رواية لعنة عشقك الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم رحمه سيد
رواية لعنة عشقك الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم رحمه سيد
لعنة عشقك
الفصل الرابـع والعشرون :- الخامس وعشرون
بعد ساعـات اخرى......
دلفت أسيا بخطى سريعة نحو غرفتهـا دون أن تنطق بحرف لأدم الذي كان يسير في القصر وعينـاه عليهـا.. لم يصعد خلفها بل نادى على الحارس الذي كان مرافقًا لها....
أتـاه الاخر بعد لحظة يقول باحترام :
-امرني يا ادم باشا
سأله أدم بنبرة هادئة :
-ايه اللي حصل هناك؟؟ الهانم مالها !!
هـز رأسه نافيًا قبل ان يخبره :
-والله ما اعرف يا باشا محصلش اي حاجة
ضيق أدم عينـاه وكرر سؤاله بنبرة محذرة ؛
-انت متأكد ان مفيش حاجة حصلت؟ كنت معاها طول الوقت ؟؟؟!
اومأ الرجل مؤكدًا بسرعة :
-ايوه والله يا باشا ماسبتهاش الا عشر دقايق كنا بنشتري مايه ليا ولحامد والهانم كانت قاعده في الجنينه !
حاول أدم تمالك أعصابه حتى لا يقتل ذلك اللعين على تركه لها في تلك العشر دقائق....
أشار له ان يغادر...
صعد متوجهًا نحو غرفتهم ولكن لم يجد أسيا، فتوقع تواجدها في الغرفة التي يقطن بها والدها حتمًا......
عند أسيا كانت تجلس امام والدهـا دموعها تنهمـر دون صوت... تشعـر بروحهـا تتلوى وتنبح ولكن العقـل يمنـع ذلك الصوت من الخروج !!
فيزداد أنين تلك الروح.....
أمسكت يداه وهي تهمس بصوت مبحوح :
-أعمل ايه ياااربي ساعدني، لو قولت لأدم ممكن يقتلوك فعلاً.. اللي كان مانعهم عنك انهم ميعرفوش انك هنا اصلاً، لكن طالما عرفوا يبقى سهل يقتلوك !!!
ثم اصحبت تهز رأسها نافية بسرعة وهي تحتضنه :
-وانا مش هقدر.. مش هقدر اخسرك وانت كنت بتعمل كل حاجة عشاني وعشان متخسرنيش !
تنهـدت بصوت مسمـوع وكأنها تقنع نفسها بتلك الحروف المذبذبة :
-الزوج.. الحبيب.. الاخ... كل حاجة ممكن تتعوض الا الاب هو اللي مابيتعوضش ابدا
وفجأة وجدت جسد والدها يتشنج ويهتز بعنف والجهـاز يعلن اشارات غريبة...
نهضت أسيا بسرعة تنادي الممرضة والطبيبة المشرفة على حالته :
-يا دكتوووره.. تعالوا بسرعه بالله عليكم
وبالفعل جاءت الطبيبة وهي تدلف مشيرة لأسيا :
-ممكن تطلعي بسرعة يا مدام
خرجت أسيا ببطء تستند على الحائط خلفها.. بينما عينـاها تنزف دمعًا !!!!
شعرت بهاتفها يهتز معلنًا عن وصول اتصال، فأمسكت به لتجيب بصوت لا حياة فيه :
-ايوه مين ؟
وجدت من يُجيبها بصوت اجش :
-احنا اديناه دلوقتي مجرد دواء يجبله تشنجات،، المره الجايه هتكون سم !!!
ثم أغلق الخط لتأن هي بصوت مكتوم...
اصبحت تشعر أنها بين نيـران....
نيـران يزداد لهبهـا فتحترق هي متلويـة بينهـا..!
في تلك اللحظة وجدت أدم امامها يحتضنهـا بحنان هامسًا :
-متقلقيش، ان شاء الله هيبقى كويس ادعيله
اومأت عدة مرات دون رد...
لترفع رأسها متمتمة بصوت مبحوح :
-أدم لو سمحت تعالى الاوضه احنا لازم نتكلم
ذهبـا معًا للغرفة بهدوء.. وما إن دلفا حتى سألها ادم بقلق :
-في ايه يا حبيبي مالك ؟
تنهدت بصوت مكتوم تحاول استجمـاع شجاعتها الهاربة :
-أدم انا عايزه انفصل.. انا مخنوقه اوي وحاسه اني هفضل مش مرتاحه كدا !
عقد أدم ما بين حاجبيه.. كأشارة لعدم اقتناعه بتلك الهراءات... فأكملت هي دون ان تنظر لعيناه :
-النهارده شوفت مرات واحد انت قتلته، كانت عمالة تقول كلام كتير وتدعي عليك وعلى ولادك.. وانا مش هقدر.. مش هقدر اخلي ابني يتحمل اخطاءك ومش هقدر اشوف حد من ضحاياك كل شويه !!
كان أدم مٌغطى بطلاسم الصمت.. وكأنه حُشـر بين جدار تلك الكذبـة السوداء فلم يعد يستطع الفرار !!!!
لم يفعل سوى ان رد بجمود وهو يضع يداه بجيبه :
-ماشي يا أسيا.. هطلقك خشي ألبسي وهاخدك ونروح للمأذون دلوقتي !
وبالفعل استدارت تدلف لغرفتها وهي تضع يداها على قلبهـا.. تشعر به يكاد يتوقف عن سيره !!
بدأت عيناها تدمع وهي تهمس بصوت يكاد يسمع :
-اسفه يا ادم،، مش هاقدر اخونك واعمل اللي هما عاوزينه.. احسن حل اني اتطلق وافهمه انك انت اللي طلقتني !!!!!!!!.......
******
كان أدهم يحتضن شروق بصمت ويتسطحان على الفراش بهدوء تام...
هدوء يحمـل بين ثنايـاه جيشًا من الحروف سُلبت حقوقه في الخروج !!!...
حتى الان لم يستوعب حديثهـا ولكنه كالعادة فضل الصمت..!!
وأمام باب المنزل كان ثلاث رجـال من الصعيد.. أمرهم كبير عائلة "الدهاشنة" بإحضـار شروق في التو !!
فتسير خطة جدها الشيطان كما اراد تمامًا.....
كان يقفا امام الباب فنظر احدهم للاخر وقال :
-اول ما يفتح انتوا هتتصرفوا مع الواد وانا هخش اجيب البت
اومأ الاخـران مؤكدين ليحذره الاخر :
-بس خد بالك البت تصرخ او كدا، الكبير جال ماعايزينش مشاكل وفضايح !!
اومأ الرجل بتأكيد شابه الثقة :
-ماتجلجش انا عارف هعمل ايه بالظبط
وبالفعـل طـرق البـاب وبيده الاخرى السلاح منتظرًا خروج "أدهم" ليعاجله بضربه كما خطط.......
بينما على الطرف الاخر في سوهاج.....
كان كبير عائلة الدهاشنـة يجلس مع باقي افراد العائلة في غرفة الاجتمـاعات...
ليسأله احدهم بجدية :
-وهنعمل ايه مع البت اللي هتيجي دي يا كَبير ؟
رد الجد الاكبـر بثقة صلبة :
-طالما جدها ماعارفش يعمل حاجة ولجأ لي ماجدرش اصده،،، فـ هخير البت بين اتنين ملهمش تالت
صمت برهه ليعود ويكمل بنفس الاصرار :
-يا تتچوز وتسد ديون اهلها عليها وحقهم، يا تسبلهم شقى عمرهم وتروح مكان ما تحب !
في تلك اللحظة وجدوا الباب يُطرق اكثر من مرة وفتاة ما تعمل كخادمة في قصر جد شروق تدلف...
نهض هو مزمجرًا بعصبية :
-كيف تدخلي بين جاعدة الرجال ؟؟
ردت هي بسرعة متوترة :
-انا جايه اجول لحضرتك حاجة مهمة
سألها بخشونة :
-حاجة ايه ؟ جولي
اجابت هي بدون تردد على عجالة :
-كانوا بيكدبوا لما جالوا ان بتهم متچوزه من واحد صايع اتجوزته لما قالولها عتتجوزي، لا هي كانت متچوزاه من بدري من جبل ما توصل لاهلها اصلاً والواد ماعايزش ورثها دا كان بيساعدها بس.. وهما اللي فارج معاهم انهم يخلصوا من المشكله دي مش الورث خالص !!!
انتفض واقفًا يسألها بحدة :
-وانتِ عرفتي الكلام دا منين يابت ؟
تنفست بعمق قبل ان تهمس بقلق :
-سمعتهم صدفة وانا بدخل لهم القهوه !!!
جلس مره اخرى ينظـر حوله بشرود.... سينتقم منهم.. سينتقم مؤكدًا ممن جعلوه لعبة في ايديهم !!
وقف مرة اخرى يأمر احدهم بسرعة :
-إلحج اتصل بالواد جبل ما يخطف البت بسرعه خليهم يعاودوا للبلد طوالي !......
ثم صمت يفكـر محدثًا نفسه بغيظ :
-وهحاسبكم على عملتلكم وهاخد تار ولدي مش هحلها ودي ولا نيله !!!!!
*******
في منزل "مصطفى" ....
كانت نشوى تسير خلف مصطفى الذي كان يدخن بشراهة دون ان يعير حديثها اهتمام...
نفذ صبرها من تلك اللامبالاة التي تتلف اعصابها في كل دقيقة تزداد على الاخرى..
لتنتشل منه السيجار صارخة بحنق واضح :
-مصطفى انا بكلمك رد عليا لو سمحت بلاش البرود دا ؟!!!
تأفف مصطفى قبل ان يقول ببرود :
-منا ياما رديت عليكِ يا نشوى وانتِ مصممه ماتفهميش
ضحكت ضحكة صغيرة ساخرة وهي تسأله :
-رديت عليا بـ إيه ؟؟
استطرد بصوت اجش دون ان ينظر لها وهو يسير ببطء في المنزل :
-رديت وقولتلك اني مش بتاع جواز، قولتلك من بدري وانتِ كنتي حابه العيشه معايا على كدا.. معرفش ايه اللي جد بقا ؟؟!!!!
كانت ملامحها جامدة.. شاحبة توازي شحوب الموتى وهي تتابـع بصوت عالي :
-بس انت خلتني اسيب جواد وقولتلي انك هتتجوزني !! ولما سكت قولت فتره وهيرجع لعقله وهيتجوزني....
ابتسم مصطفى بسماجة،،،، ثم قال :
-لأ يا حبيبتي انا كدا فـ كامل قوايا العقليه ومستحيل اتجوز
-طب ما انت كنت هتتجوز سيليا هانم لولا اللي عمله جواد !
صرخت فيه بتلك الجملة والغيرة والحقد يحرقا احشاءها كفتيـل يصعب القضاء عليه....!!
ليمسك هو ذراعها يضغط عليه بعنف قبل ان يردف بحدة مُخيفة يحذرها :
-ملكيش دعوه بـ سيليا خالص، سيليا غيرك.. سيليا ماخانتش جوزها وسابته عشان واحد تاني
إتسعت عينـاها بذهول وهي تراقب ما يكمن بين خلايـاه يفوح من بين شفتاه دون قصد منه....
لتضحك بصوت عالي وهي تردد بهيسترية :
-يعني انت شايفها احسن مني؟؟ بعد ما عملت كل دا عشانك؟! يعني انت بتعمل كدا عشان بتحبها مش عشان تنتقم زي ما فهمتني !!
كان يُعطيها ظهره دون ان يرد مغمضًا عينـاه... بينما نقلت هي عيناها بينه وبين سكين الفاكهة الموضوعة جواره بجنون !!!!
وبكل الجنون والتسـرع.. الحقد والشراسة التي تحملها سالبة اياها من العالم كله.... امسكت بتلك السكين لتغرزها في ظهره بهيسترية وهي تهمس كالمجنونة :
-مش هاسيبك تدمرني وتحقق اللي انت عايزه !!! هقتلك.. انت مينفعش تعيش انت لازم تموت ! انا اصلاً حياتي اتدمرت ومعنديش حاجة اخسرها
ليقـع هو امامها يتأوه بصوت عالي والدماذ تنزف منه بغزارة بينما هي تشاهده بشماتة !!...........
********
وعندمـا كانت أسيـا في السيـارة مع أدم متجهان للمأذون كما اتفقـا....
وجدت أسيا هاتفها يرن بنفس الرقم فتلعثمت يداها وهي تمسك به لتجيب بتوتر :
-ايوه يا هند ؟
سألها مباشرة :
-انتوا رايحين فين ؟؟
صمتت هي وكأنها تراجـع جوابها الذي ربما يلقيهم للتهلكة !!
ثم ردت بصوت مبحوح :
-انا وادم رايحين للمأذون عشان نطلق !
شعرت به يبتسم على عكس ما توقعت ثم اردف :
-حلو اوووي.. جه الوقت اللي ادم صفوان هيدفع فيه تمن خيانته لينا !!!!!!
ثم اغلق بوجهها الخط... نظرت أسيا بسرعة من نافذة السيارة فكان المكان شبه خالي من السكـان وتوجد سيارة خلفهم.....
ومن دون سابق انذار وبعد 10 دقائق فقط كان الطلق الناري ينطلق حولهم وكأنه يهطل من السماء ليريهم شكلاً اخر من الجحيم !!!!!!!!!............
******
يتبــع.....
لعنة عشقك
الفصل الخامس والعشرون (ما قبل الاخير) :-
اختبـأت أسيـا بأحضان أدم وكأنها تختفي من بطش تلك الرصاصات التي لم تخترق اجسادًا فقط.. بل شعرت انها تخترق حياتها بعنف لتصبح رماد قسوتها !!!......
ضمها أدم له بقوة ثم اقترب من اذنها هامسًا بصوت حاني يطمئنها :
-أسيا.. زي ما اتفقنا اوعي تخرجي من العربيه مهما حصل واكيد البوليس قرب يوصل اهدي انتِ بس
اومأت أسيا عدة مرات مؤكدة ليهبط هو من السيارة بسرعة فأغمضت هي عيناها تهمس برجاء :
-ياااارب.. يااااارب استرها يارب مايحصلهوش حاجة يارب الاتنين دول مش هقدر اعيش من غيرهم ياااااااااارب
ثم اخذت الذكريات تتوالى على عقلها كشـريط قارب على الانتهـاء مدمرًا ثنايا عقلها....!
فلاش بــاك###
خلال لحظات لم تشعر أسيا بنفسها سوى وهي تخرج من الغرفة مره اخرى تنادي على أدم الذي كان يسير مغادرًا :
-ادم استنى لو سمحت
استدار ينظر لها مستفهمًا :
-ايه؟؟؟
سحبته من ذراعه ببطء وهي تعود نحو الغرفة مره اخرى.. أغلقت الباب بإحكـام وهي تستدير له ببطء، كان يراقبها هو مضيقًا عيناه يحاول استيعاب ما تفعله !!
ولكنه فشل خاصةً وهي تهمس بتوتر :
-انا مش عارفه صح ولا غلط اني اقولك بس انا هقولك واللي يحصل يحصل
كانت نظرات أدم الحادة تحثها على الإكمـال.. يزداد سوادها المُقلق كالبؤرة التي تبتلع الشظايا داخلها فتزداد ظلمتها.....!
بدأت تتحدث بصوت مرتجف وهي تتذكر ما حدث :
-انا وفي الجنينه في واحد كدا معرفوش جه وقالي انه عارف اللي احنا مخبينوا وانا بتلقائية معرفش ازاي مخدتش بالي وهمست بابا ورجعت قولتله تعرف ايه قالي ان والدك عايش وهقول للي فكروه ميت انه لسه عايش لو ماعملتيش اللي بقولك عليه
سألها أدم بخشونة :
-كان عايزك تعملي ايه؟؟
-كان عاوزني أنقله كل اخبارك اللي بتحصل جوا القصر لان اخبارك برا القصر سهل يعرفها لكن اللي جوا لأ
أجابت بسرعة دون ان تنظر لعيناه لانها تثق تمام الثقة انها إن نظرت سترى لهبًا مسعورًا تخشاه دائمًا....!
صمتت برهه ثم عادت تكمل :
-انا كنت مرعوبه كنت خايفه يقتلوا بابا بجد وساعتها انا هتدمر فعلاً.. المهم هو هددني تاني لما لاقاني متردده انه هيقتل بابا بنفسه كمان، فـ انا محستش الا انا وبقوله موافقه، رجعت البيت قعدت مع بابا شويه لقيته فجأة جتله تشنجات لما ناديت الدكتوره.. وتليفوني رن.. قمت رديت لقيته هو وبيقولي المره دي اديناه دواء يجبله تشنجات المره الجايه هتكون سم !! فمكنش قدامي الا اني اتطلق واقوله انك انت اللي طلقتني لما اتخانقنا ! اهون عندي من اني اخونك
كان صمت أدم مُقلق.. الا ان رده كان معاكس التيـار حينما قال :
-طب اسمعيني كويس يا أسيا....
نظرت له أسيا باهتمام هامسة :
-ايه؟؟ هتعمل ايه؟!
اقترب منها يردف محذرًا :
-انتِ هتكملي وكأن محصلش اي حاجة، كأني معرفتش.. انا متأكد ان الراجل دا هو اللي هيوصلنا لاكبر واحد فيهم لو اتمسك.. هنعمل كأننا رايحين المأذون وهاخدك ونروح على طريق فاضي بعد ما اتصل بالبوليس والبوليس هيبقى قريب مننا واول ما هما يستغلوا الفرصه ويحاولوا يقتلوني هيلاقوا البوليس جه وهيقبض عليه متلبس وعشان ماياخدش اعدام ويشيل كل جرايمهم لوحده اكيد هيعترف ! ولو اتصل بيكي وانتِ معايا ردي كأنك بتخبي عليا عشان الله اعلم هو مراقبنا 24 ساعة ازاي !
حينهـا بدأت ابتسامة اسيا تتسرب رويدًا رويدًا الى أن انفجرت صارخة بسعادة وهي تمسك رأسه لتقبلها :
-حاضر يا جوزي يا حبيبي يابو دماغ ألماظ انت يا عسل !
نالت نظرة حادة من أدم فتراجعت على الفور تستطرد بنبرة طفولية :
-خلاص خلاص ماتزقش !!
أشار لها أدم قائلاً بخشونة :
-روحي البسي يلا
ثم غمزها بمكـر جعل الحمرة القانية تزحف لصفحتا وجنتاها :
-ولا تحبي اجي انا اساعدك تلبسي ؟!
ركضت حينها مسرعة وهي تضحك بحرج بينما تنهد هو وهو يفكر بالقادم........
بــــاك###
استفاقت من شرودها على انتهاء طلق الناري فابتلعت ريقها بتوتر وخرجت تنظر كالأطفال من النافذة بقلق.. لتجد ادم يقترب منها.. ما إن رأته حتى هبطت من السيارة بسرعة متجاهلة ذلك الحائط البشري الذي يحاول منعها.....
احتضنت ادم الذي كان يلهث بعنف لتسأله بخوف :
-ايه اللي حصل يا ادم انت كويس ؟؟
اومأ مؤكدًا بهدوء :
-ايوه كويس متقلقيش.. خلاص اتقبض عليه هو ورجالته فاضل الكبير بتاعهم واكيد هيتقبض عليه اول ما يعترف
ألقت أسيا نظرة سريعة لتجد ذاك الرجل بالفعل بين قبضتـا الشرطة.. حينها تنهدت بارتياح عميق وهي تشدد من احتضان أدم الذي استوطن الارتياح ملامحه هو الاخر......
سـارا معًا باتجـاه الضابط.. ليتنحنح أدم قائلاً بخشونة :
-استأذنك يا حضرة الظابط عايز اروح واكيد هنيجي المديرية عشان لو في اي حاجة تاني
اومأ الضابط مؤكدًا بجدية :
-اكيد يا أدم.. اتفضلوا كتر خيركم لحد كدا
وبالفعـل غادرا معًا بهدوء مع من تبقى من حراسه.... وصلا القصر فهبط أدم دون ان يعيرها اهتمام..
ركضت أسيا خلفه تناديه برقة :
-ادم استنى
ولكنه لم ينتظر بل تجاهلها تمامًا... حينها أدركت ان عقابها سيبدأ الان وقد اختار اسوء الاسواط ليجلدها بها "التجاهـــل".......!
*******
ولحسن الحظ حينمـا فتح أدهم الباب لم يجد أي شخص فعاد لشروق مره اخرى بهدوء...
جلس جوارها دون ان ينطق فبدأت تتحدث هي بصوت خافت :
-ادهم احنا لازم نتكلم مش هينفع السكوت دا !!؟
اومأ ادهم موافقًا بهدوء :
-تمام.. هنتكلم، قوليلي بقا ايه اللي حصل خلاكِ بالمنظر دا وعرفتي منين الكلام دا ؟
عضت شروق على شفتاها وشعرت وكأن تلك الشجاعة والاتزان ذهبا في مهب الريح..!
شعرت ان ذكريات ما حدث تجذبها لنقطة الصفر !!
وهي لا روح لها للمجازفة للتقدم مره اخرى.....
ولكن رغم ذلك قالت دون ان تنظر له :
-انا كان عندي شويه اعراض كنت مفكره انها حمل، روحت للدكتوره عشان أكشف بس ملاقتنيش حامل دي قالتلي كمان اني صعب جدًا اخلف !!!
سألها أدهم بحدة:
-وهي جابت الكلام دا منين وايه الاسباب
هزت شروق كتفاها بقلة حيلة ثم اجابت :
-عملتلي تحاليل وحاجات.. وانا من ساعة ما سمعت كدا مكنتش مهتميه بالباقي والاسباب بس هي قالت السبب مش بأيدك ولا بأيدها دا بأيد ربنا.. ممكن أحمل بس الاحتمال الاكبر لا لان في كام حاجة هي شرحتهالي
ضمها أدهم له بحنان مرددًا :
-طب يعني قالت ممكن يحصل حمل يعني لية نفقد الامل كدا ؟؟ وبعدين فالنفترض محصلش.. انا مكتفي بيكِ يا حبيبي.. انتِ مراتي وبنتي واختي وحبيبتي
لفت يداها حول عنقه وراحت تقول كالأطفال :
-بس انا كنت نفسي اوي فـ طفل منك يا ادهم
بدأ ادهم يربت على شعرها برفق بينما داخله بركانًا يثور من صدمة الوضـع...
ثم همس وهو يتمدد جوارها :
-صدقيني انا نفسي فيه اكتر منك، بس عادي يا حبيبي احنا مش اول ولا اخر اتنين يحصل معاهم مشاكل في الحمل !!
اومأت شروق عدة مرات ليمرر هو إصبعه على شفتاها على شكل ابتسامة،،، ويقول ليشاكسها :
-ممكن بقا تضحكي كدا بلاش الكآبة دي.. قال عيال قال ولما يجوا تقعدي تصوتي وتقولي تعالى شوف عياااالك يابو عدوي !
رفعت شروق حاجبها ببلاهه وهي تتابـع مستنكره :
-عدوي ؟؟؟ عدوي مين !!
اتسعت ابتسامته وهو يخبرها :
-ابننا يا حبيبتي، منا ناويت اسميه عدوي على اسم ابويا !!!
حينها تمددت على الفور وهي تتشدق مسرعة بمرح :
-لا شكرا مش عايزه عيال طالما فيها عدوي !!
لتتعالى ضحكات أدهم وهو يتسطح جوارها ليضمها له بحنان متجاهلاً ذلك الأنين الذي تصدره الروح كحداد على حلم قُتل في مهده..........
******
دلف جواد للمنزل ببرود كعادته في اخر يومـان... فهو منذ شجاره مع سيليا تركها ليغادر عازمًا على تجاهلها تجاهل تام......
ورغم ان ذلك التجاهل كان يحرق روحه.. يجعله يشعر ان نُفي لمأوى بعيدًا عن مسكن هواه وروحه !!
الا انه كان الحل الامثـل.... لحين اشعار اخر..
جلس على الأريكـة يتنهد بحرارة متذكرًا ما حدث حينها.....
فلاش بـــاك###
تدفقت الشهقات الباكية من سيليا كشلال من الدمـوع بلا توقف.. تشعر أن تلك الشهقات بمثابة وخزات عميقة تسبب تشوهًا في روحها الضعيفة....!
أمسكت يده التي تقبض على خصلاتها وهي تصرخ :
-والله ابدًا.. هو قالي آآ.....
ولكنه كان كالمجنون يهزها بعنف من ذراعاها وصراخه كان كالرعد يصدح بأذنها يكاد يفقدها اياها ؛
-قالك ايه ؟؟؟ كل عقلك بإيه مهو شاطر اوي فـ الضحك على الستات.. لا ومش اي ستات دي اي واحده بتجوزها بيقدر يضحك عليها بسهوله
تعالى صراخ سيليا وهي تحاول ان تشرح له بكل الطرق :
-لا انا مش زي اي حد يا جواد، انا ماخونتكش زيها.. هو هددني انه هيفضحك !
حينهـا بدأ يتركهـا ويعود للخلف رويدًا رويدًا... لتتابـع هي بحروف متمزقة كرونقها تمامًا :
-قالي ان البنت مش بنته، وانه هيفضحك ويقول ان مراتك بتخونك وبكدا مش هتقدر تواجه حد.. قالي انه ممكن ياخدها منك وانا عارفه انت متعلق بيها قد ايه !!
كان يلهث بصوت عالي وهو يجلدها بنظرات حادة تحمل لونًا واضحًا من خيبة الامل.. ليسألها مستنكرًا حديثها :
-تيا بنتي انا !! الاب اللي بيربي مش اللي بيخلف ويرمي.. وبعدين انتِ ازاي ماتعرفينيش ؟؟ كنتي ناويه تخبي لحد امتى ؟!
رفعت كتفاها تهمس بقلة حيلة :
-معرفش، بس انا كنت متلخبطه.. خايفه ومش عارفه هجبهالك ازاي!
ظل جواد يهز رأسه نافيًا... الى ان زمجر بعصبية خفيفة :
-امشي.. امشي من قدامي يا سيليا عشان ماتغاباش عليكِ وياريت ماتخلنيش اشوفك كتير !! مش مسامحك ولا هسامحك على كذبك عليا
وبالفعل غادرت سيليا بانكسـار....
هي تعلم انه لديه الحق 1000 في المائه ليغضب منها،،، ولكنها ايضًا كانت بين نارين كما يقولون !!.....
بـــاك###
انتبه لسيليا التي تقدمـت منه بهدوء تقول بصوت خافت :
-احضرلك العشا ولا اتعشيت برا ؟!
اومأ جواد موافقًا ثم استطرد بخشونة :
-لا حضريلي
سارت سيليا بوهن نحو المطبخ.. ولكن فجأة شعرت بالدوار الحاد يهاجمهـا وقدماها وكأنها ملت من حملها فلم تعد تستطع حتى كادت تسقط ارضًا لولا يد جواد الذي تقدم منها صارخًا بخوف :
-سيليا !!؟ مالك يا حبيبتي ؟؟؟؟
اصبح يهز رأسها ببطء بعدما فقدت وعيها واللهفة تكاد تفقده عقله وهو يردد :
-سيليا ردي عليا !! فيكِ ايه يا زيتونتي؟!!!!
تركها بحرص وركض يجلب عطر.. ثم عاد ليبدأ رشه لها بعنايـة....
دقائق وبدأت سيليا تستعيد وعيها رويدًا رويدًا.. حينها احتضنها جواد بقلب يتلوى خوفًا من فقدانها ليسألها بسرعة :
-مالك ايه اللي حصل يا زيتونتي ؟؟؟
لم ترد سوى بكلمة واحدة جمدته مكانه كالصنم :
-انا حامل !
تجمدت يداه التي كانت تربت على كتفها وعينـاه التي كانت تنبض بالخوف اصبحت متوهجـة وكأن شعلة الامل وبريق الحياه عاد ليشتعل....!
نظر لها بلهفة يسألها وكأنه لم يسمع :
-ايه؟؟؟ قولتي ايه يا سيليا !!؟
تنهدت وهي تردف بنفس الضعف :
-قولت انا حامل يا جواد.. حامل حامل... انا حامل !
احتضنها بسرعة وهو يصرخ بفرحة حقيقية لم تخترق مسامه منذ حين :
-يا احلى خبر في عمري... بجد؟؟ بجد يا سيليا يعني انتِ متأكده؟؟؟
اومأت مؤكدة بشبح ابتسامة :
-ايوه انا جبت اختبار حمل واتأكدت
ثم صمتت برهه لتعود وتكمل بصوت مبحوح :
-بس لحد دلوقت فرحتي ناقصه يا جواد
احاط وجهها بيداه يتحسس وجنتاها برقة متمتمًا :
-انا اسف.. اسف على كل وقت زعلتك فيه.. سيليا انتِ ادتيني اجمل حاجة ممكن الواحده تقول لجوزها عليها، انا بعشقك !
رمشت بتوتر وهي تغمغم وكأنها طفلة تشكي والدها :
-بس مابتثقش فيا !
هنا عاد لخشونته وهو يردف :
-ما انتِ كمان مابتثقيش فيا والا كنتي جيتي قولتيلي على طول وماسبتيش الحيوان دا يعمل زعلة بينا !
امسكت يداه وهي تقول بخفوت :
-اسفه.. اوعدك هثق فيك !!
ليبتسم هو في حنو متابعًا :
-وانا اوعدك هصدق اي حاجة تقوليها...
ثم ضمها لاحضانه يتنهد بقوة.. وداخله يقين واحد هو مؤمن به
" أن مصطفى مهما قال هو مجرد.... كاذب " !!...
*******
بعض الرجـال خرجوا من قصر الدهاشنة بأمر من كبيرهم بقتل "كريم" قصاصًا لابنه الذي قُتل غدرًا...
خاصةً بعدما امر رجاله ان يسألوا الاناس في تلك المنطقه عن زواج ادهم وشروق والذين اكدوا لهم ان شروق متزوجة به منذ فترة كبيرة.......!
اقترب منه احدهم وهو يتشدق بقلق :
-انا خايف البوليس يعمل حاجة يا كبير !
رد الكبير بلامبالاة :
-ماهيعملش حاجة، والراجل اللي انا بعته هيشيل الليله.. المهم اني اخد تار ولدي واحرج جلوبهم زي ما حرجوا جلبي !!!
اومأ مؤكدًا ليجلس الجميع في انتظار الخبر المُفرح..........
بينمـا على الطرف الاخـر وعندمـا كان كريم "ابن عم شروق" على وشك الخروج من المنزل..
وجد الرصاصة تخترق صدره ليسقط ارضًا صريعًا وسط دماءه...
تعالت الصرخات في جميع انحاء المنزل ليجدوا الجد يخرج راكضًا... فاتسعت حدقتاه وهو يرى اكبر احفاده والعون واليد اليمنى والرأس المدبره غريق وسط دماءه !!!!.....
وما زاد الطين بلاً كما يقولون هو اقتراب احد الاشخاص الذي تفقد نبض كريم ليعلن بصوت آسف :
-مات !!.....
حينها صرخ الجد وهو يمسك قلبه متألمًا ليسقط ارضًا...........
******
بعد يومـان........
كان أدم في غرفة الرياضه خاصته.. يتمرن بها كما اعتاد.....
كان يلعب ضغط عندما دلفت اسيا الى الغرفة فلم يعطها ادم اهتمام كعادته منذ يومان..
اقتربت منه أسيا بلهفة تناديه بهدوء تام كقطة وديعة :
-ادم حبيبي
ولكنه استمر في الضغط ولم يرد.. لتقترب هي بهدوء ثم تمددت اسفله لتصبح رأسها عند رأسه عندما يهبط !!!!!
رفـع هو حاجبه الايسر مغمغمًا بخبث :
-والله؟؟؟
عضت على شفتها السفلية وهي تهمس بصوت انثوي بحت :
-ماقدرش على زعلك يا دومي.. كفايه بقا عشان خاطري صدقني مش هخبي عليك حاجة تاني والله
هبط ادم وصعد... وكان كلما يهبط تلامس شفتاه شفتاها عن عمد فيشعر هو برعشتها الخفيفة التي تشعل داخله نار متأججة تود إلتهامها..!!!!
وفي المره الاخيره قبض بشفتاه على شفتاها في اعصار لا يمت للقبلة بصلة...
اعصار من الشوق واللهفة والعشق... العشق الذي يجعلها في عينـاه كالحلوى مهما فعلت يود التهامها بنهم......!
ابتعد بعد دقائق لحاجتهم للهواء... فكانت هي مغمضة العينان تحيط وجهه بيداه... وفجأة وجدوا من يطرق الباب بعنف صارخًا :
-الحقنا يا ادم بااشا... الحق يا باشا !!!!!!
*******
يتبـع....
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق