رواية اهداني حيااه الفصل الحادى والثلاثون والثانى والثلاثون الأخير بقلم هدير محمود
رواية اهداني حيااه الفصل الحادى والثلاثون والثانى والثلاثون الأخير بقلم هدير محمود
31 و32 والاخير من الحزب الاول
بسم الله
اللهم صل على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيراا
عليه أفضل الصلاة والسلااام
الفصل الواحد والثلاثون
ما إن أغلق حمزة الخط حتى نظر في وجه ندى متسائلا بتعجب :
- ليه عملتي كده ؟؟
- ندى متظاهرة بجهلها عما يسأل عنه : عملت أيه ما أنا اعتذرتله
- حمزة بسخرية : اعتذرتيله ! ده أنتي فهمتيه بالمحسوس كده أن شكرااا على خدماتك ومش عايزين نشوف وشك تاني .. ليه ؟؟ نفسي أفهم ليييه ؟؟
- ندى بتوضيح: أنا بس محبتش يترجم اعتذاري غلط ف وضحت الأمر وخلاص متكبرش الموضوع يا حمزة
قالت جملتها الأخيرة وانصرفت من أمامه حتى لا يجادلها في شيء أخر يخص صديقه هي بداخلها تعلم أنها كانت متحفزة له بعض الشيء لم تكن تريد ذلك فقط أرادت الاعتذار منه لكن ربما حديث شقيقتها لها منذ قليل أثار حفيظتها تجاهه ف بينما كانت تحدثه حتى تذكرت كلماتها ف شعرت بالغضب منه إن كانت ما ظنته نسمة حقيقة لذا وجدت نفسها تحدثه بهذا الصلف
نفضت تلك الأفكار من رأسها وتوجهت للمطبخ حيث حلا ونسمة وظلا يتبادلن المزاح سويا ..
بينما استعد حمزة للذهاب لعمله وبعد أقل من نصف ساعة كان يتوجه خارجا ..
وفي المساء بعدما أنهى حمزة توجه لزيارة ولده الحبيب عند طليقته بريهان لأنها رفضت أن يأخذ الولد خارج المنزل بحجة أنه يعاني أعراض انفونزا ولو تعرض للهواء في الخارج قد تتفاقم لديه الأعراض
بالطبع كان يعلم أن ما قالته كائن البيري ليس سوى حجة مبتدعة منها حتى يظل مع ولده ومعها ربما لتضايق ندى زوجته لا ليس ربما بل مؤكد أنها تفعل ذلك لهذا السبب
أنهى زيارته لطفله الحبيب وتوجه حيث صديقه في صالة الالعاب الرياضية الخاصة به وحينما دخل عليه في البداية لم يلحظه عمر فاقترب منه أكثر ولمح الوجوم يخيم عليه ويأسره يشعر أنه في هوة سحيقة قد ابتلعته بداخلها فلا يكاد يشعر بمن حوله وحينما طال وقوفه ومازال صديقه في فجوته الزمنية ف طرقع أصابعه أمام عيناه قائلا بمرحه المعتاد :
- اللي واخد عقلك غيري إن شالله يطفحه
تعجب عمر من وجود صديقه امامه وهو حتى لم يشعر به حينما دلف إليه ف سأله مندهشا :
- حمززة ! أنتا جيت أمتا ؟؟
- حمزة بمبالغة: بقااالي سااعة يا أخويا واقف قدامك وأنتا ولا حاسس بيا
- عمر بعدم تصديق : أنتا هتهزر ساااعة ليه يعني كنت ف غيبوبة ! كل الحكاية كنت سرحان شوية لكن مش لدرجة ساااعة يا باااشا
- حمزة متحدثا بصوت أنثوي مائع : وكنت سرحان ف ميين يا قلبي معقوول تكون بتخوني هو إن غاب القط ألعب يا فااار صحيح أنتو الرجالة ملكوش أماان وعلى رأي المثل ثم مصمص شفتيه بطريقة نسائية بحتة وفرد باطن يديه الاثنتين وظل يحرك أصابعه من الأمام إلى الخلف متتابعا في حركة سريعة قائلا
" يا مأمنة للرجال يا مأمنة للمية في الغربااال "
انفجر عمر ضاحكا على منظر صديقه وهو يحدثه كأنه امرأة بالفعل حتى حركات يديه وجسده الذي تحول بقدرة قادر من القوة والصلابة إلى الليونة والميوعة الشديدة وأخيرا استطاع أن ينطق قائلا :
- لأ ست ست يعني نفسي أفهم بتعملها أزاااي كده أنتا فظيييع عارف أنتا المفروض تشتغل استاند أب كوميدي مش ظابط أبدااا
وكانت الإجابة لكمه مفاجأة من حمزة في وجهه لم يستطع تفاديها لأنه ببساطة لم يتوقعها فقال لصديقه بغيظ :
- طب ليه الغبااااوة يا جدع
- حمزة غامزا : عشان تبقا تنقي ألفاظك يا بيه مين ده اللي ست ده أنا سيد الرجالة يا قلبي قال كلمته الأخيرة وهو يلعب حاجبيه بمرح
- ضحك عمر مجددا على أفعال صديقه ثم قال : لأ مهو وااااضح
- حمزة بجدية : بردو مقولتش كنت سرحان وشكلك زي اللي ميتله ميت كده ليه ؟؟
- عمر بعدما تنهد بضيق قائلا : مفيش يا صاحبي العادي خناقة مع البت سلمى
- حمزة بعدم تصديق : وهي ديه أول مرة يعني تتخانق أنتا وسلمى لأ في حاجة تانية بس أنتا مش عايز تقول على العموم أنا عاارف
- عمر : عااارف ؟ عاارف أيه ؟؟
- حمزة بابتسامة العالم ببواطن الأمور : متزعلش منها يا صاحبي هي مضغوطة جدا فوق ما انتا ممكن تتخيل
- عمر دون أن يجادل صديقه أو يدعي عدم معرفته بما يخبره به ،تحدث بعد صمت دام للحظات ثم أطلق زفرة حارة يودع به كل خيباته قائلا : مش اللي مزعلني طريقتها في الكلام، عارف لما تبقى حاطط حد في منزلة معينة وتفاجيء أنه مش بس حاطك في منزلة أقل ولا حتى مش حاطك ف دماغه ثم أردف بابتسامة ساخرة عبر بها عما يختلج في نفسه من ألم لأ ده رصيدك عنده بالسالب
- حمزة مراوغا حتى لا يخفف من ألم صديقه : مش للدرجادي يا كاابتن زي مقولتلك هي أعصابها مشدودة و...
- قاطعه عمر بحدة قائلا : ومش طايقاني ده باااين أوي يا بااشا
- حاول حمزة تغيير مسار الحديث فسأله : صحيح محكتليش أنتا على موضوع أنها أغمى عليها قبل كده وأنتا شيلتها وهي اتخانقت معاك أو حذرتك أنك تكررها تاني .. أيه الحكاية ديه ؟؟ ومقولتليش عنها ليه ؟؟
- عمر بلامبالاة : عادي مجتش مناسبة أو تقدر تقول نسيت الموقف ده ومفتكرتهوش إلا لما هي فكرتني بيه أمبارح
نظر حمزة ل عمر نظرة عدم تصديق فقال له الأخير :
- يا عم متبصليش كده والله صادق هفهمك الموقف ده حصل من قبل ما أعرفها أوبمعنى أدق عرفتها بعده ديه كانت أول مرة أشوفها أو آخد بالي منها كانت واقفة بعيد وبتتكلم في الموبايل وأنا كنت تقريبا ف وشها وبتكلم بردو في الفون وبعد ما قفلت ولسة هي بتتحرك في لحظة واحدة لقيتها واقعة في الأرض جريت عليها وقعدت انده عليها ولما مفاقتش بدون تفكير شيلتها وديتها العيادة اللي في المدرسة وبمجرد ما اطمنت عليها خرجت من الاوضة عشان متتحرجش مني وكان عندي حصة وقتها شوية ولقيتها جاية بتشكرني على مساعدتها لكن معرفش ليه تاني يوم اتحولت جت قالتلي مكنش ينفع اللي حضرتك عملته امبارح وأنتاغلطت لما شيلتني وكده حرام ومينفعش قولتلها إني كنت مضطر لده لأنها كانت واقعة في الأرض فقالتلي كنت اطلب أي حد من زمايلي البنات يسندوني وياريت لو الموقف ده اتكرر بعد كده سواء معاها أو مع غيرها يفضل أدور على ست تساعد مش أعمل فيها هيرو وأتصرف أنا
وقتها برغم حدتها في الكلام معايا لكن معرفش ليه اتشدتلها ومن اليوم ده وأنا بتابعها لحد ما ... وقعت واللي كان كان بس يا باشااا ده كل اللي حصل
- حمزة بسخرية وهو يمصمص شفتيه مازحا : كنت بتقول ايه يا عموووور مش فاكر الموقف ! ده أنتا ناقص يا ابني تقولي كانت لابسة ايه يومها ومقاس جزمتها كام ..أمال لو فاكر !
- عمر بابتسامة : يا ابني ما أنا قولتلك افتكرته لما هي فكرتني مش عارف هل كنت ناسيه فعلا ولا مش عايز افتكره ؟؟ حقيقي معنديش أجابة ، المهم صحيح كلمت حضرت الناظرة في موضوع نقل سلمى للمدرسة عندها ؟؟
- حمزة وهو يضرب مقدمة رأسه بيده قائلا : أوووف تصدق قالتلي وأنا اتلهيت ف حوار ندى ونسيت أقولك
- عمر : فااالح المهم قالتلك أيه ؟
- حمزة بثقة : عيب عليك يا كابتن كله تمام قالتلي تجيب الورق الأسبوع الجاي وتبدأ تنتظم معاهم في الدراسة من أول الشهر بإذن الله
- عمر بامتنان : ربنا يباركلنا فيها حضرت الناظرة والله ريحتني ربنا يريح قلبها
- حمزة باستنكار : بتدعي لحضرت الناظرة وابنها لأ ؟؟
- عمر مغيظا صديقه : وأنتا عملت أيه يعني ؟؟
- حمزة : لأ والله عملت أيه ! ليه هو مين اللي كلمهالك مش أنا ومين اللي هياخد الورق ويديهولها مش أنا ؟ تصدق بقا أنك راجل واطي
- عمر بمزاح : بصراااحة أوي أوووي ههههه
- حمزة:لأ طالما معترف يبقا تمااام أمشي أنا بقاااا
- عمر : تمشي أيه أنتا لحقت خليك قاعد معايا شوية
- حمزة باشمئزاز : ماالك يا واد يا عمر الفترة ديه قالب على خطيبتي كده ليه
- عمر : خطيبتك ! تصدق أنا غلطااان قووووم غوور ده أنا كنت همرنك شوية بدل ما لياقتك في النازل وتيجي تطلع أي مهمة يتعلم عليك
- حمزة وقد حك ذقنه بأصابع يديه ثم ضيق عينيه بتفكير وتحدث ببطيء قائلا : يتعلم عليا !! ثم لوى شفتيه بسخرية مرددا :تصدق عندك حق أنا محتاج أتمرن عشان ميتعلمش عليا
في اللحظة التالية كان عمر يسقط أرضا جراء ضربة قوية من صديقه بقدمه في صدره
تأوه عمر متألما :
- طب وليه التغفيل يا باشاااا أحنا فينا من كده أنتا مبتلعبش بنزاهة على فكرة
- حمزة وهو يغمزه قائلا : أنا مش بلعب أنا بوريك يا حيلتها هيتعلم عليا أزاااي ياااض ده أنا اللي أمرنك وبعد كده تاخد بالك من كلامك يعني عشان المرةالجاية ممكن تبقا الخبطة ف منطقة خطر
والتفت ليغادر وهو يلوح لصديقه قائلا : سلام يا عمووور
وكان الجواب ضربه من عمر توقعها حمزة فالتف له سريعا وأمسك بقدمه وطرحه أرضاا مجددااا ثم قال وهو يضحك :
- والله عيب عليك قولتلك قبل كده لازم تقدر قوة خصمك كويييس متلعبش معايااا يا صاحبي والحركات ديه متنفعش مع الاستاااذ ثم حدث نفسه قائلا والله على رأي البت نسمة أخرك مدرس ألعاااب البت ديه عليها جمل إنما أيه في الصميم
تحرك حمزة خارج صالة الألعاب الرياضية متوجها لمنزل والدته القديم ، بينما عمر ظل جالسا على الأرض وهو يتمتم غيظاا ويقول بتوعد:
- ماااشي يا حمزة باااشا ليييك يوووم أكيييد ليك يوم مهو مش كل مرة تكسبني هكسبك أمتااا بقا !!
مرت عدة أيام لم يحدث فيها جديد سوى استلام نسمة العمل بشكل مؤقت في المشفى التي يعمل بها الطبيب زياد كان حمزة في باديء الأمر يرفض خروجها للعمل خوفا عليها لكن مع اصرارها وافق على مضض مع تعين حراسة خفية لها هي الآخرى تحسبا لأي غدر من المدعو كريم
ف هو يعلم جيدا أن صمته هذا لا يعني شيء سوى أنه يدبر لأمر ما لكن ما هو لا يعلم لذا هو يأخذ احتياطاته لتأمين ندى وشقيقتها المتهورة وأيضا مازال يبحث خلفه لعله يجد أي شيء يدينه به ويتخلص منه للأبد لكن إلى الآن لم يعثر على شيء فهذا الكريم يبدو أنه حذر للغاية وليس من السهل أبداا ترك شيئا خلفه
وفي إحدى الأيام وجد اتصالا هاتفيا من ندى اجابها سريعا وهو يشعر بالقلق يعلم أنها لا تتصل به إلا لأمر هام وما أن اتاه صوتها عل الجانب الآخر حتى تسربت إليه بعض الطمأنينه فصوتها يبدو هادئا إذا لا خطر ولا كوارث انتبه على صوتها وهي تحدثه بتوتر قائلة :
- ازيك يا حمزة عاامل أييه
علم أن هناك أمر ما وراء هذا الاتصال فحتما هي لا تتصل به لتطمئن على صحته فهو كان معها بالأمس فأجابها مترقبا سماع سبب الاتصال الأساسي :
- الحمدلله يا ندى أنا تمام
- ندى بتوتر أكثر : كويس كويس يعني ؟؟
- حمزة ضاحكا : هههه أه الحمد لله لحد الآن كويس كويس بس مش عارف بعد اللي هتقوليه هبقا كويس ولا لأ
- ندى بتردد : ليه يعني هو أنا هقول أيه أنا متصلة عادي يعني
- حمزة بسخرية : متصلة عادي يعني ! طب أقفل بقا طالما كنتي متصلة تتطمني عليا بس شكلي وحشتك يا نااادو يا قمر
- ندى بدفاع حتى تدرأ عنها التهمة التي ألصقها بها للتو : لأ وحشتني أييه أكييد لأ أنا متصلة عشان اطلب منك طلب قال وحشتني قااال
- حمزة ضاحكا : ههههههه أيوه كده اعترفي بالحقيقة احسن وبعدين مالك عملتي زي ما أكون اتهمتك انك بتاجري في المخدراات هوأنتي تطولي يا أختي ظبوطة قد الدنيا طول بعرض بعضلات بخصلات سوداء ثقيلة ناعمة بطل خارج من الرواية طاازة
- انفجرت ندى ضاحكة: ظبوطة !!!وطازة !! حمزة.. أممم أنتا عاارف أن الحاجة الوحيدة اللي تختلف فيها عن أبطال الروايات دول أنك دمك خفييف دايما بطل الرواية رخم وعصبي وغبي وأنتا الصراحة عكس كل دول
- حمزة وقد تنحنح قائلا : أحم أحم مش عارف بصراحة هل ده مدح أم ذم عشان كده هتنقل للأهم أيه الطلب يا استاااذة ؟؟
- ندى وقد تنحنحت هي الآخرى قائلة بسرعة : عايزة أروح الشقة ؟؟
- حمزة بسخرية : الشقة مرررة واااحدة انحرفتي أوي يا ندى بقا هي ديه ندى المحترمة ذات الاخلاق الرفيعة و...
- قاطعته ندى بصرامة : حمزززة
- حمزة ضاحكا : تمام يا فندم تم التراجع عما قولناه وتم التزام الصمت لحين التوضيح شكراا
- ندى بضحكة حاولت كبتها : هههه أحممم بطل هزار بقا المهم أنا عايزة أروح شقة بابا وماما عشان في حاجات مهمة عايزة اجيبها من هناك كتب وهدوم
- حمزة بتفكير : تمام عايزة تروحي أمتا ؟؟
- ندى : النهارده بإذن الله هاخد أذن واطلع على هناك أجيب حاجتي وارجع عل البيت عشان ألحق أحضر الغدا لأن ماما هتتأخر النهارده شوية في المدرسة وحلا في الجامعة ونسمة في المستشفى وعلى ما أخلص الغدا تكون أنتا كمان جيت والباقي رجعوا ونتغدى سواا
- حمزة بجدية مصطنعة : أنا شايف أن حضرت الناظرة بقت متساهلة جدااا وطلعت هي كمان ممشياها بالكوسة وأنا اللي كنت بقول كله إلا هي لكن أديكي اثبتيلي أن الكل ماشي بالكوسة ولا استثني أحد
- ندى بعدم فهم : كوسة أيه ؟؟ بتتكلم عن أيه أنتا ؟؟
- حمزة : عن الأذن اللي كل شوية تاخديه يا أختي كأنك صاحبة المدرسة عاملة زي العيل اللي أمه مدرسة في المدرسة ودايما تاخده وهي مروحة بدري وميقعدش ابن المحظوظة لحد الحصة الأخيرة
- ندى : يا سلاااام مين قالك بقا أنها بالكوسة يا حضرت الرائد مس كريمة بتطبق القواعد والقوانين على الكل وهي نفسها أولنا وده معناه أن مفيش تساهل ولا حاجة وبعدين أنا ليا اتنين أذن في الشهر خدت واحد وده التاني ثانيا بقا أنتا مالك مقهور كده ليه من العيال اللي مامتهم مدرسة وبيروحوا معاها بدري وتلاقيك أنتا كنت كده أصلا
- حمزة بسخرية : ها ها ها مع ابلة الناظرة اللي هي أمي وقتها كانت لسة مدرسة ف مدرسة تانية و أنا كنت بروح آخر واحد في المدرسة بعد ما العيال كلها بيمشوا مش أول واحد وكنت بتقهر وأنا بشوف الواد حسين صاحبي ابن ..... ومس سحر أمه اللي كانت مدرسة معانا في المدرسة كل يوم والتاني تيجي تاخده من الحصة الأخيرة وتروح بيه وأنا المفروض زيه لكن طبعا مس كريمة مش سحر خااالص كانت تقولي لازم أنتا تكون قدوة لزمايلك وتبقا زيك زي أصحابك وكانت مترضاش تروح إلا لما كل الطلبة أهلهم ياخدوهم ويروحوا أسكتي اسكتي متفكرنيييش منك لله يا حسين أنتا وأمك عملتولي عقدة
- ندى وهي تضحك بدون انقطاع حتى كادت انفاسها تتوقف من شدة الضحك ليس من كلمات حمزة الطفولية لكن من طريقته التي يقص بها الموقف والتأثر الواضح في صوته والغيظ المكبوت وكأنه عاد طالبا بالصف وأن ما يوصفه يحدث الآن لا من خمس وعشرون عاما مثلا :
- هههههه هموووت والله منك تلاقي حسين ده مات من أرك عليه هههههه شكله كان غايظك
- حمزة بغيظ طفولي لا يعكس سنوات عمره التي تعدت الثلاثين ببضع أعوام: غايظني جدااا جدااا أصله كان عيل رخم وعلطول يفضل يضايقنا أنه بيروح أول واحد
- ندى مهدئة أياه : معلش قلبك أبيض المهم بقا ها تمام إني أروح الشقة صح ؟؟
- حمزة : هو تمام بس مش هتروحي لوحدك هاجي معاكي
- ندى برفض : ليه يا حمزة البيت مش بعيد عن المدرسة وبعدين ليه تعطل نفسك عشاني أنا مش صغيرة هروح أجيب حاجتي وأرجع علطول
- حمزة : ندى أنا قولتلك هاجي معاكي يبقا خلصنا يا قلبي كمان أنا كده كده كنت هروح عشان اجيب ورق المدرسة بتاع أخت عمر عشان أديه ل ماما ف أنتي مش هتعطليني ولا حاجة
- ندى : لأ يا حمزة أنتا بتقولي كده عشان محسش بالذنب أنتا مش عايزني أروح لوحدي ليه ؟؟
- حمزة بدهشة : بجد والله حقيقي بتسألي ! شكلك نسيتي تمام أفكرك متهيألي حضرتك عارفة أن في واحد حقير بيراقبك ومستني فرصة بس فرصة عشان يطولك ومنعرفش ممكن يعملك أيه أو يتصرف معاكي أزاي؟ أوعي تكوني متخيلة عشان مش شايفاه الأيام ديه أنه شالك من دماغه لأ يا حبيبتي خاالص ده زي التعلب اللي بيتقل على الفريسة لحد ما تقع في الفخ وهووب ينقض عليها ف لازم نحترس ونحرص ف تصرفاتنا جداا خصوصا أن اختفاؤه ده يقلقنا مش يطمنا
- ندى بقلق: أنتا هتخوفني ليه ؟! وبعدين أكيد مش هيعمل حاجة أحنا بالنهار
- حمزة بسخرية : بالنهااار !! وهو لما جالك الشقة كنتو بالليل ؟؟ ولا لما جه عند المدرسة كان بردو بالليل ؟؟
- ندى بجدال : بس...
- قاطعها حمزة بصرامة قائلا : بقولك ايه أنا قولت مش هتروحي لوحدك وهاجي آخدك من عند المدرسة أوديكي للشقة ومتخافيش يا ستي مش هدخل معاكي وهطلع على شقتي لحد ما تخلصي تمام كده
- ندى بغيظ : أوووف طيييب
- حمزة بمرح : شوفتيني وأنا عامل فيها بطل الرواية اللي يشخط في البطلة الشخطة تترعش ويقولها الأمر يتسمع ويتنفذ ف لحظتها يا سلااام عليك يا واد يا حمزة
- ندى :يا سلااام على رخامتك يا واد يا حمزة
- حمزة بجدية مصطنعة : بننننت عيييب تقولي على جوزك واد
- ندى : طب وبالنسبة ل رخم عاادي ؟؟
- حمزة ضاحكا : لأ ديه عادي عشان حقيقة أنا عارفها هههههه يلا اقفلي بقا عشان اشوف حد يغطيني عشان أخلع
- ندى بدهشة : تخلع !! وتقولي أحنا اللي ماشيين بالكوسة ده الكوسة أتحرقت عندك
- حمزة : ههههه لأ لأ أدائك في الألش مش عاجبني محتاجين نطوره شوية المهم نتقابل بعد ساعتين قدام باب المدرسة تمام ؟؟
- ندى : تمام بس متدخلش ناحية الفصول بعد أذنك يا حمزة
- حمزة مغيظاً أياها : بتغيري عليا يا ندى قلبي ؟؟
- ندى بأستخفاف : ندى قلبي !! مااالك يا حمزة أنتا سخن وبعدين دلعك قديييم أووي
- حمزة : طب أيه الدلع الجديد يا قمر يعني أنتي معندكيش مشكلة إني أدلعك بس الدلع ده هو اللي مش عاجبك صح ؟؟
- ندى : طب أيييه هنقضيها استظراااف ولا نشوووف شغلنا ؟؟
- حمزة مغيظاً أياها : طب مش نحب بعض شوية الأول ؟؟
- ندى بصرااامه : حمزززة
- حمزة وهو يضحك بشدة : قصدي نحب بعض ف الله حب أخوي يعني أنتي دايماً بتفهميني غلط كده يا نودي
- ندى : معلش تقووول أيه بقا سيئة الظن أنا هتعمل أيه نصيبك المهم زي ما قولتلك يا حمزة عشان خاطري بلااش تدخل المدرسة ولا تخلي البنات يشوفوك
- حمزة: هو بعد عشان خااطري ديه أنا اقدر أنطق كلاااامك أوااامر يا روحي
- ندى بغيظ : حمززززة
- حمزة : تصدقي أنا قفلت أصلااا سلااام يا نوديي
- ندى : سلاام
بعد ساعتين وربع تقريبا كان حمزة يقف أمام باب المدرسة بسيارته رن على هاتف ندى فوجدها واقفة أمامه ويبدو أنها كانت تنتظره من مدة ف نظر لها بضيق قائلا :
- ايه اللي خرجك من المدرسة يا ندى من غير ما أكلمك ؟؟ ليه توقفي في الشارع كده وحد يضايقك بأي كلمة ملهاش لازمة
- وقد نظرت في ساعتها ثم اعادت بصرها تجاهه قائلة : حضرتك اللي متأخر ربع ساعة بحالها أنا خرجت على معادنا بالظبط وأنتا اللي أتأخرت
- حمزة بنفس الوجه المتجهم على غير عادته : أكيد غصب عني يعني مش متأخر قاصد المهم لوسمحتي بعد كده لما نكون هنتقابل أو حتى لما تيجي تروحي متطلعيش من مكانك ولا تقفي في الشارع كده تاني إلا لما أكلمك وأقولك إني بره أو السواق يكلمك
- ندى بجدال : يعني أيه اللي هيحصل ف الدقايق ديه يا حمزة
- حمزة بجدية : يحصل كتييير يا ندى وحتى لو مفيش خطر عليكي بردومينفعش تقفي في الشارع مش هفرح أنا لما حد ملوش لازمة يضايقك أو حتى يقعد يبحلق فيكي تخليكي مكانك لحد ما أوصل إن شالله حتى تستني للصبح أتفقنا
- ندى حينما لاحظت قلقه عليها فتوقفت عن الجدال قائلة بطاعة : حااضر أتفقنا يلا بقا هنتأخر
- حمزة : يلا يا ستي أركبي
تحركت ندى للجهة الآخرى من السيارة وفتحت الباب المجاور له لتجلس بجانبه ثم أدار هو سيارته وانطلق متجها نحو شقته
لا يعلما أنهما لن يعودا كما ذهبا أبدااا وأن هناك مفاجآة بانتظارهما !!
وصل أسفل البناية ثم صف سيارته جانبا وهبطا منها وتوجها للأعلى وقبل أن يصعدا سألها حمزة قائلا :
- هتتأخري فوق ولا هتنجزي ؟؟
- ندى : لأ علطول إن شاء الله عشان منتأخرش على البيت
- حمزة محذراً أياها: طيب هخلص وأكلمك متخرجيش من الشقة إلا لما اكلمك فاهماني يا ندى ؟؟ وطبعا متفتحيش لأي حد غيري
- ندى : حاااضر حااضر هو لازم الوصايا العشر يعني متخافش هو مش غبي عشان يخطفني مثلا وأنا معاك
- حمزة : مااشي يا ست الذكية لكن المثل بيقولك أيه حرص ولا تخونش اللي علينا نعمله وخلاص
- ندى : طيب
أوصلها حمزة ل داخل شقتها ثم صعد للطابق أعلاها حيث شقته
بعد نصف ساعة من الانتظار وحينما لم تتصل به اتصل هو بها لكنها لم تجيبه أعاد الاتصال وحينما لم ترد هذه المرة أيضا انتابه القلق عليها بشدة فأخذ مفاتيحه وهاتفه وما إن خرج من باب شقته وجدها تهاتفه أجابها بلهفة :
- ندى أنتي كويسة ؟؟ مردتيش علطول ليه ؟؟ كنتي فين ؟؟
- ندى باستغراب : في أيه يا حمزة كنت في التويلت والموبايل مكنش معايا
- حمزة بغيظ : تويلت !! اسمه حمام يا أختي ثم أردف ساخرا وبعدين خلاص حبكت يعني دخول التويلت وقت ما اكلمك رعبتيني يا شيخة الله يسامحك
- ندى : هو أنا يعني قصداها ، وبعدين أيه اللي خوفك كده ؟؟
- حمزة : يعني قولتي مش هتتأخري وبقالك اكتر من نص ساعة وأكلمك مترديش ومش مرة واحدة دول مرتين ومش عايزاني أقلق المهم خلصتي ولا لسة ؟
- ندى بحرج : أحمم أكيييد خلصت يعني يا حمزة أمال بكلمك أزاي ؟
- حمزة :طيب خلاص أنا نازلك
- ندى: لأ استني أنا لسة قدامي شوية قول نصاية كمان كده عشان لسه في كتب محتجاها هدور عليها
- حمزة بعدم فهم : أنتي هبلة يا ندى ؟؟ أنتي مش لسة قايلالي أنك خلصتي
- ندى وقد ادركت سوء الفهم الذي حدث بين كليهما ف وضحت الأمر قائلة : ههههه معلش حصل ميس اندر استاند بينا " سوء فهم " أنا كنت فاكراك بتقولي خلصتي بيبي ولا لأ فقولتلك أكيد خلصت أمال بكلمك أزاي وأنتا افتكرتني بقولك خلصت لم حاجاتي هههه معلش عندي ديه
- حمزة وقد رفع حاجبه بدهشة قائلا : بيبي ؟؟ حقيقي قولتي بيبي ههههه ليه محسساني إني بكلم آدم !..ندى أنتي متأكدة من سنك اللي في البطاقة ولا ده تزوير في أوراق رسمية وبعدين أنا بذمتك هسألك على البيبي لييه هاااا
- ندى بغيظ : حمزة لو سمحت بطل تتريق عليا ويلا سيبني خليني أنجز بقا ولما أخلص هبقا أكلمك مااشي
- حمزة متسائلاً: يعني أدخل الشقة تاني ولا أجيلك أساعدك
- ندى : لأ ادخل شقتك وميرسي عل المساعدة مبعرفش أدور على حاجة مع حد
- حمزة : عل الله مقعدش نصاية تانية لأ وتقولك مش عايزة أتأخرأومال لو عايزة تتـأخري كنتي هتقعدي قد ايه ؟؟ الستات دووول أعوووذ بالله
- ندى : طب ما بلاش أنتا ولا بتنسى بتقعد تسرح شعرك وتضبط فيه قد ايه ؟؟
- حمزة : لأ وعلى أيه خلاااص سكتنا خلصي وكلميني يا اختي
- ندى : طبعا هخلص وأكلمك عشان تشيل
- حمزة بدهشة : أشيل ؟؟ أشيل أيه ؟؟
- ندى بمرح : الشنطة اللي هحط فيها حاجاتي
- حمزة : هو حد مفهمك يا ندى إني بواب مبعملش حاجة ف حياتك غير إني بشيل شنط صمت للحظة ثم قال بسرعة : أوعي تكون فيها طوب زي الشنطة اللي فاتت كده
- ندى وهي تضحك : هههه لأ مش للدرجادي ديه خفيفة
- حمزة بقلق: خفيفة !! لأ طالما قولتي خفيفة أنا كده أطمنت خلاص يا ندى خلصي وكلميني منه له سلاااام
- ندى وهي مازالت تضحك : ههههه سلااام
وضع مفتاحه بالباب وبينما هو يهم بفتحه مرة آخرى حتى وجد من تصيح به بصوت أجفله قائلة بفرحة :
- حمزززة مش معقووول ؟؟
يا ترى مين اللي جت ؟؟ وهل ليها دور في المفاجأة ولا هي نفسها مفاجآة ؟؟
ظهور لأحد الأشخاص سيقلب الأحداث رأساً على عقب ترى ماذا سيحدث في الفصل الأخير من الجزء الأول من روايتنا انتظرونييي في أقوى فصول الرواية وأحدااث أكثر أثارة ...
دمتم في سعااادة
هدير محمود علي
متنسوووش اللااايك والكومنت برأيكم عل الفصل وتوقعاتكم للفصل الأخير
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
بسم الله
اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع.
الفصل الثاني والثلاثون والأخير
وضع مفتاحه بالباب وبينما هو يهم بفتحه مرة آخرى حتى وجد من تصيح به بصوت أجفله قائلة بفرحة :
- حمزززة مش معقووول ؟؟
التفت لمصدر الصوت الذي يعلم صاحبته جيدا وهي جارته " السيدة حنان " التي تقطن في الطابق قبل الأخير
- ابتسم لها مرحبا بود : طنط حنان أهلا بحضرتك أخبارك ايه ؟ مشوفتكيش من فترة خير ؟؟
- الجارة حنان :خير يا حبيبي هو في خير أكتر من إني أشوفك أنتا وحشتني جدااا والله وماما كمان وحشتني جداا جداا بس رقمها للأسف ضاع مني التليفون كله اتسرق و...
- حمزة مقاطعاً: اتسرق فين وأمتا ؟؟
- حنان ببشاشة : لأ ده اتسرق ف السعودية مش هنا على العموم الحمد لله على كل حال ، بس عارف أنا ربنا بيحبني عشان شوفتك النهارده وآخد منك الرقم هعمل أيه يا حبيبي من وقت ما عمك كمال الله يرحمه وأنا مبقتش قادرة أقعد في الشقة وبنتي وابني مش سايبني بصراحة ف بقعد معاهم صحيح البيت هنا بيوحشني بس مش برضى أتقل عليهم وألغبطلهم حياتهم وحياة ولادهم بس باجي كل فترة أبص على الشقة وافتحها واقعد افتكر أيامنا الحلوة أنا وعمك كمال واقفل عل ذكرياتي وامشي بس فعلا بقالي فترة مجتش بنتي سافرت السعودية مع جوزها شغل وأنا روحت أعمل عمرة هناك بعدها بنتي بقت حامل والحمل كان صعب ف مقدرتش اسيبها وأنزل مصر فضلت قاعدة معاها ولما ولدت استنيت شوية لحد ما ياسين حبيب قلب سته كبر شوية وقدرت أسيبها مع العيال لوحدها ولو إني راجعة وأنا قلبي مش مطمن عليها وهي لوحدها في الغربة ربنا يرجعها بالسلامة وفضلت قاعدة عند خالد بقا من ساعتها وفيين على ما رضي يسيبني آجي اطمن على الشقة واقعد فيها يومين أملا صدري بريحة الحبايب
- حمزة بود : ربنا يرحم عمي كمال كان من الناس اللي متتعوضش حقيقي وربنا يحفظلك ولادك ويباركلك فيهم
- حنان بحب : ويبارك فيك يا حبيبي أنتا وأختك العفريتة الصغيرة صحيح هي عاملة أيه ؟؟ تلاقيها كبرت وبقت عروسة دلوقتي بقالي كتيير أوي مشوفتهاش
- حمزة : أهي ف آخر سنة ف كلية فنون تطبيقية وهتتخرج السنادي وهتبقا مهندسة ديكور بإذن الله بس لسة عفريتة زي ما هية هههه
- حنان : ربنا يحفظهالكم يا حبيبي ثم مدت يدها له بهاتفها قائلة طب خد اكتبلي بقا رقم ماما قبل ما أنسى
- حمزة وقد أخذ منها الهاتف : حااضر يا طنط من عنيا دون الرقم على الهاتف ثم أعطاها إياه قائلا باحترام : اتفضلي حضرتك
- حنان : شكرا يا حبيبي يلا هسيبك أنا بقا وانزل اشتري شوية حاجات عشان معطلكش
- حمزة متسائلا : طب حضرتك قوليلي عايزة أيه وأنا اجيبهولك ؟؟
- حنان : تسلم من كل شر يااارب لأ يا حبيبي ديه حاجات بسيطة هروح اجيبها من السوبر ماركت اللي جنبنا ده
- حمزة : وماله أجيبهالك بردو وليه تشيلي وأنا موجود هو أنا مش زي خالد ولا أيه ؟؟
- حنان بحب : طبعااا يا حبيبي أنتا مش عارف غلاوتك عندي يعني ..بس أنا نازلة أصلا عشان امشي رجلي والله ومش هجيب حاجات كتيير
- حمزة : خلاص براحتك بس لو احتجتي أي حاجة كلميني هاتي تليفونك هسجلك رقمي عشان لوعوزتي أي حاجة
أخذ منها الهاتف مرة آخرى ودون رقمه ثم أعطاها إياه
- أجابته حنان : عايزاك طيب دايما يا ابني خلاص لواحتجت أي حاجة هكلمك علطول يلا ادخل بقا
- حمزة : لأ طبعا متجيش بعد حضرتك
- حنان وهي تربت على كتفه بحب : تسلم يا حبيبي
وتحركت إلى أسفل وبعد أن اطمئن حمزة لنزولها دلف إلى شقته مرة آخرى بانتظار انتهاء ندى من تلك المهمة السريعة كما أخبرته والتي يبدو أنها ليست بسريعة ابدااا ....
بعد أكثر من نصف ساعة آخرى انتهت ندى من جلب كل ما تحتاجه ووضعته بحقيبتها التي صارت ثقيلة .. ثقيلة للغاية فقالت في سرها كان الله في عون حمزة
اتصلت به لتخبره أنها انتهت لكن هاتفه كان خارج نطاق التغطية انتظرت عدة دقائق ثم عاودت الاتصال وكانت نفس النتيجة الهاتف ربما يكون مغلقا أو خارج نطاق التغطية فقررت أن تصعد هي إليه لعل هاتفه قد فرغ شحنه وما إن فتحت باب شقتها لتخرج منها وبينما تهم بغلقه حتى سمعت صوتا يصيح بها من خلفها :
- أنتي مييين ؟؟
فزعت ندى بشدة قبل أن تلتفت لمصدر الصوت والتي لم تكن سوى السيدة حنان لكن ندى لم تراها من قبل وأيضا حنان لم تتعرف عليها الخضة ألجمت لسان ندى فلم تستطع الرد فسألتها الجارة مرة آخرى قائلا
- أنتي مين ؟؟ هما أصحاب الشقة باعوها ؟؟
- ندى بعدما تمالكت أعصابها أجابتها قائلة : لأ .. حضرتك أنا صاحبة الشقة أصلا
- حنان : لأ أزاااي أصحاب الشقة الاستاذ محمود ومراته منى
- ابتسمت ندى بحزن قائلة : الله يرحمهم ..أنا بنتهم ندى
- حنان بجزع : ماتوااا !! أمتاااا ؟؟
- ندى : ماما ماتت من وأنا صغيرة تقريبا مش فاكراها وبابا توفى من 3 سنين
- حنان بتأثر: لا حول ولا قوة إلا بالله الله يرحمهم يا بنتي ويصبر قلبك وكأنها انتبهت فجأة فتحولت ملامحها من الحزن والعبوس إلى الفرح والابتسام قائلة بسعادة : أنتي ندى؟؟ ليلوووو معقووول يااااه كبرتي أوي يا ليلووو أنتي عارفة أنا مشوفتكيش من أمتا من وأنتي عندك سنة تقريبااا ياااه على الايام حاولنا نوصلكم كتيير يا بنتي بس معرفناش عنكم أي حاجة من وقت ما سافرتوا واتقطعت كل أخباركم
- ندى بابتسامة ودودة لتلك المرأة الطيبة : احنا فعلا قعدنا كتيير بره وبعدين رجعنا على اسكندرية ومجتش هنا إلا من بعد وفاة بابا مكنتش أعرف أصلا مكان الشقة هنا بابا مكنش قايلي عليها ثم قالت بدهشة : بس حضرتك قولتيلي ليه يا ليلو أنا محدش قالي قبل كده الاسم ده وملهووش علاقة باسم ندى خاالص
- حنان بمكر : لأ موضوع الاسم ده مش هتعرفيه مني أنا
- ندى وقد رفعت حاجبيها بتساؤل : أمال هعرفه من مين ؟؟
- حنان : حد بيحبك أوي أوووي والحد ده هو اللي هيقولك كل حاجة بنفسه المهم هاتي رقمك ؟؟
- ندى باستغراب : طب معلش حد مين ؟؟ وحضرتك تقصدي بحد راااجل يعني ؟؟
- حنان : هههه لأ مش راجل متخافيش اكتبيلي بس رقمك وحطي بين قوسين أسم ليلو عشان مش معايا النضارة بتاعتي
أماءت ندى برأسها بالايجاب ثم اخذت الهاتف منها وسجلت رقمها فسألتها جارتها بود :
- وأنتي بقا قاعدة هنا علطول ؟؟
- ندى : لأ أنا متجوزة وقاعدة مع جوزي في بيت مامته أنا كنت جاية بس عشان أجيب حاجات من الشقة هنا ثم مدت يدها لها بالهاتف قائلة اتفضلي حضرتك
- حنان : تسلمي يا قلبي على العموم ده من نصيبي الحلو عشان اشوفك وسبحان الله خالد ابني كان عايزني آجي الأسبوع الجاي أنا اصريت مكنتش أعرف أن ربنا شايلي هدية حلوة كده
- ندى بامتنان : مش عارفة أقول لحضرتك ايه بعد الكلام الحلو ده
- حنان : ده أنتي بنت الغالية الله يرحمها كانت طيبة أوي والكل بيحبها وزعلت جدا لما سافرت وأنتي فيكي شبه كبييير منها
- ندى : ربنا يباركلك يا طنط تسلمي الله يرحمها
- حنان: طيب هسيبك بقا تشوفي اللي وراكي واستني مكالمة هتفرحك قريب أوي بإذن الله
- ندى : بإذن الله
جذبت حنان ندى إليها تضمها إلى صدرها بود وحب حقيقي مما جعل الأخيرة ودت لو تبكي الآن من شدة دفيء أحضان هذه السيدة
ابتعدت حنان عن ندى ثم لوحت لها مودعة وقد أخبرتها أنها ستتصل بها دوما لتتطمئن عليها وستتصل بها كلما أتت إلى هنا لكي تراها ثم تحركت معتلية الدرج حيث شقتها
بينما ندى ظلت واقفة للحظات شاردة ثم وجدت نفسها تعود أدراجها إلى شقتها ونست أمر حمزة بعد عدة دقائق أفاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها الذي مازال في يدها فأجفلها وجدت المتصل هو حمزة وتذكرت أنها كانت صاعدة إليه لكن جارتها تلك أثارت فضولها وظلت تفكر عمن تتحدث تلك المرأة وماهي تلك المفاجأة ؟؟
فتحت الخط وقبل أن تتحدث وجدت صوت حمزة يحدثها بسخرية قائلا :
- ندى هااانم يا ترى هنقعد هنا سنتين تلاتة ولا في أمل نروح قبل كده ؟؟
- ندى بغيظ : على فكرة يا حمزة باشا أنا خلصت من ربع ساعة وكلمت جنابك لقيت موبايلك مقفول و..
- قاطعها حمزة موضحا : أكيد مقفلتش الموبايل يا ذكية بس كانت معايا مكالمة على الخط التاني المهم يعني أنزلك ؟؟
- ندى : أه يلا مستنياك
- حمزة : ثواني وهكون عندك سلاام
لحظات وكان أمام باب شقتها وقد كانت تقف خارجها وبجوارها أرضا حقيبة سفر تشبه التي حملها سابقا ف نظر للحقيبة بتوجس ثم توجه ببصره تجاه تلك الواقفة أمامه تكتم ضحكتها بيدها ف رفع حاجبا مستنكرا ثم قال :
- طالما بتضحكي تبقا زي أختها صح ؟؟ قولي قولي متتكسفيش
- حاولت ندى المرواغة قائلة : هي أيه ديه يا حمزة اللي زي أختها مش فاهمة تقصد أيه ؟؟
- حمزة وقد ضيق عينيه غير مصدقا: لأ والله مش فاهمة أقصد أيه أمال بتضحكي ليه يا أختي على فكرة قولتلك قبل كده كدابة فاشلة أوي يا نودي
اقترب من الحقيبة ومد يده ليحملها وهو يقول لله الأمر من قبل ومن بعد وما إن حملها حتى نظر ل ندى باستياء قائلا : منه له ؟؟جاااي رااايح منه له
- ندى وهي تلصق شفتيها ببعضها حتى تكتم ضحكتها بالكاد ثم قالت أخيرا : أحممم في حاجة يا حمزة حساك متضايق شوية خير
- حمزة بغيظ : شوووية !! لأ كتير كتيييير يا أختي أنا بس عايز أعرف حقيقي أنتي بتحطي في الشنط أييه ؟؟ أكييدأكيييد طوب تصدقي فعلا أنتي أكيد كل ما بتيجي هنا بتخافي توحشك الشقة ف بتكسري حيطة وتحطي الطوب بتاعها جوه الشنطه عشان لما تحسي بالوحدة تضمي الطوب ف حضنك وتنامي للدرجادي عندك جفاف عاطفي لأ لأ يا ندى لا يمكن أسيبك كده أبدا من بكره هخليكي تنامي في حضني وأمري لله بقا ال.....
- ندى بحزم : حمززززة
- حمزة بتراجع : أنا بس كان غرضي مصلحتك على العموم أنتي الخسراانه يلا يا أختي يلاااا اتفضلي قدااامي
تحركت ندى لتهبط الدرج أمامه وهي تسمع صوته من خلفها يتمتم بسخط ويبدو انه أيضا يشتم في سره ف ضحكت بصوت منخفض حتى لا تثير حنقه اكثر لكنه سمعها فقال
- أضحكي أضحكي وأنتي غرمانة أيه ما أنتي نازلة فاضية مش أنااا
- ندى بسخرية : عيييب عليك يا حضرت الرائد كل ده عشان شايل حتة شنطة
- حمزة مقلدا أياها بسخط : حتة شنطة !! بس متقوليش عليها شنطة
واخيرا وصلا لسيارته أنزل الحقيبة أرضا ثم فتح باب السيارة الخلفي وألقي بالحقيبة داخلها بعنف ف صرخت ندى :
- شنطتيييي ديه فيها حاجت تتكسر
- حمزة بدهشة : ليييه ؟؟ حاطة النيش بتاع والدتك فيهاااا
- ندى : هههههه لأ مش للدرجادي يا عسل
- حمزة : اركبي يا ندى بدل ما أرميلك الشنطة ديه في الشارع واخلص وممكن أفكر وارميكي وراها
- ندى بتذمر : اوووف حاااضر
تحرك حمزة ليفتح باب السيارة الأمامي ليدفع بداخله ندى بغيظ ثم توجه للباب الآخر وفتحه وجلس أمام المقود وضع مفتاحه ليدير سيارته بسرعة متجها لمنزل والدته مستمتعا بتذمر تلك الجالسة بجانبه بسبب دفعه أياها بتلك الغلظة المتعمدة
أما عل الجانب الآخر حيث نعود إلى البناية الموجودة بها الجارة حنان التي ما إن أبدلت ملابسها وافرغت محتويات الأكياس التي جلبتها من السوبر ماركت أمسكت بهاتفها بعدما ارتدت منظارها الطبي وبحثت في الأسماء عن الأسم المنشود والتي قد حصلت على رقمه منذ دقائق واخيرا وجدته ضغطت على زر اتصال لحظات وأتاها صوت تعرف صاحبته جيدا قد قضت بصحبتها أيام جميلة قبل أن ترحل من بنايتها وتتجه لمنطقة آخرى وشقة جديدة كانت صاحبت الصوت تتسائل عن هوية المتصل قائلة :
- سلام عليكم مين معايا ؟؟
- وعليكم السلام يا كركورة مش ...
- وقبل أن تكمل جملتها صاحت صاحبت الصوت بنبرة متحمسة مشتاقة : حنووووون محدش بيقولي كركورة غيرك وحشتيني أووي يا حنان فينك كل ده مختفية من فترة أخس عليكي يخونك العيش والملح ؟؟
- حنان بضحك : هو كان عيش وملح وبس وفتة ولحمة ورقاق وفراخ ومكرونة بشاميل ياااه من ساعت ما عزلتي وأنا مكلتش مكرونة بشاميل حلووة زي بتاعتك هو حد كان مدلعني قدك
- أه وعشان كده لما عزمتك أكتر من مرة مكنتيش بترضي تيجي
- حنان :غصب عني والله يا كريمة ما أنتي عارفة الحياة كلها مشاغل وبعدين ما أنا جيتلك كتيير المدرسة القديمة قبل ما تنقلي المدرسة الجديدة يا حضرت الناظرة وبعدين من بعد ما مشيتي كمال تعب وفضل تعبان يا حبيبي لحد ما مات الله يرحمه
- كريمة : الله يرحمه ياارب المهم قوليلي كنتي فين المدة ديه ومكلمتنيش ليه أنا حاولت أكلمك كتيرموبايلك كان مقفول بس اطمنت عليكي من خالد قالي أنك سافرتي مع ريم السعودية
- حنان : فعلا والله وموبايلي اتسرق هناك شوفتي الخيبة ولولا إني شوفت حمزة النهارده ف شقتكوا وخدت منه الرقم كنت هتصرف وأجيلك والله لأنك وحشاني جدا المهم سيبك من ده كله هبقا احكيلك قصة حياتي بعدين المهم عندي ليكي مفاجاة أنما أيييه من العيار التقيييل عشان تعرفي غيبت غيبت ومرضتش اكلمك بايدي فاضية
- كريمة بعدم فهم : أيه خييير ؟؟ مفاجآة أيه ؟؟
- حنان بتشويق: نفسك تشوفي مييين وهتتجنني عشان تشوفيها ؟؟
وتلقائيا راح تفكيرها لتلك الغائبة الصغيرة التي حتما الآن ليست بصغيرة أبدا بل مؤكد أنها صارت شابة وربما أم : من ناحية نفسي فأنتي عارفة إني نفسي أشوف ليلووو بس أكيد مش هي فقوليلي أنتي بقااا
- حنان بسعاادة: لأ هي ليلووو شوفتي بقا المفاجآة
- كريمة بذهول غير مصدقة : بجد بجد يا حنان شوفتي ليلو ؟؟ أمتاا؟؟ وفين ؟؟ هي عاملة أيه ؟؟؟ وبقا شكلها عامل أزااي ؟؟ و..
- حنان مهدئة صديقتها قائلة : اهدي اهدي يا كريمة واه يا ستي شوفتها مش هتصدقي فين ؟؟ هنا في البيت في شقة منى الله يرحمها
- كريمة بصدمة : منى ماتت ؟؟ أمتااا ؟؟ وليلو عايشة في الشقةلوحدها ولا جت مع باباها واخواتها ولا أيه ؟
- حنان موضحة : منى ماتت من زمان ليلو بتقول أنها ماتت وهي صغيرة وباباها كمان مات من 3 سنين ومعرفش إذا كان ليها اخوات ولا لأ بس هي اتجوزت وعايشة مع جوزها عند حماتها
- كريمة : طب هي لسة عندك ؟؟أنا عايزة أشوفها دلوقتي ؟؟
- حنان: مش عارفة بس شكلها كانت ماشية عشان مستعجلة على العموم متقلقيش أنا جبتلك رقمها ومقولتلهاش أي حاجة قولت تقوليلها أنتي بنفسك
- كريمة بسعادة : أوعي تكوني قولتي لحمزة حاجة أنا عايزة اعملهاله مفاجأة
- حنان : لأ متخافيش مقولتلوش حاجة أنا أصلا شوفته الأول
- كريم بحماس : طب قولي الرقم بسرعة
- حنان : اكتبي عندك يا ستي .....
وبدأت تمليها الرقم كانت كريمة تدون الرقم على هاتفها في نفس اللحظة لكن ما إن أنهت كتابته حتى ظهر لها الرقم مدون بالفعل على هاتفها باسم ندى فصعقت من هول المفاجآة وصاحت بصدمة قائلة :
- ندى !!!
ظنت حنان أن كريمة تذكرت الاسم الحقيقي ل ندى فقالت وهي تضحك :
- كويس أنك فاكرة اسمها الحقيقي أنا أول ما قالتلي ندى تنحت شوية لحد ما افتكرت أن ده كان اسمها الحقيقي مش ليلو عارفة استغربت أوي أول ما قولتلها الأسم ده الظاهر أول مرة تسمعه
- كريمة وهي مازالت غير مصدقة تلك الصدفة وتدعو الله أن يكون الأمر به خطأ أو أي شيء غير أنه حقيقة: أنتي قولتلها حاجة عني؟؟
- حنان : لأ قولتلها في مفاجآة عشانك حد نفسه يشوفك وهيكلمك بنفسه
- كريمة وهي تحاول تجميع الخيوط لتتأكد مما ظنته: أنتي قولتي أنها متجوزة وقاعدة عند حماتها ؟؟
- حنان مؤكده : أه هي قالتلي كده ؟؟
- كريمة وقد ضيقت عينيها بتركيز متسائلة : أنتي شوفتي حمزة النهارده في الشقة صح؟؟
- حنان : اه
- كريمة : أمتا بالظبط ؟؟
- حنان : يعني من ساعة تقريبا
- كريمة بارتباك : طيب معلش يا حنون هقفل دلوقتي وهرجع اكلمك تاني عشان عايزني ضروري في اجتماع مهم
- حنان : ماشي يا كركورة بس أول ما تكلمي ليلو عرفيني
- كريمة : أكيد طبعا بإذن الله سلام عليكم
- حنان : وعليكم السلام
أغلقت كريمة الخط وظلت ساهمة في الفراغ أمامها تحاول أستيعاب الصدمة وكيف تتأكد منها وفي لحظة وجدت الحل يطفو أمامها جليا
امسكت بالهاتف الأرضي الموضوع بجانبها وطلبت أحد الأرقام ثوان وكانت أحداهما على الجانب الأخر تجيبها
- كريمة :أستاذة سعااد لو سمحتي عايزة ملف تعيين ندى فورا
- سعاد : حاضر يا حضرت الناظرة بس خير ؟؟
- كريمة : خير يا استاذة بس محتاجة أشوف الملف
- سعاد : حااضر دقايق وهيكون قدام حضرتك
- كريمة : منتظراكي سلاام
- سعاد : سلااام
وبعد دقائق مرت على كريمة كأنها الدهر أتت سعاد وهي تحمل بيدها ملف ندى طلبت منها كريمة أن تضعه على المكتب وتتركه لها وتنصرف
لم تجرؤ على فتح الملف لتتأكد من الحقيقة كانت تشعر كما لو كان هذا الملف هو قنبلة توشك على الانفجار في وجهها وبعد لحظات من الخوف ..التردد والترقب أمسكت بالملف وقلبت في أوراقه حتى وجدت شهادة الميلاد الخاصة بندى قلبتها بين ايديها بأصابع مرتعشة تجولت بعيناها تبحث سريعا عن اسم الاب بالكامل والأهم اسم الأم والتي تحفظه عن ظهر قلب وبالفعل حدث ما توقعت انفجرت الحقيقة أمامها لم تعلم ما ينبغي عليها فعله وجدت يدها تسحب الهاتف وتضغط دون تفكير على رقم حمزة ولدها تتصل به لحظات وأتاها صوته المندهش لأنها لا تتصل به وهو في عمله وتذكر أنه ربما اتصلت بها جارته حنان وأخبرتها بمقابلتها أياه ف رحب بها متسائلا :
- حضرت الناظرة بنفسها بتتصل بيا دلوقتي بالرغم أنها غريبة بس الموبايل هينفجر من المفاجآة الحلوة ديه
- تحدثت وكأنها لم تسمعه : أنتا فين يا حمزة ؟؟
- تعجب حمزة من نبرة صوتها الغريبة يبدو أن بها شيء فسألها بلهفة قائلا : خير يا أمي مالك في أيه ؟؟
- كريمة بحزم: هتعرف كل حاجة لما تجيلي هات ندى وتعالالي المدرسة فورا
- حمزة بدهشة : ندى !!
- كريمة بتساؤل : أيه هي مش معاك ولا أيه ؟؟
- حمزة بتردد : هي قالتلك أنها هتبقى معايا ؟؟
- كريمة : هي مقالتليش حاجة أنا اللي بسألك
- حمزة وعقله يفكر في اختلاق أية كذبة على الرغم أنه لا يمقت شيء في حياته أكثر من الكذب خاصة على والدته لكنه مضطر فأجابها بنصف الحقيقة قائلا : لأ هي معايا أنا كنت رايح الشقة أجيب حاجات وهي ليها واحدة زميلتها قريبة من مكان الشقة راحت بصت عليها وقعدت معاها شوية لحد ما أنا خلصت وقابلتها وراجعين على البيت أهوه بس أنا مش فاهم حضرتك عايزانا نيجي عندك المدرسة ليه ؟؟ وبعدين أنا حاسس أن في حاجة حصلت وحضرتك مش عايزة تقولي
- كريمة بصرامة: لما نتقابل هتفهم كل حاجة سلام دلوقتي
- حمزة : ماشي سلام
أغلق الخط وأكد على ندى الكذبة حتى لا يفتضح أمرهما وما إن وصلا إلى المدرسة وجد والدته بانتظارهما همّ بأن يهبط من السيارة لكنها أشارت له أن يبقا بمكانه وأنها ستركب في المقعد الخلفي وما إن جلست حتى أرجع حمزة رأسه للخلف متسائلا بقلق :
- في أيه يا أمي أيه اللي حصل ؟؟ مالك ؟؟ شكلك بيقول أن في حاجة وحاجة كبيرة كمان ؟؟
- كريمة متجاهلة حديثه ثم قالت بلهجة آمرة : ارجع بيناعلى شقتنا القديمة
- حمزة باندهاش : نعم ! شقتنا القديمة! ليييه ؟؟
- كريمة : حمزة مش عايزة أي أسئلة ولا أي كلام حتى لحد ما نوصل ويتقفل علينا باب الشقة مااشي ؟؟
- حمزة بطاعة : حااضر يا أمي حاااضر
أنهى كلمته وتحرك بسيارته عائدا لشقتهما السابقة والتي يقطن فيها هو حاليا وما إن وصلا حتى نزل هو أولا ليفتح لوالدته باب السيارة الخلفي
ترجلت كلا من كريمة تبعتها ندى أغلق حمزة السيارة وصعدت الأولى تتقدمهما إلى أعلى ولكن قبل أن تصل للطابق الموجود به شقتها وقفت في الطابق الموجود به شقة ندى أمام باب شقتها تحديدا ثم نظرت خلفها إليهما قائلة بسخرية :
- تحبوا نتكلم هنا ؟؟ ولا نطلع فوق أحسن ؟؟
- ابتلع كلا من حمزة وندى ريقهما بارتباك تخلص منه الأول قائلا لوالدته بمراوغة ومرح مصطنع : نتكلم هنا فين يا ماما أيه هنقعد على السلم ولا ايه ؟؟
- كريمة وقد لوت شفتيها بسخرية قائلة : وليه نقعد على السلم واحنا عندنا في العمارة بدل الشقة اتنين ثم نظرت ل ندى متسائلة : ولا ايه يا ندى ؟؟
- ندى بارتباك : هاااا ؟؟
- كريمة : بقول يعني بما أننا قدام باب شقتك ف أحنا ممكن ندخل نتكلم هنا بدل ما نطلع دور كمان وشقتك وشقة حمزة واحد ولا أييه ؟؟
ساد الصمت من كليهما وعلما أن أمرهما قد انكشف لكن لا يعلما كيف وإلى أي مدى انكشف الأمر وحينما طال الصمت تحركت كريمة صاعدة الدرج نحو شقتها وحينما وصلت توجه حمزة بصمت للباب وفتحه دلفت والدته أولا ثم ندى واخيرا دخل هو خلفهما ثم اغلق الباب وتوجه للداخل نظرت لهما كريمة بغيظ قائلة :
- اتفضلوا اقعدوا ..أشارت لحمزة أولا قائلة اقعد يا بيه ثم أشارت ل ندى بنفس السخرية أقعدي يا هااانم
كان منظر الاثنان مثير للشفقة حقا كانا أشبه بتلميذ خائب يؤنبه استاذه على عدم فهمه للدرس بعدما شرحه له للمرة العاشرة كانا يجلسان أمامها مطأطئي الرأس ف بادرت كريمة موبخة ولدها قائلة :
- ندى عند صاحبتها يا ماما صح يا حمزة ؟؟ من أمتا وانتا بتكدب عليا ؟؟ وليه أصلاااا ؟؟ بس قبل أي حاجة وكل حاجة هسأل السؤال الأهم بالنسبالي حاليا وهتحلفوا أنتو الاتنين على المصحف ده وأشارت للمصحف الصغير التي أخرجته من شنطتها للتو ثم اردفت لأني بصراحة بعد كدبتكوا عليا مش هصدقوا تاني
- حمزة : يا ماما بس أفهميني أن...
- كريمة بغضب : أفهم أيه يا حمزة أفهم أن ابني اللي عمره ما كدب عليا من وهو صغير بيكدب وهو كبير وقبل ما أفهم أي حاجة اسمعوني أنتو الأول
عايزة أعرف جوازكم لسة على الورق ولا لأ ؟؟ثم أضافت محذرة واياكوا تكدبوا عليا وأنتو الاتنين هتحلفوا على المصحف أنكوا بتقولوا الحقيقة
- حمزة باستغراب : وليه كل ده يا ماما وهو حتى لو اتجوزنا بجد فين المشكلة ما أحنا متجوزين وسألنا وعرفنا أن جوازنا فاسد مش باطل يعني جوازنا صحيح يبقا وايه يعني لو جوازنا بقا جواز فعلي
أرتج قلب كريمة في صدرها هلعا حينما استنبطت من حديث ولدها أنه تمم زواجه ب ندى لكنها اطمئنت بعض الشيء حينما صاحت الاخيرة قائلة
- والله يا ماما محصلش بينا أي حاجة حمزة ملمسنيش وجوزانا زي ما هوه على الورق وبس
- كريمة وهي تمد يدها لها بالمصحف : احلفي على المصحف
لكن قبل أن تمسكه ندى من يد كريمة هدر حمزة قائلا بضيق :
- وليه نحلف أصلا يا أمي ؟؟ ليييه ؟؟ ويفرق أيه مع حضرتك إذا كان جوازي بندى صوري لسة ولا بقا بجد مش حضرتك اللي كنتي بتقنعينا أننا نتمم جوازنا أنا مش فاهم حاجة أرجوكي يا أمي فهميني ؟؟
- كريمة بأصرار : أحلفوا الأول وبعدين هتفهموا
أمسكت ندى بالمصحف من يد كريمة وحلفت عليه أن حمزة لم يصبح زوجا فعليا لها وانه لم يمسها قط وكذلك فعل هو
بقية الفصل الاخير
وأخيرا هدأت كريمة بعض الشيء ثم أخرجت من صدرها زفرة حارقة وجلست على مقعدها مرة آخرى بعدما وقفت في اللحظات الماضية من فرط توترها ، نقلت بصرها بين كليهما ثم قالت بهدوء وجدية :
- ممكن أعرف منكم حقيقة جوازكم أسبابه الحقيقية مش اللي سمعتها منكم قبل كده ومش هقبل بأي كدب فاااهمين
- أماء كلا من حمزة وندى رأسيهما وبدأ الأول في سرد ما حدث لكن الثانية أوقفته بأشارة من يدها قائلة بأصرار : بعد أذنك يا حمزة أنا اللي هحكي ل ماما الحقيقة زي ما حكيت الكدب لأني عارفة أنك مش هترضى تقولها كلها لكن هي من حقها تعرف كل حاجة من غير حاجة ناقصة ثم بدأت ندى في سرد قصتها من البداية وحتى محاولة انتحارها وانقاذحمزة لها وانتهاءا بطلبها للزواج منه لحمايتها وحينما انتهت من حديثها نظرت لها كريمة بألم ثم تسائلت مجددا :
- طب ليه خبيتوا عليا ؟؟
- ندى بصدق : مكناش عايزين حضرتك تقلقي على حمزة من اللي اسمه كريم ده وتخافي من أنه يأذيه
- أردف حمزة : احنا كنت متفقين على كلام تاني أصلا يا أمي لكن ندى لما شافتك مقدرتش تكذب عليكي خصوصا ف طبيعة جوازي منها لكن بردو من خوفها أن حضرتك تقلقي عليا مرضيتش تقولك موضوع الزفت ده
- كريمة بتساؤل : طب وليه مقلتليش أنها ساكنة هنا معاك في العمارة وأنها جارتك
- ندى : معرفش ده الكلام اللي جه ف بالي ساعتها
- حمزة بنفاذ صبر:ممكن بقا حضرتك تفهمينا أيه اللي بيحصل بالظبط وعرفتي منين موضوع شقة ندى وليه حضرتك مهتمية كده أن جوازي من ندى ميتمش
- تطلعت كريمة فيهما ثم قالت بثقة: أنتو الاتنين جوازكم باااطل مش ...
- قاطعها حمزة : يا أمي ما أنتي عارفة أننا سألنا و ...
- كريمة مقاطعة أياه : مش عشان سبب جوازكم ولا اتفاقكم
- حمزة وقد رفع حاجبه بدهشة متسائلا : أمال عشان أيه ؟
- كريمة بعدما أخرجت زفيرا مشتعلا من صدرها : عشان أنتو الاتنين أخواات ومفيش حد بيتجوز أخته وبالتالي جوازكم باطل
- حملقا فيها كليهما بدهشة وبدا لا يستوعبا ما قالت فسألها حمزة مستفهما : معلش يا ماماا بس عشان تقريبا كده مفهمناش أو مسمعناش كويس حضرتك قولتي أيه؟؟
- كريمة وقد اعادت ما قالت : قولت اللي أنتو سمعتوه كويس ندى أختك يا حمزة يعني متجوزلكش
- حمزة ببلاهة : معلش بس أختي أزززاي هو حضرتك أكيد تقصدي أختي في الله طبعا يا ماما كلنا أخوات في الله
- كريمة مشددة على كلامها : لأ يا حمزة أختك أختك
- ندى بلغبطة: أخته ..أخته !! أزاااي ؟؟ يعني مامتي مش مامتي ولا بابايا مش بابايا ؟؟ ولا بابايا وماماتي مش بابايا ومامتي ؟؟ ولا ايه ؟؟
- حمزة بمزاح لا يتناسب تماما مع الموقف : أنتا مش ابني على فكرة قصدي أنا مش باباك على فكرة أنا مش عارفني أنا توهت مني أنا مش أناااا
- ندى وقد لكزته بغيظ قائلة : وده وقته هزار أنتا كمااان
- حمزة : يا بنتي أنتي مصدقة الكلام ده يعني أكييد أكييد ماما بتهزر بتردلنا المقلب أو تقريبا ممكن تبقى كدبة أبريل مش أحنا ف شهر أبريل باين
- كريمة بجدية : حمزةةة أنا من أمتا بكدب وابريل أيه ومقلب مين وهي ديه حاجة فيها هزار بقولك ندى أختك
حمزة بعدما تيقن أن والدته تتحدث بجدية فقال بدهشة : أختي أزااي!!
..............................
إلى هنا انتهت أحداث الجزء الأول من رواية أهداني حياااة
أزاي ندى تبقى أخت حمزة ؟؟ التغيرات اللي هتطرأ على الأحداث بناءا على المفاجأة ديه ؟؟ هل بقا ل عمر فرصة تانية مع ندى ؟؟ كريم ايه اللي هيعمله ؟؟ زياااد هل علاقته ب حلا هتقف عند النقطة ديه ولاهتكون سبب بداية ل علاقة جديدة مع أحدهم ولاااا ؟؟ نسمة هل هتعرف بأخوة حمزة بندى ؟؟ وعلاقتها بحمزة هتتغير ؟؟
أحداااث أكثر أثارة وسخونة ومرح تنتظركم بالجزء التاني من الرواية بإذن الله يكون قريباً.... فانتظروووني على وعد باللقاء ....
دمتم في سعاادة
هدير محمود علي
عايزه اسمع رأيكم مش مجرد لايك وخلااص ده الفصل الاخير اتوصوا بياااا بقااا عشان اتوصا بيكم ف الجزء التاني
استغفر الله العظيم واتوب إليه
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق