- خلاااص يا باشمهندس هيمووت ف ايدك هو كده خد جزاءه
لم ينتبه حمزة للفظ "باشمهندس" التي نطقها زياد للتو لكنه هدر به قائلا :
- خلاااص أيييه والله ما هسيبه إلا أما أجيب أجله
- زياد بمهادنة : طيب حضرتك أهدى بس حقها أنتا جبته ولو عايز تروح القسم تعمل بلاغ مفيش مشكلة لكن تقتله وتروح ف داهية ومتبقاش واقف جنب مراتك اللي ممكن تفوق ف أي وقت وتكون محتاجاك وأنتا تخذلها ف أكيد ده مينفعش
أفاق كلام الطبيب حمزة وأعاد له عقله خاصة حينما تحدث عن الخذلان هو لا يريد أن يخذل ندى مرة آخرى يكفي أنه حدث لها ما حدث ولم يحميها ف توقف عما ينتوي فعله وأخذ الرجل وتحرك به كان زياد يهرول خلفهما محاولا مجارة سرعة حمزة واللحاق به عندئذ وقف الأخير فجأة ونظر خلفه موجها حديثه ل زياد متسائلا
- معااك عربية ؟؟
- زياد : أه عربيتي راكنه هناك أهييه
- حمزة : طب روح هاتها بسرعة وتعالاا
- زيااد بتوتر : طب ممكن اعرف حضرتك ليييه ؟؟
- حمزة بغضب وكأنه لم يسمعه : خلص يلا بسرررعة
هرول زياد نحو سيارته دقائق قليلة وكان يقف بها أمام حمزة الذي أشار له أن ينزل منها ومد يده له وهو يقول :
- هااات المفاتيح
- زياد : أتفضل بس ...ثم سأله بريبة قائلا بس أنتا واخده ورايح فين ؟؟ وقبل أن يجيبه حمزة أجاب هو بدلا منه مردفا يا نهاار أسود هتاخده تقتله وتاويه ف مكان بعيد عشان محدش يعرف!!
يا ترى حمزة هيعمل ايه في الراجل ؟؟ ندى لما تفوق هل هتقدر تعدي الموقف ولا هيكون رد فعلها غير متوقع ؟؟ زياد الطبيب ازاي هيتعامل مع ندى وهل هيقدر يكسب ثقتها ؟؟ كل هذا وأكثر سنعرفه في الحلقة القادمة فانتظروني...
هدير محمود علي
متنسوووش اللااايك والكومنت برأيكم
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
بسم الله
اللهم اجعل لنا من أمرنا فرجا ومخرجا ويسرا وأنزل يقينك في صدورنا ورجاءك في قلوبنا
اللهم احفظنا وعافنا ويسر لنا السبيل واحسن لنا اليسير وأهدنا يارب العالمين
الفصل السابع عشر
- زياد : أتفضل بس ...ثم سأله بريبة قائلا بس أنتا واخده ورايح فين ؟؟ وقبل أن يجيبه حمزة أجاب هو بدلا منه مردفا يا نهاار أسود هتاخده تقتله وتاويه ف مكان بعيد عشان محدش يعرف
- نهره حمزة آمراا : أركب جنب الحيوان ده ورا يلااا بسرعة
- زياد بخوف : يالهووي هتقتلني أناا كمااان عشان بقولك متقتلهوش لأ يا عم أقتله وأنا مااالي أنا آسف يا باشمهندس
- حمزة بغضب : اركب وخلصني بدل ما أعملها فعلااا واقتلكم أنتو الاتنين حاالا أخلص
ركب زياد في المقعد الخلفي ل سيارته بجوار الرجل الذي ألقاه حمزة بإهمال وقد كان أغشي عليه من شدة الضربات التي وجهها له ثم صاح ب زياد قائلا :
- حاول بقا تسعفه كده وتفوقه لحد ما نوصل
- زياد وهو ينظر للرجل ثم يعاود بنظره للأمام حيث حمزة الذي جلس أمام المقود وقام بتشغيل سيارته وتحرك : حضرتك ده مبقاش فيه حتة سليمة ده كأن القطر عدى عليه وبعدين حضرتك عايز تعالجه عشان تقتله وهو فااايق
- حمزة بخبث : تصدق والله فكرة حلوووة بس أنا مش هقتله لوحده هقتلك معااه أمال أسيبك تشهد عليا ثم صرخ به قائلا أنتاااا مجنوون هو أنا لو هقتله هاخدك معايا ليه
- زياد وقد تسربت إليه بعض الطمأنينه :أمال أحنا رايحين فين ؟؟
- حمزة : رايحين القسم عشان أعمل بلاغ
- زياد مؤيدا : فعلا يا باشمهندس حضرتك كده هتعمل الصح
- حمزة وقد انتبه اخيراً لكلمة باشمهندس والتي كررها الطبيب أكثر من مرة فقال بضيق : باشمهندس ..باشمهندس!! مين ده اللي باشمهندس اللي عمال بتقولهالي من الصبح ؟؟
- زياد بعدم فهم وقد أشار إليه : حضرتك.. مش حضرتك مهندس ؟؟
- ضحك حمزة وحرك رأسه بقلة حيلة قائلا : هو شكلي يعني يقول إني مهندس جبتها منين ديه ؟؟
- زياد: لأ هو شكل حضرتك ميقولش مهندس خاالص يقول ملاكم مصارع مقاااتل حاجة كده لكن الانسة أخت حضرتك اللي قالتلي كده
- حمزة بدهشة : حلااا ؟؟وهي قالتلك كده أمتا وليه هتقول كده أصلا ؟؟
- زياد بعدما ابتلع ريقه بخوف : مفيش هي بس كانت قلقانة عليك وخايفة تقتل الراجل ده فقالتلي ألحقك وكده وقالتلي أنك معاك مسدس فأنا قولتلها مسدس ليه هو حضرتك شغال أيه فقالتلي مهندس بس بصراحة مش فااهم يعني أيه اللي يخلي مهندس يشيل معاه سلاح
- ابتسم حمزة ساخرا ثم قال : قووول لنفسك يا دكتووور
- زياد بغبااء : يعني حضرتك مش مهندس ؟؟ وطب هي ليه قالتلي كده
- حمزة بتريقة : بتضحك عليك طبعا أو بمعنى أصح هي كانت بتتريق وأنتا بذكائك مااشاء الله صدقتها وافتكرتها بتتكلم جد
- زياد بتساؤل :أمال حضرتك بتشتغل أيه ؟
- حمزة : يعني بالعقل كده واحد معاه سلاح هيكون بيشتغل أيه ما هو يا ظابط يا مجرم أنا الرائد حمزة الشاذلي
- زياد بقلق وتوتر: أحممم تشرفنا يا باشمهندس
- ضحك حمزة بسخرية قائلا : باشمهندس تاااني ده أنتا مصر بقااا
- زياد : أناااا آسف يا حضرت الرائد وفجأة تذكر طلب حلا بالاتصال بها للاطمئنان على أخيها فأخرج هاتفه من جيب بنطاله وهو يطلب رقمها
- حمزة وقد رفع حاجبه متعجبا ثم سأله قائلا : أنتا بتعمل أيه ؟؟ بتكلم مين ؟؟
- زياد موضحا : بكلم الأنسة حلا وفي تلك الأثناء أجابت حلا على اتصاله بقلق وما أن أتاها صوت زياد حتى سألته بلهفة على أخيها وقبل أن يجيبها كان حمزة قد جذب الهاتف من يده وأجاب على شقيقته وطمأنها عليه وأخبرها أنه متجها للقسم بصحبة هذا الحقير والطبيب ثم اغلق الخط وتوجه نحوه متسائلا بحدة :
- أنتا جبت رقم أختي منين ؟؟
- زياد بخوف : هي ..هي حضرتك اللي أدتهولي والله عشان أكلمها واطمنها عليك
- حمزة بجدية : طب امسح رقمها من عندك
- زياد : حااضر
وصل حمزة للقسم بصحبة الطبيب والرجل وأخبر العسكري الموجود برتبته وطلب منه أن يذهب ويخبر الضابط المتواجد حاليا برغبته في مقابلته وبالفعل ما هي إلا لحظات حتى خرج الضابط إليه ورحب به وأدخله معه لمكتبه
شرح حمزة ما حدث وأجابه الظابط قائلا :
- ياباشا أحنا عنينا ليك بس حضرتك عارف لازم المدام تيجي بنفسها هي اللي تقدم البلاغ وتتهمه بالتعدي عليها سواء بالضرب أو التحرش بيها
حمزة وقد كان وقع كلمة تحرش عليه قاسيااا وكأن أحدا ضربه بمطرقة فوق رأسه يشعر أنه طعن غدرا كان يود أن يقف ويعاود ضرب هذا الحقير لكنه تمالك نفسه قائلا :
- عااارف يا باشا بس خليه عندك لحد بكره عشان المدام تعبانة شوية بسبب اللي حصل بس مش هوصيك عليه
- الضابط : عييييب عليك يا باشا هيتروق وهيتعمل معاه الواجب متقلقش ولو إني شايفك عملت معاه الواجب وزيادة
- حمزة بغضب : قسماا بالله لولا الدكتور وأشار نحو زياد ثم أردف لولاه كان زماني خلصت عليه هو اللي نجده من تحت أيدي
- الضابط : حقك طبعاا يا باشا
- حمزة : طيب بعد أذنك يا محمد باشا أحنا هنمشي بقا عشان زي ما قولتلك سايب المدام تعبانة
- الضابط : اتفضل يا حمزة باشا شرفتنا وفي انتظارك بكره أنتا والمدام بإذن الله وربنا يطمنك عليها
شكره حمزة وخرج هو والطبيب من القسم وعادا معا للفندق وقبل أن ينصرف كلا منهما إلى وجهته نظر زياد لحمزة قائلا :
- مش عايز حضرتك تجيب للمدام سيرة بموضوع البلاغ لحد ما نشوف حالتها أيه تمام ؟؟
- حمزة: تمام شكراا ليك يا دكتور تعبتك معااايا
- زياد : ولا تعب ولا حاجة ده واجبي بعد أذنك
ودعه حمزة وانصرف عائدا نحو غرفة ندى للاطمئنان عليها وما أن دلف الحجرة ورأته شقيقته وولده حتى هرولا إليه وارتميا في حضنه معااا ضمهما إليه ثم قال لشقيقته :
- خدي آدم يا حلا وأنزلوا اتغدوا في المطعم وملكوش دعوة بحد أنا هقعد جنب ندى
- حلا متسائلة : مش هتتغدى طيب
- حمزة : لأ مليش نفس مش جعااان روحوا أنتو وأنا هفضل هنا لحد ما ندى تفوق
- حلا : مااشي
ظل حمزة بجوار ندى ورفض أن يتركها وطلب من شقيقته أن تنتقل إلى غرفته لتنام بجوار آدم حتى يكون هو بجوار ندى حينما ينتهي تأثير الحقنة المهدئة وتعود لوعيها ...
كانت الأفكار تعصف برأسه حتى غلبه النعاس وهو جالسا على الكرسي بجانب فراشها
وعند منتصف الليل بدأت تستفيق وما أن فتحت عيناها حتى وجدته أمامها ناعسا ف تجولت بنظرها أرجاء المكان ف علمت أنها في غرفتها لكن لما حمزة هنا وناعسا بهذا الشكل ألقت نظرة على نفسها فوجدت أنها مازالت ترتدى ملابسها التي خرجت بها صباحا لكن حجابها ملقى بإهمال على رأسها يبدو أن أحدهم قد نزعه من على رأسها ووضعه بشكل عشوائي كان هاتف حمزة موضوع بالقرب من فراشها وحينما نظرت في ساعته صدمت لقد وجدت الساعة الثانية عشر منتصف الليل ظنت أن الهاتف قد أخطأ لكنها نظرت تجاه النافذة الموجودة بالغرفة وجدت أن الليل قد حل بالفعل أي أنه لا يوجد خطأ بالساعة إذا ماذا حدث هي لا تذكر شيء آخر ما تتذكره أنها كانت نهارا ف كيف أصبحت ليلا عدلت من وضع حجابها وهتفت باسم حمزة بحدة :
- حمزة..حمزة ..حمزززززة
- فزع حمزة من صوتها ونظر تجاهها على الفور فقال بلهفة: ندى أنتي فوقتي الحمد لله
- ندى بدهشة : فوقت ؟! هو أيه اللي حصلي ؟؟ وأنتا هنا ف أوضتي بتعمل أيه ؟؟ وأزااي أحنا بالليل أنا مش فاكرة حااجة خااالص غير اننا كنا الصبح ورايحين البحر أزاي بقا الساعة بقت 12 بالليل
صدم حمزة من رد فعلها هي لا تتذكر شيء مما مرت به منذ خرجت من غرفتها صباحا لا حادثة التحرش ولا تعرض هذا الحقير لها بالضرب ولا حتى حديثهما معااا ومعرفتها أنها زوجة صديقه فسألها بحذر :
- ندى أنتي متأكده أنك مش فاكرة أي حاجة من ساعت ما خرجتي من أوضتك الصبح ؟؟طب أخر حاجة فاكراها أيه ؟؟
- ندى وقد أمسكت برأسها محاولة التذكر ثم رفعت رأسها إليه بصدمة والدمع قد اختنق في مقلتيها ثم صاحت قائلة : افتكرت افتكرت يعني ده كان حقيقة ومكنش حلم
- حمزة بخوف وترقب سألها قائلا : أهدي يا ندى أهدي أنا معااكي متخافيش بالراحة افتكرتي أيه ؟؟
- ندى وقد انسابت الدموع على وجنتيها فقالت من بين شهقاتها المتقطعة : أنتااا صاحب يوسف جوزي صح ؟؟
- حمزة بقلق : أااه أنتي فاكرة كلامنا صح طب آخر حاجة فاكراه أيه بالظبط
- ندى ببكاء وخزي من نفسها : لما ..ثم أخذت تشهق بالبكاء مردفة لما قولتلك الكلام الرخم اللي قولته وأنتا اتعصبت ومشيت أنا آسفة يا حمزة مكنتش أقصد بجد الصدمة خلتني ما أخدش بالي من كلامي أنتا كان عندك حق فكل كلمة قولتها
- حمزة بعدم اهتمام لتلك النقطة : أنا مش زعلااان يا ندى الموضوع ده أنتهى المهم بس أنتي مش فاكرة حاجة بعدها مش فاكرة طب أنتي أغمى عليكي أزااي؟؟
- ندى وهي تضغط على مقدمة رأسها باصابعها في محاولة منها للتذكر ثم هزت رأسها بتوتر قائلة : لأ مش فاكرة اي حاجة بعد كده في صور مهزوزة متهيألي شوفتك راجع ومحستش بأي حاجة ومش فاكرة حاجة تانية هو أيه اللي حصل بالظبط يا حمزة ممكن تحكيلي وأزاي أحنا بقينا بالليل
ارتبك حمزة وهو لا يعلم بما يجيبها يخشى أن يخبرها بشيء يضرها فقرر أن يتصل بالطبيب يستشيره لكنه حاليا عليه أن يفلت من أسألتها بحجة مقنعة فكر لحظات وأخيرا أجاب بثبات :
- هروح اطمن حلا أنك فوقتي زمانها هي وآدم لسة مش نايمين كانوا قلقانين عليكي جدا وبعدين أحكيلك كل حاجة
وقبل أن تجيبه كان قد خرج من الغرفة متجها لغرفتة القابعة بها شقيقته وولده وهناك اتصل بالطبيب مسرعااا الذي أجابه فورا ما إن رن هاتفه برقم حمزة قائلا :
- سلام عليكم خير يا حضرتك الرائد المدام فاقت؟؟
- حمزة : اه فاقت بس في حاجة غريبة حصلت
- زياد :أيه اللي حصل ؟؟
- حمزة : هي مش فاكرة كل اللي حصل ناسية الموقف كله من بدايته
- زياد : أزااي يعني
- حمزة : يعني آخر حاجة فاكراها كان كلامي معاها وكان في حاجة عرفتها صدمتها بس ومش عارفة بقا هي أزاي أغمي عليها وليه وأيه اللي حصل وأنا مش عارف أقولها أيه
- زيااد : طيب أنا جااي فورا قولها باختصار انها تعبت وضغطها وطي فأغمى عليها وأنا بالصدفة كنت موجود ف شفت الموقف ف عرضت عليك إني أكشف عليها ولما لقيت ضغطها واطي قولت أنها محتاجة للراحة وادتلها حقنة منومة عشان ترتاح بس متقولش أكتر من كده ومتخليش أخت حضرتك تحكيلها أي حاجة
- حمزة : طيب مااشي بس لو سمحت يا دكتور متتأخرش
- زياد : دقايق وهكون قدامك عقبال ما تمهدلها وجودي بس
- حمزة : طيب في انتظارك وآسف على الازعاج
- زياد : مفيش داعي للأسف قولت ل حضرتك ده شغلي وأنا بعمله
- حمزة : شكرا ليك
- زياد : العفو يلا سلام عليكم
- حمزة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
توجه حمزة نحو شقيقته وأخبرها بالأمر وبألا تحدث ندى بشيء مما لا تذكره واصطحبها معه خارج الغرفة وترك آدم المستغرق بالنوم في غرفتهما
ما إن رأت حلا ندى حتى أقبلت عليها بلهفة متسائلة :
- نودي أنتي كويسة يا قلبي ؟
- ندى : الحمد لله يا لولو أنا كويسة ممكن تقولولي أيه اللي حصل بقا
- حمزة وقد أخبرها بما اتفق عليه مع الطبيب ثم انهى حديثه قائلا : بس يا ستي ده كل اللي حصل والدكتور جاي دلوقتي عشان يطمن عليكي
- ندى بارتباك : يطمن عليا أزاااي ؟؟ أنا مبحبش دكتور راجل اتكشف عليه أنتا أزاي خليته يكشف عليا وحجابي كان مفكوك هو اللي فكه ؟؟ يعني شااف شعري ؟؟
- حمزة مطمئنا أياها قائلا : متقلقيش يا ندى أنا وحلا كنا واقفين وأنتي متكشفتيش عليه ولا حاجة ومتخافيش مشفش شعرك كل الحكاية أن حلا فكتلك حجابك شوية بعد ما الدكتور مشي عشان تقدري تتنفسي وأنتي مرتاحة وياريت تهدي شوية ملوش لازمة التوتر ده
- ندى باندفاع : وانتا أزاي تقعد معايا ف الاوضة لوحدي وأنا نايمة وشعري تقريبا مكشوف ورقبتي كمان
- حمزة بضيق : أنا خارج استنا الدكتور بره خدي بالك منها يا حلا
- بعدما خرج حمزة لكزتها حلا في كتفها قائلة : يا بت أنتي مفترية والله ده كان قلقان عليكي جدا ومرضيش يخليني اقعد أنا واصر أن يفضل هو جنبك لحد ما تفوقي ويطمن عليكي وبعدين فيها أيه يعني حتى لو شاف شعرك ولا شافك وأنتي نايمة مش جوزك معرفش محبكاها أوي كده ليه
- ندى بتهور: لأ مش جوزي تداركت الموقف سريعا بعدما رأت علامات الاندهاش على وجه حلا ف أردفت قائلة قصدي يعني أننا مكتوب كتابنا بس وأنا رافضة أي قرب أو أي تعامل بينا أكتر من تعامل اتنين مخطوبين وبس مش كفاية جايب راجل يكشف عليا لأ وهو واقف كمان
- ضحكت حلا على حديث ندى ثم قالت : ندى أولا أنتي كنتي مغمى عليكي واحنا كنا مخضوضين ومتهيألي أن ديه حالة اضطرار وبعدين احنا مش في القاهرة هنقي دكتور راجل ودكتورة ست غير أن مين قالك أصلا أن حمزة ساب الدكتور يلمسك حتى كل اللي عمله أن مسك ايدك شاف النبض ومجرد ما قرب منك ولسه هيفك أول زرار من البلوزة بتاعتك حمزة منعه وقاله اكشف عليها من فوق الهدوم والاهم بقاا لما تشوفي الدكتور ده مش هتقولي كده خااالص ده حاجة كده مشوفتهاش قبل كده ولا هتشوفيها
- ندى : يا نهااااري أنتي بتعاكسي الدكتور ومش بعيد تكوني بترسمي عليه لأ وبتقوليلي كمان عينك يا بنتي غض البصر يا ماما
- حلا بضحك : أعاكس ايه وغض بصر مين أسكتي أسكتي أنتي مش فاهمة حاجة قال أعاكس ده قال لأ وبرسم عليه كمان مهو لو شوفتيه مش هتقولي كده خااالص
- ندى بتساؤل : أشمعنااا ؟؟ ماااله يا أختي ؟
- حلا : لأ ده ميتوصفش ده يتشاف بس كل اللي اقدر اقولهولك أنه عيل عامل فيها دكتور شبه مأذون شرم كده ههههه بصي قصير وجسمه صغير ولابس نضارة وحتى ملامحه "طفولية " Baby faceخالص
- ندى : يا شيخة اتقي الله أنتي كده اغتبتيه
- حلا باستهانة : متكبريش الموضوع أنا بوصفه بس
- ندى : السيدة عائشة من غيرتها على الرسول عليه افضل الصلاة والسلام كانت بتشاور على السيدة صفية بايدها فيما معناه انها قصيرة يعني عشان تبان هي أحلى وكده ف الرسول قالها كده اغتبتيها تخيلي لمجرد أنها شاورت عليها بس وأنتي بقا ماشاء الله من ساعت ما اتكلمتي عنه وأنتي بتتريقي عليه
- حلا : ماشي يا ستي أنا آسفة مقصدش بس أنا يوم ما اتجوز يعني هتجوز راجل شبه حمزة طول بعرض عضلات دمه خفيف كده
- ندى : حوش يعني يا بت الطول ما أنتي أوزعة
- حلا بغيظ : حتى أنتي كمان يا ندى وبعدين اللي بتدافعي عنه ده هو كمان اتريق عليا وقالي انتي كتيرك طفله ف ابتدائي
- ندى : ههههه والله حاسة ف الاخر هتتجوزي واحد زيه عشان تبقي تتريقي كويس وبعدين الاهم هو أن الراجل يخاف ربنا فيكي ويعاملك بما يرضي الله مش بالشكل هي
- حلا بمرح: أنتي ليه محسساني إني بحكيلك عن عريس متقدملي
في الخارج بعد عدة دقائق أتى الطبيب ف رحب به حمزة الذي طرق باب الغرفة ودلف هو أولا ليخبرهم أن الطبيب يستأذن في الدخول وبعد ثواني من تذمر ورفض من ندى له وانها بخير لكن مع اصراره وبعدما لكزتها حلا في كتفها هامسة بأذنها أن تسمح له بالدخول حتى تراه بنفسها اخيراا رضخت لرغبتهما واستسلمت وسمحت له بالدخول على مضض
وما إن خطا الطبيب بالداخل عدة خطوات نظرت له ندى نظرة سريعة تبينت فيها أن حلا محقة بعض الشيء فهو يبدو أصغر بكثير من كونه طبيب قارب على الثلاثين لكن يبدو أيضا أنه شاب دمث الخلق خجول ملامحه تنبض بالطيبة والرقي غضت بصرها عنه كما فعل هو أيضا ف على رغم أنه بدأ حديثه معها لكن دون أن يرفع عينه بها أو يتفحصها كانت ندى شاردة في أفكارها تلك فلم تجيبه ف تنحنح الطبيب وأعاد سؤاله مرة آخرى قائلا :
- أحمم مداام ندى حضرتك سامعاني
- اغتاظت ندى حينما ناداها ب "مدام " ولا تعلم لما وفجأة وجدت نفسها قد اندفعت قائلة دون تفكير : آنسة لو سمحت
- ضيق زياد بين حاجبيه محاولا استيعاب ما تقوله وايضا معرفة ما تتذكره بالفعل وما تنساه فسألها بحذر قائلا : أنا آسف أمااال الرائد حمزة يقربلك أيه أصلي افتكرته جوزك ؟؟
- ندى وقد شعرت بالحرج مما تفوهت به فأجابته قائلة وهي تنظر أرضا : اه هو جوزي بس ..بس يعني مكتوب كتابنا
أماء زياد رأسه بتفهم لكنه في داخله شعر بأن هناك شيء غير طبيعي لما اهتمت ندى بذكر أنها آنسة وأن حمزة ليس بزوجها فعليا فتنحنح قائلا وهو ينظر لحمزة :
- أحممم بعد أذنك يا باشمهندس ممكن اقعد مع آنسة ندى لوحدنا شوية
- حمزة بحدة : أولا أنا مش زفت باشمهندس والله ثانيا يعني أيه تقعد معاها لوحدكوا وليه؟؟
- زياد بهدوء : ممكن حضرتك تهدى شوية أنا عارف أنك متوتر أولا أنا آسف يا حضرت الرائد ثانيا حضرتك أنا دكتور ومحتاج اتكلم مع المريضة كلمتين وده لمصلحتها اللي أكيد أنتا حريص عليها ومش هينفع نتكلم ف وجودكم
- حمزة وقد أماء رأسه بتفهم قائلا : طيب أنا هدخل أنا وحلا البلكونة شوية لحد ما تخلص كلامك معاها
- زياد : شكرا لحضرتك
ما إن ابتعد حمزة حتى جلس زياد على الكرسي القريب من الفراش بعدما ابعده عن السرير بمسافة كافية واخيرا تحدث ل ندى قائلا :
- حضرتك مش فاكرة أي حاجة عن اللحظة اللي اغمى عليكي فيها
- ندى بتوتر : لأ خااالص مجرد صور مشوشة مش فاكرة منها حاجة غير صورة حمزة وهو جاي ناحيتي
- أماء زياد رأسه قائلا : تمام
- ندى بلهفة : هو أنا كده فقدت الذاكرة يعني
- زياد بابتسامة : لأ ولا فقدتي الذاكرة ولا حاجة بتحصل عادي مع حالات الاغماء بنفقد احداث أو مواقف وإن شاء الله هتفتكريها مع الوقت
أماءت ندى رأسها بتفهم وفي تلك اللحظة هب زياد واقفا وقرب كرسيه بشدة من فراشها فتراجعت بخضة للخلف مد زياد يده ليلتقط شيئا بالقرب منها فانكمشت ندى خوفا وسألته بتوتر بعدما تعالت أنفاسها وزادت ضربات قلبها :
- في أيه ؟؟ أنتا عايز أيه ؟؟
- أشار زياد بلامبالاة لشريط دواء بين يديه قائلا : مفيش كنت بشوف بس الدواء ده
ابتلعت ندى ريقها بقلق وساد الصمت لثوان معدودة قطعها زياد مبتسما حينما قال :
- أنا بقا اللي محتاج تقوليلي في أيه ؟؟
كانت ندى مازالت منكمشة على نفسها وهو مازال كرسيه تقريبا ملتصق بالفراش ف ابتعد قليلا حيث كان يجلس في باديء الأمر ف عادت ندى لجلستها الأولى وهدأ توترها ف شجعها زياد على التحدث قائلا :
- هاااا يا آنسة ندى قوليلي بقا ليييه ؟؟
- ندى بدهشة : ليه أيه ؟؟
- زياد : ليه خوفتي لما قربت أوي كده المفروض أنك مش فاكرة حاجة صح ؟؟
- ندى وقد ابتلعت ريقها بتوتر : أيوه أنا فعلا مش فاكرة حاجة أكتر من اللي حكتها وبعدين أنا مخوفتش لما قربت بس طبيعي أبعد أنتا راجل غريب والمفروض يكون في مسافة كافية بيني وبينك
- زياد وقد عدل من وضع عويناته قائلا بجدية: آنسة ندى بصراحة كده حضرتك فاكرة الموقف اللي حصلك ومش نااسياه بس مش عايزة تقولي ممكن أعرف ليه ؟؟
- ندى بمراوغة : موقف أيه اللي حصلي قصدك يعني إني أغمى عليا والله كل اللي فاكراه أننا كنا الصبح وفجأة لقيت نفسي بالليل حقيقي معرفش أزاي ده حصل
- ابتسم زياد متهكما : لأ ديه أنا عارفها لأن أنا اللي أديتك الحقنة المهدئة عشان تنامي وفجأة سألها بصوت عال أجفلها : يعني أنتي مش فاكرة أن حد ضربك ؟؟
في تلك اللحظة وضعت ندى يدها على وجنتها اليمنى وانتفض جسدها ودمعت عيناها ف تأكد ل زياد ظنه هي تتذكر كل شيء لكنها تتصنع النسيان ويبدو أنها غير ماهرة ف الكذب لأنه قد لاحظ ذلك منذ دخوله غرفتها وحينما رأى ذعرها وألمها أشفق عليها كثيرا ف التقط كوب الماء الموضوع على الطاولة الموجودة بجانب فراشها وأعطاه لها مهدئا أياها قائلا :
- اتفضلي أشربي وأهدي خااالص متخافيش الموضوع خلص
- ارتشفت بعض قطرات من المياه ثم وضعت الكوب بجانبها بيد مرتعشة ثم حركت رأسها بالنفي قائلة : لو حمزة عرف مفيش حاجة هتخلص أرجوك يا دكتور متقولوش إني فاكرة حاجة
- ضيق زياد بين عينيه بتفكير متسائلا : أنتي خاايفة منه ؟؟
- أماءت ندى برأسها يمينا ويسارا ثم قالت : لأ لأ ..أناا خااايفه عليه مش منه
- زياد بدهشة : خايفه عليه ! من أييه ؟؟
- ندى : حمزة لو عرف اللي حصل مش هيسكت ومش هيسيب الراجل وممكن يقتله ويعمل مصيبة وكفاية عليه كل اللي بيحصله بسببي أنا مش عايزاه يتأذي من وقت ما دخلت حياته وكل حاجة بتبوظ هو ميستاهلش كده أبداا
- زياد بتساؤل: وتفتكري أنه لسه معرفش ؟؟
- ابتسمت ندى ساخرة: أكييد حلا قالتله ديه مبتخبيش عنه حاجة أبدااا
بس هو لو عرف إني ناسية الموقف هيحاول ميفكرنيش بيه أو أنه يعمل أي حاجة تأذيني وأنتا يا دكتور اللي هتساعدني ف ده قوله إني لو افتكرت الموقف هتعرض لصدمة نفسية أو أي حاجة المهم حمزة ميأذيش الراجل كفاية رحلتهم اللي مستنينها وباظت بسببي
- ابتسم زياد قائلا بهدووء حينما تذكر العلقة الساخنه التي كانت من نصيب هذا الرجل على يد حمزة وصدقا يستحقها هذا الحقير : للأسف متأخرة أوووي رغبتك يا آنسة ندى
- عقدت ندى بين حاجبيها بعدم فهم قائلة : مش فااهمة ؟؟
- زياد موضحا : قصدي اللي خايفة منه تقريبا حصل
- ندى بخضة : قتل الراجل ؟؟
- زياد ضاحكا : ههههه مش للدرجادي بس هو بقا بقايا راجل خلااااص لو شوفتيه مش هتعرفيه من اللي عمله فيه حضرت الرائد خد اللي يستحقه وزيادة ثم تحسس موضع اللكمة التي تلقاها هو بدلا منه وأردف بإبتسامة قائلا : حتى أنا كمان خدت نصيبي
- ندى بدهشة : حمزة ضربك أنتا كمان لييه ؟؟
- زياد موضحا: كنت ببعده عن الراجل ف لبست واحدة ف وشي بس الحمد لله مناخيري متكسرتش هي صحيح نزفت بس الوجع هدي فاطمنت أنه محصلش كسر
- ندى متسائلة بقلق : طب والراجل ؟؟
- زياد: أقنعت حضرت الرائد في اللحظة الأخيرة أنه يقدم بلاغ أحسن وفعلا خده وروحنا القسم رمناه هناك لحد ما حضرتك تروحي تقدمي فيه البلاغ لأن لازم اللي يقدمه هو المتضرر ومتهيألي كده مبقاش ليه لزوم أنك تعملي نفسك ناسية اللي حصل
- ندى بثقة : بالعكس يا دكتور كده لازم أكمل ف موضوع إني ناسية ده ولازم تساعدني
- زياد مستفهما : لأ أنا كده مش فاهم حاجة ؟؟
على الجانب الآخر كان هناك من يتحدث بعصبية لهذا الواقف أمامه يرتعد خوفا من غضب رئيسه العااصف فهو يعلم مدااه جيدا سمع صوته الغاضب وهو يوبخه قائلا :
- أنا الغلطااان عشان اعتمدت على واحد غبي زيك
- حسين بعد فهم : يا بااااشا أنا مش فاهم أنا غلطت ف أيه مش أنتا قولت عايز فضيحة وحصل
- كريم بغيظ : يا غبي أنا قولت فضيحة تخلي اللي أسمه حمزة يشك فيها مش يتعاااطف معاااها ، وبعدين بغباااءك تجيبلها وااحد يتحرش بيها
- حسين مدافعا عن نفسه : يا باااشا أنا مقولتلوش يتحرش بيها والله أنا قولت يعمل أنه اتحرش بيها تمثيلية يعني فلما هي تتكلم يقول أنها هي اللي كانت بتطارده ويفضحها قدام الناس
- كريم بسخرية : يمكن مثلا عشان جاايب واحد متحرش أصلااا
- حسين : ما هو أنا قولت أجيب واحد متأكد أنه هيوافق على اللي هطلبه منه سماااح يا بااشا عندي ديه المهم هنعمل أيه دلوقتي
- كريم متسائلا : هو أيه آخر الأخبار عندك ولا ؟؟
- حسين بثقة : عندي يا باشاا راجلنا اللي هناك قالي أن حمزة بااشا خده وراح بيه على القسم
- كريم : وندى كانت معااه ؟؟
- حسين : لأ يا باشا كان معااه وااحد تاني لكن ندى هاانم أغمى عليها ومن ساعتها مخرجتش من الأوضة
- كريم بثقة : يبقا مش هتبلغ عنه
- حسين بدهشة : وعرفت منين يا باشااا ؟؟ وليه ؟؟
أيه سبب كلام كريم ويقينه أن ندى مش هتبلغ ؟؟وياترى ليه ندى مصممة تقنع حمزة أنها ناسية ؟؟ وهل هتقدم البلاااغ ؟؟ وأيه موقف حمزة ؟؟ وهل زياد هيطاوعها ؟؟ ظهور آخر جديد ل أحد أبطال روايتنا ف من هو أو هي ؟؟ كل هذا وأكثر سنعرفه في الحلقة القادمة فانتظرونييي
هدير محمود علي
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق