رواية زوجتى الشرقية الفصل السادس والسابع بقلم سيليا البحيرى
رواية زوجتى الشرقية الفصل السادس والسابع بقلم سيليا البحيرى
#زوجتي_الشرقية
الفصل السادس
غامت عيناه فجأة بعد أن كانت تلمعان كالنجوم المتلألئة .. أصبحت ترتجف بخوف بين ذراعيه التى تحيطان بها من تلك النظره ... ان كانت تخيفها نظرته التي تصطحب بالبريق .. فأن تلك ترعبها !!
هتف بصوت بارد ثلجى
- ومن قال لكِ انكِ تستطيعين ان تخطى خطوة واحدة بدون أذنى
كل كلمه يقولها يشدد من خصرها بقوه حتى تأوهت بضعف وألم ..
- لن تستطيعين الفرار بسهولة يا ليــان !
- بلى أستطيع
هتفت بها وهى تضغط على شفتيها بغضب ..
لقد أصبحت لا تستطيع ان تأمن بما سيفعله معها وهما بمفردهم..
يلمسها بجراءة وتظن انها ستصمد ولن تتفوه بكلمة !
ومع آخر ما نطقته دعست قدمه بحذاء كعبها المتوسط الطول ..
ملامحه لم تتغير ولكنه أفلت ذراعيه التى تأسران خصرها بقوة وتملك صاحت بغضب وهى تضرب بحذائها على الأرض بقوة
- هذه المرة اكتفيت بالقدم المرة القادمة تعلم أين ستكون !
وقامت بأغلاق باب الغرفة بحده بعد ان التقطت حقيبتها وشياطين الدنيا تحوم حولها وهى تتمتم بكلمات عربية لم يفهمها !
من المؤكد تسبه وتشتمه بكل الألفاظ التى تعرفها .. ابتسم فى خفوت وهو يتمتم
- مهرة جامحة !
....................................
توقفت عن فعل كل شىء بعد آخر مكالمة التي كانت منذ ثلاثة اسابيع .. لا تعلم عنه اي شيء !! اكتفت فقط بمهاتفة حماتها وسؤالها عن حالها !
لا تعلم ماذا تفعل معه وما مصير علاقتهم الفاترة الفترة القادمة ؟!
وجدت قدماها تذهب الى منزل خالتها فى الصباح وتجلس مع ابيها الروحى إبراهيم
طرقت على الباب غرفته بمرح ثم فتحت الباب
- ادخل ولا اطلع ؟
تهللت أسارير إبراهيم وهو يغلق المصحف
- تعالى يا حبيبتى
توجهت نحوه على الفور وهى ترتمى فى أحضانه وبدأت الدموع تتساقط بغزارة على وجنتيها ، ىبت إبراهيم على ظهرها بحنان ابوى وهو يعلم جيدا ما تعانيه ..
ابتعدت عن احضانه وهي تمسح دموعها بأناملها ، و
قالت بمرح
- قلبناها فيلم هندى دلوقتى
- طمنينى عامله ايه انتِ وخطيبك ؟
ويا ليته لم يسألها لتتجمع الدموع وهى تغمغم بسخرية وألم
- عادى زى اى واحده مخطوبة .. غلطت وكان لازم اتحمل نتيجة خطأى
أحاط براحتيه وجنتيها وهتف بحنو
- هو مش مقدر الجوهرة اللى فى ايديه بس صدقينى هيندم بعد كده
- جوهرة !! انا وحشة انا يا عمو هو المفروض يتجوز واحده تستاهله وتحبه مش واحده بتخطط وتخسرله شغله ومحتفظة بوصلات امانه علشان تسجنه .. يا ريتنى ما سمعت كلام ماما
هتفت بها بقهر وهي تشعر بقلبها الذي يتمزق إلى اشلاء .. ثم تابعت بحسم وهى تقرر وضع حد لكل تلك الفوضى
- بس انا خلاص هرجع كل حاجه زى ما كانت
ابتسم إبراهيم بحب وهو يهتف
- صدقينى اللى يحبك هو اللى هيفضل يجرى وراكى لحد ما يخليكى تتجوزيه .. يفضل يعافر علشان يوصلك
اتسعت ابتسامتها لتقبل وجنتيه
- بحبك يا بيبو
تفاجأ من صوت سارة التى اقتحمت الغرفة وهى تهتف بتذمر طفولي
- لا بابى ده بتاعى انا وحدى
ثم اتجهت نحو وهى تحتضنه بتملك تحت أنظار ورد الضاحكة وهي تمتم فى خفوت
- كل حاجه لازم ترجع زى ما كانت
..........................................
رنين جرس باب المنزل الملح جعلها تهرول إلى الباب خشية أن يأتى الضيف فى اى لحظة وهى تفتح إلى عامل التوصيل ..
اخذت الاكياس بسرعة وهى تعطيه النقود لتغلق الباب وهى تهرول الى المطبخ لتتخلص من الأكياس سريعا ..
يعلم ابيها جيدا انها لا تستطيع أن تطبخ وسميرة التى تساعدهم فى تنظيف وطبخ الطعام اعتذرت اليوم بسبب مرض ابنتها .. ظلت وحيده فى المطبخ لا تعلم ماذا تفعل ووالدها لا يمكث فى المنزل فى يوم عطلته خصوصاً يوم الجمعة ..
تذوقت الاكل برضى قائلة بتلذذ
- تحفه ..مش هيعرف ان الاكل ده من بره
استمعت الى صوت ابيها وهو يغلق باب المنزل وصوت أحد آخر
ظلت تجهز الاطباق تضعها فى الطاولة لتستمع الى صوت والدها يناديها بأن تأتي ..
أغلقت جفنيها وهى تستعد لمقابلة ذلك عديم الاخلاق ارتسمت ابتسامه بلهاء وهى تتجه نحوهم
- السلام عليكم
رد والدها والعديم الاخلاق عليها لتهتف وهى تشير بأصبعها إلى الطاولة
- الغدا جاهز اتفضلوا
كانت تتناول فى صمت وصممت عدم المشاركة فى الحديث .. كان الحديث الدائر بينهم عن العائلة وآخر التطورات التى حدثت لها لتقاطع حديثهم وقررت أن تشارك لأول مرة
- وعلى كده بقى يا سيادة الرائد حصل ايه لـ صاحب العربية اللى خبطتهاله ؟
كان حديثها يشوبه المكر وهى تتلاعب بحاجبها له
ليهتف ببرود شديد
- زى ما قلت مشكلة بسيطة واتحلت وصاحب العربية سحب البلاغ اللى قدمه
وجهت حديثها نحو الى والدها قائلة بخبث
- عارف يا بابا مين طلع صاحب العربية ؟
ما إن هم لينطق حتى قاطعه مروان وهو يقول
- واحد زميلى فى الشغل بس زى ما قلت مكنش فيه اضرار لعربيته
هتف فى خفوت بابتسامة خبيثة
- صاحبة جدا
كان ينظر لها بحده لتتسع ابتسامتها البلهاء وهى تنظر الى طبقها وظلت تلعب بشوكتها الى الطعام .. وكانت الحيرة مرتسمة على ملامح أيمن !!
...........................................
- غبى و حيوان
كانت أول ما نطقت به ليان وهي تفتح باب السيارة الامامية
ضحك حمزة باستمتاع وهو ينظر الى حنقها ليهتف ببشاشة
- اهدى بس قوليلى مين اللى عصبك كده
استقلت المقعد الامامى وهتفت بشراسة
- هو فيه غيره .. فى حد بيشتغل فى الجمعة لأ وبكل برود بيقولى فى اجتماع بره الشركة
اتنبها على صوت فتح باب السيارة الخلفي لتجد زين يجلس بكل برود وهو يأمر حمزة بأن ينطلق إلى وجهتهم !!
لا تعلم كم من الوقت مر حتى وجدت السيارة وصلت الى وجهتها .. ترجلت على الفور وهى تنظر الى المطعم وبدأت معدتها تصدر اصواتاً صارخاً بالطعام لتعض شفتيها بحنق
- مش وقتك انتِ كمان !
لاحظت وجود سيارة حراسة خلف سيارتهم .. تشعر بالغضب والحنق وهى تجد حمزة يفتح الباب الخلفى له تذمرت بضيق
- ليه مشلول هو علشان ميفتحش
كتم حمزة ضحكاته وسط نظرات زين المتسائلة لتجده يتحدث بخفوت الى حمزة والآخر يتحدث فى خفوت مماثل له ونظراتهم معلقه عليها ..
خجل ... ارتباك ... غضب لا تعلم اى شعور هو الطاغي عليها لكن نظرات زين المصوبة نحوها تربكها .. تسري قشعريرة خفيفة تدب بجسدها بأكمله تحت نظراته المبهمه !!
نظفت حلقها جيدا لتجد زين اصبح بجوارها لينطلقا إلى المطعم .. رائحة عطره بادت تدمنها .. قربه منها يجعلها مشتتة .. حائرة !!
استفاقت من تلك الحالة وهى تجد زين يتجه نحو طاولة يوجد بها رجلين أحدهما فى منتصف العمر والآخر فى ريعان شبابه وتوجد إمراة جميلة والتى ما إن رأته حتى اسرعت نحوه وتعانق زين بحميمة .
اشاحت بنظرها للطرف الاخر وهى تهتف الى عقلها بسخرية .. انضجي يا فتاه إنه لا يناسبك أبدا !!
لم تستمع الى حديثهم كانت شاردة لتنتبه الى صوت الرجل فى منتصف العمر وهو يصافح زين بحرارة
- سيد زين من الرائع رؤيتك مرة اخرى
ثم استدار إلى القابعة خلفه وهتف بمشاكسة
- ومن تلك الجميلة ابتعد دعني اراها
نظرت يمينا وشمالا ربما لا يقصدها لتجد يد زين تمنعه وهو يهتف ببرود
- انها مساعدتى الخاصة يا سيد ديفيد
رد ديفيد بأبتسامة
- اعلم يا عزيزي وهل يمكن أن تكون غير هذا ؟!
انتبهت على الاخر وهو يتجه نحوها ويهتف بابتسامة خلابة جعلها هى الاخرى تبتسم بدون وعى
- جون ديفيد رجل أعمال ما زال فى بدايته وما اسمك يا ..
هتفت باسمها وهي تصافح يده فى ثوان معدودة .. لإ تريد إحراجه وهي تجد يديه الممددة نحوها .
تعلقت ببصرها إليه لتجده ينظر لها بغموض .. لم تفهم ما كل تلك النظرات الغامضة لتنفض برأسها لتلك الاسئلة المبهمة التى لن تجد إجابتها ..
- اسم جميل مثلك انستى
توردت وجنتيها من الخجل وهى تهز رأسها فى خفوت ولا تعلم لم لسانها توقف عن الحديث ربما لانها اول مرة يتغزل بها أحدهم علانية !!
- هيا يوجد لدينا عمل
هتف بها بنبرة باردة ثم امسك كف ليان لتجلس على المقعد ويجلس بجوارها !
زادت معدل نبضات قلبها من لمسته .. استشعرت بملمس كفيه رغم انه قبضته قويه لكنها كانت ناعمة دافئة .. بدأ عقلها يعمل بعاطفية وهذا لا يصح ابداً لا يجوز فى الوقت الحالى .
زفرت براحة والاجتماع قد انتهى .. رفض زين دعوة الطعام متعللاً بأنه يوجد بعض الأعمال التي لم تنتهي !!
ستقتله حتما إن لم تذهب الى البيت الساعة اوشكت ان تصبح الثالثة عصرا وهى لم تتناول سوى كوب شاى فى الصباح !!
وما إن استقلت السيارة مرة أخرى لتهتف إلى حمزة بسأم وهى تريد الصراخ بوجه القابع فى الخلف وينظر إلى احد الاوراق بتركيز
- هو احنا هنرجع الشركة تانى ؟
ليرد حمزة ببشاشة
- للاسف اه
صاحت بصوت عالى وهى تحاول ان تجذب انتباه ذلك الجلف البارد
- يارب صبرنى
...............................................
إستراحة لمدة عشرون دقيقة .. ليس سيئا بل ممتاز !
رأته يتجه نحو مكتب مدير العلاقات العامة فى الطابق الاول
توجهت إلى الطابق السفلى وهى تنظر بنظرة سريعة الى المكان الذى عبارة زجاج فقط كله مكشوف حتى الطوابق العلوية السور عبارة عن زجاج متين !
كانت تسبه بكل الألفاظ وهى تنتظر انتهاء دوامها تبقت ساعتين فقط وينتهي الدوام .
امسكت بقدح القهوة وبعض المقرمشات تتناولها بمضض جلست على احد الطاولات وهى تستمع الى همهمات الجميع
- اخيراً لقيت حد مصرى
كان يهتف بها شاب في أوائل الثلاثينات من عمره وهو الآخر يمسك قدح القهوة ليتسائل فى أدب
- ممكن اقعد
اومأت رأسها بالايجاب وهي ايضا تحتاج لأحد تتحدث معه
جلس الشاب وهتف بمرح
- شويه وكنت هلاقى نفس سافرت بره بمجرد انى مش لاقى حد مصرى اتكلم معاه
ثم تابع بجدية يتخللها المرح وهو يعدل ياقته
- تامر الحسينى موظف حسابات على قد حاله فى الصرح العظيم ده
أجابت بهدوء
- ليان ابراهيم مساعده صاحب الصرح العظيم ده
لاحظت عبوس وجهه وهو يهتف بغموض
- غريبة !
- هى ايه الغريبة ديه ؟
هتفت بها بتساؤل وقد شعرت بالفضول لمعرفة السبب
- اول مره اسمع زين يبه يخلى واحده تبقى مساعدة شخصية ليه .. معملهاش قبل كده !
حديثه جعلها تتوتر اكثر .. لاحظ تامر تعبيرات وجهها المتوترة ويديها المرتجفة وهى تمسك القدح !
لم يجد سوى ان ينتشلها منذ ذلك الموضوع وبدأ يتحدث عن مواقفه وطرائف تحدث له كل يوم
لانت ملامحها وهى تستمع الى حديثه المضحك لتبدأ بعدها تنفجر من الضحك وتهتف بأبتسامه متسعه
- لا ده انت حكايتك حكايه
ثم بدأت تتطرق في عدة مواضيع عامة .. برغم ذلك الحشد تشعر بأن أحد يراقبها .. يقين فى داخلها وهى تبحث فى اعين الجميع المشغول بالحديث مع الآخر ..
رفعت اعينها للطابق العلوى لتجده هو امامها جسده متصلب ونظرات عينيه غامضه مثل التى كانت فى المطعم !!
اشاحت بنظرها وهى تنتبه الى تامر الذى يلوح بيديه لها لتنتبه الى حديثه وهى ترتشف القهوة التى اصبحت باردة !!
..........................................
عادت من منزل خالتها وهى عازمة ان تضع حد لكل تلك الأشياء الشنيعة التي فعلتها وندمت عليها.
استغلت عدم وجود والدتها ووالدها لتذهب الى غرفتهم ..
فتحت الخزنة الموجودة بداخل فى غرفته والديها وهى تبحث عن ضالتها !
ابتسمت فى اتساع وهى تحمد ربها ان الاوراق ما زالت موجودة
أعادت كل شىء فى مكانه وهى تغلق الخزنة بهدوء ..
وضعت الاوراق فى حقيبتها وهي عازمة أن تنهى كل تلك الفوضى التى سببتها له .
........................................
انتظرته يأتى وهي تخبره انه يوجد أمر هام يجب أن يتحدثا فيه !!
وضع النادل المشروب البارد وهى تشكره فى هدوء ..ظلت ترتشف المشروب فى تلذذ منتظره مجيئه
- خير جيت ايه الموضوع المهم
هتف بها وهو يخلع نظارته ويجلس على المقعد المقابل لها ببرود
نظفت حلقها وهي تمتم فى اسف وتضع المشروب على الطاولة
- انا اسفه .. عارفه الكلمة دى قليلة جدا في حقك ..بمجرد لعبه رخيصه لعبتها انا وماما وخسرتك شغلك و كل حاجه انت بتحبها
كانت ستهتف بحبه الوحيد لكن وجدت لسانها ينطق "كل حاجه انت بتحبها "
صاح بسخرية
- ايه ده الضمير عندك صحى النهاردة ولا ايه ؟!
هتفت بتألم وبدأت الدموع تتجمع نحو مقلتيها
- صدقنى غصب عنى ..انا مش وحشه يا يوسف صدقنى بس ساعه شيطان وراحت لحالها
ما زال تعبيرات وجهه جامدة وهو يقول بجمود
- مبتأثرش بدموع التماسيح ديه !
فتحت حقيبتها وهى تخرج ظرف كبير ..ثم امسكت بعلبة ذات حجم متوسط وضعتها على المقعد بجوارها هاتفه بجمود
- الظرف ده فيه وصلات الأمانة و العلبة دي فيها الشبكة
نظر إليها بعدم تصديق وبشك لتهتف بتألم وهى تجد فى نظراته انه حتى لا يصدقها
- ليك حق تستغرب وتشك برده بس ديه كل الاوراق الاصلية مفيش نسخ تانيه
ثم قامت من مقعدها وهى تنزع الخاتم الذى يزين بنصرها وتضعه على الطاولة همست بألم ودموعها تتساقط بحرارة
- اوعدك انى مش هخليك تشوف وشى تانى
وقبل ان تأخذ حقيبتها وتغادر دنت نحو وجنتيه وقبلته بعمق هامسه نحو أذنه بأسف
- سامحنى
................................................
انتهى دوام العمل وهى بالكاد ترى ما حولها وكالعادة قبل أن تغادر تذهب إليه ..
طرقت الباب لتجد صوته يأذن لها بالدخول..
هتفت بنبرة خافتة وهى تجاهد ان تفتح عيناها
- لقد انتهيت من عملى يا سيد زين
- ينتظرك حمزة فى الاسفل
نبرته جافة باردة كالعادة وما إن همت لتغادر الغرفة حتى هتف بصوت جاف لا يقبل النقاش
- سيكون عملك بعد الأن فى منزلى
وما إن همت لتحادثه حتى وجدته يدلف الى المرحاض .. هزت رأسها بيأس وهي تغادر حجرة مكتبه
اخذت حقيبتها واستقلت المصعد وهي تريد أن تحتضن وسادتها الناعمة .. ذلك عديم المشاعر يستنفذ كل طاقتها !
.............................
استقلت السيارة في المقعد الخلفي وهي تحث حمزة
- فى أقرب وقت عايزة الاقي نفسى وصلت البيت
ابتسم حمزة وهو يهتف برزانة
- هو الشغل فى الاول كده متعب بس هتتعودى عليه
- بطريقته الغبية ديه مظنش
هتفت بها فى خفوت وهى تجز على اسنانها بغيظ شديد .. كل يوم يزداد إصرارها فى لكم وجهه الوسيم !
انتبهت على صوت رنين هاتفها لترد على اتصال شقيقتها وهى تهتف
- سارة انا جايه فى الط...
لتصرخ سارة بفزع وهي تقاطع حديث ليان
- الحقينى يا ليان بابا !
#زوجتي_الشرقية
الفصل السابع
بمجرد أن نطقت بأسمه رفيقها .. والدها .. اخيها .. صديقها .. سندها .. حاميها .. حتى كادت ان يغشى عليها من الصدمة ، واسوأ الأفكار يقتحم ذهنها
كان فى الصباح فى صحة جيدة قبل أن تذهب مباشرة الى عملها الذى يستنفذ طاقتها ببطء ويرهق روحها .
لا تعلم كيف بدأت الدموع تتهاطل بغزارة على وجنتيها هتفت بصوت ضعيف واهن يكاد يسمع
- بابا حصله ايه ؟
صوت بكاء ونحيب عالى تسمعه من شقيقتها كانت تحاول ان تخرج هى الاخرى كلماتها بصعوبة شديدة وكأنها تحاول عملية النطق
- احنا رايحين على مستشفى **** عربية الاسعاف وصلت
وهذا آخر ما تلقته لتجد شقيقتها تغلق الخط .. بدأت تشعر بأن روحها تنسحب ببطء ووجهها بدأ يفقد بريقه ليصبح شاحب كالموتى .. ونظرات عينيها زائغة .. ضائعة !
- ليان يا بنتى ردى عليا طمنينى
بدا صوته وكأنه ينادى على بعد مسافة بعيدة ، لم تشعر بالسيارة التى توقفت على جانب الطريق .. ولا بحمزة الذى ترجل على الفور وفتح الباب الخلفى وهو يتحدث بقلق وخوف
- بابا يا عم حمزة
هتفت بها وهى تشعر انها فقدته للأبد همست بتوسل وكأن عقلها بدأ يستوعب تلك الفاجعة
- ارجوك بسرعة على المستشفى
............................
كل ثانية والأخرى تتأفف بضيق شديد وهى تنظر إليه كيف يتحدث مع والدها براحة .. وكأنه جالس فى منزلهم !
همست فى خفوت وهى تنظر إلى الساعة التى تجاوزت السابعة ليلاً
- وناوى حضرته ينام معانا بالمرة
تعلم جيدا انه سمع همسها بسبب انها جالسة فى المقعد القريب منه ووالدها الجالس فى مواجهته وهى تجد عيناه تتسع بمكر وابتسامه غامضه تحتل شفتيه
- طب عن إذنك يا عمى ، استأذن بقى انا علشان ورايا شغل بدرى الصبح وكمان طولت فى القعده معاكم
اجابت فى همس وهي تقضم اظافرها
- لا كتر خيرك اعتقدت انك معندكش دم
احتضنه ايمن بقوة وهو يخبره بأن يكرر زيارته مرة آخرى ، ارتسمت ابتسامه صفراء على ملامح وجه ندى وكأنها تودعه .. لم تستطيع ان تنفذ ما جال بذهنها بسبب تحذيرات والداها الكثيرة ان لا تتهور .. وما إن اغلق والدها الباب حتى اطلقت تنهيدة عميقة وهى تذهب الى غرفتها لتنام وتريح اعصابها بسبب كثرة حديث والدها وذلك المدعو مروان وإصرار ابيها ان تكون معهم حتى وان كانت لا تشارك فى الحديث.. نوم دافىء بعد ذلك اليوم الحافل .
......................................
عادت إلى منزلها بابتسامة راضية .. حتى وإن كانت لن تحيا بدونه فيكفيها أن لا تسبب جرح له بعد الآن .. يقولون العاشق يضحي فى سبيل من يحب .. وها هى ضحت بحبها الذى كان عبارة عن حب من طرف واحد فقط ! .
قصتهم انتهت .. وما زالت تتذكر حديث والدها الروحى ان من يحب سيظل يعافر حتى يصل لنصفه الآخر .
وهى بالفعل ستنتظر من سيجعلها تنسى حبها له ! ربما يكون حبها مجرد افتتان فقط .. هزت رأسها بيأس وهي عازمة على ان تغلق تلك الصفحة السوداء .
لم تكن خبيثة وماكرة يوما ما .. اخذت تنجو ربها فى سرها وهى تتمنى ان ينزع حبها له من قلبها .. يكفيها الأشخاص الذين تسببت فى آذيتهم ..
- كنت كل الوقت ده بره بتعملى ايه ؟
صوت والدتها حسينة كان غاضبا .. ابتسمت وهي تريها إصبعها الخالى من الخاتم
- كنت علشان ده .. صفحه واتقفلت يا ماما يلا عن إذنك هنام
أخذت تخطو خطواتها نحو غرفتها وهى غير عابئة بما تتفوه بها والدتها من عبارات غاضبة .
استدارت إليها قبل أن تغلق باب غرفتها
- وعلى فكرة بقى انا اديته وصلات الامانه علشان متفكريش تقرصى بيها ودنه
ظلت تدندن باستمتاع وهي تغلق باب غرفتها وترتمى على فراشها ... غير عابئة بألاعصار الذى يحدث فى الخارج
وما هى فترة حتى تبدلت معالم وجهها من الفرح للعبوس ثم بدأت فى نوبة البكاء بدون سبب .
امسكت بهاتفها على الفور وهى تمسح صورته الوحيدة التى تزين هاتفها وعقلها يخبرها لم يهاديكِ حتى تتذكرين له ذكرى .. لم يُقبلك حتى تشعرى بملمس شفته .. لم يحبك حتى تتألمى .. لم يعشقك .. إنه يكرهك .. أخرجيه من اعماق قلبك لتستريحى
همست وكل ذرة فى قلبها تشتاق إليه
- يا رب
.........................................
عقله بدأ يفكر بها !! .. فالذي حدث إليه لم يكن يتصور أنه سيحدث إطلاقاً .. تنهد بيأس وهو يحاول ان يفك شفراتها .. بات لم يفهمها .. معقده كمسألة لوغاريتمات يصعب على الطالب حلها !
استشف الصدق من حديثها اليوم وما زال عقله يرفض ان يسامحها ..
بسببها هى وجد نفسه فى الصباح اليوم التالي فقد وظيفته بدون سبب وكان لديه ديون كثيرة بسبب تجهيزات زواجه من ليان .
وجد قدميه تذهبان إلى والداها بسبب ثرائه وهو يساعد الجميع بسبب طيبته وعطفه .
يعلم عقله تهور فى تلك اللحظة وهو يذهب إليه وهو ظنه أنه مثل والده إقترض النقود منه فى مقابلها توقيع وصلات امانه كنوع من ضمان حقه وهو مازال يتذكر جملته عند تردده فى التوقيع
- متقلقش يا بنى انا عمرى ما هحاول اذيك بس اعتبر كأنك مشفوتهاش وانا يا بنى مش عايز منك فلوس ديه ترجعالهى
وهو بكل سذاجه وقع وهو يخبره بأن سيعيد له ماله بس يجب عليه ان يصبر قليلا.... وتفاجأ بعدها بتهديدات منه إنه لم يأتي بالمال فسيعطى الوصلات للشرطة لتزجه إلى السجن .
وقد انكشف قناع الحقيقة وما كانت طيبته وعاطفته سوى قناع زائف يضعه على وجهه لينخدع الناس به ... انصعق وهو يخبره عن شروطه حتى لا يزجه إلى السجن .
يأس ولم يجد سوى أن يوافق على شروطهم وهو يخسر حب طفولته ليعقد قرانه منها ليخبره فى النهاية ما أن يتزوجها سيقوم بحرق تلك وصلات الامانة امام وجهه .
اغلق جفنيه وهو يميل بجذعه على سيارته الحديثة التى امتلكها بعد ان عاد لوظيفته مرة اخرى وتفاجأ بترقيته ليصبح من موظف فى البنك إلى مدير البنك .
بدأت تتساقط عليه الأموال من حيث لا يدرى بعد أن تقدم لخطبتها .. همس فى خفوت
- ورد
ملامحها جميلة هادئة وهى اسم على مسمى كالورد يأسرك إليها منذ الوهلة الاولى وعندما تقترب منها وتمسكها فأنها تصيبك بشوكتها .. فقربها نار وبعدها نار
عقله اصبح مشتت وهو يحاول ان يهدأ من تخبطاته .. غابت عنه ثلاثة أسابيع ليتفاجأ باتصالها وهي تخبره بأنها تريد رؤيته .. عقله ما زال يتذكر وهى تدنو امام اذنه وتقبل وجنتيه غير عابئة بالجميع .. أن تسامحــه !! .
كيف يغفر لها .. لا يستطيع أن يغفر لها بسهولة وكان عقله غافل على ان حفل زفافهم سيعقد بعد شهران من الوقت الحالى !!
....................................
خطت بخطوات شبه متعثرة ما إن وصلت السيارة إلى المشفى
تشعر بنخز فى قلبها .. تخشى فقدانه .. لن تسامح نفسها إن حدث له شيئا .
وجدت شقيقتها ووالدتها يحتضنان بعضهما وكأن كل منهما يستمدان قوة من الأخرى .. ركضت إليهم فورا لترتمي فى أحضانهم .
أخذت تحاول فى تهدئتهم وان كل شىء سيصير على ما يرام ووالدها قوى لن يصيبه اى شىء .. كانت تهدئهم وهى تريد من يهدئها ..
قامت من مجلسها على الفور وتبعها والدتها وشقيقتها وهى ترى الطبيب يخرج من غرفة العمليات قائلا بعملية
- الحمدلله إننا لحقناه على آخر لحظه هيتنقل للعناية المركزة لمده ٢٤ ساعه علشان نطمن ميكونش فيه مضاعفات مع إن ديه تانى مره تحصل خلال فتره قصيرة وانا بلغتكم بضرورة اجراء عمليه فى اقرب وقت
رأى انسحاب الدماء من ثلاثتهم وعدم مقدرتهم على الحديث .. لتستمع إلى صوت حمزة وهى قد تناسته للحظة وقد شغلها امر والدها وهو يهتف بجدية
- تمام يا دكتور جهز الاوراق
قال الطبيب وهو يهز رأسه
- اتفضل معايا
ذهب حمزة والطبيب تحت نظراتهم المنصدمة .. لتمسح سارة دموعها وتهتف بتساؤل وخرج صوتها متحشرجاً
- مين ده يا ليان ؟
- ده عم حمزة اللى حكيتلكم عليه
ارتمت سعاد على المقعد وهى تشعر بالالام فى جسدها وهى تهتف بصوت حازم ولكنه خرج ضعيف واهن
- روحى يا ليان شوفى فى ايه ؟
اومأت رأسها فى تفهم وهى تكاد تهرول لكى تلاحقهم وتفهم ما الذى يجرى ؟ سيساعدها عم حمزة ؟ كيف ؟! انها اموال طائلة لا تستطيع ان تجعله يتكفل بعالج والدها وتقف هى صامته ..
.........................................
- ليه يا عم حمزة حضرتك عارف المبلغ كبير جدا انا مقدرش اسدده
هتفت بها وهما جالسان على احد المقاعد ليهتف حمزة بعبوس
- ايه يا بنتى اللى بتقوليه ده هو فيه حد بيرجع فلوس ابوه بعد ما بياخدها
هزت رأسها بالنفى ثم تابعت بتوسل
- يا عم حمزة انا مقدرش اوافق ديه تحويشه عمرك كلها من بداية ما اشتغلت .. اخدها انا طب مفكرتش فى اولاد حضرتك ومراتك ؟ لما يعرفوا ان فيه واحده غريبة اخدت كل فلوس والدهم
هم ان يرد عليها ليجد هاتفه يرن ليلتقطه ويرد فى هدوء
- لا تقلق عشر دقائق وستجدنى انتظرك
اغلق هاتفه وهو ينظر إلى ليان لتهتف وهى تعلم المتصل
- اتفضل يا عم حمزة
قام من مقعده وهو يهتف فى حنو
- عايزة حاجه يا بنتى
هزت رأسها بالنفي وهى تهتف بأبتسامة هادئة
- شكرا يا عم حمزة بس بلغ استاذ زين انى مش هقدر اجى بكره
اومأ رأسه بأيجاب وهتف
- هعدى عليكى بكره اشوفك لو احتاجتى حاجه ، وياريت فكرى يا بنتى فى كلامى تانى
...................................
- لما تأخرت يا حمزة كل ذلك الوقت ، تعلم اننى اكره الانتظار
هتف بها زين بجمود وهو يجلس فى المقعد الخلفى للسيارة
تمتم حمزة بحزن
- لقد مرض والد ليان لذلك ذهبت بها المشفى ولذلك اعتذرت عن المجىء غداً
- وماذا اصبحت حالته ؟
هتف بها زين بتساؤل ليغمغم حمزة وهو يتحرك بسيارته إلى القصر
- لا اعلم سيظل فى العناية المركزة لمده اربعة وعشرون ساعة .. ولكنه يحتاج إلى ان يجرى عمليه فى الخارج والمبلغ طائل لذلك قدمت لها المساعدة ومع ذلك رفضت
هز زين رأسه وامتنع بعدها عند الحديث ، ليمسك هاتفه ويبعث برسالة قصيرة إلى شخص ما ثم اخذ يتابع ببصره إلى الطريق .
............................
بدأت تقص على والدتها وشقيقتها وهى تشعر بالتحير والتشتت .. لقد جاء أخيرا من يقدم يد العون لمساعدة والدها ، ولكن كيف يساعده وهو لم يراه من قبل !!
لقد أصبح العالم غريبا .. فالغريب اصبح قريب و القريب اصبح غريب !
ظلت تمسد رقبتها وقد بدأ النعاس يتسلل إلى جفنيها
- هنعمل ايه يا ماما ؟
- بكره هيحلها من عنده .. خدى اختك وارجعوا على البيت وانا هفضل هنا لحد الصبح
هتف بها سعاد بنبرة جامدة .. لتهز سارة رأسها نافيه
- انا مش هتحرك من هنا مقدرش اسيبه ولا اسيبك لوحدك
قاطعتهم سعاد وقد شعرت بأن ليان رغم الإرهاق الذي يكسو ملامحها لن تتزحزح هى أيضا
- انا اللى اقوله يتنفذ خدى اختك يا ليان وروحوا على البيت قبل ما الوقت يتأخر
أمام إصرار والدتها جعل سارة توافق على مضض وهي تقوم من مقعدها لتأخذ بيد شقيقتها ويرحلا وعلى الرغم من أنهما متشابكي الأيدي ولكن كلا منهما فى واد آخر بعيد عن عالم الواقع !
..............................
ليلة مؤرقة قضتها ونوم متقطع ... انتظرت حلول الصباح حتى قامت من فراشها وتستعد للذهاب إلى ابيها الروحي
إنه يعلمها جيدا .. إنها مثل الكتاب المفتوح أمامه .. حتى بعد أن خطفت زوج ابنتها توقعت ان يثار عليها .. لكنه وجدت نظرة حزينة عاتبة وكأنه يخبرها ابنتى لا تفعل ذلك !
ارتدت ملابسها على عجاله وهى تحاول ان لا تحتك بوالدتها فى الصباح.
ظلت تتسحب ببطء وهى ترى الأوضاع هادئة بالطبع والدتها لن تستيقظ ما زالت الساعة السابعة صباحا ..
وما إن وضعت يديها على باب المقبض حتى شهقت وهى تضع يديها على صدغيها بسبب صوت والدتها الجهوري
- ماشيه بتتسحبى زى الحرامية كده ليه على الصبح ؟
توترت من ذلك الوضع المشحون ونظرات والدتها لا تبشر بالخير إطلاقا
- لا ابدا رايحه اعمل مشوار الصبح بدرى وهرجع البيت على طول
توسطت حسينه بيدها حول خصرها
- مش متحركة من هنا غير لما افهم ايه اللى هببتيه امبارح ده ؟ انتى عارفه فاضل كام على فرحكم .. علشان تقوليلى سيبتوا بعض إنتى عايزة الناس تاكل وشنا ولا ايه ؟ ومتفتكريش بعملتك المهببه انك تاخدى وصلات الامانه وتديهاله ان انا سكتلك
عقدت ورد يديها على صدرها وهتفت بلا مبالاة
- والله انا مش هاممنى كلام الناس وياريت تتصلوا بيه علشان ننهى كل حاجه وده قرار نهائى يلا سلام ورايا مشوار
ثم استدارت وفتحت باب المنزل وخرجت صافعه الباب بقوة لتكز حسينه أسنانها بغيظ
- ماشى يا بنت بطنى
.....................................
ظلت تصعد الدرجات فى عقار منزل خالتها فى هدوء حتى وصلت إلى طابق معذبها نظرت إلى باب منزله لبرهة .. ثم اشاحت رأسها واكملت صعود الدرجات الى الطابق الذى يليه .. وهى قررت منذ الأمس أن لا تفتح تلك الصفحة مرة أخرى .
ظلت ترن على الجرس مرات متتالية وهى تتعجب من عدم فتح خالتها الباب حتى فتحت سارة ...
هوى قلبها ذعرا وهى تنظر إلى معالم وجهها .. عيونها منتفخة وجهها شاحب للغاية وشعرها مشعث .. دق ناقوس الخطر لتهتف بتوجس
- عمو إبراهيم حصله حاجه ؟
احتضنتها سارة وهى تهتف بنحيب
- بابا فى المستشفى يا ورد
عقلها لم يصدق ما تفوهت به .. اتسعت عيناها من الصدمة قالت بلهفة وبدأت الدموع تتجمع نحو مقلتيها
- طمنينى هو عامل ايه دلوقتى ؟ وليه محدش اتصل بيا وقالى إنه فى المستشفى
جففت سارة دموعها بكفها وهى تهمس بصوت واهن
- هو فى العناية المركزة دلوقتى .. وليان بتجهز جوا علشان هنروح المستشفى .. كنا من الصدمة مش عارفين نتصرف ولا نعمل ايه ؟
ربتت ورد على ظهرها لتجد ليان هى الاخرى تقدمت نحوهم وهتفت بجدية جاهدت فى ظهورها
- يلا بينا
وبالفعل استقلت الفتيات سيارة ليان منطلقة إلى المشفى وقلوبهم عالقة فى ذلك الشخص القريب والبعيد فى آن واحد .
...............................
لم تشعر بمرور الوقت ... بدأ الليل يسدل ستائره واخيرا زفرت براحة عندما أفاق والداها احتضنته بقوة ثم تسحبت ببطء لتخرج من المشفى بأكملها.
جلست على احد المقاعد خارج المشفى .. وظلت تتابع إلى سير المارة بشرود وما زال عقلها يفكر فى حل تلك الازمة !!
الاحساس بالعجز يقتلها فى اليوم ألف مرة لترجع برأسها إلى ظهر المقعد وتغلق جفنيها وهى تفكر فى عرض عم حمزة .
أفاقت على رنين هاتفها لترد فى بصوت متحشرج
- ايوه يا عم حمزة
لحظة صمت دامت لمدة ثوان قليلة لتهتف بإستسلام
- حاضر جايه
قامت من مقعدها لتتوجه نحو سيارته القابعة أمام باب المشفى ...
توقفت امام باب السيارة دنت قليلا وهى تتحدث من النافذة .. هتف حمزة بأبتسامة هادئة
- ازيك يا بنتى عاملة ايه و اخبار الوالد ايه دلوقتى ؟
غمغمت فى خفوت
- بابا الحمدلله فاق
انشرح اسارير وتابع حمزة بلهفة وهو يشير باصبعيه لكى تصعد
- معلش يا بنتى بس زين بيه طلب منى انى اخدك لأنه عاوزك فى موضوع مهم
عقدت حاجبيها فى تعجب وتساؤل لما يريدها
- متعرفش هو عاوزنى فى ايه ؟
رفع كفيه علامه على أنه لا يعلم
- معرفش يا بنتى ، بس هو قال انى اخدك عايزك فى موضوع مهم
وافقت باستسلام وهى تجلس فى المقعد الخلفي كما يخبرها دوماً على الرغم من رفضها من الجلوس فى المقعد الخلفي وعدم وجود رب عملها ..
بعثت برسالة لشقيقتها انها ستخرج لنصف ساعة وستعود إليهم .
.....................................
ترجلت من السيارة أمام بوابة شركته ..
وظلت تسير بهدوء حتى دخلت الى الشركة ولم يعترض رجال الأمن على دخولها !
دلفت إلى الشركة وهى تجد سكون عم المكان وقد غادر الموظفون بأكملهم .. بلعت ريقها فى توتر من القادم وهى تستقل المصعد .
يديها اصبحت ترتعش ما إن توقف المصعد عند الطابق المنشود .. سحبت نفس عميق وزفرته على مهل وهى تهتف بقوة زائفة لن يحدث شىء .. كل شيء سيصير على ما يرام .
طرقت الباب عدة طرقات خافتة .. لتستمتع إلى صوته وهو يأمرها بالدخول
امسكت بمقبض الباب وفتحته فى هدوء .. ظلت تقدم رجل وتؤخر الأخرى وهى معلقه ببصرها إلى الأسفل هتفت فى هدوء
- تفضل يا سيدى لقد اخبرنى عم حمزة انه يوجد امر هام تريدنى ان تخبرنى به
انتظرت رده لعدة ثوانى لترفع ببصرها نحوه لتجده عيناه مثبته عليها .. تحدق بها بقوة جعلت جسدها يسرى به شراره كهربية نظراته المثبته على جسدها تجردها من ملابسها وكأنها تقف عارية أمامه .
عضت شفتيها السفلى بغيظ و بدأت تتصاعد حمرة وجنتيها بغضب
- ماذا ؟
قام من مجلسه وهو يتقدم نحوها فى خطوات هادئة واضعا كفيه فى جيب بنطاله .. أشاحت برأسها جانبا بسبب ذلك القميص اللعين الملتصق بجسده مبرزا عضلات جسده الرياضية وقوة بنيته
ظلت تخطو للخلف بخطوات بطيئة يصحبها خطواته التى تتقدم نحوها وكأنه فهد على وشك الانقضاض على فريسته .
شعرت بشيء بارد يحتضنها من الخلف .. ولم يكون سوى الحائط وقبل محاوله الفرار وجدت ذراعيه تستندان على جانب وجهها ونظراته ما زالت غامضة
اغلقت جفنيها وهى تشعر بأنفاسه التى تحرق جلدها ونبضات قلبها تدق بعنفوان تكاد تقسم انه يستمع إلى صوت نبضات قلبها بسبب قربه ووضعهم الفاضح بالنسبة لها
هتفت بتلعثم وهي تفتح جفنيها وتشيح النظر إلى زرقاوة عيناه التي توترها
- سيدى لا يصح ما تفعله معي .. ماذا إن فتح الباب فى اى لحظة ووجدنا فى ذلك الوضع
مال بوجهه قليلا إليها وهتف بنبرة ذات مغزى
- لا تقلقي لن يجرؤ احد على ان يفتح ذلك الباب .. غير أنه لا يوجد أحد غيرنا
ثم تابع بصوت اجش آمر
- تزوجينى
نظرت اليه بصدمة شديدة تحاول استيعاب ما قاله .. يريد أن يتزوجها ؟ لما ؟! تعلم جيداً إنها لا تملك اى مواصفات قياسية ليتزوجها ..جسدها نحيل بعض الشىء و بشرتها خمرية وجهها رقيق بداية من اعينيها البندقية الواسعة ثم انفها الدقيق وشفتيها المكتنزة ..لا يوجد لديها أى عامل من عوامل الجذب للرجال وخصوصا زين الحديدى ..
هتفت بصدمه وما زال عقلها غير الان لا يتقبل تلك الفكرة
- سيدى انك تمزح بالتأكيد
قاطعها بصوته الرجولي هاتفاً بثبات وهو يبتعد عنها عدة خطوات
- لا يا عزيزتي إنني لا أمزح
بللت شفتيها واخذت تعدل حجابها بشرود هامسه
- لماذا انا ؟ لماذا تريدنى ان اصبح زوجتك
ليهتف بجمود واعينه الزرقاء الثابتة على جسدها
- لانكِ مجرد صفقة رابحة بالنسبة لى
اتسعت عيناها بذهول ..حاولت اخراج لسانها من جوفها للرد على ذلك الوقح أمامها ..ولكنه أبى أن يخضع لها ..صفقه رابحه!! يريد أن يتزوجها لأنها صفقه رابحه .
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق